|
اللَّعِب على المكشوف !
|
اللَّعِب على المكشوف !!
شاذلى جعفر شقَّاق
صاح جميعُ اللاعبين : ضربة جزاء .. ضربة جزاء ، جاء (أبْ راسين ) وهو يلهث .. باعَدَ بين حَجَرَىْ المَرْمى (القائمتين
المجازيَّتين) ما شاء له هواه ؛ بعد أنْ أزاحَ عنهما الجلابيب والأحذيةَ والعِصىَّ وأكياس (الصعوط ) .. ثم عَدَّ إحدى عشرة خطوةٍ
قصيرةٍ أمامَ المَرْمى حيث وضع الكُرة .. احتجَّ بعضُ زملاءِه لعدم كفاءَتِه لتنفيذ الضربة !.. عَلَتْ أصواتُهم .. تشابكتْ أياديهم
وتكدَّسوا أمام الكُرة ، غير أنَّ (أبْ راسين ) فاجأهم حينما اختطف الكُرةَ واحتضنها بيُسراه على ظهْره وهو يذودُ عنها بيُمناه
قائلاً :
- ح اشوتْ أنا ، يعنى ح اشوتْ أنا .. موش الكورة حقَّتِى ؟!!!
وضع (ابْ راسين الكُرة – بعد أنْ اعتصم اللاعبون عن اللعب وغادروا الملعب – ثمَّ شمَّرَ عن ساقِه اليُمنى .. تقهقرَ للوراء
حتى بلغ دائرةَ المركز ..كشَّرَ عن أنيابِه .. عضَّ سبَّابتَه .. هجم علي الكُرة مثل نمِر .. ركلها بمقدِّمةِ أصابعه حادَّة الأظافر
حتى صرَّتْ صريراً يُقطِّع نياط المدرَّجات (الصقيعة ) الخاوية على عُروشِها ح قبل أن تَلِجَ المَرْمى الخالى ،ليحرزَ (أب راسين)
بذلك هدفاً صحيحاً لا مُراءَ فيه !!
تقافز فى الهواء مُحتفلاً بهدفه الجميل ، هرع نحو الرَّاية المهترئة .. رقَص (الكِرَنْقْ ) .. توجَّه نحو الأُخرى رقصَ الـ
(دِنْقْ دِنْقْ) .. ثمَّ عَرَضَ فى (الدَّارة ) وحده !!
هذه الركلةُ تهدفُ إلى ضرورة إنشاء الشركات الوطنيَّة المستثمرة فى شتَّى المناحى فى اىِّ بلدٍ كان ، ولكن ليس على
طريقة استحواذ وهيمنةِ (أبْ راسين ) وأنانيَّتِه الفَجَّة ! !ذ لا يحقُّ للحكومة أنْ تطلقَ العنانَ لمؤسَّساتِها وأجهزتِها للاستثمار
كيفما اتَّفق ! .. مُناطحةً بها صخرَ العطاءاتِ العصيَّا !!.. مُزاحمةً بها أكتافَ القِطاعِ الخاص الرَّاسخ قبلها فى ذلك المجال ،
على طريقة (زيتنا فى بيتنا ) أو (الزاد كان ما كفَّى ناس البيت يحْرمْ على الجيران ) !!
ترجو الحكومة من وراء ذلك رفعَ المُعاناة عن كاهل الخزينة العامة ! وتجلُّطَ نزيفِ المُنصرفات المُستديم ومُميِّزات
مسئوليها الخُرافيين والميزانيَّات المفتوحة !!.. فتنْبُت أذرعٌ أخطبوطيَّة لهذه المؤسَّسات لتلتهمَ كلَّ سانحةٍ يُمكنُ أنْ تفقسَ –
حالَ عصرِها – جُنيهاً (سايِبْ ) أو مليارا !! . وهكذا تستشرى حالةُ شَبق عارمٍ وسطَ هذه المؤسَّسات صوب (المال ) .. فيتعاملن
معه معاملةَ الضرائر ؛ كلٌّ تعدُّ له المفارشَ والحشايا وكلَّ أصناف التزلُّفِ والتملُّقِ والتزحلق و (المدايِد ) والعطور !حيث
يُصبح سيد الإسم غايةً فى ذاتِه لا وسيلة !
فهذا الولوج المُقنَّن يجعلنا نقول إنَّ هذه المؤسَّسات ستتعرَّض - لا محالة - لكُلِّ ما يُمكن أنْ يتعرَّض له أىُّ مستثمر فى
أىِّ بُقعة من بقاع هذه الكُرة الأرضيَّة ؛ من ربحٍ وخسارة ، ومدٍّ وجزر ، وعدلٍ وظلم ، وشكاوَى ومحاكم وعصيان وإضرابِ عاملين
عصىّ الاحتواء فى حقْلٍ لا يحتمل عقبَ سيجارةٍ ميتةٍ فضلاً عن عود ثقابٍ تكتمل عناصر اشتعاله الثلاثة !!!!
أوليس من البديهى أنْ تَرْقِى كلُّ تجارةٍ أرباحَها من الكسادِ والخُسرانِ المبين .. وتدثِّرها بالتعاويذِ من عينِ الحسودِ ،
وتحصِّنها إلاَّ مِن القضاءِ الربَّانى ؟!!!!
أوليس مِن البديهى أنْ يُكافحَ ويُنافحَ كلُّ صاحبِ مِلْكيَّةٍ عن مُمْتلكاتِه ومكاسِبه بكلِّ ما أوتِىَ مِنْ منْعةٍ وحنْكةٍ ومُكْرٍ ودهاءٍ ويدٍ
طُولى ولياقةٍ عاليةٍ وعزيمةٍ مُتْخمةٍ بالعائدات ؛ حتى لو أدَّى ذلك للمجازفةِ بمصالح الآخرين ولو كانوا سوادَ الشَّعْب ؟ !!!!
يُدهشنى الصمتُ الرهيب على شفاه صحافتِنا الرياضيَّة التى لم تسلِّطْ الضوءَ على مباراة (أبْ راسين )سالفة الذِّكْر، رغم
تحقيقه النصرَ الغالى ، وانتزاعه كأس البطولة ، ورغم هتافات الجماهير الداوية خارج أرض الملعب :
التحكيم فااااشِلْ
التحكيم فااااشِلْ !! نُشر بالوفاق
|
|
|
|
|
|