الباحث الطيب محمد الطيب .. أنفاس الريف في صباحات الخريف

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 11:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-05-2010, 05:13 PM

صلاح الدين مصطفى
<aصلاح الدين مصطفى
تاريخ التسجيل: 07-26-2010
مجموع المشاركات: 86

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الباحث الطيب محمد الطيب .. أنفاس الريف في صباحات الخريف

    لم يكن متناقضا ً مع نفسه وخط سيره في الحياة عندما ألف ّ كتابي "الإنداية " و"المسيد " ، وعلى عكس ذلك تماما ً تماهى الباحث الراحل الطي بمحمد الطيب مع فطرة الرجل السوداني الأصيل ، قبل أن يدخل النفاق الاجتماعي إلى قلوب الكثيرين من "باب " الكسب السياسي الرخيص ، ولازلنا – بعد فقده - في حاجة ماسة لمن يواصل في تنقيب وتسيجل وتوثيق التاريخ الاجتماعي كما هو بلا زيف أو إٍسقاطات .. وجاء احتفال هيئة الخرطوم للثقافة والنشر بالطيب محّمد الطيب صبيحة يوم الاثنين الماضي بقاعة الشارقة ليؤكد أن ّ الرجل قدم خدمة كبيرة للثقافة السّودانية ، وليرسّخ – الاحتفال – مبدأ ظللنا ننادي به حتى بحّ صوتنا وهو ضرورة الاحتفاء بتوثيق الثقافة والتراث السوداني ، ونشر المخطوطات التي ترقد في انتظار دفّ المطابع وري الأحبار .
    وكما قال الاستاذ الطاهر حسن التوم مدير هيئة الخرطوم للصحافة والنشر في مفتتح تلك الندوة ، فإن ّ التعليم لم يكن حائلاً بين الرجل وفتوحاته الثقافية ، ولعله يقصد التعليم الاكاديمي ، لأن الطيب لم يكن جاهلا ، ولعله يقصد التعليم الاكاديمي ، لأن الطي ب لم يكن جاهلا وعلم نفسه بنفسه لدرجة أن جامعة الخرطوم قبلت به باحثا ُفي "شعبة " أبحاث السودان التي تطورت إلى معهد الدراسات الافريقية والأسيوية وحصل على أجر يقل قليلا عن أجور أ[رز الباحثين ، يضاف إلى ذلك اشتغال الرجل على مختلف وسائط الميديا ولاينس أحد برنامجه الشهير "صور شعبية " الذي أفلح في ترسيخ مبدأ التعدد الثقافي "بلافلسفة " لاكثر من ربع قرن من الزمان ، وقد أشاد الطاهر بأسرة الطيب لحرصه الشديد على اتاحة كل مؤلفاته للناس ، وقد بذلت مجهودا ً كبيرا ً في سبيل ذلك ، وكفأت الهيئة – هذه الأسرة – بتخصيص "كل " عائد هذه الكتب للأسرة دون النظر إلى تكاليف الطباعة والنشر والتوزيع ، وهذه لفتة بارعة ونوع مثالي من أنواع التكريم .
    قامت هيئة الخرطوم للصحافة والنشر بطباعة ستة من مؤلفات الراحل ، اربعة منها نشرت من قبل وهي "المسيد ، فرح ودكتوك حلال المشبوك، الإنداية دوباي " اضافة إلى كتابين تم نشرها للمرة الأولى وهما "ذاكرة قرية وبيت البكا " .. وتعمل الهيئة على نشر بعض المخطوطات الاخرى للراحل مثل "الحمران وتراثهم الشعبي ، والمقالات المنشورة بالصحف والمجلاّت ، وبذلك تكون قد وضعت يدها على واحدة من اكبر العقبات التي تحول دون وصول الانتاج الابداعي للجمهور ، وقد روى د. محمد عوض البارودي ، وزير الثقافة والاعلام بولاية الخرطوم أن ّ الطيب محمد الطيب ، جاء إلى لندن عام 1994م وفي اهم اجندته أنه كان يحمل مخطوطة ويبحث عن ناشر .
    من أبرز صفات الراحل الشخصية التي رواها البرفيسور على عبدالله النعيم أنه يزيل الحواجز بينك وبينه منذ أول لقاء وهو ينثر عليك العلم دون ان تشعر به بأنه يعلمك ويمتاز بالدقة في تحقيق رالروايات ، ويميز بتواضع العلماء وهو نموذج للانسان السوداني بزيه الانيق والبسيط والمميز ، ورغم عن عدم حصوله على الشهادات الاكاديمية ، فقد كان يحاضر بشعبة الدراسات الاجتماعية والشعبية بمعهد البرفيسور محمد عمر بشير بجامعة امدرما ن الأهلية ..
    ولم يقتصر تقدير الجامعات ومراكز البحوث السودانية للطي بمحمد الطيب على ذل ، فقد كرمته جامعة الخرطوم بمنحه الماجستير الفخري ، ومنحته جامعة الجزيرة الدكتوراة الفخرية ، ويروى البرفيسور النعيم أنه قدم
    محاضرة قيمة (قطع أخضر ) عن ولاية الحزيرة معرفا ً ها وقد خطفت هذه المحاضرة اذهان ووجدان الحاضرين من الاساتذة والعامة .
    يضاف إلى ذلك كما يروي برفيسور النعيم صلاته العميقة بالعلماء والادباء ومن ذلك حرصه على زيارة الدكتور احسات عباس في الاردن ، واهدائه – قبل ذلك – نسخة من كتابة الإنداية وهو عبارة عن تحليل اجتماعي متكامل لظاهرة سّودانية لم تنته حتى الآن كما اشار بذلك أحد المتداخلين في نهاية الندوة ، موضحا ً أن الانداية اتخذت لها شكلا ً يخفيها عن أعين النظام العام ، جازما ً بأن الشكل القديم لازال موجودا ً في العديد من أرياف السودان .
    تطرق البرفيسور على عبدالمنعم إلى بعض مؤلفات الراحل ، واضفا ً اسلوبه بالشمول والسهولة في العرض ورقة العبارة وقال إن كتابة المسيد غير مسبوق ، وركز على كتاب "بيت البكا " الذي اعتبره تجسيد حي للمجتمع السوداني باعتبار أن كل العلاقات الاجتماعية الحقيقية تتجسد عند السودانيين في بيت البكا .
    البرفيسور محمد عبدالله الريّح اتكأ في حديثه "العفوي " عن "منهجية البحث عند الطيب محمد الطيب " على صلته الشخصية والقوية به وملازمته له في العديد من الندوات والرحلات ، ولم يخل حديثه من الطرائف والقفشات التي أظهرت جانب الطلاقة وخفة الروح والدعابة في شخصية الراحل ، ولخص الريح منهج الراحل في البحث بأنه كان يبحث عن الجمال الداخلي ويراهن على جوهر الاشياء لا مظهرها الخارجي ، وضرب عدة امثلة على ذلك .
    ومن الطرائف التي ذكرها "ود الريح " وهو الاسم الذي يحلو للطيب ان يناديه به ، أن رجلا ً طلب من الراحل أن يذهب معه لشراء حمار – والرواية رواه الرجل – وكان الطيب حاذقا ً في اختيار الحمير الممتازة ، وبالفعل اختار للرجل حمارا ً جيدا ً ، فقال ان الرجل "انبسط " وعندما التقى به بعد فترة قال له "كل ما أشوف لي حمار بتذكرك " !
    طرفة اخرى رواها البرفيسور محمد عبدالله الريح وهى متعلقة بالحمير ايضا ً ، ويوقل فيها : "قد منا ذات يوم محاضرة عن الحمار أنا والطيب الذي أبدع في وصف الحمار وصفاته الجميلة ، ولم نخرج من القاعة حتى تمنى كل واحد من الحاضرين بأن يصبح حمارا ً " !
    أثار ود الريح – بعد ذلك جدلا ً كثيفا ً عندما روى قصة الحاردلو "شاعر الشكرية الشهير " مع عبدالله ود النعيم الذي كان يافعا ً ، وزعم ود الريح في راويته المسنودة بأبيات من الشعر الشعبي ، أن الصبي – انذاك – ود النعيم بذ الحاردلو وهزمه شعريا ً . وهذا ما أثار حفيظة د. عدلان احمد الحاردلو الذي نفى رواية ود الريح وشّكك في ان تكون الابيات الشعرية التي استشهد بها برفيسور محمد عبدالريح للحاردلو ، سانده في ذلك البرفيسور عبدالله حمدنا الله الذي اشار الى ابيات ود الريح مدينة وتخلو من نفس البادية ، وفي سياق منفصل ذكر عبدالله حمدنا الله موقفا ً دعم به معرفة الراحل بالبدويين العرب "القح " ، وذلك حينما التقى بأحد البويين العرب التشاديين ودار بينهم حديث بلغة يفهمها الاثنان فقط .
    ثالث المتحدثينالرئيسيين في تلك الندوة هو الاستاذ عباس حاج الامين والذي خصص حديثه لكتاب "دوباي " ووصفه بأنه "فريد في بابه وموضوعه " ، وبدأ بعنوان الكتاب ووصفه بالموفق والجذاب قبل أن يأتي وينتقد العنوان نفسه مشيرا ً الى حاجته لجملة تفسيرية جانبية كأن يكون مثلا على النحو التالي "دوباي .. دراسة في الاغنية الشعبية السودانية " .. وانتقد الاخطاء الطباعية في النسخة الصادرة عن مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية ، وتمنى ان تكون هذه الاخطاء قد تدوركت في الطبعة الاخيرة .
    وقال عباس إن الطيب محمد الطيب استطاع ان يصحح بشكل أساسي بعض المفاهيم والمصطلحات وابرزها التفريق بين (دوباي ودوبيت ) ، حيث جاب مناطق واسعة ليصل إلى مبتغاه .. واضاف : الطيب محمد الطيب تنحى عن محاكمة الاغنية الشعبية من خلتال بحورالخليل ، واعتمد منهجه على البحث الميداني والتقصي الدققي ، وصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة ، وكان حريصا ً على استخدام المصطلحات المحلية ، ان تستخدم في بيئتها الاصلية ، لم يكثرت من كلمة شعر في بحثه هذا وكان يقول بدلا ً عن الشاعر "الغّناي " ..
    ولاحظ عباس ان الراحل كان شغوفا ً بابراز التنوع القافي التاريخي في تتبعه لمراحل الغناء في السودان بدءا ً من العصر المروري وأورد المتحدث ملاحظة مهمة – فيما يخص كتابة الشعر باللغة العامية – وهي عدم الضبط بالكتابة الصوتية في كافة الاصدارات وأشار الى محاولات الشاعر محمد طه القدال في ديوانه (غنيوات لحليوة ) .
    ويقول عباس إن الباحث أشار بطرف خفي للنطاق الزماني لبحقه (أ{بعة قرون ) ، مضيفا ً ان منهجيته – بجانب البحث الميداني – اعتمدت على المصادر والمراجع والمخطوطات النادرة .
    المداخلات كالعادة في مثل هذا النوع من المنابر لم تخل من "التخريم " فقد قدم د. محمد عوض كبلو افادات كادت ان تقلب مصادر الندوة لولا أن تم تصحيحها سريعا ً ، فقد أوضح أن الطيب محمد الطيب تخرج في الجامعة الامريكية ببيروت ، وقال إن مكتب الطيب محّمد الطيب في عمارة الضرائب تعرض لحريق الامر الذي ادى لضياع العديد من المخطوطات والبحوث المهمة وأضاف ان يدي الراحل تعرضتا للحريق اثناء محاولاته لانقاذ مايمكن انقاذه ، وختم مداخلته بزعمه ان الراحل ديمقراطي يساري واستشهد بمواقف للدكتور عبدالله على ابراهيم في هذا الصدد ، غير أن عددا ً من الحاضرين – ومنهم اسرة واصدقاء الراحل نفوا كل هذه المزاعم جملة وتفصيلا .. وقال الشاعر محي الدين الفاتح إن الخلاف حول سيرة الطيب محمد الطيب وقد رحل قبل سنوات يجعل كل التاريخ السوداني في محل شك كبير .
    ومن ملاحظات د. عبدالله حمدنا الله ان منهج الطيب ذوقي لكنه دقيق ، وقال إنه واحد من العصاميين الذين بنوا مجدهم بأيديهم .. واضاف انه كان يبحث في الظواهر الجماعية اكثر من الفردية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de