إلى صاحبي عماد عبدالله أينما كان.. الدفء الماكر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 03:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-20-2010, 01:18 PM

الطيب برير يوسف
<aالطيب برير يوسف
تاريخ التسجيل: 02-23-2004
مجموع المشاركات: 456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إلى صاحبي عماد عبدالله أينما كان.. الدفء الماكر

    الدفء الماكر

    برغم أنّ كلّ شيء كان يبدو طبيعيًّا جدًّا..
    إلا أن حدسها كان يقول لها بغير ذلك..
    لكن لم يكن أمامها غير الإذعان.. والمُضي في الطريق إلى غايته المرسومة.
    حاولت أن تقصّ من أجنحة أحلامها المحلقة في فضاءات لا يحتملها الواقع..؛
    ركّزت كل اهتمامها في الاستفادة من الموارد المتاحة لتبدأ أولى خطوات الحياة.
    ضاقت الصدفة الجيرية بها..؛
    أو ضاقت هي بمسرحها المحدود..
    لا يهم..
    المهم أن ساعة الخروج قد دنت..
    حطّمت القشرة دون أي إحساس بالامتنان..
    ثم أطلّت برأسها الصغير..
    وأطلقت صوت نداء خافت لأمٍّ محتملة
    لم يكن ثمة رد أو جواب..
    غير صدى صوتها مرتدًا إليها من جنبات الصندوق الحديدي..
    أكملت إخراج بقية جسدها.. وهزّته برغبة المتحفّز للحياة
    ثم أطلقت نداءات متصلة لهذه الأمّ الصماء..
    لا أحد في الجوار يستجيب..
    تلفّتت حولها..
    هالها منظر الصفار الواهن من زغب الريش الذي غطي المساحة
    وكل صغير ينادي لامٍّ لا ترد في هذا "الميتم الكبير"..
    لم يطل مكوثها كثيرًا..
    يد غليظة كانت تطاردها من بين من تطارد
    ساد هرج كثير.. احتجت فيمن احتج من فرط الخوف
    لكن الاحتجاج لم يمنع الأصابع من نقلها إلى كرتونة كانت في الانتظار
    ثم أودعت إلى "ملجأ" لا يغيب عنه الضوء..
    ولا يعرف الظلام..
    انهمكت في الأكل بشراهة حتّى تغطي على أحزانها..
    وكتعويض نفسي لفقد أمها التي لم ترها مطلقًا
    وكذلك كانت تفعل زميلاتها الأخريات..
    نمت بينها وبين بعض القريبيات منها علاقات عابرة..
    كثيرًا ما كانت تنتهي إلى شجار حول المنافسة على الطعام برغم كثرته..
    كانت متعجّبًة من قدرة هذا الطعام على ملء جسمها بهذه الطريقة المغرية..
    كم وقفت أمام الأخريات وعرّت فخذيها في استعراض لا يخلو من إثارة..
    وتبرّج غير حميد..
    ***
    دنت لحظة الخروج الثاني..
    لكن خروجها هذه المرة كان غير ذاك الخروج..
    شيء ما كان يحرضها على عدم الاستجابة..
    طافت بخاطرها صور "أخريات" خرجن ولم يعدن..
    ما أُشيع عن "نهايتهن" كان مفزعًا بالنسبة لها..
    لكن.. لم يكن أمامها غير المقاومة والاحتجاج..
    قفزت قفزات متتالية وهي تتحاشى الإمساك..
    لكن اليد طوقتها أخيرًا..
    أُودعت في صف طويل من طابور "الذبح الجماعي"
    الصراخ كان يصم الآذان..
    التوسلات ذهبت أدراج الريح
    كانت المسافة قصيرة جدًّا بين رأس يطيح..
    جلد يسلخ..
    وجسد يتكوّم في كيس يفاخر بجودة المنتج
    ويحرص على إظهار "المفاتن".. من "الصدور" و"الأفخاذ"..
    غضت طرفها.. في خجل حزين عندما بانت لها عورات زميلاتها من خلف الأكياس
    لم يكن ثمة ساتر يحجبها عن رؤية الدم المراق..
    رأت خاتمتها في مرآة العيون المثبتة دون حراك في الرؤوس الملقاة تحتها
    تسرّب إليها يقين بالخضوع.. فانكفأ صوتها إلى داخلها بما يشبه العزاء..؛
    وهي تهمس:
    - ما أقسى الموت الذي لا ستر فيه..
    ولذلك حين مدّوا رأسها للحز..
    لم يكن يؤلمها.. ويخزها بالندم..
    غير استجابتها البلهاء لذلك الدفء الماكر!!
                  

09-21-2010, 12:45 PM

عصام دهب
<aعصام دهب
تاريخ التسجيل: 06-18-2004
مجموع المشاركات: 10401

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى صاحبي عماد عبدالله أينما كان.. الدفء الماكر (Re: الطيب برير يوسف)

    الطيب يا ..
    تحية ليك و لصاحبك الزول الكتَاب / عماد ..


    ـ
    و معليش يا صاحبي ..


    أنا عارفو ما منك ..


    دة كلو من
    sudansudansudansudansudan178.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

09-21-2010, 01:20 PM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى صاحبي عماد عبدالله أينما كان.. الدفء الماكر (Re: عصام دهب)

    الحياة لنا .. ولسوانا ..
    هكذا تفكر المسكينة ، كلما حاولت ان تخرج عن الحيز الضيق الذي تعيش فيه ..
    حياة فرضت عليها ، او ربما اختارتها ، ولكن القيد في الحالين سيان ..
    حصار مطبق ، وسجن كبير ..
    حاولت ان تتمرد ، وان تخلع نفسها عن هذا النطاق الصغير ..
    ولكنها سرعان ما ادركت ، ان حريتها تعني .. موتها السريع ..
    فكرت ان تجرب الموت اختيارا ، وليس اجبارا..
    ان تموت سراً ، افضل من الموت المعلن كل صباح ..

    ان تتذوق طعم العصيان ، وتهرب حيثما تقودها قدماها الصغيرتان ..
    قفزت .. قفزتها الاخيرة ومضت ..!


    في طريقها تعرفت على الحياة ، الطريق الطويل الذي ينتهي الى البحر ..

    البحر الذي لا يستطيع ان يخلع نفسه ، هو مثبت في مكانه منذ الالاف السنين

    الاشجار التي تصطف على جانبي الطريق ،

    هي ايضا لا تعرف متى يمكنها ان تترك مكانها وتعرف غيره ..

    الاشجار لا تخون الارض التي ولدتها ...

    الاشجار لا تعشق الا الرياح التي تجعلها تتمايل فرحاً ..

    ولا تخونها الا على يد حطاب جائر ...

    الطيور التي تدور في فضاءها المحتوم ...

    تعرف انها سرعان ما ستقع فريسة ، طرية .. !

    ظلت تسير نحو الهاوية ، غير مدركة للحزن الكبير القابع تحت الصخور ..

    الذي ينتظرها ان تتعثر فقط ، ليكشف لها عن انيابه .. التي يخبئها لها .. منذ وقت طويل !

    سرعان ما افزعها صوت الحياة الجديد ...

    اختبأت خلف الشجيرات ، تنظر ماذا هناك ؟!

    وحوش من كافة الانواع ، تملأ المكان ...

    مخلوقات لم ترى مثلها يوما ...

    لها انياب ، واسنان صفراء ....

    لم تخفيها بقدر ما اخافتها الابتسامات ...

    ارتعدت .. خلف الخوف الذي عمم حولها ..

    تراجعت للخلف ، تفكر ، أهذه حياة ؟

    والموت يتربص بكل شيء ؟

    كيف هي الحياة ، التي بلا حياة ؟

    الاشياء تأكل بعضها ... دائما .. فلما الحياة ؟؟

    النار تأكل العشب والاشجار ، والاخشاب !

    تأكل اللحم الطري ، والجاف .. والاحياء ، فأين الحياة ؟


    الريح تأكل الحقائق ، تاكل المياه والهواء .. والنقاء ، فلما الحياة ؟


    البحر ياكله الملل ،

    والشاطيء ياكله الاخلاص ...

    والمطر تاكله الارض العطشي ، فكيف الحياة ؟

    ... القوي ياكل الضعيف ، والامل ياكله اليأس ...

    ولا حياة .....



    .. عادت المسكينة لسجنها ،

    وهي تفكر كيف تخلت عن موتها المحتوم ، مقابل حياة لا امان فيها ... ؟

    كيف تترك الموت الجميل ، مقابل حياة بشعة ومخيفة ؟

    عادت وهي اكثر اقتناعا ، ان موتها السريع افضل من حياة ميتة .. !


    ــــــــــــــــــــــ


    الطيب ، اقول ليك شنو بس ؟ ..

    غايتو ....


    وانت يا عماد ... ..


    انا لله

    ..
    ..

    (عدل بواسطة سمرية on 09-22-2010, 07:42 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de