البنقو الســودانـى والبـاشـمندى الحبشـى !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 09:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة شاذلى جعفر شقَّاق(shazaly gafar)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-17-2011, 11:12 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البنقو الســودانـى والبـاشـمندى الحبشـى !!

    المخدِّرات .. مَنابت الوجع !
    شاذلى جعفر شقَّاق


    جلس فى أقصى يمين المقعد الخلفى للحافلة متفادياً عين الشمس القويَّة .. أزاح زجاجَ الشبَّاك أمامَ عينين متورِّمتين ، حمراوين ، ساهمتين .. سرَّحهما فى موقف المواصلات المُكتظ بالأجساد والأشياء ؛ اللاهثة والمائجة كخليَّة نحل .. هشَّ بعصا لا وعْيِه على غنم إبليس الراتعة فى فيافى الخيال .. والفتاةُ الحسناءُ تسأله – مِن خلال الشبَّاك – عن وُجْهةِ الحافلة التى يركبها ، غير أنَّه لم يكن موجوداً بالطبع ! تُعيد الفتاةُ الحسناءُ الكَرَّةَ مرَّةً أُخرى بعد أن تنقرَ بطرفِ بنانها على الزجاج وتقول بصوتٍ حادٍّ :
    - وين ؟
    هنا يطيرُ صاحبُنا مِن مقعدِه ويعود على صهوةِ ضحكةٍ منتوفة القـوادم والذنَب ليقولَ بصوتٍ غليظ :
    - قاعدين والله ..إنتو الــ ما ظاهرين !!!
    النكتةُ أعلاه تصف حالةَ التيه والحيرة والشرود والضياع التى تتملَّك عبيدَ المخدِّرات وسباياها ، فى معركتها الأزليَّة الضارية ضدَّ الطاقات الشبابيَّة التى يُمثِّل العقلُ والصحْوُ والوعْىُ والإدراكُ أهمَّ حصونِها وترساناتِها لإعمارِ الأرض وحمْلِ رايةِ تنميتها .
    حدَّثتْنا صحافةُ الإسبوع الماضى أنَّ السيد وزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود حامد كشف عن دخول كميَّات من المخدِّرات إلى البلاد من اثيوبيا وافريقيا الوسطى ، وأنَّ ولاية الخرطوم (العاصمة) تحرز المركز الأوَّل بلا منازع فى جرائم المخدِّرات ، وذلك لكثافتها السكَّانيَّة ..يليها فى المركز الثانى مباشرةً ولاية جنوب كردفان لقربها من مناطق العبور والانتاج .. كما أوضح السيد الوزير عن أنَّ كميَّة الحشيش المضبوطة – المضبوطة فقط – فى العام الحالى (11,4) طنَّاً ، هذا فضلاً عن الأقراص المخدِّرة الأخرى التى بلغتْ (761,384) .. لتصبحَ إحصائيَّة التعاطى السكَّانية – حسب الوزير- (25) متعاطياً للحشيش من بين كلِّ (100)ألف شخص فى السودان !
    من وحْى هذه اللغة الرَّقميَّة تقتضى الحكمةُ أنْ نقف – فى وجه الرَّدى – وقوفاً جميلا لنُدركَ خطورةِ ما نحن فيهِ قبل أنْ نتدبَّر الدواء الناجع للداء العقام الماحق .. فما مِن مشكلةٍ فى هذا العالم الفسيح إلاَّ ولها جذور.. وشجرةُ اللعنةِ إنْ أنتَ جذذتَ عُنقَها بقوَّة وسرعةِ سيَّاف ؛ نبتَ لها عُنقان .. وإنْ أنتَ أطحتَ عُنْقَيْها ؛ شبَّ لها أربعُ أعناق .. وهكذا ..وتاريخ الطب يُخبرنا أن المسْحَ على الوَبًرِ ما طبَّ جُرْحاً قط ؛ كيف يفعل وشِفاهُ الجُرحِ تنْدِى وتقطُر دماً وقيحاً وصديداً ، بينما يتلمَّظُ الوبرُ وصفْةَ الدواء ؟؟!! ومِن مصطلحات رِجال إطفاء الحريق ؛ مثلَّثُ الحريق (الأكسجين – الوقود – الحرارة ) حيث لا يكتمل الحريق – أبداً- إلاَّ بوجود هذه العوامل الثلاثة .
    هذه الكميَّات المهولة من المخدِّرات التى ضُبطتْ بواسطة الشرطة – التى أقرَّتْ بصعوبة محاربة تجارة المخدِّرات – تُشير على الأقل إلى خطَّةٍ ماكرةٍ سابقة أو آنية أو مستقبليَّة تستهدف سوق العرْض حيث تُصبح المخدِّرات دانية القطوف سهلة المنال إلاَّ لمن أبى ! أنْ هاهو أكسجين الضياع ؛ من شاء فليسْتنشقه !
    حسناً .. إذا تسرَّب العرْضُ من بين يدينا كالماء من بين فروع الأصابع ، فهل يتسرَّب الطلَب ؟! مَن يطلب المخدِّرات ؟ ولماذا يطلبها ؟ وإلى أىِّ مدى نحن جاهزون لكى نجعل الطلب يُعرِض عن العرْض – المحارَب بضراوة من قِبَلِنا – دون أنْ يبدأ بالسلام ، أو حتى يردَّ التحيَّة ؟! لمَّا كان المستهدفون بالمخدِّرات هم الشباب بالمقام الأول ؛ لا بدَّ من إلغاءِ نظرة على سوق العطالة والبطالة والفاقة التى تكتنف قطاعاً كبيراً من شبابنا وهم يخوضون فى تُرَع الفراغ الآسنة ، ما فتئوا يخطبون ودَّ الوظائف الغنجات المتمنِّعات إلاَّ لذوى الحظوة من أهل الجاه والسلطان .. وإنْ هم رمَوا شهاداتِهم فى جُبٍّ سحيقٍ وانضووا تحت لواء الطبقة العمَّاليَّة ؛ وجدوا أنفسهم داخل أكثر الطبقات تعاطياً حيث تمثِّل نسبة التعاطى وسطها (34%) حسب إفادات السيد الوزير !! أمَّا إنْ هم بقوا على فراغهم بلا نصَب ، وفقرهم بلا أمل ، وقهرِهم بلا حولٍ لهم ولا قوَّة ؛ غدَوا عُرضةً لالتقاط هذا الفيروس الحارق الفتَّاك المُسمَّى مجازاً با (المخدِّرات) ! فهل هم - عندئذٍ – وقودٌ للنارِ التى لن تأكلَ بعضَها بعضاً إذا وجدتْ ما تأكله ؟!
    ومهما يكن مِن أمرٍ فإنَّ تفشِّى المخدِّرات – مثله مثل بقيَّة البلايا- يتناسب تناسباً طرديَّاً مع الثالوث المُزرى (الجهل – الفقر – المرض ) وعكسياً إذا ما حُورب الثالوث اللعين !.. لا سيِّما ونحن نشهد القطيعة الكبرى بين المرتَّب وأبجديَّات احتياجات الأسرة .. فكلمة (سخانة) لم تعُدْ تفِ لوصْفِ حالة الجيب الخالى مِن (أبو النوم)، وكلمة (مولِّع نار) لم تعُد منصفةً لمعدَّلِ ارتفاع الأسعار بجهنَّم السوق التى تسمع لها شهيقاً وهى تقول : هل مِن مزيد ؟!
    فإذا حدَّد رجالُ الإطفاء ثلاثة عوامل لاكتمال عمليَّة الحريق ؛ فانَّهم قد حدَّدوا أيضاً ثلاثة أنواع لإزالة هذه العوامل وهى ( الخنق – التعطيش – التجويع ) وذلك بإزاحة الأوكسجين أو ايقاف مصدر الوقود أو تبريد درجة الحرارة !
    ومن هذا المنطلَق كان الأوفق ألاَّ تدخل هذه المخدِّرات بلادنا البتَّة ؛ لا أنْ تدخل ومن ثمَّ نطاردها !وذلك حتى تكتمل عمليَّة التجويع وتجفيف منابع الخطر القادم .. ولكنَّ الأهمَّ هو تحصين شبابنا بإزاحة أسباب تدحرجه نحو الهاويَّة ، وذلك بتسخير طاقاتِه وتوجيهها نحو الكدِّ والعمل والنَّصَب بتوفير مجالات العمل المرعيَّة من قِبَل الدَّولة والمحميَّة من أغوال المحسوبيَّة والمحاباة ، كلٌُّ فى مجاله ..لا فضل لأحد على أحد ، ولا مَنَّ لمسئولٍ على مواطنٍ أنْ وفَّر له مصدرَ لقمةِ عيش !!
    فهذه الطاقات – يا رعاكم الله – لا بدَّ أنْ تخرج سلباً أو ايجاباً ..فإن لم نتداركها فإنَّها - لا محالةَ – جانحةٌ نحو الجريمة والرزيلة والتخبُّطِ فى أزِقَّةِ الطيْشِ الذى يُمكن أنْ يُوظَّف لتقويض ركائز المجتمع وبالتالى الدولة ومن ثمَّ ما تبقّى مِن وطن ! فقد أشعل الثورة التونسيَّة شابٌّ أضرم النارَ فى جسده فى عملية حريق مكتملة الأركان ! ولم يكن الدافع لذلك سوى حالة اليأس والقنوط من نصف التفاتةٍ تمُنُّ بها حكومةُ بلدِه على الحال البائسة .
    فيا أهلَ الشأنِ فينا ويا أُولى الأمرِ مِنَّا ، فليس كلُّ حريقٍ يُخمَدُ بالمياه ، إذا وُجدتْ طبعاً ! فالأمرُ أدٌّ والخطْبُ جللٌ يستوجب تضافر كافَّة الجهود ، انطلاقاً من الأسرة فالمدرسة فالمجتمع وكلِّ المؤسَّسات رسميَّةً وشعبيَّة ..وحتى يتسنَّى ذلك شمِّروا عن سواعد الجِدِّ وتتبَّعوا جذورَ المشكلة .. تحسَّسوا منابت الوجع.. أينما كان الوجع .. وإنْ دعى الدَّاعى لاستخدام الكّىِّ فلا تتردَّدوا بل ردِّدوا مع نزار قبَّانى :
    يقولون إنِّى كويْتُ بلادى ومن الكَىِّ قد يكون الدواءُ
    حصِّنوا مواطنيكم ضدَّ المخدِّرات لا بمطاردة المروِّجين فقط ، إنَّما بحقْنهم بمصْل العدالة الإجتماعيَّة ورفع معاناة (الـ معاكم ) و (الـ ما معاكم) حتى لا يُريد الشَّعبُ – يوماً- أنْ يُقيمَ نصباً (للحشَّاش) المجهول كما قرَّرتْ الأديبة غادة السمَّان فى مقالٍ لها قبل ثمانية وثلاثين عام .. وحتى لا يردِّد معها :( يا حشَّاشى العالم اتَّحِدوا ) ! انقذوا – هداكم الله – مواطنيكم من شبح المخدِّرات حتى لا يأتى يومٌ يسألُ فيهِ المرءُ أخاه عن وُجهتِه : (وين) ؟ فيُجيب الأخُ : (قاعدين والله ..بس انتو الـ ماظاهرين ) !!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de