المحسوبيَّةُ داءٌ عقامٌ ومضاعفاتُه ماحقة !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 01:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة شاذلى جعفر شقَّاق(shazaly gafar)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-25-2009, 11:17 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المحسوبيَّةُ داءٌ عقامٌ ومضاعفاتُه ماحقة !

    المحسوبيَّةُ داءٌ عقامٌ ومضاعفاتُه ماحقة !*


    (1)

    المحسوبيَّةُ داءٌ عقامٌ هبطَ مع الإنسانِ على هذا الكوكب ولازمه على مرِّ العصورِ والأزمنةِ ، ولمْ تنجُ بقعةٌ من بقاعِ الأرضِ منه؛ عربيةً كانت أم أعجميَّة ! مهما اختلفتْ أنظمةُ الحكمِ فيها ؛ ممالكاً كانت أم جمهوريَّاتٍ أم دُويْلاتٍ أم أنظمةً شموليَّةً أو حزبيَّةً أو طائفيَّةً أو غيرها . وإنْ اختلفتْ – نسبيَّاً – الإصابةُ به وفق رُقِىِّ الأمم والشعوب وترفُّعها عن ثالوث التخلُّفِ (الجهل – المرض – الفقر ) , كلَّما تأخَّر ركبُ هذه الأمم عن الحضارةِ الإنسانيَّةِ وتعثَّرتْ قوافلُها فى الأحراشِ والأدغالِ أو تخبَّطتْ فى قِفارِ التيه والصحارَى أو خاصتْ حوافرُها فى الطينِ والوحَلِ والمستنقعات ؛ تفشَّى هذا المرضُ اللعين فاتكاً بسائرِ أعضاءِ المجتمع حتى لا تجِدنَّ – بالكاد- عضواً يتداعى للآخرين بالسهر والحُمَّى ! فهو إمَّا مُصابٌ بالداءِ أو ناقلٌ لفيروساتِه عامداً أو لم يعمدِ ! إذاً ( لا توجَد منطقةٌ وُسطى ما بين الجَنَّةِ والنارِ ) ! إن لم يكن كاوِياً بنارِ المحسوبيَّةِ فمُكْتويَّاً بها إلاَّ مَن رَحِم ربِّى !
    لماذا يحدثُ كُلُّ ذلك وداخل كلِّ شخصٍ إنسانٌ مثالىٌّ يمثِّلُ جهازَ المناعةِ الفطرىِّ ضدَّ هذا الوباءِ البشرىِّ الذى يتنافَى مع سائرِ المِلَلِ والنِحَلِ ومفاهيم العدلِ المُطْلقة ؟ أيخوضُ الإنسانُ – ضالاً- مع الخائضين على غرار إنْ أحسنَ الناسُ أحسنت وإنْ أساءوا أسأت ؟! أم أنَّها الحاجةُ الرعناءُ لممارسةِ الحياةِ وإنْ كانت على رُفاةِ قيمةٍ مُثلَى ! أم أنَّها ضرورةُ المسايرةِ حينما تنسدُّ طُرُقُ الشرعيةِ والسَّعْى القويم ؟ أم ماذا ؟
    إنَّ تعاطى أفيون المحسوبيَّةِ يبلغُ بمُدمنيها حدَّ التباهى والتفاخُر بأسبابِ الحصولِ عليها وطولِ الأيادى ووَفْرةِ مخالبِ النفوذِ السُّلْطوىِّ وسعةِ العلائقِ وأواصر القُربى أيَّاً كان نوعها ! بل يجتاز المُتعاطى حدَّ التباهى والتفاخُرِ إلى إفراغِ كلمةِ المحسوبيَّة من معناها الشائنِ والبغيضِ وحشْوها بمعانٍ لا تمُتُّ إليها بِصِلة ! كـ (الفَلاحه والَّلحْلَحَه والشطاره ) !

    (2)
    أنْ تحْصُلَ على منفعةٍ على حسابِ الآخَرِ الذى هو أحَقُّ بها منك .. أنْ تسحبَ كُرسِيَّاً من تحته حتى يسقط على قفاه ! .. أن تخطف لُقمةً من بين فَكَّيه ..أو ابتسامةً من بين شفتيه .. أو خطوةً من تحت رجليه .. أن تزُجَّه من أَمامِك خارج الصَّف .. أو تجُرَّه من جُبَّتِه من الصفِّ الأَمامى وما أن يتقهقرَ للوراءِ حتى تنتصبَ مكانه ! فأنتَ – يا هذا – فالحٌ .. وأىُّ فلاحٍ ترجوه أكثر من ذلك ؟!
    أن تذبحَ الإيثارَ على نطع الأنانيَّة باسمِ الذات ثمَّ تمسحُ مُدْيةَ الانتهازيَّةِ على وَبَرِ المَوات ..ثمَّ تُعيدُها إلى غِمْدِ الظَّفَرِ الكذوب .. وأنتَ لا تعلم – يا هداك الله – أنَّك تذبح ضميركَ الميِّتَ حيث لا قطرة دمٍ ولا شخير ولا فرفرة ذبيح ! .. أىُّ فلاحٍ ترجوه أكثر من ذلك؟!
    وبما أنَّ السُّلطةَ والمحسوبيَّةَ رديفان على صهوةِ الحياة على مرِّ الدهـورِ ؛ فإنَّ الأخيرةَ لا تقوم لها قائمةٌ ولا تُؤتِى أُكُلَها الزَّقُّومىَّ إلاَّ فى ظلِّ نظامٍ عقيمٍ وبيئةٍ فاسدةٍ ومُناخٍ متقلِّبِ الأهواءِ والمزاجِ مثلما يدورُ فى عالَمنا هذا الذى يُطلقون عليه (الثالث ) .. ذلك الذى يتقاذفُ السُّلطةَ مثل كُرةِ قدمٍ تحت صرصرٍ عاتيةٍ فى ميْدانٍ قروىٍّ صغيرٍ يسع نيفَ وخمسين لاعبٍ يَقبلون الزيادةَ إلاَّ مَن أبى أن يُؤازر الفريق اللاعب من الشمالِ إلى الجنوب أو من الجنوب إلى الشمال .. فيُشمِّر كُلٌّ عن رُكبته طاوياً سروالَه الطويل قبل أن يصيح :(هوى آ جماعه دايرِنَّها كَسِرْ والاَّ محاوَرَه ) ..فيركل كُرةَ (السَّجَم) هذه كيفما اتَّفق فإمَّا أن (تصرِّج ) فى الهواء فتدخل مرماه ! أو تغوص فى أعماقِ أيكةٍ وارفةٍ أو تستقرعلى مَفرِقِ قطيَّة ! وفى الآخِر كما قال شاعرُنا المبدع الفيتورى :
    الجاهلُ مَن ظنَّ الأشياءَ هى الأشياءْ
    والخاسرُ مَنْ لم يأخذ ما أعطته على استحياءْ !

    (3)

    ولكنَّ الأدهى والأمرَّ أن تكون (ساقية) السُّلطة حِجْراً على ثيرانها العتيقة (المجرَّقه).. تتناوب على (فجراويها ) و (عشواويها) تغرفُ (قواديسها) من البحر وتصبُّ أيضاً فى البحر ! فكأنَّنا يا عمرو لا رُحنا ولا جينا ! .. ونحن الكادحين تتقاذفنا رياحُ التغيير ذات اليمينِ وذات اليسارِ ، تبثُّنا الساقيةُ أشجانَها وصريرَها وخوارَها وجداولُنا حلوقُها يابسةٌ وزرعُنا ذابل .. وما أنْ تستقرَّ الرياحُ على جهةٍ حتى تمدَّ المحسوبيَّةُ السياسيَّةُ لسانَها ساخرةً من الجهةِ الأُخرى أنْ هـا هو ذا دورُنا قد جاء ..لنبيدَ كُلَّ مخلَّفاتِكم – نكايةً بكم – ونستأصل وجودَكم – صالحاً وطالحاً – من جذوره لتتفرَّقوا فى بلادِ اللهِ أيدى سبأ .. غوروا فماذا تنتظرون ؟ فالتذهبوا إلى الجحيم ! ..فتأمَّل قولَ مفخرتِنا وتاجَ عزِّنا أديبِنا الراحل المُقيم الطيب صالح :
    (كأنَّهم يقلعون أشجاراً ويزرعون أُخرى وينتظرون الحصاد ويقولون ذلك لأجلِ مصلحةِ الوطن ، إنَّه يعلم أنَّك لا تذبح الناقةَ الحلوب ولا تعقر الجملَ الطروب ! ) .
    وربَّما دارت الدائرةُ ، وناحت الساقية واستقرَّت رياحُ التغيير هذه المرَّة على الجهةِ الرجيمةِ ؛ المغضوبِ عليها ، أيُعقَلُ أن تمدَّ المحسوبيَّةُ السياسيةُ لسانَها مرَّةً أُخرى لترقصَ –غِبطةً – على أنقاضِ غريمتها اللدود وعلى حطامِ إنجازاتِها – نكايةً بها - أيضاً (كما تدينُ تُدان ) وهى تُشيرُ إلى (حلاَّق ) الأمسِ أن يبلَّ رأسَه للحلاقة وشاربَه ولحيتَه والحاجبين ! وأنْ يشُدَّ مئزره لعوادى الزمان ، أن يحمل عصا ترحاله وبُقجةَ ما جَنَتْ يداه ؛ ليبرحَ مقامَه غير مأسوفٍ عليه ؛ فتُوءَدُ مشاريعُه فى خِدْرِ أُمِّها .. وتُحمَل مخطَّطاتُه على نعْشِ التنفيذ .. لتبدأ رحلةُ المصلحةِ العامَّةِ من الخطوةِ الأُولى ، بينما يجرجرُ صاحبُنا خطواتِه المترنِّحات فى دروبِ الخيبةِ .. حاملاً جراحَه ، ضارباً فى فيافى الحسرةِ ؛ تتبعه عِبرةُ (الطغرائى ) المتأمِّلةُ ، وعَبراتُه الحزينةُ والسخينةُ باعثةً فى نفسه لواعجَ الأسى لا التأسِّى :
    لكُلِّ شئٍ إذا ما تمَّ نقصانُ *** فلا يَغَرُّ بطيبِ العيشِ إنسانُ
    وهذه الدارُ لا تبقى على احدٍ *** ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ
    فجائعُ الدَّهرِ أنداحٌ منوَّعةٌ *** وللزمانِ مسرَّاتٌ وأحزانُ
    هاهى الأيَّامُ كما شاهدتها دُوَلٌ *** مَنْ سرَّه زمانٌ ساءَتْهُ أزمانُ !


    (4)

    ثم ماذا بعد كُلِّ هذا البلاءِ الماحقِ والمآلِ الساحق؟ أىُّ وَبالٍ تعودُ به المحسوبيَّةُ السياسية على البلادِ والعبادِ ؟ ماذا ستحصد – بحقِّ الجحيم – وقد زرعتْ فى النفوسِ داءَ الحقدِ والغبينة ؛ الوِتْرِ والضغينة وهى تُنصِّبُ الولاءَ الخاوى على الكفاءةِ النزيهةِ ؛ فتدفعه عقدةُ نقصِه على النيْلِ من مرؤوسته (الكفاءة) مقصوصة الجناح! .. ماذا ستحصد المحسوبيَّةُ وهى تُقصِى لوجهِ الإقصاءِ ، وتُدْنى لوجهِ الدُّنُوِّ!
    ألا بئست المحسوبيَّة وإنْ تعدَّدتْ أشكالُها وإنْ تقمَّصتْ الإصلاحَ والإصلاحَ المُضاد ! .. وإنْ تجمَّلتْ وإنْ تلوَّنتْ ؛ سياسيةً كانت أو أيدولوجيَّة .. أو منفعيَّة تلك التى تتقرِّبُ زُلفَى من مراكزِ القرارِ أو تتبادل معه المصالح كأن تقدِّم السبت لأجلِ الأحد ! .. أو عرقيَّة وهى أقذرُ أنواع المحسوبيَّات على الإطلاق وأنْتَنها ! .. تتعدَّد ألوان المحسوبيَّة والحرباءةُ واحدة !
    لذلك كلِّه لم أدهش – يومها – عندما طلب الإعلامى الأستاذ عمر الجُزلى فى برنامجه (أسماءٌ فى حياتِنا ) إلى ضيفهِ القيادى الجنوبى الراحل جوزيف لاقو أن يلِّخصَ أهمَّ مشاكل السودان ، فما كان من الرجل إلاَّ أن اختصرها جميعاً فى كلمةٍ واحدة هى (المحسوبيَّة ) !! .





    * نُشر بالمستقلَّة 14/5
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de