تداعيات انفصال جنوب السودان !!!!!الطيب زين العابدين

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 07:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-01-2010, 09:54 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تداعيات انفصال جنوب السودان !!!!!الطيب زين العابدين

    Quote: تداعيات انفصال جنوب السودان
    الطيب زين العابدين


    التحديات الأمنية
    التحديات السياسية
    التحديات الاقتصادية
    كيفية المعالجة

    تشير معظم الدلائل على أن أهل جنوب السودان عندما يحين موعد الاستفتاء على تقرير المصير في يناير 2011م سيصوتون بأغلبية كبيرة لمصلحة الانفصال، قال بهذا كبار القياديين في الحركة الشعبية بما فيهم الفريق سيلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب وعدد من زعماء الأحزاب الجنوبية الأخرى وعدد من المسئولين الدوليين المتابعين للشأن الجنوبي كما قال به زعماء الأحزاب الشمالية الذين زاروا الجنوب في نهاية شهر سبتمبر الماضي 2009م بمناسبة انعقاد مؤتمر جوبا للقوى السياسية المعارضة.

    وفي ظل هذه المؤشرات الواضحة يصبح من الحكمة أن يناقش المراقبون للشأن السوداني تحديات هذا الوضع الجديد خاصة بالنسبة لأهل الشمال. السؤال الهام هو: هل سيتم الانفصال بصورة قانونية وسلمية وسلسة تسمح بالتعايش وحسن الجوار فيما بعد أم سيكون الأمر عكس ذلك؟

    إن التصعيد الذي حدث في الآونة الأخيرة بسبب الاختلاف على إجازة قوانين الاستفتاء وجهاز الأمن الوطني والمشورة الشعبية والنقابات بالإضافة إلى ترسيم الحدود وأدى إلى انسحاب الحركة الشعبية من جلسات البرلمان ومن مجلس الوزراء، وما أعقب ذلك من مسيرات جماهيرية تصدت الشرطة لتفريقها، ينذر بأن الانفصال قد يكون متوتراً وغير سلمي مما يزيد من التحديات والمخاطر التي يواجهها السودان في مرحلة ما بعد الانفصال.

    وحتى بعد أن توصل الشريكان المتشاكسان في الأيام الماضية إلى اتفاق حول مشروعات قوانين استفتاء الجنوب واستفتاء منطقة أبيى والمشورة الشعبية، ما زالت احتمالات الخلاف واردة حول العديد من القضايا التفصيلية والمؤجلة.

    "
    التصعيد الذي حدث في الآونة الأخيرة بسبب الاختلاف على عدد من القضايا ينذر بأن الانفصال قد يكون متوتراً وغير سلمي مما يزيد من التحديات والمخاطر التي يواجهها السودان في مرحلة ما بعد الانفصال
    "
    وبدأت تتضح لكثير من المراقبين داخل السودان وخارجه خطورة سيناريوهات ما بعد الانفصال المتوتر، وتقدمت بعض الجهات بمقترحات ومبادرات مختلفة من أجل معالجة المخاطر المتوقعة منها: تمديد الفترة الانتقالية لبضع سنوات قبل الانتخابات، إقامة انتخابات جزئية للمناصب الدستورية الرئيسة (رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب وولاة الولايات) وتأجيل انتخابات المجالس التشريعية لسنة أو اثنتين، إلغاء الاستفتاء والاستعاضة عنه بنظام كونفدرالي يعطي الجنوب حق تأسيس دولة كاملة الصلاحيات وتربطها بالشمال علاقة رأسية لا تمس كافة شؤونها الداخلية، في حالة التصويت للانفصال تمدد الفترة بين نتيجة الاستفتاء وبين تأسيس الدولتين المنفصلتين لسنة أو أكثر.

    وهكذا يتضح مدى الإحساس بحقيقة مشكلات ما بعض الانفصال والتي تتطلب حلولاً واضحة يتراضى عليها الطرفان واستعدادات مسبقة تتم قبل وقوع الانفصال. فما هي المخاطر والتحديات التي يمكن أن تواجه شمال السودان في حالة الانفصال؟

    التحديات الأمنية
    هناك ستة تحديات أمنية متوقعة يخشى منها على استقرار السودان في الشمال والجنوب إذا ما وقع الانفصال بين الإقليمين:

    1- حرب بين الشمال والجنوب بسبب الاختلاف على ترسيم الحدود في منطقة أبيى أو غيرها من حدود 1956م التي لم تحسم بعد، أو تنفيذ قانون الاستفتاء حول تبعية أبيى أو القبول بنتيجته، أو عدم الاتفاق على حل قضايا ما بعد الانفصال التي نصّ عليها قانون الاستفتاء: الجنسية، العملة، الخدمة العامة، الوحدات المدمجة والأمن الوطني والمخابرات، الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، الأصول والديون، حقول النفط وإنتاجه وترحيله وتصديره، العقود والبيئة في حقول النفط، المياه، الملكية، أي مسائل أخرى يتفق عليها الطرفان.

    المشكلة في منطقة أبيى أن قرار هيئة التحكيم الدولية في لاهاي ليس مرضياً عنه من كلا المجموعتين الأساسيتين في المنطقة: دينكا نقوك والمسيرية؛ فالمجموعة الأولى تظن أن حقول البترول في هجليج قد أخذت منها بغير حق، والثانية تعتبر أن الحدود الشمالية التي ضمت إلى أبيي قد توغلت كثيراً في مناطقهم وحرمتهم من الأراضي ذات المياه الوفيرة التي يعتمدون عليها في سقي بهائمهم وقطعانهم زمن الخريف.

    وفي ذات الوقت فإن إضافة المنطقة الشمالية لا يخلو من مشكلة بالنسبة للدينكا لأنه يعطي المسيرية الذين يعيشون في تلك المواقع حسب تفسير الحكومة حق التصويت في الاستفتاء حول تبعية المنطقة لبحر الغزال أو إلى جنوب كردفان، فهم يخشون من تصويت المسيرية لصالح الانضمام إلى كردفان.

    "
    من المتوقع في حال الانفصال حرب بين الشمال والجنوب, وسريان عدوى الانفصال من الجنوب إلى حركات التمرد في دارفور, اندلاع عنف قبلي في الجنوب, تزايد الانفلات الأمني والنهب المسلح, زيادة التدخلات الخارجية
    "
    ولكن الحركة الشعبية لا تقر بهذا الحق للمسيرية على أساس أنهم رحل ولا يقيمون في المنطقة بصورة دائمة فلا ينطبق عليهم ما نصت عليه اتفاقية السلام الشامل "السودانيون الآخرون المقيمون في منطقة أبيى"، ورغم الاتفاق على قانون استفتاء أبيى إلا أن تحديد من سيصوت في الاستفتاء بجانب "أعضاء مجتمع دينكا نقوك" ما زال عالقاً وأحيل البت فيه إلى مفوضية الاستفتاء التي ستحدد معايير الإقامة التي تؤهل صاحبها لحق التصويت في الاستفتاء.

    وقد يبدأ تمرد مسلح جديد في كل من جنوب كردفان والنيل الأزرق بسبب عدم الرضي عن تنفيذ الاتفاقية التي تخصهما وستقوده عناصر الحركة الشعبية التي جاءت إلى السلطة في الولايتين بقوة السلاح، وربما تدعم الحركة مثل هذا التمرد خاصة إذا كان الانفصال متوتراً ومضطرباً بين طرفي الاتفاقية.

    2- أن تسري عدوى الانفصال من الجنوب إلى حركات التمرد في دارفور إذا لم تحل المشكلة قبل الاستفتاء، وإذا لم تشارك الحركات المسلحة وأهل دارفور بصورة كاملة في انتخابات أبريل/نيسان 2010م.

    3- وربما يندلع عنف قبلي في الجنوب أكثر مما هو واقع حالياً، وستتهم الحركة الشعبية كما فعلت في الماضي المؤتمر الوطني بدعم ذلك العنف ومن ثم تجد العذر لدعم أي تمرد يقع في الشمال خاصة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

    4- ومن المرجح أن يزداد الانفلات الأمني والنهب المسلح في مناطق التوتر (دارفور، جنوب كردفان، النيل الأزرق) بسبب الاضطراب السياسي وانتشار السلاح والفقر وازدياد العطالة خاصة في أوساط الشباب والخريجين.

    5- وفي حالة الاضطراب السياسي والانفلات الأمني سيكون السودان أكثر عرض للتدخلات الخارجية من دول الجوار (تشاد، ارتريا، ليبيا) وربما من قبل القوات الدولية في السودان التي ستكلف بحماية المدنيين ولو ضد القوات المسلحة السودانية.

    التحديات السياسية
    من المؤكد أن انفصال الجنوب سيؤدي إلى تداعيات سياسية في الشمال، خاصة إذا ما كان انفصالاً متوتراً صحبته عمليات عسكرية أو انفلات أمني، وأهم تلك التداعيات المحتملة هي:

    1- زيادة وتيرة الاضطرابات السياسية في أقاليم السودان الشمالية مطالبة بالمزيد من الحكم اللامركزي ومن اقتسام الثروة مع المركز واحتجاجاً على معالجة الحكومة لبعض القضايا مثل تنفيذ اتفاقية الشرق أو توطين المتأثرين بسد مروي أو إنشاء خزان كجبار أو غيرها، وربما تشتط بعض الجماعات لتطالب بتقرير المصير أو الانفصال كلية عن السودان مثل ما فعل الجنوب.

    ولعل مناطق التوتر الأولى في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وربما شرق السودان تأتي في مقدمة من قد يرفع مثل تلك المطالب من خلال آلية المشورة الشعبية التي قد تستغل سياسياً ضد الحكومة المركزية؛ كما أن ضعف الموقف الاقتصادي للبلاد المتوقع بعد خروج عائدات بترول الجنوب من موازنة الدولة وتأثر تلك المناطق بالوضع الاقتصادي الجديد سيشجع على مثل تلك الاضطرابات.

    "
    من تداعيات الانفصال سياسيا -إذا تم- زيادة وتيرة الاضطرابات السياسية في أقاليم السودان الشمالية, وزيادة الاستقطاب السياسي بين الحكومة والمعارضة، وازدياد الضغوط الدولية على السودان
    "
    2- سيزداد الاستقطاب السياسي بين الحكومة والمعارضة، وستحمِل المعارضة الشمالية حزب المؤتمر الوطني الحاكم مسئولية انفصال الجنوب واشتعال الاضطرابات في مناطق أخرى، ومن ثم فإنه غير جدير بالاستمرار في الحكم حتى ولو فاز في الانتخابات القادمة لأن استمراره يعني المزيد من التفكيك والانشقاقات. وربما تستغل المعارضة الاضطرابات السياسية لمحاولة تغيير السلطة في الخرطوم خاصة إذا ما بقيت خارج الحكم عن طريق انتفاضة شعبية ظلت ترددها لسنوات عديدة.

    3- مقاطعة أحزاب مؤتمر جوبا –كلها أو معظمها- للانتخابات أو عدم الاعتراف بنتيجتها بدعوى التزوير وعدم النزاهة، وبالطبع فإن تأثير مثل ذلك الموقف يستمر حتى موعد الاستفتاء وإلى ما بعد الانفصال وسيضعف الحكومة في مجابهة تداعيات الانفصال التي قد تحدث من جانب الحركة الشعبية.

    4- ازدياد الضغوط الدولية على السودان في مجالات التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية ورعاية حقوق الإنسان وتحقيق بنود اتفاقيات السلام وغيرها، وذلك بقصد الضغط على الحكومة حتى تستجيب لمطالب أهل الجنوب ودارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق أو يتغير النظام.

    التحديات الاقتصادية
    لعل أهم هذه التحديات هي:

    1- خروج نصيب حكومة السودان من عائدات بترول الجنوب والتي تساوي حالياً حوالي 80% من كل عائدات البترول (تبلغ عائدات البترول بصورة عامة حوالي 60% من موازنة الدولة الاتحادية، وأن الانفصال يعني خروج أكثر من نصف هذه النسبة من الموازنة العامة بعد 2011م)، وهذا نقص كبير سيتسبب في كثير من المشاكل الاقتصادية لشمال السودان.

    وربما تعوض الحكومة هذا النقص إلى حدٍ ما من أجرة ترحيل بترول الجنوب وتصفيته عبر أنبوب ومصافي الشمال إذا جاء الانفصال بصورة تسمح بذلك، ولكن لن يستمر ذلك طويلاً لأن الحركة الشعبية بصدد تشييد خط للسكة حديد من الجنوب إلى ميناء ممبسة الكيني وتنوي بناء مصفاة لتكرير البترول خاصة بها في الجنوب حتى لا تعتمد على الشمال غير المؤتمن في نظرها، ولكن إنشاء مثل تلك المشروعات يستغرق ما لا يقل عن ثلاث سنوات حتى لو أتيح له التمويل اللازم.

    2- إذا وقعت عقب الانفصال نزاعات عسكرية أو انفلاتات أمنية واضطرابات سياسية، فإن الوضع الاقتصادي سيكون في حالة متردية ولن يحتمل مقابلة تكلفة تلك النزاعات والاضطرابات مما يزيد الأمر تعقيداً وسوءاً. وفي تلك الحالة سيتوقف ضخ الأموال من أجل الاستثمار في البلاد.

    3- لن تستطيع الحكومة مقابلة تعهداتها الداخلية في اتفاقيات السلام تجاه تعمير وتأهيل وتنمية مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق السودان، وسيجر عليها ذلك بعض المشكلات والاحتقانات السياسية أو النزاعات المكشوفة. وقد لا تتمكن الدولة من الوفاء بمستحقاتها تجاه الديون الخارجية مما يشكل عليها بعض الضغوط وربما يحرمها من أية قروض جديدة.

    4- وإزاء مثل هذه الأوضاع المتقلبة قد تضطر الدولة لزيادة الضرائب والرسوم الجمركية دون أن تزيد الأجور بنفس النسبة، وهذا يعني زيادة العبء المعيشي على الطبقات المتوسطة والضعيفة التي ظلت تعاني لسنوات من الضائقة المعيشية ولم تتحسن أحوالها حتى بعد تدفق عائدات البترول. وسيصب ذلك في اتجاه زيادة الاضطرابات السياسية.

    كيفية المعالجة
    ليس هناك من مخرج آمن للحكومة سوى أن تسعى إلى تمتين علاقاتها مع المعارضة الشمالية حتى تقف معها في صف واحد إذا ما وقعت مواجهة سياسية أو عسكرية مع حكومة الجنوب، وأن تصل مع الحركة الشعبية إلى كلمة سواء في المسائل العالقة بينهما خاصة فيما يتعلق برسم الحدود وإجراء الاستفتاء ومشكلات ما بعد الانفصال حتى يأتي الانفصال سلمياً وسلساً لا يمنع من حسن الجوار والتعايش السلمي والتعاون المشترك في القضايا التي تهم الطرفين.

    وأن ترمم علاقاتها مع دول الجوار والمجتمع الدولي حتى لا يتحرش بالسودان ويقف مع كل طرفٍ معادٍ له من داخل البلاد أو خارجها. وتستطيع الحكومة أن تفعل ذلك بتبني بعض الإجراءات والسياسات المناسبة التي توفق أوضاعها مع الجهات المعنية مثل:

    1- الاستجابة للعديد من مطالب أحزاب مؤتمر جوبا خاصة الأحزاب الشمالية الكبيرة التي تتعلق بإدارة الانتخابات حتى تكون حرة ونزيهة وعادلة وتغري هذه الأحزاب بالمشاركة فيها وقبول نتيجتها.

    ولا بأس على الحكومة أن تعلن دعماً للأحزاب في تمويل الحملة الانتخابية كما يسمح بذلك قانون الانتخابات، التراضي على قبول التعداد السكاني أساساً للانتخابات مع الموافقة على إجراء تعديلات طفيفة إذا أثبت التسجيل الانتخابي مفارقة كبيرة مع نتيجة التعداد. بذل كل جهد ممكن للوصول إلى اتفاقية سلام مع فصائل دارفور المسلحة تتضمن وقفاً فورياً لإطلاق النار وتسمح لتلك الفصائل بالمشاركة في الانتخابات ولو تتطلب الأمر تعديل قانون الأحزاب.

    تنفيذ الاتفاقية التي عقدت مع حركة تحرير السودان (فصيل مني أركو مناوي) وتسجيلها كحزب يستطيع أن يخوض الانتخابات. التشاور مع الأحزاب في وضع قوانين استفتاء الجنوب واستفتاء أبيى والمشورة الشعبية بالمشاركة مع قيادات الولايتين المعنيتين بالمشورة الشعبية. تهدئة الأوضاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق وتنفيذ ما يمكن من تعهدات التنمية والإعمار التي وردت في اتفاقية السلام، والتحالف مع كل العناصر الوحدوية من كل الأحزاب في الولايتين لخوض الانتخابات بقوائم مشتركة حتى تأتي المشورة الشعبية في صالح الوحدة والسلام.

    "
    ليس هناك من مخرج آمن للحكومة سوى أن تسعى إلى تمتين علاقاتها مع المعارضة الشمالية, وأن تصل مع الحركة الشعبية إلى كلمة سواء في المسائل العالقة بينهما خاصة حتى يأتي الانفصال سلمياً وسلساً
    "
    2- تأهيل القوات المسلحة من حيث التدريب والمعدات وتوزيع القوات ووضع الخطط اللازمة حتى تكون في وضع جيد للتعامل مع أية نزاعات أو انفلاتات أمنية تنشأ كنتيجة للانفصال. وينبغي وضع خطة إستراتيجية للتنسيق والتعاون بين كل أذرع القوات النظامية للتعامل مع وضع استثنائي ينشأ في أنحاء البلاد.

    3- معالجة المشكلات العالقة مع الحركة خاصة ما تبقى من قوانين حتى تقبل على المشاركة في الانتخابات برضى تام وحبذا التحالف معها في خوض الانتخابات خاصة في مستوى رئاسة الجمهورية. واستعجال ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب ولمنطقة أبيى وفق قرار هيئة التحكيم الدولية. الإصرار على عقد الانتخابات كاملة في كل أجزاء البلاد قبل إجراء الاستفتاء ولو تعذر ذلك تؤجل الانتخابات إلى وقت يتفق عليه. مساعدة الحركة في تهدئة العنف القبلي في الجنوب دون اللجوء إلى استعمال القوة، قبول مشاركة الحركة في السلطة الاتحادية التنفيذية ولو بأكثر من نسبة تعداد أهل الجنوب حسب الإحصاء السكاني ولكن دون التنازل عن قيام الانتخابات وفقاً لنتيجة التعداد خاصة في الجنوب، كشف اتفاقيات البترول وإنتاجه والعائد منه ونصيب الجنوب من الإنتاج والعائد للشعب السوداني عبر وسائل الإعلام. مناقشة مشكلات ما بعد الانفصال التي جاءت في قانون الاستفتاء في وقت مبكر بواسطة لجنة قومية متفرغة ليست مشغولة بقضايا الانتخابات أو الاستفتاء حتى تطمئن الحركة على أن الحكومة ستقبل بنتيجة الاستفتاء لو جاءت بالانفصال، إكمال تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاقية السلام الشامل.

    4- وبالنسبة للعلاقات الإقليمية والدولية: إصلاح العلاقة مع دول الجوار خاصة تشاد وارتريا وأوغندا، تبني تقرير لجنة ثامبو أمبيكي عن دارفور تقديراً لموقف الاتحاد الإفريقي الداعم للسودان ومساهمة في حل مشكلة دارفور، محاولة لعب دور أكبر في بناء وتطوير الاتحاد الإفريقي. تقوية العلاقة مع كل من الصين وروسيا وتطوير العلاقة مع بريطانيا وفرنسا وتطبيع العلاقة مع الولايات المتحدة، تجنب الدخول في أي محاور عربية (الاعتدال أو الممانعة)، وتقوية العلاقات الثنائية مع مصر والسعودية والجزائر وتركيا والإمارات وسوريا. تقوية العلاقات الاقتصادية مع دول الجوار الإفريقي ومد جسور التعاون الثقافي معها خاصة في الثقافة العربية والإسلامية.
                  

07-01-2010, 10:02 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعيات انفصال جنوب السودان !!!!!الطيب زين العابدين (Re: jini)

    Quote:
    جنوب السودان بين الوحدة والانفصال


    الطيب زين العابدين

    تطلعات السياسيين الجنوبيين منذ مؤتمر جوبا في عام 1947 كانت تتجه إلى حكم فدرالى لجنوب السودان يضع الإقليم تحت إدارة أبناء الجنوب أنفسهم، أو إلى انفصال تام وقيام دولتين متجاورتين، إلا أن الإداريين البريطانيين الذين أشرفوا على قيام المؤتمر ضغطوا على ممثلي الجنوب بقبول سودان موحد لأن الجنوب لا يملك الموارد المالية أو البشرية ليصبح دولة منفصلة.

    ويعتبر موقف الإدارة البريطانية هذا جديدا على سلوكها السابق، فقد عملت في الماضي على فصل الجنوب عن الشمال، واعتبرت الجنوب منطقة مقفولة لا ينتقل إليها المواطن في الشمال إلا بإذن من الإدارة البريطانية وكذلك مجيء مواطن من الجنوب إلى الشمال، وقللت من أعداد التجار الشماليين بالجنوب واستبدلتهم بآخرين مسيحيين من الإغريق والشوام، ومنعت مزاولة الشعائر الإسلامية بالجنوب في العلن بل وحتى تسمية أبناء الجنوب بأسماء شمالية!

    "
    تطلعات السياسيين الجنوبيين نحو الفدرالية أو الانفصال يعود إلى عدم الثقة في أهل الشمال الذي زرعته السياسة البريطانية لعقود من الزمن وتحريض البعثات التبشيرية للجنوبيين ضد الشمال المسلم
    "
    كما فتحت الباب للبعثات التبشيرية المسيحية لتسيطر على خدمات التعليم والصحة في الجنوب بدعم من الحكومة المركزية التي تمول خزينتها من ضرائب أهل الشمال, ويبدو أن سبب تغير السياسة البريطانية هو عدم قبول الإدارة البريطانية في تنجانيقا (تنزانيا وكينيا وأوغندا) لضم إقليم الجنوب إليها وضعف الإقليم أن يكون دولة مستقلة لوحده.

    أما سبب تطلعات السياسيين الجنوبيين نحو الفدرالية أو الانفصال فهو عدم الثقة في أهل الشمال الذي زرعته السياسة البريطانية لعقود من الزمن وتحريض البعثات التبشيرية للجنوبيين ضد الشمال المسلم.

    هذا بالإضافة إلى تفاوت مستويات الوعي والتعليم والوضع الاقتصادي بين الشمال والجنوب مما جعل الساسة الجنوبيين يتخوفون من أنهم سيكونون في موقف أضعف مقارنة بالسياسيين الشماليين.

    بدأت حركات التمرد الجنوبية ضد الشماليين والحكومة المركزية في أغسطس/آب 1955 بمنطقة الاستوائية، أي قبيل إعلان استقلال السودان الذي تم في الأول من يناير/كانون الثاني 1956، وكان سبب التمرد هو محاولة نقل الفرقة الجنوبية المتمردة من موطنها في الجنوب إلى الشمال والتظلم من الطريقة التي تمت بها سودنة (توطين) الوظائف القيادية في الخدمة المدنية التي كان حظ الجنوبيين فيها ضئيلا نسبة لضعف تعليمهم وقلة خبرتهم الإدارية.

    وكانت نتائج التمرد عنيفة لأن العساكر المتمردين اعتدوا فيها على المدنيين من التجار والمدرسين والموظفين الشماليين وأسرهم، وأدى ذلك إلى ردة فعل مماثلة من القوات المسلحة ضد المتمردين.

    وجاءت حركة التمرد الثانية باسم "الانيانيا" في أول الستينيات أثناء حكم الفريق إبراهيم عبود الذي اتبع مركزية عسكرية قابضة في الإدارة وحاول اتباع سياسة تعليمية لأسلمة الجنوب وأبعد المبشرين الأجانب من جنوب السودان لتدخلهم في الأمور السياسية.

    كان هدف حركة الانيانيا هو فصل الجنوب عن الشمال، واستمر التمرد الذي قاده العقيد جوزيف لاقو من أوائل الستينيات إلى عام 1972 حين عقد مع حكومة الرئيس نميري اتفاقية أديس أبابا التي أعطت الجنوب حكما ذاتيا له حكومته الإقليمية وبرلمانه التشريعي وتوحدت مديرياته الثلاث تحت إدارة واحدة، ومارس قدرا من الديمقراطية لم توجد في الشمال تحت حكم نميري العسكري.

    وقام التمرد الثالث في مايو/أيار 1983 تحت مسمى "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق من أبناء الدينكا، أكبر قبائل الجنوب، بحجة انتهاك الرئيس نميري اتفاقية أديس أبابا حيث أصدر مرسوما رئاسيا بتقسيم الجنوب إلى ثلاث مديريات، وأعلن في سبتمبر/أيلول 1983 بعض قوانين الشريعة الإسلامية دون أن يستثنى منها الجنوب مما أعطى حركة التمرد سببا إضافيا تضايق منه أهل الجنوب غير المسلمين.

    "
    الحركة الشعبية هي أقوى حركات التمرد الجنوبية لأنها استولت بنهاية الثمانينيات على حوالي 80% من إقليم الجنوب بل واحتلت بعض المواقع في شمال السودان في جبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان
    "

    وتعتبر الحركة الشعبية أقوى حركات التمرد الجنوبية لأنها استولت بنهاية الثمانينيات على حوالي 80% من إقليم الجنوب بل واحتلت بعض المواقع في شمال السودان في جبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان، وتحالفت سياسيا مع المعارضة الشمالية لنظام الإنقاذ وعسكريا مع حركات التمرد في دارفور، واستطاعت أن تجذب مقاتلين معها من مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق في الشمال، ووجدت دعما إقليميا ودوليا ضد حكومة الفريق البشير التي أصبحت معزولة في محيطها الأفريقي والعربي بسبب مواقفها المؤيدة للمعارضة في تلك البلاد.

    هدفت قيادة الحركة الشعبية، وعلى رأسها جون قرنق، إلى قيام سودان جديد بنظام كونفدرالي لا تسيطر عليه النخبة العربية الإسلامية التي حكمت السودان منذ الاستقلال، ولكن قواعد الحركة الشعبية كانت أميل إلى انفصال جنوب السودان.

    وبعد مقتل جون قرنق في حادث الطائرة الأوغندية ضعف التمسك بالوحدة لدى قيادات الحركة.

    من الاستعراض السابق يتضح أن السياسيين الجنوبيين وحركات التمرد الجنوبية كانت أقرب إلى الانفصال منها إلى الوحدة مع الشمال طيلة سنوات الاستقلال.

    وهذا ما حدا بالقوى السياسية الشمالية أن تقبل في نهاية الأمر بحق تقرير المصير لجنوب السودان رغم عدم قانونية ذلك الحق في العرف الدولي وفي دستور منظمة الوحدة الأفريقية ومن بعدها الاتحاد الأفريقي، ومعارضة مصر الشديدة لانفصال الجنوب لما يمثله من تهديد لنصيبها في مياه النيل. ولكن القوى السياسية الشمالية وصلت إلى هذه القناعة المؤلمة بعد حرب مع حركات التمرد الجنوبية دامت أكثر من ثلاثين عاما.

    بعد سنوات من التفاوض بين حكومة الإنقاذ والحركة الشعبية تحت مظلة دول الإيغاد الأفريقية ومشاركة عدد من الدول الغربية توصل الطرفان إلى اتفاقية السلام الشامل التي وقعت في نيروبي في التاسع من يناير/كانون الثاني 2005. وتعتبر الاتفاقية كسبا غير مسبوق لأهل الجنوب لأنها منحتهم فوق ما كانوا يتطلعون إليه في ظل كل الحكومات السابقة.

    أهم معالم الاتفاقية هي: إعطاء أهل الجنوب حق تقرير المصير بنهاية الفترة الانتقالية في 2011، تمكين الحركة الشعبية من السيطرة تماما على إدارة الإقليم الجنوبي أثناء الفترة الانتقالية (2005-2011)، مشاركة أبناء الجنوب في الحكومة الاتحادية بنسبة 28% وفي ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الشماليتين بنسبة 45% لأن بعض أبنائها حاربوا مع الحركة الشعبية، احتفاظ الحركة الشعبية بمليشياتها المقاتلة إبان الفترة الانتقالية وخروج القوات المسلحة من حدود جنوب السودان، اقتسام عائدات البترول من الحقول الموجودة في الجنوب مناصفة بين حكومة الجنوب والحكومة المركزية، استثناء الجنوب من تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية وكذلك أبناء الجنوب غير المسلمين في العاصمة القومية، ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب بناء على خريطة 1956 عند الاستقلال ما عدا منطقة أبيي التي أضيفت إلى الشمال في 1905 ينبغي أن تعود مرة أخرى إلى الجنوب.

    "
    بعد سنوات من التفاوض بين حكومة الإنقاذ والحركة الشعبية تحت مظلة دول الإيغاد الأفريقية توصل الطرفان إلى اتفاقية السلام الشامل في يناير/كانون الثاني 2005 التي تعتبر كسبا غير مسبوق لأهل الجنوب لأنها منحتهم فوق ما كانوا يتطلعون إليه
    "
    وجدت اتفاقية السلام الشامل تأييدا عاما من كل القوى السياسية في الشمال والجنوب رغم أنها كانت ثنائية بين المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) والحركة الشعبية، وتم اقتسام السلطة على المستوى الاتحادي والاقليمي والولائي لمصلحة الحزبين، وكأن المؤتمر الوطني هو من يمثل الشمال والحركة الشعبية من يمثل الجنوب.

    والسبب في ذلك التأييد هو إيقاف الحرب الدامية بين الشمال والجنوب، وأن الاتفاقية كانت شاملة لكافة القضايا المتنازع عليها بين شقي الوطن.

    تم في الفترة الماضية منذ عقد الاتفاقية تنفيذ معظم بنودها مثل: صدور الدستور الانتقالي، تكوين الحكومة الاتحادية المشتركة، تكوين الحكومة الإقليمية وحكومات الولايات، اقتسام عائدات البترول، انسحاب القوات المسلحة من الجنوب، إجراء التعداد السكاني الذي تتم على أساسه معرفة أوزان الأقاليم وما تستحقه من تمثيل في البرلمان، صدور قانون الانتخابات، تكوين معظم المفوضيات التي نصت عليها الاتفاقية، ترسيم الحدود الذي أوشك على الانتهاء، تعيين العديد من الجنوبيين في جهاز الأمن الوطني وأجهزة الخدمة المدنية.

    صحبت تنفيذ الاتفاقية عبر السنوات الماضية شكوى وملاسنات بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني. اشتكت الحركة من عدم الشفافية في إعلان عائدات البترول ومن البطء في ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب والتي تؤدي إلى تحديد حقول النفط التابعة للجنوب، وجود مليشيات جنوبية كانت متحالفة مع الحكومة ولا تزال الحكومة تدعمها رغم نص الاتفاقية على تسريحها أو استيعابها، وأخطر الشكاوى كانت بخصوص حدود منطقة أبيي التي تضم عددا من آبار البترول.

    ولجأت الحركة الشعبية إلى الانسحاب من الحكومة الاتحادية في أكتوبر/تشرين الأول 2007 احتجاجا على ما سمته تباطؤ المؤتمر الوطني في إنفاذ الاتفاقية.

    واشتكى المؤتمر الوطني بدوره من مصادرة حكومة الجنوب للسلطات الاتحادية في الإقليم مثل سلطات الجمارك على الحدود والطيران المدني وخدمات الاتصال والاعتداء على مباني فروع الجامعات الإسلامية.

    ومن المسائل المتبقية ذات الطبيعة الساخنة: ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، حدود أبيي التي أخضعت لتحكيم دولي، القبول بنتائج التعداد (نسبة كبيرة من الجنوبيين ما زالت موجودة في الشمال ولم تحسب تابعة للجنوب)، إجراء الانتخابات في وقتها المحدد وهو يوليو/تموز 2009.

    يمكن القول إن قيادة الحركة الشعبية منقسمة بين مؤيدي الوحدة ومؤيدي الانفصال، ومعظم القواعد الجنوبية تؤيد الانفصال. فقد قال الأمين العام للحركة الشعبية باقان موم في ندوة بالقاهرة في النصف الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2008 إن 90% من أهل الجنوب يؤيدون الانفصال.

    تتلخص حجج الانفصال في الآتي: مهما كسب الجنوب من الاتفاقية سيظل الجنوبيون أقلية في مجتمع عربي إسلامي، تطلع أهل الشمال لتطبيق الشريعة الإسلامية يجعل الجنوبي غير المسلم مواطنا من الدرجة الثانية، لكن لماذا يقبل أهل الجنوب بنصف عائدات البترول الذي يقع داخل حدود إقليمهم؟ ليست هناك قواسم مشتركة بين أهل الشمال والجنوب سوى الحدود الجغرافية التي وضعها الاستعمار البريطاني، التفاوت التعليمي والاقتصادي يجعل الشقة كبيرة بين الشمال المتقدم والجنوب المتخلف.

    ومن الناحية الأخرى فإن حجج دعاة الوحدة تقول بالآتي: نسبة لضعف البنيات التحتية في الجنوب وقلة الكوادر المهنية والإدارية فإن الشمال يمكن أن يلعب دورا إيجابيا في تشييد البنيات التحتية وفي توفير الكوادر التي يحتاجها الجنوب وهم أعرف بالجنوب من دول الجوار الأفريقية الأخرى.

    "
    الكفة حتى الآن لمصلحة الانفصال بين القواعد في الجنوب, ولكن القيادات الجنوبية قد تكون أقرب للحفاظ على الوحدة, وإذا ما حزمت الحركة الشعبية أمرها ونزلت بثقلها فإن خيار الوحدة سيكون هو الراجح عند الاستفتاء بحكم سيطرة الحركة التامة
    "
    الجنوب مقسم أيضا إلى قبائل عديدة تختلف لغاتها وعاداتها وأديانها وسبل عيشها وتحدث بينها مشاحنات ومنازعات، لذا فإن ارتباطهم بالشمال يشكل لهم قدرا من الوحدة في مواجهته كما حدث منذ الاستقلال. الانفصال عن الشمال قد يقود إلى دعوات انفصالية بين مناطق الجنوب الثلاث، الانفصال لا يخلو من مخاطر النزاع والحرب على الحدود مع الشمال، وماذا يكون مصير مئات الآلاف من الجنوبيين الذين يقطنون الشمال ولا يريدون العودة إلى الجنوب في حالة الانفصال؟

    وماذا يضير أهل الجنوب من الوحدة وهم يسيطرون بالكامل على إدارة إقليمهم ويشاركون في حكم الشمال عن طريق الحكومة الاتحادية؟ كما أن دعوة الحركة لبناء سودان جديد وجدت تأييدا مقدرا من أبناء الأقاليم المهمشة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق السودان مما يفتح الباب للحركة الشعبية أن تكون الحزب الأول في الشمال كما هي في الجنوب، وبالتالي تسيطر على كل السودان وتحقق برنامجها لبناء سودان جديد.

    وترجح الكفة حتى الآن لمصلحة الانفصال بين القواعد في الجنوب وذلك لأسباب تاريخية ونفسية ومصلحية، ولكن القيادات الجنوبية قد تكون أقرب للحفاظ على الوحدة.

    وإذا ما حزمت الحركة الشعبية أمرها ونزلت بثقلها مع خيار الوحدة كما نادى بذلك زعيم الحركة والنائب الأول لرئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت في مؤتمر الحوار الجنوبي الذي عقد في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فإن خيار الوحدة سيكون هو الراجح عند الاستفتاء بحكم سيطرة الحركة التامة على مقاليد الأمور في الجنوب.
    ـــــــــ
    كاتب سوداني
                  

07-02-2010, 10:09 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعيات انفصال جنوب السودان !!!!!الطيب زين العابدين (Re: jini)

    تطلعات السياسيين الجنوبيين منذ مؤتمر جوبا في عام 1947 كانت تتجه إلى حكم فدرالى لجنوب السودان يضع الإقليم تحت إدارة أبناء الجنوب أنفسهم، أو إلى انفصال تام وقيام دولتين متجاورتين، إلا أن الإداريين البريطانيين الذين أشرفوا على قيام المؤتمر ضغطوا على ممثلي الجنوب بقبول سودان موحد لأن الجنوب لا يملك الموارد المالية أو البشرية ليصبح دولة منفصلة.


    Quote: تطلعات السياسيين الجنوبيين نحو الفدرالية أو الانفصال يعود إلى عدم الثقة في أهل الشمال الذي زرعته السياسة البريطانية لعقود من الزمن وتحريض البعثات التبشيرية للجنوبيين ضد الشمال المسلم
    "
    كما فتحت الباب للبعثات التبشيرية المسيحية لتسيطر على خدمات التعليم والصحة في الجنوب بدعم من الحكومة المركزية التي تمول خزينتها من ضرائب أهل الشمال, ويبدو أن سبب تغير السياسة البريطانية هو عدم قبول الإدارة البريطانية في تنجانيقا (تنزانيا وكينيا وأوغندا) لضم إقليم الجنوب إليها وضعف الإقليم أن يكون دولة مستقلة لوحده.

    أما سبب تطلعات السياسيين الجنوبيين نحو الفدرالية أو الانفصال فهو عدم الثقة في أهل الشمال الذي زرعته السياسة البريطانية لعقود من الزمن وتحريض البعثات التبشيرية للجنوبيين ضد الشمال المسلم.

    هذا بالإضافة إلى تفاوت مستويات الوعي والتعليم والوضع الاقتصادي بين الشمال والجنوب مما جعل الساسة الجنوبيين يتخوفون من أنهم سيكونون في موقف أضعف مقارنة بالسياسيين الشماليين.

    هذه واحدة من اكبر اكاذيب المثقفين الشماليين وتضليل محض لدرجة التناقض كما هو واضح باعاليه وهو هنا يقول ان الانجليز ضغطوا على اهل الجنوب على مطلب الفيدرالية وفي نفس الوقت الانجليز هم زرعوا عدم الثقة بين الشمال والجنوب والسبب الوحيد هو ان التبشير المسيحي الذي قام بتحريض اهل الجنوب ضد الشمال المسلم العربي طبعا وهذا اكبر تناقض, وقلب راسا على عقب للحقائق المجردة في الواقع المعاش بين ظهرانينا. وباختصار فان هذه العبارات يوضح ان الجنوبيون اساسا ليس لهم راي او قرار عن او من انفسهم وانما الانجليز هم يوجهونهم حتى في الخصومة, القبول, الرفض وهذا استهانة غريبة بقدر اهل الجنوب وقراراتهم الشجاعة في المطالبة بحقوقهم الوطنية واسهامهم الكبير المتفوق في تاسيس وطن للجميع. بمطالبتهم بالفيدرالية كحق مشروع والاكثر تعبيرا لواقع السودان المتعدد المترامي الاطراف الذي عجز الاستعمار الثنائي حكمه كله مركزيا. وكان تعبيرا متقدما عن بناء الدول القوية الموحدة وفق ارادة شعبه. فمن الذي رفضه؟ ولماذا؟
    ثانيا ان امر المسيحية فالمسيحية اساسا دين اهل الشمال قبل الجنوب فكيف تم تغيير ورفضه وهل هذا انقسام للسودان ام توحد؟ وهل الانجليز هم من قام بهذا؟
    تجارة الرق البغيضة هو اس الازمة بين الجنوب والشمال الذي تغيير بسبب الغزو العربي الاسلامي وترك الجنوب مرتع لتجارة الرقيق وهذا هو اول انقسام حقيقي لبلاد السودان ووقتها لايعرف الانجليز اين يقع السودان نفسه.
    وعندما جاء الغزو التركي الذي كان هدفه الاول هو تجارة الرقيق قد وجد المروجين والذين ساعدوه في تحقيق هذا الغرض وهذا يعد اكبر هدم للثقة التي اساسا نحن المسلمون لم نتعلمها اطلاقا في اصحاب الديانات الاخرى. ولهذا كان من الطبيعي اعلان الجهاد ضد اهل الجنوب وفق نظام الانقلاب العسكري.ايضا لم يكن نسبة الجنوبيون المسيحون في ذلك الزمن بهذه المبالغة والتهويل بل حتى اللحظة لم نجد في اي من زعامات الجنوب من هو متزمت كنسيا او حتى في مطالبهم المشروعة منذ عام 1947لم يتضمن اي نصوص كنسية كما هو مطروح من اهل الشمال الذين رهنوا مصير السودان بكامله بمشاريع دينية ما انزل الله بها من سلطان بما في ذلك العسكر والانقلابات العسكرية التي هي السلب والنهب باسم الدين ايضا.
    بل العكس تماما فان معظم المسيحيون الجنوبيون ظلوا مهادنون لانظمة الشمال في الخرطوم. وظل كبار القساوسة الجنوبيون اكثر ادوات في يد الانظمة في الخرطوم بحجج مختلفة منهم من يزعم الدعوة الى السلام وحل المشاكل سلما. ومنهم من يخشى المصادمات وكلهم حريصون على مصالحهم الشخصية مثلهم مثل الدينيون والطوائف الدينية في الشمال ولم يقد اي قس جنوبي تمرد او مواجهة حقيقية جادة مع انظمة الشمال وهم يعلنون الحرب تلو الاخرى ضد شعبهم في الجنوب. ومزاعم البروف زين العابدين هنا هو كذب محض وتكرار ممل لما ظللنا نسمعه من قبيلة المثقفين العروبواسلامييين في الشمال لانهم ببساطة يعلمون جيدا ان مجتمعات شمال السودان مهيأ لتصديق مثل هذه التلفيقات والاكاذيب مرارا وتكرارا. ولا يعنيهم من بعيد او من قريب راي المواطن في جنوب السودان الذي يعلم علم اليقين ماذا حدث له بالضبط؟ وما الاسباب الحقيقية وراء كل هذا؟ كما لم يتطرق البروفسير زين العابدين بالمرة الى ما حدث بعد الاستقلال او لماذا رفض مطلب الفيدالية؟ ومن هم الذين رفضوا ؟ وما البديل الذين قدموه لكل اقاليم السودان في الشمال السياسي نفسه وليس الجنوب فقط؟ وهل هناك انسجام تام بين مكونات السودان شمالا الموروث من الاستعمار حديثا انذاك, او حتى بديل اداري لتوزيع الحقوق الوطنية لاقاليم السودان الاخرى يعبر عن الاستقلال وبناء الدولة الوطنية المستقلة الموحدة؟ ام انها تركت غابة ومرتع لفئة محددة لا تعبر عن اغلب اهل السودان في اقاليمهم المتباعدة مما يجعل هشاشة وضعف العلاقة بين الاقاليم والمركز امرا حتميا بالطبع.وحتى بعد ان شخص عدم الثقة بين الشمال والجنوب باسبابه الملفقة الا انه فشل في الاتيان باية محاولة لمعالجة عدم الثقة واسترداده من قبل اهل الشمال باعتبار سلطة الدولة السودانية المستقلة في ايديهم منذ الاستقلال, والسلطة تقرر كل شئ بالطبع.بل السؤال هل بعد الاستقلال قد قدم اي من قادة الشمال حتى اللحظة شئ يدعو لثقة اهل الجنوب في اطار الدولة العربية الاسلامية الذي لا يعبر عنهم بالمرة, بالاضافة الى شن الحروب العبثية والدمار وهذا سبب جوهري لعدم الثقة الان فهل هذا ايضا بسبب الانجليز؟
    فمثل هذه الكتابات المكررة والمناقضة للحقائق تنصف كل الباقي حتى لو كانت حقائق كلها.كما لا اعتقد اليوم ان احد لا يعرف حقيقة ما يدور في وطننا السودان حتى ينتظر مهندسي انقلاب الجبهة ليوضحه لنا, اللهم الا اذا جريمة كبرى ضمن جرائمهم الكثيرة في حق الوطن وشعبه عموما. وعدم الثقة الان قد بلغ ذروتها في اقصى الشمال والشرق ودارفور المشتعلة الان. فهل كل هذا بسبب الانجليز ؟ واذا لم يكن بسبب الانجليز فمن اين جاءت الاسباب؟
    والاغرب في الامر فان الحرب كان يدور رحاها داخل الجنوب وليس في اي اقليم في الشمال ولا حتى في العاصمة القومية للبلاد؟ اذن من ضد الاخر؟ألا يعد هذا اعتداء مباشر من حكام الشمال الشماليون اساسا ضد اهل الجنوب في داخل اقليمهم؟ ام انهم الله خلقهم تبع ليس إلا؟ وبالمثل في دارفور الان؟ والسؤال البديهي هو لماذا لا يمتلك قادة الشمال خيارات اخرى بديلة لاعلان الحرب ضد اقاليم بعينه وهم في قمة هرم السلطة حيث يمكن اتخاذ كل القرارات وكل الخيارات متاحة بما في ذلك الاستقالة كبديل لاعلان حرب ضد الاخرين في داخل اقاليمهم البعيدة من مركز السلطة. وهنا لا نجد اي مبرر لدوافع اعلان قادة سلطة الدولة المركزية الحرب على هذه الاقاليم الا العنصرية والجهوية المحضة خاصة اذا ذاكرنا مطالب شعوب هذه الاقاليم فنجدها مطالب حقيقية وواقعية مشروعة لاية مجموعة في وطنهم. اذن لماذا يواحهونهم بالحروب الطويلة الامد لدرجة اعلان الجهاد والابادة وفي نفس الوقت كل القادة الذين حكموا السودان وقرروا هذه الحروب فهم ليسوا من هذه الاقاليم, بل هم انفسهم يقرون بظلم هذه الاقاليم من الحكومات الوطنية بعد الاستقلال.اذن لماذا يرفض مطالبهم في وطنهم ويواجهوا بالحروب؟ فهذا امر محير بالفعل وبعد كل يتهم هؤلاء المغضوب عليهم بداهة بالانفصاليون والعملاء وما عارف ايه؟ وسعادتهم في خدمة الروس والصين والامريكان واوباش الجوار لدرجة احتلال اطراف السودان ولا احد يتحرك ساكنا.
    اما المزاعم بعدم الخبرة والتعليم فهذا ينصفه المطالبة بالفيدرالية كوعي متطور على مثقفي الشمال انذاك والذين لم يقدموا اي تصور لمفهوم الدولة حتى اللحظة غير مشروع الدولة العربية الاسلامية التي لا مكان لها في الفكر السياسي. بل عاد اهل الشمال الى الفيدرالية كمفهوم سياسي متطور وفق اتفاق اديس ابابا والجنوبيون قد حملوا السلاح مبكرا من اجل حقوقهم السياسية قبل كل الاقاليم الذين كانت مصيرهم التبعية بلا اي معني او مفهوم والبروف يكذب هنا ايضا فعدم التعليم ام الرفض القاطع من قادة الدولة العربية الاسلامية التي ظلت تحكم بعقلية عنصرية وفقا للتعريف نفسها وحقوق غير المسلم هو عبارة عن غنائم. وهل في مشروع الدولة العربية الاسلامية فهم او فكر سياسي ينم عن تعليم ام شغل مهاجرين؟ او المشروع الحضاري او الصحوة الاسلامية او الجمهورية الاسلامية فهل هنا ما يدل على فكر سياسي؟ فكل هذه المشاريع لا تعادل مطلب واحد للجنوبيون وهي الفيدرالية فهذه لوحدها شئ له علاقة بمفهوم الدولة. والان كلنا ومعنا البروف نفسه نلهث ورائها بلغة ياريت ياريت ؟ ولا لو قام انقلاب في الخرطوم او حتى في جوبا لا يمكن ان نحصل على الفيدرالية. بالمقابل هل هناك مواطن سوداني عاقل واعي في حوجة الان الى المشاريع اعلاه وعلاقتهم بالدولة شنو مثلا؟

    (عدل بواسطة Arabi yakub on 07-03-2010, 03:45 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de