شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 11:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-07-2010, 09:20 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى

    (1)



    سهرنا تلك الليلة لساعة متأخرة بسبب الفرحة التى غمرتنا لقرب سفرنا للبلد بصحبة والدى لخوض إنتخابات الدائرة التى ترشح فيها بالمديرية الشمالية فقد كان كل واحد منا يرسم سيناريو لتلك الرحلة ويطلق لخياله العنان لوضع تصور خرافى كل منا حسب عمره ومخزونه عن تلك البقعة العزيزة من الوطن التى تعيدنا إلى جذورنا
    صحونا باكراً رغم معاناة السهر لكن ما عشعش فى دواخلنا من فرح أزاح عن كاهلنا أى إحساس بالإرهاق
    وصلنا إلى محطة القطار وسط الخرطوم حوالى الرابعة فجراً نحمل أمتعتنا الشخصية إضافة إلى كثير من الطعام (الزوادة) التى قضت والدتى يومين قبل تاريخ سفرنا وهى تعدها إستعدادا لمفاجآت الطريق التى لايعرف أحد كم من الوقت سنقضيه لنصل إلى وجهتنا النهائية (كريمة) دلفنا إلى إحدى عربات القطار وحيث أن عددنا كان كبيراً فضلنا أن يكون جمعنا بالدرجة الثالثة حيث نستطيع أن نكون سويا لنتسامر ونقتل الملل الذى يـولد عادة أثناء السفر
    أذكر أنه كانت مجموعتنا تتكون من شقيقتى أمانى وأخى وليد وإبن خالتى الفاتح وأبناء عمى شرف وبهاء وثلاثة من أصدقاء وليد
    كان فرحى يزداد كل لحظة أشعر فيها أننى فى طريقى لألاقى أهلى الذين غرس إسماعيل حبهم فى كل خلاياى بحديثه الجميل عنهم حتى أحسست أنى أعرفهم قبل أن أراهم ووددت أن تــُطوى لى الأرض أو أن تصير لى أجنحة تحملنى لأهلى الحــُنان وسط النخيل على ضفاف النيل العظيم - رغم أن الوقت باكراً إلا أن محطة القطاربالخرطوم كانت مكتظة بالمسافرين والمودعين والباعة الذين يترزقون من هذا التجمع بعضهم يبيع الماء وبعضهم يعرض المأكولات وآخرون يبيعون الشاى وبعضهم يبيع الصحف اليومية التى يقبل عليها المسافرون ليتسلوا بها أثناء السفر ومن ثم يهدونها لأصدقائهم الذين سيتعرفون عليهم أثناء السفر وقليلون يحتفظون بها لدفعها لإخوانهم عند وصولهم إلى ديارهم حيث كانت الصحف يتعذر وصولها إليهم فى ذلك الزمان
    حجزنا أربعة كنبات وضعنا عليها فراشنا وكان هذا يكفى للإعلان عن حجز المكان فى عربات الدرجة الثالثة واكتظت العربة بمجموعات شبابية من الجنسين وصرت أجول بنظرى أتفحص أوجه المسافرين وأشعر أن الكل فرح بتوجهه للشمال لكن إحساسى بفرحى كان أكبر-جلست وشقيقتى أمانى بجوار نافذة القطار لنراقب من خلالها جمهرة المسافرين وهم يحتضنون مودعيهم وآخر يهمس بالوصايا لأحد المسافرين بصوت بين السر والجهر يعلو تعبيراً عن التشديد على عدم إهمال وصيته .. كانت أختى أمانى تشاركنى هذا التألق والتأمــُل لتلك الوجوه التى تتجمهر حولنا
    تحرك القطار عند الخامسة صباحاً يزفـــُه هذا الأزيز الصادر جراء إحتكاك عجلاته الحديدية بالقضبان الحديدية - فى تلك اللحظات سالت دموع وانقبضت قلوب وارتفعت أيادى بالوداع حينها جلس الباعة تحت ظلال متفرقة يجردون ما تبقى من بضاعتهم ويحسبون ما دخل جيبهم من نقود إستعداداً لجولة تسويق أخرى لقطار يستعد لصف عرباته
    أما داخل القطار فقد إستقر كل واحد فى مكانه ودب الهدوء بين المسافرين وتسارعت حركة سير القطار محدثة إيقاعاً موسيقياً يساعد على إسترخاء المسافرين وربما دفع بعضهم للنوم تعويضاً عن تعب أيام سبقت سفرهم

    كنت حريصة على متابعة محطات القطار التى سنمر بها فى طريقنا للشمال وكأنى بذلك اشكر لها تقريبى إلى وطنى الصغير ولو خطوة واحده .... الآن عبرنا كبرى النيل الأزرق ليتوقف قطارنا بأولى محطاته وقرأت اللافته التى تقف وسط مبنى مكاتب السكه الحديد الخرطوم بحرى لم يتوقف بها كثيرا حتى واصل سيره وبعد وقت قصير هدأت سرعته إستعدادا للوقوف فى محطة أخرى قرأت على واجهتها محطة الكدرو ثم تحرك ليقف بعد زمن تخللته بعض إغفاءات منى ومن معظم المسافرين بمحطة أخرى هى محطة الجيلى التى تزاحم باعتها يحملون بضاعتهم التى تتكون معظمها من الجوافة التى إشتهرت بها منطقتهم فتهافت عليها المسافرون خاصة الذين إعتادوا على ركوب القطار فحفظوا محطاته وما إشتهرت به من مبيعات فهذه تتفرد بالفراده وهذه باللبن الرايب وتلك بنوع ما من الفاكهة وأخرى بشاى اللبن واللقيمات - كذلك كان نصيب الجيلى من توقف القطار قليلا تحرك بعدها ليعبر المحطات والسندات الواحده تلو الأخرى فى رحلته لأرض الشمال .... رغم إصرارى على الإستيقاظ للتمتع بحركة القطار ووقوفه فى كل محطة إلا أن الإرهاق قد نال منى ومن الكثيرين فاستسلمنا للنوم مع حركة القطار التى تساعد على الإسترخاء وكنا نستيقظ أحيانا على حركة تحرك القطار بعد توقفه نتيجة لتلك الهزة القوية التى تصحب بداية تحركه وأخيرا وصلنا إلى محطة شندى التى تظهر عليها معالم المدينة وتزداد حركة المغادرين والواصلين إليها مما يجعل مدة الوقوف بها أكبر من المحطات التى سبقتها ... عندما قرأت إسم شندى تراءى لى الفنان المبدع الشفيع يترنم بكلمات ود القرشى
    القطار المره فيهو مره حبيبى
    ليه على ما مر كان نلت مقصودى
    - كان هنالك حادث أليم قد وقع لأحد المسافرين قبيل وقوف القطار بالمحطة حيث سقط ذلك المسافر من القطار أثناء محاولته القفز من عربة إلى عربة أخرى مما إستدعى نقله للمستشفى وانتهزت مجموعتنا الشبابية هذا التوقف فافترشنا الأرض بعد أن وضعنا عليها بعض الفرشات التى كنا نحملها معنا وبدأنا نتسامر فرحين بهذه الرحلة خاصة أن معظمنا كانت هذه هى تجربته الأولى مع السفر بالقطار وبدأ بعض الشباب من الإنضمام إلينا ومن الذين أذكرهم شابة من مروى تـُدعى نفيسة عرفتنا بنفسها أنها تعمل فى التلفزيون وكان بصحبتها شاب يـُدعى صلاح نصر أدم فانضموا لشلتنا ، كذلك بعض الشباب كانوا يستغلون درجة أولى تنازلوا عنها مفضلين الدرجة الثالثة ليستمتعوا بصحبة مجموعتنا وهكذا صرنا نشكل عددية كبيرة تبادلنا الحكايات والشعر والغناء وبعد تحرك القطار وحلول المساء إستسلم الجميع للنوم وبقيت أقاوم النعاس مستعينة بتلك السويعات التى نمت فيها فى بداية الرحلة .... لم يكن هنالك شخص يشاركنى اليقظة إلا شاب جلس فى الكنبة المقابلة وهو يحتضن مسجلا ينبعث منه صوت طنبور حنين وصوت طروب للنعام آدم الزول الوسيم فى طبعو دايماً هادى .... تابعت الأغنية وجلسة الشاب الذى كان يمد رجليه ليضعهما فوق إحدى الشنط الموجودة أمامه ...إستبدل ذلك الشاب شريط النعام بشريط آخر دون وعى كسرت كل الحواجز التى بيننا وطلبت منه أن يعيد شريط النعام لم يسمع كلامى معه لكنه فهم أننى أتحدث معه فقلل صوت المسجل مستفهماً عن حديثى معه فأعدت عليه طلبى بتشغيل شريط النعام فبدت الحيرة على ملامح وجهه ورد على بطريقة تعلوها دهشة : إنتو كمان ناس الخرطوم شن عرفن بى أغانى النعام ؟ فأفهمته أننى أعشق فن الطمبور ... كأنه يختبرنى ليتأكد من قولى طلب منى أن اذكر له بعض أغانى النعام فذكرت له أكثر من أربعة منها وذكرت له أننى أطرب كثيراً لأغنية طاريك يا أم درق حينها لم يصدق الشاب ما سمع !! كيف لمن ظنها أنها تجهل الفن الشايقى تفحمه بهذه الإجابة !! جلس على أرضية عربة القطار - سمعته يقول بصوت خافت كأنه يحدث نفسه : (زولتك طلعت شايقيى ميه فى الميه -يمين أنا قايلا خواجيه ) ثم رفع صوته بعد أن تنحنح و سألنى عن وجهتى التى أريدها ؟؟؟


    نواصل
    __________________
                  

08-07-2010, 12:17 PM

عصام دهب
<aعصام دهب
تاريخ التسجيل: 06-18-2004
مجموع المشاركات: 10401

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    الفاضلة / أحلام

    سلام الله عليكم .. و على القامة السامقة / إسماعين في الخالدين بإذنه تعالى ..

    و أتمنى أن نقرأ و نعرف عن شاعرنا الرمز الكثير عبركم ..

    و ليتك إلى جانب هذا الحكي الجميل .. تكرمتي برفد هذا البوست بغيض من فيض روائعه الشعرية ..

    شكراً لك ..
                  

08-07-2010, 06:56 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: عصام دهب)



    التحية لك أستاذة أحلام ورحم الله الأستاذ إسماعيل حسن رحمة واسعة
                  

08-07-2010, 08:18 PM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: صديق عبد الجبار)

    (2)

    تلك البقعة المباركة التى تشع نوراً بعلمها وعلمائها الأجلا بروفسور عبد الله الطيب وأدبائها محمد المهدى مجذوب وعمر والسر قدور ... عندما إقتربنا من الدامر رأيتها تسبح فى هالة من الأنوار الهادئه الخضراء التى تضفى سكوناً على نفس داخلها .. كيف لا وهى تعج بالأولياء والمــُداح ومراتع القرآن ... توقف بها قطارنا فإذا بالذكريات تتزاحم تسترجع صورة ذلك الرجل الجميل الذى ربطته علاقة ود وصفاء ومحبة خالصة مع أبى إسماعيل وكم من مرة ترافقنا فى رحلات مزرعتنا بالباقير حيث كان الأدب والفن يملآن أجواء ذلك الزمان ... الآن تتراءي لى حلقة ذكر تعلو فيها دقات النوبة وصيحات الغارقين فى الذكر وهم يرتدون ثيابهم الخضراء المميزة يتمايلون يمنة ويسرة بحركات موزونة ومحسوبة مع إيقاع النوبة ... هذه النغمات تهزنى من الداخل وإيقاعاتها تحلق بى فى دنياوات خارج عالمنا ... إنها الصوفية التى عرف حلاوتها هؤلاء القوم فانغمسوا فيها ونسوا عالم الماديات ... تحابوا فى الله من غير طمع دنيوى واستصغروا دنيانا لدرجة الإنصراف الكامل عن ملذاتها الفانية وانعكس ذلك نورا وضياءا يشع من وجوههم النيرة ... تذكرت محمد المهدى المجذوب يقف وسط جمعنا بالباقير يلقى قصيدته ليلة المولد ومنذ ذلك اليوم إرتبط إسمه لدى بكل مولد يمر على ... فى ذلك اليوم إنتشى الحضور وغابوا مع المجذوب فى عالمه .. اليوم أرى تلك اللوحة المرسومة بالكلمات واقعاً أمامى يترجم قصيدة المجذوب التى سأقتطف بعضاً منها :

    صل يا رب على المدثر
    وتجاوز عن ذنوبي
    وأعني يا إلهي
    بمتاب أكبر
    فزماني ولع بالمنكر
    ***
    درج الناس على غير الهدى
    وتعادوا شهوات
    وتمادوا
    لا يبالون وقد عاشوا الردى
    جنحوا للسلم أم ضاعوا سدى
    ***
    أيكون الخير في الشر انطوى
    والقوى
    خرجت من ذرة
    هي حبلى بالعدم؟!
    أتراها تقتل الحرب وتنجو بالسلم
    ويكون الضعف كالقوة حقا وذماما
    سوف ترعاه الامم
    وتعود الأرض حبا وابتساماً

    صل يا رب على المدثر
    وتجاوز عن ذنوبي واغفر
    وأعني يا إلهي بمتاب أكبر
    ليلة المولد يا سر الليالي

    وهنا حلقة شيخ يرجحن
    يضرب النوبة ضربا فتئن
    وترن

    أعذرونى إن ذهبت بكم خارج رحلة القطار لكنها رحلة روحية أجبرتنى عليها هذه المدينة الفاضلة بأهلها وعشقى وهيامى بهم
    ...

    . غداً نواصل مسير رحلتنا من عطبرة
                  

08-07-2010, 09:53 PM

mahmed alhassan
<amahmed alhassan
تاريخ التسجيل: 02-10-2004
مجموع المشاركات: 1793

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    الاخـت احلام

    تسجيـــل حضـــور ومتابعـــة

    سلام لللاسرة الكريمـــة

    محمدالحسن عبد المطلب الزومة
                  

08-08-2010, 03:12 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: mahmed alhassan)

    العزيز الغالى عصام دهب
    تحية وتقدير
    كلماتك المعبرة تـــُشكل لى دافعاً للكتابة حيث أجد أن ما أسطره يقع منكم موقعاً حسناً فازداد رغبة فى مواصلة السرد بطريقة تحافظ على هذا الرونق الذى عبرت عنه بهذه الكلمات المضيئة التى زيـّــنت البوست وشرفتنى كثيرا
    لك التحايا احلام
                  

08-08-2010, 07:08 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    (3)

    سألنى الشاب الذى تملأه الدهشة عن وجهتى التى أقصدها .... قصدت أن لا أجيبه
    مباشرة بل لابد من تأكيد شايقيتى التى شكك فيها بأن أتحدث معه بلهجة أهلنا الحنينة فقلت له : إنتو قايلين النعام آدم ده حقكن براكن ؟ والله النعام ده هيلنا نحن برضو و يمكن لينا فيهو أكتر مـنكـُن .. وقتها إنفجر الشاب ضاحكاً من أعماقه ثم قال لى : والله حيرتينى يا بت عمى عديل (آمنت بى شايقيتك) والله بس ناقصى الشلوخ ... !! فانفجرت ضاحكة عندما دفع لى بالمسجل مع مجموعة من أشرطة الكاسيت قائلاً : إنتى بعد السمعتو منك ده بقى عندك حق الفيتو ، أسمعى الدايرا تسمعيهو ، بس الأوصيك على المسجل والشرايط ديل أصلى أنا جايبو من السعودية لى أمى التى غبت منها تلاته سنوات وكانت قد طلبتو منى فى آخر رسالة منها .... نحن جااااهزين لى عرسك مويه ونور .. كريمى كلها تسعل منك وناس خالتك جهزوا عروستن إن شاء الله ربنا يتمو ليكن على خير يسعدكن ويهنيكن ... بس يا ولدى يا أشرف ما تنسى تجيب لى معاك وصيتى ديييييييك الوعدتنى بيها (تقصد المسجل) ...عشان كدى أنا شايلو فوق كرعى زى الشافع لامن أوصلو ليها
                  

08-08-2010, 07:18 AM

مجدي عبدالرحيم فضل
<aمجدي عبدالرحيم فضل
تاريخ التسجيل: 03-11-2007
مجموع المشاركات: 8882

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    حضور ومتابعة في حضرت أحلام إسماعيل حسن

    في رحلة العودة للجذور.

    معكم في الدرجة الثالثة

    ،،،،أبوقصي،،،،
                  

08-08-2010, 07:33 AM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)

    أحلام

    كل سنة وانتي طيبة

    واصلي البورد محتاج للكتابات النضيرة دي
                  

08-08-2010, 05:39 PM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: حبيب نورة)

    ....
    شعرت أن ذلك الشاب الذى عرفت من حديثه أنه من كريمة وأن إسمه أشرف قد أخذ نفساً عميقاً بعد أن أفرغ ما بداخله وكأنه قد أنزل حملاً ثقيلاً كان يضايقه ... إنشرحت أسارير أشرف وأخرج من حقيبة كان يحملها ورقة وبدأ يقرأ قصيدة قال أنه قد كتبها أثناء غربته شوقاً لأهله ووطنه وكان يلقى قصيدته بصوت جميل مؤثر يعبر عن مدى معاناته التى عاشها (كنت فى ذلك الوقت لا أعرف معنى الإغتراب وما كنت أحسب أننى سأعيشه يوماً ما... الآن صرت أسمع صوت ذلك الشاب وأحس نبراته الحزينه بعد مرور كل هذه السنين ... كم أنت قاسية أيتها الغربة ) .... إنضم إلينا أحد الشبان الذى إستهوته القصيده وإذا به يقرأ هو أيضاً قصيدة مما شجعنى مجاراتهم فصرت ألقى بعض قصائد أبى عليهم والتى نالت إعجابهم واتسعت الحلقة بإنضمام المزيد من المسافرين لها ، ثم سحب أحدهم شنطة صفيح من تحت إحدى كنبات القطار وأخرج طمبوراً لتكتمل اللوحة وصار يعزف عليه ببراعة متناهية فإذا بصاحبنا أشرف الذى كان يلقى الشعر يتحول إلى مغنى يمتلك صوتاً رخيماً أطرب الجميع ... عندما علم الشباب بقرب القطار من محطة عطبرة تراءى لهم الفنان المبدع الذى إرتبط إسمه بهذه المدينة حسن خليفة العطبراوى فصاروا يتغنون جميعهم بالأغنية الوطنية أنا سودانى أنا ..أنا سودانى أنا فكانت لوحة إبداع عفوية غاصت فى دواخلنا فتلقفناها لنجدها محفورة فى ذاكرتنا إلى يومنا هذا وستظل .... ثم عرجوا الشباب على أغانى كثيرة للعطبراوى إختتموها


    نسانا حبيبنا الما منظور ينسانا
    مالو سافر روح ما غشانا
    حليل الخوة الماقدر عشانا ..
    نسانا حبيبنا وعارف ريدنا هولو

    وعندما لاحت معالم عطبرة تحول الغناء كأنما هنالك مايسترو يقود هذه الفرقة ...

    قطار الشوق متين ترحل ترسى هناك ترسينا
    قطار الشوق متين توصل حبيبنا هناك راجينا
    يا قطار الشوق حبيبنا هناك يحسب فى مسافاتك
    و لو تعرف غلاوة الريد كنت نسيت محطاتك
    وكان بدرت فى الميعاد و كان قللتة ساعاتك
    و كان حنيت على مرة و كان حركت عجلاتك
    نسايم عطبرة الحلوة

    وفى عطبرة لابد من وقفة بعدها نواصل

    (عدل بواسطة أحلام إسماعيل حسن on 08-14-2010, 04:01 AM)

                  

08-08-2010, 06:38 PM

أسامة عبد الجليل
<aأسامة عبد الجليل
تاريخ التسجيل: 04-29-2009
مجموع المشاركات: 1975

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    Quote: أذكر أنه كانت مجموعتنا تتكون من شقيقتى أمانى وأخى وليد وإبن خالتى الفاتح وأبناء عمى شرف وبهاء وثلاثة من أصدقاء وليد


    شوقي لصديقي وليد الذي لا يسير إلا بين الأصدقاء
    وشكرا لك يا أختنا إحلام على هذا السرد المشوق.
                  

08-09-2010, 05:11 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أسامة عبد الجليل)

    العزيز الغالى صديق عبد الجبار
    أجد أنك تكمل لوحة كنت أبحث عن مبدع يضفى عليها هذه الألوان
                  

08-10-2010, 00:44 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    (4)
    نحن الآن نستعد لمغادرة عطبرة وهاهى القطارات القادمة من جهات مختلفة يتم وضعها فى مساراتها وترتيب عربات القطار فيفصلوا عربتين من قطار بورتسودان ليضموهما إلى قطار كريمه ويضموا بعض عربات البضاعة لقطار آخر ....
    لابد لى قبل أن أغادر عطبرة أن ألقى عليها بعض الضوء كيف لا وهى عاصمة الحديد والنار وبها أقوى نقابة ( نقابة السكه حديد) التى كانت من أقوى النقابات فى إفريقيا وربما فى العالم ، لقد كانت تمثل بوصلة لإصدار قرارات الحكومات التى تحسب لها ألف حساب ، فكانت لهم الكلمة العليا لأنهم يمثلون عصب الحياة فى السودان وأن توقفها عن العمل ولو ليوم واحد يؤثر سلباً على البلاد .... عطبرة هى سودان مصغر تجتمع فيها كل قبائل السودان بمختلف ثقافاتهم ولهجاتهم وألوانهم السياسية ... كانت فى عطبرة نهضة أدبية وفنية ورياضية أثرت العاصمة بالكثير منها ... وكأن عطبرة تريدنا أن لانمر عليها مرور الكرام فاستضافتنا ثلاثة ليال لتعطل قطارنا بها وحدوث بعض الإصابات بين الركاب ... كانت مجموعتنا تتلذذ بهذا التواجد العطبراوى وحكى لنا بعض ممن إلتقيناهم من كبار السن عن عهد تاريخ عطبرة ومكانتها بكل نواحى الحياة المختلفة ... مما أذكر من الطرائف التى صادفتنا فى عطبرة أننا رغبة منا فى توثيق رحلتنا كان أخى وليد يحمل كمرة ليلتقط لنا بها بعض الصور التذكارية وكان الفيلم الذى بها قد خلص فأخرجه أخى وحفظه داخل حقيبة كان يحملها ولم يخبرنا بذلك حتى لا يفسد فرحتنا بجلساتنا وبسماتنا التى نرسمها خصيصاً لأخذ الصور واصل وليد إلتقاط الصور بدون فيلم وكان نور الفلاش يوهمنا أن اللقطة قد أُخذت ... ونحن فى غمرة فرحتنا تلك إذا بأحد المسافرين يختلق مشكلة بحجة أن وليد قد أخذ صورة لزوجته وتطور الأمر إلى أن وصل لمركز البوليس وذهب وليد مع مجموعة من أصحابه للتحقيق عندها أطلق القطار صفارته الأولى معلناً عن إستعداده للرحيل فأسرعنا إلى سائق القطار وأخبرناه أن هنالك ركاب فى قسم البوليس وذهب جزء منا إلى ناظر المحطة كذلك وطلبنا منه أن يساعدنا فى حل المشكلة وإذا بأخى يفاجىء الجميع أن الكمرة لا يوجد بها فيلم اصلاً عندها لم يجد الشاكى مخرجاً غير التنازل عن شكوته وعاد الجميع ليلحقوا بالقطار الذى بدأ تحركه متثاقلا وكأن تثاقله هذا قد إنتقل لركابه المنهكين فبدأ التعب واضحاً عليهم فتمايلوا مع حركة القطار كصبى فى حجر أمه تؤرجحه إستجداءاً للنوم ... بدأت شلتنا فى التجمع محاولين كسر هذه الرتابة ... كان هنالك شاب وشابه ضمن ركاب الدرجة الأولى إستهواهم تجمعنا هذا فتنازلوا عن درجتهم لينضموا إلينا ولعلهم وجدوا فى هذا المناخ الشبابى مجالاً أوسع لممارسة بعض عشق يحملانه ضاقت به الدرجة الأولى ووسعته الدرجة الثالثة وهذه المجموعة الشبابية فانفرجت أساريرهم وجلسوا قبالة بعضهما البعض يسترقون النظرات لنا خيفة أن نكون نراقبهم فلما إطمأنوا لنا سرحوا فى عالمهم الرومانسى بإيماءات وحركات كانت تـُعد تفسخاً فى ذلك الزمان وأخشى إن بينتها لكم لوجدتم ما كان يعد تفسخاً فى ذلك الزمن لايرقى لتسميته عشقاً فى هذا الزمن العجيب ... الذى أباح دم الحب فصار يــُذبح الحب نهاراً جهاراً على المسطحات الخضراء جوار الجامعات وفى الحدائق العامه حتى فقد نكهته و حلاوته وأغتيل العشق الجميل مع كثير من جماليات ذهبت من غير رجعة ... لكن لكل زمن لغة تناسبه ، عندما إسترخى المسافرون وغشاهم النعاس فاض العشق بالحبيبين وكأنما ضاق المكان به فأخرجا رأسيهما بنافذة عربة القطار لينشرا عشقهما مع هواء بارد يسرى خارج عربة القطار فاختلط الهوى بالهواء ... كنت أتابع ما يحدث واستعجب لهما وأتظاهر بالنوم حتى لا أقطع حبل تواصلهما فأفقد شريطاً أستعرضه أمامى لأضيفه ذكرى ضمن ذكريات رحلة الشمال الحبيب ...
    أجبر الإرهاق أفراد مجموعتنا من الغناء الجماعى الذى كنا نستمتع به فى بداية الرحلة ... فى ذلك الوقت مر بى مسلسل كان يقدم من خلال الإذاعة إسمه قطار الهم تصحبه مقدمة تقول:





    قطر ماشي

    وعمي الزين وكيل سنطور

    وزي ما الدنيا سكة طويلة

    مرة تعدي

    ومرة تهدي

    ومرة تدووور
    وعمي الزين وكيل سنطور
    عمي الزين محكر في قطار الهم
    يشرّق يوم
    يغرّب يوم
    شههووور ودهووور
    وهنا يدخل الراحل العظيم حسن عبد المجيد(عمي الزين):
    أيههه
    حفظنا السكة
    محطة محطة
    جبل موية
    جبل رويان
    جبل عطشان
    ود الحوري
    ود النيّل
    ود سجمان
    وحتي الناظر
    وجرسو النايم
    ولون المكتب
    وعفش الناس
    الماشي يناهد بالكيمان


    مجرد خربشات على جدار ذكرى زمن جميل مخضر له لون الطيف وحلاوة الدفيق

    بالمحبة نتواصل ونواصل
                  

08-11-2010, 01:22 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    (5)


    بدأ القطار يتحرك من عطبرة متجهاً فى طريقه إلى بربر فى تلك اللحظة أحسست بالغربة والإغتراب بعد الإلفة التى نشأت بينى وبين عطبرة وأهلها لدرجة أنى تمنيت أن يستمر عطل القطار بها لوقت أطول .... شعرت بالنعاس يسرى فى دواخلى حتى تملكنى تماماً فأسلمت نفسى له ونمت نومة عميقة لم أستيقظ منها إلا مع نسايم الفجر وإشراقات شمس يوم جديد تملأ سماء هذه المدينة وعندما نظرت للأفق خـــُيل لى أن هذه المدينة مدينة ترمز للسلام وأن هذه الحمائم تحلق فوقنا لتعلن فرحتها بوصولنا إليها ....عندما توغل القطار شاقا أطراف المدينة رأيت الباعة يسابقونه ليصلوا المحطة فى وقت يسمح لهم بعرض ما يحملونه من تجارة يسترزقون منها وبدأ السوق يفتح أبوابه ... وبدأت الحياة تدب فيه رويداً رويدا ... شعرت أن هناك شىء قوى يشدنى إلى بربر ... يجذبنى إليها ... يدعونى أن أقبل ترابها ... أن أتمسح بجدران منازلها ... أن أشم أريج زرعها ... أن أتمرغ على أرضها ... أن أشرب من مياهها ... هذه المدينة هى البقعة التى إنحدرت منها أمى فتحية ... وهل هنالك رباط أقوى من رباط الأم ؟؟ كما حملتنى أمى فى بطنها ترانى اليوم أحمل الأرض التى إنحدرت منها فى دواخلى .....

    توقف القطار الآن فى المحطة .... نزلت من القطار واتجهت إلى إحدى النسوة اللآتى يترزقن من عمل الشاي ... كانت إمرأة صبوحة ... ملامحها جميلة ... كانت ترتسم شلوخها على خديها زادتها بهاءا ... كانت أدوات عمل الشاى من كبابى وكفتيرة وكانون وحلة لبن فى غاية النظافة .... وكانت رائحة اللقيمات تجذب ركاب القطار نحو المكان ... جلسنا حول هذه المرأة وطلبنا الشاى أب لبن المقنن واللقيمات ودار حوار بينى وبين المرأة التى كانت تجيب على وهى تواصل عملها فأخبرتنى أنها من بربر وحكت لنا الكثير عن المدينة وأهلها وتاريخها ... وعن سيرتها الذاتية حيث أن زوجها قد توفى وترك لها ثلاثة بنات وولدين وقد كانت تعمل هى أستاذة بإحدى المدارس الإبتدائية لكن راتبها لم يكفى متطلبات أبنائها من دراسة وعلاج وكسوة ... حاولت أن تجد عملاً إضافياً لكن ظروفها الصحية لم تسمح لها بذلك وأخيرا فضلت بيع الشاى على الوظيفة عندما رأت أن دخل العمل الحر أفضل من مرتب الوظيفة .. !! مكث القطار ببربر حوالى الأربعة ساعات بعدها أطلق السائق صفارته معلنا إستعداده للرحيل فتسارع الركاب نحو القطار وجلس كل منهم فى مكانه ... نفس الإحساس الذى إنتابنى حين مغادرتنا مدينة عطبرة شعرت به الآن وبصورة أقوى من قبل .... شعرت أنى أريد أن أغوص فى رحم التاريخ لأرى طفولة أمى فى أرض بربر وانتقل معها منذ ذلك العهد القديم إلى لحظة وقوفى الآن بها .... بدأ القطار يتجه إلى أبوحمد مرورا بعدة محطات وسندات وبدأ الشباب فى التجمع والغناء بعد أن إستعادوا نشاطهم وأدار صاحب المسجل شريط الفنان وردى وتصايح الشباب وصاروا يغنون معه بينما كان خيالى يسرح بين كل الأزمان التى مرت بى بكل أفراحها وأحزانها وصرت أردد فى داخلى مع وردى :


    قلت أرحل

    أسوق خطواتي من زولاً نسى الإلفة

    أهون ليل

    أسافر ليل

    أتوه من مرفا لي مرفا

    أبدل ريد بعد ريدك

    عشان يمكن يكون أوفى

    رحلت وجيت

    في بعدك لقيت

    كل الأرض منفى

    عيونك زي سحاب الصيف تجافي بلاد وتسقي بلاد

    وزي فرحاً يشيل مني الشقا ويزداد

    وزي كلمات بتتأوّه.. تتوه لمن يجي الميعاد

    وزي عيدا غشاني وفات عاد عمّ البلد أعياد

    وزي فرح البعيد العاد

    وزي وطناً وكت اشتاقلو برحل ليهو من غير زاد


    ما أروعك التيجانى سعيد وأنت تعبر عن فراق كل حبيب غال .... إنها لحظات إنهزام ,,, نقف عندها .... نستجمع قوانا ... لنواصل المسير نحو محطة أخرى من محطات الحياة
                  

08-11-2010, 02:25 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    العزيز الغالى محمد
    ما أحلى ذكريات ذلك الزمن
    قطر كريمة يمثل جزءاً هاماً من ذلك الزمن الجميل ... ينكسر فى محطة وينجبر فى محطة أخرى .. كأنه يحكى عن مسيرة حياتنا ....يمر بنا بمحطات ساكنة وأخرى مخضرة كالربيع ....
    يمكنك مرافقتنا فنحن إلى الآن فى منتصف الطريق والمجموعة تسأل عنك لتنضم إليها
                  

08-12-2010, 00:55 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    العزيز الغالى مجدي عبد الرحيم فضل
    لك التحية وكل سنه وإنت طيب

    أشكر لك مرورك وأتمنى لك صوما مقبولا
                  

08-12-2010, 02:49 PM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    (6)



    - الآن يتجه القطار نحو أبو حمد وكان الوقت قبل المغرب بقليل حيث موقعى بجانب النافذة أنظر من خلالها أتابع حركة الشمس وهى تعلن عن رحيل يوم فصارت الشمس تتلون بألوان تتغير بين كل لحظة وأخرى .... فبينما أتعمق فى إصفرارها إذا بى أراها قد تحولت إلى اللون الأحمر الفاقع ثم الداكن وكأنها كرة نارية تحلق فى السماء .... كانت هذه الألوان الصادرة من الشمس تنعكس على الأفق فى تناغم جميل يحكى عظمة الخالق لرسم لوحة بديعة يعجز كل رسامى البشر من رسم ما يشابهها ولو إجتمعوا .... سبحان الله ... ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك ..
    نظرت إلى مجموعتنا فوجدت أن هنالك بعضاً من الفنانين المسرحيين قد إنضموا إلينا وعلمت أنهم فى رحلة لمدن الشمال لعرض بعض أعمالهم المسرحية وأنهم قدموا بعضاً منها فى عطبرة وبربر وأنهم بصدد التوجه إلى أبو حمد ومنها كريمة ودنقلا لنشر هذا الفن المسرحى خارج العاصمة وللترفيه عن جمهورهم ومحبيهم فى أطراف المدن ... لقد كان فى معية هؤلاء المسرحيين شاشة عرض وماكينة تشغيل لبعض الأفلام للترفيه بها على المرافقين ولقضاء أوقات الإنتظار إن إنقطع بهم الطريق فى مكان ما ... وبدأ أحد الفنيين فى تشغيل أحد الأفلام لركاب عربة القطار التى نستغلها ... وبذلك فإنى أرى أن القطار لم يكن وسيلة لنقل الركاب والبضائع فقط وإنما هو أيضاً وسيلة هامة لنقل الثقافة والمعرفة لكل منطقة إمتدت لها خطوط السكك الحديدية حيث ينقل الصحف والكتب والأخبار لذلك نجد أن سكان المناطق المجاورة لمحطات القطار هم أكثر الناس تاثراً بثقافات المدن الكبرى ويكاد يظهر ذلك حتى فى أزيائهم ولهجتهم ومأكلهم ..

    الآن وقد إنقضى الوقت بسرعة فى معية الرفقاء الجدد هاهى أبو حمد تلوح من بعيد وتدب الحركة وسط المسافرين إشارة إلى أن هذه المحطة المقبلة هى محطة هامة ولقد سمعت عن أبوحمد المحطة الرباطابية وتمنيت أن أراها وهاهى الآن قاب قوسين أو أدنى ... لابد من الإستعداد للنزول فيها وملاقاة أهلها والتعرف على طبيعتها والمقارنة بين ما سمعته وما سألمسه على أرض الواقع ... وقبل كل هذا وذاك الإستمتاع بكاسة شاى (صاموطى) إتقاءا لبردها وليكون لى وقاية من رد سريع وربما مسيخ من أحد سكان المنطقة ...
    أبو حمد هى المحطة التى تمثل نقطة تلاقى لقطارين مهمين هما قطر حلفا وقطر كريمه .. إذن هى نقطة تلاقح بين منطقتى الشايقية والحلفاوين لذلك سنبقى فيها لفترة أطول حتى يتم تبادل العربات والركاب الذين ينوون تغيير مساراتهم فيها ....



    يا حليلِك يا بلدنا! .. الفيكِ ربّونا اتولدنا

    يا كريم يا الله حلحل لي وثاقي! .. أصلي مشتاق .. أصلي غرقان في اشتياقي

    لى نخيلنا .. ولى جروفنا وللسواقي .. لى صديرياتا لى لبس الطواقي

    يا حليلك يا بلدنا

    شوف دموعي الكابّه مِنْ ساعة فراقي .. بى وراكم أصلو ما فضّلتا باقي

    يا حليل ناس آمنة عِنْ ساعة التلاقي .. ياحليلك يا بلدنا

    يا حليلو لعبنا فوق رمل الجزاير .. نرعى في وديانا فوقنا الطير دا طاير

    كنا فرحانين ومرتاحين ضماير .. لا زعل بيناتنا خاتّين الصغاير

    شوف بناتنا بُدور ومِنْ فوقِن ضفاير .. يا حليل ناس آمنة سِتّات الحراير

    جن تقول غزلان واردات للحفاير .. يا حليلك يا بلدنا

    وقت الليل يروق بطراك يالعشاوي .. الدليب إنْ دقّهَ بَسْمَعو في مِسّاوي

    الطنابير التّرِنْ تروي الحكاوي .. واللبيب بي صوته لي جرحي بيداوي

    يا حليلك .. يا بلدنا

    يا حليلي اللى بلدنا بقيتَ غاوي .. الحنين والغربة ديل خلوني راوي

    يا حليلك .. يا بلدنا

    في الليل كنا عاد نمشي الخلاوي .. شيخنا واقف سوطو في ايديهو لاوي

    نقرا في ليحانّا .. صوتنا الدّيمة عاوي .. وبى حطب السّلم ساحاتنا ضاوي

    يا حليلك .. يا بلدنا

    يابا ود حاج .. ويابا أبنعوفْ ... يابا تور الزّومة العطوفْ

    ود حجر يا راجل الدفوفْ ... ود بليل في موره معروف

    الحقوني أنا .. لِمّوا الصفوفْ ... قصدي لى قببكم أشوفْ

    يا بلدنا أزورك واطوفْ ... يا حليلك يا بلدنا .. ويا حليلك يا بلدنا

    ويا حليلك يا بلدنا .. ويا حليلك يا بلدنا .. ويا حليلك يا بلدنا
                  

08-14-2010, 04:06 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    (7)


    بعد أن أخذ الركاب راحتهم بمحطة أبو حمد وتزودوا بما يعينهم على مواصلة الرحلة التى قاربت على النهاية لكن لابد من الإحتياط لمفاجات الطريق .... هذا المحطة التى تقف على رأس منحنى النيل وكأنها تشير إلى أن القطار سيكون خط سيره إنحدارا وهذا يعنى أن سرعة القطار ستكون أسرع مما سبقها من محطات ..... ولقد كانت بالفعل حيث أننا مررنا سريعاً بما قابلناه من محطات ولم يكن الزمن الذى نقضيه فيها إلا جزء من ساعة ولقد كنت أقرأ أسماء تلك المحطات فقرأت محيسة ... كحيلة .... وكنت أستغرب لهذه المسميات وأحاول أن أرجعها لأصل ما أو أن أجد معنى لهذه الأسماء دون جدوى ... وأخيرا أخذت الأمر دون تفكير إلى أن وصلنا إلى محطة الكاب التى كانت محطة أكبر من سابقاتها وهناك كثر الباعة يعرضون تجارتهم من بيض وحبال وهناك بعض مطاعم الفول والعيش ولقد كان وقوف القطار أطول بالكاب ... تحركنا بعد ذلك نستحث السير نحو مبتغانا فمررنا بالدغفلى وأبو غربان وأبو حراز أم رهو وكنت أسأل نفسى كثيراً ما سر تسمية هذه المناطق بأسماء تبدأ بـ أبو ... أم ... هل نحن نحاول أن نوثق لدور الأب والأم حتى فى تسمية المناطق ولقد رأيت بعد أن توسعت مداركى فى قابل الأيام أن ذلك منتشرا فى كل أنحاء السودان ففى الوسط أم درمان وغربا أم روابة وغيرها الكثير .... علمت أن المحطة القادمة بعد أم رهو هى محطة الكاسنجر ففرحت كثيرا لسببين أولهما أننا قد إقتربنا من نهاية الرحلة التى تنتهى بمحطة كريمة التى تلى الكاسنجر مباشرة .. أما سبب فرحى الأكبر والأقوى فهو إرتباط إسم الكاسنجر بالمادح الكبير حاج الماحى .... ذلك البحر الذى ملأ مديحه كل أرجاء السودان وغمرت صوفيته المحبين ... تناقل أولاده ومن بعدهم أحفاده هذا المديح بصوت جميل لم يتغير رغم تغير الأجيال وساروا على وتيرة واحدة تجذب إليها من يستمع اليهم .... سرحت مع هذا الصفاء وكأن السماء أرادت أن تشاركنى هذا الصفاء
    فتلألأ القمر فى تلك الليلة يتوسط السماء ويرسل أشعته على تلك الرمال البيضاء التى تتخلل المرتفعات فكان سير القطار وهو يتهادى فى سيره يجعلنى أرى لوحة غاية فى الجمال بألوان تتفاوت من بقعة إلى أخرى وكنت أسأل نفسى إلى متى ستظل هذه الأرض بكر دون أن يستمتع بها أحد وخــُيل لى أن لا أحد سيلامس هذه الأرض بقدمه إلى قيام الساعة فما بالك بأن هناك من سيأتى ليعمر هذه المناطق بناءا وزرعا ... شعرت بروحى وقد حلقت فى فضاء فسيح معبق بصفاء الصوفية والطبيعة وتمنيت لو أننى أجيد الرسم أو الشعر لأرسم لوحة تعبر عن دواخلى رسما أو شعرا .... فجأة توقف القطار فى هذه المنطقة المقطوعة وكأنه قد قرأ أفكارى فأراد أن يــُرينى أن هذه الأرض ستطأها أقدام زوار وسأكون أنا من بينهم ولقد كان سبب توقفه هو سقوط أحد الركاب الذين كانوا يستلقون على سطح القطار أثناء نومه مما إضطر الشخص المسؤول عن عربة الفرملة بإيقاف القطار وانتهز الركاب الحدث فانتشروا إستلقى بعضهم وتمدد على الرمال النظيفة وكأنها تمثل ملاءة قد جــُهزت لضيف قادم .... ذهب البعض لقضاء حاجتهم فى الخلاء ... وأخرج البعض ما بقى من الزوادة ليجهزوا عليها حيث أنهم سيصلون بعد ساعات قليلة للقراصة من الصاج حارة ولا حوجة لهذه النواشف التى صاحبتنا فى رحلة طويلة حلوة وشاقة فى آن واحد .... اليوم هو اليوم الخامس بالتمام والكمال منذ أن تحركنا من الخرطوم ...
    الحمد لله لقد تم إحضار الراكب الذى سقط والذى لم يــُصب إلا بخدوش بسيطة وتم إسعافه وتحرك القطار وهاهى الكاسنجر وهاهو عبق الصوفية يستقبلنا إنها رقم قرويتها إلا أنى أراها مدن تتفتح أبوابها مرحبة بنا فى هذا العالم السحرى وكأنه بحر لا ساحل له يذوبنا فى خفاياه فتطمئن النفوس وتهدأ من ضجيج الحياة وهرجها ...



    فى غمرة صوفيته قال إسماعيل حسن


    عايز أكون زي النسيمات التسافر دون تساريح
    لاقيود تملكني لاهماني لاتزعزعني ريح

    عايز أغني مع البغنو الليل واجر النم مع الوتر الجريح
    وامسح دمعة العشاق أونس لي بنياتا جفاها النوم يلاون في

    التباريح
    وأقالد الراحو في درب الهوى وفي العتمة كايسين المصابيح
    وأنوم جنب اليتيم يقلدني بي شوقا يفرح أمو في بطن الضريح
    وابقى العافية أنشر ضلي في دار الفلاليح
    أغتيهم من الاقدار ومن ريحا يولول في الجروف
    شايل الكتاتيح

    وابقالن سماياً هامى كان سكب السحاب دمعا شحيح
    وازغرد في قطاطي النال دغيشا بدري في وكت التسابيح
    تنجذب البوادي الخضرا ساعة الليل يهود بالمداديح
    ويبقى الليل وتر مشدود ويرن في قليب عاشقا جريح

    وكل يبكى فى ليلاه وا ويلاه من صوت الأسى الممزوج مع همس الوحيح
    بدور أسكن فى جوف الغاب أشيل أنفاسو أسرح بيها فى الوادى الفسيح
    أسافر فوق ضهور الغيم تشيلنى الريح وتتلقانى ريح
    أحوم الدنيا ... كل الدنيا ... واصبح مســـــــــتريح




    الآن لم يتبقى إلا ساعة أو أقل لنصل إلى نهاية الرحلة إلى مدينة كريمة ومنها سننطلق إلى ما جاورها وسنفرد حلقات قادمات لذلك إن شاء الله
                  

08-14-2010, 10:30 AM

عصام دهب
<aعصام دهب
تاريخ التسجيل: 06-18-2004
مجموع المشاركات: 10401

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)
                  

08-16-2010, 08:58 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: عصام دهب)

    تحية إعزاز يا حبيب نورة
    أقدر لك مشاركاتك المحفزة لى بالإستمرار فى مواصلة الرحلة
    ما شايفاك فى قطر كريمة -

    لك تحياتى
                  

08-18-2010, 06:32 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    (8)



    بدأ القطار يتحرك من الكاسنجر إلى كريمة بعد أن قضينا يوماً كاملاً فى الكاسنجر واستمتعنا بهذه الأرض المباركة المفعمة بروحانياتها العالية وصوفيتها التى تستمد منها القوة وحب أولياء الله الصالحين ..... عندما تحرك القطار وشعرت أن جمعنا هذا سيفترق بعد وصولنا إلى كريمة شعرت بمرارة الفراق عن من تعرفت عليهم خلال هذه الرحلة التى إستمرت لستة أيام بلياليها ورغم المشقة التى لاقيتها إلا أن هناك إلفة وتوافقاً وسمراً وسياحة كل ذلك أنسانى هذا التعب ...

    لاحت لناظرنا من على البعد ملامح مدينة كريمة وبدأت أشجار النخيل السامقة فى الظهور وكأنها ترحب بمقدمنا ... فجأة ظهر من بعيد جبل البركل الشامخ الذى يحكى تاريخ وعظمة شمالنا الحبيب ... إستنشقت رائحة تراب أهلى رائحة الحب وأرض العز ... أرض بعانخى وتهراقا ومهيرة بت عبود التى أنجبت الطيب صالح وأنجبت إسماعيل حسن والنعام آدم وفاطنة بت ود خير وحسن الدابى وعبد الله محمد خير وبقية العقد الفريد .... الذين تمددوا بطول أرضنا الطيبة ليكسوها لونا أخضرا يحكى سلام أهلى .... هذا هو التاريخ الناصع الذى يحكى سماحة بلادى .....
    إستقبلنا أبى إسماعيل بمحطة كريمة وكان يحيط به مجموعة من أعيان البلد ورأيت نظرات أبى يشع منها بريقاً يحمل حباً بلا حدود .... إرتميت فى أحضانه وكأننى أدفن فى صدره كل مشقات الطريق ..... كل المجموعة التى كانت معنا صافحت والدى وكان يبادلهم كلمات الترحيب والحمد لله على سلامة الوصول ومال علىّ هامسا لى : أظنك الآن يا أحلام عرفتى المقولة التى يشير قائلها لبطىء أى إجراء أو حركة عندما يقول مستغربا أو مستنكرا ....: ليه التأخير ده أصلو جايى بى قطر كريمة ... ؟؟؟؟ إبتسمت وكأن هذه البسمة قد غسلت كل معاناة قابلتنى خلال الرحلة وكانت هى بداية أيام خالدات قبعت فى خلاياى وتسربت فى مسارب الروح بقت كــُلى ....ما أعظمكم يا أهلى ... ما أحلاكم يا عشيرتى .....

    كان بصحبتنا فى القطار إثنين من السياح الأسبان تعرفوا على أخى وليد أثناء الرحلة وعند وصولنا لكريمة دعوناهم لمرافقتنا إلى الزومة لكنهما إعتذرا وأخبرانا أنهما سيذهبان رأساً إلى جبل البركل وقضاء الليلة هنالك ليتمكنا من مشاهدة الشروق فى الصباح الباكر .... تزاحمت أسئلة حيرى فى مخيلتى ... هل يـــُعقل أن يأتى هؤلاء الأجانب (الخواجات) من أقاصى الأرض للمبيت بجبل البركل لمشاهدة جمال الطبيعة بينما نغفل نحن أهل البلد عن ذلك ؟؟؟ كم من سكان المنطقة قضى ليلته هنالك أو فكر مرة واحدة فى المبيت تحت ظل الجبل العظيم ..؟
    ألححت على الوالد لمصاحبة هؤلاء النفر لجبل البركل ليكون فاتحة الأماكن التى نزورها بالمنطقة ... حاول أبى إثنائى عن الذهاب للجبل فى هذه اللحظة ووعدنى بالمجىء إليه فى يوم آخر بعد أخذ راحتنا من عناء السفر .... لكن تحت إصرارى وتاييد إخوتى إستجاب الوالد لرغبتنا وهو يبتسم لهذا التعنت فأردف قائلاً ( إنتو القطر قلبكن خواجات ولا شنو ؟؟ ) ...
    كانت هناك قوة خفية تشدنى للذهاب إلى جبل البركل .... كنت اشعر أن هنالك رابط متين يــُملى علىّ أن لا أدخل للشمال إلا عبر هذه البوابة التى تضرب بجذورها فى التاريخ لتعلن أننا منذ الأزل نحمل جينات الريادة وأننا الجديرون بالقيادة للعالم الذى كان يعيش ظلاماً دامساً عندما كنا نحن أهل حضارة تشع علما وتملأ أخبارنا الكون وتنتشر سطوتنا فى كل إتجاه وقتما أردنا وكيفما شئنا .... كلما إقتربنا للجبل إزدادت الرهبة داخلى وتصاغرت أمام هذه الضخامة والفخامة والعظمة .... عندما وصلنا إلى أسفل الجبل كانت روحى تحلق فى عوالم أخرى عبر دهاليز التأريخ وعظمته رأيت الملوك تعلوهم التيجان وحول الجبل أناس كثرتهم تستعصى علىّ أن أحصيهم عددا .... هؤلاء القوم يتحركون دون توقف بنظام مرتب عجيب .... بعضهم يدور من اليمين إلى اليسار وبعضهم من اليسار إى جهة اليمين وآخرون من اسفل إلى أعلى وآخرون من أعلى إلى أسفل .... بعض حركاتهم لولبية وأخرى مستقيمة .... رغم هذا التباين إلا أن النظام كان هو السائد .... يحملون فى أيديهم مشاعل بألوان مختلفة ... بعضها متوهجاً وأخريات خافتة .... يترنمون بإيقاع يتناغم وحركتهم .... فى لحظة ما من عمر الزمان فقدت توازنى ...إرتجفت ...إستلقيت على الأرض شاخصة ببصرى إلى ألأعلى وهل هنالك غير العلو ؟ كل شيء هنالك يسمو ..... الروح .... البدن .... النخيل ...النيل .... الحـــُب ... مع كل هذا الجمال سمت روحى المنهكة ... أحسست أننى ذرة تلاشت وسط الأمواج والرمال.... رأيت نوراً أبيضاً ناصعاً يخرج من أعلى الجبل يصل السماء بالأرض .... كل الناس يتدافعون نحو القمة .... كيف اللحاق بهم ؟؟؟ أين أنا ... فجأة ترآى لى ابى يطل على الكون من هذا العلو ... بدأ الضجيج يهدأ رويداً رويداً .... بدأ السكون يعم المكان .... إتجه الجميع ببصرهم وسمعهم نحو هذا الصوت الذى صدح وردد معه الجبل صدى زاده حلاوة .... إنه صوت إسماعيل ..... يردد ...:



    شرفات النور لقد جئنا

    من أبعد بعد ألأبعاد

    جئناك الشوق يواكبنا

    والدندر زغرد فى الوادى

    والنحل ينقر فى ألأجراس

    كعشية يوم الميلاد

    والطير يظلل موكبنا

    ما بين الراقص والشادى

    يا حسن الحسن بأودية

    غنت للبرق (العبـــادى)

    *******

    جيناك اليوم وها نحن

    عرسان الخيل ألأجياد

    وسنابكنا عبر ألأجيال

    ترن كأغنية الحادى

    ســود كالجن ملأحمنا

    فسلو (تهراقة) ميلادى

    فوق الصيوان نقشناها

    يا جبل (البركل) أسيــادى

    *******

    من جاء يفتش عن أصلى

    ان رام الزاد فذا زادى

    و اليوم نعيدك يا تاريخ

    فى ثدى ألأم لأحفــــادى

    شرفات النور لقد جئنا

    من أبعد بعد ألأبعاد

    والخيل صهيلآ وعراكا

    لتدوس جماجم أجدادى

    شرفات النور لقد تاهت

    من قبل ضيائك أمجادى

    ولكم داست أرضى الحبلى

    أقدام عتاة ألأوغاد

    وصهيل الخيل بأوديتى

    وصليل سيوف الجلأد

    وحلفت بحبك ياذاتى

    قسمآ أتلوه بأورادى

    سنعيد النور الى الشرفات

    ليغسل ظلم ألأباد

    ونقيم الدنيا ونقعدها

    من أجل عيونك يا بلادى


    عندها لملمت قواى .... إستلهمت كل جمال الشمال فى نقطة واحدة .... إتكأت على عظمة أهلى .... بدأت الآن الوقوف لأحكى لكم عن أيام قضيناها هناك
                  

08-18-2010, 08:26 AM

شمس الدين ساتى
<aشمس الدين ساتى
تاريخ التسجيل: 12-14-2008
مجموع المشاركات: 2642

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    استاذة أحلام إسماعيل حسن

    ماذا أقول؟ هذا الشبل من ذاك الأسد؟ لالالالالالا

    من شابه أباه ماظلم أنت بروعة أشعار العملاق سماعين رحمه الله

    واصلى سكب هذا الإبداع حياك الله .
                  

08-18-2010, 07:53 PM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: شمس الدين ساتى)

    (9)


    كان لتلكم الزيارة لهذا الجبل الشامخ العظيم واستحضار كل ملوكه وسطوته أكبر الأثر فى نفسى حيث شعرت بقوة رهيبة إستقيتها من هذا الموقع التاريخى الذى يحكى كم هم عظماء أهل هذه الديار ....
    إنتظم موكبنا للتوجه نحو أهلنا بالزومة وكانت فى المقدمة سيارة تحمل مكبرات صوت تنطلق منها هتافات داوية تشق عنان السماء مؤيدة ترشيح أبى إسماعيل ممثلا لأهلى الغبش فى تلك الدائرة وكان أبى قد سبق له الفوز عن دائرة سنار أكثر من مرة وقد إكتسب خبرة فى إدارة العمل السياسى بالعاصمة وكيفية التعامل مع الدوائر الحكومية ولم يكن يطلب سلطة ولا جاهاً لكنه حبذ أن يرشح نفسه بالمنطقة حتى يقدم من خلال موقعه خدمة لهذه الأرض التى أحبها فبادلته عشقاً بعشق ووفاءاً بوفاء ... إعتلت مجموعة من الشباب سطح الباصات واللوارى هاتفة لإسماعيل وصدحت اللوارى بترانيم أبواقها تعزف ألحان شجية وكانت تسير ببطىء متعمد حتى يشبع أهل القرى التى نمر بها تطلعاتهم لمعرفة الموكب ومن هو المرشح وكان أبى يقف ممشوقا يرد تحية الجماهير بأحسن منها ... فلقد كان معظم الأهالى يسمعون بإسماعيل عن طريق أشعاره التى تغنى بها كبار المطربين والآن يتطلعون لمشاهدته وهم فخورين به ... حقيقة لم أكن أعرف كم هى المسافة ما بين جبل البركل والزومة ولا أعرف كم من الوقت سنقضيه حتى نصل لمنزلتنا وهل هناك محطات كمحطات القطار سنتوقف عندها ..؟ كل هذه الأسئلة دارت بينى وبين نفسى سراً لم أفصح عنها لأحد وتظاهرت أننى أعلم كل شىء ... كنت أتابع هذه الجماهير وأتفحص أوجه الأهالى وأرسل نظراتى يمنة ويسرى لأرى منظر المبانى وأشجار النخيل حتى الحيوانات لم تسلم من إستطلاعاتى وكنت فى غاية السعادة والفرح لما يدور حولى وتمنيت أن يمتد الطريق لعدة أيام كالتى قضيناها فى القطار .... عندما تذكرت تلك الأيام الخمسة التى قضيناها من الخرطوم إلى كريمة وتلك العلاقة التى نشأت بين ركاب العربة التى كنا نستغلها شعرت بألم لفراق هؤلاء النفر الذى تمتــّنت العلائق بينهم فصاروا كالأسرة الواحدة ولقد تواعدنا أن نلتقى فى زيارات لبعضنا البعض .... وأنا فى غمرة فرحى بما اشاهد وبإستعراضى لرحلة القطار إذا بأبى ينتشلنى من هذا العالم لينبهنى أننا على مشارف الزومة التى ستكون مركز حملتنا الإنتخابية ثم أردف أن كل شىء مجهز لإستضافتنا .... فلقد تم تهيئة منزل كامل تابع لآل نمر ليكون منزلة للرجال وإستضفنا أنا وشقيقتى أمانى مع أسرة نمر والباشا وأسرة طمبل وهنالك بدأت الروابط الأسرية الصادقة النقية تفعل الأفاعيل بى وتهزنى لدرجة البكاء ... كم هم أخيار أهلى ... أين نحن فى المدن من هذا الحنان .... أين نحن من صدقهم .... أين نحن من كرمهم ...؟ فرحهم بضيفهم .... أين وأين وأين نحن ؟؟؟؟ عند وصولنا كان كل أهل الزومة رجالا ونساءا كبارا وصغارا فى إستقبالنا بالنحاس والهتاف والزغاريد والتهليل والتكبير ....ينتشرون فى كل الطرقات والأزقة.. فى تلك اللحظة شعرت أننى ذرة ماء وسط محيط لا ساحل له ...
    .... كم هم واهمون أهل المدن وكم هم سعداء أهل القرى .... عرفت معنى أن تنبع البسمة من دواخلك لتسرى في شرايينك حتى تصل قلبك ..
    هنالك عرفت أن أهلى إستمدوا من النخلة طولاً ومن النيل عذوبة ومن التاريخ عظمة و فخر
    ... شعرت أننى أنتقل من كوكب الأرض لفضاءات لا حدود لها ... أجواء صافية نقية .. فضاءات لا تعرف الدونية ... كم أحببتكم أهلى ... لكم سأغنى كما غنى إسماعيل



    أنا يا بلد لو جيت زمان

    أيام جدودي وعزهم

    أيام سيوفا

    والزمان ما بهزهم

    لو ده الحصل من دون جدال

    كنت الشهيد

    وانا في البعيد خليت

    طنابيرن ترن في كل بيت

    والصفقة ضجت في الصعيد

    أصلي ما طوعت حرف الريد

    يزغرد لغناى

    طبيعة طبعى من تاتيت

    فوق هذا التراب الغالي

    شعري وهبته للناس الشقايا

    وتريت الحروف متل الحرير

    نسجت بمنوال هواى توب العرايا

    قطعت من جلدي الرهيف
    فصلت نعلت الحفايا
    ومن قلبي البينزف كان سقايا
    واصلى ما ضنيت للعطشان
    وللكايس السقايا
    وللزراع
    ..والزراع دلاقينهم علي
    درب الامل
    أشرف عباية


    هذه مجرد مقدمة ...سأعود لأحكى لكم عن تلكم الأيام ...
                  

08-18-2010, 08:28 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    التحية للشاعر اسماعيل حسن في الخالدين
                  

08-18-2010, 11:31 PM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    (10)


    بدأ أهالى البلد يتوافدون على المقر المعد لإقامة أبى إسماعيل بمنزل العم نمر وكانت الوفود من الزومة والمناطق التى حولها مقاشى .... الأراك .... حزيمة .... البرصة ..... البار ... الكرو .. بعض هذه الوفود أتى من مروي .... الطريف... كريمة ..... البركل .... أضفى هذا الحضور على الزومة جواً إحتفائياً وانتعشت حركة العربات منها وإليها وحتى الدواب ساهمت فى هذا الحراك ..... وكان لأهلى بالزومه رجالاً ونساءاً فضل القيام بواجب الضيافة لكل القادمين وتهيئة المنازل لإستقبالهم ونصب الصيوانات وتوفير الماء وحتى علف الدواب ... كم أنا فخورة بكم أهلى لهذا الكرم الفياض والأريحية السمحة ....

    بدأ كرنفال الإحتفال للدعاية الميدانية بزيارة مواطنى القرى المجاورة بموكب كبير يتكون من عربات مختلفة الأحجام والموديلات وكان إسماعيل حسن يستغل عربة لاندروفر تسير فى وسط الموكب بينما تتقدم الموكب عربة بوكس وضعت مكبرات صوت فى أعلاها تهتف لأبى بشعارات حماسية لبرنامجه الإنتخابى من أجل إنسان المنطقة وللمزارعين والغلابا .... وسط هذا الكم الهائل من الناس والعربات كنت ضمن ركاب أحد البكاسى وكنت أتابع هذا الحراك فتخيلت أننا نزحف فوق بساط سحرى يتحرك بنا فى عالم الخيال فقد كانت هذه هى المرة الأولى التى أخرج فيها من مجتمع المدرسة والأسرة لتجمع كبير يجمع كل هذا النفر بقصد مؤازرة أبى إسماعيل ..
    كان الموكب يتوقف على فترات متفاوتة عند كل تجمع فيخاطبهم إسماعيل ويشعل حماسهم بطريقته المتفردة فى الإلقاء خاصة عندما تتخلل خطبه أبيات من شعره ولقد لاحظت أن الجميع يحفظون شعره ويتغنون به جماعات وفرادى ...من شدة فرحى كنت أتمنى أن اقف فوق مكان مرتفع لأصرخ بأعلى صوتى أنا بنت إسماعيل حسن (تخيلات تحت بند كل فتاة بأبيها معجبة)
    الآن نحن وسط ميدان متسع به تجهيزات تدل على أنه قد تم إعداده ليكون نقطة التجمع الرئيسية فلقد تم توزيع مكبرات الصوت على كل أرجائه بطريقة تسهل للجميع سماع من يخطب وقد تم كذلك توزيع أوانى كبيرة تحتوى على مياه الشرب وفى منتصف الميدان تم إنشاء منصة وضع عليها المايكرفون وكانت تحتوى أيضاً على تربيزة كبيرة وبعض الكراسى ... توقف موكبنا عند هذا الميدان واعتلى إسماعيل المنصة مع بعض مرافقيه ..... تم إفتتاح اللقاء بايآت من القران الكريم وبدأ المتكلمون فى إلقاء الخطب وتهيئة الناس وتوعيتهم بمغزى الإنتخابات وتحريضهم لإعطاء صوتهم لإسماعيل ليمثلهم فى البرلمان محققاً لطموحاتهم ومطالباً بحقوقهم .... أخيراً تم تقديم إسماعيل لمخاطبة الجماهير الذى وقف بطوله الفارع يرتدى الجلابية البيضاء والعمامة والشال وفوق ذلك يلبس بالطو اسود يقى جسمه النحيل قسوة برد الشمال .... إرتج الميدان بالتصفيق والهتاف ترحيباً به وبادلهم أبى الترحيب بالتلويح معبراً عن سعادته بهم وبجمعهم الكريم فشكرهم على هذا التدافع والإلتفاف حوله وعدد لهم إحتياجات البلد فهو ليس غريب عنهم فكان يعرف مشاكلهم ويحس معاناتهم ووعدهم بأن لا يغمض له جفن ولا يهدأ له بال سعياً لتحقيق مطالب المنطقة وكان الناس يقاطعونه بالتصفيق والهتاف واختتم خطبته بإلقاء بعض قصائده التى ترتبط بالبلد .... كلنكاكول .... يا حليلك يابلدنا ..... بلادى أهلا يا بلادى ... وكان كلما أراد أن ينهى خطابه يهتف الناس له طالبين منه مواصلة حديثه فلقد كان أبى عذب الحديث مفوهاً يجيد فن الخطابة فكان ينصاع لطلبهم حتى ظهر الإجهاد عليه وعلى نبرات صوته فسمحوا له بأن يختم حديثه الذى كرر لهم فيه شكره وعرفانه وعهده لهم ....عندها إعتلى عشرة شبان المسرح وهم يحملون طنابير يعزفون عليها بنغمات متناسقة يرافقهم عازف الدليب الشهير محى الدين بإيقاعاته المميزة يترنمون بأغانى إسماعيل حسن وكان الجمهور يشاركهم الأداء


    مـِـتـِـيــنْ يـَا الـلـَّـه نـَـرْجـَـعْ لـِـى الـبـَـلـَــدْ طـَـوَّلـْـنـَـا مِـنْ أرْضْ الـحُــنـَـان
    يـَا حـِـلـِــيــــلْ بــِــلادْ وَادِى الـنـَّـخـِـيــلْ الـعَــالـْـيـَـة تـِـتـْـحَــدَّى الــزَّمَـــان

    ******
    يـَا حـِـلــِـيـــلْ بــِــنـَــيــَّـات الـفـَـريـــقْ والـلـِّـيــلْ يـَـزَغـْـــردْ بــِالــدِّلـِــيــب
    الـصَّـفـْــقـَــه والـطـَّــنـْـبـُـورْ يـَــرنْ ... الــشُّــوقْ يـَـهَــوِّدْ بــِالـلـَّــبــِــيــب
    الــسُّــــوط ْعـَـلـِـى ضَــهَـــرَ الـبـُـطـَــانْ يــِـنـْـجـَــرَّ زَىْ دَرْبْ الـــدَّبــِــيــب
    يـَا حـِـلـِــيـــلْ صَــنـَـادِيـــدْ الـرِّجَــالْ الـحَـاشَــا مَـا خـَــتـُّـولـْــنـَـا عــِــيــب

    ******
    يـَا حـِـلـِــيـــلْ نـِـويــــرَاتْ الــفـَــريـــقْ بــِــتـْــضَـــوِّى زَىْ نـُــورْ الأمَــــل
    يـَا حـِـلـِــيـــلْ حـَــنـِــيــنْ الأمَّــهَــــات مُــشْــتـَــاقــَــه لـِـى وَلـَـــدَاً رَحـَـــل
    لامْــتـِــيــنْ يـَـعُــودْ يـَـمْــلأ الــفـَــريــقْ بــِالـفـَـرْحَــه زَىْ مَــلـَـكـَــاً نـَـــزَل
    يـَـمْــسَــحْ دُمُــــوعْ سَــالـَــتْ كـَــتــِــيـــرْ ويـَـعَـــدِّلْ الــعَــــوَجْ الـحَــصَــل

    ******
    بــِالــلـَّـهِ يـَا سـِــرْبْ الـحَــمَــامْ ......... لـَــمَّــنْ تـَـــرُوحْ دَارْ وَدْ قــَـمَـــر
    سَــلـِّـمْ لـِـى بــِالــشُّــوقْ الــكـَـتــِـيـــرْ ...
    حـَـتــَّى الــتـُّـــرَابْ حـَـتــَّى الــقــِـمــِــيــريـَّـاتْ يـَـقــُـوقــِـنْ فـِـى الــتـَّــمُــر
    حـَـتــَّى الـجَّـــدَاولْ والـنـِّــعَــاجْ ......... الــرَّاقـْـــدَه فـِـى ضُـــلَّ الـعَـصُــر
    والـلـَّـهِ يـَا سـِــرْبْ الـحَــمَـــامْ طـَــعْـــــمَ الــفـُـــرَاقْ فـِـى حَــلـْــقـِـى مُــــر
    خـَـايــِـفْ مَــغـَــبــَّـاتْ الــزَّمَــانْ ....... بـَـاكـِــرْ وَرَايـَـا يـَـقـُــولـُـوا كـُـــر


    عندها إستبد الطرب بأبى فعاد واقفاً رافعاً يديه مبشراً مشاركاً الشباب طربهم وكانت عينيه تذرف الدموع لهذا الوفاء النادر الذى يلقاه من أهله البسطاء الغلابا الذين إقتطعوا من قوت يومهم ومن وقتهم وجهدهم ليتفرغوا للترحيب به ... فصاح إسماعيل بأعلى صوته


    ديلة قبيلتى لما أدور أفصل للبدور فصلى
    أسياد روحى والإحساس وسافر فى بحار شوقن زمان عقلى
    أقول بعضى ، ألاقيهم تسربوا فى مسارب الروح بقوا كلى
    محل قبلت ألقاهم معاى معاى زى ضلى
    لو ما جيت من زى ديل ، كان أسفاى وا مأساتى وا ذلى
    تصور كيف يكون الحال لو ما كنت سودانى وأهل الحارة ما أهلى



    بدأت السماء فى إرسال زخات مطر وكأنها تبارك هذا اللقاء فلطفت الجو وهدأت من الغبار الذى أثارته الحركة المتداخلة من البشر والعربات والدواب ... بعد ذلك تم توجيه الجماهير لتناول الغداء الذى تم توزيعه على مجموعات وقد قام المشرفون على الإحتفال بتنظيم فائق الدقة جعل كل الحضور يجدون مكاناً للجلوس لتناول الطعام وإحتساء الشاى .......
    كان يوماً حافلاً إستقر فى ذاكرتى إلى يومنا هذا وسيظل ما حييت .....
                  

08-20-2010, 09:26 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    الذكريات
    (11)




    - فى إطلالة هذا الصباح المشرق بينما كنت أجلس على هضبة مرتفعة أراقب شمس ذلك الصباح وهى ترسل أشعتها الذهبية من خلال أشجار النخيل لتملأ الأرض نوراً فتختلط الخضرة بالذهب بزرقة النيل فترسم لوحة يستحيل لبشر أن يجسدها .. فسبحان الله خالق كل شىء ...يحملنى إليكم مركب الشوق إلى أرض الزومة الحبيبة وسط النخيل والجروف ... ذكريات تخللت مساماتى فجرى عشقى لها ولأهلها مجرى الدم ..... أحببتهم بقدر محبتهم لأبى إسماعيل .... تنسمت طيبتهم .... رضعت من صدقهم .... تشربت وفائهم ....
    _ طلب منى أبى أن أستعد لزيارة الأهل بمسقط رأسه فى قرية (البار) .... ففرحت كثيرا واستعديت مع شقيقتى أمانى وصويحباتى اللآتى تعرفت عليهن أبان فترة زيارتى لمرافقة الوالد ... توجهنا إلى قرية مقاشى التى إستقبلتنا بكل فرح وكرم ولقد سعدت أيما سعادة عندما رأيت كل هؤلاء النفر يتدافعون نحو أبى وبالطبع ينالنا الكثير من الترحاب والملاطفة عندما يعرفون أننا أبناء إسماعيل .... ولقد أصروا علينا للمكوث معهم لفترة أطول إلا أن ضيق الزمن لم يمكننا سوى ساعات معدوده تحرك ركبنا بعدها إلى الأراك حيث كان الناس يصطفون على جانبى الطريق تعبيراً عن فرحتهم بنا .... بدأنا زيارتنا للأراك بزيارة للشيخ الوقور (شيخ أحمد) ذلك الشيخ الذى يكسو وجهه الصلاح ونور القران يضىء محياه .... تشعر بالهيبة وأنت تدخل عليه ...ما زلت أذكر كيف أن شيخ أحمد قد قرّبنى منه وقرأ بعض الآيات وهو ممسك برأسى ومن ثمّ دعى الله أن يحفظنى ويبارك لى وزاد على ذلك بأن أهدانى (علبة حلاوة كبيرة) إحتضنتها بكل فرح تبركاً بهذا المكان الطاهر الذى يــُــتلى فيه كتاب الله ليل نهار ويلجأ إليه كثير من المريدين للتفقه فى دينهم والسؤال عن ما يقابلهم من أحداث يريدون معرفة رأى الشرع فيها فشيخ أحمد هو مرجعهم وشيخهم الذى يستمع إلي مشاكلهم ويفتيهم بطريقة لا غلو فيها متلمساً أبسط الطرق فى شرحها لهم بكل لين وطيب خاطر مما جعله قبلة لأهل القرى المجاورة ... رحم الله شيخ أحمد وأنزل الرحمات على قبره وجعل أعماله ثقلا لميزان حسناته فقد رحل عن هذه الفانية فبكيته لأنى أحببته ....
    _ بعد ساعات قضيناها بالأراك توجهنا لقرية البرصة الخضراء وهاهى تخرج لأستقبالنا وعلى رأس مستقبلينا وقف الشيخ العجيمى مرحباً بمقدمنا فصحبناه إلى مسيده حيث نار القران وحيث تتنزل البركات ويتدافع الأحباب وبعد واجب الضيافة والدعوات إنتحى أبى بالشيخ العجيمى ودار بينهما حوار لم نتبين فحواه لكنى رأيت علامات الإرتياح تظلل وجه أبى فاستبشرت خيراً بعدها رفع شيخ العجيمى يده داعياً لنا جميعاً وخص أبى بدعوات أن يوفقه الله فى مسعاه .... خرجنا من المسيد لزيارة بعض الأسر التى لا يسمح ظرف أفرادها لكبر سنهم أو لمرض أقعدهم من الحركة فكان لزاماً علينا من الوصول إليهم براً بهم ووصلاً للرحم ...
    بعد ذلك توجه ركبنا إلى قرية البار حيث البيت الكبير .... تهلل وجه أبى فرحاً وإنتابته حالة فرح طفولى فرفع يديه بالشــُكر لله أن أعاده لبيته وصاح (يا بنياتى أنا ولدونى فى البيت ده )... كنت أقف بجانب أبى .... سرحت مع فرحته التى حملتنى إلى زمن مضى إستعرضته خيالاً .... تخيلت أبى طفلا يلعب على كثبان الرمال البيضاء .... يخطو أولى خطواته وسط أهلنا الطيبين يتشبع بجمال الطبيعة الخلاب يستمد منه الإحساس المرهف وينتقى الكلمة الشفيفة التى تلامس القلوب ..... هذه الطبيعة التى تنقى النفوس وتضيف عليها صفاءاً تتساقط أمامه الضغائن ويختفى عند مقامه الحسد .... سرحت مع صفاء نيلنا وخضرة نخيلنا وشموخ أشجاره التى تجعل النفوس تسمو والحب يصفو ...
    __ رغم أن جدتى لأبى (حد الزين ) كانت قد إنتقلت للرفيق الأعلى (عليها الرحمة) إلا أن أبى أصر على دخول المنزل مستصحباً معه بره بأمه وكل ذكريات طفولته فكان أبى عند دخوله للحوش الكبير غير إسماعيل الذى أعرفه .... خـيل لى أن صورة شخص آخر قد تقمصته ..صار يجول فى المنزل بحركة عشوائية دون ترتيب يوزع نظرات مبعثرة بين زمنين جرى بينهما تغيير كبير وانتقل خلاله الطفل القروى إلى أب يسكن المدن ويملأ صيته الدُنا ... لكن كل ذلك لم يغير طبيعة أبى المتواضعة البسيطة التى تعيش وسط الغلابا تستنشق مشاكلهم وتبثهم كلمات الريده التى تعبر عن دواخلهم سهلا ممتنعاً ... سألت أبى عن المبنى الذى نحن بداخله فقال لى يا بنيتى هنا ولدت أجمل قصائدى وحتى القصائد التى كتبتها وأنا بعيد عن هذا المكان جسداً كنت أصحبه معى روحا ..... لولا هذا المكان لما كان إسماعيل .... أما هذا المكان الذى أقف فيه الآن بالتحديد فهو الديوان الديمة مفروش
    ....


    الصغيرة شجيرة الأراك
    ياقمر عشرة الفي سماك
    شاغلة روحي وقلبي المعاك
    وين لقيتك لامن آباك
    القمر بوبا عليك تقيل
    ................
    العيون الما بدمعن
    نامن أو صاحيات يبرقن
    لا بصيدن لا بعشقن
    سرهن في الجوف يحرقن
    كشفن رموشن أو غمضن
    كلو موت ما تقول برحمن
    القمر بوبا عليك تقيل
    ...............
    الصغيرون الما كبير
    الرقيبة قزازة عصير
    السنون براقن يشيل
    العيون متل الفناجيل
    مابتحش قش التناقير
    مابتشيل جردل على الزير
    الزراق فوقا تقول حرير
    شتتي الشبـّال يا أم ضمير
    خلي قلوب الصبيان تطير
    انتي ريحتك دمور فرير
    ولا بت السودان اصيل
    القمر بوبا عليك تقيل
    .................
    القديما قديما الحمام
    الويزيزين في موجو عام
    ياما رايقه قليلة كلام
    واااحلاتا تقول السلام
    القمر بوبا عليك تقيل
    .................
    الغزال الفوق في السلم
    المحبة تزيد الألم
    كل يوم اصبحلي في هم
    سيسبان عودك منظم
    شمعدان نفسك مختم
    البرتكان نهدك مدردم
    القمر بوبا عليك تقيل
    .................
    الجزيرة أم بحرا حما
    فيك روحي وحبي النما
    مابسيبا ان بقا في السما
    ما بخلي الناس تظلما
    روحي في دربك هايمة
    يا غرق يا جيت حازمة
    القمر بوبا عليك تقيل
    ................
    الصغيرون ام الجنا
    ياكريم ربي تسلما
    تبعد الشر من حلتا
    تسلم الأم الولدتا
    الفي جبل عرفات وضعتا
    تسلم البطن الجابتا
    دي ترباية حبوبتا
    التميرة الفي سبيطتا
    الصفار صابغ خضرتا
    معزوره امها كان دستا
    وااااهلاكي الناس شافتا
    معذباني انا ود حلتا
    القمر بوبا عليك تقيل
    .................
    الدفيفيق الدابو ني
    البسيمتو بتكويني كي
    اهلو ضنو عليهو وعلي
    حبك النساني والدي
    ما بخليك إن بقيت حي
    يا قصيبة السكر الني
    نهدك الما رضع جني
    ووب على امك ووبين علي
    القمر بوبا عليك تقيل
    .................
    الديوان الديمة مقشوش
    بالزهور والورد معروش
    بالحرير الأصلي مفروش
    ريحتو مايقوما بلا رتوش
    كان دا وصفو ماهو مغشوش
    قدروا الساكنينو في الحوش
    القمر بوبا عليك تقيل
    ................
    بحر الدميرة العبا ونزل
    مرة يسقي الفل والنخل
    فيهو عام وزينا وقدل
    بعت روحي عشان ليك اصل
    وانت ابعد لي من زحل
    يا قمر بوبا عليك تقيل
    ................
    المبارك شيخ الظهر
    العليك ساسكت وفتر
    قلي جنيت ولا دستر
    واي أنا المرضان مكنتر
    جابو لي حكيم خير وشر
    قالي يا زول مرضك كتر
    سببك أم شلاخا خضر
    القمر بوبا عليك تقيل
    ................


    كانت تلك أيام وكان ذلك زمن له نكهة بطعم البرتقال وشموخ النخيل وصفاء النيل وطيبة أهلى
                  

08-21-2010, 11:13 PM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    الأخ أسامه عبد الجليل
    تحية عطرة
    أشكر لك حضورك
    أتمنى أن اراك دائماً مشاركا معطرا ساحات انت وليد
    لك الود
                  

08-22-2010, 07:45 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    (12)


    ___
    أخذنى أبى فى سياحة داخل البيت الكبير الذى يتكون من غرفتين وراكوبة كبيرة .... إبتدأنا مرورنا بإحدى الغرفتين وهى غرفة حبوبة ستنا (جدة إسماعيل من ناحية أمه حد الزين) كانت محتويات الغرفة عبارة عن ثلاثة عناقريب وبترينة من الطراز الجميل الذى يــُعد من اساسيات تأثيث منازل ذلك الزمن .... كانت هذه الأشياء تبدو باهتة الملامح نتيجة تراكم غبار السنين عليها ولعلها بذلك كانت تعبر بطريقتها على حزنا عميقا لمفارقة ساكنيها لها والوحشة التى خيمت عليها حيث لم يعد يدخلها أحد ليهتم بها .. كان من بين محتويات الغرفة صندوقاً كبيرا مــُزيناً بألوان زاهية ... سألت أبى عنها فقال لى هذه هى( السحارة ) ..... هذه خزانة حبوبتى ستنا التى تضع فيها نفائس ممتلكاتها .... إقتربت منها أريد فتحها .... حذرنى أبى من فتحها فلربما كان هنالك ثعبان أو عقرب بداخلها .... زاد فضولى وأصررت على فتحها فطاوعنى أبى فى تلبية طلبى وعندما فتحنا (السحارة) وجدت فى داخلها أشياء كثيرة مختلفة ... بعضها نحاسى وبعضها فضى وأشياء أخرى ملفوفة بقماش وأخرى فخارية ... إندهش جميع الحضور لتلك المحتويات
                  

08-23-2010, 07:47 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    .... قال إسماعيل أن كل قطعة من هذه القطع لها ذكرى ولها مناسبة ..
    إنه تاريخ فترات مضت يحكى عن حقبة كانت لها أبطالها وأحداثها .... قفزت فرحا وصرت أعبر عن فرحتى هذه وسط أهلى وكأننى إكتشفت قطعة أثرية نادرة .... واصل أبى سياحته بنا داخل البيت الكبير وكانت كل خطوة يخطوها أمامنا تفتح داخله مساحة لا محدودة لزمن عاشه بكلياته وسط حنان أمهاته على تراب هذا (الحوش) الديمة مرشوش ..
                  

08-23-2010, 12:51 PM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    بعد جولتنا إجتمعنا داخل الراكوبة وتوسطنا إسماعيل جلسنا على بنابر تحكى عن جلسات سمر شهدتها هذه البقعة .... شخص أبى بنظراته بعيدا يبحث عن ساكنى الديار الذين كانوا .... بينما نحن جلوساً إذا بحبوباتنا سليكية والعاجبة وزينب بت الحرم وجدى محمود إسماعيل وآل القرشاب .... قالدن حبوباتى إسماعيل ... ( حليل حد الزين .... حليل ستنا .... حليلن وحليل حنيتن .... يا حليلك يا إسماعيل يا وليدى .... فتونا خليتونا براااانا ....) وسط هذا النغمات الشجية الحزينة إنهمرت دموع كان أغزرها دمعات أبى التى أبكتنى وهزتنى من أعماق إحساسى وربما كان هذا الموقف هو الذى زرع حنية أهلى وحبهم فى دواخلى إلى يومنا هذا وسيظل إلى ما شاء الله حبهم وحنانهم زادى فى مشوار حياتى مهما إختلفت بى المراسى ...
                  

08-23-2010, 03:02 PM

osama fadlalla
<aosama fadlalla
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 857

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    الاخت احلام

    ما دَخلتْ التراب البركة في الذرية....

    لقد اسعدتِ صباحي بهذا السرد الانيق
                  

08-24-2010, 06:42 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: osama fadlalla)

    وقف جدى إسماعيل قائلا ( يا ولدى إسماعيل الغدا معانا ويا جماعة كوووولكن معزومين معانا ... يا ولدى حاجة السعده وبناتا سهام وإخلاص وحياة من صباحاً بدرى راجتنك عندنا والبلد كلها هنوووووك ..... إنت غاتس مع حبوباتك ....حليلن وحليلن بالكتير .....) سدت العبرة حلق جدى محمود .... غلبته دمعة إنحدرت على خده حاول أن يخفيها لكن إسماعيل الذى كانت كلمات جدى محمود قد إخترقت كل خلجاته أجهش بالبكاء وقتها تقالد الرجلان وأجهشا بالبكاء وما أغلى دموع الرجال .....
    تهيأنا للخروج من منزل حبوبة ستنا فإذا برجل تكسوه هيبة الشيوخ يقدم علينا ويحتضن أبى بحنية وسلام بدا لى غريباً على الأيادى بعد ضمها على الصدر .... نادانى ابى قائلا تعالى يا أحلام سلمى على شيخ المبارك شيخ الظهر .... وجدت نفسى أكسر كل الحواجز وأفصح أمام الجميع ..: المبارك شيخ الظهر شوفنى جنيت ولا دستر ...؟ ضحك الشيخ وقال لى يعفوا عنك ويرضوا عنك .... رديت عليه بى دستورن أولاد ماما .... ضحك الجميع لهذا الحوار وليد اللحظة ...
    وصلنا منزل جدى محمود وجدنا أهل البلد فى إنتظارنا وقضينا وسطهم لحظات لا تنسى مشبعة حنية ووفاء وترابطاً أسرياً ..... كانت وليمة مشهودة وكان جمعاً محضوراً يحكى عن زمن مضى ولن يعود لأن أبطاله قد رحلوا......
                  

08-24-2010, 07:31 AM

شمس الدين ساتى
<aشمس الدين ساتى
تاريخ التسجيل: 12-14-2008
مجموع المشاركات: 2642

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    ياسلام يا بت إسماعين ..روعة الوصف ونقل الأحاسيس

    والمشاعر الدافئة تذيب حتى الصخر الصلد..

    رحم الله العملاق إسماعيل حسن بقدر ما أسعدنا

    ولك كل الود
                  

08-25-2010, 07:12 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: شمس الدين ساتى)

    العزيز الغالى عصام دهب

    رمضان كريم وكل عام وأنت بألف خير
                  

08-25-2010, 08:15 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    لأن أبطاله قد رحلوا......
    إتجهنا عصراً إلى أم درق لزيارة حبوبتى آمنة بت أم درق والتى كانت تحفظ الكثير من الشعر وتلقيه بطريقة مشوقة .... كان أبى يحب حبوبة آمنة .... دخل أبى أمامنا وانكفأ على حبوبتى آمنه يقبل رأسها وهى تتشبث به تجره عليها .....تقربه منها ... تشم أنفاسه .... تتمسح به ويتمسح بها ... عندما هدأت ثورة اللقاء جال كل منهما بنظراته فى الآخر ..... ثم أدارت حبوبتى آمنه نظرها فى أرجاء المكان بينما كان أبى ينقر الأرض بالعصا نقرات خفيفة .... سألته حبوبتى تتذكر ياااااإسماعيل لمن النعام غنى أنا والله طاريك يا أم درق طارى العشيرة وتتذكر لمن أمك حد الزين بكت (واتنخجت) عديل وغلبنا كلنا نسكتا ؟؟؟ رد عليها كيف ما بتذكر ... هو دى حاجة بتـتـنسى يا حاجة آمنة ؟؟؟ كانت كلمات أبى تخرج خلال دمعات تتقطر كلما عزف أحدهم على أوتار إحساسه الرهيف ......كانت جلسة ما منظور متيلا ...
    واصلنا تجوالنا فزرنا خلوة البار التى تلقى فيها أبى أولى مراحله الدراسية ورسم لنا صورة حية لبرنامج الحيران وطريقة جلوسهم حول النار التى يوقدونها أثناء مذاكرتهم لكتاب الله وكيف كان شيخ الخلوة يقوم بدور المعلم والمربى والمرشد .... جلس أبى على الأرض واتكأ على جانبه وكأنه يراجع لوحه .....
    من الخلوة ذهبنا إلى جبل الصلاح جبل كلنكاكول ... عند سفح الجبل وقفنا .... أحسست برهبة المكان ... أشار أبى إلى قبر جدى إسماعيل الولى الذى ســُمّــى عليه أبى ...شعرت أن هناك جاذبية تشدنى سحرا إلى جذورى الضاربة فى باطن الأرض ... هذا الفخر الذى أحمله فى داخلى سيظل يملأنى عزاً ما حييت ....وقف إسماعيل شاخص ببصره نحو الجبل وبدأ ينشد :


    كـُـلـُــنـْـكـَـاكـُــولْ .......... أبـُـو الـصُّــلاَّحْ ويـَـابـَـا
    يـَـا جـَــبـَــــــــلاً ....... يـَـطـِـلْ فـُــوقْ الـسِّـحـَـابـَـه
    ******
    تـَـوَاريــخـَــكْ ....... بـَــدَتْ فـَــجْـــرْ الــصَّــحـَـابـَـه
    وسـِـجــِـلْ الـخـَـالـِــدِيــنْ ......... مـِـنـَّـــكْ بـَــدَابـَـه
    ******
    ولـِــيـــدَاتـَــكْ بـَـعــِـيـــدْ ..... فـِى الـغـُــرْبـَـه يـَـابـَـا
    صَــغـَــيـْــرُونـُــنْ كــِــبــِـــرْ والـلـِّــيـــلـَـــه شَــــابـَـا
    ******
    دِريــــبْ الــرَّجْـــعَــــه ..... مَــا لـِــقـَـــتـُــو بـَـــابـَـا
    مَــرَاكـْــــبْ الـغـُـــرْبــَـه ضَـــلـَّـــتْ فـِـى عـُــبـَـــابـَـا
    ******
    حـِـلـِـيـــلْ الــفـِـى الـبـَـعــِـيــدْ حَــضَــنْ الـصَّـبـَـابـَـه
    عـَــزَاهـُــو غـُــنـَــاهـُــــو فـِـى وَتـَـــــرْ الــرَّبــَــابـَـه
    ******
    طـِـريـــتـَـــكْ يـَـا الـجَّـــبـَـــلْ كـَـاسْــيـَــاكْ مَـهـَــابـَـه
    طـِـريــــتْ أهـَــلـِـى وطـِـريــــتْ نـَــاسَـــاً تـَــعَـــابـَـا
    ******
    فـِى حـَــــرْ الــشَّـــمــِـسْ ضَـــايـْـقــِــيــنْ عـَـــذابـَـه
    لا غـِــيـــمَـــاً يـَـمُـــرْ .......... لا ضُـــلْ سـِحـَـابـَـه
    ******
    نــِــهَــــارُن فـِـى الـجـُّـــرُوفْ مــِــيــــدَانْ حـَـــرَابـَـا
    سَـــلالـِـــيــكـُــنْ سَـــنــِــيــنـِـى تـَــقـُـــولْ حـُــرَابـَـا
    ******
    سَــوَاقـِــيــنـَــا الــتـَّــنـُـوحْ فـِـى الـلـِّــيـــلْ عـَــذابـَـا
    وحـِـسَّــهَــا فـِى الـبـَـعـِــيــدْ يـَـهَـــدِى الـضَّــهَــابـَـا
    ******
    جـَـــدَاولـُـــــنْ الــتــَّــــوَلـْـــولْ فـِـى إنـْــســِــيـَــابـَـا
    زَغـَــاريـــدْ سَــمْــحـَـه كـَـاتـْـبــِــيــنْ لـِـى كـِـتـَــابـَـا
    ******
    تـُـمُــورْنـَـا الـشَّــابـْـكـَـه دِى الـشَّــارْفـَــاتْ رُقــَـابـَـا
    مـَــــعَ نـَــفـَــــسْ الــدِّغـِــيــــــشْ زَىَّ الــهَــبـَّــابـَـه
    ******
    طـِـريــتْ الــقـَــلـْـعَــه شَــبـِّــيــتْ فـُـوقْ هـِـضَــابـَـا
    وفـِـى وَاطـَــاتـَـــا ....... جـَــرْجـَــرْتَ الـكـِــتـَــابـَـا
    ******
    كـِـبــِـرْتَ ........ ومَـا كـِــبــِـرتَ عـَـلـِـى رحـَــابـَـا
    رضـِــعْـــتَ الـحـَـالـِـى مَــــمْـــزُوجْ بــِى شَــــرَابـَـا
    ******
    مُــشْـــتـَـاقْ لـِـى حـَــدِيـــثْ نـَــاسْ يـُــمَّــه يـَــابـَـا
    كــِـلــِــيـــمَـــــاتْ وَا شــِـــريــــرى ويـَـا خـَــــرَابـَـا
    ******
    طــِـريــتْ حـَــبـُّـوبـْــتـِـى لـمَّـا تـَــقـُـولْ لـِى يـَــابـَـا
    تـَــكـْـبـَـــرْ يـَـالـخـَــزيـــنْ دُخـْـــــرى الــتـَّــعَــــابـَـا
    ******
    طـِــريـــتــَــا ... طـِــريـــتْ عـُـكـَّـــازَا وحـِـجـَـــابـَـا
    وعـِـنـِــيــقـْــريــبـَـه وكـَـمَــانْ بـُـقـْـجـَــتْ تـِــيـَـابـَـه
    ******
    ويـــنْ ودَّ الــنـِّـمــِـيـــرْ ...... فـَــارْسَ الــحـَـــرَابـَـا
    شَـــايـْــلـِــيـــنْ الـــــــــدُّرُوعْ شَــــــدُّو الــكـَــــرَابـَـا
    ******
    ويـــنْ فـَـــاطـْــنـَــه أمْ حـِـجـِــلْ ويـــنْ يـَـاجـَــلاَّبـَـه
    فـِـى زَمَـــنْ الــمَــحـَــلْ ......... والـــدَّارْ خـَـــرَابـَـا
    ******
    طـِــريـــتْ بـَـلـَـــدِى وطـِـريـــتْ ريــحـَــة تـُــرَابـَـه
    عـُـرُوقْ الـطـِّــيــبـَـه ضَـــارْبـَــاتْ فـِـى شـِــعَـــابـَـا
    ******
    إتـْــعَــلـَّــمْـــتَ ........ مـِـنْ صَــفـْــقـَــة شَـــبـَـابـَـه
    حـَـــلاوْة الـــدُّنـْــيـَــا فـِـى هَـــمْـــــسْ الـــرَّبـَـــابـَـه
    ******
    دِلـِــيـــبـُــنْ زَىْ هَــــدِيـــرْ الــرِّيــــحْ فـِـى غـَـــابـَـه
    ويـَـا طـَـــرَاوْة الـلـِّـــيـــلْ مَــعَ الـنـَّــاسْ الـطـَّــرَابـَـا


    رأيت أن أقف فى وسط أهلى الصــُلاح وأنا استعد غداً لإجراء عملية بالصمــّام عسى أن يكون هذا التواصل لأهلى قوة أتجه بها إلى الله أن يديم علينا وعليكم الصحة والعافية
                  

08-25-2010, 09:10 AM

شمس الدين ساتى
<aشمس الدين ساتى
تاريخ التسجيل: 12-14-2008
مجموع المشاركات: 2642

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    Quote: رأيت أن أقف فى وسط أهلى الصــُلاح وأنا استعد غداً لإجراء عملية بالصمــّام عسى أن يكون هذا التواصل لأهلى قوة أتجه بها إلى الله أن يديم علينا وعليكم الصحة والعافية


    ربنا يديم عليك الصحة والعافية بإذنه تعالى
                  

08-25-2010, 11:38 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: شمس الدين ساتى)

    العزيز الغالى شمس الدين ساتى
    لك عاطر التحايا
    أشكر لك هذا السرد الممتع لزمن جميل ... لقد أثارت كلماتك ذكرى عزيزة على نفسى وأحسست بنسمات فجر ذلك اليوم
    أكرر لك تقديرى وأتمنى أن أراك معنا دائما

    (عدل بواسطة أحلام إسماعيل حسن on 08-25-2010, 11:50 AM)

                  

08-25-2010, 12:52 PM

عبدالقادر علي عبدالرحيم

تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    أهالى البلد يتوافدون على المقر المعد لإقامة أبى إسماعيل بمنزل العم نمر وكانت الوفود من الزومة والمناطق التى حولها مقاشى .... الأراك .... حزيمة .... البرصة ..... البار ... الكرو .. بعض هذه الوفود أتى من مروي .... الطريف... كريمة ..... البركل .... أضفى هذا الحضور على الزومة جواً إحتفائياً وانتعشت حركة العربات منها وإليها وحتى الدواب ساهمت فى هذا الحراك ..... وكان لأهلى بالزومه رجالاً ونساءاً فضل القيام بواجب الضيافة لكل القادمين وتهيئة المنازل لإستقبالهم ونصب الصيوانات وتوفير الماء وحتى علف الدواب ... كم أنا فخورة بكم أهلى لهذا الكرم الفياض والأريحية السمحة ....

    اهلا بت اسماعين

    ود القبايل


    ياسلام

    رجعتينا عشرات السنين لي ورا


    اتذكر تلك الحمات الانتخابية للشاعر اسماعيل

    ونحن طبعا من الكرفاب جوار البرصة

    بس ماذكرتينا في الاسماء بتاعت الاحياء


    كان رمز والدكم الغزالة

    وعند الفرز كان يقول الليل برد والصيد ورد حت فاز

    له المغفرة والرحمة
                  

08-26-2010, 08:13 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: عبدالقادر علي عبدالرحيم)

    الخاتمة


    لهفى عليك يا وطنى .... بأجواء شبيهة بهذه التى تمر بنا الآن طغت الإنتخابات بكل توابعها من مشاحنات وعرض برامج واستقطاب هؤلاء واستبعاد آخرين .... هى هى وكأن الزمان يعيد دورته ..... كان الإقتراع قد إنتهى والكل ينتظر نتيجة الإنتخابات ليرى من هو الفائز ليمثل المنطقة .... الأعصاب مشدوده .... التوقعات تتباعد وتتقارب ..... الإتهامات تــُكال هنا وهناك ...... الإشاعات تنطلق فى كل إتجاه.... حركة دؤوبة غمرت منطقة كريمة جيئة وذهابا .... عربات ... دواب .... مواكب تسير راجلة .... رغم صغر سنى فى ذلك الوقت إلا أن هنالك إحساس بأن الكل فى إنتظار حدث مهم ..... فى هذا الجو المشحون جلست أتصفح بعض كتابات أبى إسماعيل :


    عليكم الله ياجلابه

    لو فى يوم من الأيام

    قوافلكم على حلتنا ساقا الشوق



    **************



    تلاقوا بويتنا

    فوق درب الترك

    قاعد يشابى يشابى

    كاتلو الشوق



    **********



    يناديكم يسالمكم

    ويسألكم عن الغايبين

    وحالهم كيف

    فى البلد البعيد بى فوق



    ************



    قولوا ليهو حالن حال

    ده حالاً

    أصلاً لا يرضاهو

    لاخالق ولا مخلوق



    **********



    قولولو الصغير شاب

    وحتى الفضلو

    فضلو عقاب

    وفى تيه الزمان والغربة

    شدو النوق



    ************



    لا أم لا حبيب لا خال

    ولا أخيتاً

    تغرق فى ترابنا عروق



    *********



    وصبحنا على الدروب

    طاشين

    وما عارفين

    خطانا تسوقنا

    ولاّ نســــوق
                  

08-26-2010, 11:37 AM

عفاف الصادق بابكر
<aعفاف الصادق بابكر
تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 4188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    Quote: وسط هذا النغمات الشجية الحزينة إنهمرت دموع كان أغزرها دمعات أبى التى أبكتنى وهزتنى من أعماق إحساسى وربما كان هذا الموقف هو الذى زرع حنية أهلى وحبهم فى دواخلى إلى يومنا هذا وسيظل إلى ما شاء الله حبهم وحنانهم زادى فى مشوار حياتى مهما إختلفت بى المراسى

    يا الله يا احلام .. كلام يحنن الطير فى سماء ..

    يشهد الله دموعى نزلن ..

    يا سلاااام على اهلي الحنينييين ..

    منعول ابو الزمن الشتتنا .. الحمدلله ..


    تحياتى عبرك للغالية امانى ..
                  

08-27-2010, 06:17 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    من كان يقصد إسماعيل بالجلابة الذين سآءلهم واصطحبهم معه فى قصيدته .... أليس هم أهلى الذين أحسستهم فى دواخلى ..... ؟؟ أليس هم هؤلاء الذين غمرونى حباً وحنانا وعطفا إمتداداً للود الغامر المتصل بينهم وبين أبى .... ما أجمل ملتقاكم يا أهلى ..... ليت الزمان يسمح لى أن أظل بينكم .....
                  

08-27-2010, 06:43 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    تجمع أهالى الزومه نساءا ورجالاً وأطفالا يحملهم إحساس قوى أن إبنهم إسماعيل سيفوز فى هذه الإنتخابات وأعدوا أنفسهم للإحتفال بالإنتصار العظيم ... كيف لا وقد حشدوا كل طاقاتهم منذ أيام خلت جابوا فيها المنطقه شمالا وجنوب .. شرقا وغربا .. يقيمون الليالى السياسية ويعرض إسماعيل برنامجه الإنتخابى وكان إسلوبه الخطابى وطريقة عرضه المميزة نثرا وشعرا جاذبة لكل أهل المنطقة .....

    حدث أن بدأ فرز الأصوات بمدرسة كريمة الثانوية التى كانت مركزا للفرز وكالعادة أحضر كل مرشح مندوبيه ليراقبوا عملية الفرز وعندما بدأ فرز الأصوات كانت الغلبة لمرشحين آخرين وعلى ما أذكر كان المتقدم مرشح إسمه عبد الرافع ودب اليأس فى نفوس الآخرين بينما أبى يستلقى على قوز رمل فى فناء المدرسة يبثه أشواقه وحنينه لتراب البلد الغالى .....


    بدور

    أشرح حكايتى براى

    ومن يومى

    البقيت غنـــًاى

    بقيت يا ناس

    وحب الناس

    سكن فى جوفى

    جوه عضاى

    وغرقان فى مآسيهم

    مراكبى تفوت

    تفوت وتفوت

    وياما ضاربه فى اللجات

    تحن وتكوس وترجع لى مراسيهم

    أقالد النسمة فيها بدوب وجوه الجوف

    عواصف الريد تسوى الووب

    ترد الروح نسيمه تفوح تهبهب من أراضيهم

    فوا ...أسفاى .. ووأسفاى

    نص الليل على الأبعاد

    ومن أبعد من الأبعاد

    مناحتى تقيف إذا ناحت سواقيهم

    وكيف يا ليل وكيفك ...كيف ؟؟

    إذا قت ليك شيل الشوق

    سلامى كتير كتير وكتير

    وسلم لى ... للأحباب ووصيهم



    أزغرد فوق أراضيهم

    بحب الناس أنا المكتول بحب الناس

    وكل منايا أبقى حجاب

    من المقدور أغتيهم ....
                  

08-27-2010, 02:38 PM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    كان مناديب أبى يتبادلون المواقع بين غرفة الفرز والجلوس مع إسماعيل فوق القوز ... ورغم النتائج الأولية إلا أن أملهم فى الفوز لم يفتر ولم يجد اليأس لأنفسهم طريقأ وكان إيمانهم قويا أن منطقة الزومه وما جاورها ستكتسح الأصوات ويفوز إسماعيل يالجولة .... بدأ الليل يزحف رويدا رويدا وبدأت صناديق الزومة تقلب الموازين ليظهر الفرز تقدما لإسماعيل على بقية المرشحين وصارت كل الأوراق تظهر تقدم الغزاله رمز إسماعيل وبدأت الأصوات ترتفع من 1500 ،،،،،،، 1700 ،،،،،، 1900 ،،،،، 3000 ،،، إلى أن تعدت ال 4500 صوتا وقتها بدأت تباشير الفوز تظهر على أبى فقال قولته المشهورة (الليل برد والصيد ورد )
                  

08-28-2010, 05:31 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    كان مؤيدى المرشحين الذين سبق لهم التقدم يتندرون على أهل الزومه فيرفعون أصواتهم عند ما يقتربون منهم بأنهم سيجهزون شربات الفرح بالإنتصار فى صهاريج المياه وأن مركز الإحتفال سيكون فى هذا المكان أو ذاك .... بعد تقدم رمز الغزاله خفتت تلكم الأصوات وتوارت بعيدا عن الساحة ..... تم الإنتهاء من فرز الأصوات وكانت النتيجة فوز إسماعيل حسن .... عمــّت الفرحة ... إرتفعت صيحات الفرح وانطلقت تباشير الفرح وهلل أبى وكبر وذرف الدمع فرحا .... توجه الموكب نحو جبل البركل حيث كانت الباصات واللوارى فى إنتظار أهل الزومه وانطلق الموكب بهتافات داوية شقت سموات القرى المنتشرة على طول الطريق وعند الطريق المتعرج وسط سلسلة جبال كجبى بينما يتهادى الموكب فى سيره إذا بغزالة تنطلق أمام العربات وكأنها تعلن بقفزاتها مشاركة أهلى بالفوز .... وصل الموكب إلى مشارف الزومة ووصل الهتاف قبل وصول الوفد فهاج كل المنتظرين واختلطت صيحات الفرح وزغاريد النساء ..... فجأة رأيت هذه القرية الوادعة الهادئة شعلة تضىء ... هذه القرية صارت مدينة مضيئة ... تفتح أذرعها لتحتضن فرحاً قادماً ....غمرنى فرح لن أستطيع وصفه ... كل شى حولى فى عناق ... الكل فى عناق فرح .... حتى النخيل إنكفأ على النيل يعانقه ... وتلك النخلة التى ترمز للعز والشموخ زادت طولا ... هذا التراب الذى يجذبنى إليه يحتوينى .... يتغلغل فى مساماتى .... أستنشقه هواءا صافيا ..... هذا الحب الذى يجعل التراب هواءا صافيا يدخل الرئة هو حبا صافيا لن يتغير .... ظل الجميع ساهرون إلى ساعات الفجر الأولى رغم الإرهاق .... أعلن الجميع أن مهرجان الفرح سيقام نهار الغد .....
                  

08-29-2010, 07:18 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    كان مهرجان فرح ... كان مهرجان تبادل الوفاء بالوفاء .... كان موقفا عجز الكل عن التعبير عن دواخله .... كان إحساسهم فوق طاقتهم .... تحت تلك الشجرة الكبيرة الشبيهة بشجرة التبلدى التى ترمز لوحدة أهلى ضـــُرب النحاس وتوافد الناس ذرافات ووحدانا .... ورنت الطنابير ... وصوت الدليب .... كنت أرقص وعلى رأسى الطرحة على كل نغمة تصل مسامعى مرة مع النحاس ومرة مع الدليب وأخرى مع الطار .... كل بيوت القرية إعتبرت القادمين ضيوفها فكانت الصوانى تــُحمل منها بما لذ وطاب ... كل أنواع العصاير ... كل أنواع التمور .... كل أنواع الطبيخ ....قضينا كل النهار فى هذا المهرجان إلى أن أعلنت الشمس عن غيابها نحو الغرب ..... لحظات الغروب كانت تعلن عندى إقتراب رحيلى من القرية ... القرية التى أحببتها وأحببت أهلها ..... كيف لى أن أفارق فتيات القرية اللآتى لازمننى طيلة أيامى السابقات .... لن أحتمل فراقكم أهلى .... لكن برنامج أبى يحتم علينا الرحيل .... عند الغروب حضر أهل الكاسنجر يتقدمهم أولاد حاج الماحى ووقف أهل الزومة فى صف وبقية الوفود فى صف آخر والطنابير كانت حاضرة ووقف أبى فى نقطة تلاقى الجميع ووقف الجميع على شاطىء النيل وصدح المداح بحب الرسول .... إرتفعت حناجر عشاق المديح وانخرط المجاذيب يدورون عشقا وطربا ......هنالك كان يجلس شيخ كبير يحمل سبحة لالوب ألفية يجذب حباتها بطريقة شدت إنتباهى وما زلت أذكر منظره وكأنه أمامى الآن ... وقف الجميع أمام النيل يودعونه سرهم ....يوثقون لمحبتهم ووفائهم .... هذا الإحساس الذى غمرنى فى تلك اللحظات هو زاد أحمله معى أينما حللت .... التحية لك أرض أهلى المعطاءة ... التحية والحب لك شمالنا الحبيب الذى أنجب الطيب صالح وإسماعيل حسن والنعام آدم وحسن الدابى وبت ود خير ...... كلكم قامات يا أهل الشمال ..... لكم منى معزة .... لكم عندى محبة ...... أرض الحب ... أرض الخير ... أرض العطاء


    تصور كيف يكون الحال إذا ما كنت سودانى

    وأهل الحارة ما أهلى
    __________________
                  

08-27-2010, 06:46 AM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    Quote:
    من كان يقصد إسماعيل بالجلابة الذين سآءلهم واصطحبهم معه فى قصيدته .... أليس هم أهلى الذين أحسستهم فى دواخلى ..... ؟؟ أليس هم هؤلاء الذين غمرونى حباً وحنانا وعطفا إمتداداً للود الغامر المتصل بينهم وبين أبى .... ما أجمل ملتقاكم يا أهلى ..... ليت الزمان يسمح لى أن أظل بينكم .....


    ســــــــــــــــــــــلآم اختي احلآم،

    الشاعر إسماعيل حسن حباهُ الله بمقدرة رفيعة في التصوير بالكلمات. فهو يستعمل كاميرا دواخله
    بصورة فيها براعةعالية, وذوق رفيع, وموهبة عميقة في تصويب فلاش الذهن على الهدف مما
    يعطي الصورة بُعد وعُمق يجعل المستمع يرى كل شئ مُتحرك أمامه, وتكون الصورة دائماً
    بمواصفات عاليةحيث تُبرز كلَّ شئ, لصفاء الة العقلية وتلاشيها التام في المنظر الذي هي بصدد
    تصويره...
    بلادي أنا...تصوير جميل لبلد متعدد الثقافات, مختلف المناخات يتفق أهله على أشياء تكاد تكون
    ثوابت على مرمى حدوده في كلّ الإتجاهات, الكرم, الجود, الشجاعة, الإعتذاذ بالإنتساب
    إليهِ, وحبه...

    1
    في إطار هذه الصورة نجد أنَّ الكاميرا تُبرِز لنا إرث تليد يتمثل في تمسك تام بإيمان عميق
    وتديُن مطبوع. مما يجعل النفس تهيم في عالم جميل ملئ بالروحانيات, وما تفتأ هائمة في
    هذا العالم حتى يقوم إسماعين بنقلها إلى مشهد تبدو فيهِ كمية مهولة من الخيول المُسرجة,
    وقد إعتلى ظهورها فرسان في دروعهم المنيعة, وسيوفهم لها بريق ولمعان في الفضاء. وفي
    غمرة إنسجام النفس مع هذا المشهد المهول تتوجه العدسة لتبرز لنا لوحة قد قد أرخى الليل
    سدوله على خلفيتها, وقد برز فيها من خلال نيران التُقابة الحيران وقد تحلقوا حولها يتوسطهم
    شيخ قد إنبثق نور الورع من مُحياء وجهه الملئ بالإيمان, وفي غمرة إنسجام النفس مع هذه
    الصورة الهائمة في عالم الروحانيات تعرض لنا الكاميرا الصباح وقد أطلَّ بوجهه الجميل على
    نخلات قد نبتنَ فوق أعلى جزء من الجزيرة(السآب) يتمايلنَ طرباًمع النسيم وبساط الخضرة
    ممتد بإمتداد الجزيرة, وبقرة قد أثقل مِشيتها ضرعها الملئ باللبن مما جعلها تبدو وكأنها تتبختر
    في مِشيتها فوقَ هذا البساط (تتضرع وليها ضرع). ثمَّ يستعمل إسماعين الفلاش بعد أن أرخى
    الليل سدوله مرةً أُخرى, ونجد هنا الصورة بدات أمامنا وفيها أنين وحنين يبعثه في النفس صوت
    الساقية مسافراً في عُمق الليل, فيظل الليل في حالة صحيان يؤانس ذلك التربال الذي ظهر في
    عُمق الصورة مجتهداً في العمل, جاعلاً المياه منسابة عبر الجداول لتبدو وكأنما الساقية قد سكبت
    دموع بكاءها فيها لتنسرب عبر حيضان الزرع تنثر الخضرة في الأماكن وتبعث الطمانينة
    والسلام في النفس. تلك الخضرة التي تبدو كأنما هي تُزغرد فرحاً وطرباً في عُمق البوادي.
    (تزغرد في البوادي زرع)...


    (2)
    ويوجه ود حد الزين العدسة ليعكس لنا صورة نفر كريم بزيهم القومي الأبيض الناصع البياض
    (الجلابية والعمة) وهم في حالة ترحاب شديد بكل ضيف طارق لبوابات حدود الوطن الحبيب.
    وتظهر براعة التصوير في قوله:(بلادي أنا بتكرم الضيف) أي كل أهلها يكرمون الوافدين اليها
    من كل فجٍ عميق. ويحلق ود حد الزين بألة تصويره في فضاء الوطن الرحب مع الطيور الوافدة
    خماصاً إلى البلد من كلِ صوبٍ وحدب, ويقوم بتصويرها بعد أن هبطت في أطراف (التقا) مكان
    نظافة القمح بعد حصاده لتغدو بطاناً وتشبع دون أن تتكلف عناء التوغل في حواشات الزرع
    ( من أطراف تِقيها شبع). ثمّ يصور لنا المساحات الشاسعة الواسعة الممتدة في أرجاء الوطن
    الحبيب المليئة بالخيرات, الحاضنة للناس الذين يعيشون فوقها بحنان دافق, تمنحهم الخير
    الذي لايتخطى فرد منهم. ويعرض ود حد الزين أمامنا منظر جميل للوديان وقد تدفقت فيها
    مياه النيل منعكسة فيها أشعة الشمس حتى تبدو لآمعة مُتلألِئة كأنما هي دفقات من لُجين في
    براحات الوطن الغالي. (بياض الفضة في وهج الهجير بيشع)...

    (3)
    مازال يتنقل بِنا سُماعين في أنحاء البلد مستعملاً الة التصوير. وهنا يقف بنا أمام مشهد
    يضج بالحركة. وهو مشهد دارات الطرب وصوت الطمبور المصحوب بالصفقة يشق
    هدأة الليل فيحيلها إلى حركة مُفعمة بالفرح والطرب المُوزع في دواخل النفوس تعكسه
    حسناوات بارعات في الرقص يتدفقن حيوية كما الخيول الجامحة, يجدنَ الرقص بالرقبة
    فتبدو الواحدة منهُنّ جامحة مُشرئبة العنق كما جِني الريّل. يتراقصنَ ويتما يلنَ وقد زآنَ
    شبالهن ودع مرمول في طرف السلّة (الجورسى)المُتدلِى. (مكنتل في طَريفو ودع)...

    (4)
    وهنا صورة للملك(تَرهاقا) تحكي عن تاريخ تليّد مرتبط بالحاضر ومنسرب في مجاهل
    المستقبل لِيجعله ماثل أمامنا. تاريخ حِفاظ على الوطن من أزمان غابرة ألى أزمان قادمة.
    صورة فيها تحفُز وأستعداد تام للتصدي لكلٍ من تسول له نفسه المساس بعزة وكرامة هذا
    البلد الحبوب الجميل...
    وهنا صورة أُخرى تبعث الطمانينة في النفس يظهر جلياً فيها ناس البلد بسحنتهم الجميلة,
    وقاماتهم الفارهة, ووجوههم التي تحمل صفاء ونقاء هو دون أدنى شك إذن عبور الى
    دواخلهم النقية, يقفون فوقَ تراب بلد مليئ بالحنان ناضح بالأمان. ثم نجد هاؤلاء الناس
    الجميلين في مشاهد أُخرى يواسون من جار عليه الزمان, ويمدون له يد العون, ويقومون
    بمسح الدموع من وجهه. ومنظر آخر يمثل قمة السخاء والكرم, يبدو فيه هاؤلاء الكرام
    وهم يُؤثرون الغير على أنفسهم, ويتقاسمون ما يملكون فيما بينهم في ساعات الشِدة والضيق,
    وفي هذه الظروف إذا لامسهم شعور أنّ هنالك من هو أحوج منهم فهم يؤثرون الجوع
    ويقدمونه على أنفسهم. هاؤلاء الناس الجميلين الذين يظهرون في هذا المشهد, يحبون الدار
    والأهل, ويحفظون حقوق الجار ويحافظون عليها حتى لو كلفهم ذلك نفوسهم. عُزاز لايرضونَ
    الضيم والقهر. فهم مستعدون لخوض النار لو سالت دمعة واحدة نتيجة لظلم قد وقع.
    فما بالك لو سالت دموع؟؟؟

    5
    ثمّ بعد تصوير هذه المشاهد يوجه سُماعين العدسة نحو نفسه ليوجه رسالة للعالم أجمع.
    ويبدو في الصورة واقف فوق أعلى سطح من البسيطة معتزاً, ومُفاخراً لافتاً الأنظار
    إلى هاؤلاء الناس مصدر العز والفخار. مُشيراً إليهم قائلاً, أُنظروا, هاؤلاء أهلي. عرب
    قد مُزجت دماءهم بدماء الزنوج الحارة. هذه قاعدة نلتقي حولها جميعاً وكفى. تملكوا كياني
    وروحي, وتدفق شوقي إليهم بحاراً في نفسي قد أبحر فيها عقلي منذ أزلٍ بعيد. ينتابني إحساس
    بِأنهم بعضي فينداحو في مسارب روحي ويتملكوا كياني بحبي لهم. أينما رحلت وحللت لا أنساهم
    فهم يرحلون معي عبر إشتياقي وحنيني ويلازموني كأنما ظلي.
    ما زال سماعين موجهاً الكاميرا نحو نفسه الشفيفة الوريفة, الصافية, الصادقة, وهو يبدو
    في هذه اللقطة الآخيرة مشحون بالإنفعالات عاجزاً أن يتصور نفسه غير مُنتسب إلى هاؤلاء
    الكرام. إن لم أكن سليل هاؤلاء فيا حسرتي, ويا أسفى, ويا ذُلي, ويا عظيم مأساتي. غمرة
    إنفعالات تملكت كلّ ذرة من كيان الشاعر, وأحدثت ضجة في دواخله جعلتها كلها تتسأل:
    تصوروا يا أيها الناس إن لم أكن سوداني وأهل الحارة ما أهلي؟!؟!
    (تصور كيف يكون الحال لو ما كنتَ سوداني وأهل الحارة ما أهلي؟؟؟)..

    6
    هذا هو سُماعين ود حد الزين قد وضع لنا صور في هذه الرائعة تعجز أحدث كاميرات
    التصوير عن أبرازها لنا, ونحن نكاد نكون في قمة عصر التكنلوجيا...

    الأ رحم الله الشاعر إسماعيل حسن (ود حد الزين)...


    تحياتي،
    ود المدير...
                  

08-31-2010, 06:15 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: معاوية المدير)

    العزيز الغالى عمر عبد الله فضل المولى
    أشكر لك إطلالتك التى تسعدنى كثيرا
    هذه المحطات تحكى عن مسار حياتنا الذى يسرع أحيانا ويتوقف أحيانا أخرى
    هذه هى خطى كــُتبت علينا ومن كــُتبت عليه خطى مشاها
    ولك منى أمنيات الصحة والعافية
                  

09-03-2010, 09:00 PM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    الأخ العزيز osama fadlalla
    رمضان كريم وكل عام وأنت بألف خير
                  

09-22-2010, 07:54 PM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    د. توفيق الطيب البشير
    اللقاء التاريخي للراحل اسماعيل حسن والموسيقار وردي بعد المصالحة
    أولا الشكر الجزيل لأخي وصديقي مامان الذي شجعني كثيراً وبصفة مستمرة وألح على للبحث عن اللقاء الذي كاد يضيع بين أوراقي ومستنداتي والحمد لله الذي مهد لي أن أنشر هذا اللقاء الرائع جداً بعد أكثر من 26 عاما وهو اللقاء التاريخي الذي أعقب المصالحة التاريخية بين الشاعر السوداني البارع سماعين حسن وفنان افريقيا الأول الاستاذ الدكتور محمد عثمان وردي والتي هيأت لها الأجواء رابطة مروي بجامعة الخرطوم عام 1982 بقيادة الدكتور المبدع الإنسان الرائع صاحب الخلق الفريد والمواهب المتفردة محمد احمد سيد احمد التوم ..
    حمداً لله أنني وجدت اللقاء مكتوباً حيث نشرته الرابطة في ذلك العام بالعدد الأول من مجلة مروي ولكن المفاجأة التي أسعدتني بقدر بالغ أنني وأنا أبحث عن المجلة في أوراقي القديمة فإذا بي أجد أصل التسجيل الذي تم في اتحاد الفنانين بين الموسيقار وردي والشاعر الفذ سماعين حسن ليلة المصالحة .
    وقبل أن نقدم هذا اللقاء الرائع للقارئ الكريم أود أن أبين بعض تفاصيل المصالحة وكيف تمت وماهي أهم أسبابها وأين تمت ولا سيما أن الراحل سماعين قد توفي بعد تلك الليلة بأقل من اسبوعين ...
    وتعود القصة إلى أواخر يناير أو أوائل فبرائر من عام 1982م حين جاءني أخي وصديقي د. محمد احمد سيد احمد التوم وكان يومها رئيساً لرابطة مروي بجامعة الخرطوم دورة 1981-1982 وكنت أنا السكرتير الثقافي وقال لي بالحرف الواحد " لابد أن نلعب دوراً في إعادة العلاقة بين وردي واسماعيل حسن لأنهما ليسا مجرد شخصين عاديين وإنما هما يمثلان مرحلة حساسة في تاريخ الغناء السوداني " قلت له " ولكن كيف نعيد مثل تلك العلاقة الفنية بعد أن تدخلت السياسة وغرزت أظافرها في جسد هذا العطاء المدهش وهزمت الإبداع الفني الذي ولد بأسنانه بينهما" قال لي لابد من عمل شئ ما ... وبعد يومين قال لي لقد قابلت السيد اسماعيل ورحب بالفكرة ولنا أن نلتقي وردي لنعرض عليه الموضوع .. وبالفعل لقد رتب الدكتور محمد احمد ذلك اللقاء مع الفنان وردي ثم فوجئ بأن الموسيقار لديه نفس الرغبة في المصالحة وقال ليس بيني وبين اسماعيل حقد ولا كراهية ولا مشكلة وليس هناك أي سبب شخصي وإنما القصة كلها انو اسماعيل اختط لنفسه طريقا "سياسيا" أحدث بيننا بعض الجفوة ( وللتاريخ نذكر أن اسماعيل كان من الكوادر العليا في الاتحاد الاشتراكي السوداني وكان برلمانياً مرموقا تلك الايام ) فطلب منه د. محمد احمد ودتوم أن يجمع بينهما في اتحاد الفنانين وكانت الأجابة المفرحة بالموافقة .
    ذهبنا بعد ذلك للراحل اسماعيل وبلغناه ما قاله الفنان وردي وما أبداه من رغبة طيبة وما قاله من كلام عظيم في حق صديقه اسماعيل فكان أن وافق اسماعيل وكان اللقاء.
    وسأقوم لاحقاً بنشر مادة اللقاء كاملة كما سأقوم بنشر المادة التي نشرتها مجلة مروي وهي ملخص للقاء نفسه ولكنها كتبت بلغة صحفية ,
    وكانت لحظة المصالحة عجيبة جداً إلا أننا وبكل أسف لم تكن لدينا وسائل لتصويرها وإثباتها تاريخياً ولكنني اتذكرها وكأنها وقعت بالأمس فالقامتان الشامختان حين التقيا بدار اتحاد الفنانين بام درمان تعانقا طويلا ثم بكى اسماعيل وتأثر وردي جداً ثم تعانقا مرة أخرى وبكي بعض الحاضرين الذي كان لهم دور في إحداث هذه المصالحة . وكان الحضور يتألف من بعض أعضاء الرابطة وبعض الخريجين منها أذكر منهم د. محمد احمد سيد احمد التوم ، الشاعر د. محمد بادي ، الدكتور القامة كمال ابو سن، الاخ التيجاني محمد أحمد ، توفيق الطيب البشير، الشاعر اسماعيل حسن ، والفنان محمد وردي والفنان صديق أحمد وآخرين لم تسعفني الذاكرة لتسميتهم ..
    استمر اللقاء زهاء الساعتين وتحدث كل من وردي واسماعيل حسن عن علاقتهما الفنية والأسرية وبداياتهما الفنية وأسباب توافقهما الفني وبينا سبب الجفوة ثم تحدث الفنان وردي عن الفن السوداني وعن الطنبور وقدم رأيه في بعض الفنانين .
    وفي نهاية اللقاء دعانا الموسيقار الرائع وردي لتناول طعام العشاء في منزله ليلة الاربعاء التالية للقاء الذي أحسبه كان بالاحد أو ربما ليلة الخميس ثم تدخل اسماعيل مباشرة قائلا وانا الاربعاء ( او الخميس ) التي بعدها .... وفعلا كان ما كان وحضرنا ليلة وردي وكانت من أمتع الليالي حيث حضر هذا اللقاء شخصي الضعيف وجميع من كانوا معنا باتحاد الفنانين وجاء معهم المهندس سراج الدين حسن على طه وبعض صفاقي صديق وآخرين ربما أنسيتهم وكان وردي قد طلب ضمن دعوته لنا أن يسجل أغنيات من الفنان صديق الذي كان معجباً به وقدم له كثير من النصائح والتشجيع وبالفعل فقد غنى الفنان صديق يومها غناء لم نعهده من قبل وطربنا طرب القماري وقد سجل تلك الليلة الفنان وردي ولكنني لم أحصل على نسخة منها . وفي نهاية الليلة دعا الموسيقار وردي أسرته وغنيا ثنائياً هو وصديق احمد أغنية جيدن جيت تدي قلوبنا جمة ويا ناس صلوا على جمالا واعتقد ان الفنان وردي غنى هذه الاغنية الأخيرة فيما بعد بالإذاعة السودانية أو التلفزيون. ومن الطريف أن الفنان صديق أصابته وعكة صحية بعد انتهاء الليلة فلم يستطع قيادة سيارته ولم يكن بين الحضور من يعرف القيادة فتبرعت انا وأعلنت معرفتي وبالفعل قدت السيارة من الكلاكلة حتى أنزلت الشاعر اسماعيل حسن بالخرطوم 3 ثم دلفت إلي الامتداد وأنزلت صديق وصفاقيه ثم ذهبت إلى ام درمان وأنزلت الاطباء الذين كانوا معنا ثم ذهبت إلى بيتي بامبدة وأشهد الله أنني لم أقد أي سيارة في الخرطوم قبل ذلك اليوم !!! بل كانت كلها محاولات في القرية والحمد لله بعدها لم أتردد أبداً .. والطريف أن الذين ركبوا معي جميعهم لم يكونوا يعرفوا انني لا أعرف القيادة وكان سبب نجاحي هو الوقت المتأخر من الليل حيث لم يكن بالشارع اي عربات إلا نادرا!!!
    ثم جاءت الفجيعة !!! حيث جاء اليوم المحدد من الاسبوع الثاني موعد دعوة الراحل اسماعيل في بيته وللأسف أنني لم اكن موجوداً بالعاصمة حيث بلغني مرض والدي بالبلد وسافرت فوراً ثم حدث ما لم يكن في الحسبان !!!
    ذهب جميع المدعوين في الموعد المحدد ما عدا شخصي والفنان وردي الذي حتى هذه اللحظة لا أعرف سبب تغيبه ولكن بالتأكيد منعه مانع قوي. وبدأ الراحل يستقبل ضيوفه واكتمل العدد إلا من شخصي ووردي ثم في منتصف الجلسة أحس الراحل ببعض الالم واستأذن ضيوفه وذهب إلى غرفته ليرتاح قليلا ثم يعود ولكن هيهات !! لقد تطور الوضع ثم ذهب باسماعيل إلى المستشفى ثم توفي في تلك الليلة رحمه الله تعالى ...
    فما أعظم تلك الصلة التي جمعت هذين المبدعين حتى قدما كل هذه الثروة وما أعظم فراقهما وهما قريبين غير متنافرين !!! الا رحم الله شاعرنا الراحل سماعين ود حسن وبارك للموسيقار وردي في عمره ولنا في ذلك عودة ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de