|
أن تَحْبَل النَّخْلةُ من الباباى
|
(1)
قذف به موجُ الجندية الى هناك ... حيث السِّحر المهيب ، والطَّبيعة التى تخلع ملابسها على حبل الغروب ،لتجلسَ على (طلح) العشيَّات فى هدوء ... الحُب الذى ينمو رغم أنف الدَّمار .
(2)
كان يتعاطى الحياة بشغف الملهوف شوقاً ،رغم أسراب المنايا السجِّيلية التى تخطف الأبصار قبل أن يرتد اليها طرفها ،وتسرق الأعمارَ من جيب الأنس فى زحمة الخواطر التى قبل أن تُعيد ضحكتها الى غمدها ؛تندلق منها على رمل الدَّهشة الجديب ، فيلعقها سرابُ الفراق الظامئ.ومن قمة تلك التلال القدرية ؛تصعد الأرواح الى سماء الأبدية دون طابور يسيَّره نظام ،لا فرق فالأمرُ سيَّان فى الغفلة والانتباه ... انه آخر انصراف ..!! هكذا يحتسون الموتَ والحياةَ،والمرَّ والحلوّ، والشِّدةَ والِّلين ،واليأسَ والرَّجاء بقدحٍ واحدٍ يتأرجح على سطح الشَّراب .
(3)
هناك فى (قطيَّته) -التى تفترش بساط الخريف الأخضر ،وتلتحف الغيومَ والمطر- كان يتسكَّع فى طرقات الذكرى الوريفة ،فيشدُّه خيالُه الى عوالمَ مطموسة الملامح ،مجهولة المصير ،يعابث الدُّخان فى الهواء ،لا شئَ غيره ،وفجأةً تنكشف الغيوم عن أنيسةٍ تشارك الدحيدَ كلَّ همَّه،اختارها رفيقة، فدسَّها فى قلبه كصُرَّةٍ وديعة . كانت عندما تُلقم أُذنه كلمة (أحبِّك) هائية الحاء ؛تهبُّ فى أعماقه صرصرٌ تقذف كلَّ ماضيه خلف جبل النسيان.
(4)
قد كان غرساً مثمراً لكنه لم يحضر الحصاد ،يا للسواد !! قد فات مثلما يغادر الدُّخان ،قد ضاع رسمُه كآخرين قبله وآخرين بعده تسومهم حياتَهم متاجرُ الدِّماء .
(5)
فينضج الثمار ،ويكبُر السؤال : من هو الذى منحها تأشيرة الدخول الى هنا ؟ من هو الذى ترك لها جواز السَّفر وديعةً عند أُمِّها ؟ أين هو ؟ أين الذى أنجبها ممشوقةً الصِّراط المستقيم ، اذا شرحت صدرشراعها للريح تناوحت خلفها الشطآن والمروج ، واذا أدارت (دفَّة) مركبهاوهى تتهادى صوب المرسى ؛ سال لعاب المجاديف وتمرَّغت الأمواج بالظلال . من الذى أنجبها قوية الشكيمة ،اذا عقدت عزمها على خصر دربها ؛أفضى بها الى حيث تريد ،ثمَّة شئٍ عزيزٍ،شئ أغلى من السِّر النفيس، يجتاحها فى كلِّ بُرجٍ تتقى به هذا الهلامىَّ العنيد، هو الاحساس بالأُبوَّه .
(6)
أين هو أين الذى دخل حياتها ثم خرج منها دون استئذان ؟ لا بدَّ من الوصول اليه ...فتكب الدروب العصيَّة وتقطع المساحات القصيَّة ، فبعد كدٍّ وجِدٍّ تعثر على اسمه أمام اسماء اخوانها الكبار . هناأمسكت بتلابيب اسمه ثم دخلت مسجد الأعراف العتيق ،وهى تتخطى الرِّقاب ليست آبهةً بعمائم الجدود التى تعرقل خطاها حتى صعدت المنبر . هناك ألقت خطبة السَّماح العذراء ...!!
(7)
أن يُعبد الالهُ ...يُقدَّس الترابُ ..تُعَبَّد الحياه ..فتسلك الطريق لغاية البشرْ .. فكلناتراب وكلنا لآدمْ ..وآدمٌ بشر ... من كان غير ذاك فاليخنق الحَجَر ْ .. أن يرزم المسيدُ فى باحة الكنيسة .. أن( يَقْدِل) الرسول والمسيحُ فى ردهة الخواطر الفسيحة ... أن تسكب القوارير الطربْ ، أن تغرق النساء فى (المردوم) و (دارة الطنبور) ،،(دنق دنقى )دوَّرتْ ، و (ابرة ودَّرتْ ) .. أن تُضرب الدفوف و (الكيته) و (الدَّلُّوكه) .. أن يرقص الجميع ، فالرقص أصبح (روكه) ... أن تُشعل الشموعُ فى غيهب النفوس ْ فيسجد الظلام فى حضرة الشموسْ أن يُكتب السلام فى دفتر القلوب فكلُّ صفحة تخالها عروس ْ أن تعتصر التبلدية نبيذاً وقهوه .. ،،، هذا ،،، ,ان تَحْبَل النخلةُ من الباباى نعم ؟ ماذا ؟ قلتُ : فالتحبل النخلة من الباباى هيَّا .. هيَّا .. فالتحبل النخلة من الباباى !!
|
|
|
|
|
|