ما إن أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير عزمه المشاركة في قمة دول الساحل والصحراء التي تستضيفها العاصمة التشادية إنجمينا حتى تساءل الجميع عن مذكرات المحكمة الجنائية الدولية بحقه وكيفية تصرف الدولة التشادية حيال الأمر؟ لكونها إحدى الدول التي تعترف بمحكمة لاهاي.
وفي الجانب الآخر لم تسلم المعارضة التشادية من دفع ثمن التقارب بين الخرطوم وإنجمينا أسوة بنظيرتها العدل والمساواة السودانية التي لاقت نفس مصير الطرد من الأراضي التشادية.
غير أن طرد المعارضتين لم يكن ذا أهمية مقارنة بما حملته زيارة البشير من دلالات ربما تعطي مؤشرا حقيقيا لاتجاه العلاقات السودانية التشادية نحو الأحسن من جهة، والبرهان على اتفاق الأفارقة على مناهضة الاتهامات الموجهة من المحكمة الدولية لرئيس الحكومة السودانية من جهة الأخرى.
الرئيس التشادي ديبي (يمين) في زيارة للخرطوم في فبراير/شباط الماضي (الفرنسية-أرشيف)
تلاحم إفريقي
وعلى الرغم من تأييد بعض الجهات للزيارة، اعتبر محللون وخبراء قانونيون أن ليس من حق المحكمة فرض قراراتها على أي دولة بغض النظر عن عضويتها فيها من عدمه، وأكدوا أن مواد رئيسية في قانون المحكمة تعطي الدول الحق في معالجة القضايا دون الدخول في أزمات مع دول أخرى كحالة السودان وتشاد.
فقد لفت الخبير القانوني شيخ الدين شدو الانتباه إلى أن المادة 98 من دستور المحكمة الجنائية الدولية لا يجيز للمحكمة أن توجه طلب تقديم مساعدة تقتضي من الدولة الموجه إليها الطلب أن تتصرف على نحو يتنافى مع التزاماتها بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بالحصانة الدبلوماسية لشخص أو ممتلكات تابعة لدولة ثالثة ما لم تستطع المحكمة الحصول على تعاون تلك الدولة الثالثة لأجل التنازل عن الحصانة.
وقال إن شروطا قانونية تفرض على المحكمة موافقة الدولة المعنية بالتنازل والتعاون بشأن أي متهم فيها "وبذلك ستظل المحكمة عاجزة ومقيدة في تحركاتها تجاه المتهمين لديها أفرادا كانوا أو جماعات"، مشيرا إلى وجود اتفاقيات أخرى تنظم العلاقات بين الدول وتفرض احترام رعايا أو حصانات الدول تجاه بعضها البعض.
لكن الخبير السوداني -وعلى الرغم من اعتباره أن الزيارة تعد نوعا من المجازفة- استبعد في حديث للجزيرة نت أي تأثير للعلاقات الحميمة بين فرنسا وتشاد على قرار إنجمينا باستضافة الرئيس البشير "للتقارب الكبير بين الدولتين الجارتين وصدق كل منهما تجاه الآخر والذي تمثل في طرد معارضة كليهما من بلد الآخر".
تغطية خاصة
الرغبة والواقع
أما الخبير القانوني نبيل أديب فاتفق مع شدو بشأن عدم قدرة المحكمة على فرض قراراتها على الدول الأعضاء أو غير الأعضاء، مشيرا إلى الرغبة المشتركة بين الدولتين لفرض واقع جديد من السلم والتعاون.
واستبعد أي تهديد للرئيس البشير "لأن هناك مرونة في كافة القوانين الدولية والمحلية"، مؤكدا أن إنجمينا تدرك حدودها القانونية وكيفية التعامل معها بما يسهل من مهمة البشير.
من جهته اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم بابكر محمد الحسن أن التنبؤ بمعرفة ما يجري في العلاقات السودانية التشادية غير ممكن على الأقل في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن الحكومة السودانية وبدون أدنى شك ضمنت تأمينا كاملا لوفدها "خاصة وإن طرد الخرطوم لمن يهدد كرسي الرئيس إدريس ديبي سيكون من الأمور المهمة والمرحب بها بشدة في إنجمينا". المصدر: الجزيرة
07-22-2010, 04:49 PM
تاج الدين عبدالله آدم
تاج الدين عبدالله آدم
تاريخ التسجيل: 01-18-2007
مجموع المشاركات: 1591
تشاد ليست دولة مؤسسات كجنوب افريقيا وبتسوانااو غانا او السنغال حيث لا يستطيع رئيس الجمهورية التدخل في شأن قانوني يتعلق بالجهات القضائية في تلك الدول.... الصحيح ان تقرر الجهات العدلية والقانونية في تشاد قانونية زيارة البشير من عدمه وكيفية التوفيق بين استقباله والوفاء بالتزاماتها بشان مذكرة الجنائية، ولكن في تشاد الرئيس دبي هو كل شيء، هو من يقرر كيفية التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية حسب مؤشر تيرموميتر علاقاته مع النظام السوداني... الرجل يريد ان يضمن قبل كل شيء بقاءه في السلطة بدرء خطر المتمردين المتمركزين في السودان حتي لو ادي ذلك الي الانسحاب من نظام روما واغضاب منظمات حقوق الانسان في الغرب.
لكن الاهم في الامر: لا عاصم للبشير من ملاحقة المحكمة ولو استطاع اليوم زيارة تشاد، مصيره بالضبط هو مصير مليوذوفيتش وشارلس تايلر ورادفان كرادتش...
قانونية المقصود بها قانونية من وجهة نظر المحكمة الجنائية الدولية نفسها والقوانين الدولية ذات الصلة كما ورد بالخبر وليس المعني به قوانين تشاد و جنوب افريقيا وبتسوانااو غانا او السنغال
Quote: المادة 98 من دستور المحكمة الجنائية الدولية لا يجيز للمحكمة أن توجه طلب تقديم مساعدة تقتضي من الدولة الموجه إليها الطلب أن تتصرف على نحو يتنافى مع التزاماتها بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بالحصانة الدبلوماسية لشخص أو ممتلكات تابعة لدولة ثالثة ما لم تستطع المحكمة الحصول على تعاون تلك الدولة الثالثة لأجل التنازل عن الحصانة
07-25-2010, 07:17 AM
Frankly
Frankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211
Quote: ومع أن التشاد من الدول الموقعة على نظام إنشاء المحكمة فإنها قالت على لسان وزير داخليتها أحمد محمد بشير إن التشاد دولة ذات سيادة ولن تربط ذلك بالخضوع لأوامر اعتقال صادرة عن هيئات دولية.
وأضاف الوزير التشادي في في تصريحات ل "بي بي سي" أن الحكومة التشادية تتبنى موقف الاتحاد الافريقي الذي دعا دول القارة لعدم التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة