|
هل يقرأ منظمو دافوري المقاومة ما كتب في الوطن القطرية اليوم ..قبل ضحى الـ....
|
السودان.. الوقت يضيق.. والقرارات تتسارع
هاشم كرار
ادارة أي ازمة، فن.. والسودان، في ازمته الحالية مع الأمم المتحدة، على خلفية القرار «1706» الخاص بنشر قوة دولية في دارفور، كان ينبغي عليه أن يدير هذه الازمة، بفن، وفن ادارة الازمات السياسية، سواء كانت مع دولة، أو المجتمع الدولي، هو الهدوء! هل كان لزاما، على السودان، أن يدير أزمته هذه، مع الأمم، باعصابه، بدلا عن عقله، وينفعل -بالتالي- بقرار نشر الدوليين، انفعالا عصبيا، وإلى درجة (اخراج) المظاهرات، وتحذير الدول المشاركة، أو التي ستشارك في هذه القوات، بالويل، والقبر في دارفور، باعتبار انها قوات محتلة؟
إدارة السودان لازمته مع الامم بالصخب والتحذيرات، دفعت واشنطن للعودة إلى مجلس الأمن، منبهة إلى خطورة السلوك السوداني، باعتباره سلوكا غير مسبوق، ويشكل تهديداً لسلطة مجلس الأمن.
المجلس انعقد في جلسة طارئة وخرج باتفاق يقول ان تحذير السودان للدول العربية والافريقية من المشاركة في القوات الأممية، تحذير (غير ملائم) و(جارح).. وبعد يوم، انعقد المجلس ليخرج ببيان يعبر فيه عن قلقه من تدهور الأوضاع في دارفور وهذا يعني التأكيد بصورة ضمنية على ضرورة تدخل القوات الاممية، وانفاذ القرار (1706). الوقت - الذي قلنا مرارا انه يمكن ان يشكل مخرجاً للسودان، من ازمته مع الامم المتحدة يمر..
ذلك باختصار لانه تبقى اقل من ثلاثة أشهر على انتهاء تفويض القوات الافريقية المعنية بحراسة الهدنة الهشة جدا في دارفور. بدهيا، بانتهاء التفويض الافريقي لن تلملم القوات الافريقية اشياءها، وترحل من دارفور، لتترك هذا الاقليم، نهباً للدم، والفرار إلى المخيمات البائسة. ما هو أكيد، ان هذه القوات ستعزز بقوات أخرى، وسيتغير لون القبعات وسيزداد عتادها، وهذا، هو التدخل الدولي الذي ترفضه الخرطوم، وظلت- وهي ترفضه- تدير ازمته باعصابها باكثر من ادارتها له بعقول دبلوماسييها! الوقت مخرج.
ومن هنا، فان الخرطوم مطالبة باستثمار هذا الوقت، واللعب بهدوء، مع القرار (1706) خاصة ان مجلس الأمن - في اكثر من مناسبة ظل يؤكد على ضرورة قبول السودان- أولا- لدخول هذه القوات دون ان تجيء اشارة صارمة من واشنطن أو غيرها، ان التدخل الدولي هو أمر لازم بسلطة مجلس الامن، سواء قبل السودان أو تأبى! ما هو مطروح- بتدخل أكثر من وسيط لحلحلة الازمة- ان يتم الانتشار الاممي بقوات عربية وافريقية، وقوات من دول اسلامية، لكن السودان بالرجوع إلى تحذيراته الاخيرة يبدو رافضاً ايضاً هذا المخرج، باعتبار ان لون القبعات هو الذي يشكل الاحتلال (الغربي) المموه!
ما هو مطروح، ينبغي أن يلعب عليه السودان.. وهو من هنا، يمكن ان يقبل قوات من الدولة الفلانية، ويمكن ان يرفض قوات من الدولة العلانية، لكن ان يظل السودان متمسكا بالرفض جملة وتفصيلا، فهذا يعني - في النهاية- المواجهة مع الامم المتحدة.
مثل هذه المواجهة غير مسبوقة، هذا أولا ثم ان هذا ليس هو وقت مثل هذه المواجهة، ذلك لانه الوقت الذي يتصاعد فيه الحديث، بين الأمم، على ضرورة اعادة الهيبة لهذه «الأمم» واعادة الهيبة لقراراتها. لا اتصور ان السودان سيمضي فيما هو فيه الآن، ليس فقط لان الوسطاء من العرب والافارقة يتدخلون بقوة، ولكن لان في السودان، لا يزال هناك بصيص من نور العقل. بهذا البصيص، يمكن للسودان أن يخرج من أزمته!
الوطن القطرية
8/10/2006
|
|
|
|
|
|