الاخ بكرى ابوبكر صديقى دكتور معتز بلال يستحق العضوية - راجع مقالاته

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 05:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة دوت مجاك(دوت مجاك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-13-2008, 05:43 PM

دوت مجاك
<aدوت مجاك
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاخ بكرى ابوبكر صديقى دكتور معتز بلال يستحق العضوية - راجع مقالاته

    الاخ بكرى ابوبكر (ابوصلعة)
    كل سنة وانت طيب
    عارف والله انت ما مقصر مع الكل
    وعشان العيش والملح البينا والفول الاكلناهو فى مكتبك من اول تعارف
    عليك الله صديقى الدكتور معتز بلال راجل كتااااااب
    [ومقالاته انت بزاتك قاعد تنزلها ليهو فى الاراء

    ودى بعض من مقالاته


    بسم الله الرحمن الرحيم
    قيادات إسلامية ليست جديرة بالاحترام (قصصا لها أربعة عشر عاما)

    الإنقاذ تمضي بخطى ثابتة, قوتها وسيطرتها على الأوضاع بالبلاد أمر يؤكده الآخرون, شباب يستمتع كثيرا بالروايات التي يتم تداولها عن القيادة وجزمها بأنها لن تسلم الحكم مرة أخرى إلا إلى عيسى عليه السلام, أحد الشيوخ يطمئننا بأن الحكم لن يسقط هذه المرة من الخرطوم كما حدث للأنظمة السابقة لان الحركة الإسلامية احتاطت لكل الأمور وجعلت للولايات خططها ودورها في إحباط كل محاولة لقلب النظام من العاصمة, العرافة تركت تكهناتها عالقة إلي أمد قد يصل إلي 61 عاما عمرا محتملا للإنقاذ, الشيخ يخطط للإنقاذ خمسين عاما قادمات وفي رواية أخرى مائة عام وحين يطل علينا يحدثنا كثيرا عن التمكين وأمل الحركات الإسلامية الأخرى في تجربتنا وأن الكافرون قد يئسوا من ديننا. لا ذكر لمصطلحات مثل الحرية, الشورى, العدالة أو الأمانة على الرغم من إصداره كتبا قبل الإنقاذ عنها ولا وجود لتوضيحات عن معالم المشروع ووجهته ومراحله ولا مكان للآخر وحقه وحرمته. فالإسلاميون يتعرضون للابتلاء في كل أرجاء العالم والحديث عن المؤامرات الخارجية ضد المشروع الإسلامي هو ما يشغل الكل. تأكيدات مغلظة عن السير في الاتجاه السليم. وفي الفكر والسياسة أحاديث عن حزبي الرحمن و الشيطان وأن الكفر ملة واحدة ولهم في الداخل أعوان. ثم نصيحة في آخر التنوير بان لا يؤتى الإسلام من قبلنا.
    علي الرغم من ذلك كنا نعلم أن هنالك اعتقالات وتعذيب للمنتمين للأحزاب الأخرى فقد سمعنا عن ذلك العديد من القصص والمؤسف أن لبعض شباب الحركة الإسلامية الطالبية دور في تلك القذارات ثم يحدثوننا عن الأساليب الأمنية المتطورة والذكية التي تتبع مع المعتقلين وكيف يتم اكتسابهم ويجبرون على كتابة تقارير دورية عن تنظيماتهم.
    لا يمر فصل دراسي إلا وكان هنالك إستنفار بغرض الذهاب للعمليات يتنزل إلينا من قبل قطاع الطلاب ألإتحادي الذي كان يقوده ضابط من الجهاز.الإستنفار في العادة لكل عضوية الحركة الإسلامية بالجامعة.
    التدريب لا يزيد عن أيام معدودات بأحد معسكرات القوات النظامية بالعاصمة, النقاشات التي تتم بيننا في الأيام الأولى أغلبها عن الجامعة وأمانة التنظيم و أحزاب التجمع (الطوابير) وقليل من قصص الغرام, وعند اقتراب نهاية فترة التدريب تبدأ لدينا مرحلة الانتباه للتدين الشخصي أو قل تشكل الشخصية البديلة لكل واحد منا ويتم الرجوع إلي حصن المسلم, قراءة القران وبالأخص سورة يس, وكثير من الدعاء وأحيانا البكاء.
    للوصول إلي الجنوب مذاقه الخاص خليط من الصدق والخوف من الله وإحساس قوي بقرب الانتقال. ثم تأتيك أخبار الشهداء والجرحى والمفقودين حينها لا سبيل سوى مراجعة النفس عن كل الخطايا عدا الاستغفار عن ظلم الآخرين, فالمنتمين إلي الأحزاب الأخرى هم من شاكلة من نقاتلهم فالاثنين ليسوا سوى متمردين وطابور. حينها كان التجمع في أوج نشاطه ودعمه للحركة الشعبية وكان يسيطر علينا إحساس قوي بأن تركهم يتحدثون ويسيئون للمشروع وقياداته في منابرهم بالجامعة كرم منا, نتنازل عنه فقط إن بلغ الأمر حد الشتيمة للشهداء.
    دكتور خليل إبراهيم كان نموذجا فريدا لقيادة في الدولة والتنظيم معك لشهور في الصندوق القتالي على بعد لا يزيد عن 500 متر من العدو, تأتي بعض القيادات الأخرى لزيارتنا خاصة في أيام الأعياد, لا يقضون معنا سوى دقائق معدودات وملء أعينهم الذعر. كنت أضحك من ذلك المشهد في سري وأسأل نفسي أحيانا بما أننا حركة إسلامية لماذا لا يكون معنا الترابي وعلي عثمان وغيرهم من القيادات في القتال!! أم أن حياتهم أغلى من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي اعتاد أصحابه أن يجدوه بجانبهم في الغزوات. الغريب في الأمر أن عدم مشاركة القيادة التاريخية للحركة الإسلامية في المعارك كان من المسلمات. فالكل له ثغرة في الدولة لا يسدها إلا هو على الرغم من أن كثيرا منهم تسير الأمور خلفه بصورة أفضل منها في وجوده ومن المسلمات أيضا إستنفارنا في كل فصل دراسي!!
    في أحد الاستنفارات تحرك صديق لي يدرس معي بكلية الطب من جامعة الجزيرة إلي الخرطوم بغرض الذهاب إلي العمليات ثم علمت والدته بالأمر وطلبت مني الذهاب معها إلي منزل مسئول تنظيمي بالولاية, أملة أن يساعدها بإعادته إليها قبل أن يتحرك إلي الجنوب. حاول المسئول التهرب في بادئ الأمر مظهرا عدم قدرته على ذلك ولكن بعد إلحاحها طلب مني الذهاب معه إلي غرفة أخرى بغرض الاتصال بالمسئولين عن الإستنفار, ذهبت معه لكنه فاجأني بسيل من الشتائم لقدومي معها, رددت له الشتائم بأحسن منها وكدنا أن نتعارك لولا مجيئها المفاجئ إلي الغرفة وسماعها لما يدور بيننا. بعدها رفضت الحديث معه ثم تماسكت بشكل تعجبت منه كثيرا وخرجنا من منزله وقد أدركت والدة صديقي أن لا سبيل لها سوى الصبر.وانتقل خوفها من الخوف على ابنها إلي الخوف علي من أن يتم اعتقالي لأنني تشاجرت مع هذا القيادي وكذلك يفعلون ولكن الله سلم.
    فقيادات الحركة الإسلامية بشقيها الواعي منها أو ما تم التعارف عليه بإنتليجينسيا الحركة الإسلامية الذين ما زالوا أعمدة في النظام والقليل منهم على الرصيف والديناصورات غير الواعية المحتمية بدكتور الترابي وليس لها كسب في الحركة الإسلامية سوى الدفاع بعامية ركيكة وفظاظة في القول عن كل آراءه داخل التنظيم ما فهموه منه وما لم يفهموه. فيكفيهم رضا الشيخ عنهم ليكونوا دوما بقربه قيادة تجسد نوعا من العلاقات الانتهازية الموجودة بكثرة داخل الحركة الإسلامية, كلا شقي قيادة الحركة الإسلامية (الواعي وغير الواعي) لم يشارك في القتال الشرس الذي اندلع بكل الجبهات إبان النسخة الأولى من الإنقاذ ولم يكن لهم حتى رأي رافض لعملية الاستغلال البشعة التي تتم لشباب تتراوح أعمارهم بين الخامس عشر والخامس والعشرين من العمر كانوا وقودا للمعارك وقدموا الافا من الشهداء والجرحى الذين مازال بعضهم يعاني من أثار إصابته وهم بالمعتقلات والأغرب من ذلك أن عمليات التعذيب تتم أيضا اليوم للشباب ويعفى منها القيادات الذين لم يكن لهم حينها دورا في التوعية بقيم الدين التي يتشدق الجميع بذكرها اليوم.
    كان بعضنا يدافع عن عدم مشاركة القيادة معنا في الجهاد بأنهم حاربوا في الجزيرة أبا وأحداث 1976م وأن منهم صنديد دار الهاتف وشهداء آخرين. لكن مشاغل الدولة تمنعهم.أو بمعنى آخر إن مشاركة بعضهم بمعركة في الماضي ليوم أو اثنين يعفيهم جميعا من المشاركة في قتال مستعر في أدغال الجنوب لعشر سنوات من الإنقاذ كانوا يذكون ناره و كان نتاجه الالف من الشهداء والجرحى (تبريرات سخيفة ولكن كان لا بد منها).
    بعض القيادات كان يكتفي بمشاركة أبناءه وأقاربه في الجهاد علي أن يشاركوا هم في مخاطبات أعراس الشهداء مكبرين ومهللين. الكثير من أبناء قياداتنا تلك هم اليوم بالمؤتمر الشعبي ولكن يملأهم الإحباط وأغلب القيادات بالمؤتمر الوطني يلعنون أبناءهم السابقين ويكثرون من الزيجات أملا في إنجاب المزيد من الصغار لاستغلالهم في حلقة جديدة من مغامرات السياسة والمال.
    من حسن الحظ أن غالبنا لم يدخل إلي مباني جهاز الأمن إلا معتقلا أو للتحقيق معه بعد الانشقاق.لكن على الرغم من ذلك لا بد من الاستغفار عن الأخطاء التي لم نلق لها بالا حتى ونحن بالقرب من الموت وأهمها على الإطلاق تلذذنا بظلم الآخرين وصداقتنا للذين تعاونوا مع الظالمين, فعذرا لكل الذين أخطأنا بحقهم, وليعلموا إنا على ذلك من النادمين.




    د. معتز بلال
    [email protected]

    (عدل بواسطة دوت مجاك on 12-13-2008, 06:08 PM)
    (عدل بواسطة دوت مجاك on 12-13-2008, 06:09 PM)

                  

12-13-2008, 05:47 PM

دوت مجاك
<aدوت مجاك
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخ بكرى ابوبكر صديقى دكتور معتز بلال يستحق العضوية - راجع مقالاته (Re: دوت مجاك)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    حكايات الجهاد وأفاعيل الجانجويد

    لم تكن مشاركة الطلاب من أبناء الحركة الإسلامية في حرب الجنوب مشاركة رمزية بل كان لها أثرها الواضح في مجريات المعارك المختلفة حينها,فمعركة الميل أربعين وغيرها من الملاحم تعد شاهدا علي ذلك.ولعل الإخوة في الحركة الشعبية-الذين هم بالسلطة اليوم- يدركون جيدا ما أقول, كما نعلم أيضا كيف كان ثباتهم في الحروب (فبالله عليكم من كان منكم في معارك خور إيدلو في نهايات العام 94..!!). أود أن أشرك القارئ في هذه السانحة في تجربتي الشخصية مع تلك الحرب، فقد لبست (الكاكي) للمرة الأولى وتحركت ضمن حوالي مائتي طالب من الجامعة متجهين إلي الجنوب مقاتلين. ثم تضاعف العدد خمس مرات عندما انضم إلينا إخوة لنا من بقية الجامعات بمعسكر التدريب. وفي اليوم الثالث وبعد صلاة الظهر تحدث إلينا ضابط في الجيش من أبناء دارفور برتبة رائد عن الجهاد وفضله ومعانيه ثم تطرق إلي حرب الجنوب وكان حديثه عنها مختلفا تماما عن كل الأحاديث التي نسمعها داخل الحركة الإسلامية,خاصة في أوقات القتال. فقد ركز على ذكر المظالم التاريخية للجنوب وكيف أن أسلافنا من الشمال قد مثلوا أبشع الصور في أذهان الإخوة الجنوبيين بما تم من سوء استغلال بخبث التجار الذين لا يهمهم سوى الربح وكثرة المال. وعدد بعض القصص المؤلمة التي تمثل نماذجا بينة للجشع وانعدام الضمير. ولكنه أيضا كبقية الإخوة لم يفته أن يصف الحركة الشعبية بالارتزاق والعمالة للغرب وتنفيذ أجندة الصهيونية العالمية وغيرها من قبيح الأوصاف. والغريب في الأمر أنه تطرق في نهاية حديثه لمظالم دارفور, وقال إنه كأحد أبناء دارفور لولا انتمائه الإسلامي لتمرد أيضا ومعه الكثيرون. للأسف لم نعر الجزئية الأخيرة من الحديث الاهتمام الذي تستحقه. أذكر ذلك جيدا, فقد كان حديثا استثنائيا برؤية خاصة لحرب الجنوب المشتعلة ومشكلة دار فور التي كانت تستعر تحت الرماد، وأعتقد أن ذلك الحديث وبعض ما قراناه من فقه الجهاد التقليدي الموروث وروح التدين العاطفي التي كانت تسيطر علينا بقوة في تلك الفترات,كل ذلك كان له أثر كبير في طبيعة تعاملنا مع المواطنين بجنوب السودان.
    لكل واحد منا شارك في حرب الجنوب ذكريات لأحداث عالقة في الذهن عن الحرب وشدة وطأتها وبأسها ومواقف كثيرة مؤثرة, كاستشهاد صديق عزيز لك بصورة بشعة بقربك ثم بحثك في متعلقاته الشخصية بعد الاستشهاد لتجد وصية صادقة مكتوبة للأهل يطلب منهم الرضاء والعفو ولإخوته المجاهدين بأن لا يحيدوا عن الطريق (عبارة كنا نكررها لبعضنا كثيرا ولكننا لم نشغل أنفسنا بكنه ذلك الطريق المقصود ومعالمه) . وذكريات عن الجنوب ومدنه الساحرة الجميلة في ظل محاولات صادقة لتحسين صورة الشماليين في الأذهان, فالأطباء يسهرون مرهقين لتقديم خدمات علاجية للمحتاجين والبقية يفتحون فصولا لمحو الأمية والحافظون للقران بعضهم أنشا خلاوى للتحفيظ،كما أن فكرة الزواج في الجنوب كانت لدى الكثيرين.فطلبة الجامعات من مختلف أنحاء السودان كانوا نماذج خير في شوارع الجنوب يحملون كبار السن في ظهورهم لإيصالهم إلي أماكن آمنة,وفي قلوبهم الكثير من الحب والعشق للوطن ولكن أجواء الحرب منعت تطور تلك العلاقات الإنسانية الصادقة.تم كل ذلك على الرغم من عدم إدراك العديد منا للأبعاد التاريخية لمشكلة الجنوب وعلاقاتها الشائكة بقضايا الهوية وصراعات الهامش لنيل الحقوق من المركز وطبيعة الثورات المختلفة ودوافعها.ويرجع ذلك الجهل لعمليات التلقين أحادية الجانب والخطاب الديني التعبوي-المفاصل دوما بين حق وباطل-الذي أستهدف به شباب في ربيع العمر يسعون لخدمة الدين بلا رصيد تجارب سابقة أو قيادة حكيمة صادقة تعينهم في الحكم على الأمور.فقد لا تختلف كثيرا استجابتنا لذلك النوع من الخطاب عما فعله منفذوا أحداث 11 سبتمبر بقلوب صادقة تحسب أنها تحسن صنعا للإسلام.
    أندهش كثيرا من النقلة التي تمت بمخيلتي لصورة كل من الراحل دكتور جون قرنق والأستاذ ياسر عرمان، فالأول الذي كنت أنشد الأناشيد مسيئا له ومهددا,صرت أحترمه أكثر من قادتنا بالتنظيم (الإسلامي),والثاني الذي كنت لا أطيق سماع اسمه أصبح يذكرني الشهداء بصدقه وقوته وإيمانه بقضيته. مفارقات ذهنية عنيفة ومؤلمة مر بها هذا الجيل ولكنه أدرك بعدها بعمق حقائق الأشياء وعرف كيف أن الاهتمام برفع الظلم عن من تختلف معه(حتى علي مستوى الدين والعقيدة) أكرم من إتباع من تتفق معه بسذاجة تنعكس أثارها ضررا علي النفس والوطن. وكيف أن مسئولا ملتزما بما اتفقت معه عليه(ولو كان غير مسلم)أفضل من أخر لا يحترمك ولا يحترم ما اتفقتم عليه. وكيف أن الانشغال بتمثل قيم الدين في التعامل بأخلاق سمحة مع الجميع خير من عبادة المسميات والأشكال والشعارات, فالسودان في ظل هذا التنوع هو أحوج ما يكون لعقلانية في التعامل مع الأمور لا مجال فيها لتمايز بالدين أو العرق.
    أتت مشكلة دارفور والواقع قد تغير فالحركة الإسلامية منشقة وأغلب المجاهدين السابقين صاروا بالمؤتمر الشعبي و أبناء دارفور ابتعدوا عن النظام الذي ابعد بدوره الباقين, والطلاب وخريجو الجامعات أصبحوا بعد اتفاقية نيفاشا وانقسام صف الحركة الاسلامية أوعى بحقيقة الاختلافات وإشكاليات التنمية واللا مركزية وسوء توزيع الثروة والسلطة, وربما يمثل تعاطف كثير منهم اليوم مع أهل دارفور تكفير عن عدم الإحساس سابقا بالآم الإخوة في الجنوب. فالمتمردون هذه المرة بعض قادتهم من أبناء الحركة الإسلامية ومجاهدون سابقون تربطهم بهم ذكريات حروب وخنادق وقصص (القليل منها فقط قابل للنشر).
    من الطبيعي أن تحتاج المعارك التي بدأت بدارفور هذه المرة لمعاونين جدد, حيث لا سبيل لمشاركة عشرات الآلاف من المجاهدين وقطاع الطلاب بالمؤتمر الوطني ومؤسسة الدفاع الشعبي لم يعد لهما منطق يسمع ولا أمر يطاع ودارفور أصبحت عصية الانقياد, فالعمل العسكري قد وصل إلي مطار الفاشر والتمرد يقوى يوما بعد يوم والحاملون للسلاح يعلمون فنونه جيدا.لقد اعتاد المسئولون في السلطة سابقا علي توظيف الدماء الصادقة في الحروب من غير مقابل ولا نقاش ولكن الساذجين اليوم غير موجودين. وأهل الامتيازات والمصالح والعمارات الفارهة الجديدة لا يصلحون للقتال ولا يرغبون. كل هذه الظروف مجتمعة جعلت من الطبيعي أن يكون المتعاونون هذه المرة من شاكلة جديدة.أناس لهم أجندة خاصة نتنة وقديمة (رغبة جامحة في التخلص من الآخرين) كانوا يمارسونها سابقا في الخفاء بعيدا عن القانون. قبلوا القيام بالدور المطلوب بشروطهم. فهم مقاتلون بالوكالة مدوا يدا لتثبيت النظام و أخرى ذبحوا بها الشرف والأخلاق والفضيلة. فشتان ما بين مجاهد صادق خرج من الجامعة مساندا ومدافعا عن دولة إسلام (اكتشف لاحقا أنها لم تكن إلا في مخيلته) وآخر معتاد إجرام أخرج من السجن مشاركا في قتال يحرضه إليه الشيطان.
    الهزيمة هذه المرة لم تأت من المخاوف القديمة بدعم من أمريكا والصهيونية لإفشال المشروع الإسلامي ولكنها أتت من قلوب مريضة أعماها الله عن رؤية الحق, ولم تشغل نفسها سوى بالتمسك بدولة انكسرت في الخارج وهزمت معاني الدين في نفسها والآخرين.



    د. معتز بلال
    [email protected]
                  

12-13-2008, 06:00 PM

دوت مجاك
<aدوت مجاك
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخ بكرى ابوبكر صديقى دكتور معتز بلال يستحق العضوية - راجع مقالاته (Re: دوت مجاك)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    المؤتمر الوطني..متوالية الغباء وظاهرة الصحافيين

    ظلت الأمور داخل أروقة المؤتمر الوطني والدولة في السنوات الأخيرة تدار في دوائر معزولة عن بعضها.الكل له صلاحيات مطلقة في القول والفعل دفاعا عن مصالح المؤسسة التي يرأسها (وأحيانا مصالحه الشخصية) ومعارك عديدة شهدها الكل وتناقلتها الصحف بكامل إثارتها وكأنه ليس هنالك جهة أعلى من تلك الدوائر تنسق الجهود وتضبط أداء الأجهزة المختلفة وإن كانت قلوبها شتى.ولكن بحمد الله لم يكن أثر ذلك سوى تأكيدا للجميع بأن هذا التنظيم أصبح يعاني من علل لا تجد من يشخصها جيدا ويسعى في معالجتها.واثر آخر قليل علي المواطن جراء تلك المعارك.أما الآن وبعد مذكرة أكامبو الشهيرة التي قدمت للقضاة للنظر فيما تحتوى عليه من اتهامات في حق الرئيس السوداني ومسئولين آخرين,في انتظار أن يقبل القضاة حيثياتها ويصدروا أمرا بتوقيف الرئيس. وهو أمر خطير حتى وإن نجحت الجهود الدبلوماسية في حث مجلس الأمن بأن يصدر قرارا بتجميد إجراءات المحكمة لمدة عام قابل للتجديد(وقد لا يحدث ذلك).من الواضح جدا أن هذه النقلة النوعية الكبيرة في أوضاع الحكومة وأهل المؤتمر الوطني تعتبر دخولا في مرحلة جديدة أخطر وأحرج بكثير من كل الأزمات الفائتة بتاريخ التنظيم الحاكم والبلاد.
    ويلاحظ المراقب الحصيف أن الخوف قد وجد طريقه للتعبير عن نفسه بعد المذكرة في أفعال رجالات الدولة, فمن موقف رافض للتفاوض مع حركات التمرد بعد أحداث أم درمان التي سبقت المذكرة إلي دعوة للتحاور والتفاوض مع الجميع دون حجر أو إقصاء لأحد بعد أيام قلائل من مذكرة أكامبو.وزيارة عاجلة -لا تبرير لها- إلي ولايات دارفور ووعود بالسلام والتنمية وخطاب وصفه الأوربيون بأنه أنعم خطاب للدولة في شأن هذه الأزمة.وكأن أهل دارفور ليس من حقهم النظر إلي مشاكلهم والوعد بحلها وإشراك أهلها بالحل إلا عند صدور مثل هذه المذكرات.وإقبال في خفة لتحسين العلاقات مع تشاد وإعراض من الأخيرة. وبعض المسئولين أدركوا خطورة الوضع ولاذوا بالصمت النبيل وآخرين انعكس الخوف في حديثهم وتصريحاتهم رغم محاولاتهم عدم إظهاره.لكن الوضع الجديد للمؤتمر الوطني وحكومته لن يحل بأقوال الخوف وأفعاله, كما لن يحل أيضا بما يسعى لإظهاره بعض رموز الحزب والدولة من لا مبالاة ومكابرة في التعاطي مع الأحداث بل والدخول في معارك جديدة وتصعيد لأخرى سابقة.فنافع مازال يغني طربا على كل المواويل القديمة وكأنه لم يشاهد جعجعة الصحاف التصعيدية من قبل في معركة خاسرة,وقادة الجيش يديرون معارك معلنة في أوقات حرجة بدارفور وحكم بالإعدام على أسرى أحداث أم درمان من حركة العدل والمساواة,وتهديد للهجين وتضييق علي الصحافة وحرية الرأي ووزارة الشباب والرياضة تمارس العنتريات الفارغة بقراراتها الطائشة.لا أدري إن كان كل هؤلاء لا يعرفون جيدا خطورة الأوضاع التي لا تحتاج لمزيد تصعيد أم أنهم يعتبرون أن نتائج المواجهة القادمة ستنحصر على البعض دون الآخرين.من مصلحة المؤتمر الوطني بعد أن أوصل الأمور إلي هذه الدرجة من التعقيد أن لا يسيطر الخوف على بعض قادته واللا مبالاة على الآخرين. فإن كانت إدارة الأمور في السابق تتم في دوائر معزولة كما ذكرنا فالوضع الحالي والذي من الممكن جدا أن تكون نهاياته غير مسعدة للجميع لا يمكن إدارته بتلك الطريقة العشوائية السابقة.فالسيناريوهات يجب أن لا تكون مفاجأة و كل المواقف ينبغي أن تكون مدروسة العواقب. فليس من العقل أن يدخل البلاد في مواجهة خاسرة قيادات محدودة الإمكانيات بلا أفق في الفهم أو التفكير.
    ما يريده أهل دارفور (ببساطة) هو مثل ما تحصل عليه أهل الجنوب,وما يريده الجميع في السودان هو حريات حقيقية وإنهاء للتسلط وإرجاع للحقوق أو قل ذهاب هذا النظام, ويكفي ما وصلت له البلاد من محن وحروب وقتل وحرق للقرى واغتصاب للنساء وعنصرية بغيضة وظلم للمخالفين وجيوش من دول مختلفة تمرح بالبلاد. وقبل كل ذلك فشل للتجربة الإسلامية بكافة شعاراتها السابقة وتشويه لصورة الإسلام في الداخل والخارج.أفلا يكفينا كل ذلك!! وبعض مثقفي النظام لا يشغلون أنفسهم سوى بمجادلة الآخرين عن همزة الوصل والقطع وجزم يستطع بلم.هل هؤلاء فعلا عاقلون؟!
    كل الشواهد تشير إلي أن الأمور ستنتقل من سيئ إلي أسوأ خاصة في ظل سيطرة العقول الحالية علي الأمور فمثل نافع هذا من المحال أن يكون هو من سيخرج البلاد أو حتى تنظيمه من أزمات كهذه.ولا أدري من الذي يعطي الجيش الآن الأوامر بالتصعيد في الميدان ولماذا التكميم للأفواه التي سيكونون في اشد الحاجة لها بعد وقت ليس بالبعيد.يجب أن يقرأ الإخوة بالمؤتمر الوطني الواقع من جديد ويجب أن يدركوا أن هذه هي النهايات.فمن الأفضل لهم أن يجعلوها نهايات أقل سوءا بأن يسلموا الحكم لحكومة انتقالية من القوى السياسية المختلفة والجماعات الحاملة للسلاح,مع التزام الجميع باتفاقية السلام الشامل وحل إشكاليات التنمية بالولايات المهمشة والعدالة في توزيع السلطة والثروة على أن تشكل بعد ذلك محاكم مستقلة وبرضاء الجميع للنظر في كل المظالم في دارفور وغيرها.وعلى من يدان بأي جريمة أن يحتمل العواقب لوحده ولا يسعى لأن تعاقب معه كل البلاد. وان استطاع القضاء السوداني حسم كل تلك المظالم فلن تكون هنالك حاجة لعدالة من الخارج.حل يبدو عليه المثالية واستحالة القبول من قيادات المؤتمر الوطني ولكنهم لو تأملوا الأوضاع جيدا لأدركوا أن هذا هو المخرج الوحيد-الأقل ضررا- المتاح الآن على الرغم من صعوبته.فهنالك سيناريوهات أخرى محتملة أكثر مأساوية لهم وللبلاد فمن منا لم يرى الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين عند إخراجه من الحفرة أشعث اغبر لم يستجب شعبه ولا الأمريكيون لآماله وأوهامه ومن منا لم يرى كيف يتم التعبير عن الحقد والضغائن في أجواء الفوضى والانفلات.
    لا يغرنكم بعض المسيرات والهتافات لجيوش الموظفين المجبرين على إظهار الولاء وبعض المنتفعين من الأوضاع قبل زمن الامتحان. فالحرب أمر آخر والثبات فيها لا يتم إلا بقضية واضحة يدافع عنها المرء أو يهلك دونها. وفي تأمل تجربة دارفور خير مثال فالمواطنون الذين حارب آباءهم وأجدادهم المستعمر سابقا يهربون اليوم من الدولة للاحتماء بالأجنبي لأنهم فقدوا الثقة في الدولة وأجهزتها,وأهل الوسط الذين لم يحاربوا المستعمر سابقا بحماس أهل غرب السودان هم أيضا اليوم لهم مظالمهم ومواقفهم من هذا النظام.ولو كان للحكومة من يدافع عنها لدافع معها ضد حركات التمرد في دارفور ولما كانت في حاجة لأن تتنازل للجنجويد بان يفعلوا ما يشاءون من جرائم في مقابل أن يدافعوا عن النظام.ففي الحرب القادمة (إن أرادوا أن يدخلوا البلاد فيها) لن يجدوا من يدافع بصدق عنهم فيكفي شاهدا أن تستطيع حركة متمردة عمرها لم يتجاوز الخمس سنوات من الوصول إلي داخل العاصمة ولم يمنعهم من السيطرة علي إذاعة أم درمان سوى عدم معرفتهم لها. فبالله عليكم كيف بكم إن أتتكم جحافل جيوش كالتي اجتاحت أفغانستان والعراق!!خاصة وان أمريكا لم تحسم بعد أمر مواجهتها مع إيران فقد تبحث عن آخر تواجهه وتثبت بذلك قوتها وهيبتها في يوم واحد انتصارا لمظلومين في حروب تم الترويج مسبقا لفداحتها وحتمية التدخل الدولي لحسمها.
    يجب أن تديروا أموركم مجتمعين وتسمعوا لصوت العقل ممن معكم والآخرين ولا تسلموا بعض أمركم لمن يعتبر أن صراعاته السابقة مع أحزاب ضعيفة كالصراع الذي يدار اليوم في مواجهة النظام العالمي الجديد بكل بطشه وازدواجيته. قيادة لا تملك أدنى معرفة لما ستؤول له الأمور.تأملوا كل الحلول المتاحة وستجدوا أن تسليم السلطة ومحاكمة المتهمين بجرائم بالداخل أو بالخارج خير من دفن الرأس في الرمال إلي حين الذبح.وستجدون أنه ليس من العدل أن يهان المواطن السوداني من جديد بجيوش المستعمر الطامع لاستغلال الثروات, بعد وجوده للذرائع الكافية للتدخل العسكري.فبالله عليكم لا تفعلوا ذلك بالبلاد.
    وأتعجب كثيرا من ذلك الصمت المطبق على أفواه الكثيرين من قادة السياسة وأهل الرأي وأصحاب القلوب الخائفة والأقلام الراجفة.وكأن الخوف من الحكومة وبطشها أكبر من خطر علمهم بما ستؤول له أحوال السودان من كوارث لا تبقي ولا تذر.وأستغرب من شعب كان في السابق مفجرا للثورات فأصبح دافع الخروج للشارع فرحا بانتصارات كرة القدم أكبر بكثير من دافع الخروج إلي الشوارع دفاعا عن مستقبل النفس والعرض والأرض.


    د.معتز بلال
    [email protected]
                  

12-13-2008, 06:28 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخ بكرى ابوبكر صديقى دكتور معتز بلال يستحق العضوية - راجع مقالاته (Re: دوت مجاك)

    مرحبا بالدكتور معتز في فضاء الحرية..اضافة متميزة لهذا المنبر.
                  

12-14-2008, 11:26 AM

دوت مجاك
<aدوت مجاك
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخ بكرى ابوبكر صديقى دكتور معتز بلال يستحق العضوية - راجع مقالاته (Re: فتحي الصديق)

    Quote: مرحبا بالدكتور معتز في فضاء الحرية..اضافة متميزة لهذا المنبر..


    اخونا فتحى صديق
    شكرا ليك وكل سنة وانت طيب
    منتظرررررين بكرى يعطف علينا
                  

12-17-2008, 01:59 PM

دوت مجاك
<aدوت مجاك
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخ بكرى ابوبكر صديقى دكتور معتز بلال يستحق العضوية - راجع مقالاته (Re: دوت مجاك)

    ما زلنا فى انتظارك

    شكرا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de