|
تصريحات وزيرى الخارجية والإعلام كرتى وعبيد مدعاة لتفتيت وحدة السودان العظيم ؟! ... (صور)
|
كرتي: أميركا منحازة للحركة .. (والرزق على الله) الإثنين, 27 أيلول/سبتمبر 2010 06:14
المهدي والميرغني (اخذوا قروشنا بالليل) وهاجمونا في الصحف صباح اليوم التالي .. "ديل سجمانين" جئت لواشنطن في 2006م لمقابلة زوليك طلبوا مني مقابلة فرايزر بدلا عنه
واشنطن: عبد الفتاح عرمان
قال وزير الخارجية السوداني، علي كرتي أن الولايات المتحدة لم تعد وسيطا محايدا ومنحازة للحركة الشعبية. تابع:" هذا الأمر لا يخيفنا لان الزرق على الله". كان ذلك لدى مخاطبته للجالية السودانية في واشنطن بترتيب من السفارة السودان في غياب سفير السودان لدي واشنطن، أكيج كوج نسبة لوجوده في إجتماعات نيويورك. وكشفت مصادر حضرت اللقاء أن الوزير كرتي كشف للحضور أن قمة السودان في نيويورك ليس لها علاقة بقضايا السودان، وتابعت المصدر نقلا عن كرتي:" أقامت الإدارة هذا المؤتمر ليس من أجل السودان ولكن لمخاطبة الناخب الأميركي –إنتخابات التجديد النصفي لمجلسي النواب والشيوخ". وتمني كرتي عودة أميركا الى "رشدها" –على حد تعبيره. تابع:" أميركا الرسمية لم تعد وسيطا محايدا وشبعنا من الوعود". وأستطرد:" المبعوثون الأميركيون للسودان منذ إدارة بوش أشبعونا وعودا. وكل التقارير التي صدرت في الشهرين الماضيين أكدت على أن لا علاقة للسودان بالإرهاب، ونائبة رئيس البنك الدولة في زيارتها الأخيرة للسودان قالت لنا أن قرار شطب ديون السودان قرار سياسي لان السودان استوفي الشروط المطلوبة منه".
وكشف عن أن حكومته لم ترك طريقا للحوار مع الولايات المتحدة لم تسلكه –على حد قوله. وأوضح كرتي أن زار واشنطن في 2006م بعد توقيع إتفاقية ابوجا للسلام بخصوص تطبيع العلاقات التي وعد بها الرئيس السابق، جورج بوش في إتصال هاتفي مع نظيره السوداني، المشير عمر البشير. وأضاف:" رتبت للقاء مع روبرت زوليك في وزارة الخارجية الأميركية، ونحن في طريقنا للإجتماع معه، إتصلنا سفيرنا في واشنطن للتأكيد على الإجتماع، وتأكد أن الإجتماع قائم في موعده، وعندما وصلنا لمباني الخارجية الأميركية استقبلتنا سفيرة هناك، وذهبنا للطابق الحادي عشر، وعندما وصلنا هناك قيل لنا أن زوليك أعتذر عن اللقاء لان لديه ظرف طارىء، وطلب منا مقابلة جينداي فرايزر، فرفضت ذلك لان فرايزر لا تخفي عداءها للسودان". وقال كرتي للحضور أن الفترة المقبلة سوف تشهد حدثا كبيرا في تنفيذ إتفاقية السلام، وأضاف:" هذا الحدث هو تصويت شعب جنوب السودان على الوحدة او الإنفصال مطلع يناير القادم". وكشف عن أن الجنوبيين بدأوا في "الشكوي" منذ توقيع إتفاقية السلام الشامل في 2005م، نافيا اى دور "للشمال" في شكواهم –على حد تعبيره. وأستطرد:" قانون المناطق المقفولة لم تات به الإنقاذ". وأضاف:" تكفينا شهادة لوال دينق حول هذا الأمر". وأتهم كرتي الدول الخارجية بالوقوف خلف الحركة الشعبية لإضعاف المؤتمر الوطني. تابع:" وصل هذا الأمر للحد الذي إنسحبت فيه الحركة الشعبية من الحكومة وإشتكتنا للمجتمع الدولي، ونصحوها بالجلوس معنا لحل الأمر، وعندما جلسوا معنا توصلنا الى حلول معهم". وقال الوزير كرتي أن حكومته لن تتحمل وزر إنفصال الجنوب. وعزأ ذلك:" لان أحزاب المعارضة وقعت على حق تقرير المصير في أسمرا، ولذا ضمناه في إتفاقية السلام الشامل". وكشف عن صرف الحكومة لثلاثة بليون دولار على التنمية في الجنوب لدعم الوحدة. وقال أن الجنوب ينتج 70% من البترول، والشمال ينتج 30% منه، وحكومة الشمال تأخذ 20% فقط من عائدات البترول. وأردف:" عليه إذا إنفصل الجنوب لن يتأثر الشمال بذلك". وأستطرد:" الحركة الشعبية تأخذ 70% من عائدات البترول، ولم تورد للحكومة المركزية عائدات الضرائب والجمارك التي تجمع في الجنوب على الرغم من أن الإتفاقية تنص على حصول الحكومة المركزية على حصتها من هذه العائدات. ونحن نصرف على اكثر من مليون جنوبي في الشمال في الصحة والتعليم، وحكومة الجنوب لا تساعد في ذلك".
وشن علي كرتي هجوما لاذعا على أحزاب المعارضة واصفا اياه بـ"العاجزة". وأردف:" الصادق المهدي ما بتضمنه لما تتفق معاه، ومحمد عثمان الميرغني كراع جوه وكراع بره". وأستطرد:" المهدي والميرغني اعطيناه اموال للمشاركة في الإنتخابات، وما حدث هو أنهم كانوا يأخذون الأموال منا في الليل، ويهاجمون الإنقاذ في الصحف صباح اليوم التالي. ديل سجمانين". ودعا الوزير خليل إبراهيم، زعيم حركة العدل والمساواة وعبد الواحد محمد نور، رئيس حركة تحرير السودان –الام- العدوة الى طاولة المفاوضات، وعزأ ذلك:" لان الحكومة مسيطرة على الوضع في الأرض، والأمن مستتب، ودارفور تعيش في سلام".
..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تصريحات وزيرى الخارجية والإعلام كرتى وعبيد مدعاة لتفتيت وحدة السودان العظيم ؟! ... (ص (Re: ادم الهلباوى)
|
وزير الإعلام السوداني: لا يحق للجنوبيين البقاء في الشمال في حال الانفصال السبت, 25 أيلول/سبتمبر 2010 16:52 بي بي سي
أكد وزير الإعلام السوداني كمال عبيد السبت أن المواطنين الجنوبيين لن يكون لهم حق الإقامة في شمال السودان إذا ما اختاروا الانفصال في الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان المقرر اجراؤه مطلع العام القادم. وقال عبيد في كلمة في الإذاعة السودانية "لن يتمتعوا بحقوق المواطنة، الوظائف والامتيازات، لن يسمح لهم بالبيع والشراء في الأسواق، لن يعالجوا في المستشفيات".
وتزيد هذه التصريحات من مخاوف الجنوبيين المقيمين في الشمال بشأن ما يمكن أن يحدث لهم في حال أسفر الاستفتاء على تقرير المصير عن تكوين دولة جديدة في جنوب البلاد.
ويعتقد على نطاق واسع أن الاستفتاء المقرر في 9 من يناير/ كانون الثاني 2010 سيقود إلى انفصال الجنوب.
وكانت اتفاقية السلام الشامل بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان الموقعة عام 2005 قد نصت على إجراء الاستفتاء.
ومن المقرر أن يجري استفتاء آخر في نفس الفترة ليقرر سكان منطقة ابيي الغنية بالنفط إذا ما أرادوا أن يكونوا جزءا من الشمال أو الجنوب. "مصير الملايين"
لكن هذين الاستفتائين يواجهان مشكلات عدة من حيث الترتيبات اللوجستية وإجراء الخطوات السابقة لهما من حصر وتسجيل الناخبين.
يذكر أن تصريحات عبيد تأتي بعد يوم واحد من حضور الرئيس الأمريكي باراك اوباما قمة بشأن مستقبل جنوب السودان في نيويورك.
وحضر القمة كذلك النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفا كير ونائب الرئيس علي عثمان محمد طه.
وأكد اوباما خلال القمة على ضرورة تنظيم استفتاء جنوب السودان في أجواء هادئة وفي موعده المقرر.
وقال أوباما في كلمته إن "مصير ملايين الاشخاص على المحك. ما سيجري في السودان خلال الايام المقبلة قد يقرر ما اذا كان هؤلاء الناس الذين عانوا من الحروب سيتقدمون نحو السلام او سيغرقون مجددا في حمام دم".
يذكر أن اتفاق السلام قد أنهى عقدين من الحرب الأهلية في جنوب السودان التي انلعت عام 1983.
..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تصريحات وزيرى الخارجية والإعلام كرتى وعبيد مدعاة لتفتيت وحدة السودان العظيم ؟! ... (ص (Re: ادم الهلباوى)
|
Quote: المهدي والميرغني (اخذوا قروشنا بالليل) وهاجمونا في الصحف صباح اليوم التالي .. "ديل سجمانين"
|
يا علي كرتي .. قروشكم إنتو منو؟ دي عاوزة تفسير! كان تقصد قروش الحكومة هم مواطنين سودانيين وفيها شبهة الملكية العامة.. كان بتقصد قروش عائلتك أو أسرتك ما أظنكم أغنى من أسرتي السيدين عشان تدوهم قروش. وكان تقصد قروش المؤتمر الوطني.. إنت ماك سيد المؤتمر الوطني عشان تقول الكلام دا. يا زول خلي عندك دبلوماسية إنت وزير خارجية.. مش عنقالي ساكت.
كبـَّـاشي الصــَّافي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تصريحات وزيرى الخارجية والإعلام كرتى وعبيد مدعاة لتفتيت وحدة السودان العظيم ؟! ... (ص (Re: cantona_1)
|
برقية مستعجلة :
Quote: Add to Contacts To: [email protected]
--------------------------------------------------------------------------------
الاستاذ آدم الهلباوي
اطلق وزيرى الخارجية والاعلام كرتي وكمال عبيد والذين يمثلون صقور المؤتمر الوطني التهم و التهديد والوعيد للاخوة الجنوبيين ممثلين بالنائب الاول سلفا كير وأحزاب المعارضة ممثلة بالسيدين الامام الصادق المهدي ومولانا عثمان الميرغني ولكل الشرفاء من الشعب السوداني اطلق هؤلاء رسائل سلبية على خلفية ترجيح اختيار الانفصال
لذلك و لما لكم من مقدرات فائقة في الرصد و التحليل نطلب منكم تحليل الوضع الراهن و مآلات المستقبل حال انفصال الجنوب و ما هو القصد من اطلاق مثل هذه الالفاظ التي لا تليق ولا تشبه الشعب السوداني وفي راي المتواضع ان هذه الاسقاطات تدل على فشل القوم لجعل الوحدة خيارا جاذبا للجنوبيين ومن بعدهم الدارفوريين وسيحاسبهم التاريخ على تمزيق السودان ويجب محاسبة هذين الوزيرين و ان لا يمر الموضوع هكذا ونحن هنا لسنا في موقف الدفاع عن النائب الاول او السيدين الجليلين فقواعدهم قادرة على رد مثل هذه التفلتات وعدم المسئولية وكما قال الشاعر
اذا اتتك مذمتي من ناقص * فهي الشهادة لي باني كامل
قال :( ديل سجمانين ) بالله عليك أى دبلوماسية اساليب ومصطلحات غريبة الشكل والمضمون على الأخلاق السودانية |
..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تصريحات وزيرى الخارجية والإعلام كرتى وعبيد مدعاة لتفتيت وحدة السودان العظيم ؟! ... (ص (Re: ادم الهلباوى)
|
لذلك و لما لكم من مقدرات فائقة في الرصد و التحليل نطلب منكم تحليل الوضع الراهن و مآلات المستقبل حال انفصال الجنوب و ما هو القصد من اطلاق مثل هذه الالفاظ التي لا تليق ولا تشبه الشعب السوداني وفي راي المتواضع ان هذه الاسقاطات تدل على فشل القوم لجعل الوحدة خيارا جاذبا للجنوبيين ومن بعدهم الدارفوريين وسيحاسبهم التاريخ على تمزيق السودان ويجب محاسبة هذين الوزيرين و ان لا يمر الموضوع هكذا ونحن هنا لسنا في موقف الدفاع عن النائب الاول او السيدين الجليلين فقواعدهم قادرة على رد مثل هذه التفلتات وعدم المسئولية
بالله عليك الله فى تحليل أقوى من كده !! أهو جبت الذئب من ذيله يا ذئب !
..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تصريحات وزيرى الخارجية والإعلام كرتى وعبيد مدعاة لتفتيت وحدة السودان العظيم ؟! ... (ص (Re: حماد الطاهر عبدالله)
|
ينشر بالتزامن مع نيوميديا نايل في الولايات المتحدة الأميركية الكاتب الروائى الضليع صاحب رواية ( الحايك ) الأستاذ خالد عويس روائي وصحافي سوداني مجدد
www.Khalidowais.com التصريحاتُ المنسوبة إلى وزيرين سودانيين يتوليان حقيبتين من أخطر الحقائب الوزارية، هما كمال عبيد، وزير الإعلام، وعلي كرتي، وزير الخارجية، في ما يتعلق بوضع الجنوبيين في الشمال عقب الاستفتاء، وما يختص بزعيمين سودانيين معارضين، والعلاقات مع واشنطن، تضعنا مباشرةً في مواجهة ذهنية "القطيع" التي تتولى - منذ 20 عاما - إدارة البلاد ! كمال عبيد، وزير الإعلام السوداني، جزم أن الجنوبيين في الشمال، إذا صبّت نتائج الاستفتاء لجهة الانفصال، لن يحصلون حتى على "حقنة" إذا قصدوا أي مستشفى في الشمال ! ولنتوقف قليلا عند هذه "الذهنية" التي قلنا إنها "ذهنية قطيع". الذهنية التي تُنتج مثل هذا الهُراء العنصري القبيح هي نتاجُ عقودٍ من التثقيف الموتور المبني على الكراهية والاستعلاء وتواضع القدرات الثقافية بل والإنسانية لدى القسم الأعظم من الإسلامويين السودانيين، ممزوجة بغرور وتعالٍ غريبين، إضافةً إلى مسحة ورعٍ ظاهرية تخفي قدرا هائلا من النفاق والكذب واستخدام الحيل الدينية لأغراض نفعية. وزيرُ الإعلام السوداني نسي حقيقة بدهية في زمن "الكوليرا" هذا مفادها أن حتى المواطن السوداني في شمال السودان ليس بمقدوره الحصول على "إبرة" أو "قرص دواء" ما لم يدفع الثمن مسبقاً، ذلك الثمن الذي يذهب مباشرة لفائدة بناء أفخم الفيلات وشراء أحدث أنواع السيارات لقادة ومؤيدي "زمن الكوليرا" ! وهو يغفل عن ما نصّ عليه الدستور الإنتقالي، حيثُ لا توجد مادة واحدة تشير إلى هذا المعنى القبيح الذي ذهب إليه. وهب أن الدستور نصّ صراحة على ذلك، فهل من الإنسانية أن تقفل مستشفياتنا أبوابها أمام مريض يتلوى ألماً ويشارف على الموت بذريعة أنه غير سوداني؟ وهل الحقيقة أن هذا المريض سيُحرم من العلاج لأنه "غير سوداني" أم لأنه خارج "مثلث حمدي"؟ "مثلث حمدي" ذاته عبّر – سابقا – عن ذهنية القطيع هذه بجلاء، كما عبّر عنها سلوك رفاق حمدي طيلة 20 عاما، فالمواطنون السودانيون خارج هذا المثلث، في عرف ذهنية القطيع هذه، ليسوا بشرا، ولا يستحقون الحياة أصلا، حتى لو كانوا مسلمين ! المئات من زملاء هذا الوزير "العيّنة" قصدوا "دول الكفر والاستكبار" في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، وتلقوا تعليمهم فوق الجامعي هناك، ومارسوا طقوسهم الدينية كما شاءوا، وكفلت لهم "دول الكفر والاستكبار" حقوقهم كاملة، بما في ذلك "الحقنة" و"قرص الدواء"، ولم يخرج علينا مسؤول واحد في بريطانيا أو الولايات المتحدة يُطالب بأن تتعامل الدولة على نحوٍ مختلفٍ مع رعايا دولةٍ أخرى، ناهيك عن مواطنين ينبغي أن يتمتعوا بحقوق المواطنة كاملة نظراً للظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد في حال الانفصال. النزعةُ الإنسانية تنقص هؤلاء، فهم لم ولا يبالون أبداً بالإنسان كجوهر.وسياساتهم كُلها قامت على إفقار الإنسان السوداني معرفيا، وانتزاع إشراقاته الأخلاقية، وطمس هويته، ليستسلم إلى الحيرة والتمزق.كمال عبيد يعبّر بشكلٍ صارخ عن خلاصات الإسلامويين الأخلاقية وسقوف وعيّهم المتدنية جداً، علاوةً على استراتيجياتهم في "التخلّص" من الجنوب والجنوبيين، لأن الجنوب والجنوبيين يُمثلان الخطر الأكبر على استمرارية "مشروع الكوليرا" – باستعارة من الروائي الكولومبي، غارسيا ماركيز -، فالجنوبيون يشكلون دائما حجر عثرة أمام دولة "نقية عرقياً" – بحسب مفهوم الإسلامويين طبعا الذين لم يدر بخلدهم أبدا حتى الآن أن أسطورة النقاء العرقي لا وجود لها في عالم اليوم – ودولة "نقية دينياً" أيضا طبقا لمفاهيم ما قبل الدولة الحديثة ! والإسلاميون يشعرون أن التخلّص من عبء الجنوب والجنوبيين سيصرف عنهم أنظار العالم، فحتى مسألة شائكة كمسألة دارفور سيطويها النسيان ويتجاهلها الغرب كما تجاهل – على مدى عقود – مأساة كمبوديا مثلا ! هذه هي الحلول السهلة المريحة من الشاكلة التي تقترحها دائما الذهنية الكسولة التي ندمغ بها الإسلامويين دون مشّقة. فالتجربة وحدها التي أتاحت لنا أثناء الدراسة الجامعية في مواجهتهم، كشفت لي ولزملاء كثيرين في التنظيمات السياسية الضمور الثقافي والضحالة الفكرية والسقوف المعرفية الواطئة التي يستظل بها – عادةً – مشايعيو الحركة الإسلاموية السودانية. الذهنية التي تستعير خطابات القرون الوسطى، انتقلت إلى الحركة الإسلاموية بسماتها القبلية والعشائرية، بل وحدودها الإنسانية الجنينية. ولم تفلح الحركة المذكورة في ترسيخ مفهومي الدولة والمواطنة في أوساط قاعدتها، لا بل وحتى قيادتها، لأن المشروع يقوم على متخيّل جغرافي افتراضي شاسع يلغي مفهوم الوطن لفائدة "دولة الإسلام" ولا يعير انتباها للمواطنة والحقوق، فالحقوق كلها مسلوبة لمصلحة مستقبل هلامي تسعى الحركة لتحقيقه على متخيّل جغرافي افتراضي. لذا، وفي غياب هذه المفاهيم، وفي غياب تكريس ثقافة حقوق الإنسان والحرية، يُصار إلى ردةٍ قبلية وعشائرية على نحوٍ بشع كالحادث – الآن – في سودان الإسلامويين. والأسوأ من ذلك كله أن "كادر" الحركة الإسلاموية، ومنذ نعومة أظفاره التنظيمية، يتم، وبصورة منهجية منظمة، تشذيب "الزوائد المستقلة" في عقله، ويجري "تلقينه" مبادئ تجعل الشقة بينه وبين الاستقلالية و"الفردية" واسعة جدا، ويتم سحبه تدريجيا إلى "ذهنية القطيع"، يفكّر كما يفكر الآخرون، و – نفسياً – يحس بالانتماء إلى هذا الجسم التعويضي الذي يعده وعوداً دينية خالصة، وتدريجياً يحدث أن يُلغى عقله تماماً ليفكر إنابةً عنه، القائد الوحيد الأوحد، أو "التنظيم". ويصبح صوت الواحد منهم هو صوت "التنظيم"، وتفكيره ضمن آليات وأنساق تفكير "التنظيم" الذي تغلبت عليه المصالح المسوّرة بالدماء منذ 21 سنة ! ولا يختلف كثيراً عن كمال عبيد، وزير خارجية "التنظيم"، علي كرتي ! فكرتي يدع "عقله الباطن" المحشو بترهات "التنظيم" وإكراهاته وإسقاطاته تتحدث. العداء هنا ليس موجهاً إلى رئيس حزب الأمة، السيد الصادق المهدي وحده، بل إلى "التاريخ" أيضاً. ولئن استعار كمال عبيد خطاباً يشبه خطابات "الكوكولاس كلان" في الولايات المتحدة، وقادة المذابح في رواندا، والأبارتايد في جنوب إفريقيا، ضد الجنوبيين السودانيين، فإن وزير خارجية "التنظيم" يستعير الخطاب الداخلي لـ"لا وعي التنظيم" ضد "الأنصار" و"حزب الأمة" في سياقات استبطان العداء لكل ما هو "سوداني صرف" يستحق التبجيل - كتاريخ – يستلهمه الشعب في مقارعة الإنقاذ ! الإنقاذ سعت منذ يومها الأول، ولا تزال تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتغييب كيان الأنصار وحزب الأمة عن المسرح الديني والسياسي والاجتماعي في السودان. وهذا الأمر لا يتصل فقط بدورهما الكبير في واقع سودان 1989، وإنما للأثر الذي لن تمحوه السنين الذي خلفوه في تاريخ السودان. إذن المواجهة ههنا مع التاريخ بحد ذاته.فهذا التاريخ "السوداني الصرف" يقف حجر عثرة أمام تشكيل تاريخ جديد لـ"شعب تائه، مطموسة ثقافاته، ومجهولةٌ حلقاته التاريخية ومنعطفاته المهمة". الأنصار يعبرون عن مأزق الإسلامويين الوجودي على أكثر من نحو. فنمط تدينهم أقرب لنمط التدين السوداني الصوفي البسيط، وتاريخهم يقف شاهداً على قدرة إنسان السودان على صناعة المستحيل، وتجربتهم – مع إخوانهم الختمية – تقف دليلاً واضحا على إمكان هزيمة "ذهنية العشيرة والقبيلة" وإمكان التطور والارتقاء، وفوق ذلك كله إمكان تأسيس دولة مواطنة حقيقية ! الجانب الآخر يتعلق بالبعد الشخصي في شخصية السيد الصادق المهدي. فهو في نظر القسم الأعظم من السودانيين، حتى الذين يختلفون معه، يبقى مثالاً على عفة اليد واللسان. وعفةُ اليد هذه لابد أن تؤرق نظاماً فاسداً – بشهادة المنظمات الدولية المختصة، وشهادة مراجعهم العام نفسه -. ولابد أن يسعى نظامٌ كهذا بكل قوته وفي جميع الاتجاهات إلى تلطيخ سمعة زعيم معارض أشتهر بعفة اليد واللسان. المحاولات السابقة كلها باءت بالفشل، حتى حين وقعوا مع حزب الأمة اتفاق "جيبوتي" نتيجة أخطاء تكتيكية وقراءة إستراتيجية خاطئة من قبل قيادة الحزب. والسيد علي كرتي أول من يعلم – بحكم مناصبه السابقة – كم صادرت حكومته من حزب الأمة، ولماذا قررت أن ترد بعضاً مما سلبته قبيل الانتخابات. وهنا لابد من اعتراف شفاف أن قيادة حزب الأمة اقترفت خطأً فادحا باستلام جزء من تعويضات السيارات والأجهزة والأموال المنهوبة في ذلك التوقيت. هذا ما قلته للسيد الصادق المهدي في القاهرة بعيد الانتخابات مباشرة. الخطأ لا يتعلق باستلام المبلغ - ولحزب الأمة أكثر من خمسة ملايين دولار لدى النظام القائم -، وإنما في التوقيت، لأن آلتهم الإعلامية، التي هي بالأساس آلة الدولة - دولتنا جميعاً - ستسعى - وهذا ما قلته للسيد رئيس حزب الأمة - لتشويه الصورة وللتشويش على الناس. ولئن كان حزب الأمة يملك أجهزة إعلامية فاعلة لتمكنت من تصحيح الصورة، لكن ذلك غير وارد، على الأقل الآن !! حسناً، السيد علي كرتي اعترف على رؤوس الأشهاد بأن حكومته "راشية"، ولم يُنكر أبداً أن نفوسهم الضعيفة سوّلت وتسوّل لهم استخدام أموال الشعب السوداني في الرشى السياسية، هذا جانبٌ من الحقيقة، لكن هل يستطيع السيد كرتي أن يصبح شفافاً في الكشف عن الأموال والسيارات والأجهزة والمقار التي نهبتها الإنقاذ من حزب الأمة؟ هل يعترف بالمبلغ الذي تساويه؟ هل يقر بأثمانها بسعر اليوم؟ السيد كرتي يراهن - وبقوة - على "سطحية" الشعب السوداني بعد أن عملت آلات الإنقاذ - طيلة 21 سنة – في تحطيمه وسلبه ونهبه وتدمير معرفته، ونحن نراهن - وبقوة أكبر - على الحقيقة وعلى إدراك الناس للواقع الذي أفرزته السنوات العجاف وهم يرون بأم عينهم كيف تطاول هؤلاء في البنيان، وكيف تزوجوا من النساء مثنى وثلاث - كشرائهم السلع – وكيف استشرى الفساد بينهم وكيف يعيش 5% من الشعب السوداني متخمين وكيف يعيش 95% تحت خطر الفقر. الوعي وحده هو الفيصل في مثل هذه المغالطات السخيفة. الإنقاذ لن تعجز عن تصوير وتسجيل قادة حزب الأمة - خلسة - وهم يستلمون مال "السحت" ليلا، ولن تعجز عن بث هذه الفضائح "المخزية" فضائياً على قنواتها التي تأسست من دماء الضحايا في دارفور وكجبار وبورتسودان، فلماذا تكتفي بتصريحات السيد كرتي؟ فليكشفوا بوضوح عن حجم الأموال المنهوبة من حزب الأمة في يوليو 1989، وليكشفوا عن ما تمّ تسليمه وما لم يتم ولماذا لم يتم ! وليكشفوا عن السر في تسليم هذه الأموال قبيل الانتخابات !! فإن كانت "رشوة" كما تشير دلائلـ(هم)، فهي الثابتة عليهم، لأنها أموال باطل ذهبت لباطل، لكن لماذا لم تُستكمل حلقات الباطل بخوض حزب الأمة الانتخابات؟ وإن كانت جزءً من تلك الأموال المنهوبة كما تشير دلائل حزب الأمة، فلماذا ماطلت الإنقاذ في تسليمها؟ ولماذا لم تسلم باقي المبالغ؟
..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تصريحات وزيرى الخارجية والإعلام كرتى وعبيد مدعاة لتفتيت وحدة السودان العظيم ؟! ... (ص (Re: ادم الهلباوى)
|
منقول :
المؤتمر الوطنى: تصريحات وزير الإعلام إستهدفت تبصير الجنوبيين بعواقب الإنفصال
الثلاثاء, 28 أيلول/سبتمبر 2010 05:05 كتبت -أسماء الحسينى :
دافعت قيادات بحزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان عن تصريحات وزير الإعلام السوداني الدكتور كمال عبيد القيادي البارز بالحزب والتي أكد فيها أنه لن يكون للجنوبيين أى حقوق فى الشمال فى حال وقوع الإنفصال ، وأكدت قيادات المؤتمر الوطني أن التصريحات استهدفت تبصير أبناء الجنوب بعواقب الإنفصال،فى حين رفضت الحركة الشعبية لتحرير السودان تصريحات عبيد ،واعتبرتها محفزة لخلق توترات بين الشمال والجنوب .
و قال الدكتور وليد سيد مدير مكتب حزب المؤتمر الوطنى الحاكم بالقاهرة :إن تصريحات عبيد كانت لتبصير للجنوبيين المغلوبين على أمرهم من عواقب وتداعيات الإنفصال ،وأنهم لن يبقوا إذا إختاروا الإنفصال مواطنين بل سيصبحون أجانب وسيتم التعامل معهم وفقا لذلك ،وأضاف :إن تصريحات عبيد تستهدف كشف التضليل الذى تمارسه الحركة الشعبية بحق المواطنين البسطاء من أبناء الجنوب والتأكيد على أهمية الوحدة ولكشف تداعيات الإنفصال ،واستنكر سيد الضجة حول تصريحات عبيد ،في الوقت الذي لا يثار فيه أي إستنكار مماثل أو حديث عن خطأ تصريحات كل قيادات الحركة بشأن الإنفصال ،رغم أن حديث هؤلاء عن الإنفصال يخالف للدستور والقانون وإتفاقية السلام و يعد إستباقا لرأى المواطن الجنوبى الذى لم يقل كلمته بعد،وهذه التصريحات هى بمثابة إملاءات وضغوط .
وأعرب مدير مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة عن إعتقاده بأن المواطن الجنوبى إذا أتيحت له فرصة التعبير الحر عن رأيه فستأتى نتائج الإستفتاء مفاجئة للجميع ، مطالبا المجتمع الدولى بألا يكتفى بالحديث فقط عن موعد الإستفتاء ،و أن يهتم ايضا بالشروط اللازمة لكى يكون نزيها وحرا وشفافا ،لكى تقبل نتيجته من جميع الأطراف .
ومن جانبه قال الدكتور رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب في تصريحات نقلها عنه راديو "مرايا "أنه يمكن تطبيق إتفاق الحريات الأربع بين الطرفين " الشمال والجنوب " ،مشيرا إلى أن حكومته تملك خيارات عديدة لم يفصح عنها للرد على الخرطوم فى حال تنفيذ تلك التحذيرات ،فيما وصف أتيم قرنق نائب رئيس البرلمان السودانى والقيادى بالحركة الشعبية تصريحات عبيد بأنه حديث أنانى لايراعى مصالح 6 ملايين شمالى يرعون حوالى 25 مليون من الماشية فى حوالى 1400كيلومترا هى الحدود بين الشمال والجنوب ،مؤكدا أن حكومة جوبا ستوفر الحماية والأمن والعيش للشماليين بالجنوب،واضاف أن الأمم المتحدة ستحمى المواطنين الجنوبيين فى الشمال إذا حدث الإنفصال ،وإذا حدث أى تجاوز بشأنهم سيقودنا ذلك إلى رفع دعاوى دولية .
وكان عبيد قد أكد أنه لن يحق للمواطن الجنوبى فى شمال السودان أن يتمتع فى حال إنفصال الجنوب بحق المواطنة والوظيفة والإمتيازات ،ولا بحق البيع والشراء فى سوق الخرطوم ،واضاف :ولن نعطيه - أى الجنوبى - حقنة فى المستشفى وهو ما أثار انتقادات من جانب محللين وسياسيين وعبر هؤلاء عن مخاوفهم من أن تزيد مثل هذه التصريحات من المشاعر العدائية بين شمال السودان وجنوبه ملحوظة:
هذه التصريحات يمكن وضعها في خانة فرفرة المذبوح او ما يعرف بجس النبض و لكن كرتي و عبيد لم يراعيا ابسط قواعد الادب و الاحترام مع من اختلف معهم ولا حتى مع من يتفق معهم من المؤتمر الوطني وسياتي من يدافع عن كرتي مثل المدافع اعلاه الدكتور سيد (وما اكثر الدكاترة السودانيين الذين نالوا هذه الدرجة العلمية الرفيعة في هذا الزمن الاغبرحتى تم افراغ المسمى من محتواه) سياتي من يدافع عن المجاهد كرتي وزير الخارجية وان تصريحاته قد فسرت غلط وكذا و المطلوب محاسبة من يطلق ويصرح بمثل هذه الترهات والالفاظ حتى لا تحسب على المؤتمر الوطني وعلى المؤتمر الوطني العمل الجاد فيما تبقى من الثلاث اشهر من عمر نيفاشا والا ستتم محاسبتهم من قبل الشعب السوداني على تفريطهم و تمزيقهم لوحدة هذا الكيان والوطن القارة قبل ان يحاسبهم المجتمع الدولى ممثلا في اوكامبوا والمحكمة الجنائية ولو استمرت التصريحات بهذا المنوال سياتي يوما ويقال هنا كانت دولة اسمها السودان
..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تصريحات وزيرى الخارجية والإعلام كرتى وعبيد مدعاة لتفتيت وحدة السودان العظيم ؟! ... (ص (Re: ادم الهلباوى)
|
من الارشيف :
الخرطوم ... واشنطن ... التطبيع الغائب!! .... تقرير: حسن بركية الخميس, 01 تموز/يوليو 2010 18:38 فجر السيد علي كرتي وزير الخارجية (الجديد- القديم) العديد من المواقف وأحدثت تصريحاته ردود أفعال غاضبة خاصة من قبل مصر بعد تصريحاته التي وجدت الإستهجان من الجانب المصري، المهم في الأمر أن الوزير المحسوب علي الجناح المتشدد المستند علي خلفيات ( أمنية) لن يحدث الإختراق المطلوب في العلاقة مع الدول الكبري وخاصة الولايات المتحدة وهذا ما يراه عدد من الباحثين والمختصين ومن الجانب الاخر هناك من يعتقد أن كرتي بقربه من مراكز صناعة القرار يمكن أن يحدث نقلة نوعية في العلاقة مع الولايات المتحدة،وتحتاج الدبلوماسية السودانية لعمل كبير وخاصة انها لفترات متطاولة تطارد الاحداث التى تطبخ خارج حدودها و بالتالى هى دائما فى حالة دفاع الامر الذى يجعلها اسيرة لتلك الاحداث و الدول التى تصنع تلك الاحداث هى التى تقرر خط سير الدبلوماسية السودانية باعتبار انها تنقله من حدث الى اخر تستنذف كل طاقته فى اللهس وراء النفى او الاثبات وظلت في حالة إنتقالية وإستثنائية ،والخارجية السودانيةمطالبة يإيجاد معالجة حقيقية لملف العلاقة مع أمريكا والمعالجة تتطلب فك الإرتباط بصورة نهائية مع بعض الجماعات الإسلامية وكانت بعض المعلومات قد أشارت إلي ضغوط أمريكية مكثفة علي الحكومة السودانية فيما يتعلق بهروب قتلة غرانفيل من سجن كوبر وخاصة أن الجانب الأمني الأمريكي الذي زار الخرطوم مؤخرا أبدي ملاحظات حول طريقة هروب قتلة غرانفيل.وفي تزامن بين هروب قتلة غرانفيل وإفتتاح المبني الجديد للسفارة الأمريكية بالخرطوم أرسلت الولايات المتحدة إشارات مهمة عن أهمية العلاقات السودانية الأمريكية وقال بيان صادر عن الخارجية الأمريكية(إن افتتاح مبنى السفارة الأميركية الجديد في الخرطوم يعكس أهمية العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسودان. ويؤكد التزام الولايات المتحدة بأن تظل مرتبطة بالشعب السوداني وهو يعمل جاهدا لبناء مجتمع سلم ورخاء).
وتستخدم الولايات المتحدة العصا والجذرة في تعاملها مع السودان وإن كانت أيامها إلي الجذرة أقرب فهي تعتقد ان النظام السوداني لازال علي صلة ببعض الجماعات الإرهابية رغم التعاون الوثيق معها في مكافحة الإرهاب، والحكومة السودانية من جانبها تدرك أهمية العلاقة مع دولة عظمي ولكنها غير مستعدة للوصول إلي اخر الشوط في سلسلة المطلوبات الأمريكية والغربية للتطبيع الكامل.
الحكومة الأمريكية الجديدة أكملت العام وربع العام ولازالت تفتقر إلى الرؤى فيما يتعلق بحل قضية دارفور ، ولايكاد أحد من المراقبين يدرك نوياها و ما تضمره إزاء الأزمة ، كل الذى فعلته أن بعثت مبعوثاً غامضاً ، يجئ ويذهب ، دون أن يدرى أحد ما يدور بخلده فهو في نظر بعض قوي المعارضة ضعيف ومعزول . يقول مبارك الفاضل غرايشون لايعبر عن الموقف الأمريكي الحقيقي وفشل في إدارة الملف السوداني لأنه غير محايد، إلا أن غرايشون بدا معبأ بالكثير من الأمل «ومنذ توليه هذا الملف» في إحداث جديد في العلاقات، إذ قال عند مجيئه الأول حرفيا إنه سينقل لأوباما صورة جديدة عن بلد عظيم غير أن التعقيد ات الكبيرة التي تحيط بملف العلاقات السودانية الأمريكية ربما كانت أكبر من طاقة وقدرات المبعوث الأمريكي في مواجهة جماعات الضغط الأمريكية واللوبيات المتشددة تجاه الحكومة السودانية.
وكان القائم بالأعمال الأمريكي السابق ألبرتو فرنانديز يدرك حجم التعقيدات والصعوبات التي تحول دون التطبيع مع السودان وقال في أول حوار له بعد تسلمه للمنصب:أعتقد ان السياسيةالأمريكية في السودان معقدة وذات أوجه متعددة.ولذلك تطرح هذه العلاقة ذات الملفات الشائكة بعض الأسئلة الإبتدائية التي يظن من الوهلة الأولي أن الواقع تجاوزها والسؤال الذي يثور هنا هل تهدف الضغوط الأمريكية علي الحكومة السودانية إلي إسقاطها أم تدجينها بإقصاء العناصر المصنفة في خانة التشدد وتمكين العناصر الأكثر تعاونا؟الإمام الصادق المهدي له زاوية نظر تميل إلي تجريم السياسة الأمريكية تجاه السودان خاصة الموقف من العملية الإنتخابية، اليمين الأمريكي يروج لفوز المؤتمر الوطني في الإنتخابات لتكرار ما أسماه المهازل التي جرت العراق وأفغانستان وأمريكا لاتفعل ذلك حبا في المؤتمر الوطني وإنما لجر السودان للصراعات الناجمة عن رفض أهل السودان لنتائج الإنتخابات.عمر مهاجر الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط وشمال افريقيا يري أن الحكومة السودانية تسعي لعلاقة متزنة ومتوازية مع المكانة الدولية لأمريكا وعلاقة ترتبط بالمصالح المشتركة والمتبادلة أما الولايات المتحدة الأمريكية فلا تريد سوي فرض علاقة من طرف واحد من منطلق فرض مبدأ الوصاية والإذعان لشروط العلاقة من طرف واحد وتصر علي فرض ماتريده وتنتظر من الطرف السوداني الموافقة والرضوخ للطلب الأمريكي دون شروط.
المد والجذر الذي ظل يلازم العلاقة بين البلدين أربك الكثير من المراقبين وجاءت القراءات مختلفة ومتباينة حول النوايا والأهداف الأمريكية تجاه السودان وخاصة أن الحوارت السرية والتعاون الإستخباراتي مع الCIA لم تسهم في دفع خطوات التطبيع إلي الأمام ويقال أن واشنطن أدمنت التنازلات السودانية دون مقابل وتمضي في طريق تفكيك النظام بطريقة سلمية عبر الضغوط وإتفاقيات السلام الجزئية(نيفاشا-أبوجا-الشرق- الدوحة الخ)ولكن هناك منطق وجيه يري أن النظام الحالي هو الخيار المفضل لأمريكا فالنظام المواجه بالمحكمة الجنائية والمحاصر دوليا يسهل إبتزازه لخدمة المصالح الأمريكية.
يقول البروفيسور صلاح الدومة أستاذ العلاقات الدولية :الحكومة السودانية رغم تعطشها لعلاقة سلسة مع الولايات المتحدة تسقط في دهاليز عدم قواعد اللعبة الدولية وتتعاون مع أمريكا إلي أبعد في المجال الأمني ولكنها تقدم نفسها بصورة سيئة إلي صانع القرار الأمريكي ببعض التصرفات الغير لائقة في عرف العلاقات الدولية مثل بعض التصريحات الشاذة لقيادات تجهل تماما معترك العلاقات الدبلوماسية.
يعتقد كثيرون أن السياسة الأمريكية الجديدة لها أهداف منضبطة ومعايير محددة لقياس ما يحدث من تقدم في تنفيذها على الأرض، وأنها أعطت الأولوية في هذه الأهداف لدارفور في حين كانت أمريكا في الماضي تركز أولويتها على معالجة مشكلة الجنوب على حساب كل المشكلات الأخرى في السودان. كما انتقلت الحكومة الأمريكية – وفقا لهذه السياسة – من خانة الضغوط المستديمة على حكومة السودان لتنفيذ ما تطلبه منها إلى خانة استعمال سياسة "العصا والجزرة " في آنٍ واحد وذلك عبر آلية تقديم حوافز لما يحرز من تقدم في تحقيق السلام والأمن والعدالة أو فرض عقوبات في حالة التراجع عن تلك الأهداف.
ولفك طبيعة ألغاز العلاقات السودانية الأمريكية التي كانت عبر التاريخ محل تجاذب وحلقاتها المختلفة جد معقدة وغير واضحة بالشكل الكافي فلقد تخللها مد وجذر وصعود وهبوط عبر مراحل تاريخية مختلفة نحن بحاجة إلي قراءات عميقة ومن زوايا مختلفة فالسياسة الأمريكية لاتعرف العدوات الدائمة ولا الصداقات الدائمة بل تعرف المصالح الدائمة وهذا عرف معروف في العلاقات الدولية التي تستجيب للمصالح ولكن الحكومة السودانية فشلت في فك الشفرة الأمريكية والولايات المتحدة من جانبها تبدو غيرواثقة في بعض الأحيان من سياستها تجاه السودان فهي مع الإستقرارو الديموقراطية وفي نفس الوقت تقف مع صاحب الشوكة والغلبة و تنتهج سياسة تشجع إمتلاك القوة العسكرية علي حساب المنطق والرؤية والموقف السياسي فهي مع الؤتمر الوطني ورغم ذلك ضده!! ومع المعارضة وتتفهم مخاوفها وتتخلي عنها في أول منعطف!!.
ترفع شعارات حقوق الإنسان وحماية المدنيين وتبدي إنزعاجها من التغلل الصيني في مجال البترول!هي أكبر المانحين في مجال العون الإنساني ولكنها غائبة في مجال مشاريع البني التحتية وبالأخص في الشمال!عموما حتي إشعار أخر فشل الطرفان في فتح صفحة جديدة تمهد الطريق لعلاقة طبيعية تستجيب لمصالح الشعبين وإلي تحويل الأقوال لأفعال تعزز الأمن والمصالحة والتنمية في السودان.
يعتقد الدكتور حسن مكي أن السياسة الأمريكية تجاه السودان ذات توجهات عنصرية وعرقية بمعني أن الولايات المتحدة ستسير علي ذات الدرب حتي لوجلس الصادق المهدي أو الميرغني علي كرسي الرئاسة. وتبدو السياسة الأمريكية تجاه السودان مكبلة بقيود ومظللة بأهداف غير واقعية وتعاني من الإرتباك وعدم ترتيب الأولويات بصورة سليمة.فهي تتحدث عن الشمال والجنوب والعرب والأفارقة والمركز والهامش والفرز دائما يتم علي أسس جهوية وعنصرية وبالتالي ساهمت الولايات المتحدة مع الإنقاذ بوعي أو عدم وعي في تخريب المشاريع الفكرية والسياسية وتقزيم دور الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وبالمقابل دعم التوجهات القبلية والجهويةوالإثنية بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وعلي أي حال السودان مطالب بالسعي الجاد من أجل علاقة مستقرة مع دولة عظمي تملك الكثير من الكروت وهنا نذكر أن وزير الخارجية الأسبق الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل قال ذات مرة في ورشة عن مستقبل العلاقات السودانية الأمريكية بمركز دراسات الشرق الأوسط"العداء مع الولايات المتحدة الأمريكية ألحق بالسودان الكثير من الأذي والضرر البليغ".
* كان الله فى عون الدبلوماسية السودانية؟!
..
| |
|
|
|
|
|
|
|