دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
اخوتى المسلمين الاعتدال الدينى هو الحل
|
مساء الخير للجميع كلنا سمعنا عن احدث السلمة وتبعاتها وندرك جميعا مدى خطورة مثل هذه التنظيمات والتى قطعا لو مارست عملها ما فرقت عبواتها وقنابلها بين الناس او كما يقولون انهم يستدهفون العلمانيين دون غيرهم ولكن الانفجار لن يفرق بين هذا وذاك يجب ان نبتر هذه التنظيمات فى مهدها قبل ان تكبر ويصعب علينا استئصالها ونندم حين لا ينفع الندم
والسبب معروف لدينا كلنا ولكننا نتعمد نحن السودانيين ونشتهر بعدم التحدث فى الموضوع مباشرة ونتعمد الالتفاف حول الموضوع الاصلى لا اعرف السبب (صراحة) اهى فلسفة نتفوق عليها على غيرنا ام (خجل) وخوف ممن لا نعرفه
السبب اخوتى هى تلك الشعارات التى نسمعها يوميا من افواه مسئولينا فى المنابر الاعلامية الرسمية للبلد وتكفير من بختلف عنا بدون اى سند او شئ فعله الاخرين سوى انهم اختلفوا معنا فى السياسة او الدين
ولا اخفى ان الخطب فى المساجد اصبحت (اركان) سياسية وترك ائمة المساجد الدور او التوعية الدينية واصبح السياسة كلها همهم الاول فى خطبهم
وكثيرا ما كنت اسمع (تكبيرات) عندما اسمع ان منظمة (فلان) قامت بتفجيرات فى المنطقة الفلانية وقلت كم طاشر نفر ويكبرون بدون ان يعرفوا هل القتلى يستحقون هذا الموت وحتى ان استحقوها فهل هذه الطريقة تتفق معها اى دين سماوى
انا كمسيحى (علمانى) ديانتى لا تدعو للقتل او سفك الدماء بهذه الطريقة واتمنى ان يرد لى احد الاخوة المسلمين (غير المتصعبين) برد جيد
ومشكلة المسلمين عامة هى الفهم الضيق والتفسير لبعض الايات فى القران الكريم ويستغل بعضهم تضليل البسطاء باستغلال تلك الايات لتحقيق اهدافهم وحتى تلك الايات فى مضمونها لا تدعوا لهذا الشئ حتى ولو من بعيد
اخوتى المسلمين القران الكريم دين سلام وتسامح حسب اطلاعى البسيط لها وقراءات لكتب التفسير لم اجد تفسير لاية يدعو الى اهدار دماء الاخرين
يمكن ان يختلف مجموعة من الناس فى السياسة ولكن لا يمكن ان تختلف (امة الاسلام) فى الدين الاسلامى وتفسير اياتها ولا يمكن ان يجامل مؤمن شخص منافق فى توظيف اية قرانية فى مكان غير مكانه
اخوتى المسلمين فى السودان جهات دينية كثيرة تناقض نفسها بنفسها اخرون يطلقون فتاوى تكفر تلك الفئة واخرون يعارضون تلك الفتوى ان الدين ليست كالسياسة التى نرى فيها كل شئ بمنظار مختلف عن الاخرين
اتركوا التعصب فى الدين واعطوا الله حقه ولا تستغلوا امور (الاخرة ) فى اموركم الدنيوية
لا تشحنوا شبابنا بتلك الافكار التى تدعو للقتل فانها لن تفرق بين اسركم وتلك الفئة المستهدفة
كل رب اسرة يريد الحفاظ على نفسه عليه ان يتوخى الحظر من تلك الجماعات الخطرة
اللهم قد بلغت اللهم فأشهد والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اخوتى المسلمين الاعتدال الدينى هو الحل (Re: دوت مجاك)
|
اخوتى المسلمين القران الكريم دين سلام وتسامح حسب اطلاعى البسيط لها وقراءات لكتب التفسير لم اجد تفسير لاية يدعو الى اهدار دماء الاخرين
اخي اؤيد طرحك وفتح العقل بالعلم والمعرفة هو الغاية
توجد لدينا ايات تحض علي قتال المشركين /ات
واخري تدعو لملك اليمين والاسترقاق والتعدد في الزواج
واخذ الجزية من النصاري وهم/ن صاغرون يعني يد المسلم هي الاعلي
لا اريد التكرار وسوف اضع لك الايات والاحاديث وانني لا التزم
منهج قتال اي انسان ولا اعدد ولا اقبل ان استرق او امارس الاسترقاق
حلي وانا ادين بدين الاسلام هو
فصل الدين عن الدولة وبالعلمانية يستطيع اي فرد من ضمان حقوقه
لقد ابنت هذا في بوست يوضح وضع المراة في الاسلام
لك شوقي وشكري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوتى المسلمين الاعتدال الدينى هو الحل (Re: Sabri Elshareef)
|
Quote: اخي اؤيد طرحك وفتح العقل بالعلم والمعرفة هو الغاية
توجد لدينا ايات تحض علي قتال المشركين /ات
واخري تدعو لملك اليمين والاسترقاق والتعدد في الزواج
|
الاخ صبرى صباح الخير شكرا لمرورك نعم توجد ايات ولكن فى حالة الاعتداء على المسلمين وحتى فى القوانين العرفية او فى الاذهان ان كل من يعتدى علي وطنك , عرضك , مالك عليك ان تدافع عنهم وهذا شئ متفق عليه فى كل الاديان تقريبا ولكن الخطاء فى استغلال الدين من اجل تحقيق امور لا تدعم الدين نفسها واستغلال بعض الايات فى غير محلها
Quote: واخذ الجزية من النصاري وهم/ن صاغرون يعني يد المسلم هي الاعلي
لا اريد التكرار وسوف اضع لك الايات والاحاديث وانني لا التزم
منهج قتال اي انسان ولا اعدد ولا اقبل ان استرق او امارس الاسترقاق |
أن آيات القرآن الكريم تقدم ما يتعلق بالعبادات، الذي يعتبر ثابتا لا يتغير حسب الزمان، والمكان، وفي نفس الوقت يقدم ما يتعلق بالشريعة، وهو متحول حسب تحول الشروط الموضوعية: الإقتصادية، والإجتماعية، والثقافية، والسياسية.
Quote:
حلي وانا ادين بدين الاسلام هو
فصل الدين عن الدولة وبالعلمانية يستطيع اي فرد من ضمان حقوقه
لقد ابنت هذا في بوست يوضح وضع المراة في الاسلام |
فصل الدين عن الدولة لابد ان يتم حتى لا يستغل البعض الدين فى تذكية الصراعات وتصفية خصوماتهم السياسية واستغلال المواطن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوتى المسلمين الاعتدال الدينى هو الحل (Re: دوت مجاك)
|
Quote: اخوتى المسلمين القران الكريم دين سلام وتسامح حسب اطلاعى البسيط لها وقراءات لكتب التفسير لم اجد تفسير لاية يدعو الى اهدار دماء الاخرين
|
الحبيب مجاك
صدقني
الإسلام هو كما قلته بالضبط
دين سماحة
دين يأمر النبي أن يبلغ فقط.. وليس عليه محاسبة الناس على أفعالهم.. إذ يقول له الله تعالى: (فذكر إنما أنت مذكر.. لست عليهم بمسيطر)
ولا يأمره بأن يكره أحداً على اعتناقه (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي...)
وهو دين سماحة مع الجميع (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم)
============
وأنا معك في أن البعض منا معشر المسلمين.. فهموا أن الإسلام هو أن تقتل مخافك.. أو تفرح لقتله
وهذا ليس هو الدين الإسلامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوتى المسلمين الاعتدال الدينى هو الحل (Re: عز الدين بيلو)
|
Quote: وأنا معك في أن البعض منا معشر المسلمين.. فهموا أن الإسلام هو أن تقتل مخافك.. أو تفرح لقتله
وهذا ليس هو الدين الإسلامي |
الاخ عزالدين بيلو
شكرا للاضافات التى ادرجتها فى ردك حل هذا الامر هو الابتعاد عن هذه الافكار بمحاربة من يتبنونها من المسلمين ولكن العكس حاليا هو ان اغلب الناس تتعاطف مع مثل هذه التنظيمات وحتى فى خطب الجمعة تسمع فى الدعاء (اللهم انصر اخواننا ...........) رغم ان المقصودين يقتلون مسلمين اخرين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوتى المسلمين الاعتدال الدينى هو الحل (Re: Frankly)
|
الوسطية في الإسلام فضيلة الشيخ / د.عبد العظيم بدوي
﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدً ﴾
الوَسَط اسمٌ لما بيْن طَرَفَي الشَّيء.
إِنَّ الوسطيَّةَ من خَصائصِ هذه الأُمَّة وهي سببُ خَيْريَّتِها، ولا تزالُ الأُمَّةُ بخَيْرِ ما حافَظَتْ على هذه الخَاصيَّةِ التي تتميَّزُ بها خاصية الوسطيَّةِ التي تُمثِّلُ الاعتدالَ والاستقامةَ على صِراطِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فإِذا خرَجتْ عن الوسَطِ إلى أحَدِ جانِبَيْه ففرّطَتْ أو أَفْرَطَتْ فقد هلَكت، فإِنَّ التَّطرُّف مَهْلَكة، التَّطرُّف لا يخْتَصُّ بالغُلُوِّ والإفْراط، وإٍنَّما الغُلُّوُ والإفْرَاطُ تطرُّف، والتَّقْصِيرُ والتَّفرِيطُ تَطرُّفٌ أيضاً، وكِلاَهُما مَهْلَكَةٌ للفَرْدِ والمُجْتَمع.
فالَّذِي يُفَرّط في حِقِّ اللهِ ويُقْصِّرُ في القِيَام به مُتَطَّرِّف .
كما أَنَّ الذي يتطَّرف إلى جِهَةِ الغُلُوِّ والتَّشدُّد والتَّزمُّت يُوجِبُ ما لَيْس بواجب، ويُحَرِّم ما لَيْسَ بمحرَّم، ويكفِّر المسلمينَ ويُفَسِّق الصَّالحين، فيسْتَحِلُّ دِماءَهم وأمْوالَهم، ويخرُج على حُكَّامهم وأُمرائهم، فيثيرُ الفَوْضَى ويَسْعَى في الأرضِ فساداً ﴿ وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾.
الوسطيـة فـي الإسـلام
قال الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدً ﴾ [ البقرة:143] .
الوَسَط اسمٌ لما بيْن طَرَفَي الشَّيء، وقد يُطْلَقُ على ما لَه طرَفانِ مَذْمُومانِ كالجُودِ بيْن البُخْل والسَّرَف.
وقد يُطْلَقُ على ما لَه طَرفٌ محمودٌ وآخرُ مَذْموم كالجَوْدَة والرَّداءةِ، تقول في الشَّيء: هذا وسَطٌ بيْن الحَسنِ والرَّديء.
فالوَسَطُ الخِيَّار، فوَسَطُ الوادِي خَيْرُ مكانِ فيه، ويُقَالُ فُلانُ وسَطٌ في قوْمِه، إذا كان أوْسَطَهم نسَباً وأرْفَعهم مَجْداً، وقد جاء فى صِفَةِ نبِّينا - صلى الله عليه وسلم- أَنَّه كان من أوْسَطِ قَوْمِه أيْ خِيارهم، وقد جعلَ اللهُ أُمَّته وسَطاً أي خِياراً.
والمقصود بالتوسُّط أَنْ يتحرَّى المُسْلِمُ الاعتدالَ ويبْتَعِدَ عن التطرُّف في الأقْوالِ والأفْعال بحيثُ لا يَغْلُو ولا يقصِّر، ولا يُفرْط ولا يُفرِّط « (2). فإِنَّ الإفْرَاطَ والتَّفريطَ مذمُومانِ وقد نهىَ اللهُ عنهما وذمَّ أهلَهما، فقال تعالى: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْ ﴾[ هـود:112] .
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَدَاةَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ ( هَاتِ الْقُطْ لِي ) فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ فَلَمَّا وَضَعْتُهُنَّ فِي يَدِهِ قَالَ: ( أَمْثَالِ هَؤُلاَءِ وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ).
وقال تعالى: ﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ [ الأنعام:31] .
وقد نهى اللهُ تعالى عن طاعةِ هؤلاءِ وأمر بمخالفتهم فقال تعالى:﴿ وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطً ﴾ [ الكهف:28] .
فمتى ابتعدَ الإنسانُ عن الإفْراطِ والتَّفريط فقد اعتدلَ على أوْسَطَ الطريق واستقامَ على الصِراطِ المستقيم كما أمر الله ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [ الأنعام:153] .
وقد أمر اللهُ تعالى عبادَه المؤمنينَ أَنْ يسألوه ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ﴾ [ الفاتحة6: 7] ،فالمغضوبُ عليهم وهم اليهودُ فرّطوا وقصَّروا، والضَّالين وهم النَّصارى غَلَوْ وأَفْرَطُوا وتشدَّدوا حتى ابْتدَعُوا، والصِّراطُ المستقيمُ الذي هدى اللهُ إليه النبِّيين والصِّديقينَ َوالشُّهداءَ والصَّالحين هو العَمَلُ بالعِلْم في غَيْرِ إفْرَاطٍ ولا تفريط، وقد أنعم الله على أمة محمدٍ - صلى الله عليه وسلم- بالهدايةِ إلى هذا الصِّراطِ المستقيمِ فكانُوا بذلك أُمَّةً وسطاً، قال تعالى: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطً ﴾[ البقرة142 : 143] .
فالوسَطِيَّةُ تعني اتِّباعَ الصِّراطِ المُسْتَقيم والثَّباتَ عليه والحَذَرَ من المَيْلِ إلى أَحَدِ جانِبَيْه، ولقد ضربَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لذلكَ مثلاً محسُوساً:
فَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَخَطَّ خَطًّا وَخَطَّ خَطَّيْنِ عَنْ يَمِينِهِ وَخَطَّ خَطَّيْنِ عَنْ يَسَارِهِ ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ فِي الْخَطِّ الأَوْسَطِ فَقَالَ هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ) ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآَيَةَ ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [ الأنعام153] .
قال ابن القيِّم: « وهذا الصِّراطُ المستقيمُ الذي وصَّانا الله تعالى باتِِّباعه هو الصِّراط الذي كان عليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه، وهو قَصْدُ السَّبيل، وما خرَج عنه فهو من السُّبلُ الجائرة، لكنَّ الجَوْرَ قد يكونُ جُوْراً عظيماً عن الصِّراط وقد يكونُ يسيراً، وبيْن ذلك مراتبُ لا يُحْصِيها إِلاَّ الله، وهذا كالطَّريق الحِسِّي فإِنَّ السَّالِكَ قد يَعْدِلُ عنه ويجوُر جَوْراً فَاحِشاً وقد يجُور دُون ذلك، فالميزانُ الذي تُعْرَفُ به الاسْتِقَامةُ على الطريق والجَوْرُ عنه هو ما كان رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- وأصحابُه عليه، والجائرُ عنه إِمَّا مُفْرِّطٌ ظالم، أو مجْتَهِدٌ متأوِّل، أو مُقَلِّدٌ جاهِل، وكلُّ ذلك قد نَهى اللهُ عنه فلم يَبْقََ إِلاَّ الاقْتِصَادُ والاعْتِصَامُ بالسُّنَّةِ وعَلَيْهما مدَارُ الدِّين» .
وقد كَثُرَتْ الآياتُ القرآنيَّةُ والأحاديثُ النبويَّةُ في الأمرِ بالوسَطيَّة والحَثِّ عليها ومَدْحِ أَهْلِها قال تعالى: ﴿ وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ [ الإسراء:29] ،
وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾[ الفرقان:67]
وقال تعالى: ﴿ يَا بَنِي ءَادَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾[ الأعراف:31]
وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾ [ المائدة87،88 ]
وقال تعالى: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [ الأعراف: 55]
وقال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ وَلاَ تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [ الأعراف:205]
وقال تعالى: ﴿ وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً ﴾ [ الإسراء:110]
وقال تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ﴾[ الأنبياء:90 ]
عَنْ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ ذَاتَ يَوْمٍ لِحَاجَةٍ فَإِذَا أَنَا بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم- يَمْشِي بَيْنَ يَدَيَّ فَأَخَذَ بِيَدِي فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي جَمِيعًا فَإِذَا نَحْنُ بَيْنَ أَيْدِينَا بِرَجُلٍ يُصَلِّي يُكْثِرُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ فَقَالَ النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم : ( أَتُرَاهُ يُرَائِي؟ فَقُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَتَرَكَ يَدِي مِنْ يَدِهِ ثُمَّ جَمَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يُصَوِّبُهُمَا وَيَرْفَعُهُمَا وَيَقُولُ: عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا فَإِنَّهُ مَنْ يُشَادَّ هَذَا الدِّينَ يَغْلِبْهُ).
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: ذُكرَ لِرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم : يَجْتَهِدُون في العِبَادَةِ اجْتِهَادًا شديدًا فقال: ( تِلْكَ ضَرَاوَةُ الإسْلامِ وشِرَّتُه، ولِكُلِّ ضَراوَةٍ شِرَّة، ولِكُلِّ شِرَّة فَتْرة، فمن كَانَتْ فَتْرتُه إلى اقْتِصَاٍد وسُنَّة فلام ما هو، ومَنْ كانَتْ فَتْرَتُهُ إلى المَعاصِي فَذَلِكَ الهَالِك).
وعَنْ مِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ( مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لاَ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِه).
وعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: « كُنْتُ أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانَتْ صَلاَتُهُ قَصْدًا وَخُطْبَتُهُ قَصْدًا».
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِي اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم- فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم- قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- إِلَيْهِمْ فَقَالَ: ( أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أُرَاهُ رَفَعَهُ قَالَ: ( أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا ).
عَنْ حُمَيْدٍ الْحِمْيَرِيِّ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلاً صَحِبَ النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم- كَمَا صَحِبَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: ( نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- أَنْ يَمْتَشِطَ أَحَدُنَا كُلَّ يَوْمٍ أَوْ يَبُولَ فِي مُغْتَسَلِهِ).
وعن ابْنِ مَسْعُودِ قال: ( الاقْتِصَادُ في السنَّة خيرٌ من الاجْتهادِ في البِدْعة).
وعن أُبيِّ بن كعبِ قال: ( عَليْكُم بالسَّبيل والسُّنة، فإِنَّه ليسَ مِنْ عبدٍ على سبيلٍ وسُنَّةٍ ذكَر الرَّحمن ففاضَتْ عَيناهُ من خَشْيَةِ الله فَتمسَّه النار، وإِنَّ اقتِصَاداً في سبيلٍ وسُنَّة خيرٌ من اجتهادٍ في إضلال).
والذي يُمْعِنُ النَّظر في هذه النُّصوص يَرى أَنَّها تدلُّ على أَنَّ وسَطيَّة الإسلامِ عامَّةٌ جامِعَةٌ شامِلةٌ للعقيدةِ والأحْكَامِ والعِبَاداتِ والمُعامَلاتِ والأَخْلاقِ والعَاداتِ والعَواطِف، وفي ذلك يقول الإمامُ الطَّحاوي: « ودينُ الله في الأرضِ والسَّماء واحد، وهو دينُ الإسلام كما قال تعالى ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ ﴾ [ آل عمران:19] ، وقال تعالى: ﴿ وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ﴾ [ المائدة:3] ، وهو بيْن الغُلُوِّ والتَّقْصير، وبيْن التَّشبيه والتَّعطيل، وبيْن الجَبْر والقَدر، وبيْن الأمْنِ والإياس» .
ويقول ابنُ تيْمِيَة: « المسلمونَ وسَطٌ في أنبْياءِ اللهِ ورُسلِه وعباده الصَّالحين لم يغلو فيهم كما غَلتِ النَّصارى ولم يَجْفُوا كما جَفتِ اليَهود ». وهم وسطٌ في شرَائِع دينِ الله، فلم يُحَرِّمُوا على اللهِ أَنْ يَنْسَخَ ما شاءَ ويَمْحُوَ ما شاء، ويُثْبِتَ ما شاء كما قالَتْه اليهود، ولاجوَّزوا لأكابرِ عُلمائِهم وعُبَّادِهم أَنْ يُغَيِّروا دينَ اللهِ فيأمرُوا بما شاءَوا وينهوا عما شاءوا كما يفعله النصارى .
وهم كذلك وسَطٌ في بابِ صِفَاتِ اللهِ تعالى، فإنَّ اليَهُودَ وصَفُوا اللهَ تعالى بصفاتِ المَخْلُوقِ النَّاقصة، والنَّصارى وصَفُوا المخلُوقَ بصفاتِ الخَالِق المُخْتَصَّةِ بـه.
وأَمَّا أهلُ السُّنةِ والجَماعة فوسَطٌ في بابِ الأسماءِ والصِِّفَات بيْن أَهْلِ التَّعطيل الذين يُلْحِدُون في أسماءِ الله وآياتهِ ويُعَطِّلُونَ صفاتِه، وبيْن أهْل التَّمثيلِ والتَّشبيهِ الذين يَضْرِبُون له الأمثالَ ويُشَبِّهونَه بالمَخْلُوقات، وأَمَّا هم فيُؤمِنُون بما وصفَ اللهُ به نفسَه وما وصفَه به رسولُه - صلى الله عليه وسلم- من غَيْرِ تحريفٍ ولا تَعْطيل ولا تكييفٍ ولا تمثيل.
وهم وسَطٌ في سائرِ أبوابِ السُّنة ووسَطِيَتُهم فيها راجعةٌ لتَمَسُّكِهم بكتابِ الله وسُنَّةِ رسوله - صلى الله عليه وسلم- ، وما اتَّفق عليه السابِقُون الأوَّلُون من المهاجرينَ والأنْصَارِ والذين اتَّبعوهم بإحسانٍ رضِيَ اللهُ عنهم أجمعين.
إِنَّ الوسطيَّةَ من خَصائصِ هذه الأُمَّة وهي سببُ خَيْريَّتِها، ولا تزالُ الأُمَّةُ بخَيْرٍ ما حافَظَتْ على هذه الخَاصيَّةِ التي تتميَّزُ بها خاصية الوسطيَّةِ التي تُمثِّلُ الاعتدالَ والاستقامةَ على صِراطِ اللهِ- عزَّ وجلَّ- فإِذا خرَجتْ عن الوسَطِ إلى أحَدِ جانِبَيْه ففرّطَتْ أو أَفْرَطَتْ فقد هلَكت، فإِنَّ التَّطرُّف مَهْلَكة، التَّطرُّف لا يخْتَصُّ بالغُلُوِّ والإفْراط، وإٍنَّما الغُلُّوُ والإفْرَاطُ تطرُّف، والتَّقْصِيرُ والتَّفرِيطُ تَطرُّفٌ أيضاً، وكِلاَهُما مَهْلَكَةٌ للفَرْدِ والمُجْتَمع.
فالَّذِي يُفَرّط في حِقِّ اللهِ ويُقْصِّرُ في القِيَام به مُتَطَّرِّف، سواءٌ تَركَ الصَّلاةَ أو منعَ الزَّكاةَ أو تركَ صِيَامَ رمضانَ أو تَركَ الحَجَّ مع القُدْرَةِ عليه فهذا إنْسَانٌ متطرِّفٌ إذا ضيَّع حقَّ اللهِ كان لغَيْره من الحقوقِ أشدَّ تضييعاً، فهو لا يبرُّ أبويْه، ولا يصل رَحِمَه، ولا يُكْرِمُ اليتيمَ، ولايحضَّ على طعام المسكين، مُنْتَهِكٌ للأعراض، سالِبٌ للأمْوال، مُزْهِقٌ للأرْواح، فهو شرٌّ ووبَالٌ على المجتمع.
كما أَنَّ الذي يتطَّرف إلى جِهَةِ الغُلُوِّ والتَّشدُّد والتَّزمُّت يُوجِبُ ما لَيْس بواجب، ويُحَرِّم ما لَيْسَ بمحرَّم، ويكفِّر المسلمينَ ويُفَسِّق الصَّالحين، فيسْتَحِلُّ دِماءَهم وأمْوالَهم، ويخرُج على حُكَّامهم وأُمرائهم، فيثيرُ الفَوْضَى ويَسْعَى في الأرضِ فساداً ﴿ وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾[ الكهف:104] .
وكِلاَ الطَرفيْنِ يُخَالِفُون صريحَ الآياتِ والأحاديثِ التي تَنْهَى عن التَّفْرِيط والإفراط كليْهِما وتدُعو إلى التَّوسُّطِ والاعْتدال، والواجبُ على كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ أَنْ ينأى عن التَّفريط وأَنْ يُبعد نفسَه عن الإفْراطِ حتى يكونَ من هؤلاءِ الذين قال اللهُ فيهم: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطً ﴾[ البقرة:143 ] ،وليعلَمَ أَنَّ الفضائلَ كلَّها منوطةٌ بعدمِ التَّفريط والإفْراط في الأمُور كله. ولقد أحسنَ مَنْ قال: إذا خرجَ الشَّيءُ عن حَدّه انقلبَ إلى ضِدِّه، فالشَّجاعةُ إذا لم تُضْبَطْ صارَتْ تهوُّراً، والجُودُ إذا لم يُضْبَطْ صار إسْرافاً، والتَّواضُعُ إذا لم يُضْبَطْ صارَ ذِلَةً ومَهانةً وخُنُوعاً، وهكذا، وخَيْرُ الأُمُورِ أوسْاطها كما قال الحسَنُ البَصْرِي.
وقال وهبُ بن مُنَبِّه: « إنَّ لكلِّ شيءٍ طرفيْن ووسطًا فإذا أَمْسَكَ بأحدَِ الطَّرَفَيْن مالَ الآخر، فإذا أمْسَك بالوَسَطِ اعتدَلَ الطَّرفَانِ فعلَيْكُم بالوسَطِ من الأشياء».
وقال ابنُ القيِّم: « مِنْ كَيْدِ الشَّيطانِ العَجيبِ أَنَّه يُشامِ النَّفسَ حتَّى يعلَمِ أيَّ القوَّتيْن تَغْلِبُ علَيْها: أقوَّةُ الإقْدام أم قُوَّةُ الانْكِفَاف والإحْجام والمهَانة، وقد اقتطَع أكثرُ النَّاس إِلاَّ أقلَّ القليل في هذيْن الوادييْن: وادِي التَّقصير ووادِي المُجَاوَزةِ والتَّعدي، والقليلُ منهم جداً الثَّابِتُ على الصِّراط الذي كان عليهِ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو الوسَط ».
نسأل الله تعالى أَنْ يثبِّتنا على صِراطِه المسْتقيم وأنْ يَعْصِمَنا من التطرُّفِ عنه إلى الإفْرَاط أو التَّفريط
http://www.quranway.net/index.aspx?function=Item&id=732&lang=
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوتى المسلمين الاعتدال الدينى هو الحل (Re: دوت مجاك)
|
البقرة
وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ (154) وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (216) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (218) وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (244)
وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ (191)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوتى المسلمين الاعتدال الدينى هو الحل (Re: Sabri Elshareef)
|
Quote: وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ (154) وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) |
صبرى اخوى الله يوفقك اخوى ويبعد عنك كل شر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوتى المسلمين الاعتدال الدينى هو الحل (Re: Gaafar Ismail)
|
Quote: الدين الإسلامي أيضا دين سلام ومحبة وينبذ العنف وسفك الدماء . فالقرآن الكريم قرر حرمة الدماء كافة، والرسول (صلى الله عليه وسلم) أعلن في حجة الوداع أن دم البرئ أعظم حرمة عند الله من حرمة بيته المشرف . والحال كذلك لا يسوغ لفرد ، كائنا من كانت منزلته أن يقرر أمرا مخالفا لما ذهبت إليه الأوامر والتوجيهات القرآنية. الواقع أنه يوجد في الدين المسيحي كما في الدين الإسلامي متطرفون ، لكنه يظل في إطار الاستثناء لا القاعدة. تحياتي وصادق مودتي واحترامي.. |
العم جعفر اسماعيل اتفق معك تماما ان الدين الاسلامى دين سلام ومحبة وهذا الامر لا اشك فيها اطلاقا ولكن بعض المسلمين يعملون على تشويه هذه المعانى وما شجعهم هو تائيد المسلمين لهم وهو الامر الذى ادى الى تمدد هذا الفكر الهدام شكرا لمرورك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوتى المسلمين الاعتدال الدينى هو الحل (Re: دوت مجاك)
|
Quote: اخي اؤيد طرحك وفتح العقل بالعلم والمعرفة هو الغاية
توجد لدينا ايات تحض علي قتال المشركين /ات
واخري تدعو لملك اليمين والاسترقاق والتعدد في الزواج
واخذ الجزية من النصاري وهم/ن صاغرون يعني يد المسلم هي الاعلي
لا اريد التكرار وسوف اضع لك الايات والاحاديث وانني لا التزم
منهج قتال اي انسان ولا اعدد ولا اقبل ان استرق او امارس الاسترقاق
حلي وانا ادين بدين الاسلام هو
فصل الدين عن الدولة وبالعلمانية يستطيع اي فرد من ضمان حقوقه
|
طبعاً هنا تكمن المأساة في فهم البعض للنصوص القرآنية
فالذين يجزؤن النصوص من واقعها الزماني.. وأسباب نزولها كثيراً ما يقعون في مثل هذا الفهم
فإما أن يتطرفوا (زي القاعدة)
وإما أن يقولوا مثل هذا الكلام
الذي يبدو أن قائله لم يفقه الإسلام جيدا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوتى المسلمين الاعتدال الدينى هو الحل (Re: Tragie Mustafa)
|
Quote: الاخ دوت مجاك هل ممكن ان تحدثنا عن احجداث السلمه من وجهة نظرك.. |
الاستاذة تراجى وين انتى مختفية
احداث السلمة لو ابديت فيها راى الان قد اظلم اخرين حسب المعلومات التى املكها لانها قد تكون مغلوطة وغير صحيحة لذلك نصبر حتى نعطى القضية حقه كاملا فى الوقت المناسب شكرا لتواجدك دوما
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوتى المسلمين الاعتدال الدينى هو الحل (Re: دوت مجاك)
|
الاخ العزيز دوت ماجاك سلام ما تراه الان متمظهرا فى السودان هو ايدولجيات وليس عقيدة وليس لها علاقة بالاسلام او الاخلاق الايدولجيات هي وعي هيمن على النظام العالمي القديم وهي 1- الاخوان المسلمين ومصدراهو مصر وكتب حسن البنا وسيد قطب 2- السلفية ومصدرها السعودية وكتب محمد عبدالوهاب 3- الناصرية مصر 4- البعثية سوريا 5- ولاية الفقيه ايران وكلها مطبوخة في مطابخ الصهيونية العالمية والصهيونية ايضا ايدولجية تحتضر ......... وهذا الوعي المدمر والمازوم غير سودانى المنشا بل نبت شيطاني قادم من وراء الحدود..وطبعا تتذكر ادعياء الدين زمن نميري يرحلو الفلاشا ببجاي ويقطعو يدين الناس بيجاي لذلك اطمئن ليس للدين اي علاقة بالامر والاديان الابراهيمية الثلاث مخطوفة من قبل الراسمالية العالمية وتوظف فقط كوسيلة انتاج مع تضليل اعلامي مكثف واستبداد مريع والحديث ذو شجون
وتابع معاي سلسلة المقالات التي سادعم بها بوستك الرائع
Quote: الكتاب الشهري:الفجر الكاذب عادل الامين [email protected] الحوار المتمدن - العدد: 1827 - 2007 / 2 / 15
كنا ندرس في المرحلة الإبتدائية أيام زمان وفي كتاب القراءة العربية المدعم بالصور، قصة ذات تسلسل منطقي، بها عدد من صور الحيوانات في توالي منتظم تبدأ بصورة فأر وتنتهي بصورة بقرة والتعليق كالآتي: هذا هو الفار الذي أكل الدخن الذي في بيت أم الحسن وهذه هي القطة التي قتلت الفار الذي أكل الدخن في بيت أم الحسن وهذا هو الكلب الذي قتل القطة التي قتلت الفار الذي أكل الدخن في بيت أم الحسن، هذه البقرة التي رفست الكلب الذي قتل القطة التي قتلت الفار الذي أكل الدخن الذي في بيت أم الحسن. على ضوء هذه القصة الطويلة نبدأ مشوار بحثنا في العقل العربي والمؤثرات الداخلية التي قادت إلى تقويض وإجهاض المشروع الحضاري العربي والتقهقر إلى الوراء، حتى نتناول هذا الموضوع الشائك والمعقد لا بد من مسح شامل وكامل لبيت أم الحسن (الوطن العربي)، مهما ادعى الإنسان من خبرة ووعي لا يمكن أن يلم بكل المؤثرات التي أدت إلى ما نحن عليه اليوم من فرقة شتات. قد نجد أحيانا أن معظم الدراسات التي طرحت عن هذا الموضوع "نقد العقل العربي" تتحرك أفقيا، أي في حدود الفار الذي أكل الدخن ... ولكننا هنا نريد أن نغوص راسياً في جذور المشكلة، إلي البقرة التي رفست الكلب!! بعد هذه المقدمة الموجزة لنلقي الضوء أولا على طبيعة البيئة التي ينشأ فيها الإنسان العربي حتى تعرف العلة الفاعلة في تخلف العقل العربي تبدأ بمؤسسة الزواج. فمؤسسة الزواج فاشلة من أساسها تبني على أسس مادية أو طبقية أو عنصرية وليس على أسس معنوية وعاطفية قوامها المودة والرحمة...حيث يظن بعض الناس أن الزواج هو إشباع الرغبات الجنسية فقط ويحاط الزواج بطقوس وتابو وتعقيدات تجعل منه شيئا بشعا، رجل وامرأة يجدان نفسيهما مقيدين برباط ناجم من تصلب الأباء وتلعب التركيبة البابوية للعائلة العربية دور فعال في صنع هذه الأوضاع المفروضة وتمضي رحلة العمر على غرار الجحيم هو الآخرون•....ينشأ الأطفال وهم يعانون من الاضطرابات الوجدانية في ظل هذا الجو المشبع بالكراهية أو يتم الطلاق(أبغض الحلال عند الله) فيتشرد الأطفال....إن الإنسان حتى ينشأ سوياً يحتاج إلى حنان موجب من الأب وحنان سالب من الأم فيما عدا ذلك تختل شخصية الطفل، لذلك كان يجب أن تتوفر حرية الاختيار للطرفين في قضية الزواج لضمان نجاحه واستمراره. إذا انتقلنا إلى جانب آخر نجد التركيبة السلوكية للأسرة، ينشأ الطفل تحت قهر وتسلط الأب في المنزل ثم يمتد هذا القهر إلى المدرسة ثم إلى العمل فيقع تحت نير الرئاسة المباشرة وعندما يحاول التعاطي مع السياسة على استحياء يواجه بقمع السلطة، فتتحطم دواخل الإنسان العربي ويصاب بسايكلوجية الإنسان المقهور، يحركه في الحياة دافع الخوف والطمع ويحاول التنفيس عن هذه الأحقاد المكبوتة في شكل علاقات صداقة باهتة موبوءة بالنميمة والحسد والنفاق الاجتماعي والكذب حتى إن لم يكن له داعي، تحت ضغط هذه المباذل يضمحل الحب ويختفي من حياتنا كأسمى قيمة معنوية وروحية في الوجود، وتتصحر مشاعرنا ويتحول مشوار الحياة إلى رحلة مملة من المنبع إلى المصب دون أن يقدم الإنسان العربي بعقله المكبل بالأغلال أي شيء للحضارة الإنسانية المعاصرة، أي شيء يتجاوز الغرائز إلا من رحم ربي .. وفي الحالة الأخر غياب الأب المزمن أو الدائم لاسباب اقتصادية أو سياسية ينشأ الطفل مضطربا وجدانيا من غير انتماء للأسرة التي تعجز الأم على إدارتها بمفردها وتذلك يصاب الإنسان بالانعزالية والسلبية ويختل بالنسبة له مفهوم الوطن والانتماء، فإذا كان الإنسان فاقد الانتماء للأسرة فما بالك للوطن!! فيتحول إلي قنبلة موقوتة ولقمة سائغة لأي يد عابثة تريد أن تهدد مقدرات الأمة العربية ومكاسبها. في هذا المستنقع الآسن عملت الامبريالية/ الصهيونية العالمية بأصابعها الخفية على تشويه وتلويث المجتمعات العربي بصناعتها لنوعين متناقضين من العقول أولهما مصدّر تحت ديباجة صنع في الغرب وهم اللذين تلقوا دراساتهم العليا في جامعات الغرب الشهيرة السربون(فرنسا)، اكسفورد(بريطانيا)،هارفارد(أمريكا) وغيرها، والعقل الآخر مصدر تحت ديباجة صنع في أفغانستان وهم أيضا من حملة الشهادات العليا من أقسام الدراسات الإسلامية في الجامعات الغربية واللذين تتلمذوا على يد علماء الدين (اللاهوت) اليهود، هذا النوع من العقول كان من أبشع إفرازات الحرب الباردة بين المعسكر الرأسمالي(أمريكا) والمعسكر الاشتراكي (الاتحاد السوفيتي) على ضوء ما ذكرنا آنفا انقسم العقل العربي إلى ظل ذي ثلاثة شعب النوع الأول انبهر بالحضارة الغربية المادية الزائفة(واللذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم ) سورة محمد. فأخذ يتمظهر بها من حيث الشكل والمضمون ويمتاز صاحبها دائما وهو من حملة الشهادات العليا بالنرجسية واحتقار المجتمع الذي نشأ فيه (القرية) ثم ادعائه الزائف بأنه يفهم قضايا العباد والبلاد، يتسلم هذا النوع المناصب العليا ولا تتجاوز إنجازاته حدود الذات المترفة، بينما أهله الطيبون في القري المظلمة يتحدثون عن أبنهم الدكتور(الوزير) بكل فخر واعتزاز تجده يمتطي الطائرات من مؤتمر إلى آخر، تلك التجمعات الشوفينية الكئيبة حيث تسمع جعجعة ولا ترى طحينا، وتكملة للديكور لا بد أن يمتلك مؤسسة ثقافية فكرية تقوم بقمع كل محاولة للنهوض بالفكر محليا وتفتح الباب للأفكار المستوردة والمعلبة من الغرب بصرف النظر إذا كانت هذه الأفكار ملفوفة بورق السولفان أو ورق التوليت. وتغرق الساحة العربية بمفردات ما أنزل الله بها من سلطان أما النص بالنسبة له هو ما قاله فلاسفة الغرب ومنظريه ويدافع عنها بضراوة ويحتقر النصوص الدينية التي لا يراها توافق هواه لذلك سمي هذا النوع جزافا بالعلمانين.. ونحن نهدي إليهم في هذه العجالة جزء مما قالته صحف الغرب الذي يعشقونه عن العرب نقلا عن مجلة روز اليوسف المصرية حيث نشرت مجلة بيلوت الفرنسية في عددها الصادر في سبتمبر 1979 م تقول فيه وصفا للعرب (يلبسون الأغطية ويضعون أكياس على رؤس نسائهم ويتجشأون أثناء الأكل، يغتسلون بالرمال ويضاجعون الأطفال. دينهم دين بليد يحاولون تمريره إلى كل السود في العالم، من شيمهم الجبن عندما يدخلون في عراك مع البيض ومع ذلك لا يترددون في ذبح بعضهم البعض وفي قطع أيادي السارقين، يضعون القنابل أينما حلوا وأرتحلوا، وفي حوزتهم ثلث نفط الأرض، يكرهون اليهود، لأن هؤلاء وحدهم يمتلكون انوفا أبشع من أنوفهم). *** النوع الثاني من العقول أختار الأنغلاق والتقهقر إلى الوراء وأعلن حربا شعواء على كل مظاهر الحداثة التي تكتنف الحياة المعاصرة ويتمظهر بأشكال ارجوزية أضحت مثار سخرية المواطنين وقد زاده صلفا وغرورا تشبيه حاله بالّمخلص وأعداءه بالجاهلية. هذا العقل المتكلس يكمن الخلل فيه لتقديسه للنصوص الفقهية ويعاني من الفصام الاجتماعي، له خطاب عاطفي غث لا يسمن ولا يغني من جوع، يدغدغ مشاعر الناس ولا يطرح أبدا حلولا منطقية أو علمية تتعلق بحياة الإنسان ويقود حرب ضد المجتمع وكل من يخالفه الرأي وهو أيضا يعاني من النرجسية وإنجازاته لا تتجاوز حدود الذات والغرائز، هذه العقلية الهلامية يصعب ضبطها تحت المجهر ومموه بعناية، بينما تجلس القيادات في الغرب تحت حماية مركزة من المؤسسات الامبريالية/ الصهيونية تقوم القواعد المتشنجة بهدم وتفتيت الجبهة الداخلية للدول العربية بضربها لاقتصاديات تلك الدول وزرعها للفتن بين الطوائف أو بين التيارات الإسلامية نفسها ويحيطون أنفسهم دائما بأجواء مرعبة وذلك لوسائل التعبير الغريبة التي يتعاطونها والتي تتراوح بين الراجمات في أفغانستان إلى القنابل في مصر إلى الساطور في الجزائر إلى الكذب الضار في باقي الدول العربية. وأكثر ما يميزها ويربطها بالدوائر الاستعمارية المشبوهة، هو هذا الأسلوب الحربائي المتلون والتبريري الذي يقود إلى قتل النفس التي حرمها الله، وهو أسلوب فيه كثير من ملامح الفلسفة البراغماتية الأمريكية وأيضا يظهر جليا في تعاطيهم مع أدوات الحضارة المعاصرة، تجد القيادات تمجدها وتقتنيها تحت شعار(سبحان الذي سخر لنا هذا) بينما القواعد تعيش حياة اقرب إلى حياة الحيوانات في الكهوف والأقبية، ولا يسعنا إلا أن نستشهد بآيات من الذكر الحكيم لتوجز لنا هذه الحالة(وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون إلا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) أن الامبريالية الصهيونية العالمية هي التي أوجدت هاتين العقليتين المريضتين و نشرتهما بصورة وبائية بالمنطقة العربية , العلمانيين و الفاسدين من جهة والأصوليين من جهة أخرى هذه هي طيور الظلام• التي خيمت بأجنحتها السوداء على امتنا العربية و تتجلى في ابشع صورها في الجزائر , هاتين العقليتين هما طرفا الرحى التي طحنت الشعوب العربية وأهدرت مكاسبها بينما يعيش على قشور الحضارة الغربية و مباذلها ومن يعيش على قشور الإسلام والتمظهر به شكلا بالكحل و الخضاب و الأثواب القصيرة و اللحى الضخمة و السحنات المقلوبة بالنسبة للقواعد البدل الغربية الفاخرة للقيادات . ان قابلية الإنسان العربي لتوثين الأحياء و الأشياء هي التي كبلت عقله و جعلته يحيل كل إنسان او نص إلى وثن و قد قال الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام (ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين* قال لقد كنتم انتم و آباؤكم في ضلال مبين ) سورة الأنبياء. لنأتي الى النوع الثالث من العقول المستنيرة : محطات الإنذار المبكر , رواد النهضة الحقيقية المنتشرين كالنجوم في سماء "امتنا" الحالك السواد ,تلك القوى المتجردة التي تعمل في صمت لبعدها عن مراكز القرار و تعاني من الحزن النبيل ... ان مفتاح الحل يكمن في الديمقراطية و حتى تتوفر هذه الجميلة المستحيلة • لابد أن يربى الناس التربية الديمقراطية الحقة ابتداء من الآسرة ثم تمتد إلى المجتمع وفقا لقاعدة ((ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) : إذا لابد من وجود الإنسان الديمقراطي والمثقف الشعبي الذي ينزل من الأبراج العاجية الى الشارع العربي ويتحمل مسؤولية اكثر من 250 مليون إنسان عربي مغيب تماما في غيبوبة شاملة : ... ***
حتى الديمقراطية نفسها لا تعني شيئا بالنسبة للمؤسسات الاستعمارية، لان الديمقراطية تعمل على تهيئة جو صحي ومعافى لتوعية الشعوب العربية والغرب يستغل هذه الشعوب ولا يريدها أن توعى وتنهض لذلك يسعى لتقويضها بواسطة طابوره الخامس والسادس المذكورين آنفا باعادة انتاج مرحلة انتهت الي مرحلة جديدة قوامها الشعوب تقرر.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوتى المسلمين الاعتدال الدينى هو الحل (Re: دوت مجاك)
|
الاخ دوت لك التحية يبدو ان بوستاتك التي وجدت ترحيبا والمدح الذي نلته من اعضاء المنبر قد اصابتك بالغرور الخطابي .
Quote: انا كمسيحى (علمانى) ديانتى لا تدعو للقتل او سفك الدماء بهذه الطريقة واتمنى ان يرد لى احد الاخوة المسلمين (غير المتصعبين) برد جيد
|
انا - ومن غير تعصب - سارد عليك . المسيحية كذلك تذخر بالكثير من التعصب واليك بعض الدلائل : - الحروب الصليبية التي نفذت باسم " ارادة الرب " وما حدث فيها من مآسي ومجازر الم تكن هي الشرارة التي اوقدت نار التعصب الديني ؟؟؟ - ما دار لسنين طويلة من صراعات مسيحية في ايرلندا اقوى دليل على التصعب المسيحي ، فالمسيحي قد يقتل اخاه في الدين تحقيقيا لنصر سياسي او تميز انتمائي . - ما يدور في غياهب افريقيا من حملات تبشيرية مسيحية تستغل جهل وحوجة المواطن المسلم المغلوب على امره للتحول للمسيحية ، ليس نوع من اسوأ انواع التعصب ؟؟ - حديث البابا بينديكيت السادس عشر في جامعة ريجنسبرغ في ألمانيا بأن الاسلام والعنف وجهان لعملة واحدة معتمدا على كتاب ألفه الإمبراطور البيزنطي الذي كان رهينة لدى الإمبراطورية العثمانية وذلك في نهاية القرن الرابع عشر والذي يجعل فيه من الإسلام دينا للشر وأن محمدا عليه الصلاة والسلام لم يأت إلا بأشياء شر. هل يخفى على قداسته ان التعميم اعتمادا على مصدر غير موثوق فيه يضر بالتعايش السلمي بين الاديان ؟؟ - تصريحات المسيحي " بوش " ( This crusade, this war on terrorism is going to take a while ) في العام 2001 بأن ما يجري هو حرب صليبية ، الا تمثل لك نوع من التعصب الاعمى ؟ اتفق معك ان البعض استغل الدين لتحقيق مآرب شخصية ولكن حديثك ( المعمم ) فيه تشويه للجانب الانساني المضيء للاسلام والذي قد تكون خير من لمسه في وطننا السودان من تعايش بين مسلمين ومسيحين / شماليين وجنوبيين . برهان آخر على ذلك هو استخدامك لآية قرآنية كعنوان لبوستك قبل الاخير " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " . ارجو تحري الدقة في اطلاق الاحكام وعدم التعميم المضر بالقضية محور النقاش . خالص الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوتى المسلمين الاعتدال الدينى هو الحل (Re: awad okasha)
|
Quote: الاخ دوت لك التحية يبدو ان بوستاتك التي وجدت ترحيبا والمدح الذي نلته من اعضاء المنبر قد اصابتك بالغرور الخطابي . |
الاخ عوض اوكاشا لك التحايا مثنى ثلاث ابدا وحياتك اخوى لست انا من اصاب بالغرور ولست انا من يجعلنى المدح احس الاهمية ابدا ولكن اخى عوض اريد فقط ان اضع النقاط على الحروف ولم اسئ للاسلام بشئ او المسلمين كذلك بل احترم ديانات الاخرين وكلما اجد فرصة اقتنى كتابااتزود بها المهم انا جايك فى الكلام
Quote: انا - ومن غير تعصب - سارد عليك . المسيحية كذلك تذخر بالكثير من التعصب واليك بعض الدلائل : - الحروب الصليبية التي نفذت باسم " ارادة الرب " وما حدث فيها من مآسي ومجازر الم تكن هي الشرارة التي اوقدت نار التعصب الديني ؟؟؟ - ما دار لسنين طويلة من صراعات مسيحية في ايرلندا اقوى دليل على التصعب المسيحي ، فالمسيحي قد يقتل اخاه في الدين تحقيقيا لنصر سياسي او تميز انتمائي . - ما يدور في غياهب افريقيا من حملات تبشيرية مسيحية تستغل جهل وحوجة المواطن المسلم المغلوب على امره للتحول للمسيحية ، ليس نوع من اسوأ انواع التعصب ؟؟ |
الحروب الصليبية قامت فى القرن الحادى عشر الى القرن الثالث عشر وانظر حولك الان فى اى قرن نحن وتخيل بين التطور والوعى المجتمعى والاصلاح الدينى التى حدثت فى المسيحية من ذلك التاريخ الى الان لا انكر انها كانت حملات فظيعة ولكنها كانت قبل قرون فهل يتوافق عقول وافكار القرون الماضية مع العقول الحالية
Quote: ما يدور في غياهب افريقيا من حملات تبشيرية مسيحية تستغل جهل وحوجة المواطن المسلم المغلوب على امره للتحول للمسيحية ، ليس نوع من اسوأ انواع التعصب ؟؟ |
الاخ عوض صدقا هناك حملات تبشيرية نعم ولكن والشهادة لله ليس هناك حملات تبشرية يقصد بها غير المسيحين اطلاقا واذكر لى دليلا واحدا لصحة حديثك هذا بان هناك من يعمل على هذا الامر وهناك شئ اخر ان الفقراء اكثر الناس الذين يتمسكون بامور دينهم
Quote: حديث البابا بينديكيت السادس عشر في جامعة ريجنسبرغ في ألمانيا بأن الاسلام والعنف وجهان لعملة واحدة معتمدا على كتاب ألفه الإمبراطور البيزنطي الذي كان رهينة لدى الإمبراطورية العثمانية وذلك في نهاية القرن الرابع عشر والذي يجعل فيه من الإسلام دينا للشر وأن محمدا عليه الصلاة والسلام لم يأت إلا بأشياء شر. هل يخفى على قداسته ان التعميم اعتمادا على مصدر غير موثوق فيه يضر بالتعايش السلمي بين الاديان ؟؟ |
وصف البابا للدين الاسلامى دين عنف لا اتفق معه انا ايضا
Quote: اتفق معك ان البعض استغل الدين لتحقيق مآرب شخصية ولكن حديثك ( المعمم ) فيه تشويه للجانب الانساني المضيء للاسلام والذي قد تكون خير من لمسه في وطننا السودان من تعايش بين مسلمين ومسيحين / شماليين وجنوبيين . برهان آخر على ذلك هو استخدامك لآية قرآنية كعنوان لبوستك قبل الاخير " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " . ارجو تحري الدقة في اطلاق الاحكام وعدم التعميم المضر بالقضية محور النقاش . |
الاخ عوض انا لم اعمم بان المسلمين يفعلون كذا وكذا وان الدين الاسلامى فيها اى شائبة او نواقص ابدا وانما قصدت فى رسالتى ان انبه لامور تجرى فى سوداننا باسم الدين الاسلامى ولا افتكر انى خرجت من النص باى شكل من الاشكال لانى اخاطب امة كبيرة واحترم دينهم واشخاصهم واستدلالى بالاية الكريمة يدل على ذلك
اخى عوض نحن لا نجرى (محاكمة) او (مقارنة) بين ديانتين بل ادعو المسلمين الحريصين على امور دينهم بالاتعاد عن التنظيمات التى تدعو الى القتل بكل بساطة واهدار دماء الاخرين حتى المسلمين منهم لانهم لم يتفقوا معهم او عارضوهم
ان كانت دعوتى فى غير محلها (لكم العذر) وان كان الاسلام كما جاء فى بوستى الاول ويدعو لهذه المعانى الانسانية فلا شئ اخطاءت فيها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوتى المسلمين الاعتدال الدينى هو الحل (Re: دوت مجاك)
|
Quote: الكتاب الشهري:الاصولية المزعومة والعلمانية المفترى عليها عادل الامين [email protected] الحوار المتمدن - العدد: 1826 - 2007 / 2 / 14
هناك فرق جلى بين ظاهرة الإسلاميين التي أفرزتها الحرب الباردة وهم ما يسمون بالأصوليين جزافا وهذه الأصولية المستحدثة لا تكتنفها أي غرابة أو تلك الغرابة التي تبشر بعودة الإسلام "بدا الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدا".الإسلام دين الأميين والفطرة الطيبة وقد ظهر في القرن السابع كدعوة للحرية ويشكل القران والسنة الأصول الحقيقية للإسلام ويشكل القرآن المكي بالذات كل القيم المعاصرة من ديموقراطية وعدالة اجتماعية،كان الرسول على كمال خلقه وبعده عن الاستعلاء يدعو بالتي هي احسن وقد جاء الخطاب الرباني(فذكر إنما أنت مذكر*لست عليهم بمسيطر)لترفع الوصاية عن الناس وعدم مصادرة حرياتهم،(وشاورهم في الأمر)تجسد الرائي والرائي الآخر،(وامرهم شورى بينهم)لتجسد اكثر من رائي،كان جمع الزكاة ووضعها تحت إشراف الدولة المباشر يجعل الأمر اقرب إلى ملكية الدولة لوسائل الإنتاج والتوزيع العادل للثروة والتكافل الاجتماعي الرفيع المستوى وهو صرف الزكاة على مستحقيها الثمان اللذين ذكرتهم الآية الكريمة في سورة التوبة،ونأخذ من الأثر أيضا مبدا فصل السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية من حادثة النزاع على الدرع بين على بن أبى طالب كرم الله وجهه "الوالي"والمواطن الذمي""اليهودي"وكيف حكم القاضي شريح لصالح اليهودي مما حدي به لاعتناق الإسلام،هذا غيض من فيض ،هل ترون أي تشابه بين الأصولية الحقيقية التي تعود للكتاب والسنة والأثر وبين الأصولية المستحدثة التي أفرزتها الحرب الباردة والتي من ابرز ملامحها التيار الذي يطلق على نفسه إسلامي وينسب كل سلوكياته وسياساته الفجة والمدمرة للإسلام ويقدم للغرب نموذج غير حقيقي للأصولية هذه العقلية الهلامية يصعب ضبطها تحت المجهر ومموهة بعناية ، بينما تجلس ا لقيادات تحت حماية مركزة من المؤسسات الإمبريالية /الصهيونية ، تقوم القواعد المتشنجة على هدم وتفتيت الجبهة الداخلية للدول العربية يضربها الاقتصاد تلك الدول وتزرع الفتن بين الطوائف أو بين التيارات الإسلامية نفسها ، ويحيطون أنفسهم دائماً بأجواء مرعبة وذلك لوسائل التعبير الغريبة التي يتعاطونها والتي تتراوح بين الراجمات في أفغانستان إلى القنابل في مصر إلى الساطور والفأس في الجزائر إلى الكذب الضار والإشاعات في باقي الدول العربية ، وأكثر ما يميزها ويربطها بالدوائر الاستعمارية المشبوهة هو هذا الأسلوب الحربائي المتلون والتبريري الذي يجعل من الكذب فضيلة ويقود إلي قتل النفس التي حرم الله وهذا أسلوب فيه كثير من ملا مح الفلسفة البرغماتية الأمريكية..ومع ذلك أعلن هذا التيار الحرب على الجميع واختار الانغلاق والتقهقر إلى الوراء وأعلن حرباً شعواء على كل مظاهر الحداثة التي تكتنف الحياة المعاصرة واتخذ شكلاً أراجوزياً وأضحى مثار سخرية المواطنين وقد زاده صلفاً وغروراً إذ شبه حاله بالمخلِّص وأعداءه بالجاهلية ، هذا العقل المتكلس يكمن الخلل فيه بتقديسه للنصوص الفقهية ويعاني من الفصام الاجتماعي ، له خطاب عاطفي غث لا يسمن ولا يغني من جوع ،يدغدغ مشاعر الناس ولا يطرح أبداً حلولاً منطقية أو علمية تتعلق بحياة الناس الحاضرة ، ويقود حرب ضد المجتمع وكل من يخالفه الرأي وهو أيضا يعاني من النرجسية وإنجازاته لا تتجاوز حدود الذات المترفة يظهر جليا في تعاطيهم مع أدوات الحضارة المعاصرة ، نجد القيادات تمجدها وتقننها تحت شعار " سبحان الذي سخر لنا هذا " بينما القواعد تعيش حياة أقرب إلى حياة الحيوانات في الكهوف والأقبية ، ولا يسعنا إلا أن نستشهد بآيات من الذكر الحكيم " إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون(11)ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون(12)" سورة البقرة. ختاما شتان ما بين المسلمين كحقيقة أزلية وبين الإسلاميين كظاهرة أفرزتها السياسة الدولية وليس هناك أي حد أدنى يجمع الحضارة الإسلامية التي ترفع قيم الروح إلى مراقيها السامية والإسلام دين "العلم "والزهد والتواضع والمحبة وبين الحضارة الغربية التي أضحت جسد بلا روح وتوظف العقل والعلم في خدمة الجسد والغريزة وتجسد "العلمانية" قال الله تعالى (واللذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوا لهم) سورة محمد *********** العلمانية في الأصل مصطلح خاص بالدين المسيحي ومعناه فصل الدين عن السياسة...ولان المسيحية دين تعاليم أخلاقية وكان لا يحمل مشروع دولة وقد قال المسيح عليه السلام اعطو ما لله لله وما لقيصر لقيصر " ******* الشخص العلماني هو الشخص الذي يلغى الجانب الغيبي للعقل"عقل المعاد" ويوظف عقل المعاش فقط في خدمة الجسد وغرائزه المعروفة..وتجسده الآن الفلسفة الزرائعية /البرغماتية الأمريكية...قال الله تعالى واللذين كفرو يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوا لهم)سورة محمد العلماني هو الشخص الذي ينظر فقط إلى الجانب الظاهر من العلم.العلم المادي التجريبي وينفى ربطه بالغيب..قال الله تعالى(وعد الله ولا يخلف الله وعده لكن اكثر الناس لا يعلمون*يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم في الآخرة هم غافلون)سورة الروم ففي هذه الآيات الكريمات..نفى الله العلم عن اكثر الناس ثم ثبت هذا العلم وجعلته الآية علم ظاهر..أي المادة كما تتراءى لحواسنا العادية..وهو علم ناقص.لان كل العلوم مظهرها مادي ومخبرها روحي..فالعالم الحقيقي من يربط بين هذه العلوم والغيب ودقائق التوحيد بينما العلماني من يردها إلى خواصها الفيزيائية والكيميائية بدون الرجوع للعلة الفاعلة التي تسيرها لذلك لا يمكننا أن نطلق كلمة علماني على شخص مسلم يؤمن بالغيب فقط تجاوز وعيه وعى التيارات الإسلامية"الأخوان المسلمين ومن لف لفهم.ثم نقتل هذه الإنسان دون وجه حق كما حدث لفرج فودا في مصر وجار الله عمر في اليمن والغريب في الأمر أن حتى العلماء القدامى الذين تستشهد بهم هذه التيارات قد اتهمو بالزندقة والكفر في اكثر عصور التاريخ الإسلامي انحطاطا والزندقة هي الكلمة الرديف للعلمانية في العصر الراهن ونحن نعيش نفس الانحطاط
******** واليوم عندما نقول الإسلام دين ودولة هو أن نمارس السياسة وفقا لضوابط إسلامية ..لا نكذب ...لا نفجر..لا نأكل أموال الناس بالباطل لا نقتل النفس التي حرم الله..نقيم العدل أجمالا نطبق الثوابت الشرعية التي حددها الإسلام في الكتاب والسنة للحاكم والمحكوم على حد السواء وبذلك تتحقق مرجعية الإسلام دين ودولة أما أن تحتكر الإسلام فئة محددة وتمارس السياسة كيفما اتفق بدون وازع أو أخلاق أو وليا مرشدا فانه لعمري خداع للنفس وضلال ما بعده ضلال فالإسلام عقيدة عالمية مركزها الفرد وحدودها العالم ولا يمكن تاطيرها في شخص أو حزب أو دولة ليس كل من يخالف الإسلاميين في الرائي بالضرورة علماني..الإسلام اليوم مذاهب متعددة ويتفاوت الناس في وعيهم واستيعابهم لمتغيرات الواقع ونسبتها إلى مرجعية .... الكتاب والسنة ولهذا نقول ماتت الايدولجية ..أننا فى عصر السرعة والحركة والتغيير،قبرت الايدولجيات إلى مزبلة التاريخ،إن سمة العقل الإنساني التجديد والتطور والأخذ بأسباب العصر بعيد عن الدوغمائية والغوغائية التي تكتنف العقل العربي المشوش والمسير بالغرائز،ماتت الشعارات الأممية والقومية ودخلت الشعارات الأصولية غرف الإنعاش أظهرت إفلاس مريع،العقل العربي الحالي عقل مدجن وغير قابل للابتكار أو الانطلاق إلى أفاق من المعرفة تتجاوز السقف الذي يعطيه له الغرب من إنجازات مادية وفكرية وهو يتعاطى معها أما بالانبهار أو الإنكار وكلا من العقلين هدام وخارج العصر ************ الايدولجية "هي وجود فكرة جامدة في واقع متغير،أصحاب الايدولجيات أصحاب نظرة أحادية الجانب،يرون قبحهم في الآخرين وفى داخلهم مرآة مشروخة تمنعهم من رواية الأشياء بصورتها الحقيقية وبذلك يشكلون عاهات سياسية مزمنة في عصر العلم والمعلومات وقد قال أحد العارفين:"إن الايدولجية تعمل على طمس البصيرة أو ما يسميه أفلاطون"المثل العليا"داخل الإنسان وبذلك تختل المعايير السلوكية للشخص ويرتكب افظع الجرائم ويعتقد في نفسه انه يمارس عملا فاضلا ويرفض النقد(إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بآلام)سورة البقرة
إن جدلية النص/العقل/الواقع هي المعيار الحقيقي الذي من خلاله يمكننا إن نتعرف على ما هو قابل للتطبيق ويظل النص صحيح والواقع صحيح ويكون الاختلال في العقل غير المتجرد من الهوى والذي يعجز عن مطابقة النص مع الواقع،وينشأ التطرف من عدم انسجام الفكرة مع الواقع وان النفس المتطرفة "نفس عجزت عن مواجهة اوجه القصور فيها فاسقتطها عل المجتمع أعلنت حربها عليه
ومتى ما ساء فعل المرء ساءت ظنونه ***وصدق كل ما يعتريه من التوهم
وللأسف هي نفس مريضة تحتاج إلى العلاج الطبي/النفسي وليس إلى القمع والسجون
**********
لقد عملت الايدولجيات"الأممية الشيوعية والقومية بشقيها البعثى والناصري،والأصولية االاسلامية المزعومة بشقيها الاخوانى والسلفي عبر اكثر من أربعة عقود في كافة الدول العربية عبر دولة الحزب الواحد الفاشية والفاسدة والفاشلة على تغييب الشعوب وتزييف ا رادة الجماهير وعملت أيضا على تفتيت النسيج الاجتماعي للدولة القطرية الواحدة بخلق التناقضات الداخلية بين المنظومة الاجتماعية في الدولة العربية من عرب وغير عرب ومن مسلمين وغير مسلمين وتسميم وعى الناس بشعارات وهمية لم تتحقق حتى اليوم في ارض الواقع..وللأسف لازال رموزها الساقطة تنعق في كافة الفضائيات العربية ويستهلكون شعارات عفي عليها الزمن ********* انا نعيش عصر دولة العلم والمعلومات ومن يملك المعلومة يملك القوة..والمستقبل في المنطقة للدولة المدنية ،دولة الحريات وليس دولة الوصاية بل دولة المواطنة المتساوية والمؤسسات،دولة التوزيع العادل للسلطة والتوزيع العادل للثروة..أما الايدولجيات فقد أضحت من زبد النظام العالمي القديم وما هي إلا الأفكار النازية/القومية والأفكار الفاشية/الأصولية المزعومة تم إعادة تصنيعها وتسويقها في المنطقة ولا زلنا نعاني من الإضرار المترتبة عليها حتى الآن وقياسا إي فكرة تهدم الإنسان من اجل غايات وهمية ليست من الدين وليست من الأخلاق أيضا ولا تعشش إلا في عقلية مريضة فاقدة الاتزان ا لداخلى نتيجة لظروف بيئية نشأت فيها والزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في الارض وللاسف ماتت الايدولجية ونحن لا زلنا نعيد انتاجها في مرحلة(الشراكة-الديموقراطية) واعراض موتها هي احداث 11/9
|
وبعد المقالين ديل اتاكد ان اكبر عائق لمشروع السودان الجديد وحاضن للمتطرفين هم الاخوان المسلمين ويشملهم -المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني والعدل والمساواة وايضا الرؤية المضادةوالمموهة لحزب الامة لذلك تجد ان اخوتك المسلمين السودانيين الحقيقيين اصحاب وعي الدولة المدنية من جمهوريين اواتحاديين وقوي الهامش الجديدة وتجمع وطني ديموقراطي والحزب الليبرالي السوداني يقفون معك في نفس الخندق المضاد للتطرف والفوضي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوتى المسلمين الاعتدال الدينى هو الحل (Re: adil amin)
|
الاخ عادل امين تحية طيبة تسلم على الاضافات بالنسبة للعوائق فانها هشة وصدقنى لو قلت انها هشة جدا وسيتاكد للكثيرون قولى هذا قريبا لان من يحيطون بهم ليس من اجل الايمان بفكرهم ولكن لشئين فقط تامين مصالحهمم ومستقبلهم المهنى والمالى الخوف من بطشهم
وعندما بتضح لهم يوما انهم اصبحوا بمامن منهم سوف تزول العوائق قطعا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوتى المسلمين الاعتدال الدينى هو الحل (Re: دوت مجاك)
|
Quote: بالنسبة للعوائق فانها هشة وصدقنى لو قلت انها هشة جدا وسيتاكد للكثيرون قولى هذا قريبا لان من يحيطون بهم ليس من اجل الايمان بفكرهم ولكن لشئين فقط تامين مصالحهمم ومستقبلهم المهنى والمالى الخوف من بطشهم
|
الاخ دوت مجاك سلام اذا كان كل قوى السودان القديم من مهاجري ام قيس ترى ان اي محاولة تغيير تضر مصالحها وهي العدو وتالب الوعي الديني المتخلف ضدها يبقى الامر اصعب من ان تتصور ان تنقل الناس من وعي الي وعي جديد قائم على قيم المجتمع نفسها(الاسلام التقليدي) ودونك والعراق الذى عجز ان يستوعب شعبه ومثقفيه الايدولجيين موت الدولة المركزية وانتقال السلطة والثروة من المركز للهامش احالوا بلادهم دار البوار وان نفس قوى الظلام التي استعان بها اصحاب العراق القديم الدولة المركزية الفاسدة والفاشلة والفاشية هي نفسها التي يعتمد عليها ناس السودان القديم ابضا لوقف مشروع السودان الجديد الدولة/المدنية الفدرالية الديموقراطية...وتبقى الاحداش هنا وهناك اشارت والنار من مستصغر الشرر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوتى المسلمين الاعتدال الدينى هو الحل (Re: دوت مجاك)
|
عزيزي دوت
الاخاء في الوطن اكبر من اخاء الدين
من يحاول اعطائك وجه واحد يكتب بقلم سنه اصابها العدم
انظر الي سنابك وخيول المسلمين داست وقتلت اهلا سالمين
بحجة ادخالهم الي الاسلام ومن يخرج فهو مقتول
وفعلا توجد ايات سماح ادعو لان تحل مكان ايات السيف
وهي التي تركنا عليها النبي الكريم
وعند ذكر الحقيقة لك لا اتحدث بتبشير ديني وانما احترم عقلك
لقد قتل ثلاثة خلفاء ويشك في ان الرابع ربما مات مسموما
من قتل علي يعتقد ان علي كافر
منهج الازهر ومكه ومدارس الباكستان تعطيك ثمرة المنهج
راجع التاريخ الاسلامي وانظر للمدارس التكفيرية منذ امد بعيد
وما حصل للائمة الاربعة وصوفية ذلك الزمان ابن عربي والسهر وردي
المسمي الشاب المقتول والحلاج والي محمود الحلاج الاستاذ محمود
ما يوقف العقل الهوسي ليس الفهم وانما المجتمع الاخر الذي يرفض
كثير من افعال مجافية لزمننا هذا
اعود بعد ان اجد كي بورد عربي للجميع حبي
| |
|
|
|
|
|
|
|