|
الطريق الطويل إلى كوكب سلمي ...مايا باجرانو وآخرون !!
|
لا توجد حرب عادلة
بقلم: مايا بجرانو (*)
لا توجد حرب عادلة. وليست هناك حرب مبرّرة. ربما توجد أسباب عادلة من ناحية الذاهب إلى الحرب، لكن الحرب نفسها هي مصطلح غريب وناء عن موضوع العدل. العدل يصنعونه في المحكمة: بين إنسان وزميله، بين إنسان وخصمه، بواسطة الكلام وبصلاحية القانون، بينما لغة الحرب هي لغة القوة والحسم المادي في ميدان المعركة.
من هذه الناحية فنحن كما لو أننا ننضم إلى الصراعات ضد الطبيعة. إنه سقوط، ونكوص صادم وموجع أن لا يقدر الجنس البشري على التخلص من صورة القتل هذه. صحيح أن الإنسان هو مخلوق مقاتل بطبعه، كما كتب الشاعر دافيد أفيدان في "كتاب الإمكانيات" يقول: "الإنسان هو مخلوق عدواني بطبعه / حتى لو أبقيته مع ذاته فقط لوقت معقول / فلا مهرب من أن يبدأ في لحظة معينة بمهاجمة نفسه بشكل كثيف". وجاء في قصيدة أخرى لأفيدان: "لا أحد يقاتل حربه الخاصة/... متى سيخوض الإنسان أخيرًا حربه الخاصة؟ / الإنسان الذي يخوض حربه الخاصة بمقدوره أن يبلغ السلام / ... ما الذي في جعبة الأولاد لكي يحاربوا؟ إنهم عمومًا ليسوا في هذا النزاع. / لنفترض أنهم كانوا يكفون عن توريث الكراهية هنا وأيضًا هناك/ ففي لحظة معينة وبكل بساطة لن تكون حروب في العالم". هذا ما كانه أفيدان. وليت هذا المنطق الصحّي انتقل بالوراثة إلى كثيرين غيره في عالمنا الراهن. لكن حسب رأيي ولأسفي على السواء، فإنّ الصراع العنيف هو جزء من البنية النفسانية للإنسان.
في إحدى قصائدي بعنوان "أوضاع حرب" كتبت: "البنية النفسانية / الجيولوجيا النفسانية البشرية / تنطوي في داخلها طوال الوقت على جمرة نار / طوال الوقت تضطرم هناك حرب / حرب كحضور دائم / عند تحلل المادة".
ما يخيّب الأمل في السياسة الإسرائيلية في الأجيال الأخيرة هو أنه لا يوجد جهد عميق ومنهجي للالتفاف على هذه الطريق وخلق مفاوضات من الكلام. لقد استخفوا أكثر من اللازم، وأكثر من اللازم ناموا على أمجاد الماضي، على الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وعلى افتراضات أخرى من هذا القبيل ناجمة عن العمى والتبجّح، وعن ولاء شبان صغار للتضحية بأنفسهم بغية إرسالهم إلى القتال، وفورًا بعد ذلك يخفّون إلى كيل المديح لهم وإلى التباهي ببطولتهم والغرق مرة أخرى في الأساطير. وسبقني من قال إنه في هذه الحرب لم يتردّدوا كفاية ولم يفكروا كما ينبغي. للحظة اعتقدت خطأ أن هذه الحرب هي حقًا ملاذنا الأخير أمام حزب الله وإيران، لكن البقية ألقت ظلاًً ثقيلاً على ما يحصل في لبنان وعلى موت ومعاناة إسرائيليين وعرب ولبنانيين. ولست أتهمهم. فإنهم ينقذون مواطني الدولة من البرابرة... هكذا يقولون.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الطريق الطويل إلى كوكب سلمي ...مايا باجرانو وآخرون !! (Re: فتحي البحيري)
|
المسألة المدنية: ضد العنف والتعصب والريع ياسين الحاج صالح - الحياة- 02/10/05//
لم يهتم الفكر العربي طوال أزمنة الثورة (الخمسينات والستينات من القرن العشرين) والسلطة (السبعينات وما بعدها) بالمسألة المدنية أو الحضارية. لا بل إنه مال إلى التقليل من شانها أو تذويبها في قضايا ورهانات مختلفة عنها إن لم تكن مناقضة لها. في الزمن الثوري بدا التمدن والرقي شأنا رجعيا مضادا للثورة، والمتمدنون بورجوازيين أو إقطاعيين يتعين سحقهم، وبالعكس كانت الفظاظة والعنف والخشونة قيما مرغوبة وتقدمية. وفي زمن السلطة هيمنت عمليا أنظمة عضلية منشغلة بخلودها أولا وأخيرا، ونظريا أفكار الهوية والأصالة، الهاجسة بالتماثل مع الذات والاختلاف عن الغير، والتي لا تترك مكانا لقيم التحضر والمدن، هذا إن لم تعتبرها قيما غريبة وغربية.
المقصود بالمسألة المدنية مدى حضور شاغل ارتقاء العلاقات بين الأفراد والجماعات داخل المجتمع، وبينهم والسلطة السياسية، إلى مستوى أقل حفولا بالعنف والتعصب وأقرب إلى التسامح وحسن التعايش بين الناس. إنها تساؤل عن درجة اهتمامنا التربوي والثقافي والسياسي بحسن التعامل في ما بيننا وبإتقان أعمالنا. والحال إن الاشتغال بهذا الشأن ضعيف إلى درجة تبيح لنا القول إنه ليست هناك مسألة مدنية في ثقافتنا المعاصرة. نتحدث عن تمدن حين يمنح المجتمع اهتماما كبيرا للنظام والترتيب والرهافة ويرتقي بالذوق العام في السلوك والفن والزي والعمران وتصميم المدن ونظافة الشوارع ولغة التخاطب.
ثمة ثلاث ركائز للعملية التمدينية المرتجاة: تمدين السلطة وضبط العنف في المجتمع؛ تمدين الوعي ونزع العقيدية في الفكر والثقافة؛ وإحياء قيم العمل والعلم ونزع التمييز الفئوي والامتيازات غير العقلانية.
أعني بتمدين السلطة تقييد العنف الرسمي وغير الرسمي وإخضاعهما للقانون، وتقديم العيش للسياسة على العيش من السياسة (ماكس فيبر)، واستبطان أخلاقية الوظيفة العمومية: شاغل المنصب العام الذي يجيد عمله يقوم بواجبه ولا يُشكر عليه، فيما الذي يقصر يلام ويحاسب ويقال. واقع الحال نقيض ذلك. العنف مستشر وعادي، السلطة لا تحتكر العنف بل قد تشجع على انتشاره، وتستخدم منظمات وميليشيات خاصة بها لقمع خصومها. وإذا أنجزت السلطات شيئا فإنها تبالغ فيه وتطالب مواطنيها التعبير عن امتنانهم، وتتحدث عن العطاءات والمكرمات، وإن فشلت لا تحاسب ولا تعاقب. وفي الخطاب السياسي انتقلت دول عربية كثيرة من استفتاءات صورية تحمل بقايا مدنية إلى ما يسمى تجديد البيعة للحاكم، وهو طقس استعراض جماعي للولاء، يرفع الحاكم فوق السياسة والسوية البشرية العادية، ويحط الناس دون الإنسانية والمواطنة. الحكومات نفسها منزوعة السياسية وتغرق في الفساد والقسوة والمتعية. الدولة العربية على العموم ليست مقرا للسياسة والعقلانية والعمومية الوطنية، هذا إن لم تكن بؤرة للتطرف والعنف والفساد. مستوى أطقمها متدن، ذوقها سمج وفاضح. إنها قدوة معكوسة لمواطنيها على صعد الأمانة والكفاءة والثقافة والإنجاز.
ونتحدث عن تمدين الوعي بمعنى قيامه على النسبية والتسامح واليسر والاحترام المتبادل. الوعي المدني نقيض التعصب والنزعة العقيدية التي تجمع بين عسكرة الوعي وتسخيره لخدمة صراع اجتماعي، لا سياسي، ولا ينفتح على أفق تسويات سياسية، محض تبديل مواقع. نزع التعصب العقيدي لا يعني بحال نزع العقائد ومواثيق الإيمان الديني وغير الديني في المجتمع. فالنزعة العقيدية ليست نتيجة محتومة لوجود عقائد، وإن كانت إغراء دائما لها. العقيدية تنجم عن استخدام العقائد أدوات لكسب حرب اجتماعية وليست سببا لها. وهي تجهز أطراف الحرب وتمنحها مبدأ تماسكها وتشكل الملاط القيمي والفكري اللاحم لها، بكلمة واحدة تنتجها كمعسكرات محاربة. بدورها الحرب هذه، أو المواجهة اللاسياسية، ضرورية كي تتحول العقائد إلى نظم عقيدية مغلقة مكتفية بذاتها نابذة لغيرها. العقيدية بهذا المعنى منتجة للعصبية وللتعصب. عصبية معسكرنا ومبدأ التحامه وتعصبنا ضد معسكر العدو. وكآليات ذهنية يقوم التعصب العقيدي على إعادة هيكلة العقيدة الدينية أو الدنيوية لتلبي الحاجات القتالية لحامليها، ولفرض مجانسة كلية عليها هي ذاتها وعلى المعسكر الذي توحده. أسلمة الإسلام (جورج طرابيشي) ومركسة الماركسية، إن جازت المحاكاة، هي عمليات مجانسة وإعادة صياغة لمصلحة ما يعتقد أنه العصارة الخالصة لكل منهما.
تمدين الوعي يمر ضرورة بكشف منطق الطلب على العصبية، وبإضعاف النزعة العسكرية أو الاستقطابية في الثقافة والفكر والسياسة. وهو لا ينال بتبني أو استنساخ مفاهيم ونظريات وأنظمة فكر حديثة. المدنية لا تتبنى ولا تستنسخ، إنها فعل اجتماعي ثقافي: حيازة المجتمع أدوات عمومية لمداولة نزاعاته ومخاوفه، وهذه هي الوظيفة الاجتماعية للنخبة؛ وفعل سياسي وحقوقي: تحقيق مطالب التماسك والعصبية على مستوى العمومية والمساواة؛ وفعل ثقافي، مقترن ببروز الذات الحرة من الشرانق العقيدية التي تكبل العقل بالأصفاد وتخنق صوت الضمير وتزدري الوساوس الأخلاقية وتقسي القلب.
البعد الثالث للعملية التمدينية هو إحياء قيم العمل والعلم وارتباط البذل بالنيل والجهد بالثمرة.
يعطل الاقتصاد الريعي، سواء كان الريع استخراجيا أم سياسيا (ريع الموقع)، العملية التمدينية وينزع مدنية السلطة والمجتمع معا: الأولى بمنحها استقلالية غير مستحقة عن المجتمع وفاعلياته الإنتاجية، والثاني بحيازته دخولا ومكاسب امتيازية لم تنجم عن العمل. ويضعف فكرة الاستحقاق والجدارة، ويخرب أقنية الترقي الاجتماعي العمومية (العمل والعلم والكفاءة...)، ويخمد الدافع نحو إتقان الأعمال، بل يضعف الشعور بالحاجة إلى العمل وبذل الجهد. إن العمل الشاق، الطوعي، وحده هو الذي ينفتح على الإبداع واكتشاف الذات ومعنى الحرية.
الاقتصاد الريعي لا ينجم عن محض وجود الريع، بل هو تفضيل سياسي لأطقم حكم، تستخدم الريع لحيازة أو ترسيخ موقع امتيازي في تحريك الموارد وتوزيعها وصنع الولاءات. لذلك حتى دول عربية لا تتمتع بريع استخراجي مهم تحولت دولا ريعية عن طريق تتجير موقعها في الاستقطابات الدولية أو تأجير سياساتها ومواقفها للقادرين على الدفع و/أو الحماية. ذلك أن دول الريع السياسي تجنح نحو تعميم الفساد في مجتمعاتها، أي رعاية نظام ريع سياسي داخلي، تغدو فيه السلطة موضوعا للتتجير والتأجير، ما يقتضي حراسة هذا الأصل بعنف هائل كيلا ينضب.
نقول ذلك لإبراز حقيقة أن الاقتصاد الريعي، أو بالفعل اللامدني، لا ينجم عن محض وجود ريوع استخراجية مهمة، وانه ليس من الضروري أن ننتظر نضوب الوقود الاحفوري من أجل التحول نحو اقتصادات لا ريعية.
التحول نحو ربط المكافأة بالكفاءة، والاستحقاق بالجهد، وترسيخ مبادئ المسؤولية العمومية والمحاسبة والعلانية على مستوى السلطة أولا، ثم على مستوى المجتمع، عملية صراعية تمر بتحول موازين القوى الاجتماعية لمصلحة قيم مجتمع العمل والإنتاج والعلم على حساب مجتمع السلطة والريع والقرابة.
في المجمل، مجتمعاتنا المعاصرة مجتمعات عنف ونزعات تعصبية وريع، باختصار مجتمعات غير متمدنة. وهي غير مدنية لأنها غير متمدنة، إذ يبدو لنا أن حدا أدنى من التمدن ضروري من اجل أن يمكن الكلام على مجتمع مدني.
يبقى أن هناك نبرة مدنية هي الصوت العادي. النبرة اللامدنية، بالمقابل، صارخة أو آمرة أو ساخطة. أما خير ما تقوله فهو ما يقال همسا، لكن خير ما تقوله ينتمي إلى عالم ما فوق المدنية وما فوق السياسة، عالم الحب والسخاء والمجانية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطريق الطويل إلى كوكب سلمي ...مايا باجرانو وآخرون !! (Re: فتحي البحيري)
|
عـــودة إلى خطـــاب بوتــين التاريـخــي لنقـــد الهيمنـــة الأميركيـة ..... السيد ياسين
ليس هناك شك في أن خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ألقاه في العاشر من شباط 2007 أمام مؤتمر ميونيخ عن "سياسات الأمن"، يعد بكل المعايير خطاباً تاريخياً. ويُرَد ذلك الى الحقيقة التي مؤداها أن هذه أول مرة يمارس فيها الرئيس الروسي منذ توليه رئاسة روسيا النقد العلني المباشر لسياسات الهيمنة الاميركية، وانفرادها بالعالم، في ظل نظام دولي تحول من الثنائية القطبية (الاتحاد السوفياتي في مواجهة الولايات المتحدة) الى الأحادية القطبية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وتبوؤ الولايات المتحدة مقعد القطب الأوحد المهيمن على السياسة العالمية. وسبق أن قررنا بعد قراءة موجز الخطاب كما نشرته وكالات الانباء أنه في الواقع - بالاستناد الى وثائق الأمن القومي الروسي - يعد خطاباً كاشفاً وليس خطاباً منشئاً. وقد ظن عديد من المعلقين السياسيين أن هذه أول مرة ينتقد فيها الرئيس الروسي الهيمنة الاميركية. وليس هذا صحيحاً، لأنه وقّع في 28 حزيران عام 2000 وثيقة بالغة الاهمية بعنوان "مفهوم السياسة الخارجية في الاتحاد الروسي" تضمنت في الواقع كل الانتقادات التي تناولها في خطابه، وأكثر من ذلك تحدثت الوثيقة عن سعي روسيا الى تحويل النظام الدولي الاحادي القطب الراهن الى نظام متعدد القطب، وهي الفكرة المحورية نفسها التي اقترحها في خطابه. النقاط الأساسية في الخطاب ومع كل ذلك حين حصلت على النص الكامل لخطاب الرئيس بوتين أدركت على الفور أن وكالات الانباء لم تعطه حقه من العرض المفصل، لأنه - بعد دراستي الدقيقة له - لا يتضمن فقط نقداً عنيفاً لسياسات الهيمنة الاميركية، وانما يتعدى ذلك بكثير، لأنه بعد عرضه ملامح وقسمات النظام الدولي الراهن الذي ساد بعد نهاية عصر الحرب الباردة، قدم في الواقع مقترحات متعددة بالغة الاهمية لتغيير هذا النظام وتحويله من نظام أحادي القطب الى نظام متعدد القطب. وكانت صراحة الرئيس بوتين في بداية خطابه موجعة حقاً حين قرر أنه لن يلجأ الى الصياغات الديبلوماسية الفارغة من المعنى، ولكنه - بدلاً من ذلك - سيعرض على المؤتمر المشكلات الحقيقية التي يراها تواجه الأمن الدولي. وقرر ان الأمن الدولي يتضمن أكثر من مجرد الموضوعات الخاصة بالاستقرار السياسي والعسكري، لأنه يمس ايضاً استقرار الاقتصاد المعولم، ومكافحة الفقر، وضمان الأمن الاقتصادي، وتنمية الحوار بين الحضارات. والطابع العالمي للأمن وغير القابل للتجزئة لخصته من قبل عبارة شهيرة للرئيس الاميركي روزفلت حين قرر أن "الأمن بالنسبة لقطر واحد ينبغي أن يكون أمناً لجميع الاقطار، لأنه اذا تحطم في أي مكان فإن السلام في كل مكان سيصبح في خطر". وبالرغم من انتهاء عصر الحرب الباردة التي في أحد جوانبها ضمنت السلام العالمي بحكم قوة كل طرف من أطرافها، الا أنها تركت بعد زوالها - كما قرر بوتين - بعض الذخائر الحية تثير القلق، وأهمها القوالب الايديولوجية النمطية الثابتة، والصورة الجامدة عن الغير، وازدواج المعايير بالاضافة الى بقاء بعض صور أنماط التفكير التي سادت طوال الحرب الباردة. وبعبارة موجزة يمكن القول إن الفراغ الذي تركه النظام الدولي الثنائي القطب لم يملأه النظام الاحادي القطب. وتساءل بوتين: ما الذي يعنيه النظام الاحادي القطب؟ واجاب أنه يعني مركزاً واحداً للسلطة ومركزاً واحداً للقوة، ومركزاً واحداً لاتخاذ القرار. إنه - بعبارة أخرى - عالم يهيمن عليه سيد واحد، وقطب واحد مهيمن، لن تؤدي سياساته للاضرار بمصالح كل الدول داخل النظام الدولي فحسب، بل وأخطر من ذلك أنه يهدد القطب الأوحد ذاته من خلال انهياره من الداخل عبر الزمن! وهذا الوضع - كما يقرر بوتين - ليس له علاقة بالديموقراطية، لأنها هي - في تعريفها - قوة الغالبية في ضوء مصالح الاقلية وآرائها. ويضيف ساخراً ان روسيا تُلقى عليها دروس في الديموقراطية من هؤلاء - ويقصد الاميركيين - الذين لا يريدون أن يتعلموها! إن العالم الاحادي القطب - كما يرى بوتين - ليس فقط غير مقبول بل إنه مستحيل تطبيقه في العالم اليوم، ليس فقط لأنه ليس في وسع قطب واحد أن يحتفظ لنفسه فقط بكل القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية، ولكن لأن النموذج نفسه خاطئ، لأنه في اساسه يفتقر الى اي أساس أخلاقي يصلح للحضارة الحديثة. والدليل على فساد النظام الاحادي القطب أنه لم يحلّ أي مشكلة منذ قيامه، بل أكثر من ذلك إنه تسبب في حدوث تراجيديات انسانية، وخلق مراكز جديدة للتوتر. والدليل على ذلك أن الحروب والصراعات الاقليمية لم تختف، وملايين البشر ماتوا في هذه الصراعات، أكثر بكثير مما في الوضع العالمي السابق. ونحن نشهد اليوم استخداماً فائقاً للقوة العسكرية في مجال العلاقات الدولية، وهو استخدام أغرق العالم كله في دوامة صراعات دائمة. ونتيجة لذلك اصبحنا عاجزين، ونفتقر للقوة اللازمة للعثور على حلول شاملة لهذه الصراعات، لأن صياغة حلول سياسية اصبحت مستحيلة. ونشاهد تصاعداً في إهدار المبادئ الاساسية للقانون الدولي. واحتكرت دولة واحدة هي الولايات المتحدة وضع المعايير القانونية التي تجاوزت حدودها القومية بكل طريقة ممكنة. وهذا أمر شديد الوضوح في السياسات الاقتصادية والسياسية والثقافية والتعليمية التي تفرضها الولايات المتحدة على الأمم الاخرى. ويتساءل بوتين: هل هناك أحد في العالم يحب ذلك أو سعيد بهذا الوضع؟ والاجابة بلا على سبيل القطع. وهناك احساس عالمي بعدم الأمن نتيجة لهذه السياسات، ولبروز تهديدات جديدة للأمن مثل تزايد اسلحة الدمار الشامل، والارهاب المعولم. ويقرر أننا في هذه اللحظة التاريخية وصلنا الى عتبة حاسمة، تفرض علينا إعادة صياغة معيار نظام الامن العالمي، يقوم على أساس اقامة نوع من انواع التوازن بين مصالح كل المشاركين في الحوار الدولي الراهن، وهناك حقيقة اساسية مفادها ظهور مراكز اقتصادية عالمية جديدة، لا بد أن تتحول الى مراكز سياسية مؤثرة مما من شأنه أن يقوى التيار الصاعد لنظام عالمي متعدد القطب. واذا كانت الولايات المتحدة تثير قضايا تتعلق بحق التدخل لتغيير النظم السياسية الشمولية أو السلطوية، فذلك ينبغي أن يكون من خلال تطبيق ميثاق الأمم المتحدة، وفي ضوء قواعد القانون الدولي. إن السياسات الاميركية الراهنة من شأنها أن تزيد من سباق التسلح في العالم. وقد خطت الولايات المتحدة خطوات خطرة في مجال حرب النجوم ومحاولتها السيطرة على الفضاء الخارجي، مما يمثل تهديداً خطيراً للأمن العالمي. ولا ينبغي ابداً - في خضم المناقشات حول الأمن - أن ننسى الأمن الاقتصادي للشعوب. وفي عبارة ختامية لها دلالتها قرر بوتين أن روسيا تود أن تتفاعل مع شركاء مستقلين ومسؤولين سعياً وراء خلق نظام عالمي يتسم بالعدالة، ويتحلى بالديموقراطية، ومن شأنه أن يضمن الأمن والرخاء ليس فقط للقلة من الدول، وإنما لجميعها بلا استثناء. بعبارة اخرى الرسالة الاساسية في الخطاب هي اعادة صياغة النظام الدولي وتحويله من عالم احادي القطب الى عالم متعدد القطب، ما من شأنه أن ينهي عصر الهيمنة الاميركية المفردة. هكذا تكلم الرئيس بوتين! روسيا والعالم والواقع ان الرئيس بوتين في خطابه النقدي العنيف الذي وجهه علناً في ميونيخ للولايات المتحدة، لم يكن يتحدث فقط باسم روسيا ولكنه في الحقيقة كان يتحدث باسم العالم كله، بما فيه حلفاء الولايات المتحدة الذين روعهم إهدارها للقانون الدولي، وتجاوزها في الغزو العسكري للعراق مجلس الامن، والنتائج السلبية لسياسة الحرب ضد الارهاب، والتي لم تؤد الا الى زيادة معدلات الارهاب، وسيادة الشعور بعدم الأمن لشعوب متعددة. غير أنه لم يغفل المصالح الروسية المباشرة، لأنه انتقد مباشرة سياسة الحلف الاطلسي في مد خطوطه الصاروخية لتحيط بروسيا بمنصات في بولندا وغيرها من دول اوروبا الشرقية، مما يهدد مباشرة الأمن القومي الروسي. وقرر أن روسيا التزمت باتفاقاتها مع الولايات المتحدة بشأن التخفيف من ترسانة الصواريخ، غير أن الولايات المتحدة في خطواتها الاخيرة لم تفِ بهذه الالتزامات. ومن هنا يحق السؤال: هل نحن في مواجهة حرب باردة جديدة؟ (القاهرة) باحث مصري "النهار" 1/2/2007
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطريق الطويل إلى كوكب سلمي ...مايا باجرانو وآخرون !! (Re: فتحي البحيري)
|
....إلى هنا يكفي ... معاً ضد العنف والتطرف.... معاً من أجل الحوار والتمدن Nu er det nok.. It is enough now! Læs teksten også på dansk,som følger den arabiske tekst English Text Follows Danish text
في الأسابيع الماضية تصاعدت حدة الصراع بين الدنمرك من جهة ودول العالم الإسلامي من جهة أخرى بشكل واسع أدى إلى تنامي الأحاسيس القومية والدينية إلى أقصى درجات العنف والتطرف و الكراهية وتبادل الاتهامات وانفلات مد النزعات العنصرية والدينية بشكل مخيف يهدد مستقبل الجميع . إن كل هذا يدعونا الى عدم الوقوف مكتوفي الأيدي والى اتخاذ موقف فاعل ومؤثر.
إلى هنا يكفي .... يجب أن نوقف كل هذا ، علينا أن نطلق صرختنا عالية ومؤثرة بوجه التطرف والعنف سواء في الدنمرك آو في دول العالم والتصدي لتدخل رجال الدين والحركات والأحزاب اليمينية العنصرية الذين مارسوا دورا كبيرا في خلق هذه المأساة وتصعيد حدتها وان لكل منهم مصالح ما يسعى لتحقيقها وان كان ذلك بخلق أوضاع حساسة وخطيرة للجميع .
نحن الموقعين نرفض وندين: … أولا : ممارسات الحركات والأحزاب اليمينية والعنصرية والتطرف المسيحي الذي حملت رايته جريدة (يولاند بوستن) والسياسات التمييزية والعنصرية وتشديد حدة الكراهية ضد الجاليات الأجنبية المتواجدة في الدنمرك.
ثانيا: مواقف القيادات الدينية الإسلامية المتطرفة والتي تسعى من وراء تصعيد حدة الأزمة إلى تقييد حرية التعبير عن الرأي والتي هي من المكتسبات الهامة والحيوية التي تحققت بفعل نضال الشعوب في تلك الدول.
ثالثا: ممارسات الحركات الدينية في العالم الاسلامي والمجاميع القومية المتطرفة التي تستغل هذا الصراع وايصاله الى مراحل العنف , التهديد , حرق السفارات .... الخ وتشديد حدة الكراهية القومية والدينية.
رابعاً: تدخل الدين في شؤون الدولة أو محاولات فرض الدين في تشريع القوانين أو جعله رقيبا على المجتمع .
خامسا : المساعي القذرة لزعماء الدول والحكومات العربية الدكتاتورية لاستغلال هذه الأزمة وتشديد حدة الاستبداد والاضطهاد ضد مواطنيها والتستر على حجم المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية التي تواجههم .
سادساً: مواقف وممارسات وسائل الإعلام الغربية والعربية التي تسعى إلى أبراز رجال الدين والملالي كممثلين رئيسيين للجاليات وتهميش دور وإمكانات الكثير ممن يمكنهم التعبير عن مشاكل وأوضاع الجاليات في الدنمرك والدول الأوربية الأخرى بشكل متمدن وحضاري ودون التستر بالدين والخلفيات الثقافية .
نحن نرى أن كل شيء يمكن أن يكون خاضعا للنقاش والنقد ومطروحا للحوار وان لا شيء مقدس في عالمنا اليوم ، ولكن نحن نعتقد ان الرسوم الكاريكاتيرية التي تم نشرها في جريدة (يولاند بوستن) كانت مهينة وتعبر عن كراهية غير مبررة كان الهدف منها تشديد الاختلاف والصدام بين المجاميع الدينية والاثنية في المجتمع الدنمركي والعالم اجمع والذين يقفون بالضد تماما من الممارسة الديمقراطية في حسم الخلافات عبر الحوار الحضاري .
Nu er det nok.. sammenhold mod fundamentalisme og vold .. sammenhold for menneskelig dialog
De seneste uger er dialogen mellem Danmark og Mellemøsten blevet erstattet af lede og foragt. Den politisk dagsorden har været præget af religiøse og nationale følelser frem for rationalitet og fornuft. En sådan farlig udvikling stiller krav til os alle om ikke at stå som passive tilskuere men deltage aktivt i kampen mod de ekstreme grupper, som optræder enten i religiøse eller national-chauvinistiske påklædninger på begge sider af fronten.
Det er tid til at råbe ”Nu er det nok” meget højt og mange gange som protest imod ekstremisterne i Danmark og resten af verden. Mod reaktionære religiøse ledere og xenofobiske og racistiske partier. Vi mener, at disse to grupper bærer ansvaret for den dramatiske situation, som vi er havnet i. Begge grupper har ønsket at opnå øget politisk magt gennem konfrontation.
Vi protester imod :
at store dele af det politiske spektrum, (som det eksempelvis kom til udtryk i forbindelse med Muhamed-tegningerne i Jyllands-Posten) angriber Islam og muslimer som led i den diskriminationspolitiks debat
at fundamentalistiske islamiske ledere benytter sig af henvendelse til fremmedmagter til at begrænse ytringsfriheden i samfundet
at såvel religiøs-fundamentalistiske som nationalistiske grupper udnytter denne krise til at i gangsætte optøjer og voldsorgier med brand og mord til følge
at religioner skal have indflydelse i lovgivningen eller diktere vores levemåder
at diktatoriske statsoverhoveder misbruger denne krise til at forstærke deres undertrykkelse af det store muslimske flertal i deres lande
at nogle medier fremhæver og bekræfter religiøse ledere som repræsentanter for etniske minoriteter i vestlige lande
Vi mener ikke, at der findes noget helligt i dag, der ikke kan diskuteres . Alt må sættes til debat og kritik. Men vi mener, at Muhammed-tegningerne var en provokation, der havde til hensigt at føre til konfrontation mellem de grupper i samfundet, som ikke ønsker at fremme den demokratiske proces ved dialog.
Tilmeld dig til kampagnen
It is enough now! Stand together against fundementalism and violence Stand together for a human dialogue
In the last few weeks, the dialogue between Danmark and Middle East countries replaced by contempt and hatred as tensions raises more. Today the political agenda is full of religious and national feelings instead of reason. Such a dangerous condition sets to us all demands, not just stand away passively, but to take an active role in the struggle against both extreme sects, either who dressed as religious or chauvinist leaders in both sides of the conflict.
It is time to call “It is enough now “loudly as a protest against all kind of extremists both in Danmark an allover the world, against reactionary clerics and xenophobic and racist parties. We believe that both sides bear the responsibility of being the conflict worsen dramatically. Both sides speculated and wished to get increased political power by the confrontation.
We refuse and condemn that:
Major parts of the political spectrum (as an example, which was expressed in connection with Muhammad – cartoons on Jylland–posten) attack Muslims and Islam as a tactic to support and strengthen the Danish government and its ethnic discrimination policies.
Fundemental Islamic leaders misuse the situation to get a ban on freedom of speech in the community.
Islamic fundamentalists and nationalists as while utilize the crises to set up riots and violence acts resulted in even human loss. Religion shall get influence over legislation and dictate our live style.
Dictators in despotic countries utilize the crises to enhance their position and extend their suppression over majority of Muslims in their countries.
Some mass media set spotlight on religious leaders and point out them as representatives of ethnic minorities in the west world.
We believe that today there is nothing sacred longer, which cannot be put on discussion and dialogue. Every thing can be putt on debate and criticism. While we think that Muhammad-cartoons was a provocation, which aimed at wide confrontation between different groups of the community, who do not like loose conflicts in a democratic process by dialogue.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطريق الطويل إلى كوكب سلمي ...مايا باجرانو وآخرون !! (Re: فتحي البحيري)
|
الدين بين الحرب والسلام. Submitted by kefaya on السبت, 15/10/2005 - 05:20. بقلم: حسن حنفي جسم المقال:
الدين بين الحرب والسلام.
كانت قضية الحرب والسلام قضية رئيسية في القرن العشرين ومازالت مستمرة بعد أن شهد حربين عالميتين في النصف الأول منه، والحرب الباردة في النصف الثاني منه· وبالرغم من نهاية عصر الاستقطاب والحرب الباردة إلا أنه ظهر استقطاب جديد خاصة بعد حوادث سبتمبر في واشنطن ونيويورك وما تلاها من عدوان على أفغانستان والعراق والشيشان، وتهديد سوريا وإيران وحصار لبنان والسودان· وقد زاد من اشتعالها سيطرة اليمين المحافظ على الإدارة الأميركية ودعاة الإمبراطورية الأميركية الجديدة، وسيطرة اليمين الإسرائيلي على الحكم، دعاة إسرائيل الكبرى·
لذلك توجهت الجمعيات الدينية المدنية نحو هذه القضية، تدعو للسلام، وتخفف من غلواء الحرب، وتدعو إلى التعايش المشترك بين الشعوب· ترتبط بالمؤسسة الدينية وبالمؤسسة السياسية على حد سواء· وتتعاون مع الكنيسة والدولة في آنٍ واحد بدلا من الاستقطاب التقليدي في أوروبا بين الدين والدولة والذي امتد لدينا في صورة الاستقطاب الحالي بين السلفية والعلمانية· ومن أمثال هذه الجمعيات ''سانت إيجديو'' التي أسسها المثقف الإيطالي ''ريكاردي'' منذ عدة سنوات والتي أصبحت أكبر جمعية مدنية أهلية في العالم، مركزها إيطاليا· تتعاون مع الفاتيكان والدولة في البلدان الكاثوليكية· وتقوم على العمل الحر التطوعي لأعضائها وربما في جزء من تمويلها·
وقد عقدت الجمعية الشهر الماضي اجتماعها السنوي في مدينة ليون بفرنسا مركز الأسقفية الكاثوليكية بحضور الآلاف من الأعضاء والقادة من رجال الدين والعلماء والمفكرين والمثقفين والمسؤولين الحكوميين تحت عنوان ''شجاعة إنسانية من أجل السلام''· حضرها ممثلون عن كل أديان العالم، رسميين وغير رسميين، بالزي الديني الرسمي لكل دين أو بالملابس المدنية التي تكشف عن إيمان علماني· فالإيمان مازال متجذراً في الوعي الأوروبي على غير ما يبدو في الظاهر من مادية وإلحاد· وكانت تظاهرة كبرى خاصة في الافتتاح وفي النهاية، ومسيرة السلام بالشموع في المسرح الروماني للإعلان عن عالم واحد تعيش فيه كل الشعوب في سلام وتعاون مشترك·
وعقد ما يقرب من أربع وعشرين مائدة مستديرة على مدى ثلاثة أيام، صباحا ومساء حول خمسة محاور رئيسية·
المحور الأول، أزمات العالم ومناطق التوتر فيه في القارات الخمس· في أميركا حوادث سبتمبر في واشنطن ونيويورك ودوافعها الدنية والسياسية، وكيفية الحوار بين الأديان والتفاهم المتبادل بينها· وفي آسيا بعد زلزال ''تسونامي'' كيف يمكن السيطرة على الطبيعة وتفادي مخاطرها وحماية الآلاف من تدمير الطبيعة· ولم يكن إعصار كاترينا وريتا قد هبّا بعد على جنوب الولايات المتحدة الأميركية ولا زلزال باكستان والهند قد وقع وحصد عشرات الألوف من المواطنين الأبرياء· وفي أفريقيا عشرات الملايين من الأفارقة مصابون بالإيدز· وآخرون حصدتهم الحروب الأهلية والنزاعات الحدودية· وتعود ذاكرة الغرب إلى محرقة اليهود بعد أن انقضت ستون عاما على أوشفيتز من أجل عقد حوار جديد بين المسيحيين واليهود· ولا تذكر المحارق الأخرى في فلسطين وجنوب أفريقيا ورواندا، ومذابح الفرنسيين في الجزائر، والأميركيين في العراق وأفغانستان، والروس في الشيشان، والإسرائيليين في فلسطين· وما أكثر المحارق والاستئصال العرقي في العالم· وفي اليابان مرت ستون عاما أيضا على هيروشيما التي قضت فيها أميركا على مدينة بأكملها ثم أشفعتها بناجازاكي· وفي أوروبا ما مستقبلها ومسؤوليتها عما حدث من مآسٍ في العالم إبان الحقبة الاستعمارية في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية؟ وهل تستطيع أن تصمد أمام الولايات المتحدة واستقطابها لها وأن تكون ميزان الثقل في العالم بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب؟ وماذا عن أطفال العالم الذين يموتون جوعاً وقحطاً وتصحراً؟ وماذا عن اقتصاد العالم في عصر العولمة وإمكانية التضامن بين الشعوب من أجل المشاركة المتساوية في ثروات العالم بدلا من أن يستهلك 5% من سكان العالم 75% من ثرواته؟.
والمحور الثاني، هو الحوار كطريق لحل الأزمات والتوترات في العالم· وهو الحوار بين الكاثوليك والبروتستانت بعد تاريخ طويل من الصراع الدموي والخلاف العقائدي· فما هي متطلبات الوحدة بين المسيحيين وكم ميلا لم تُقطع بعد من أجل الوصول إلى الوحدة بين المسيحيين· والصراع مازال موجوداً بين البروتستانت والكاثوليك في أيرلندا الشمالية، وبين الكاثوليك والكاثوليك في إقليم الباسك· وهو الحوار الإسلامي المسيحي اليوم وغداً في مواجهة ما يسمى بحقوق الأقليات في العالم الإسلامي· فالمسيحيون العرب جزء من الأمة العربية· والطوائف جزء من نظام الملة في الإسلام القائم على المساواة بين الملل في الحقوق والواجبات في إطار الأمة الإسلامية الواحدة التي تتكون من عديد من الطوائف والملل المختلفة· وهو الحوار بين الشرق والغرب، حوار الديانات والثقافات في عصر الإمبراطورية الأميركية الجديدة التي تزحف نحو الشرق بعد غزو العراق وأفغانستان، وتهديد إيران، وإقامة القواعد العسكرية في كازاخستان من أجل محاصرة الصين، والقضاء على النهضة في جنوب شرق آسيا· وهو الحوار بين الشمال والجنوب، بين أوروبا وأفريقيا، بين المستعمِر القديم والمتحرر الحديث· فأوروبا مازالت مسؤولة عن بعض مآسي أفريقيا في التصحر والفقر إثر نهب الثروات المعدنية، والحروب الأهلية والنزاعات العرقية نتيجة الحدود الاستعمارية المصطنعة، وقسمة الشعوب والقبائل بين دول متجاورة لا تعرف مفهوم الحدود السياسية، والقضاء على إمكانية وجود لغة أفريقية واحدة بدلا من الفرانكفونية أو الأنجلوفونية· فأفريقيا لها كيانها المستقل وليست مجرد امتداد لخاصرة أوروبا الجنوبية عبر البحر الأبيض المتوسط·
والمحور الثالث، قيمة الحياة وعقوبة الموت نظراً لحملة جمعيات حقوق الإنسان على الحكم بالإعدام، ونظرا لمشاكل الأخلاق البيولوجية المعاصرة مثل الموت السريري، والموت الدماغي، وزراعة الأعضاء، والموت الرحيم، وشهادة الإيمان بالقول والفعل خاصة وأن الشاهد والشهيد مشتقان من نفس اللفظ· فالشهيد يتنازل عن الحياة الدنيوية في سبيل الحصول على الحياة الأبدية· ولم يتعرض أحد للعمليات ''الاستشهادية'' في فلسطين والعراق والشيشان· وهو موضوع خلافي يُخشى منه التفرقة بين المجتمعين وليس وحدتهم· والمحور الرابع، النزعة الإنسانية التي توحّد بين الشعوب· وهي رسالة الأديان جميعا· وهي إنسانية روحية وليست عولمة اقتصادية· تقوم على حرية الضمير وعلمانية الدولة وثقافة العيش المشترك· والمحور الخامس، السلام وهو المقصد الأسنى من الحوار بين الشعوب· ويتطلب شجاعة أدبية فائقة واعترافاً مبدئياً بالآخر وتقديس الحياة والتضامن والعيش المشترك·
يهتم المؤتمر برجال الدين والمسؤولين الرسميين وبالشخصيات العامة خاصة بأزيائها المميزة· ويغيب أصحاب القضية الذين يعانون من ويلات الحروب، الفلسطينيون والعراقيون والأفغان والشيشان· وكثيرا ما يغلب على التحليلات الوعظ الديني أو الخطاب الأخلاقي· وتغيب البرامج العملية التنفيذية لتحقيق السلام عن طريق نزع جذور الحرب وهي العدوان والهيمنة والتسلط من القوي على الضعيف، ومن الغني على الفقير·
كانت فرصة للعرب والمسلمين من مصر والمغرب وتونس ولبنان خاصة أن يعرضوا الإسلام المستنير، وأن يحاوروا ديانات العالم وحضاراته· فالإسلام قادر على الحوار كما هو قادر على النضال· وهو دعوة إلى السلام بقدر ما هو دعوة إلى الجهاد في حالة العدوان على الشعوب· فالدفاع عن النفس حق مشروع في طبائع البشر وفي الديانات السماوية وفي الشرائع الوضعية· وكانت مساهمة لتبديد الصور النمطية التي تراكمت في الوعي الأوروبي عن الإسلام وربطه بالعنف والتخلف والتعصب· وهي ظواهر سياسية واجتماعية طارئة· ليت العالم الإسلامي يعرف كيف تنشط جمعياته الأهلية مستقلة عن الحكومات والمؤسسات الدينية الرسمية حتى ينشط الفكر الإسلامي في مواجهة تحديات العصر ويكون طرفاً متكافئاً مع الجمعيات الأهلية المماثلة في الغرب والشرق· الإتحاد الإماراتية
| |
|
|
|
|
|
|
|