|
الله قل و ذر الوجود و ما حوى ان كنت مرتضى بلوغ الكمال ... حكم غوثية
|
اللهم صلى و سلم على سيدنا محمد و على ال محمد فى كل لمحة و نفس عدد ما وسعه علم الله
أبو مدين الغوث
أبو مدين الغوث رسم أبو مدين الغوث طريق القرب الى الله بقوله: من اشتغل بطلب الدنيا ابتلي فيها بالذل . وحذر من الميل إلى غير الله بقوله: إياك أن تميل إلى غير الله فيسلبك لذة مناجاته . وحكى هذه القصة ذات الدلالة العميقة: جاء رجلان إلى أبي عبدالله التاودي يزورانه، فأبصروا بين يديه هرين، جعل كل واحد منهما رأسه إلى الآخر . قال الرجلان : هكذا ينبغي أن تكون الاخوة. فأخذ التاودي لقمة خبز ورمى بها إليهما، فوثبا كل واحد منهما على الآخر يريد أن يأخذ اللقمة. فقال التاودي: هكذا كانت الاخوة، حتى دخلت الدنيا فأفسدتها !! وأبو مدين الغوث هو: شعيب بن الحسن الأندلسي التلمساني ولد سنة (520 هـ) وتوفي سنة (594 هـ) وقبره معروف في تلمسان . يتحدث عنه الإمام محيي الدين بن عربي فيقول: إنه بلغ القمة في المجال الصوفي، ويضعه في منزلة يعز بلوغها، ويسميه شيخ الشيوخ . أما صاحب طبقات المالكية فكتب عنه كلمات جميلة موجزة جامعة حيث يقول: جمع الله له علم الشريعة والحقيقة . كان من الفضلاء وأعلام العلماء، ومن حفاظ الحديث، وكانت ترد إليه الفتاوي في مذهب مالك فيجيب عنها في الوقت . مناقبه شهيرة وكراماته كثيرة . رحل إلى المشرق فأخذ عن العلماء، واستفاد من الزهاد والاولياء . أما الدكتور عبدالحليم محمود فيقول عنه: خرج به الآلاف من ظلمة المعاصي إلى نور الهداية، ولما انتهت به الحياة، كان أثره ضخما ورصيده في الخير كبيرا . وأبو مدين من أعلام الصوفية، كان يردد دائما عبارة: الله الحق . وكلماته كلها مدارها الحق . وهو القائل: الحضور مع الحق جنة، والغيبة عنه نار، والقرب منه لذة، والبعد عنه حسرة، والأنس به حياة، والاستيحاش منه موت . وقال: نسيان العبد للحق طرفة عين خيانة. والتقوى عنده هي أن ترى الله في كل أعمالك . والتوكل هو: الاعتماد على الله، فلا يغلب على ذكرك إلا الله . والتصوف هو: التسليم لله، وحقيقته ألا تذكر ولاتشاهد سواه . قال:الله ربي لا أريد سواه: هل في الوجود الحي إلا الله والطريق عند أبي مدين يبدأ بالتوبة، ثم الإرادة، فيقول: طلب الإرادة قبل تصحيح التوبة غفلة . ومع التوبة تكون الطاعات: فمن يهمل الفرائض ضيع نفسه. ومن شعره في حب الله ورسوله: أهل المحبة بالمحبوب قد شغلوا . لم تلههم زينة الدنيا وزخرفها . وفي محبته أرواحهم بذلوا . ولاجناها ولا حلي ولا حلل .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الله قل و ذر الوجود و ما حوى ان كنت مرتضى بلوغ الكمال ... حكم غوثية (Re: احمد حامد صالح)
|
قال رضى الله عنه
من تعلق بوعد الامانى لم يفارق التوانى
اقتباسات من شرح الشيخ المستغانمى
الناس قسمان فى وجود التوانى : قسم يتأنى عن التلبس بالطاعة . و قسم يتأنى عن طلب الحق عز و جل , و ذلك من عدم اشتياقه اليه , و لو اشتاق الى الله لاشتاق الله اليه, لقوله عليه الصلاة و السلام : اذا تقرب الى عبدى شبرا تقربت اليه ذراعا, و اذا اتانى عبدى ماشيا اتيته هرولة , و قال ايضا : انا جليس من ذكرنى . من الحرمان ان يتصف المؤمن المريد بالتوانى فى طلب الله , المماطل , فى كل يوم يقول غدا النهوض , و هكذا الى ان يقضى العمر سبهللا , و ما احسن ما قيل فى مثل هؤلاء :
رضوا بالامانى و ابتلوا بحظوظهم .......... و خاضوا بحار الحب دعوى فما ابتلوا فهم فى السرى لم يبرحوا من مكانهم ....... و ما ظعنوا فى السير عنه و قد كلوا و عن مذهبى لما استباحوا العمى .......... على الهدى حسدا من عند انفسهم ضلوا
و عليه ما منعنا عن الوصول الا التوانى , و من الناس من يتأنى عن التلبس بالطاعة , و يظهر له ان ذلك من موافقة القدر , بل انما من موافقته لهوى نفسه , الا ترى لو تبين له حظ من الحظوظ الدنيوية لنهض له بكل النهوض , و قال : ان الرزق مكتوب و السبب مطلوب , و فى طلب الحق لا يتسبب , و بطاعته لا يتقرب , و للمنية لا يترقب , كانه فى امان . و ان قلت له : اتق الله , يقول الحق غفار , صدقت . او لم تعلم انه رزاق ؟ فلما تتسب فى جلب الرزق بكل الوجوه , و لا تتسبب فيما يوجب المغفرة و لو بوجه ما , و اما كون ان يعمل الانسان بعمل اهل النار و يرجو الجنة فهذا بعيد .
| |
|
|
|
|
|
|
|