|
قوافل الإستهبال من الشمال الى الجنوب لتحقيق وحدة (أوانطية) جاذبة
|
قوافل الإستهبال من الشمال الى الجنوب لتحقيق وحدة (أوانطية) جاذبة
بقلم : روبن مريال بنجامين
من يشاهد هذه الأيام معظم القنوات التلفزيونية في السودان تجد أن هنالك توجه إستهبالي لإقناع الجنوبيين ليصوتوا لصالح الوحدة .. وتجد أن معظم الجهات التي أعلنت الذهاب الى الجنوب من طلاب الجامعات والمعاهد العليا جلهم من المنظمين مع المؤتمر الوطني أو أحزاب إسلامية أخرى .. وتلاحظ أيضاً أن وراء هذا العمل أناس كانوا يقودون المليشيات والدبابيين أثناء الحرب ووهؤلاء من الناس لا يحملون أفكار تقود الى الوحدة بل يرغبون في الحصول على موارد الجنوب الطبيعية.
نعود الى القوافل الإستهبالية .. وقد شاهدت أن هنالك فنانون يغنون بلغة الدينكا والنوير والباريا والشلك .. يغنون أغاني لا يفهمون معناها .. بل همهم فقط من هذا النهج تحقيق (وحدة أوانطية) ومن بين هذه الأغاني أغاني الكنيسة .. لماذا أصبح الإهتمام بهذه الأغنيات الآن ؟ .. طيلة الـ(54) عاماً لم يفكر أي من هؤلاء أن أصحاب هذه الأغنيات سودانيين وأن مثل هذه الأغنيات كان بالإمكان أن تساهم في قوة السودان لأن قوة السودان في هذا التنوع الفريد وضرورة الإعتراف بهذا التنوع الذي هو مصدر قوة السودان .. ولكن وفي الزمن الضائع وبعد أن أدركوا أخيراً أن الإنفصال آتي لا محال نتيجة دفعهم للجنوبيين دفعاً الى الإنفصال جاءوا الآن في هذا التوقيت المتأخر (بالأوانطة) والإستهبال ويحلمون بتحقيق وحدة إستهبالية.
قوى الظلم والظلام لا تزال تعتقد أن الجنوبيين لا زالوا في زمن العفو والعافية وأنه يمكن تمرير الأجندة الإستهبالية .. ولقد ظل الشمال السياسي يحكم السودان بطريقة إستهبالية وعدم مسؤوليةمنذ الإستقلال .. ويتوهمون بأن هذه الطريقة التي يديرون بها السودان يمكن أن تقود الى وحدة .. ويمكنك أيها القارئ الكريم مشاهدة الرقصات الشعبية الجنوبية التي يرقصها هؤلاء المستهبلون في التلفاز أنها لا تعبر عن الرقصات الأصلية لقبائل الجنوب .. بل أنك تشعر بأن هذه الرقصات (off point) وفيها إهانة وإساءة لرقصات قبائل الجنوب ومتعمدة من خلال الأداء الفاشل لهذه الرقصات والأغاني الجنوبية وهو نوع من التشويش لتراث ورصيد الجنوب من الثقافة .. يجب إيقاف هذه الأعمال فهي تساهم في تعميق الشعور بالبعد عن الوحدة الحقيقية .. هؤلاء يعتقدون أن شعب جنوب السودان قد نسى الأفعال التي كانت ترتكب خلال الـ(54) عاماً ضد الجنوبيين.
إذا كان الناس ترغب حقيقة في الوحدة الجاذبة فيجب أن يفكروا في الآتي :
1/ تحقيق دولة علمانية لا دولة دينية تفرق بين الناس.
2/ قبول الشمال السياسي بالأخطاء التي أرتكبت ضد الجنوبيين لأن الإعتراف بما إرتكبت من ظلم في حق الآخر يولد شعور لدي الآخر بأن هنالك جدية ترتيب طريق يفضي الى حوار بناء عن الوحدة.
3/ الإعتذار وهذا مهم للغاية لتصفية النفوس وبالتالي سيكون على عاتق المظلوم أن يسعى للحوار في مثل هذه الأجواء .. ولكن إذا إستمر المؤتمر الوطني والشمال السياسي في طريقتهم القديمة فلن يكون هناك أي حوار عن الوحدة الجاذبة.
أرى هذه الأيام أن إعلام المؤتمر الوطني بدأ يفرق بين الجنوبيين على أساس صفوة ومواطنين عاديين .. فهؤلاء يقولون بأن الصفوة في الجنوب هم من يريدون الإنفصال وأنهم قلة أما المواطنون العاديون فسيصوتون للوحدة لأنهم غير الصفوة والمثقفين .. وهذا الحديث يعكس أيضاً عدم المسؤولية في التفكير وشعور هؤلاء الحاقدين على مثقفي لجنوب .ز هؤلاء نسوا أن الذين فرقوهم اليوم الى الصفوة والمثقفة ومواطنين عاديين في الجنوب والذين لا يعرفون حقوقهم يمكن أن يصوتوا للوحدة .. لا يا السيد الظالم في الشمال السياسي .. المواطنين الجنوبيين العاديين والصفوة والذين فرقتهم بالقول الآن هم نفس المواطنين الجنوبيين الذين تضربهم بطائرات الأنتنوف .. ولم تفرقهم بالقنابل الحارقة وتريد اليوم أن تفرقهم بالقول القبيح ؟ ! .. نحن كلنا لن ننسى تلك الأيام التي كانت تطالنا قنابلكم الحاقدة.
|
|
|
|
|
|