|
أوَّاه لو تعِد القصيدةُ بالإيـاب ..
|
أوَّاه لو تعِد القصيدةُ بالإيـاب
شاذلى جعفر شقَّاق
جاءتْ كم تأتى القصيدةُ
دون وعـدٍ أو أوانْ
جاءت تعِقُّ زمانَها
ليبرَّ طلُّها بالمــكانْ
وأنا اُذوِّبُ فى جراحِ
الصمتِ ضجَّةَ صولجان
تقتاتُنى الحُمَّى كنارِ العشبِ
تصهلُ فوق ألويةِ الدُّخان
ويمشِّطُ الهذيانُ شارعَ خلوتى
فيعِجُّ زفَّةَ بهلوان
كالحيَّةِ العرجاءِ تعرُجُ فى الهواءِ
مُعلَّقَاً يل شارعاً فى الأرضِ كان
مُدُناً تحلِّقُ فى السماءِ وتنكفى
فَتُدَقُّ أعناقُ الشواهقِ
والمآذنِ ثم ينبعثُ الأذان
جاءت كصوتِ العدلِ من عمقِ الذواتِ
مضمَّخاً بالصدقِ متَّشح البيان
جاءت تحِجُ مخافةً جاءت لتمنحنى الأمان
قفزتْ أمام البابِ أعمقُ شهقةٍ
سقطت على الخدَّين منها دمعتان
الله حين تكون مهزوماً
وينزعُ منك هازمُك الرِّهان
ثم اعتنَقْنا لحظةَ الإجهاشِ
كفراً بالبكاءِ وبالسؤالِ وبالجواب
صمتاً يبزُّ النطقَ معنىً
إنْ تنَهَّدَ بين أروقةِ العتاب
أوَكُلُّ ما عشناه حلماً
كان مَشربُه السـراب؟
أوَكلُّ ما صغناه شعراً
كان دفترُه العُبـاب؟
قالت:عليك الشوقُ والحبُّ
الذى يجتاحُنى من ألفِ نافذةٍ و بـاب
أيَطيرُ غيرُكَ بالفؤادِ وأنت مَنْ
روَّضتَه غضَّاً على قطعِ المهامِه والهضاب؟
قلتُ : الجحــيمُ هى الثـواب!
فتَجَوْرَبَتْ طلحـاً وفاحت صندلاً
يا حسنَ ما فعل الخضـاب!
قالت : أتدرى معنى أن تأتى العروسُ
من المروجِ الخضرِ للأرضِ اليباب؟
قلتُ : النعـيمُ هى العقـاب!
نمضى ونعرف أنَّنا لن نلتقى
نمضى ونتركُ ما تبقَّى مِن الشـراب
أوَّه لو تهدى الُّلفافةُ حائراً
أوَّاه لو تعدُ القصيدةُ بالإياب ..!ا
|
|
|
|
|
|