ماذا ننتظر؟ليكن منطلق السودانيين جميعا ، مرة أخرى ، (أسمرا)

Quote: من بين براثنها خرج جيل لا يرحم كانت شماعة لكثير من الاخطاء وايضاً كانت دثاراً لكثيرٍ من الفساد، الحرب سرح باسمها من الوظائف وزج باسمها في السجون ولأجلها رفعت الدولة يدها عن الكثير من واجباتها تجاه المواطن .. كل قرار اتخذ كانت خلفه، وكل فم كمم كانت الحرب شريطه اللاصق، وكل هامة ارتفعت كانت الحرب سيفها الباتر، وكل شجرة خضراء نبتت كانت الحرب فأسها القاطع. كل خطوة مشيناها وكل خسارة دفعناها وكل دمعة ذرفناها.. الحرب .. الحرب .. الحرب .. كأنها شىء دائم وملازم لنا، عشرون عاماً مضت كأنها عشرون قرناً نشأ في كنفها جيل كامل وانقضى آخر بنيت باسمها ولها مؤسسات وصفيت اخرى نشأت لها احزاب وبات لها مناصرون ونفعيون وتجار .. عشرون عاماً وصوت الدانات فوق ارض الجنوب يلعلع وسفن السلاح لا تكاد من مينائنا الوحيد تغيب وسماسرته يسيطرون علينا ويضعون سواد احذيتهم على بياض رؤوسنا ومنها ولها نحج. اذاً من كل ذلك ولكل ذلك سلام اعرج افضل لنا من «طلقة طلقة، ودانة دانة، طلقة واحدة وبي رزانة، طلقة تعرف وين مكانه» وأفضل لنا قطعاً «يا عربي يا احمر امرق شوف .. شوف الجيش الاحمر يحرق حشا امك» ومن كل ذلك ولكل ذلك نطرح السؤال الملح ثم ماذا بعد؟ .. الحرب تأكل مليوني دولار يومياً مقولة موجودة على لسان كل مسؤول اقتصادي كاجابة للتردي المعيشي .. البلد في حالة حرب ويصعب علينا الصرف على دعم السلع ودعم الجيش في آن واحد حديث لاقتصادي ما أمام البرلمان في دورة ما في جلسة ما، لا نستطيع ان ندعم السكر في ظل الحرب المستعرة، باسمها انحلَّ الدعم عن السلع عروة عروة ثم تلاها العلاج ووصلت الى التعليم والحرب مستعرة في الميدان والحرب مستعرة بين المواطن واسعار السلع. بررت بها الحكومات كل اخطائها والآن نزعت ورقة التوت وسقطت صفراء يابسة تذروها الرياح ولا عذر. فليشمر المؤتمر الوطني عن ساعده ولينفض ثوبه من تجار الحرب وكذا فلتفعل الحركة الشعبية وبذات الخطوات يجب ان يسير الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني ومحمد ابراهيم نقد وهؤلاء الجدد والمنشقون والراغبون في الانشقاق وكل من يريد ان يدخل الى مدرسة «ساس يسوس» ويستعد لمرحلة بلا اعذار وبلا شماعات للاخطاء .. وشعب بلا خدر ولا مخدر وصندوق اقتراع لن يأتي بحزب لأن رئيسه فلان او زعيمه فلان وناخبون لا اظن ان ولاءهم سيقوم على غير البرنامج والبرنامج وبالبرنامج فقط. لأن مواطناً افقدته الحرب فرص العلاج المجاني والتعليم المجاني والكهرباء والسكر المدعومين لن ينظر لولاء فالولاء اولاً واخيراً بلا شك لاطفال يريدون الحليب ومرضى يجلسون في طلب العلاج وشباب يبحثون عن فرص العمل فمن كان برنامجه يوفر ذلك فليتقدم وعندها سيسكب ان صدق وسيذهب ان أبق وفي هذه يتساوى المهدي والميرغني وقرنق وعلي عثمان والترابي وغيرهم من القادمين الجدد.