كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
عمي فرج .. قصيدة للشاعر فاروق جويده
|
قصيدة رائعة للشاعر فاروق جويدة عنوانها " عم فرج " كتبها إهداء ً لضحايا العبارة التي غرقت عند عودتها من السعودية إلى مصر
عمي فرج..
رجل بسيط الحال
لم يعرف من الأيام شـيئاً
غير صمت المتـعبـين
كنـا إذا اشـتدت ريـاح الشك بين يديه نـلتمس اليقين..
كـنا إذا غـابت خـيوط الشـمس عن عينـيه شيء في جوانحنـا يضل ويستكين ..
كنـا إذا حامت علي الأيام أسراب من اليأس الجسور نـراه كـنز الحالمين..
كـم كـان يمسك ذقـنه البيضاء في ألم وينظـر في حقول القـمح والفئـران تـسكـر من دماء الكـادحين
عمي فـرج..
***
يوما تقلـب فـوق ظـهر الحزن أخـرج صفحة صفراء
إعلانا بـطـول الأرض يطلب في بـلاد النـفـط بعض العاملين
همس الحزين وقـال في ألم: أسافر...
كـيف يا الله أحتمل البعاد عن البنية... والبنين ؟!
.. لم لا أحج..
فـهل أموت ولا أري خير البرية أجمعين..
لم لا أسافر..
كلـها أوطـانـنـا..
ولأنـنـا في الهم شـرق.. بيننا نسب ودين.
لـكنه وطـني الـذي أدمي فـؤادي من سنين
ما عاد يذكرني..
نـساني..
كـل شيء فيك يامصر الحبـيبة سوف يـنسي بعد حين..
أنا لـست أول عاشق نـسيته
هذي الأرض كم نـسيت ألوف العاشقين..
***
عمي فرج..
قـد حان ميعاد الرجوع إلي الوطـن
الكـل يصرخ فـوق أضواء السفينة
كـلـما اقـتـربت خيوط الضوء
عاودنا الشـجن أهواك يا وطني..
فلا الأحزان أنـستني هواك
ولا الزمن
عمي فرج..
وضع القميص علي يديه وصاح:
يا أحباب لا تتعجبوا
إني أشم عبير ماء النـيل فوق الباخره
هيا احملـوا عيني علي كفي
أكاد الآن ألمح كل مئذنة تطـوف علي رحاب القاهره..
هيا احملوني كـي أري وجه الوطـن..
دوت وراء الأفق فرقـعة
أطاحت بالقـلوب المستـكينه
والماء يفتـح ألف باب
والظـلام يدق أرجاء السفينه
غاصت جموع العائدين
تناثـرت في الليل صيحات حزينه
عمي فرج..
***
قـد قام يصرخ تـحت أشـلاء السـفينه
رجل عجوز في خريف العمر
من منكم يعينه
رجل عجوز ….
آه يا وطني أمد يدي نحوك ثم يقطعها الظـلام
وأظل أصرخ فيك: أنقذنا.. حرام
وتسابق الموت الجــــبان..
واسودت الدنيا
وقـام الموت يروي
قصة البسطاء في زمن التـخاذل والتنـطـع والهوان..
وسحابة الموت الكـئيب تـلف أرجاء المكـان
***
عمي فرج..
بين الضحايا كان يغمض عينـه
والموج يحفر قبره بين الشـعاب.
وعلي يديه تـطل مسبحة
ويهمس في عتاب
الآن يا وطـني أعود إليك
تـوصد في عيوني كل باب
لم ضقـت يا وطني بـنـا
قد كـان حلـمي أن يزول الهم عني..
عند بابـك
قد كان حلمي أن أري قبري
علي أعتابـك
الملح كفـنني وكان الموج أرحم من عذابـك
ورجعت كـي أرتاح يوما في رحابك
وبخلت يا وطني بقبر يحتويني في ترابك
فبخلت يوما بالسكن
والآن تبخـل بالكفـن
ماذا أصابك يا وطـن..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عمي فرج .. قصيدة للشاعر فاروق جويده (Re: حاتم كاهن)
|
لم ضقـت يا وطني بـنـا
قد كـان حلـمي أن يزول الهم عني..
عند بابـك
قد كان حلمي أن أري قبري
علي أعتابـك
الملح كفـنني وكان الموج أرحم من عذابـك
ورجعت كـي أرتاح يوما في رحابك
وبخلت يا وطني بقبر يحتويني في ترابك
فبخلت يوما بالسكن
والآن تبخـل بالكفـن
ماذا أصابك يا وطـن..
شكراً حاتم ...
ما أروع هذا الحفر على جدران المأساة الوطنية المتعددة الأشكال والألوان .. !!
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عمي فرج .. قصيدة للشاعر فاروق جويده (Re: صديق عبد الجبار)
|
أبو فواز وما أروعك .. عارف يا صديق بالرغم من إختلاف ملامح المأساة من واقع مآسينا هنا .. إلا أن النكهة هي ذاتها النكهة .. التى تجد في قلوبنا طريقاً لتحفر أثراً لا يندمل ..
ماذا أصابك يا وطن ؟ عنوان يصلح لإن يقاس عليه السودان .. الوطن الكان .. بكل ما يحمل من غرق وموت .. عمي فرج .. هو أنا وأنت .. الذي يبخل علينا .. وطننا .. بالسكن .. وغير بعيد سيبخل علينا .. بالكفن ..
شاكر مرورك من هنا .. دمت ودامت أيامك
كاهن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عمي فرج .. قصيدة للشاعر فاروق جويده (Re: صديق عبد الجبار)
|
المحترم أبوفواز أنيقٌ في حضورك كريمٌ دوماً حين تهل .. هذي بلاد .. لم تعد كبلادي بقدر فرحي بسماعها .. بقدر ما رأيت فيها من جناس يطابق ما يعتري واقعنا .. فحزنت بقدر ما فرحت .. هنا كلماتها فقط لينعم بها من أراد لنفسه تفويت (بهجة) أن يسمعها بصوت قائلها الجيد جويدة ..
قد عشت أسأل أين وجه بلادي؟؟ أين النخيل ؟ وأين دفء الوادي؟ لاشيء يبدو في السماء أمامنا غير الظلام وصورة الجلاد هو لا يغيب عن العيون كأنه قدر كيوم البعث والميلاد قد عشت أصرخ بينكم وأنادي أبني قصورا من تلال رمادي أهفو لأرض لا تساوم فرحتي لا تستبيح كرامتي وعنادي أشتاق أطفال كحبات الندى يتراقصون مع الصباح النادي أهفو لأيام توارى سحرها صخب الجياد وفرحة الأعياد أشتقت يوما أن تعود بلادي غابت وغبنا و انتهت ببعاد في كل نجم ضل .. حلم ضائع وسحابة لبست ثياب حداد وعلى المدى أسراب طير راحل نسي الغناء ....فصار سرب جراد هذه بلاد تاجرت في أرضها وتفرقت شيعا بكل مزاد لم يبقى من صخب الجياد سوى.... الأسى تاريخ هذه الأرض بعض جياد في كل ركن من ربوع بلادي تبدو أمامي صورة الجلاد لمحوه من زمن يضاجع أرضها حملت سفاحا فاستباح الوادي لم يبق غير صراخ أمس راحل ومقابر سأمت من الأجداد وعصابة سرقت نزيف عيوننا بالقهر... والتدليس... والأحقاد ماعاد فيها ضوء نجم شارد ماعاد فيها صوت طير شادي تمضي بنا الأحزان ساخرة بنا وتزورنا دوما بلا ميعاد شيء تكسر في عيوني بعدما ضاق الزمان بثورتي و عنادي أحببتها أحببتها ......حتى الثمالة بينما باعت صباها الغض ..... للأوغاد لم يبق فيها غير ...... صبح كاذب و صراخ أرض في لظى استعباد لا تسألوني عن .... دموع بلادي عن حزنها في لحظة استشهاد في كل شبر من ثراها ..... صرخة كانت تهرول خلفنا و تنادي الأفق يصغر .... والسماء كئيبة خلف الغيوم .... أرى جبال سواد تتلاطم الأمواج فوق رؤوسنا والريح تلقي للصخور عتاد نامت على الأفق البعيد ملامح وتجمدت بين الصقيع أيادي ورفعت كفي قد يراني عابر فرأيت أمي........ في ثياب حداد أجسادنا كانت تعانق بعضها كوداع أحباب بلا ميعاد البحر لم يرحم براءة عمرنا تتزاحم الأجساد في الأجساد حتى الشهادة راوغتني لحظة وأستيقظت فجراً أضاء فؤادي هذا قميصي فيه .... وجه بنيتي ودعاء أمي .... كيس ملح زادي ردوا إلى أمي القميص.... فقد رات مالا أرى من غربتي ... ومرادي وطن بخيل .... باعني في غفلة حين اشترته عصابة الإفساد شاهدت من خلف الحدود .... مواكبا للجوع تصرخ في حمى الأسياد كانت حشود الموت تمرح حولنا والعمر يبكي ..... والحنين ينادي ما بين عمرٍ ...... فر مني هاربا وحكاية يزهو بها أولادي عن عاشق هجر البلاد وأهلها ومضى وراء المال والأمجاد كل الحكاية ...... أنها ضاقت بنا وأستسلمت للص والقواد في لحظة...... سكن الوجود تناثرت حولي مرايا الموت والميلاد قد كان آخر ما لمحت على المدى و النبض يخبو صورة الجلاد قد كان يضحك والعصابة حوله وعلى امتداد النهر يبكي الوادي وصرخت..... والكلمات تهرب من فمي هذي بلادُ............ لم تعد كبلادي !!!
أعظم التحايا والإمتنان
كاهن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عمي فرج .. قصيدة للشاعر فاروق جويده (Re: Elmosley)
|
أوو أستاذنا الأجمل الذي نحلم بنهار يجمعنا به .. أستاذي الموصلي .. فاروق جويده هو من إتسعت باشعاره أعيننا .. أكاد أجزم أن جيلي كله أول ما قرأ أشعاراً للحب فقطعاً قد قرأ لجويده : وقالت سوف تنساني...وتنسى انني يوما
وهبتك نبض وجداني...وتعشق موجة اخرى
وتهجر دفء شطآني...وتجلس مثلما كنا
أتسمع بعض الحاني...ولا تعنيك أحزاني
ويسقط كالمنى اسمي...وسوف يتوه عنواني
فقلت:هواك..ايماني..ومغفرتي..وعصياني
أتيتك والمنى عندي...بقايا بين احضاني
أحبك...واحة هدأت عليها كل أحزاني
أحبك...نسمة تروي لصمت الناس الحاني
أحبك...نشوة تسري وتشعل نار بركاني
أحبك...انت يا أملا كضوء الصبح يلقاني
أمات الحب عشاقا...وحبك انت احياني
ولو خيرت في وطن...لقلتُ هواك أوطاني
ولو انساك يا عمري...حنايا القلب تنساني
اذا ما ضعت في دربي...ففي عينيك عنواني
فاروق جويده مدرسة بحالها وإسم من ذهب في تأريخ الشعر الذي عاصرناه ..
أستاذي الموصلي عطرتني بمرورك
بحراً من الود يصلك من هنا
كاهن
| |
|
|
|
|
|
|
|