|
ليس "بالجكن"وحده يحيا الانسان
|
نبض الاشياء ليس "بالجكن " وحده يحيا الانسان ! من أ شهر الصور التي نشرت في الصحافة السودانية مؤخرا ً ، صورة للدكتور عبدالحليم المتعافي ، والى ولاية الخطوم السابق ، وهو يلتهم في دجاجة "مدنكلة " وبجواره مجموعة من الصحافيين وقادة الرأي يفعلون نفس الشئ ، وكان الغرض الأساسي ، من الهجمة الشرسة على الدجاج المشوي والمحّمر في تلك الايام هو اقناع الناس بأن "انفونزا الطيور " لم تضرب البلد ، وأن دجاجنا معافى وسليم و"يلقط الحب " ّ . وبالطبع ، فإن "الصورة الخطيرة " لم تجعل مواطني ولاية الخرطوم يهرعون الى أماكن بيع "الجكن " ويشرعون في تناول وجبة الدجاج ، والواقع انهم سبقوا الوالي ولكن بدون صورة ، وقد كان السبب الاساسي في هجمة المواطنين الشرسة على الفراخ – آنذاك – هو انخفاض سعر الكيلو ، فقد وصل إلى أقل من ثلاثة جنيهات ! وكان المتعافي قد بشّر مواطني الولاية بأن سعر الكيلو من الفراخ سوف يصل الى سبعة جنيهات فقط ، ونقلت وسائل الاعلام أنه سوف يجعل الدجاج الوجبة الاولى للفقراء والمساكين ، ولكن الرجل غادر منصبه ، قبل أن يحقق مبتغاه . والواقع أن الدجاج أصبح – بالفعل- من وجبات للمساكين ، وذلك في مناطق شديدة الفقر ،حيث تباع الدجاجة بجنيه واحد ، ولكنها دجاجة مضروبة "نافقة " البائع يعلم ذلك والمشتري على يقين بأنه (مافي سما عقب النار ) .! كما ان ملحقات الدجاج تباع باسعار زهيدة ، والواقع أنها "مخلفات "الدجاج ، مثل (سيقان الدجاج ) والرقاب وحتى الأظافر ، فضلا ً عن (الاجنحة الطائرة ) ، وأشياء أخرى مفيدة يتم الاعلان عنها في حينه.! الوالي الحالي ، د. عبدالرحمن الخضر ، ظل يبشّر مواطني الولاية ، ضمن مايبشّر به ، بقدرته على خفض اسعار الدواجن ، ولكن الرجل لم يصر على (سباعية ) المتعافي ، بل حدد سعرا بلغ " تسعة ونصف جنيه" للكيلو ، وبدأ في فتح منافذ ليبع الدجاج بهذا السعر .. غير ان المنافذ التي اعلنت عنها الصحف كانت بالمصالح والمؤسسات التابعة لحكومة ولايته ، بمعنى أن المواطن "العادي " إّذا رغب في شراء كيلو واحد من الدجاج بسعر الوالى عليه أن يدلف إلى احدى الوزارات ، و.. يتجه مباشرة إلى كشك "بيع الجداد " .! والمدهش أن المنافذ التي نشرت في الصحف لم تفتح حتى الآن ، أو لنكن دقيقين، فإن الغالبية العظمى منها لم تتفتح حتى الآن ونحن على مشارف شهر رمضان الذي يبتعد فيه الناس عن كل مالذ وطاب من طعام وشراب . ويلاحظ ان ّ ولاة الخرطوم يركزون على الدواجن ، رغم أن سعر كيلو الضأن تجاوز العشرين جنيها ً وسعر العجالي تجاوز "ال15" جنيها ، فهل من الصعب توفير لحوم الضأن والعجالي (المألوفة للفقراء ) باسعار معقولة ؟ في تقديري الخاص أن ّ الفقراء غير متعودين على ثقافة الدجاج ، ومن الأفضل ان تعمل الولاية على تخفيض الرسوم والجبايات على كافة الضروريات ، لأن التنوع الغذائي مهم ايضا ص للمساكين ، وليس "بالجكن " وحده يحيا الانسان .
|
|
|
|
|
|