دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أولى مشاركاتي - قصص الانبياء عليهم السلام عبر ودروس عبر الأزمنة
|
وددت في أولى مشاركاتي أن أبدأ بمجموعة من القصص عن أنبياء الله عز وجل لهذه البسيطة وكيف كان في قصصهم عبر للسالفين ولنا، فكثير من أحداث هذه القصص اضحت عبادة ومنسك نسلكه للتقرب من الله عز وجل ، فمنها قصة السيدة هاجر زوجة سيدنا إبراهيم عليهما السلام والسعي بين الصفاء والمروة وهو ركن من أركان الحج، وقصة سيدنا إسماعيل عليه السلام وكبش الفداء وهي سنة الحجيج و المسلمين إلى يومنا هذا.
والجدير بالذكر بأنه لكي أصل إلى هذا التجميع من هذه القصص، قمت بالإستعانة بآيات الله سبحانه وتعالى فهي كانت المفسر الواضح لهذه القصص والمؤرخ الحقيقي للأحداث التي حدثت عبر هذه الأزمنة، ثم الأحاديث الصحيحة، وتفسير أبن كثير، وإيضاحات إبن عباس، وبعض المنشورات الصحيحة على النت، بالإضافة إلى سلسلة قصص الأنبياء للدكتور طارق السويدان، كما أذكر أيضا أنني لم ألجا إلى الأحاديث الضعيفة أو الإسرائليات حيث بها كثير من التأويل والتحريف. نسأل الله أن يويفقنا في ذلك
ولنبدأ
الجزء الأول
الأرض، بداية البشرية قصة سيد البشر سيدنا آدم عليه السلام
كانت الأرض ، قبل خلق آدم (عليه السلام)، معمورة بالجن ، وحدث أن طغت الجن في الأرض وتمردوا وعاثو في الأرض فساداً ، فأمر الله سبحانه وتعالى الملائكة، بالذهاب إليهم في جيش كبير لردعهم، وإنتصر الملائكة بإذن ربهم على الجن وتم طردهم إلى جزائر البحار والتي أصبحت موطنهم حتى يومنا هذا.
----- دعونا نعود إلى قصة سيد البشر وبداية الخلق ،،
لكن قبل بداية الخلق والبشرية لنبدأ القصة من أولها .... نبدأ قبل الأنبياء ... وقبل الأرض ... وقبل السماوات .... نبدأ بالبداية
... البداية ...
...الله ..
أين كان الله عز وجل أين كان عرش الرحمن سبحانه وتعالى ؟؟
سئل سائل الرسول صلى الله عليه وسلم بأين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض، وأجاب (ص) بأنه كان في عماء.. وذلك بما جاء في الحديث التالي ( أن الرسول (ص) لما سئل : أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: (كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء)). فإن صح فالمعنى مثل ما قال العلماء علماء اللغة العماء السحاب ، قال بعضهم السحاب الرقيق ، وقال بعضهم السحاب الغليظ.
وكما في الحديث الآخر : يروى الأمام احمد رحمه الله عن أبى رزين لقيط ابن عامر العقيلي رضي الله عنه قال يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض فقال صلى الله عليه وسلم كان في عنان عنان أي فراغ .... أي ما فوقه هواء وما تحته هواء ... لا يوجد شي فراغ بما معنى هواء ..... ثم خلق عرشه على الماء ( سبحانه وتعالى ) هذه كانت بداية الخلق
ثم بعدها خلق الله أول المخلوقات وهو القلم كما في الحديث (عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض ب50 ألف سنة وعرشه على الماء.)
إذا سيكون العرش أولا ... ثم القلم فخص به الخلق ثم جاءت السماوات والأرض أي انه إذا قيل ما هو أول ما خلقة الله من مخلوقات هذا العالم هو القلم.
عن عمران ابن حطين قال قال أهل اليمن لرسول الله صلى الله عليه وسلم .... جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر يعنى بداية الخلق فقال كان الله ولم يكن شئ قبله وكان عرشه على الماء.
إذا البداية كان العرش ثم القلم وكتب كل شي على اللوح المحفوظ وعلى كلام العلماء بعد القلم خلق اللوح المحفوظ ثم جاء بعد ذلك خلق الخلائق وخلق السماوات والأرض.
وجاء في ترتيب الخلائق حديث عن أبي هريرة أوضح فيه ترتيب الخلق، وقال فيه (أخذ رسول الله بيدي، فقال: «خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المَكْرُوهَ(أي الميكروبات والجراثيم وغيرها وقال بعضهم "الشر" ) يوم الثلاثاء، وخلق النور(الخير)يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة، في آخر الخلق، في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل».
وهكذا ورد في الحديث ترتيب مخلوقات الله عز وجل وهناك كثير من التفاسير في هذا المضمار ولكننا نكتفي بهذا لوضوحه.
الموضوع القادم إن شاء الله نذهب فيه مباشرة إلى بداية خلق البشرية "خلق سيدنا آدم عليه السلام.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أولى مشاركاتي - قصص الانبياء عليهم السلام عبر ودروس عبر الأزمنة (Re: مريم عبد الله)
|
الجزء الثاني
لماذا سمي سيدنا آدم عليه السلام بالإسم (آدم)
قيل سمي آدم بآدم لأنه خلق من أديم الأرض.
بداية خلقه عليه السلام
قال الله سبحانه وتعالى للملائكة في كتابه الكريم : {إني جاعلٌ في الارض خليفة}. فقالوا: سبحانك ربنا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} كما أفسدت الجن؟ فاجعل الخليفة منا نحن الملائكة، فها نحن {نسبِّحُ بحمدك ونقدِّسُ لك}، ونطيعك ما تأمرنا. فقال عزّ من قائل: {إنّي أعلمُ مالاتعلمون} فأمر الله تعالى ملكا من ملائكته الكرام (جبرائيل عليه السلام) أن يأخذ من (أديم الأرض) جميع أنواع تراب الأرض التي نعيش عليها ليخلق منه آدم عليه السلام، فأخذ هذا الملك من جميع أنواع تراب الأرض من أبيضها وأسودها وما بين ذلك، ومن سهلها وحزنها أي قاسيها وما بين ذلك،ومن طيبها ورديئها ومما هو بين ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الله قبض قبضة من الأرض من أبيضها وأسودها وما بين ذلك، ومن طيبها ورديئها وما بين ذلك فجاء ذرية ءادم على قدر ذلك)) رواه ابن حبان وغيره، وعند أحمد ((فجاء بنو ادم على قدر الأرض، فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والسهل والحزم وبين ذلك، والخبيث والطيب وبين ذلك)) أي جاءت أحوال وألوان ذرية ءادم عليه السلام مختلفة بسبب هذا التراب المختلف الذي خُلق منه ءادم عليه الصلاة والسلام. ثم جعل الله هذا التراب طيناً، وصيَّرهُ بقُدرتهِ كالحمإ المسنون، ثم كالفخّار.
ثم عاد الملك بما أمره الله تعالى، فبدأ الله تعالى في بناء سيدنا آدم عليه السلام وكانت أول بداية خلق البشرية
ما الذي كتمت الملائكة وما الحديث الذي كان يدور بينهم عند خلق سيد الخلق؟
في حديث أخرجاه عبد بن حميد وابن جرير عن مهدي بن ميمون قال: سمعت الحسن يقول : يا أبا سعيد أرأيت قول الله للملائكة (وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون) قال: إن الله لما خلق آدم رأت الملائكة خلقا عجبا فكأنهم دخلهم من ذلك شيء قال: ثم أقبل بعضهم على بعض فأسروا ذلك بينهم فقال بعضه لبعض: ما الذي يهمكم من هذا الخلق؟ إن الله لا يخلق خلقا إلا كنا أكرم عليه منه. فذلك الذي كتمت. أي أن الله لن يخلق خلقا أعلم وأكرم وأقرب منا لله عز وجل. لذلك سبحانه وتعالى عندما نفخ الروح بسيدنا آدم أمر الملائكة بالسجود إليه ، سجود التكريم ليثبت لهم أنه أكرم عند الله منهم.
سنعود إلى قصة السجود ولنرجع إلى بداية نفخ الروح وقصة إبليس لعنه الله قال ابوجعفر عن كتاب امير المؤمنين ، خلق الله آدم فبقى اربعين سنة مصورا فكان يمر به ابليس اللعين فيقول لآدم عليه السلام لامر ما خلقت وقال إن سلطت علي لأعصينك ولإن سلطت عليك لأغوينك ، وقال لئن امرني الله بالسجود لهذا لاعصينه. قال ثم نفخ الله الروح في آدم فلما بلغت الروح إلى دماغه عطس عطسة قال له الملائكة قل الحمد لله فقال، قال الله تعالى يرحمك الله، وقيل)فسبقت له من الله الرحمة) وعندما بلغت الروح إلى الجزء الأعلى من جسده مال بجسمه نحو ثمار الجنة ليقطف منها، كان متعجلاً إلى ثمار الجنة (خلق الإنسان من عجل). وبثت الروح في كامل جسده. وكان طوله عليه السلام ستون ذراعاً وعرضه سبعة أذرع.
إذن ما ذكرناه أعلاه يكذب ما شاع من نظرية ابتدعها بعض الكفار وهي أن أصل البشر قرد أو يشبه القرد وهذا فيه تكذيب لقول الله تعالى (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) ودليل على أن سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام هو أول إنسان خلقه الله تبارك وتعالى ولم يكن أصله قرداً ثم ترقى حتى صار إنساناً (كبرت كلمة تخرج من أفواههم أن يقولون إلا كذبا). إذن فنظرية داروين التي تقول إن الإنسان أصله قرد ثم ترقى بسبب العوامل المجهولة حتى صار هذا الإنسان، هي نظرية باطلة لا تقوم على أساس علمي. وما جاء في القرءان من مسخ بعض اليهود قردة وخنازير فهو حالة نادرة جعلها الله تبارك وتعالى عذابا لليهود الذين اعتدوا في السبت وعصوا الله تبارك وتعالى وموعظة وعبرة للمتقين (سنعود إلى هذه القصة لاحقا)، قال الله تبارك وتعال في كتابه الحكيم ( ولقد علمتم الذين إعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين).
الجزء الثالث سنذهب فيها إلى قصة السجود ومعصية إبليس وقصية سيدنا آدم في الجنة وخلق أمنا حواء والمعصية الأولى.
إلى اللقاء
| |
|
|
|
|
|
|
|