قصة غناء السودان الطويلة .. كبحر شوق و ريد ابو صلاح الما ليهو ساحل ..
.. وفي البدء كان الكلمة .. في البدْء كان الكون و مالك الكون .. في البدء كان إنسان سنجة و كرمة و سنار
.. ذاك الانسان المتحرك حرا طليقا !
ذاك الكائن الاجتماعي المتقدم و واثب عبر التراكم المعرفي .. ناميا و واعيا و منتجا لخيرات النيل و البوادي
.. منتجا للمفاهيم و الصياغات المجردة التي كان من ضمنها :
" ميلودي الفم الاول ! "
ذاك الميلودي المستوحى من شقشقة العصافير ، و أصداء علاقات العمل الجماعي , و انين السواقي و مناجزة شق العتامير عبر ذاك الزاد الاثير الذي عُرف بدوباى و نواح الهداي
.. ميلودي الفم الاول عند بنات الفاشر ابو زكريا ، ذاك الميلودي الذي استدعى بقوة فعل التاريخ :
* صولفيج السودان الاول : مارش ود الشريف * ثم اراجيز مغني السودان الاول اسمعيل الدقلاشي سيد الربابة * ثم غنائية احمد ود بعشوم و محمد ود كدباس * ومن بعدها رميات محمد ود الفكي المعطوفة علي مجاهدات مرجان سيد النقرزان * و إنبثاق فجر الاغنية الحديثة علي يد سرور - العبادي * ثم كل ما صار و كل ماجرى الي تلك اللحظة :
" اللحظة ، التي طار فيها قلب سيد عبد العزيز من موضع الصدر فقط لكونه قد شاف حور الجنة داخل الحيشان "
فقط لكون طليعة الشعراء و الملحنين و المغنين صارت قادرة علي ممارسة التجريد ، و التعميم و الابداع طولا و عرضا .. اميالا و فراسخ
.. يتواصل بوست تاريخ الغناء عبر تلك الفرضية الشارحة لجدليات المسار ، و التراكم ، و الانتقال و التطور و التجديد :
" مدرستان و 4 ازمات : مقاربات علم التاريخ لقصة ، ورواية غناء السودان "
.. لامة السودان ، لمفكري السودان الاخيار ، لاولاد جابر ، للموثق و الراصد و الكاتب الاول / محمد النور ود ضيف الله .. لهم جميعا ندين بفضل القدرة علي الكتابة .. هذا إن كان من الجائز ان نُحشر ضمن زمرة الكتاب و الموثقين !
07-01-2008, 02:37 AM
HAYDER GASIM
HAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868
كلام سمح بلحيل ... فواصل أيها العالم الجليل, أحكيلنا بالله عن أسرار هذا الغناء العجيب, وعن مرجعياته ومحركاته الإجتماعية ودواعيه النفسية. أعرض على نماذجه الصادحة وكذلك الخفية { الرمزية}
... ول أقول ليك ... أخد راحتك,
فأنت ممن تريحون المزاج والأعصاب.
... مع مودتي ... د. طراوة.
07-01-2008, 02:55 AM
الزاكى عبد الحميد
الزاكى عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 895
.. سر و جذور و حمولة التاريخ ، في تلك الجملة اللحنية المدوزنة سودانيا و خماسيا خارج اطار التخت العربي تلك الجملة الجديدة ذات العمق الوطني و التاصيل الحضاري و التي اتى بها سيد الصورة !
الزول الغنى قائلا آناء الثلاثينات : جابو لي سرو .. سرو غريب ما قدرت احِلوا
.. دورا يا معاوية .. اصلو الشغل بالجاز .. فنحن و الله لا ننفك باقين علي نهج الراحلة الطليعية الحاجة / حواء فضل المولى ريحان المعروفة جماهيريا و فنيا ب ( حواء بنزين )
07-01-2008, 03:01 AM
Osman Musa
Osman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082
.. لك منا عميق المودة و التقدير يا حيدر كن معنا علي درب هذه المُناجزة التاريخية .. محاولات إعادة القراءة و الفهم و بناء تلك الاستخلاصات الداعمة لصرح نهضة الوطن
* كانت و ثيقة جبل موية هي لحظة ولادة الامة في طيفها الإثني - القومي
* كانت سفوح كرري هي لحظة و مكان إنبثاق إرادة الامة و مشروع مسقبلها الذي كُتب بالدم
* كانت الديمقراطية و دولة القانون و الحريات و التعدد المنبثقة عشية إنتخابات 1953 هي (المولود) الشرعي الاصيل لامة السودان
* و في غنائية المدرسة الاولى و التانية ، وجدت الامة روحها ، و سلواها و جماع ثقافتها
07-01-2008, 02:52 AM
أحمد طراوه
أحمد طراوه
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4206
.. كان جهدا تضافرت فيه الايدى و الافئدة و العقول و تم باسم الشعب !
.. تلك ال 23 صفحة التي درات رحاها علي مدى عام كامل تقريبا ، جاءت في صادق التوجة نحو امة السودان و خير امة السودان .. و سعينا ان تكون بعضا من إشراق أنوار مستقبلها المنظور
.. في هذا الرابط تجدون ذاك المكتوب و مدون عن تاريخ و حركة و مآلات غناء السودان في عُمقه و بُعده السوسيو - ثقافي
.. إنها غنائية اهل السودان في خلاصة و تضافر نسيجهم الاثني - القومي .. و علي مدي سعيهم الطويل الحثيث في مناكب الارض علي درب العمل و الانتاج و صنع الحياة و صياغة دولة الحريات و القانون و التعددية و الديمقراطية الحقة و الدِين القويم
لكم جميعا نهدي رومانس الوطن ، كلام التني ترانيم الراحل بادي :
" في الفؤاد ترعاهو العناية ... بين ضلوعي الوطن العزيز "
07-01-2008, 03:42 AM
خالد العبيد
خالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983
وطن النجوم انا هنا..حدق اتعرف من أنا ألمحت فى الماضى البعيد فتى غريرا ارعنا جزلان يمرح فى حقولك.. كالنسيم مدندنا يتسلق الاشجار.. لا ضجرا يحس و لا ونا و يعود بالاغصان.. ليبريها سيوفا او قنا و يخوض فى وحل الشتاء متهللا.. متيمنا لا يتقى شر العيون و لا يخاف الالسنا أنا ذلك الولد الذى دنياه كانت ههنا أنا من ترابك ذرة ماااااجت مواكب من منى أنا من مياهك قطرة سالت جداول من سنا أنا من طيورك بلبل غنى بمجدك فاغتنى حمل الطلاقة و البشاااااشة من ربوعك للدنى كم عانقت روحى رباك و صفقت فى المنحنى للعلم ينشره بنوك حضارة و تمدنا للليل فيك مصليا.. للصبح فيك مؤذنا للشمس تبطيء فى ودااااع ذراك كى لا تحزنا للبدر فى نيسان يكحل بالضياء الاعينا زعموا سلوتك..ليتهم نسبوا الى .. الممكنا فالمرء قد ينسى المسيء..المفترى .. و المحسنا و الخمر.. و الحسناء..و الوتر المرنح فى الغنا و مرارة الفقر المذل..بلى..و لذات الغنى لكنه مهما سلى..هيهااااات .. يسلوا الموطنا....
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
07-01-2008, 04:49 AM
أحمد طراوه
أحمد طراوه
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4206
خيط غنائية الوطن ، خيط البنفسج و الإشراق ، الماري عبر ساحل افريقيا الشرقي !
.. و عابر لبحر الهند الكبير و واصلكم و شاديكم و زايد بلوتكم يا خالد العبيد .. دا خيط ذاك الليرك المهجري الكتبوا إيليا ابو ماضى ، و وقع في يد المتنور الطليعي (احمد المصطفى بركات) القام شالوا ختاهو في ايقاع الرُمبا العالمي ماركة و لونية السودان
.. و برضك وطنوا في موازير جملة عبد المعين و خليل فرح الصاعدة و متبلورة حينها توجها و اصالة .. و معلنا ابتداءات الفرزدق السوداني
.. أعلان : انبثاق و رسوخ غنائية المدرسة الاوركسترالية التانية ، الجارية فينا مجري الدم في العروق
.. لقاء الاوفياء يا ود عثمان ، يا هدهد الغناء و صاحب شواطي و جروف الطرب الاخدر
07-01-2008, 04:52 AM
محمد أبوالعزائم أبوالريش
محمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617
.. و اين صورة (عُملة - جنيه) الدولة الوطنية الوليدة عند مطلع تلك الخمسينات ؟
عثمان وقيع الله : الراحل الاديب ، وراصد الشعر القومي السوداني في مظانو الحقيقة - الاصيلة ، هو من صمم جنيه السودان الاول ، ناقة البوادي عليها عسكري الهجانة ناقل البريد .. ورابط اجزاء الوطن .. الوطن المافتئى ينشد التكامل و الوحدة
07-02-2008, 09:58 AM
اسيا ربيع
اسيا ربيع
تاريخ التسجيل: 01-20-2008
مجموع المشاركات: 1551
.. كمنجة اروبا ، و فيولين السلم الكبير اللي عمل بيهم موتسارت سيمفونية الدانوب الازرق
.. وقعت في يد السر عبد الله مبكرا نهاية عشرينات القرن الماضى .. دوزنا السر علي نهج المقام الخماسي - السوداني وهو لم يدرس النوتة بعد !
.. دوزنا مستند علي خبرتو في عزف (الكرار) .. طمبور اثيوبيا و القرن الافريقي !
.. مأثرة السر عبد الله ( اللي رصدا و فهما جمعة جابر ومن قبلوا اسمعيل عبد المعين هي اللي :
فتحت الباب لمزيكة الاربعينات ذات النكهة و الاصل السوداني .. مزيكة الحاج / عبد الحميد يوسف و الامير / حسن عطية ، و الرائد احمد المصطفي الكان صديق والدكم عازف الكمان يا سيف جبريل
.. و من بعد ، و في وثيق الصلة بخط السر عبد الله إنبثق مقام (فا) الامدرماني - الخماسي علي يد عثمان حسين ، و التاج مصطفي .. و تسطر و كُتب في نوتة سيد القانون و الكمان ، المصري حبيب شعب السودان
( مصطفى كامل )
و
.. عاشت طبلة مصطفى كامل الطورت ايقاع الغناء .. عاشت وحدة احرار و شرفاء وادي النيل
.. عشان كدا احمد المصطفى ببدأ بت النيل بتاعت بشير عبد الرحمن بايقاع الرمبا ، و بموسق من بعد كسرة الجاغريو ( احبو و احب نوناتو ) بايقاع العشرة بلدي المصري !
قصة عجيبة ، جننت عبد القادر مضوي ، وخلت عقل الجاغريو فارق و ولى .. و كل دا من البت الجميلة الريدا سبب العِلة .. !
07-01-2008, 07:48 AM
ناذر محمد الخليفة
ناذر محمد الخليفة
تاريخ التسجيل: 01-28-2005
مجموع المشاركات: 29251
Quote: ولا زلت اؤكد على ضرورة محاولة حفظ ذلك البوست بكل مواده في شكل كتاب مسموع او إسطوانة أو ما شابه ...
أرجو من الأخوة الإدلاء بإقتراحاتهم بهذا الشان ...
احمد طراوة وناذر لكما محبتى واثنى ما ذهب اليه الاخ ناذر لضرورة وهمية التوثيق وما اكثر ما ضاع من ارثنا الفنى والثقافى لنتطوع جميعنا فى طبعه ونشره ووضعه فى مكانه اللائق
07-01-2008, 11:58 AM
Emad Abdulla
Emad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751
الأستاذ الدكتور أحمد طراوة ... سلامات يا عزيز دائما أتأمل ذلك المعنى العظيم الذي تستنطق جوهره ، وتكشف عن نسيجه في سيمفونية الغناء السوداني ؛ تلك الأصداء البعيدة ، والمطارح العصية على النسيان لأفراد ممتازين ماكان لهم أن يخلقوا كل هذا الجمال ، لولا عبقرية المكان . إن ما تقوم به ياسيدي هو عمل وطني بامتياز ، ويكشف عن إحساس فردي نبيل وعميق بهوية جبارة وعابرة بجمالياتها لجميع السودانيين ... وحين تقف اليوم متأملا تلك الهوية الجمالية المتفردة ، أراك ترى قوة الإحساس الجمالي العظيم لأولئك الكبار ، فيما كانوا يعبرون ببساطة عن حبهم العظيم للوطن / المكان ، ويجسدون مقولة الشاعر الألماني نوفاليس في تعريف الإبداع بأنه : (تعبير غير عادي عن حياة عادية)... نعم لم يكونوا يعرفون إن الأساطير يمكن أن تمشي على قدمين ، فمن يعيش داخل الأسطورة ، لا يشعر بها . كانوا مسحورين بأسطورة أكبر منهم ؛ أسطورة المكان ـ حتى لا أقول الوطن ـ فالنسيج الذي تخترق أصدائه نغمات الشيخ إسماعيل صاحب الربابة ، وأصوات الصوفية ، ورعويات الدينكا والبقارة والبجا ؛ نسيج خلد أصفى تعبيرات الروح السودانية حين تتصالح مع ذاتها وتصغي إلى ما هو إنساني وجميل في أعماقها. نسيج أقوى من التاريخ والسياسة ، ولا تليق به إلا قامة الوطن / المكان. هكذا يا صديقي كان الإبداع حليف الروح الإنسانية التي تخترق الأزمنة والأمكنة ، إنه الكينونة التي نتعرف عليها دون أن ندرك أغوارها، تماما كالنور والهواء والسحر والطفولة والجمال ، لكنها في نفس الوقت منسوجة من حياة سودانية عادية . وفي هذا النهر العظيم للغناء السوداني عبر التاريخ ، تستحيل الجماليات إلى سلطة ديمقراطية ساحرة ، وتكشف عن معنى الهامش الجمالي للحياة السودانية ؛ فالإبداع العظيم لا يعرف هامشا ولا مركزا ... فقد لا يعرف الكثيرون أن مقطوعة (النول) البجاوية العظيمة ، لم تكن سوى عزاء لإمراة بجاوية هدهدت بها وليدها لينام على خيمة معزولة في بادية البجا ؛ لكنها ظلت تهدهد أعماق البجا وتهزم في نفوسهم الإحساس بوحشة البوادي منذ القدم . التحية لك د. طراوة فبأمثالك ينير هذا المنبر عتماته . ودمت معبرا عن تلك الكينونة ، وباحثا عن معناها الوطني والإنساني لأبناء هذا المكان / السودان ؛ الذين اغتربوا عنه وأضاعوا معناه في زحام الهويات الضيقة والقاتلة محبتي محمد جميل
.. طبل غناء الوطن ضرب اتهاوينا في البرزة و غير ضرب ( ام كُبان ) ، انا ما بشوف عِزة
" عطفا علي قول المِقدامة ، الراصدة لحركة التاريخ و لحظات التخلُق و الحدث الجديد ، عند ذاك السودان - التركي ، قبل صعود نجم الامام المهدي ب 5 سنوات ، ... الحاجة المُغنية / (بت المكاوي) "
تهاوينا جميعا لبرزة الوطن ، بسحر و جمال هذا الغناء السرمدى المشحون بحمولة التاريخ و الادب و الثقافة و الاجتماع .. لكم جميعا :
* ود شيقوق * نآذر الخليفة * سيف الدين بخيت * هشام المُجمر * الصحافة * اشراقة حيمورة * عماد عبد الله * سلمى الشيخ سلامة * محمد جميل * و كل قرأء هذا البوست في المهاجر وداخل الوطن العزيز
.. قصة و عبقرية المكان السوداني ، و رحلة إنسان السودان و تبدل و إنحسار و نهضة الاحوال ، و زخم كل ذاك الحِراك - الاجتماعي التاريخي الذى افرز غُنانا السرمدي
و في بعض تجلياتها قصة الولد ( النجيض ) ، الولد السوداني ... الولد - الوطن .. الماشي في دروب تلك الحياة الزاخرة بشلخ الهشاب ، و ضق الصمغ ، و زراعة السفوح ، و انتزاع سمك البلطي من فم تمساح الدميرة في قلب التنوج و اقاصى الشمال .. ثم كان انتزاع جنين غنائية السودان الاولى من براثين ذاك الواقع اللجب في ذاك الوطن الواسع شديد التنوع : كان إنبثاق دوباي و مسدار السودان
جابوك للمدن ساكت درادر و ضيعة أمك في الحريم ماها المرة السميعة نترة ناس ابوك ال للرجال لويعة و انت إن كان كِبر جنبا يقلب البيعة
07-01-2008, 04:22 PM
خالد علي محجوب المنسي
خالد علي محجوب المنسي
تاريخ التسجيل: 04-09-2006
مجموع المشاركات: 15968
.. جوفك بياكُل اللهيب و انا جوفي بياكلو اللهيب .. و ينو الحبيب ! إنت شلتو جيبو يا القطار و ما خليت لي نصيب ، غير البُكا و النحيب
.. يا لبلاغة التصوير ، ويا لروعة الاستعارة و التشبيه !
تفانين بديع الزمان الهمزاني بلونية عبد القادر تلودي السوداني .. طلائع أنتلجنسيا كلية غردون علي صعيد الغناء و ثورة التم تم
.. في لقاء السحاب ذاك (استاذ تلودي - فضل المولي زنقار) ، قفزت غنائية السودان الي رحاب ذلك النمط الفني السوداني الجديد عشية 1936
.. كان إفتتاحا لدروب التغيرات الضخمة في مسار الميلودي و إندماج موازير الايقاعات الجديدة ( تم تم ، رمبا ، و ريقى سوداني اشتقاق الدلوكة ) ، زخم الايقاعات الجديدة النافية لدولة النقرزان .. و الملاقية تاريخيا جملة عبد المعين و عبد الرحمن الريح اللحنية الجديدة .. الموازير الجديدة المتبلورة علي يد الحاج عبد الحميد يوسف ، و الامير حسن عطية و الرائد احمد المصطفي بركات .. طلائع فجر الاربعينات فيما قبل الكاشف و عثمان حسين
و : " اصلا تم تم القواعد الشعبية ، كان بمثابة ذلك الفولكانو الدك حصون استقراطية النقرزان النيلي .. في ذاك الجدل المُسمى بنفي النفي ، و صيرورة الاحتواء و التجاوز "
.. مودتي للحبيب ود المنسي ، و ل سِفر شِعر المحنة اسماء بت الجنيد ..
.. و دعما لاهدافكم الانتخابية .. قمنا يا ود شيقوق شلنا من ود حامد صورة قطر الفحم ابو لهيب ، و رسلنا ليهو صورة آل كابونى في تعميد السايق (كادي) .. من معاوية لعناية بوست ناسنا
.. و اسمعوا معانا ترباس بقول : انا ما داير السفر .. لكن حكم القدر
07-01-2008, 08:35 PM
خالد علي محجوب المنسي
خالد علي محجوب المنسي
تاريخ التسجيل: 04-09-2006
مجموع المشاركات: 15968
ها نحن نعود من جديد لتناول وجبة كاملة الدسم معك د.طراوة *** لكم التحية ايها الرائعون يا من تجملون مساء بلادي بالدرر النادرات دمت لتقدموا الروائع وعدنا لنستمتع بها
07-01-2008, 09:14 PM
Moawia Mohammed
Moawia Mohammed
تاريخ التسجيل: 10-24-2006
مجموع المشاركات: 3793
دكتور طراوة معك في هذا السفر تلاميذ نجباء .. ومتابعين .. أرجو إعطاء كل فترة حقها ومستحقها من الحفر والتوثيق ومن ثم الإنتقال لما بعدها .. أنا مشغول بفترة وبمدرسة العبقري إسماعيل عبد المعين وسلمه الشهير ( السنجرام ) ,,, ثم يتوالى عمالقة السودان .. عبد الحميد ,, الكاشف ..قبلهم إبراهيم برهان ... و و و و
متابعين بشغف ... تسلم يا دكتور ...
07-01-2008, 09:38 PM
الطيب شيقوق
الطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804
كتب الاخ عاطف عبد الله الزميل والعضو في هذا المنبر
(كتب الكثيرون عن الحقيبة على سبيل المثال لاالحصر الأساتذة : علي المك وأحمد طه والطيب ميرغني شكاك وعثمان محمد سعيد ومعاوية حسن يس والموسيقيون جمعة جابر والفاتح الطاهر ومكي سيد أحمد والماحي سليمان والعديد من فطاحلة المثقفين والباحثين السودانيين ، رغم ذلك هي ما زالت أشبه بالحور العين تجدد عذريتها كل يوم لعاشيقها وتتجلى عن آيات جمالها. لن تأتي أغاني الحقيبة من فراغ بل تأسست على أمجاد تراث فني وثقافي موغل في القدم ، لن أذهب بعيداً في البحث عن جذور الغناء السوداني،الذي عرفته الحضارات السودانية القديمة في كوش ونبته ومروي أو للغناء في مملكة الفونج وسلطنة دارفور ، بل سأعود للفترة التي سبقت ظهور فن الحقيبة من آواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين . كانت هناك غناء حيث الحكامات يلهبن خيال الفرسان من أجدادنا الذين يقاومون المستعمر القادم من أقصى الشمال، وييدخلن الحماسة في القلوب كما قالت مهيرة : الليلة إستعدوا وركبوا خيل الكر قدامن عقيدن بالأغر دفر جنياتنا العزاز الليلة تتنبر يا الباشا الغشيم قول لي جدادك كر)
* تاريخ الغناء والموسيقى السودانية لم يتم تدوينها بعد بالشكل المطلوب رغم الجهد الذي بذله أهل الدراية.. وللأسف ماتزال تشوبه الكثير من الفجوات ونوع كتابتك دي ممكن تضيف وتسد الناقص . * لي بعض الأسئلة بخصوص إيقاع التمتم ومازلت محتارآ حيال لخبطة وتداخل في خصوص الفترة الظهر فيها هذا الإيقاع في السودان وما إذا كان سودانيآ خالصآ أم مجلوب ..لأنو بعض الدراسات بتشير إلى إنو وافد وأصلآ ضارب في عمق الحان وثقافات موسيقية لشعوب تانية..طيب جانا كيف ومتين بالضبط ..الذين يشيرون لتومات كوستي في الأربعينات باعتبارن أول من إكتشفن إيقاع التمتم.. تنسخ آرائهم وجهات نظر تانية بتأكد أن الإيقاع ظهر في الأغنية السودانية قبل أربعينات القرن الماضي وربما منذ العشرينات!..أتمنى وإنت بتواصل في التنقيب أنك تهتم بالجزئية دي أو ربما واحد من المتداخلين في البوست يسعفنا بمعلومات زيادة. * الجهد المبذول في البوست ده من بداياتو ممكن جدآ زي مااقترح البعض أنو يتحول لكتاب مطبوع ومتداول عشان يثري المكتبةالسودانية بعد شوية تنقيح ومراجعات..فكدي فكر فيهو بي روقة!. * نكرر التقدير للجهد المبذول ومتابعين وحاضرين وحانرجع.
07-02-2008, 08:37 AM
الطيب شيقوق
الطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804
د.احمد طراوه. سلام يحمل عبق التاريخ وروح الابداع يا شفيف استمتعت جدا بالبوست السابق وإن لم ان شرف المشاركة فيه ولكنى عقدت العزم على ان اكون حاضرا بدقة فى هذا البوست واشكر لك ومن معك فتح هذا الموضوع الحيوى والهام لنا كموسيقيين وغنايين ذى ما كانوا بسمونا زمان. صحيح ان التأثير والتأثر واضح من خلال علاقة الفن الموسيقى فى وادى النيل رغم تفرد المقامات السودانية عن المقامات الشرقية. وهذا مانحمده للرعيل الاول من الفنانين الذين شقوا لنا هذا الطريق وكان بعضهم قد درس الموسيقى فى معهد الموسيقى العربية بالقاهرة مثل اسماعين عبد المعين وغيره.وشخصيا انا اعتبر عبدالمعين هو الرائد الاول للقن الموسيقى الحديث بالسودان واحد افضل مؤرخيه. ثم جمعة جابر من بعده فى مجال التوثيق والتأليف الواعى والعميق فى ممكنات وامكنيات موسيقانا السودانية الى عهد يوسف الموصلى اخيرا. وفى هذا اصَنف المدارس السودانية على حسب التميز الموسيقى واختلاف المقامات وقد تكون هناك اكثر من مدرسة موسيقية. ولانى دخلت ووعيت بهذا الفن السودانى عبر الممارسة السمعية والتاليف الفطرى للموسيقى فان احساسى بها وبمدارسها بأتى ايضا عبر هذه البوابة واترك لزملائى واستاذتى فى الموسيقى مسألة التحليل العلمى لما اقوله مستقبلا على صفحات هذا البوست. المهم انى سعيد جدا بان توفرت لى الفرصة للمشاركة فى هذا البوست منذ بداياته بعد ان فاتنى قطار المشاركة فى البوست الاول. لك محبتى وتقديري د.احمد وعثمان موسى وكل الرائعيين فى هذا البوست ضياء ميرغنى / مغنى وملحن وبدايات مؤلف موسيقى
07-02-2008, 01:06 PM
أحمد طراوه
أحمد طراوه
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4206
يا اخى دا جمال ومتعة وألق مابعده,تابعت الحلقات السابقة كلها خطوة بخطوة اشرب كورتى وامسح شنبى مرة اسرح ومرة افرح ومرة تغلبنى القراية"القصيدة دى بالذات ختها فى بالك بعدين . مدرستان و4 ازمات مواصلة للقعدة ومن قعدات السودانيين والسودانيات عرف اجمل مافيهم من جمال وطرب وذوق ..حا اتابع واتمنى ان اسمع عن 4 قامات فى المسار جو من وين؟ عملوا كدا كيف ؟ فى خيط بربطهم؟؟ وبالمناسبة دى احكى ليك نكته اتنين شايقيات فى قريتنا مشن بيت طهور وكالعادة شربن مع الناس . مرقن ماشات الهواء ضربن واحدة قالت للتانية..أأأ خرابة نحن ماشات وين ؟؟ التانية قالت لها انتى فى نحن مشات وين ولا نحن منن ذاتو ..دحين يا احمد ال 4 قامات البقصدهم وما مستعجل .... بادى محمدالطيب ,الجابرى , الكحلاوى, النور الجيلانى الناس ديل تسمعهم فى اى وقت ,وحد من تقول رويت منهم تلقى نفسك لسه عطشان وقلبك برف وروحك معلقة . دا منو شنو؟
مع الود والتحايا
07-02-2008, 03:43 PM
ابراهيم عدلان
ابراهيم عدلان
تاريخ التسجيل: 01-04-2007
مجموع المشاركات: 3418
بوستك كالعادة كامل الدسم ينطلق بنا في حواري الزمان الحرف اللحن الكلمة ينقلنا بكلياتنا لامدرمان سرور و كرومة و الامي و عبيد عبدالرحمن و الشامخ كالطود في دنيا الزنجران و يا رجال الله حلوني من يعقوب و يخطف وجداننا نحو حرف ابو العلا فنغني غدا نعود كما نود
عمالقة الفن السوداني ود القرشــي الشــــاعر والملحــن بقلم: علام صغيرون محمد العوض -ود مدني الفنان الجامعة متعدد المواهب «السر أحمد قدور» سعدنا بلقائه وامتعنا من خلال برنامجه اليومي خلال شهر رمضان «أغاني وأغاني» الذي بثته فضائية تلفزيون النيل الأزرق.. كما أن إذاعة «البيت السعيد» التي ترسلها الموجة «100F.M» اراحتنا كثيراً بأدائها المتميز.. وقدّم السر قدور وإذاعة البيت السعيد «كل على حدة» حلقة تتحدّث عن الشاعر الفذ والملحن البارع «محمد عوض الكريم القرشي»، فلهما الشكر الجزيل في تبليغ المتلقي المعلومة المفيدة. ويسعدني أن اتحدّث عن شاعرنا وملحننا ود القرشي من زاوية أراها مكملة ومتممة لما جاء به الفنان السر قدور وإذاعة البيت السعيد التي قدّمت برنامجها الشيّق في الثالث من نوفمبر 2006م. ولهذا اخترت العنوان المذكور أعلاه موضوعاً للحديث عن ود القرشي من خلال ثلاث حقب أبطالها أحمد المصطفى والخير عثمان وعثمان الشفيع.
الحقبة الأولى: كان ذلك في عام 1944م من القرن الماضي حينما غنى الفنان المجدد عميد الفن أحمد المصطفى أغنية «يا عظيم» وهي من كلمات الشاعر أحمد إبراهيم الطاش. فخطر ببال أحمد المصطفى أن يوقف إذاعة وترديد هذه الأغنية لأنه رأى أن لحنها دائري «الموسيقى تردد اللحن» ففعل وأوقف التغني بالأغنية.. ولكن شاءت الظروف أن تصل إلى أحمد المصطفى برقية «تلغراف» هي في الواقع كانت خطاباً طويلاً من معجبٍ في إحدى مدن السودان أشاد بهذه الأغنية إشادة كبيرة أقنعت أحمد المصطفى وشجعته بأن يعدل عن فكرته فواصل في أداء أغنية «يا عظيم» التي وجدت رواجاً كبيراً بين المستمعين. وفي ذات يوم من أيام نفس عام 1944م جاء ضيف إلى العاصمة قاصداً أحمد المصطفى وعرّفه بأنه هو الشخص الذي أرسل إليه ذلك التلغراف الطويل، وأنه من أبناء الأبيض واسمه «محمد عوض الكريم القرشي»، فنَمت بينهما صداقة سريعة قدّم خلالها ود القرشي لأحمد المصطفى رائعته «يلاك يا عصفور» تأليفاً ولحناً، فأداها أحمد المصطفى خير أداء وملأت شهرتها الآفاق وحدا بها الركبان.. ومن خلال المتابعة لكلمات الأغنية يتضح للقاريء الكريم أن ود القرشي من فرط اعجابه الشديد بأحمد المصطفى فإنه شبهه بالعصفور المغرّد الذي يذهب معه ليغني للحبيب المغرم به في تلك الأغنية. وبعد نجاح «يلاك يا عصفور» فإن أحمد المصطفى وعلى غير المتوقع حينما عرض عليه ود القرشي التعاون معه وذلك بتقديم المزيد من الأغاني الملحّنة، امتنع أحمد المصطفى بأدبه الجمّ عن أن يصبح مؤدياً وحسب لا محلناً لأنه أحسّ إذا سلك هذا الطريق فإن موهبته في التلحين ستندثر وتموت واكتفى بأغنية «يلاك يا عصفور» وانتهى اللقاء الفني بين العملاقين مع الاحتفاظ بالصداقة والإعجاب بينهما.
الحقبة الثانية: معلوم أن مهنة ود القرشي كانت تجارة الماشية «الأبقار» التي يأتي بها بائعاً من الأبيض إلى ود مدني ثم الخرطوم، وكانت ود مدني سوقاً تجارية رائجة يحل بها ود القرشي ويقضي بها أياماً.. والرجل وهو شاعر وملحن تسيطر عليه هذه الموهبة التي تجلّت في أغنية «يلاك يا عصفور» شَعَرَ بعدها بفراغ بعد أن فارق أحمد المصطفى وكان يبحث عن صوت متميز يؤدي أغانيه فوجد ضالته في الشاب «الخير عثمان» في سنة 1945م. وكان اللقاء بينهما قد لعبت فيه الظروف دوراً أساسياً.. فمن ناحية كان ود القرشي تاجر المواشي يحل ضيفاً في منزل «العم النور ود البشير» وهو تاجر مواشٍ وجزار وهو خال الخير عثمان. ومن ناحية أخرى فقد كان لود القرشي صديق وزميل مهنة تاجر مواشٍ في ود مدني اسمه «عوض سوار» وكان عوض سوار هذا صديقاً كذلك للفنان الخير عثمان الذي كان يُلقّب بـ«فنان الجزيرة» حينما دخل الإذاعة ذائع الصيت والشهرة وغنى قبل عامين تقريباً «1943م» من لقائه بود القرشي وكان عمره دون العشرين. وهو من الرواد الأوائل الذي صدحوا بعد سرور والكاشف وحسن عطية وأحمد المصطفى والفلاتية غنى أغنيات أشهرها «عيوني وعيونك» كلمات وألحان محمود فلاح، شدا بها الخير قبل الكاشف وأغنية «أمل» التي مطلعها «عايز أنسى آلامي وأحقق أحلامي ونسعد هوانا» وهي من كلمات إسماعيل خورشيد وألحان التجاني السيوفي. هيأ عوض سوار لقاءً لود القرشي بالخير عثمان في ود مدني «البلد الأمة، مهد الفنون والعقل والوجدان السليم» كانت ثمرته التعاون الثنائي الذي بدأ بأغنية «صباح الهنا» وأغنية «يا حبيبي دمعي الغزير فيضانه فاق الغدير» ثم أغنية «حنتوب الجميلة» وهذه الأخيرة لها قصة سأرويها فيما بعد. تواصل التعاون بين ود القرشي والخير عثمان ولكن الخير لم يكن منتظماً في مواعيده وذهابه إلى الإذاعة بأم درمان من ود مدني لمشغولياته وارتباطه بود مدني، وهذه جعلت ود القرشي يشعر بشيء من عدم الرضا لم يؤثر في صداقته واحترامه كعادته للخير عثمان بل أعطاه المزيد من الأغاني التي بلغت نحو عشر في أوائل الخمسينيات.
الحقبة الثالثة: هذه هي المرحلة الأخيرة الكبرى التي كانت تمثّل مرحلة إنطلاق ود القشي ومرحلة ظهور عثمان الشفيع وإبداعه في فن الغناء الذي بدأ بأغنية «القطار المرّ» في سنة 1948م وتواصل العطاء ردحاً من الزمن قدّم فيها العملاقان نفيس الدرر وبدائع الألحان وروعة الأداء فدخلا كتاب الفن مع قممه الشماء، أحمد المصطفى وإبراهيم الكاشف وحسن عطية الذين كان لهم القدح المعلى في ترقية ذوق المواطن السوداني وحضارته.
ملحوظة: في عدد قادم سوف أحكي قصة أغنية «حنتوب الجميلة» التي هي من كلمات وألحان ود القرشي وأداء الخير عثمان بإذن الله تعالى ...
لقاء مع الراحل المقيم الشاعر.. محمد عوض الكريم القرشى
07-02-2008, 07:24 PM
الطيب شيقوق
الطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804
عمالقة الفن السوداني ود القرشــي الشــــاعر والملحــن بقلم: علام صغيرون محمد العوض -ود مدني الفنان الجامعة متعدد المواهب «السر أحمد قدور» سعدنا بلقائه وامتعنا من خلال برنامجه اليومي خلال شهر رمضان «أغاني وأغاني» الذي بثته فضائية تلفزيون النيل الأزرق.. كما أن إذاعة «البيت السعيد» التي ترسلها الموجة «100F.M» اراحتنا كثيراً بأدائها المتميز.. وقدّم السر قدور وإذاعة البيت السعيد «كل على حدة» حلقة تتحدّث عن الشاعر الفذ والملحن البارع «محمد عوض الكريم القرشي»، فلهما الشكر الجزيل في تبليغ المتلقي المعلومة المفيدة. ويسعدني أن اتحدّث عن شاعرنا وملحننا ود القرشي من زاوية أراها مكملة ومتممة لما جاء به الفنان السر قدور وإذاعة البيت السعيد التي قدّمت برنامجها الشيّق في الثالث من نوفمبر 2006م. ولهذا اخترت العنوان المذكور أعلاه موضوعاً للحديث عن ود القرشي من خلال ثلاث حقب أبطالها أحمد المصطفى والخير عثمان وعثمان الشفيع.
.. مودتنا يا عمر إدريس ، وصاياك نواليها بمنهج شيخنا البرعي ، (منهج الاربعة) .. اثر المديح القديم علي غنائية السودان
* ود عدلان : معكم علي خط ذاك الزول امير البرلمان و الديمقراطية الحقة ، الزول الكان بردد في المهجر القسري حتي لحظة وفاتو ذاك الميلودي ذو الدلالة :
" تلقى الزمن غير ملامحنا ، ونحنا بقينا ما نحنا ، انا الصابر علي المحنة " .. شعارنا ذاك المثلث :
" غنائية السودان الفريدة - البرلمان الحق - التنمية "
* يا ود شيقوق : بنقول ليك كلام قريبك ود ضحوية :
" و الينا يا عرمان ، تمبكنا يا عثمان .. والينا يا شيقوق "
.. شكرا آسيا الربيع علي القرض البدون سعر فايدة ، قرض المودة و الفن و الغناء .. القرض بعملة ذاك السودان الكان ميزانو التجاري مُرجح مع مصر و بريطانيا
* و لقصة التم تم نعود يا حسن الجزولي : تلك الملابسات وثيقة الصلة بطبول البانتو القديمة ، و إنسراب الدلوكة متعددة الايقاعات للسودان .. مُلابسات فذة مُعلنة و خفية جرت في حزام السافنا الافرو - عروبي !
07-03-2008, 09:05 AM
أحمد طراوه
أحمد طراوه
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4206
Quote: في عدد قادم سوف أحكي قصة أغنية «حنتوب الجميلة» التي هي من كلمات وألحان ود القرشي وأداء الخير عثمان بإذن الله تعالى ...
على منبرنا الاسفيري هذا كتب الاخ الصديق احمد حماد ادريس
Quote: في ذات ربيع بديع وفى يوم غائم وعقد الستينات يهم بالرحيل ركبنا القطار البخاري من الدندر متوجهين صوب حنتوب الجميلة كان الصديق محمد حمد الجراى يدندن متيما بحنتوب وكأنها حسناء انتخبت ملكة لجمال الكون وكان يردد.. شممت تربك لا زلفى ولا ملقا وسرت قصدك لا خبا ولا مذقا وكان قلبى إلى لقياك با صرتي حتى اتهمت عليك العين والحدقا وسرت قصدك لا كالمشتهى بلدا ولمن كمن يشتهى وجه من عشقا. دلفنا إلى حنتوب وآثار عمر محمود خالد طرية وندية نداوة المشاعر وشذية شذي الازاهر تبتلنا في معلقته المريخية..نحن في المريخ اخوة..نعشق النجم ونهوى ..نحن بين الناس صفوة ..نحن في الإحساس قدوة..واختلاف الرأي فينا يجعل المريخ أقوى..أما قصيدته يا سيدة لا ..فقد ملأت الآفاق والفضائيات وسار بركبها الحداة في كل سهول ووديان السودان.. تحت ظلال أشجار اللبخ الباسقة وجدته يحمل منشارا أحسست أنني أمام سبح أو ظلا يكاد يغيب ..كان ضعيفا هزيلا نصف شعر رأسه ضائع ونصف حجم عينيه غائر ليس له صوت واحد إذا تكلم وليس له وجود ملحوظ إذا سكت ..يضحك كأنه يبكى يحزن وكأنه يغنى ..شدني إليه شدة قلقه وخفة ظله ودعابة روحه ..كان فنانا في صورة إنسان فقد سمعته وهو يطرى جمال النساء ويتعبد في محراب الفن ويثنى على جمال التمثيل وسحر الأداء وعذوبة اللفظ وفتنة النظرات ..انه حميدة أبو عشر من أبناء الجزيرة المروية عاش فترة من شبابه في مدينة ود مدني قلب الجزيرة وارض المحنة..التحق لفترة طويلة كعامل حرفي بحنتوب الثانوية ولعله استفاد من وجوده في هذا الصرح التعليمي الكبير لصقل تجربته الشعرية خاصة وهو الذي لم ينل من التعليم إلا النذر اليسير.. لا أظن أن أحدا من جيل الخمسينات من القرن الماضي ومن الذين يعشقون فن الغناء لم يحلق بأجنحة الطرب مع الحاج عبد الحميد يوسف وهو يشدو ..غضبك جميل زي بسمتك التي أبدع في تلحينها وسجلها على اسطوانة فنالت شهرة لدرجة أن هذه الاسطوانة اصبح لها مكان ثابت في فترات الاستراحة في جميع دور السينما السودانية في العاصمة والأقاليم ..حكم الزمان بتزللى..حكم الغرام بتدللك ..الوجد لي ..والحسن لك ..يا غاية الأدب الرفيع ..شكلك بديع ..غضبك جميل زي بسمتك..بهذه الأغنية اصبح حميدة أبو عشر واحدا من شعراء القمة في مجال الأغنية الحديثة واثبت حميدة أن الإبداع والخلود ليس بكثرة الإنتاج بل بإتقان الإنتاج وتجويده رغم قلته.. تم افتتاح مدرسة ثانوية جديدة بمدينة الحصاحيصا وهناك حاجة ماسة إلى حرفيين لتجهيز الكراسي والأدراج للتلاميذ الجدد فنقل حميدة من حنتوب إلى مدرسة الحصاحيصا الثانوية وذهب وهو طاوي الماضي الجميل في حنتوب في صدره وعائشا على صدى الذكرى متحسرا على ايلمه الزاهيات وذكرياته العطرات فنفس زفراته شعرا فودع حنتوب بتلك القصيدة الخالدة..وداعا روضتي الغناء..نسيتى الماضي يا ليلى ماضي الحب والطهر..ليلى نقطع الليل بحلو النجوى والشعر ..ليالي حبنا الأولى ..نسيتى ليلى إذ كنا نفدى النفس بالنفس ..وداعا روضتي الغناء وداعا معبدي القدس.. وفى الختام فالتحية لمهنة النجارة والتجلة لهذه الحرفة الشريفة حرفة سيدنا نوح..الحرفة التي أهدت للفن الفنان الكبير إبراهيم احمد أبو جبل أي إبراهيم الكاشف والفنان كمال إبراهيم أي كمال ترباس والفنان صالح الضى والشاعر حميدة وأبو عشر والفنان العربي الكبير كاظم الساهر....
احمد يا طراوة ياطراوة واغنية البنقز ولدينا ارتبط البنقز ايضا بالفنان جعفر حرقل وهو من ادخل الى مكوناته العين الثالثة والرابعة وكان بصدد توصيلها الى خمسة او اكثر كان جعفر حرقل عازفا ماهرا على هذه الالة وحين هاجر الى مصر صحب معه البنقز واشتغل مع الفنان فتحى سلامةفى فرقة كانت تجوب العالم وكان الرابط بين فتحى سلامة وجعفر حرقل هو الايقاع لكن المنية عاجلته ولم يستطع الى اكمال حلمه
.. و في مجرى مدرسة الغناء الاوركسترالي التانية ، حيث الجملة اللحنية الجديدة شاقا دربها ، شاقاهو في عنفوان العناق مع طيف تلك الايقاعات المنداحة بقوة الفعل العالمي و المد الإثني - القومي السوداني
.. في ذاك المجري و ميلودي السودان صار نكهة و مدرسة بسبب تلك الافعال الفنية البداها الامير / حسن عطية ، رائد الميلودي السوداني الاول ..
.. بسبب كل ذلك و قعت كلمات نزار قباني في يد المغني - المُلحن الذواقة الرقيق
" حمد الريح "
.. إن يسألوكِ عني فلا تفكري كثيرا !
صارت موازيرنا و بسسب تعدد مراكز التنغيم في السلم الخماسي السوداني ، و برضو بسبب وصول ايقاع الفالس لدوحة الغنائية السودانية صارت :
" قادرة علي التعامل مع كل انواع الشعر "
تعدد مراكز النغم في الخماسي السوداني : سيرة و تاريخ عود السودان المدوزن خماسيا
07-03-2008, 05:46 PM
أحمد طراوه
أحمد طراوه
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4206
.. و بفعل تفانين الاوركسترالية السودانية و مدرستا الناهضة و مندمجة في متون و حواشي المجتمع الجديد لما بعد الاستقلال الوطني ، صار بيت العرس (اللعبة) ، صار شكل جديد و طرب متصاعد ، و متعة غير محدودة
.. صار فانتازيا و حكاوي جارية
.. كاس وراء كاس المُر شربتو !
وكان ابراهيم عوض بيواصل ترديد ذاك المقطع الغنائي الجديد .. الما مسبوق من قبل ، و بسوق خميس مقدم الناس في صولو ايقاع رقي - السودان / إشتقاق الدلوكة
و بقول الهادي الضلالي كلامو الاثير المليان بثقافة و حكمة تلك الدنيا الجميلة
.. وتاني بتغمرنا السعادة ، و بنعلن حالة الفرح العام بوصول احد اعمدة نضالنا السوداني - القومي
النوبي السوداني العريق : ابو بكر سيد احمد
.. و ياهو غنا السودان مدخل تصالح و لقاء ابوبكر - شيقوق ..
عربا نحن حملناها و نوبا .. سنعود لعلاقة المديح بغنائية المدرسة الاولى
باسم الجميع ، خالص المودة و الشكر لمعاوية و بت عكاشة وهم بواصلوا في صبر و عناد و اريحية ، تجهيز و رصد و انتزاع مادة الجزء التاني للبوست من قلب تلك الآفاق الاسفيرية
.. وهم الان علي أهبة الاستعداد لانطلاقتنا الجماعية ..
سلام عزيزى الدكتور أحمد .. بنداوة هذه الحروف والرصد الاجتماعى الثقافى الذى نتابعه وبشقف شديد واصل ونرجو أن يجد الغناء الغير مدون أو متداول حظه وأنا عارف أن هناك منه الكثير طرفكم.....كامل مودتى
07-04-2008, 09:19 AM
أحمد طراوه
أحمد طراوه
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4206
Quote: .. و ياهو غنا السودان مدخل تصالح و لقاء ابوبكر - شيقوق ..
احمد اخوى عادة ما يكون الترف مستصحبا بالابداع في صناعة الشعر الذى يخاطب الاحاسيس والمشاعر ولكن مع تنامي الصراخ العالمي بقدوم تسونامي المجاعة فلا توجد محطة التقي فيها مع الرطاني الا طرف المطمورة المتروسة فتريته .
والبيع بالفنجان
07-04-2008, 06:51 PM
أحمد طراوه
أحمد طراوه
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4206
.. ومنذ مطلع تلك الاربعينات كان السودان مفتوح علي و هج و جديد تلك الايقاعات العالمية !
.. وجود و تعدد الجاليات كان سبب ، لكن سبب آخر مهم كان صلة و ارتباط حركة الثقافة السودانية بمصر ، مصر المنفتحة عالميا منذ نهضة محمد علي
* عبقرية الحركة الغنائية السودانية بتكمن في إنو :
الرواد السودانين قدرو يدمجوا كل تلك الايقاعات العالمية لمصلحة الجملة اللحنية السودانية ذات المنحى الخماسي .. بينما رواد مصريين امثال عبدو الحامولي و سيد درويش و زكريا احمد و حتى محمد عبد الوهاب ظلوا حبيسين لمعادلة:
( المقام العربي الموسيقي الكبير القايم علي ضرب العشرة بلدي و اشتقاقات العشرة بلدي ) !!
الحركة الغنائية السودانية : الانفتاح و التعدد و ضد التنميط و القالب الواحد .. دي طبيعة و تاريخ و اصل البلد ذو التعدد القومي - الإثني .. السودان - البديع
.. و إتسمت الحركة الغنائية السودانية مبكرا بنزعة الإنفتاح ، و التقبل ، و الاستيعاب المرن لكل ايقاع وافد واقع في المدي 2 / 4 .. و لكل شعر جميل ذو تفعيلة منسوبة لبحور الخليل بن احمد الفراهيدى ، او واقعة برضو خارج بحورو ال 15 المعروفة
.. للزول دا غنا عبد المعين مبكرا :
- يا نديم الصبوات - و غنا كابلي شذى زهر و لا دهر
.. و بالنسبة لينا ايه تسوى دنيا المهاجر و الشتات بما حوت امام جمال غنائية السودان .. القال عليها عتيق :
" بالاختصار ، دا حُسنو صار فوق الجميع ! "
07-05-2008, 12:33 PM
أحمد طراوه
أحمد طراوه
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4206
.. كان احمد فتي الدبيبة النابه الهميم ، و عاشق السودان بوصفه وطن النجوم و السماوات الصافية ، كان جزلان يمرح في حقول المدرسة الاوركسترالية المنبثقة و ناهضة .. كان بدمج بجراءة ايقاع الرمبا في جملة عبد المعين و خليل فرح اللحنية عشان يطلع موازير السودان الجديدة !
.. عشان كدا ود القرشي كتب و لحن ليهو ، و قال ليهو :
يلاك يا عصفور نغني ليهو ! شغلا يا معاوية تكسب دعوات و رضاء سيف ود جبريل عاشق احمد المصطفي و ذكريات القوز و الخرطوم تلاتة
07-05-2008, 12:54 PM
Moawia Mohammed
Moawia Mohammed
تاريخ التسجيل: 10-24-2006
مجموع المشاركات: 3793
الليييييييييييييييييييييييييييييييييييييلة ارتكبت جناية في محمد المرتضى . اقسم بالله لو جاء ماري بهنا وسمع مرية دى يتحكر خاتي يدو على خدو ومنكفي يسمع ويعاين للواطة ويلولح في راسو مع الايقاع .
وحياتك تاني (ناسنا) الا يتجدعوا فيها ناس ود القرشي وهيثم لبيب وعبد المنعم خليفة وعمار ولدو .
اما اخوك فمن قبيل ختّ باكو المالبورو قدامو ودى بنار دى ويسمع في المريا .
الله يخليك
07-05-2008, 02:13 PM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
واجدنى لا استطيع الا ان اقوا عن الاغنية السودانية وهنا سا قف فى سياق الخصام والتسامح فى سياق الاغنية السودانية
من اين تجئ تلك الجفوة فى اغنياتنا ؟ ولماذا نغنى للخصام ؟فيما التسامح احلى ؟ إذا علمنا ان طبيعة البشر تحوى تلك الخاصية فى متنها ، مع ذلك هناك من لا يرتضى الاعتذار مهما كان المعتذر ، ونزعم ان للاغنية السودانية دور فى تركيبتنا النفسية والمزاجية الى حد كبير فهى تشكل المرجعية لكثير من الناس باعتبار ان الاذاعة كانت هى مصدر التلقى الوحيد اذا علمنا ان معظم المستمعين من انصاف المتعلمين والاميين يحفظون ما تنبر به حفظا اصما ولم تسهم بالتالى فى احكام السيطرة المعرفية الدقيقة كما تعمل الاذاعة فى السابق التى استطاعت ان تجذب المستمع لمدة طويلة ونزعم ان عنصر الجذب ذلك ما تزال اصداؤه ممتدة ولانزعم بغير ذلك للاذاعة السوانية التى كونت المخيلة وكثير معارف للمواطن العادى لكنها لم تبادر الى توعيته سلوكيا مع انها كانت تقدم الكثير من البرامج الدرامية ومعروف تاثير الدراما فى البشر بخاصة الذين لم يتلقوا تعليما ، لكنها تركت (الاذاعة) الامر للغناء فصارت الاغنية رسول المحبة والكراهية فى آن واحد و باتت تكرس بالتالى لمفهوم عدم قبول الاعتذار كقيمة اجتماعية مما يؤكد بعض زعمنا فى ان الكثير من الاغنيات تحمل تلك الثيمة
Quote: انا لو عارف خصامك لى ايامو بتطول كنت ما اترددت لحظة لما حار بى الدليل
لكن الشاعر والمغنى فى سياق آخر يعودا ملؤهما الاسف وينسيا معا انسي ظلمك وارجع احن لك وانسى كل الراح قبيل اذن نحن امام (ثيمتين) فى اغنية واحدة ، الاولى كانت الخصام ، الاخرى كانت التسامح لكن لان تلك النزعة تأصلت فى سياق الاغنية فانها مرة اخرى تنحو باتجاه الخصام وهذه المرة مع سبق الاصرار والترصد
Quote: جاى تفتش الماضى خلاص الماضى ولى زمان
قطيعة ابدية لا لسبب سوى ان الشاعر محتشد داخله بتلك النبرة المتعالية الرافضة للتسامح وعزة نفسى مابية على اسلم نفسى ليك تانى سنين الهجر بيناتنا وحاجات تانية حاميانى ولن يدرك احد قط ماهى هذه ( الحاجات التانية ) فهى مسكوت عنه محظور على كل الناس ان يعرفوا او يدركوا ماهو ؟ مع اننا نجد ان فنان آخر اثرى وجداننا وحاول الى صياغته صياغة انسانية وتعمد الى ارساء قيمة التسامح فى سياق اغنيته ، اذ يقول
Quote: دايما اطيب خاطرك الغالى واسامحك لو قسيت
مع اننا ندرك ان البساطة والتسامح لا تعنى الضععف ، لكن هنا فى السودان تعنى الضعف وتجد ان من يعتذر يوسم بتلك الصفة بل انه يوضع فى خانة الخواجة او الهندى اى فى كلا الحالتين ( الغريب ) مع ان التسامح مكتوب فى امثالنا ( المسامح كريم ) لكن فى الغناء لا مناص من انه مهزوم ،انظر الي هذه الكلمات
Quote: من بعد ما فات الاوان الليلة جاى بتعتذر وترجع ايامنا الزمان ؟
من وين اجيب ليك العذر بالقطع انت لن تشتريه من البقالة او الحانوت ، لكنه فى دفق مشاعرك ان كانت قد تبقت والسؤال هو هل كانت الجريمة تعادل العقاب ؟
Quote: لو طلعت القمرة وجيت لو حلفت برب البيت ما بريدك مهما بقيت غلطة كانت وتانى ابيت
هل هى( هاشمية)ام قوة ؟ ام تحدى ؟ لكننا واجدون من يكرس لقيمة انسانية تكمن فى التسامح
Quote: برضو غلطان بعتذر سامحنى غلطان بعتذر
وهنا يحدث ثمة تداع من جانب الحبيب باتجاه حبيبه
Quote: لو مر اسمك فى البعيد شايلو الصدى وبل النسايم الحلوة بقطر الندى خليك امين فى العشرة لاخر مدى كيف تنسي لهفة قلبى ليك تنسى الحنان الكان لديك
وتجد آخرا مستميتا فى حبه مهما كانت درجة الخصومة للحد الذى يجعلنا نضعه فى خانة ( تعذيب الذات )
ولعلنا لا نجد تفسيرا لتركيبة الشخصية السودانية الا من خلال الاغانى فهى معلمه الاول ومربيه الذى لم يحسن تربيته لانه جعل منه شخص هوائى بلغة اهل علم النفس ومتقلب المزاج الى حد كبير0
07-05-2008, 03:35 PM
abubakr
abubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044
عزيزي احمد والجميع .. هنا فقط اي عند اغنية الوسط السوداني التي بقيت محايدة- وربما هي العامل المحايد الوحيد الباقي في السودان - نجتمع حولها و"تشعقلنا" بها جمينا من كل اطراف السودان (حتي الذين لهم غنائهم وموسيقاهم الخاص بهم من امثالي والعرريب بتاع الدوبيت )...واليوم كنت استمع لمجموعة اثيوبية (مغنيتيين ومغنيين) يشدون باغنية لاحمد المصطفي لم ياخذو من كلماتها العربية الا جزء من كلمة "شقيت" وبدي انها ربما كلمة اثيوبية .. ما يهم ان هذا الغناء بانواعه التي قسمها البعض من العارفيين كاحمد طراوة ومعاوية يسن والقرشي والمرتضي وسلمي و ممكونة ومعاوية والزوول اخريين الي اقسام او قسميين فيها ذكاء فات علي كل الساسة والقادة -المفروضيين فرضا والقادميين طوعا ان وجدو- ..ذكاء مزج انغام وموسيقي الشتات السوداني الافريقي فيه وارضي الناطقيين بها (العرريب) بشعر غنائي عربي معبر حتي ولو غلب عليه الشقاء حبا وكمدا ولوعة (ربما ذلك لواقع الحال في بلاد قست عليها الطبيعة واهلها )...
(عدل بواسطة abubakr on 07-05-2008, 04:54 PM) (عدل بواسطة abubakr on 07-05-2008, 05:13 PM)
07-05-2008, 04:41 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
إنك تبُث فينا روحاً خفاقة الأعلام ، ونعرف أنك قد أسست بمباحثك لنا " اسماً وذكرى " كُنا في أيامنا البواكر لا نعرف قيمة موسيقانا وروح و وجدان أممنا التي تتنوع طولاً وعرضاً . في مؤتمر " الموسيقى العربية " في الثمانينات ، وكان وقته الموسيقار " جمعة جابر " نائب رئيس المجمع العربي للموسيقى ، تحدث إلينا أن ضيوف المؤتمر كانوا فاغري الأفواه من النعيم و الثراء الذي تزخر به موسيقى شعوبناالسودانية على شرف المؤتمر . بمثل ما تفضلت ، وبمثل صنيعك بلغتك الواجدة تُعيد إلينا البناء شامخاً ألف شكر لك ... وننتظر . .....
قبل أيام استفرعت ملفاً عن الراحل : محمد عوض الكريم القرشي ، في مدونة " سودان رأي " وهو مادة تصلُح للمشاركة:
.. اصلا عبد القادر تلودي و اسمعيل عبد المعين المتنور و شايف خارج حدود السودان هم اللي كلموا زنقار بالاغنية !
و صلت اغنية الياس فرحات ( عروس الروض يا ذات الجناح ) الي جنوب الوادي لتجد حظها من ا لمعالجة الغنائية - الفنية الفريدة .. جملة عبد المعين و زنقار ذات المنحى الخماسي مُوطنة في ايقاع العشرة بلدي المصري
.. ج
.. و فعلا بيتضح الق و نكهة و عبقرية الغنائية السودانية لمن تسمع عروس الروض بطريقة مغنيى سواحل الجزيزة العربية .. و تجي تقارنا بطريقة العملاق ابوداؤد
* و بنعلن حالة الطوارىء في البوست و المنبر بسبب اغنية مرية و اثرا المفتوح و المؤدي الي كل الاحتمالات ، فلا يزال ود شيقوق علي قمة الاولمب جالس ، و حواليه العرائس يحتسي خمرة باخوس النقية .. ا
07-05-2008, 05:09 PM
أحمد طراوه
أحمد طراوه
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4206
.. و مراكب فجرنا و مساؤنا ستواصل إبحارها السرمدي الانهائي في بحار و دروب غنائية الوطن العزيز
ما دام إنتو معانا :
* يا سلمى الشيخ سلامة * ابو بكر سيد احمد * عبد الله الشقليني
.. التسامح و الخصام في ثقافة الغناء السوداني ، كان بيعني تبلور الاتجاه الميلو - درامي في غنائية السودان لمرحلة ما بعد العبادي ، ابو صلاح و عتيق ، لانو في شعر ذاك الرعيل ، لم يكن العمق الميلو - درامي واضحا كما عند بآزرعة و اسمعيل حسن !
.. و بياخد مصطلح اغنية الوسط و ضعوا الهام البحتاج لمزيد من التحليل و المقاربة و الفهم ، و السعي للكشف عن تاريخ تشكُلو ، و الحمولة الإثنو - قومية الموجودة في داخلوا
07-05-2008, 05:31 PM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
فنان منسى رغم انه ارسى جمالا ورقة بعذوبة زكى عبد الكريم اسمر جميل التقاطيع يزين وجهه فصدات او ما يعرف بالشلوخ جاء ذات عام يحمل طمبورا ويغنى فى برنامج ربوع السودان اغنيات باللغة النوبية او سمها ما شئت وتوفر على هذا البرنامج لزمان طويل الراحل على الحسن مالك فى الستينات من القرن الفائت جذب الصوت كل الاضواء اليه فكان ان بدا التغنى بغناء اهل الوسط او امدرمان ان شئنا الدقة مدعوما من الموسيقار الراحل جمعة جابر والشعراء تاج السر كنه والنعمان على الله وحسن الزبير وبدات مسيرته الغنائية مرصوفة بالصوت الجليل الذى لا يشبه الا العندليب رقة وعذوبة يا سايق القطار قوم بينا لى بت الشمال ودينا ومشى بيننا بصوته تخلل نسيجنا وتحكر فى خلايانا حين باتت الازمة الاقتصادية تشكل عائقا على كثير من الشباب فى السبعينات الى بيوت الزوجية دخل الى عالمهم بحل فنى وانسانى وغنى اميرة الشباب ياالسمحة انا جاييك عريس بى كتب الكاتب الغالية مهرك ما رخيص حتى يصل الى مبتغاه اصلو العرس بالفاتحة يا ناس ما حلال؟ والفنان زكى عبد الكريم هو رافد للغناء السودنى بشكل لا يضاهى وكثير من الشباب الان يسطع نجمه عبر اسال نفسك بينك وبين عن اخلاصنا كيف تتجاهل شوقنا البينا
07-05-2008, 06:10 PM
الطيب شيقوق
الطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804
Quote: ما يهم ان هذا الغناء بانواعه التي قسمها البعض من العارفيين كاحمد طراوة ومعاوية يسن والقرشي والمرتضي وسلمي و ممكونة ومعاوية والزوول اخريين الي اقسام او قسميين فيها ذكاء فات علي كل الساسة والقادة -المفروضيين فرضا والقادميين طوعا ان وجدو- ..ذكاء مزج انغام وموسيقي الشتات السوداني الافريقي فيه وارضي الناطقيين بها (العرريب) بشعر غنائي عربي معبر حتي ولو غلب عليه الشقاء حبا وكمدا ولوعة (ربما ذلك لواقع الحال في بلاد قست عليها الطبيعة واهلها )...
دعني ايها الحبيب انقلك لتصفح هذا المقال وهو نقلا عن جريدة الصحافة السودانية والذى يعبر بحق عما جاء في تلك المداخلة الرائعة :-
سألت إيزابيلا سيمور, مصطفى سعيد, بطل رواية (موسم الهجرة إلى الشمال), ما جنسك هل أنت إفريقي أم آسيوي فأجابها أنا مثل عطيل, عربي إفريقي. فنظرت إلى وجهه وقالت: نعم أنفك مثل أنوف العرب في الصور, ولكن شعرك ليس فاحمًا مثل شعر العرب. والسؤال ذاته الذي واجهه مصطفى سعيد روائيًا في لندن واجهه واقعيًا الشاعران المبدعان محمد المكي إبراهيم والنور عثمان أبكر في ألمانيا في رحلتهما إليها في الستينيات, حيث عبر النور عن حيرة الأوربي في تصنيفه بقوله (إنه يرفض هويتي الإفريقية حين أفكر, ويرفض هويتي العربية حين أكون). عبارة مشرقة ولاشك تلخص في أسلوب فلسفي رشيق ازدواجية الهوية الثقافية والاثنية للإنسان السوداني, أما محمد المكي إبراهيم, فقد جادت قريحته شعرًا لتوصيف الواقع بقوله في قصيدته الرائعة (بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت) والتي تعتبر من عيون الشعر العربي الحديث: الله يا خلاسية .......... يا بعض عربية وبعض زنجية وهكذا فقد تنبهت الطلائع المثقفة من السودانيين باكرًا إلى الخصوصية الثقافية والاثنية للذات السودانية. وقد برز الوعي بهذه الخصوصية أكثر حدّة في الخمسينيات والستينيات مع المد الثوري لحركات التحرر الوطني ودعوات القومية العربية والاتجاهات الزنجية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية. ففطن نفر من هؤلاء المثقفين إلى أن السودان يمتاز بخصوصية فريدة لا تتوافر في غيره من دول المنطقة, فهو يجمع بين الانتماء العربي والإفريقي في آن معًا. فتفتق وعيهم عن صبغة يصفون بها هذه الحال الفريدة. وحيث إن معظمهم كانوا شعراء, فقد هداهم حسّهم الشعري إلى صيغة شعرية ذات دلالة رمزية عميقة وهي صيغة (الغابة والصحراء). الغابة إشارة إلى العنصر الإفريقي, والصحراء إشارة إلى العنصر العربي. وذلك للدلالة على ذلك التمازج الثقافي والاثني. الجغرافيا تتحدث ولعل من دلائل التوفيق على حسن اختيار هذه الصيغة الرمزية أن تعبير (الغابة والصحراء) لا يتطابق فقط مع توزيع المناخ الجغرافي في السودان, بل يكاد يتطابق مع التوزيع الديمجرافي للسكان. فالمعروف أن مناخ السودان يبدأ في التدرج من مناخ صحراء في الشمال ثم يتحول إلى شبه صحراء ثم سافانا فقيرة وأخرى غنية في الأواسط إلى أن ينتهي عند الغابات المدارية في الجنوب. وبالقدر ذاته نجد السكان يتوزعون على هذا النحو إذ نجد العنصر العربي غالبا في الشمال مع بعض الاستثناءات ثم يبدأ في التقلص كلما اتجهنا جنوبًا مع بعض الاستثناءات أيضًا إلى أن ينتهي إلى غلبة العنصر الإفريقي الزنجي في الجنوب. ومثلما اهتدت تلك المجموعة إلى رمز (الغابة والصحراء) اهتدت أيضًا إلى نموذج تاريخي يجسّد هذا التمازج العربي الإفريقي على أرض الواقع فكانت سنار...وسنار هي عاصمة مملكة سنار أو سلطنة الفونج والتي عرفت أيضًا بالمملكة الزرقاء أي السوداء. فالسودانيون يستعملون الأزرق كمرادف للأسود. ومنه جاء اسم النيل الأزرق أي الأسود. وذلك لشدة اعتكار مياهه من كثرة الطمي. ويقولون رجل أزرق أسود, وكانت العرب تستعمل الأخضر في ذات المعنى, فتقول رجل أخضر أي أسمر أو أسود. وكذلك يفعل السودانيون, وهذا مثال على الخصوصية اللغوية لأهل السودان. ويرجع اختيار مملكة سنار أو السلطنة الزرقاء (1504- 1821م) كنموذج معادلة الهوية السودانية إلى أنها أول مملكة سودانية تكونت بتحالف القبائل العربية والقبائل الإفريقية. وقد أسقط هذا التحالف الممالك المسيحية التي كانت تحكم سودان وادي النيل, وأقام مكانها أول مملكة إسلامية عربية - إفريقية كانت النواة الحقيقية للسودان المعروف الآن. ولعل الفضل في رواج مفهوم سنار كنموذج لهذا التمازج يعود إلى الشاعر المرهف د.محمد عبدالحي الذي يعتبر أحد أبرز رموز الحداثة الشعرية في العالم العربي وديوانه المشهور (العودة إلى سنار) خير دليل على ذلك. وإذا كانت صيغة الغابة والصحراء قد ارتبطت في البداية بمجموعة بعينها من شعراء الستينيات هم محمد عبدالحي ومحمد المكي إبراهيم والنور عثمان أبكر, فإن هذا التوصيف للثقافة السودانية قد وجد قبولاً ورواجًا بين أغلب المثقفين والكتّاب في تلك الفترة, وتردد في أشعار الكثيرين منهم. وربما يرجع نجاح مفهوم (الأفروعربية) المطروح من خلال رمزية (الغابة والصحراء) آنذاك إلى الوعي القومي السوداني الذي أفرزته الظروف والتحولات السياسية والاجتماعية التي قادت إلى ثورة أكتوبر 1964م. الهوية السودانية والحقيقة أن جذور الوعي بالتوصيف (الأفروعربي) للهوية السودانية ترجع إلى عشرينيات القرن الماضي حيث تكوين جمعية اللواء الأبيض التي قادت ثورة 1924م, ضد الإنجليز وإلى دعوة رائد التجديد حمزة الملك طمبل في كتابه (الأدب السوداني وما يجب أن يكون عليه) الذي صدر سنة 1928م حيث ناشد شعراء مدرسة الأحياء الشعري السوداني من أمثال محمد سعيد العباسي عدم الاكتفاء بتقليد الشعراء العرب القدامى, والالتفات إلى البيئة السودانية المحلية وتصويرها في أشعارهم. وتأسيًا بأفكار حمزة الملك واصلت جماعة مجلة (الفجر) في الثلاثينيات, ومن أبرزهم معاوية نور وعرفات محمد عبدالله ومحمد أحمد المحجوب رئيس الوزراء الأسبق الدعوة إلى أدب قومي سوداني يعبر عن الذات السودانية ببعديها العربي والإفريقي. في هذا السياق كتب المحجوب بمجلة الفجر الصادرة في 16/6/1935م يقول (نحن إن نادينا بقيام الأدب القومي للطبيعة المحلية, فإنما ندعو إلى خلق شعب بكيانه يعبّر عن مرئياته من سماء زرقاء أو ملبدة بالغيوم, ومن غابات وصحراوات قاحلة ومروج خضراء ومن إيمان بالكجور والسحر إلى إيمان بالله وحده لا شريك له). وفي الخمسينيات أعاد الشاعر الفحل محمد المهدي المجذوب إحياء أفكار حمزة الملك وعمل على عكس مظاهر الحياة السودانية في أشعاره, وأدخل إنسان الجنوب لأول مرة إلى معادلة الثقافة السودانية في قصائده التي عرفت بالجنوبيات: وقد عبر المجذوب في هذه القصائد عن إنسان جنوب السودان, وأعلن صراحة عن العرق الزنجي الذي فيه وهو الذي ينتمي إلى أرومة شمالية تعد نفسها أكثر عرب السودان عروبة حيث يقول في إحدى هذه القصائد: وعندي من الزنج أعراق معاندةوإن تشدق في أشعاري العرب ومن شعراء الحداثة الذين سبقوا شعراء (الغابة والصحراء) إلى الالتفات إلى الجانب الإفريقي في وجدانهم الفيتوري ومحيي الدين فارس وتاج السر الحسن وجيلي عبدالرحمن ومحمد عثمان كجراي. فقد كرس الفيتوري دواوينه الشعرية الأولى للتغني بافريقيا وأمجادها فكتب (عاشق من إفريقيا) و(أغنيات إفريقيا) و(اذكريني يا إفريقيا). لم يكن الشعراء هم الوحيدين السابقين إلى إقرار النظرة الأفروعربية للثقافة السودانية. فكان هناك العديد من الكتّاب والأدباء والمؤرخين الذين انطلقوا في كتاباتهم من هذه النظرة ومن أبرزهم جمال محمد أحمد ومحمد عمر بشير ويوسف فضل ومحمد إبراهيم سليم وحامد حريز ويوسف عيدابي وغيرهم كثر. وجدان إفريقيا وكان المفكر والأديب الفذ جمال محمد أحمد يعمل في صمت العلماء بعيدًا عن أي نزعات شوفينية في التعريف بالأدب والثقافة الإفريقية, وفي كشف العلاقات التاريخية والاثنية بين العرب والأفارقة منذ القدم. فكتب (وجدان إفريقيا) وهو كتاب عن الأديان في إفريقيا وكيفية تعايش الإسلام والمسيحية مع الديانات والمعتقدات الإفريقية المحلية و(سالي فو حمو) وهو في الأدب الشعبي والحكايات والأحاجي الإفريقية. وكتب (عرب وأفارقة) و(في المسرحية الإفريقية) و(مطالعات في الشئون الإفريقية) الذي صدر عن دار الهلال بمصر سنة 1969م, وترجم عن بازل ديفيدسون (إفريقيا تحت أضواء جديدة) وغيرها من المؤلفات والترجمات. وكان لموقف جمال محمد أحمد المتوازن من الأصول العربية والإفريقية للثقافة السودانية التأثير في جيل كامل هو جيل الستينيات الذي ينظر إلى جمال نظرة الأستاذ المعلم. فعضوية جمال في مجمع اللغة العربية بالقاهرة لم تمنعه من رد الاعتبار للثقافة الإفريقية والتعريف بها. وبتأثير من جمال ألف صديقه الأديب والقاص علي المك (نماذج من الأدب الزنجي الأمريكي) وترجم مع صلاح أحمد إبراهيم كتاب (الأرض الآثمة) لباتريك فان رنزبيرج. كما أصدر محمد عبدالحي كتاب (أقنعة القبيلة) في الشعر الإفريقي الحديث. وعلى الرغم من بداهة التوصيف الذي تطرحه صيغة (الغابة والصحراء), وعلى الرغم من أن القول بأن السودان بلد عربي إفريقي ثقافيًا وعرقيًا هو من المسلمات التي لا يمكن المجادلة حولها. فإن أصحاب هذا الاتجاه قد تعرضوا لحملات من النقد وصل في بعض الأحيان إلى حد التشويه المتعمّد والاستنتاجات الخاطئة لآرائهم من بعض ذوي النزعات الأيديولوجية والشوفينية. فالإسلاميون رأوا في صيغة (الغابة والصحراء) دسيسة علمانية للحد من دور الإسلام في المجتمع السوداني. وبعض القوميين العرب رأوا فيها محاولة لتحجيم انتماء السودان للعروبة والإسلام. أما بعض أهل اليسار فرأوا في نموذج (مملكة سنار) الذي تطرحه (الغابة والصحراء) كمثال للتعايش السلمي والتعددية الثقافية, استمرارًا لتكريس هيمنة الثقافة العربية الإسلامية على الثقافات الأخرى. وربما رأوا فيها ثغرة تعطي المجال لبروز مشروع الدولة الدينية. لذلك عمد أصحاب هذا الاتجاه إلى إنشاء تجمع مناوئ من المبدعين باسم (آباداماك) في أواخر الستينيات. وقد أخذ هذا التجمع اسمه من أحد آلهة مملكة مروي النوبية القديمة وكأنهم أرادوا بذلك أن يقولوا لأهل (الغابة والصحراء) إذا كنتم ستعودون بنا إلى (سنار) فنحن سنعود بكم إلى أبعد من سنار, إلى مروي أقدم حضارة سودانية إفريقية. إلا أن توجهات ذلك التجمع لم تخرج في مجملها عن مقولات وأطروحات (الغابة والصحراء). فلم يجد أصحاب هذا الاتجاه في النهاية بدا من الذوبان في التيار (الأفروعربي) الكاسح الذي تفرضه معطيات الواقع المتشابكة أكثر مما تفعل الشعارات والأيديولوجيات. وللحقيقة والتاريخ أن شعراء (الغابة والصحراء) ليسوا جماعة تربطهم رابطة أدبية أو يجمع بينهم أي تنظيم أو حزب سياسي, ولم يصدروا حتى بيانا مشتركا يعلنون فيه توجههم, وإنما هم نفر من المبدعين التقت أفكارهم في غير ما اتفاق حول رمزية الغابة والصحراء للدلالة على خصوصية الهوية السودانية. وهذا ما جعل عبدالحي ينفي أن تكون هناك مدرسة شعرية باسم الغابة والصحراء في حوار معه أجري سنة 1984م ظنه البعض تراجعا عن فكرة الغابة والصحراء, يقول عبدالحي (إن مدرسة الغابة والصحراء, أمر مضحك, فإذا كان هنالك بعض الشعراء والمتشاعرين كتبوا قصائد محشوة بالغابة والصحراء دون أن يكتبوا شعرًا رصينًا لا توجد مدرسة أو منهج لكل الناس, الشعر هو الشعر), فالغابة والصحراء, بالنسبة له مفهوم وليست مدرسة شعرية. وهذا المفهوم عنده ليس حصرًا على السودان وحده كما يقول في الحوار ذاته, بل (يمتد إلى الصومال وأريتريا وشمالي إثيوبيا وشمالي نيجيريا ومالي وغانا والسنغال...إلخ, إنه شعب يكتب باللغة العربية ويدين بالدين الإسلامي, وهم داكنو الجلد امتزجوا بثقافتين, الثقافة العربية والثقافة الإسلامية...الثقافة هي الأساس وليس بالتوالد).وعندما نادى دعاة الأفروعربية بالعودة إلى (سنار) كرمز للتعبير عن واقع حال الهوية السودانية, لم يقصدوا بذلك العودة إلى نموذج الدولة الدينية الذي كان مطبقًا في مملكة سنار, كما لم يقصدوا تجاهل الحضارات والممالك السودانية السابقة على سنار. وإنما هدفوا ببساطة إلى تقديم نموذج من تاريخ السودان يرمز ويعبّر عن التعايش والتمازج السلمي بين الثقافات السودانية المختلفة. وقد رأوا في سنار الخلاصة التي تلتقي عندها كل حضارات السودان القديمة والمعاصرة. والعودة إليها هي بالضرورة عودة إلى مروي وكرمة النوبية وعلوة والمقرة المسيحية. ففي ديوانه (العودة إلى سنار) يستلهم محمد عبدالحي الكثير من الرموز والأساطير من الحضارات النوبية القديمة. وفي ديوانه (السمندل يغني) توجد قصيدة بعنوان (مروي) في إشارة إلى الحضارة المروية القديمة, وفي الصفحة المقابلة مباشرة توجد قصيدة أخرى باسم (سنار) في إشارة إلى مملكة سنار, أكثر من ذلك أن محمد عبدالحي في دراسته القيمة عن أسطورة (الشيخ إسماعيل صاحب الربابة) وهو أحد متصوفة مملكة سنار يذهب أبعد من ذلك ويحاول إيجاد وشائج بين سيرة الشيخ إسماعيل وسائر الثقافات والحضارات القديمة بما في ذلك التأثر بالتراث اليوناني القديم, حيث يرى أن الشيخ إسماعيل هو في الحقيقة أورفيوس سوداني. ويخلص إلى أن سيرة ذلك الشيخ الصوفي تمثل اللاوعي الجمعي أو الذاكرة التراثية للإنسان السوداني حيث تلتقي عندها الثقافة العربية الإسلامية بالثقافات اليونانية والنوبية والمسيحية. لكن يبدو أن البعض يأبى إلا أن ينظر إلى الواقع بعين واحدة, فيرى الأشياء إما بيضاء وإما سوداء, ويعجز أن يرى الرؤية الرمادية التي تفسح في المجال للنظرة التعددية المتسامحة. وفي سبيل البحث عن صيغة أكثر شمولية لاستيعاب الكل المركب الذي تموج به الساحة السودانية الثقافية, أوجد نفر من المثقفين في الثمانينيات صيغة جديدة هي (السودانوية), وهي لا تختلف في طروحاتها وفي نظرتها عن (الغابة والصحراء), إلا أنها رأت في هذه الصيغة الجديدة خروجًا عن ثنائية (الأفروعربية), ومن أبرز دعاة (السودانوية) الشاعر كمال الجزولي والدكتور نور الدين ساتي والفنان التشكيلي البروفيسور أحمد الطيب زين العابدين. ومع ذلك, هنالك مَن لا يتحمّس لكل هذه الصيغ والنظم الجمالية ويفضل الاكتفاء باسم السودان للدلالة على الحال الثقافية التي يمثلها, ومن هؤلاء د. حيدر إبراهيم علي وغيره كثّر. ومهما كانت الصيغ المطروحة, ومهما تبدلت الشعارات والمواقف ستظل (الغابة والصحراء) هي الناظم الجمالي الأكثر جاذبية وشاعرية في التعبير عن واقع الهوية السودانية. فالصحراء موجودة والغابة موجودة وما بينهما السافانا كذلك. وهل الحرب الدائرة الآن إلا نتيجة اختلال في المعادلة بين (الغابة والصحراء) نقلا عن مجلة العربي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة