1- التحالف الذي قام قبل حوالي سبعين عاما بين الدوائر الرأسمالية الأمريكية والأنظمة والطبقات الطفيلية الحاكمة دكتاتوريا وشموليافي العالم الثالث في طريقه إلى خلخلة بديعة!!! (المشاهد) التي جرى تصويرها في استديوهات (العالم) بدءأ بحرب التسعة عشر يوما وانتهاء باعدام صدام فجر الأضحى مرورا بسقوط بغداد والآليات العسكرية التي لا يدر أحد إلى أين ذهبت و (الرجل وحقيبة الدولارات ) في الحفرة والمحكمة الهزلية تقول هذا بوضوح . لم يعد الرأسماليون الأمريكان بحاجة إلى هؤلاء وهم في طريقهم إلى استبدالهم بآخرين . ما يهمنا كجماهير عادية - وبحسب موقعنا القدري جزئيا والاختياري جزئيا - من الصراعات المحلية والكونية أن إعلان نهاية هذالتحالف يمثل سانحة ذهبية لاسترداد بعض ما تم سلبه بواسطته منا . إن الاستغراق في النزعة الاستهلالكية المحضة والابتعاد عن امتلاك وسائل و(أحوال) الانتاج الاقتصادي الحقيقي والمباشر (الزراعة بشقيها النباتي والحيواني والتصنيع الزراعي البسيط) هو حالة كرسها هذا التحالف المريب عبر عقود طويلة . وكذلك الاستسلام لدكتاتوريات محلية مغيبة لإرادات شعوبها ومعطلة لمصالحها،والسماح لمقدرات وموارد الأمة أن تحتكر وتدار بواسطة أقليات غائبة كل الغيبة عن الوفاء بمستحقات التنمية والاكتفاء والاستقلال الاقتصادي ، والاستجابة الخانعة لتمزيق الكل الجماهيري في كتل قطرية وثقافية وعرقية ومذهبية وطائفية ، والاستغراق الأعمى في معارك مصيرية متوهمة ومفتعلة بين هذه الكتل . كل ذلك من مخلفات هذا التحالف الآيل للسقوط الآن والذي يجب أن ننتهز إعلان انتهائه كفرصة قل أن تسنح مرة أخرى لنفض كل هذا الغبار عن كاهل الجماهير العالم ثالثية المغلوبة على أمرها .
(عدل بواسطة فتحي البحيري on 12-31-2006, 01:59 PM) (عدل بواسطة فتحي البحيري on 12-31-2006, 02:02 PM)
12-31-2006, 08:09 PM
فتحي البحيري
فتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109
2- ومهما كانت الصعوبات التي تبدو على السطح إلا أن تعريف المشكلة يأخذ طريقه إلى الاكتمال بتجميع ألوان المعاناة والمهددات التي تناوش الوجود الفيزيائي البسيط لآحاد هذه الجماهير والحق في الوجود المتميز لمجموعاتهم ومجموعهم في نفس الوقت وبمعنى أوضح الانتهاكات الحالية والقادمة للحقوق الفردية المادية وانتهاك حقوق الثقافات والشعوب في الاختلاف عن النمط الغربي الاستهلاكي الذي يضمن تبعية (الأسواق) العالم ثالثية لماكينات الانتاج الرأسمالي في المراكز الصناعية الكبرى وفي مقدمتها طبعا الولايات المتحدة الأمريكية . وأصبح واضحاً من سلسلة التحركات التي قادتها الإدارة اليمينية المتطرفة في واشنطن خلال الست سنوات الماضية أن خدمة المصالح الضيقة للنخب الرأسمالية هي الهدف المقدم على تكريس وترسيخ ودعم الأخلاق والقيم والمؤسسات اليمقراطية في العالم الثالث بل وحتى على المحافظة على الوجه الديمقراطي الذي تم حفره على مدى مئات السنين في الغرب الأمريكي نفسه .
01-09-2007, 10:51 AM
فتحي البحيري
فتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109
Quote: مثلما أسفت لاسلوب حكم الاعدام الذي نفذ بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين عجبت لحالة الذاكرة العربية وقصر نظرها المروع. لقد تحول عند البعض صدام حسين شهيدا ومجده البعض الاخر بيد ان كل هذا المشهد يستدعي الوقوف عنده من زاوية حالتي ازدواجية المعايير وتمجيد العنف . حالة صدام لن أخوض فيها فسوف يقوم بذلك كتاب التاريخ في العراق الذين لاشك سوف يوثقون حقبة صدام بكل تفاصيلها. لكن تأمل في الكثيرين الذين شجبوا الاعدام من حكومات أو احزاب سياسية عربية وخاصة الاسلامية منها. واعجب انواع الشجب ذاك الذي صدر عن الحكومة السودانية التي لم تتوقف عند إدانة الاعدام كفعل بل تهتم كثيرا بكونه تم ليلة العيد . وهذا مايستفز مشاعر الكثيرين داخل السودان الي أقصي حد . فقد فعلت حكومة الجبهة الاسلامية شيئا أنكي وأفظع من مجرد اعدام رجل واحد وفي ذروة شهر رمضان . ففي ليلة العيد تماما أقدمت علي اعدام 28 من ضباط الجيش السوداني في يوم 28 رمضان المصادف 24 ابريل 1990 وهم قادة الحركة التي عرفت في السودان بحركة 28 رمضان. ومع ذلك لم تسجل ذاكرة الشعب السوداني مثل هذه المثابرة العربية علي شجب كوارث الاعدام في الاعياد. الاسلاميون السياسيون ولا القوميون احزابا أو أفرادا في غالبهم لم يفتح الله عليهم بكلمة تسجل موقفا مطالبا بوقف أو منع اعدام هؤلاء الضباط في شهر رمضان أو الكشف عن مقابرهم الجماعية التي لم تعرف حتي اليوم برغم المناشدات والرجاءات من ذوي الضباط. ما أود قوله أن ماجري لصدام أو مافعله صدام نفسه لغيره من أبناء الشعب العراقي فيه أكثر من مجرد تشفي وتصفية أعداء الثورة كما اصطلح علي تسمية عمليات الاعدام والتصفيات . لقد كان كل ذلك جزءا من ثقافة عربية عامة ومسيطرة وشاملة لمعظم مكونات الطيف السياسي العربي . لن نستثني من ذلك أحدا ، ولذلك هل تكون الحالة الراهنة أي اعدام صدام حسين فرصة للتوقف والنظر بعين ناقدة قادرة علي اجتثاث هذه الافة من الحياة السياسية العربية ؟ هل نطمع لطرح رؤية عربية تنظر ليس فقط حماية الحقوق السياسية للمواطن العربي بل منع اللجوء لاحكام الاعدام والتصفيات الجسدية للخصوم تحت مختلف الذرائع . شخصيا اتمني أن نكون أكثر انصافا وننظر للقضية بوجهيها فكما ظلم فقد ظلم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة