|
الفيتورى يُقدِّم الشاعر يبات على فايد
|
الشاعر الكبير محمد مفتاح الفيتورى يُقدِّم لأول اصدارة شعرية للشاعر بيات على فايد تحت مظلة الخرطوم عاصمة للثقافة العربية للعام 2005. يقول الفيتورى فى المقدمة ل(ثلاثون نصاً لعشر نساء): ((...ثم أخلص من هذا وذاك -وليس هذا مجاملةً لك-الى الاعتراف بانى أمام موهبة شعرية متجددة سوف يكون لها اثرها العميق فى الزمن القادم وليس البعيد. وللحيلولة دون الاستطراد ..أكتفى بأن أضغط على شفتىَّ مبتسماً ,وان اشدَّ على يديك داعماً ومباركاً ,واثقاً من أنك قادرُ يوماً ما على أن تؤدى دورك جمالياً ,وفكرياً, واجتماعياً,وايضاً انسانياً فالسودان بحاجة الى امثالك ,خاصةً ونحن نعانى ما نعانيه من اختلال فى القيم الجمالية واضطراب فى موازين الحياة, والى الأمام يا يبات)). انتهى واذا نظرنا الى قصيدة الشاعر (يبات) نجدها تجلس بين القديم والحديث ,فتارةً تغرف من بحر الخليل وتارةً ترد التفعيلات ,وبعد أن ترتوى وتغتسل تخرج رقيقةً,رشيقةً,أنيقةً,قصيرة بيد انها جيَّاشة العواطف مفعمة بالسحر والبهاء,كاملة الدَّسم.أو قل كأنها نفحة (الشبَّال) أو كابتسامات الخرَّد الحسان أو كقُبلة امرئ القيس المائة. اذن تعالوا نلقة نظرةً من خلال هذه المشكاة: يا ساحره ضمى اليك مشاعرى المتناثره ما عدتُ احتمل صدودك مهجتى فرِدى حياضى مجاهره القى الحجارة فى البحيرة علَّنى آتى قصيداً فى اندياح الدائره وشاعرنا لا يهرول خلف المفردة الشعرية وانما يستدعيها من المكان والزمان اللذين يشهدان مولد القصيدة دون تكلَُف أو عناء ,ليس عليه الا أن (يفرقع) اصابعه لتأتى المفردة طائعة ً منقادة كالنادلة ,يقول فى قصيدته (فتاة البار) التى نظمت فى اسمرا -كما هو موضَّح فى الحاشية -: ويح قلبى !! يتلوَّى ويغنى وأنا... اتمشَّى قابعاً بين شكى ثم ظنى يسكب-شكراً له-هذا المغنى فوق دنِّى.. خمرةً تأخذ عنى بعض همى يمسح الحزن بحزن واتتنى تتهادى النادِلًهْ ناولتنى يدها مثَّاقِلَهْ ادهشتنى حين ولَّت .. ثم ها..مستقبِلَهْ انها... مثلما قيل تماماً (قُنبُلهْ) لبستْ لم تلبسِ حدَّثتْ..لم تنبُسِ.. آه لو قلبى نسى ةقفةً كالفَرَسِ ومحيَّاً... يفضح السترَ قبيل الغلسِ يا حبيبى.. لم تغب عن ناظرٍ ملؤه انت وحزت خاطرى وحَّد اللهَ لسانى ورنت مقلتى للفاطرِ وما أروع الشاعر (يبات) وهو يبحث عن (سمسمه) بين أكوام التبن اللئيمة بل ويقطع همسها وغمزها ويرصد حركتها وثرثرتها ويقصم ظهر ظنها اذ يقول: هل سمعتم برحلة بحثى عن السمسمه؟ انه ذا الحديث الذى.. ما استطعت أحبتى ان أكتمًَهْ غابت السمسمه وسط كمٍّ من التبن ما ألأمَهْ رحت أبحث جهدى عن تلكم الملهمَهْ دارت الأعين فى المحاجر ها.. بدت الهمهمَهْ فهمسٌ هناك وأسمع من هاهنا حمحمَهْ حدَّثت تينةُ اختها: آه يا خيَّتى ..انه يحدِّق فىّ واحسب انه قد ظننى توأمَهْ!! قلتُ لا ..لاتخافى اهدئى فلست أرى فيك من نور عينى سِمَهْ انتِ يا تبنةُ واهمَهْ وللتصوير الدرامى نصيب لا يخلو من السخرية والمكر ,تعالوا الى قصيدته (سِفْر الخروج): ولستُ أقول: قفانبك يا صاحِبَىْ ولكن سأمسحُ فى ثقةٍ شاربَىْ أمرُّ عليها مرورَ الكرام.. وها قد مكرتُ على (ابن أُبَىْ) اذا ما رجعنا الى وصلكم.. أكِبِّى بموسى على حاجِبَىْ اذن الى الامام يا يبات وعين الله ترعاك ودعنى أقول: يا ربى كم كلمة خضراء لم تعانق آذاننا وكم زهرة معطارة لم تر النور فى بلادى؟؟؟ شاذلى
|
|
|
|
|
|