|
Re: المؤتمر الوطني والحركة الشعبية .. شلاليت السياسة وسياسة الشلاليت (Re: وليد محمد المبارك)
|
على رايك يا الشفت الشغلانة دي ما راكبة ، المطلب دا مقلوب
تأجيـــــل الإحصـــــاء.... هل يكون الضربة الأخيرة للحركة أسفل الحزام؟ كمال حسن بخيت لن تكون الضربة التي وجهتها الحركة الشعبية للحكومة حول الإحصاء السكاني.. هي الأخيرة.. ولن يكون ذلك «الكمين» هو الكمين الأخير.. وأشك كثيراً في أن تلتزم الحركة بالموعد الجديد..
لأن تجربة الحركة ومنذ رحيل رجلها القوي الدكتور جون قرنق.. تعيش حالة من التخبط في القرارات.. وحالة من التناقض في كل قرار أو تصريح تتخذه.
والمتتبع لمسيرة الحركة قبل وبعد رحيل القائد جون قرنق يكتشف الكثير من الفروقات في سياسة الحركة وفي مدى التزامها بنصوص الاتفاقية، وعلى أيام القائد جون قرنق.. لم نعرف أو نسمع أي أصوات تغرد خارج السرب الذي يقوده القائد الدكتور بكل حنكة وبكل قوة.
ولم تعرف الحركة الشعبية في علاقتها بالحكومة أو المؤتمر الوطني.. أية ضربات أسفل الحزام كما لم تعرف أي «كمائن» توضع في طريق مسيرة السلام.
الأمر الآن اختلف تماماً.. تصريحات متناقضة حتى من سعادة الفريق سلفا كير.. والقيادات كافة يصرحون كما يحلو لهم.. حيث اختفى الناطق الرسمي المنوط به التصريح، واتسم خطاب الحركة السياسي بعدم الثبات.. بل ضعفت قوة الحركة في إدارة الجنوب، لكنها أفلحت في خلق أزمات وتوترات للحكومة ولحليفها المؤتمر الوطني.. الأمر الذي وصل حد إضراب وزرائها في الحكومة عن العمل، وكانت تلك سابقة لم يسبقها أحد عليها.
الكمين الأخير كان مباغتاً.. وبه كثير من سوء النية.. إذ لا يعقل ان يتحدث الفريق سلفا كير لأهلنا في الجنوب بضرورة الإحصاء السكاني.. ثم يصدر قرار بعد ساعة فقط من ذلك الحديث.. بتأجيل الإحصاء.. وهو حق لا تملكه الحركة منفردة.. وهو يتناقض مع اتفاقية السلام.. وكذلك مع الدستور. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تتعمد الحركة توجيه مثل هذه الضربات.. وفي أوقات حرجة للغاية؟
كان يمكن ان يكون منطقياً.. أن تطلب الحركة تأجيل الإحصاء منذ وقت مبكر وبشكل لا يشكل اعتراضاً.. وإنما تقدم وجهة نظر يمكن النظر فيها، لكن الى أن يتبقى للإحصاء «84» ساعة وتعلن هذا القرار المباغت فهذا أمر لا يمكن فهمه أو تبريره.
تتحدث مجالس المدينة السياسية.. أن هناك صراعاً قوياً شبه صامت داخل الحركة.. وأن هناك مراكز قوى تفرض أجندتها على سعادة الفريق سلفا كير، وهي أجندة في النهاية تستهدف اتفاقية السلام وتستهدف الفريق سلفا كير نفسه.. ولا أدري إن كان قد فطن لهذا الأمر أم لا؟
إننا نريد ان تكون الحركة الشعبية قوية ومتماسكة لأن وجودها قوية داخل الحكومة.. يعطي الحكومة قوة.. ويسهم بشكل فاعل في عملية التحول الديمقراطي.. كما يسهم في تسريع وتائر التداول السلمي للسلطة.
لكن خلق هذه الأزمات وبشكل متكرر من شأنه أن يضعف الحركة.. وتبدو أمام المجتمع الدولي والقوى السياسية السودانية أنها حركة بلا رؤية سياسية واضحة، وأنها حركة تحكمها منظمة سرية.. وتتحكم فيها مراكز القوى.. وهذا ما لا نرضاه للحركة الشعبية.
كما أن المتابع لقرارات الحركة «المباغتة» يكتشف أنها تمارس حرب العصابات التي كانت تمارسها في الميدان.. لأن حرب العصابات.. أن تضرب وتهرب لتعود لتضرب من جديد في موقع آخر لتشتيت قوة العدو.. وهذا ما تفعله الحركة في السياسة.. في كل مرة توجه ضربة أسفل الحزام.
المطلوب من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية الجلوس «أرضاً» لمراجعة هذا التحالف الذي «ربطته» وفرضته إتفاقية شهد العالم كله عليها.. وأن يتفقوا على عدم إحداث أي خرق للإتفاقية.. وأن تنتهي عبارات التهميش والسيطرة والآحادية وأنصار الآخر.. هذه تهم تدور بين الطرفين.
والمطلوب ان يحل محلها.. وفاق ووئم وتناغم.. ومعاً من أجل الحريات العامة ومعاً من أجل التحول الديمقراطي.. ومعاً من أجل التنمية والإعمار.. ومعاً لبناء سودان قوي.
إن كثيراً من القوى السياسية.. حاكمة أو معارضة لديها صراعات داخلية.. لكن عندما يتعلق الأمر بالوطن وبالقضايا الاستراتيجية تتوحد كل القوى المتصارعة.. ليكون صوتها واحداً.
نحن نأمل.. نحن نأمل.. ونحلم.. دعونا نأمل ونحلم بأن يكون هذا الكمين هو الأخير الذي تنصبه الحركة الشعبية للحكومة لتعطل به مشروعاً حيوياً، وأنا أشك في ذلك كثيراً.. لكن لا تحرمونا من نعمة الحلم والأمل.
والله الموفق وهو المستعان...
| |
|
|
|
|