|
مؤتمر دولى عن السودان أم مؤامرة دولية على السودان
|
لقد تابع الناس الكلمات التى القاها المؤتمرون، خلال المؤتمر الذى انعقد الاسبوع الماضى عن السلام فى السودان، بدءا، من حيث اهميتها، بكلمة الرئيس أوباما، ومرورا بكلمة السيد سلفا كير، والسيد ملس زيناوى، وكلمة السيد عمرو موسى التى ليس لها طعم سوى تأييده لحديث ملس زيناوى، بجانب الكلمات الاخرى. وبالرغم من اهمية المؤتمر واهمية الحضور، الا ان حصيلة المؤتمر لا يمكن اعتبارها من ضمن الاشياء التى يمكن ان تُفرح شعب السودان، لا فى الجنوب ولا فى الشمال. هذا اذا تذكرنا ان مواطنى جنوب السودان سوف يصوتون للانفصال وهم فى غاية الحزن، فمن المُفترض ان احلام الجنوبيين كانت تتعلق بسودان جديد، تتوفر فيه كل اسس كرامة الانسان السودانى بغض النظر عن عنصره او دينه، وفى تقديرى ان المواطن الجنوبى كان يحلم بوطن كبير اسمه السودان وعاصمته الخرطوم وان يتمتع بحقوقه كاملة فى ذلك الوطن. ولعله قد كان من المتوقع من المؤتمر الذى انعقد ان يحقق احلام ذلك المواطن الجنوبى.
أما فجيعة الشماليين فهى ان المؤتمرين قد سمحوا لحكومتنا، والتى يعتبرون أن رئيسها مطلوب للعدالة، بان تدعى بانها تمثل السودانيين الشماليين، وهذا فى حد ذاته موضوع غريب ويثير عددا من التساؤلات المشروعة. الم يكن من الاولى ومن المتوقع من الحضور الذين هم فى وزن أمين عام الامم المتحدة ، ورئيس الولايات المتحدة الامريكية، العمل على تخليص السودان من هذه الحكومة التى يرأسها رجل يطلبون هم القبض عليه، ولا يتعاملون معه، ويرفضون حتى مجرد مقابلته، الم يكن من الاولى العمل على تخليص السودان من هذه الحكومة وبعدها يمكن لهذا الاستفتاء حول تقسيم السودان ان يتم؟ كيف يعُقل ان تقنعونا بان الرجل الذى تطلبون القاء القبض عليه هو، نفس الرجل، الذى سوف تقبلون به ممثلا لنا فى أهم قرار فى تاريخ السودان؟ وانكم سوف تعتمدون على توقيعه لكم بتقسيم السودان؟
وهل يصح عقلا، يا أيها الامين العام للامم المتحدة، التعامل مع رجل تطاردونه، بسبب اتهامه بالقتل الجماعى والاغتصاب، للاتفاق معه نيابة عن المستضعفين الذين ظلمهم وقتلهم واغتصب نسائهم وكمم افواههم؟ فمن المعروف ان المجتمع الدولى يطلب القاء القبض على عمر البشير بسبب اتهامه على جرائم تم ارتكابها فى مناطق تقع فى شمال السودان.
ثم هل من المعقول للمواطن من غرب السودان الذى اشتكى للمجتمع العالمى، وأقنع الامم المتحدة بضرورة القاء القبض على عمر البشير، ومحاكمته، هل يُعقل ان ينتهى الامر بهذا المواطن من غرب السودان ان يكتشف ان من كان يتوقع منهم العدل، قد جلسوا مع عمر البشير بوصفه ممثل لحكومة السودان، وقد اتفقوا معه على تضييع أراضى ومراعى كان يستفيد منها ذلك المواطن من غرب السودان، بعد ان تصير تلك الاراضى جزء من الجنوب المنفصل؟
الا يحق لنا، نحن الشماليين، وبعد ذهاب هذه الحكومة، ان نقول ان تقسيم السودان قد تم بالاتفاق مع رجل كان مطاردا بواسطة المجتمع العالمى، وان قرار التقسيم بالتالى يمكن اعتباره بانه قرار باطل وكأنه لم يكن ؟
ثم ، اليس من واجب رجال الحركة الشعبية، نحو وطنهم ونحو اخوانهم فى الوطن، الدفاع عن المستضعفين فى شمال السودان الذين ما زالوا يعانون من هذا النظام الذى عانوا هم منه؟ أو على اقل تقدير اليس من الحكمة القبول بتأجيل الاستفتاء الى حين مجئ حكومة أخرى لا تمارس القتل والتشريد والاغتصاب على السودانيين الشماليين؟ أو ريثما نحصل على رئيس تعترف به الامم المتحدة؟
|
|
|
|
|
|