|
Re: اين يكمن جذور الازمة الراهنة؟ (Re: Arabi yakub)
|
في اطار النزاع الداخلي المتعمد الذي لازم السودان منذ الاستقلال. والجدل العقيم الدائر الان بخصوص الوحدة والانفصال بين الشمال والجنوب في الوقت الذي فيه اصبحت الدولة السودانية بكاملها في مهب الريح. لتصل الى نهاياتها الحتمية. حيث ان اي مجتمع قامت على الابتسار ومجانبة الحقائق والتمادي في الممارسات الخاطئة والغلو في الاحادية والمزاعم الواهية فان مصير هذا المجتمع حتما الى الزوال لا محال. ولنا في التاريخ وتجارب الشعوب العبر انتهاءا بالحالة التي تعيش فيها السودان الان. فما اكثر من كونه مجتمع ممزق من كل الجوانب وستناول القليل منه في هذا المقال الذي كنت احمل فكرته منذ فترة ليست بالقصيرة. ولكن لم يساعدني الظرف في كتابته وما كتبته عبارة عن اراء متقطعة ولقد زاد من حماسي للبوح بما اتحسسه من احزان ومأسي قد ألمت بوطننا العزيز السودان وشعبه العظيم منذ فجر الاستقلال. فمن خلال البوست الذي استهله الاخ العزيز الدكتور احمد عثمان عمر بتوجيه التهمة التقليدية المعتادة والمعروفة تاريخيا من قادة الشمال الحاكمين ونخبهم منذ الاستقلال في وجه كل حاول المطالبة بحقوقه الوطنية المشروعة في وطنه والمشاركة السياسية العادلة والفاعلة فيرمى بريكة من التهم الجزافية بغرض التشوية والتبرير لردعه ردعا قاسيا يكون عظة وعبرة للاخرين من المهمشين. وتعمية وطمس للحقائق الساطعة كالشمس من ظلم وغبن كان لابد ان يفضي الى دمار هذا الكيان المسمى بالسودان. وضمن هذه الاتهامات فان مفردة الانفصال ومن ثم الانفصالي التي اصبحت كالخاتم في اصابع قادة و نخب الشمال يتوارثونه عبر الحقب والعقود التاريخية وفق كل انظمتهم التي حكموا بها السودان ليرمون به شعب الجنوب السوداني والمهمشون عموما تؤطئة لردعهم واشعال الحروب العبثية الطويلة الامد ضدهم. او اسكاتهم عن المطالبة بحقوقهم في وطنهم. وعلى الرغم من ان حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان قد وافق عليه كل احزاب الشمال وقادتهم ونخبهم في الحكومة والمعارضة باعتباره البديل لحل النزاع بين الشمال والجنوب وهذا يعتبر دليل صارخ على عدم موافقتهم على بناء وتاسيس الدولة السودانية على اسس عادلة يقر بالتعدد الاثني والديني والثقافي والذي لا يتاتى الا بفصل الدين اي دين عن مؤسسات الدولة الدنيوية ليتحقق العدالة والمساواة بين كافة مكونات مجتمع السودان المتعدد وعلى هذا يتم الوحدة (الوحدة في التنوع) ليتشارك الجميع في بناء السودان والنهوض به ورفع المعاناة عن كاهل مواطنه البسيط. فعلى الرغم من اعتماد حق تقرير المصير من قبل الجميع كما ذكرنا والذي بالضرورة سيؤدي الى الانفصال الحتمي وفق الاوضاع السائدة منذ الاستقلال والحروب الطويلة العبثية الطويلة ضد شعب الجنوب السوداني في داخل ارضه ختاما بالجهاد وهو الشطب والالغاء واستلام الارض فارغا من السكان كغنيمة او الخضوع والاستسلام الكامل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اين يكمن جذور الازمة الراهنة؟ (Re: Arabi yakub)
|
حتى وصلنا في عهد الجبهة الى الاحتفاء بالموتى الغزاء في حرب اهلي ظالم لا اساس له على الاطلاق, يقرره الجاسمون في سدة سلطة الدولة القهرية المستبدة الذي يتبادله هؤلاء القتلة. ولم يكن غريبا بان السفاح البشير الذي اعلن حرب الجهاد ضد شعب الجنوب السوداني. والان يمارس الابادة الجماعية في دارفور كان قائد الحرب في الجنوب في العهد الحزبي تحت قيادة الصادق المهدي رئيس الوزراء الاسبق, وبمشاركة كل القادة المذكورين اعلاه هذا باختصار شديد على المستوى الاجتماعي والسياسي الفوقي. بالاضافة الى انهم كرسوا مفهوم الدولة التي تحتكر العنف المادي واللفظي معا في كل صغيرة وكبيرة خاصة ضد فئات معينة. حيث لايوجد خيارات اخرى او بدائل ناجعة ولو يقضي ذلك الى تغيير الحكومة طوعا وسلما وتغيير شخوصها ايضا لتحقيق المصالح العليا للوطن وربط لحمته الاجتماعية في السلم والامن وتجنب اشتعال الحروب بين ابناء الوطن الواحد كعمل انساني واخلاقي وسلوك عقلاني راشد ينتهجه مؤسسة الدولة كاستراتيجية مع مواطنيه في اقاليمهم البعيدة المتناثرة. بل ارسوا مؤسسة ثقافة سياسية قيادية بعقلية ومفاهيم جهوية قبلية ضيقة مهووسة بالحروب والانتقام والتشفي والتصفية الجسدية وفق ثقافة القبيلة ان لم نقضي عليك فانك حتما ستقضي علي يوما ما, واظهار الرجالة كمفاهيم قبلية بحتة ومنقرضة ايضا. والهروب من المسائلة القانونية والشفافية بطرق وحيل عجيبة كالاية التي استخدمت زورا وبهتانا (عفا الله عما سلف)لتمرير كل الجرائم الكبرى في حق شعب السودان. وترك المجرمين الجناة احرارا طلقاء لتكرار افعالهم والافتخار بها والسؤال هو لماذا؟ ومن قال لهم ان الله قد عفى عنهم؟ كيف عرفوا ذلك بعد انقطاع الوحي؟ وهذا دليل صارخ على ان المجرمين هم انفسهم ولا احد غيرهم حيث السودان لم يتعرض لغزو اجنبي منذ الاستقلال. واصبحت مؤسسة الدولة التي تحولت تاريخيا الى مؤسسة خدمية لصالح الانسان وتقديم كل انواع الخدمات لجميع افراد شعبه في الداخل والخارج.اصبحت موسسة الدولة عبارة عن موسسة عسكرية تحتكر العنف ضد مواطنيه لسلبهم ونهبهم بالاضافة الى قتلهم بالجملة في قلب المدينة الامنة. هذا بخلاف حروب الدولة ضد شعبه المشتعلة منذ الاستقلال حتى اللحظة.وما حدث في العهد الحزبي الاخير خير دليل حيث ان حكومة السيد/ الصادق المهدي الائتلافي قد تم حلها لاكثر من ثلاثة مرات بسبب إفعتالها وتكريسها الازمات وعدم توفير الخدمات ورفع عبء المعاناة عن كاهل المواطنين وانسحاب شركائه في الائتلاف الا انه لم يقال ولم يستقيل. وهذا ايضا دليل على التسلط والنزعة الدكتاتورية ورهن مصير الحزب وشعب السودان بشخص واحد. والان يكررون ذات التجارب الاستبدادية المازومة برهن مصير شعب السودان بكامله بمصير الفرد الدكتاتور الانقلابي عمر البشير بدعم من الجميع حكومة ومعارضة. بل قال الامام عبارته العنصرية المشهورة بان البشير جلده ولا يمكن ان يجر فيه الشوك؟ بينما هم جميعهم احرقوا شعبهم بالذخائر الحية ومن جيب ذات الشعب.كما انتجوا نوع من القيادات على الرغم شهاداتهم التعليمية العليا الا انهم لا يمكن وصفهم الا بالسفاحين والقتلة الفاشيين سارقي قوت شعبهم ولا يعيشون إلا في اطار الحروب والعنف. والدليل الصارخ هو افتعال اشعال حرب الابادة في دارفور واستمراره حتى الان. كما انهم جميعا خرجوا من عباءة هذه القيادات باعلاه وجزء من احزابهم وكانوا تحت قيادتهم تاريخيا حتى العسكريين منهم ايضا حيث تم تدريبهم وتاهيلهم وادخالهم في الممارسة السياسية الحزبية اولا.
ان واجب احالة هؤلاء القادة من الشان العام ولا حتى على مستوى ائمة المساجد يجب ان يختفوا نهائيا وينزوا في منازلهم. وهذا في حد ذاته هدف سامي وتحرر تاريخي يفتح الافاق لانجاز المهمات التاريخية المهمة بامر الوطن وشعبه العظيم الذي يعاني منذ الفترات الاستعمارية والغزو الاجنبي. واصبح عارا علينا كاجيال من امة حية كالشعب السوداني العظيم ان نرتهن مصيرنا ومصير امتنا واجيال قادمة تحت عباءة هؤلاء الفاشلين المأزومين. ولقد كان لهم الفرص التاريخية في كل شئ, من حيث تربيتهم ومستويات تعاليمهم وثقة شعب السودان الابي فيهم منذ ستينات القرن الماضي وكان بوسعهم ازالة كل اخطاء قادة الاستقلال والاستفادة من تعاليمهم العالي وثقة شعبهم لتاسيس وبناء دولة سودانية حديثة ينتمى اليه جميع بنيه والنهوض والارتقاء به ورفع معاناة الازمان عن كاهل شعبهم. الا انهم ظلوا يكرسون المساوئ ويعمدون الي صناعتها وافتعالها عبثا وبؤاطو مكشوف مع المؤسسة العسكرية ذو الارث الاستعماري ظلوا يتبادلون الادوار لقمع شعب السودان وقهره واذلاله حتى اوصلونا الى ما نحن فيه الان. وهي ماساة بحق لعقود من الفشل التاريخي الذي شكل هزيمة نكراء لمسيرة امة لنصل الى هذه المعادلة الصفرية في الدكتاتورية والاستبداد والارتهان تحت قيادة من القتلة والفاشلين لنصف قرن من الزمان. وبالتالي فان اي عمل في اتجاه التغيير لاي مجموعة في الشمال السياسي حتما لا يمكن ان يتم ولو باقل درجات النجاح الا بازالة هؤلاء الدكتاتوريون الحزبيون اولا لكسر هذه الحلقة الجهنمية لدورة الاستبداد الحزبي والدكتاتورية العسكرية المدعومة حزبيا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اين يكمن جذور الازمة الراهنة؟ (Re: Arabi yakub)
|
ان الواجب في اطار الواقع المزري المعاش يفرض على التفكير جديا في العمل الدؤوب لمناهضة هذه القيادات التاريخية للاحزاب السياسية الذين جسموا على قيادة احزاب سياسية رئيسة على اكثر من اربعة عقود مما شكل كارثة حقيقية وعقبة كأداة امام اي تغيير حقيقي او اصلاح بل اجهضوا كل ثمار الانتفاضات التايخية لشعب السودان الابي واصبحوا وصمة عار على مسيرة نضال شعب السودان في الحرية والتغيير الديمقراطي والتبادل السلمي للممارسة السياسية وتبادل الاجيال وابراز قدراتهم ومواهبهم بممارسة حقوقهم السياسية في وطنهم.ان استمرار هذه القيادات المستبدة الموغلة في الفشل على قيادة هذه الاجزاب حتى الان يشكل التحدى الاكبر لاي عمل سياسي يهدف الى التغيير اي كان نوعه او حجمه.وهدم كامل لاي عمل يستنهض الههم وتثوير المجتمع لاحداث اي تغيير ثوري يهدف الارتقاء بالقيم الانسانية والتحرك نحو الافضل في اي مساحة جغرافية في السودان.ان الخطوة الجوهرية الاولى لاحداث التغيير ومواجهة الطغمة الحاكمة هو التخلص من هذه القيادات وفك التناقض المشين بين رفض دكتاتورية الطغمة الحاكمة والقبول بدكتاتورية قيادات الاحزاب السياسية. او استبدالهم بهم او ان نواجههم بنفس هؤلاء المستبدين فمن الموكد فان النتيجة صفر كبير. لان هناك قاسم مشترك اساسي بينهم وهو التسلط والاستمرار في القيادة باي ثمن حتى ولو يفنى شعب السودان جميعا. هذا هو ديدن قادة احزابنا السياسية كما هو حال النظام ولهذا بديهي ان لا ينجح اي عمل معارض بل الان لا يوجد معارضة اساسا والسؤال هو اين العمل المعارض قولا وفعلا لنظام دكتاتوري فاشي بحجم النظام القائم الان؟ ولماذا؟ كما ان استمرار هذه القيادات يشكل ازدراء للاجيال واحتقار لعقولهم وإهانة لشعب السودان ولمسيرته التاريخية واحتكار فزيع لخياراته ورهن لارادته في اشخاص مستبدين باقل من عدد اصابع اليد غير فاعلين وافتقدوا مفعولهم وحسهم الوطني القومي وعطائهم الانساني تاريخيا. وحرمان شعب السودان من حقه الشرعي القيمي والاخلاقي في الممارسة السياسية الصحية والدورية لافراز التجارب وتراكمه والاستفادة منها, واكتساب الخبرات في ادارة الشئون الحياتية المصيرية للافراد والجماعات, والمحاسبة والشفافية. ومصادرة كاملة لحقه في التعبير بدءا برايه الصريح في قيادة حزبه السياسي المعبر عن مصيره وحقوقه السياسية في وطنه وحرمانه من احداث اي تجربة حزبية يستفاد منه ايجابا. لان ببساطة لا يوجد مساحة للتعبير والتقييم على مدى عقود من الزمن . فالسودان الان وفق رقعته الجغرافية كسابع دولة من حيث المساحة عالميا ومن اقدم رقعات الارض التي استقر بها الانسان وانتج حضارات عظيمة كانت مثالا يحتذى ومازال رصيده التاريخي ينوء به كتب التاريخ في كل ارجا الارض. ومازال البحوث التاريخية جارية على قدم وساق, وقبلة للباحثين من كل الدنيا. كما قدم شعب السودان اعظم الثورات والانتفاضات من اجل الحرية وقهر الغزاة وانتزاع حقوقه من كنف الدكتاتوريون على مستوى اقليمه. والمواطن السوداني العادي الاغبش المسكين الغلبان عادة يتصف بالطيبة والميول الى السلم إلا انه فوق كل هذا الرصيد الهائل الضخم فان السودان الان يعد من اكبر الدول الدكتاتورية عالميا. دكتاتورية نظام الحكم لدرجة الفاشية. دكتاتورية الاحزاب لدرجة ان زعيم الحزب السياسي متربع على عرش قيادة الحزب لحوالي نصف قرن! وهذا غير موجود في العالم كله غير السودان وهذا لوحده يعد جريمة إنسانية وفق العصر وسياسية إيضا. واهانة كبرى لشعب السودان ودمغ لتاريخ نضاله ولسمعته الثورية وتشويه متعمد للثقافة والممارسة السياسيتين ويشكل تحدي حقيقي وتناقض مريع مع العصر الذي نعيش فيه حيث انقرضت فيه هذه الممارسات منذ عقود ناهيك عن الاغتراب او التغريب الداخلي والاحباط النفسي الشامل لاغلبية مجتمعات شعب السودان في الداخل والخارج ايضا والدولة الفاشلة بكل المعايير, فشل في الحفاظ على حق الحياة الكريمة الامنة لشعبه الذي اصبح جزء كبير منه اما نازح داخليا اجباريا او لاجئ في الخارج مرغما ايضا.الى الفشل الاقتصادي بكامله رغم ثرواته الهائلة بدليل الامطار مازال تهطل والاغنام ترعى في الاحراش اذا توفرت لها الامن من القتلة والسفاحين سارقي قوت الشعب, فشل في التكامل الداخلي بين مكوناته على الرغم من المساحة الشاسعة فلم يحدث اي تطور لتفاعل مكوناته السكانية لاحداث رابطة اجتماعية/سياسة لخلق امة في اطار وطن يمكن الانتماء اليه.بل العكس عمدت الدويلة العروبواسلامية على تفتيت مكونات السودان مستخدما خطة الاستعمار الغربي (فرق تسد) ودك بعضه بالحروب العبثية وابعاده من ارثه التاريخي الحضاري باعتباره رجس من عمل الشيطان. ووضعت الحواجز الوهمية بين اهل السودان (مكونات السودان) بل حال دون الاستفادة من علاقات الشعوب بدءا بتفعيل الارث الحضاري لشعب السودان داخليا وخارجيا عالميا واقليميا لاحداث التفاعل الانساني حيث ان للسودانيون سمعة طيبة لدى دول الجوار الاقليمي والذي كان يجب ان يكون متوازنا مع جميع دول الجوار لكان السودان رائدا وقائدا. بينما الان كل دول الجوار والعالم اجمع تتوسط لحلحلة ازماته ونزاعاته الداخلية مع نفسه لماذا؟ وكيف؟ الاجابة تجدونه لدى الدويلة العربإسلامية وثوابتها المزعومة. بل ان دول بحجم العاصمة السودانية وتجربتها السياسية وخبرتها بمفهوم الدولة مازال غامضا, إلا انها الان تتوسط لحل مشاكل السودان مع نفسه؟ وهذا قمة الفشل لدرجة الانحدار سريعا الى هوة سحيقة لايعبر مطلقا عن التجارب والخبرات الحضارية لشعب السودان. كما لا يعبر عن السلوك ومنظومة القيم الاجتماعية الممارس في الواقع لشعب السودان حتى اللحظة. بل السودان الان يشكل تهديد امني خطير على ثلاثة مستويات داخلي مع نفسه اي ضد شعبه. واقليمي مع دول الجوار على مستويات عدة منها: احتمال انتقال الصراعات الداخلية بصورة مباشرة او غير مباشرة كاللاجئين وعدم استقرار في المنطقة وزرع التوتر الاقليمي. وعلى صعيد اخر ايضا فان بعض دول الجوار قد وجدت فرصة في الانهيار الداخلي وضعف نظم الحكم وغمرة انشغاله بحروبه الداخلية مما افقدت سلطة الدولة السودانية السيطرة على بعض اطرافها فاستولت على هذه المناطق بعض دول الجوار مما ينذر بحتمية المواجهة العسكرية لاستعادة هذه المناطق الهامة المحتلة من قبل نظم مستبدة غاشمة ومعتدية ليس إلا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اين يكمن جذور الازمة الراهنة؟ (Re: Arabi yakub)
|
ان هذه الممارسة السياسية الحزبية الغريبة والشاذة عالميا نكون قد افترعنا مفهوما جديدا في الممارسة السياسية وهي دكتاتورية الاحزاب كممارسة فعلية ليس جديدا ولكن لم يتوقع احد من فقهاء السياسة وعلم الاجتماع والفلاسفة ان يحدث مثل هذا في اطار التطور الديمقراطي لعدة احزاب سياسية تنشد الديمقراطية والحرية والتبادل السلمي للسلطة وتبادل الاجيال. وبما ان الديمقراطية عمل تغييري دوري يقوم به الشعب وفق ارادته الحرة, فاكتفوا بتحديد نظام الحزب الواحد باعتباره احادي يحتكر كل شئ ومن البديهي ان يكون حزبا دكتاتوريا. وكانت الامثلة الحية لهذا هي الاحزاب الفاشية والنازية والاحزاب الشيوعية وكل هذه الامزجة قد انهارت واندثرت تماما منذ اواخر القرن الماضي. وربما ترددوا في تصنيف الاحزاب الاسلاموية في هذا الاطار . وما لدينا الان اسوأ بكثير من كل الامثلة الحزبية المنقرضة المذكورة باعلاه اذا اخذنا في الاعتبار عاملي الزمان والمكان في الحسبان. بالاضافة الى النتائج الكارثية لما آل اليه حال الوطن الان واجراء جرد حساب لما حدث ويحدث بالسودان منذ الاستقلال, فحروبنا العبثية مع بعضنا اطول من حروبهم وضحايانا اكثر بالطبع. والخسائر المادية لا تعد ولا تحصى ناهيك عن إهدار الفرص التاريخية النادرة جدا في مسيرة شعوب كثيرة لبناء الوطن والنهوض به في كافة المجالات. هذا غير المؤهلات الطبيعية لشعب السودان من حيث قدراته في احداث التحول والتفاعل مع الاحداث ومع بعضه البعض ايضا. وهنا دور الحزب السياسي القومي الطليعي الذي يمارس دور القيادة الاجتماعية السياسية بريادة لاستنهاض الهمم وتاطير الوعي الوطني القومي والتنظيم العلمي المدروس بدقة وعناية وفق برنامج سياسي لاحداث النقلات النوعية للتكامل الاجتماعي السياسي بين كافة الوان الطيف المكون للمجتمع السوداني وتحقيق الاهداف الكبيرة للمصلحة الوطنية العليا والفردية للجميع. فرؤساء احزابنا الان لا ولن يسمح بان يخلفه ابنه او حتى حفيده في قيادة الحزب لمصلحة التغيير السياسي وتبادل الاجيال فكيف ياتي بالديمقراطية للاخرين؟
وحتما سنعود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اين يكمن جذور الازمة الراهنة؟ (Re: samia gasim)
|
مرحبا أستاذ عربي يعقوب وشكراً علي البوست . نعم هي المرارات وهي الوقائع المأساوية لشعب السودان والتي إستمرت فترة لسيت بالقصيرة. وأصدقك القول إنني أجد هذه المعاناة والنزيف لا يتناسب مع كفاءة ومؤهلات أبناء هذا البلد العظيم، ففيه من علماء وخبراء وشرفاء ووطنيين مهمومين بحال البلد ممن في إستطاعتهم تغيير مسار البلد وتغيير الحال إلي ما يحقق العدل والديمقراطية لإنسانه.
نعم أستاذ عربي يعقوب كانت رؤية القائد الفذ دكتور جونق قرنق متقدمة دوما في قراءة الواقع، عكست المشكل الحقيقي للوطن السودان وطرحت الحل. فلم تكن ابداً مشكلة السودان في جنوبه بل المشكلة في جميع أنحاء السودان. فقط تحرك وإبتعد عن المدن وتوغل الي الداخل غرباً أو جنوباً أو شرقاً، لترى مستوى الفقر والمعاناة التي يعيشها العباد من إفتقار أبسط وأهم الخدمات الي تخلف بالكامل عن الحياة الكريمة والشريفة ... وأما العاصمة القومية الجميلة المتطورة والمتقدمة والتي بدأت في إستلاف أسلوب الحياة المتقدمة والمظهر الحديث الخادع، فحدث ولا حرج، فساد ليس له مثيل وعلي كافة المستويات، بلد علي كيفك كما يقال في النكتة .. أقتل .. أسرق .. أنهب .. وأفعل ما تشاء وطريقك ساهل طول ما أنت مع المؤتمر الوطني.
نعم يا أستاذ عربي يعقوب وكما إعتاد القائد ياسر عرمان أن يردد دوما تغيير السودان يبدأ من تغيير المركز، تغيير السودان يبدأ من تغيير الخرطوم وكما ذكرت أنت سابقا أن قيادات هذه الاحزاب وهنت وعجزت عن أن تحدث تغييراً، وأنا أتساءل إذا لم تحرك هذه القيادات ساكن الآن وفي هذه اللحظة الحرجة من عمر السودان فمتي يمكن أن تتحرك؟ وإذا لم تتحرك هذه القيادات لتقود أحزابها وجماهيرها للتصدي لتشرزم البلد وللتصدي للديكتاتورية وحكم الفرد وللحفاظ علي وطن للجميع متي يمكن أن تتحرك؟ متي؟
وأعلم جيدا أستاذ عربي أن هناك مجموعات ضخمة داخل جسد هذه الاحزاب وخارجها شباب وشيب ممن ضاقوا زرعا بقياداتها .. ضاقوا زرعا بالحال المائل والحركة المعوجة لتلك الاحزاب ويبحثون عن سبيل للتغيير وأصدق مثال هي حملة الأمل والتغيير وكيف اجتذبت مختلف المواطنيين بمختلف اتجاهاتهم الحزبية والفكرية فكانت أمل حقيقي في التغيير وكانت حلم قطاع كبير من المواطنيين. دعني اقول أن الحركة الشعبية هي الحزب المؤهل لقيادة السودان وإحداث تغيير حقيقي ... هي الحزب الذي نجح أن ينضم تحت لوائه جميع أبناء السودان ... تمثيل حقيقي جميع الالوان والديانات والأعراق ... برنامج يسع الجميع ويشمل كل السودان .. هي القيادة المنتظرة والمعول عليها ... ولكن لا أدري ما هو مصير الحركة الشعبية بعد الانفصال؟!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اين يكمن جذور الازمة الراهنة؟ (Re: samia gasim)
|
عزيزنا نزار التحية لك هؤلاء السادة قد عبثوا بالسودان فدمروه الان كما نراه ولا خلاص إلا بمواجهتهم بحقيقتهم التاريخية فلم يتعترض السودان لغزو اجنبي خلال نصف القرن الماضي وحتى الان وانما تحت هؤلاء الدكتاتوريون المستبدون قد انهار كل شئ الان ومن مفارقات القدر فان المستعمر قد السودان موحدا شعبا وترابا؟ وبعض المؤسسات كانت كافية لصناعة الدولة الوطنية الحديثة ولكن هؤلاء الاقزام قد افضوا به الى ما نراه الان وان نزعة الاستبداد والتطور نيقضان بالطبع وبالتالي فلامعنى لاستبدال البشير بالمهدي او الترابي او المرغنى الاستاذ نقد او ان يقوموا هم بعمل ازالة البشير هذا بالتجربة لعقدين لم يحدث ولا يوجد اي مؤشرات لاحداثه بل العكس الان هم جميعهم يحمون البشير اذن الحل يكمن في ازالتههم هم اولا وهذا ممكن جدا سلما كمان ومن ثم نعد لعدة لمواجهة البشير وطغمته؟
تراجي
كل الشكر لك ولاهتمامك الكبير ودائما تفقدني التعبير ولكن على كل اطماني بخير وملتزم بالضوابط الصحية بالمناسبة اين الامير الكوشي بشاشا لقد حاولت الاتصال به مرات عديدة ولم اجده منذ بداية العام انشاء الله هو بخير وعلى اتصال بكم فائق الشكر لك
| |
|
|
|
|
|
|
|