|
|
 أكتوبر المهدور ـ من دفاتر الغربة ... !
|
حليلي الكنت في بالك
موهط جوة وجدانك
تعال الليلة انشلني
تعال انشلني من شوقك
مديت حبال الامنيات
لا اندهده العشم القديم
لا رجعن قوافل شوقي
لي
قال الطريق :
رأيتهم يوم هالو التراب علي جسد محمود ! رأيتهم أنا يوم طقطقة رقاب عبدالخالق ورفاقه الغر الميامين رأيتهم أنا في أزمة السكر والخبز بروميد البروتاسيوم والكالسيوم ومناجم الذهب في جبال بني شنقول رأيتهم ! بلاد كالمجاري نفق لاغير نفق يدخلك في نفق فتنفق مثلك مثل الطيور !
قالت المدينة :
استقيموا
فـ علا الهتاف
قالت المدينة :
استقيموا يرحمكم الله
فاستقمنا
ولم نركع !
توضأت المدينة غسلت أدرانها رغبة في تواصل حميم ،
في مطار الخرطوم جلست كغيري من المسافرين أطالع وجوه الناس والأصدقاء ! لكل وجه حكاية طويلة أضحك بأسف وضابط الجوازات يسألني عما بداخل حقيبتي الصغيرة ! لا شئ يا مولاي أحمله معي سوي بعض ذكريات ووجوه لاصدقاء وصديقات وبعض كتب ! أنا لا أحمل شيئاً يهدد سلامة أمن البلاد سوي روح أصدقائي الذين يتلوون من الالم والحسرة ! غادرت الضابط بعد ذلك شكرني لوضوحي كان مهذباً للغاية عكس ما توقعت !
كان وجهي شاحباً ولكأنني خارج من معركة طويلة والسودان يومه معركة لمن إعترك في شوارعها وأذقتها أذكر جيداً إن شعوراً فادحاً بالظلم والقهر كان يتملكني غضب هو في الحقيقة ! إستنفذت البلاد فرصها وفجأة وجدت نفسي عبئاً لزمان لئيم داهم بلادنا ذات ليل .
كانت الخرطوم تستقبل فجر يوم جديد الشوارع كعادتها خلت من المارة تماماً في تلك الساعة سوي من نقاط عبور هنا وهناك يقف عليها جنود قتلهم السهر قتلاً فيطالعون علي أوارق السائق الثبوتية قبل أن يأمروه بالتقدم . أحسست كمن ينتزعني من الأرض نزعاً وأنا استمع عبر ميكروفونات مثبتة بإهمال في صالة المطار عن اقتراب موعد إقلاع الطائرة المتوجهة الي مدينة الرياض . كان حلماً للأمانة أن أركب هذه الدابة التي لطالما أزعجتني وأنا ممدد في عنقريب هبابي وبجواري كتاب قديم وبقايا تمباك علي الطاولة الخشبية .
ها انتذا تقترب من حلمك الأزلي ها انتذا علي بعد خطوات من سلم الطائرة ها انتذا تبعد الاف الاميال عن حضن بلاد لطالما حلمت بها غير انها كانت تؤثر دوماً النوم في أحضان الغير . تخرج الان وفي القلب بقايا غصة ... تقلقك الاسئلة الحيري استعود مرة أخري لتمشي كعوائدك ؟ أسيطول هذا الانتظار ، الان تذوب أمنياتك جليداً اثر جليد ، تتقدم بثبات قبيل الانصياع لمؤذن الصالة وتشتري صحفاً من الأمس صحف بائسة كحالي لاشئ فيها يسر الخاطر ! غير انك تصر علي أخذ العديد منها تخرج ما تبقي من دنانير في جيبك ثم تشتري ما تيسر من صحف البلاد ،
العنواين هي نفسها تقريباً لا شئ جديد فيها تضحك وأنت تقرأ إعلان بالصفحة الثالثة إعلان أخذ نصف الصفحة الثالثة تطالع بنصف ابتسامة عن وظائف شاغرة في احدي الشركات الكبيرة ، رغبة في الاستفراغ من فجاجة الاعلان تستفرغ الكثير من المشاوير التي قطعتها راجلاً باحثاً عن وظيفة تبقيك في حضن بلاد لا رغبة لها بإحتضان أمثالك غضب يتملكك تتذكر جولات الخيبة اياها ، لطالما بحثت عن مخرج تذهب في سرحة تخصك لا سواك تتذكر فيما تتذكر بنطالك الذي أعيته المشاوير وكثرة الجلوس في انتظار الفرصة التي لطالما حلمت بها ! تمور الحكايات كلها داخلك تتذكر اصدقاؤك حبيبات طرن كما العصافير بعد ان يئسن من بؤس الانتظار ! كن كنهر الحياة يوم التقينا قليلاً قليلاً رحن يذبلن كورود مهملة ! ذبلن شيئاً فشيئاً هو قلق الانتظار يذهب دوماً بأريج الأذاهر فما بالك بالروح ؟
الان تخرج وفي البال اغنيات كثيرات ومشاوير بحجم الغد الذي لطالما انتظرته ، كان ايماننا بالغد كبيراً كان ذلك في منتصف آلام التسعينات نتحلق جميعنا خلف مؤشر الراديو انتظاراً لصوت سودان جديد يهل علينا ماسحاً علي جبين شعب كان يدعي فيما يدعي بـمعلم الشعوب . ها هي أكتوبر مضت تاركةً إياك في ذات فوضاك ها يطل بعدها بشهيراتٍ ذكري استقلالنا الوطني الان تأتيك خيول الانقليز والترك والمتوركين وخلفاء الاستعمار تأتيك الرأسمالية الطفيلية كأتفه ما يكون الاستغلال يأتيك صور شتي شهداء من كل فج هنا لكل فريق شهدائه حتي ليختلط برأسك حابل الشهداء بنابل المنتحرين ، هناك في الضفة الاخري يجلس عبدالخالق والشفيع وجوزيف وقرنق بكامل الافريقانية هناك يجلسون كعادتهم يتابعون أخبار سودانهم الجديد القديم البالي المهترئ ثم يضربون الكف بالكف قبل أن يعاودوا النوم في احضان الغياب .
علي كل ها انت تكمل استدارتك مستنداً علي أوجاع سنوات الخيبة والحقارة ، تنظر خلفك ثم تبتسم في وجوه (مشيعيك) تبتسم في وجوههم ثم تداري بعض دمعات يحاولن الهطول قبل أن تتسرب وسط زحمة المسافرين والمودعين ، حتي الصحف باردة التفاصيل تتركها خلفك ، ففيم تفيد الصحف وها هي البلاد علي فجيعتها تستوي امامك في صفوف المسافرين واصوات النواح هوذا الوطن تقرر فجأة (كدة) أن تتركه وراؤك الي هبوط مسيح جديد يغير خارطة الالوان والتفاصيل التي لا تشبه أحلامك ـ سيأتي مسيح جديد يبشر بنبوءة اسمها السودان الجديد (لاكها من لاكها) من المثقفين والثورين والمقاتلين والانتهازيين ! ها انت تغيب الان من جديد لتغني كلما أجن الليل .... يا روح غناى .. الغربه ملت من شقاى .. و غربتى .. و بقيت براى .. حاضن أساى .. يا ملهمة .. الغربة مرة .. و مؤلمة . ... ثم تنام وفي البال ألف غصة وفي الجوف أمنيات !
الله في !
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أكتوبر المهدور ـ من دفاتر الغربة ... ! (Re: خضر حسين خليل)
|
الأخ خضر/ لك التحية
مع إطلالة أكتوبر دائماً ما تخضر التجارب، وتخضر الأناشيد، والأغاني، فهي فعلاً ملهمة قلمية ولكن نتمنى أن يأتي اليوم الذي تمتد فيه لتلهب وتحرك الشارع وتفور الجماهير إلى العلا مثلما ارتفع صوت الجماهير في أكتوبر 21 فكانت ثورة أكتوبر الخضراء التي فيها "الحقول اشتعلت قمحاً ووعداً وتمني"...التحية للشاعر محمد المكي إبراهيم بهذه المناسبة!!
وبنقول له ما قاله عاطف خيري:
جايين جايين بالكتابة
وضربة الناس المهابة
لو هز نخلك باشبزق ما فارق التمر الصبيط!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أكتوبر المهدور ـ من دفاتر الغربة ... ! (Re: عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد)
|
العزيز عبداللطيف
تحياتي وكل أكتوبر وهذا الوطن كما ينبغي
كلي يقين بإرادة هذا الشعب المغلوب ـ كلي ثقة في ( فجراً كالكرب حيبين وشعباً بالدرب حيقوم) حناجر المغنين المطاليق لا تكذب ولا تتجمل هؤلاء الذين رهنوا مواقفهم لمرضاة شعبهم فأمطرونا بجميل المفردات
وثقوا لأكتوبر وابريل واباريل اخري قادمات . ليت هؤلاء الساسة يعلمون يا صاحبي ليتهم يا عبداللطيف .
كن بخير
| |
|
|
|
|
|
|
| |
خضر حسين خليل
عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست