|
والله مهزلة ومأساة
|
تحياتي
المأساة سأذكرها لاحقا لكن دعوني أبدأ بهذه المقدمة:
اعتقد ان الخبرة التي اكتسبناها نحن السودانيين من خلال رحلة الاغتراب والهجرة في كل أنحاء الدنيا واحتكاكنا بالبشر من كل الامم ومعرفة اصلهم وفصلهم قد منحتنا الفرصة الكافية للتعرف على هؤلاء البشر ومعادنهم.
ومن هذه الحقيقة .. السؤال الذي يطرح نفسه هو : لماذا لا يستعين مكتب العمل السوداني او ادارة الجوازات السودانية بالمغتربين السودانيين وتطلب منهم النصح والمشورة في نوعية العمالة وجودتها ومهارتها والتي بدأت تتقاطر على السودان لطلب الرزق ...لا اريد ان يفهمني احد بأني ضد الوافدين الى السودان، بل على العكس فكما اغتربنا وهاجرنا نحن في كل دول العالم فلا بأس أن يغترب غيرنا الى السودان وينعم بماقسم الله له من رزق.
ولكن أي عمالة يجب ان تعمل في السودان ? هل كل من هب ودب يفتح له السودان لكي يعيث فسادا في الأرض؟ وسأحكي لاحقا عن معنى -إعاثة الفساد هذه- فقط تابعونا...
والسؤال الثاني لماذا لم يستفيد مكتب العمل وادارة الجوازات من تجارب دول الخليج في معرفة السلبيات التي نتجت عن توافد هذه العمالة على دول الخليج لكي يتفادى حدوثها في السودان.
ولماذا لم يرسل مكتب العمل او ادارة الجوازات بعض الوفود لتلك الدول لاخذ المشورة من دول الخليج؟؟؟؟ لكن يبدو ان القائمين في السودان على أمر الهجرة وشئون العمل لا يعيرون ادنى اهتمام بهذا الموضوع - أو كما يقال سادين دى بطينة ودي بعجينة - وعليه يفتحون أبواب السودان لكل من هب ودب من عامل النظافة الى بائع الشاورما فعظم فائض العمالة من دول الخليج تم ويتم القذف به للسودان مع الأسف.
على المستوى الشخصي ومن خلال رحلة اغترابي التي امتدت لمايزيد عن خمسة وعشرين سنة قابلت فيها بشرا من معظم جنسيات العالم واذا سألتوني عن اكثر الشعوب حبا وتفانيا في العمل ويعملون بكل جد واخلاص سأقول هم شعب الفلبين سواء العمالة الماهرة منهم وذوي الخبرة وحتى العمالة العادية منهم.
أما اذا سألتوني عن أسواء عمالة قابلتها في حياتي سأقول وأنا مغمض العينين هم عمالة دولة بنغلاديش: حكي لى احدهم وهو من بنغلاديش تعرفت عليه في الشركة التي اعمل بها انهم في بنغلاديش ونظرا لضيق ذات اليد لدى معظم سكان بنغلاديش فيمكنك بكل بساطة ويسر ان تدفع لاحدهم مبلغ ولو بسيط لينفذ لك ماتريد : يعني اذا اردت ان تصفى حساب مع احدهم فيمكنك ان تدفع له نظير ان يصب ماء النار في وجه خصمك او حتى ان يقتله. وحكى لى ان الصحف عندهم مليئة جدا بمثل هذه الأحداث والقصص التي يشيب لها شعر الرأس.
بصراحه تعجبت كل العجب من كلامه. ولكن بطل عجبي عندما تأكدت لى هذه المعلومة والتي حدثت فصولها مع الاسف في السودان ومن نفس الجنسية (بنغلاديشي) قبل اقل من سنتين:
والان لنبدأ في رواية فصول المهزلة
قابلته قبل يومين بالمكان الذي اعمل فيه فتقدم نحوي وقال:
- السلام عليكم - وعليكم السلام -انت سوداني؟ -أيوه سوداني -انا كنت في السودان وين في السودان في الخرطوم – السجانه -كم سنه في السودان - اربع سنه -كنت شغال وين شغال في دكان.
المحادثة اعلاه جرت بيني وبين احد العمالة البنغلادشيين قبل يومين فقط
تذكرت عندها هذه المأساة والمهزلة والتي جرت فصولها في الآونة الاخيرة في السودان وكم تحسرت فبالرغم من طيبة وسماحة السودانيين حتى مع الجنسيات الاخرى ولكن ....
تعالو شوفو معاي هذا المعتوه البنغلاديشي ماذا فعل بتلك السودانية. فبعد وصوله للسودان قبل عدة سنوات تعرف الى اسرة سودانية ففتحت له باب بيتها وآوته فما كان منه الا ان حطم تلك الاسرة ...
كيف ولماذا وأين؟
راجع بالتفاصيل انتظرونا
لكل القراء فاتني ان أهنئكم بحلول شهر رمضان المعظم
هشام حامد العبيد
|
|
|
|
|
|