وطن خلف القضبان

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 11:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة دوت مجاك(دوت مجاك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-29-2008, 04:23 PM

دوت مجاك
<aدوت مجاك
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وطن خلف القضبان

    وطن خلف القضبان

    الفصل الاول
    (21) عمى الالوان
    (1)
    ام درمان . جهة ام بدة . بيوت معتقة ضد المطر والحر . الجالوص ينتصب شامخا فى جلبابه المتسخ رادا تحايا السابلة . ثمة صبية يلعبون عسكر وحرامية . يهتفون فى صخب . هتافات واناشيد خرقاء تحكى عن امور مستحيلة . جيل ولد فى غرزة مستوردة !! ما الذى ذكرنى بها ؟ ميرى .
    : مدّه ده كلّو انت وين ؟
    : يعنى انت ما عارف ، ميرى ؟
    : ايوة دا زمن كده . انت يعرف ؟ انا اهلى كلّو مات . حرب اخدو كلّو ، راجل بتاع انا ، اولاد بتاع انا ، اخوان بتاع انا !!
    :حياة كيف معاك ، ميرى ؟
    : نخدم فى بيوت ، نهار . ليل ، نجى نعملو ابنوس وتيك ، اصابع تعملو حاجات جميل ، لكن ما فى قرس ، واحد يجى يبيع ، قروس ما تكفى عشرة رغيف !!
    : ادينى مريسة يا ميرى !!
    : واه !! انت كنت يجى هنا ، يرسم ، يكلم معاى ، لكن ما يشرب مريسة !!
    : وليه ما اشرب ؟
    : دين بتاعكم ، ما يخلى يشرب !!
    : ميرى ، انا جاية اقعد معاكى كم يوم كده ، ارسم ، اشخبط ، اتكلم ، ارقص ، اى حاجة !
    : كويس ، كويس ... اركانجالو كان يعملو كده عسان يعملو شغل مظبوط .
    : ميرى ... الدين اتغيّر ، جانا دين جديد ، دينّا القديم ما لاقياهو يا ميرى ، ما قادرة اصلّى ، ما قادرة استغفر ، دينّا القديم كان يطل الجار ، ويدّى المسكين ، ويفرش البروش فى نص الشارع فى رمضان عشان لمّة الناس ، وكان بوّدى اللحم لى جارو المسيحى فى العيد ، ويقيف مع الصوفية فى حلقات الذكر ، ويمشى المولد ، ويحاجز المتشاكلين ، ويزور العيانين ، ويجبر الخاطر المكسور ، ويعصر برش الميّت لحد ما اهلو يرفعوا الفراش ، ما كان بيأذى زول ، حتى الطير كان يرك فوق كتفو ويدنقر يشرب من ابريقو ، تصدقى حتى كان بيغنى عازة فى هواك ...، كان حافظ القرآن ، وشايل الواحو ، يرقد فوق العنقريب الفاضى بلا لحاف ، ويشرب من الزير ، وينادى لى جارو بى فوق الحيطة ، كان بيبكى لمّن واحد يموت ، ما كان بكضب ، كان واضح ، نقى ، لمّن يعمل حاجة ، ما بيدسها ... يعملها ويستغفر ... لكن يا ميرى هسع جانا دين جديد ، قالوا لينا دينكم القديم داك ما دين ، اغتسلوا وتوبوا !!
    الدين الجديد يا ميرى كتل ابوى ، وكتل ناس كتار ، شايل سبحة ، لكنها مصنوعة من الدهب ، وفى اليد التانية شايل ساطور ، ما بيمشى لى زول ، اليوم كله حايم فى الشوارع يهتف ، ما عارفنو بيصلى متين ، ما شفناهو مرق فطورو مع الناس فى رمضان ، ولا دفن جنازة ، ولا زار مرضان ، ولا مشى مولد !! دينا الجديد يا ميرى بيكرهكم ، عايز يكتلكم ، عشان انتوا كفار ، دينّا الجديد كسّر التماثيل فى كليتنا ، وكتل الناس فى رمضان ، دينا الجديد يا ميرى : بوليس !! ، لافتة ، طبلية ، تبيع الدقون !!
    : انت تعبان ، رابعة ، عايز نوم ، نوم ، بعدين يتكلم !!
    (2)
    صحوت . لا زال طعم المريسة فى شفتى . طقس لذيذ . والنجوم ترقص رقصتها الاولى . ميرى تعد طعاما ما . التفتت نحوى .. صافحتنى عيناها فى طيبة . ابتسمت لها .
    : ما يخاف كشة يجى يسوقنا كلنا ؟
    : ما يخاف ميرى ، ما يخاف !
    : انت ليه يجّى هنا رابعة ، ينوم فوق عنقريب ، ياكل اكل بتاع ناس مسكين زى انا ، يكلمّو مع زول ما يعرف يقرا .. انت ليه ما يمشى حته يرتاح فيهو ؟
    : لأنّو انا يرتاح هنا ميرى !! يغسل رجلينى فى بحر الجبل ، وارش وشى من موية بحر الجور ، واسرح فى الغابات ، انوم تحت المهوقنى ، اغنى مع طنبور الشمال ، واجرى ورا الشمس لحد جبل مرة ، القاهو جبل توتيل . هنا يا ميرى ، انا يانى الزمان ، بلقى نفسى ، والقاكى انتى يا ميرى ، انتى الباقية من حاجات زمان . تتذكرى اول مرّة جيتك هنا ؟
    : كنت بت ما كويس ، بطّال ، قايّل ناس بتاع هنا ، بهايم ، قايّل بوهيه ازرق جوّه برضو ازرق ، قايّل نحن ما فى حب ، ما يفهم ... ما فى ...
    : بس لمّن شفت شغلك يا ميرى ، عرفت انو البندرسو نحن فى الكلية حاجة ، والبتتلموهو انتوا من الطبيعة حاجة تانية ، حاجة نقية ، انتى يا ميرى اعظم من ليوناردو دافنتشى !
    : تعال رابعة !!
    ذهبت خلفها . دلفت الى غرفة واطئة دون باب ، ينسدل على مدخلها جوال قديم ، رفعته ، ومضت الى الداخل . اوقدت فانوسا ، فانتشر الضوء . صعقت . تمثال نصفى لى . يا لبراعة ميرى ، واناملها المجنونة ، انها فنانة حقيقية . تأملت وجهها المتغضن بتجاعيد صنعتها المآسى ، وشعرها الذى صار اكثره مائلا للبياض . عينان تشيان بالطيبة والحكمة المتوارثة فى ارض الانهار والغابات ، حيث كل شىء يدعو للتأمل العميق ، وشحذ الذهن لابتكار طرق جديدة للصراع مع طبيعة رغم مظهرها الرائع ، الا انها متحفزة للانقضاض ، مجبولة على الخداع والتمويه والتخفى . اقبلت نحوها واخذتها بين ذراعى ّ وانا ادارى دموعى .
    فى تلك الليلة ، ساهرت مع ميرى حتى الفجر . غنت لى اغنيات الدينكا والشلك والمندارى والفرتيت واللاتوكا . حكت لى حكايات اسطورية عن آلهتهم . وان الاله هو جدهم . اخبرتنى كيف تسير المرأة فى غابات شاسعة دون ان يهجم عليها نمر . حكايات عن غدران الماء والخضرة والماء الغزير . الاكواخ المتناثرة وروح الاسلاف . حدثتها عن ابى وعلاقته بى . حدثتها كيف قطعت صلتى بحبيبى !
    : ميرى انتى ليه ما يرجع جنوب ؟
    : لأنّو جنوب بقى زى تمساح كبير ، ياكلّو كل حاجة ، موت ، حرب ، اخدّو كل حاجة ، ناس ، شجر ، حتى بهايم ، بقر ، جوع كتير ، كل يوم ناس كتير يموت بى جوع !
    : انتى زعلانة مننا يا ميرى ؟
    : مندكرو بتاع كضب بى دقن دا كعب ، ياهو كتل ابوكى ، ياهو عامل دشمان فى جنوب ، ياهو كل يوم يجّى يفتش بيت يلقى مريسة ، يسوق انا ، يجلد هناك فى محكمة ، انا مريسة يشربو انا ، ما نبيعو الا لى بوهيه ازرق زى انا ، دا يجّى يشرب مريسة . اله بتاعو ما يكلم ما يشربو مريسة ، ليه اله بتاعكم يقول يجلدّو زول تانى بتاع اله تانى ؟
    : ميرى !! نحن دينّا الكنا بنعرفو ، ساقوهو هو ذاتو زيّكم للمحكمة ، حاكموهو ، وجلدوهو وهسع مسجون ، واحدين قالوا فى كوبر !!
    : انا مافى شغل ، يشتغل فى بيوت بتاع مندكرو ، يمسح بلاط ، يغسل عدة ، وملابس وحتى محل بتاع بول ، قروس حق فطور بس ، شغل بتاع خشب ما يجيب اى ّ حاجة ، نعملو مريسة عشان نشبع وكمان يبيع شوية !!
    (3)
    ربما هى اللحظات الصادقة ، مخبوءة فى نسيج لا يشى ما بداخله ، ربما هى تتفجر بعنفوان حين ارتعاش الروح فى حضرة الكون البدائى المتجرد من خواصه الزائفة ونظرية نيوتن . قد تصبح الجاذبية فى اتجاه معاكس تماما . وينبىء قلب امرأة مفطورة على الطبيعة البكر عن ادق الاشياء فى حياتنا . ترى هل هناك وجه شبه بين ميرى ومريم العذراء ورابعة العدوية ؟ الخلاص هو ان نتحرر من جزعنا الابدى على الدنيا الزائفة ، والانسانية تكمن فى بساطة الانسان وتلقائيته تجاه اخيه بغض النظر عن دينه ، لونه ، رسمه ، طبقته !! روح شفافة نقية ، مثل الغدران التى اتت منها ، محملة بعفويتها ، تسكب قدراتها البدائية فى اطراف اناملها ، فيتشكل الخشب كيفما تريد ، فنانة اصيلة ، لا تعرف شيئا عن بيكاسو او دالى ، ولا تفهم التجريدية والتكعيبية ، الا ان الطبيعة البكر زودتها بخواص اسرارها . تكتفى من الدنيا بشربة مريسة تسدّ بها رمقها من غائلة الجوع ، حتى المريسة لأمثالها : حرام ، لأنه لا يجوز للمدينة التى تخادع فى كل شىء ان تسكر بالمريسة !! لو سرقت ، لقطعوا يدها . هأ ... ما بمقدورها ان تقدم جسدها لأحدهم مقابل حفنة تافهة من الدنانير . زوجها واولادها : قتلوهم بدعوى انهم كفار !! جسدها النحيل وروحها الشفافة لا تحتملان الجلد ... ولكن ! انها الطقوس الجديدة والقوانين المختومة بختم مزيف . القوانين التى ترى نفسها نائبة عن السماء . السماء نفسها رحيمة . السماء لا تحاكم الناس بناء على حيثيات مجحفة . الظاهر شىء والباطن شىء آخر . ربما ميرى اكثر ايمانا من كل القتلة فى مدينتنا . ميرى لم تقتل احدا . بل لم تحقد على احد . احتفظت بروح الفنان فى داخلها ، لا شك ان آلاف المجرمين يمرون بها وهى تجلد ، فلا يزيدوا عن ان يرجمونها بحديث تافه
    : يا للجنوبية الوسخة صانعة الخمر !! دعهم يؤدبونها .
    انكسار ، فضيحة . كلنا انكسرنا امام الجنون الجديد . صفقنا بنشوة للسحل واهدار الكرامة . عار ان تصبح الفضيلة سيفا فى يد جزار ارعن لا يفرق بين اعناق الخراف واعناق البشر !!
    كلنا تحسسنا اعناقنا بانامل مرتجفة لئلا تطالها المقصلة . كلنا اذعّنا لجوقة المهرجين ففعلوا بنا احط الافعال . اذعنّا لرغباتهم المتوحشة البشعة ، وغضضنا الطرف عن قبعاتهم الزائفة ، وقمصانهم المنشاة بدماء الابرياء . مريسة ميرى الاصيلة وحدها كانت تتحدى زيفهم وتعلن فى كبرياء انها قادرة على فضحهم . كلما جلدوها بتلذذ ، بصقت على اهل المدينة ، والسفلة الذين يشتمون مريستها جهرا ويخفون جزعهم وتوترهم من مجرد فعل جرىء .
    ثمة اصوات متداخلة وضجيج مزعج . تعلق ميرى بعفوية
    : حكومة عندو زار الليلة !
    ليت المدينة تتحسس اوجاع ميرى قبل ان تلهب ظهرها بالسياط . ليتها تضع اصبعها على بذرة الفن البدائى المجيد فى اعماق ميرى قبل ان تدهس مشاعرها النقية بخيول فتح خيالى . المغول الذين اجتاحوا بيادرنا وروعوا الطبيعة البكر وعكروا صفاءها ، حولونا لهشيم بلا اصل ولا جذور . اجبرونا على العيش فى مناخات لم نألفها ، فتكدست الملابس فوق اجسادنا تسترها بينما رؤوسنا عارية . ذبحوا النقاء والطهر ، وجلدوا البراءة ونحن نصفق . ما اتعسنا من امة تحكمت فى مصيرها ، الجرذان التى تقرض التاريخ وتحارب الثقافة وتتبول على الفكر !! الجرذان التى تحرّم المريسة وتسرق القمح من بيوت النمل !!
    (4)
    فتحوا الباب دون اذن . نبشوا الارض ، عاثوا فى البيت فسادا ، بحثوا فى كل شبر ، حفروا فى الفناء الخارجى . طرقوا الجدران ، اقتلعوا شجيرة الحراز فاصبح الزير بلا مأوى . بحثوا بداخل الزير . لم يجدوا شيئا : لا مريسة ولا عرق ! قبل ان يخرجوا ، ركل احدهم ميرى فى بطنها بغيظ ولحق برفاقه . تكورت ميرى على نفسها وجاهدت ان تتنفس . تقيأت دما . عاونتها على النهوض ، وارقدتها على عنقريب يواجه باب الحجرة بحيث تحصل على اكسجين . طريقة متقدمة للحصول على اكسجين بهذه المدينة .. اليس كذلك؟ ترقرقت حبات الدمع على خديها . بأعماق عينيها ، نظرة تحاكم الدنيا ، وتتساءل عن معنى الحياة . اصابعها تتحرك بصورة سريعة متشنجة ، تقبض على الهواء وتشكله ، تغمس فرشاتها فى الوان لا مرئية ، لترسم لوحة مجهولة . تحشد فيها الخلق ، بلا تفاصيل تميّز الوجوه ، الاقفاص الصدرية مفتوحة عن فراغ ، لا شىء ، الرؤوس طماطم يصلح لصنع الصلصة . الاقدام مغروسة فى باطن الارض او ربما جثث لاطفال لا تتبين ملامحهم . السماء داكنة . الاشجار قلاع محصنة . ترمى الناس بالنبال والبيض الفاسد . تغمس ميرى فرشاتها . تغمس ميرى فرشاتها فى اللون الاحمر وترسم شريطا طويلا على اللوحة من نمولى الى حلفا !!!
    افاقت ميرى من اغمائها . طلبت جرعة ماء . الماء يصلح لغلى القهوة يا عزيزتى ! لا بأس . كانت تشتكى من بطنها . عاونتها على الخروج من المنزل . الصيدلى قال : ربما فتق فى الامعاء !! عدنا !! اخرجت برمة مريسة من مخبأ سرى . شربنا سويا . قامت لترقص . كان جسمها يتلوى فى ليونة غريبة . كأنها طير ذبيح . الجسد طوع الروح . يأتمر بأمرها . ينثنى بخفة لا تشى بوجود عظام . يصنع دوائر مغناطيسية حوله ، يمسها ويعود الى دائرته الاصلية ، رقصة ، احتشدت فيها الطبيعة البكر لتمنح الجسد قدرات خرافية فى التواصل مع الحانها الخفية وايقاعاتها البدائية الفذة . رقصة للغدير والابنوس والباباى . اندغام الجسد فى حاسة المطر وشهوة قوس قزح . استلهامه لغناء العنادل وخرير المياه !
    فى تلك الليلة ، رسمت ميرى نهرا رقراقا ، تحيطه الاشجار ، تحفه العصافير ، وتحلق فى نواحيه ، ارواح الاسلاف .
    (5)
    لم تتحسن صحة ميرى . انفقت عليها كل ما لدىّ من نقود . مورفين ومضادات حيوية . جلبت لها خبزا طازجا مع الفول والجبن ، عسلا ، تمر!! كنت اشعر ان ميرى لا تريد ان تقاوم ، انها فقدت الرغبة فى الحياة .
    الوحش الذى قتل ابى . الوحش الذى سلب العقول . وشرّد العصافير ، الوحش يجبر ميرى على المغادرة الآن . يفقدها رغبة الحياة . متى كانت الاشجار البرية تفقد رغبتها الاصيلة فى الاغتسال تحت المطر ، متى كانت لا تألفى الطقس الاستوائى ؟ يا للفنانة الاصيلة مرهفة الشعور ! تفعل الآن ما لم يفعله آلاف المثقفون . تدرك الآن بحسها البدائى ان شيئا ما فى الدواخل قد انكسر . لم يكسره الوحش ، كسرناه نحن ! ادركت ميرى اصل البلاء المستوطن فى اعماقنا ، فواجهته بشجاعة ، داستها الاقدام العفنة . مريسة ميرى اشرف من لحية كبيرهم . لم تخف ميرى ان المريسة هى غذاؤها الوحيد . لم تسرق . لم تؤذ احدا . الوباء اجتاح الغابات والبرك والنجوع فلم تعد نقية . تريد ميرى بموتها ان تحافظ على نقائها هى . تصيح ميرى فى وجه صمويل هنتنجتون وفرانسيس فوكاياما وابى الاعلى المودودى : ان حضاراتكم زيف ، وان صراعكم بلاء . تدمغ ميرى عصرها بانحطاط فى كل شىء ، وترحل فى سلام داخلى .
    : رابعة ،، انت يمشى .. انا يموت !! انا يموت .. روح بتاع اسلاف يجى ... انت هنا روح بتاع اسلاف ما يجى .. رابعة خد خشب بتاع انا كلّو ... كل خشب عملو اصابع بتاع ميرى شيل انت ! رابعة ميرى يحبك كتير ... روح بتاع اسلاف كمان !!
                  

11-06-2008, 04:43 PM

دوت مجاك
<aدوت مجاك
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وطن خلف القضبان (Re: دوت مجاك)

    فوق
    حتى تتكسر تلك القضبان

    للامانة الكلام دة نقلتو ما عارف الكاتبو منو

    بس عجبنى
                  

11-06-2008, 07:36 PM

Imad Khalifa
<aImad Khalifa
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وطن خلف القضبان (Re: دوت مجاك)

    الاخ دوت مجاك
    طابت اوقاتك
    هذه الرواية (وطن خلف القضبان) للكاتب الصحفي الشاب
    وعضو المنبر خالد عويس، وقد منعتها سلطات القمع والقهر
    من النشر والتوزيع داخل السودان.
    الرواية موجودة الآن في 25 مكتبة جامعية داخل الولايات المتحدة
    الامريكية.

    Author/Name: ʻUways, Khālid.
    Title: Waṭanun khalfa al-quḍbān / Khālid ʻUways.
    Edition: al-Ṭabʻah 1.
    Published/distributed: Bayrūt : Dār al-Sāqī, 2002.
    Physical description: 190 p. ; 21 cm.
    ISBN: 1855164256
    LC control number: 2003346101
    Record ID: 4840297
    ------------------------------------------------------------------------------
    Call Number: PJ7866.W93 W37 2002
    هذه بطاقة الفهرسة الالكترونية الخاصة بالرواية.
    لك وللزميل الكاتب عويس التحايا والود

    (عدل بواسطة Imad Khalifa on 11-06-2008, 07:37 PM)

                  

11-06-2008, 09:48 PM

عبدالرازق نقد
<aعبدالرازق نقد
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وطن خلف القضبان (Re: Imad Khalifa)

    الاخ دوت مجاك

    الاخ عماد خليفة

    شكراً ... هذه القطعة اجمل ما قراءت ...
    شكراً خالد عويس على هذا الجمال

    (عدل بواسطة عبدالرازق نقد on 11-06-2008, 10:04 PM)

                  

11-06-2008, 08:26 PM

العوض المسلمي
<aالعوض المسلمي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 14076

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وطن خلف القضبان (Re: دوت مجاك)

    مساك الله بالخير اخي دوت والف سلام

    خلينا نعود ليك الصباح برواقه علشان نتكيف بما تكتب

    خالص الود
                  

11-06-2008, 10:02 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وطن خلف القضبان (Re: دوت مجاك)

    ميرى ... الدين اتغيّر ، جانا دين جديد ، دينّا القديم ما لاقياهو يا ميرى ، ما قادرة اصلّى ، ما قادرة استغفر ، دينّا القديم كان يطل الجار ، ويدّى المسكين ، ويفرش البروش فى نص الشارع فى رمضان عشان لمّة الناس ، وكان بوّدى اللحم لى جارو المسيحى فى العيد ، ويقيف مع الصوفية فى حلقات الذكر ، ويمشى المولد ، ويحاجز المتشاكلين ، ويزور العيانين ، ويجبر الخاطر المكسور ، ويعصر برش الميّت لحد ما اهلو يرفعوا الفراش ، ما كان بيأذى زول ، حتى الطير كان يرك فوق كتفو ويدنقر يشرب من ابريقو ، تصدقى حتى كان بيغنى عازة فى هواك ...، كان حافظ القرآن ، وشايل الواحو ، يرقد فوق العنقريب الفاضى بلا لحاف ، ويشرب من الزير ، وينادى لى جارو بى فوق الحيطة ، كان بيبكى لمّن واحد يموت ، ما كان بكضب ، كان واضح ، نقى ، لمّن يعمل حاجة ، ما بيدسها ... يعملها ويستغفر ... لكن يا ميرى هسع جانا دين جديد ، قالوا لينا دينكم القديم داك ما دين ، اغتسلوا وتوبوا !!
    الدين الجديد يا ميرى كتل ابوى ، وكتل ناس كتار ، شايل سبحة ، لكنها مصنوعة من الدهب ، وفى اليد التانية شايل ساطور ، ما بيمشى لى زول ، اليوم كله حايم فى الشوارع يهتف ، ما عارفنو بيصلى متين ، ما شفناهو مرق فطورو مع الناس فى رمضان ، ولا دفن جنازة ، ولا زار مرضان ، ولا مشى مولد !! دينا الجديد يا ميرى بيكرهكم ، عايز يكتلكم ، عشان انتوا كفار ، دينّا الجديد كسّر التماثيل فى كليتنا ، وكتل الناس فى رمضان ، دينا الجديد يا ميرى : بوليس !! ، لافتة ، طبلية ، تبيع الدقون !!
    : انت تعبان ، رابعة ، عايز نوم ، نوم ، بعدين يتكلم !!
















    التحية لك الاخ دوت والي الاخ الاديب خالد عويس
    وفعلا الدين سرقوه شفوت الدين المجرمين الاخوان المسلمين

    الله يكفينا شر شفوت الدين

    تحياتي وابداع عظيييييم
                  

11-07-2008, 05:44 PM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وطن خلف القضبان (Re: دوت مجاك)

    خالد عويس روائي تستحق كتاباته قراءة عميقة لما بين السطور ...

    شكرا دوت مجاك ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de