|
Re: معهد السلام المستدام الامريكي في ورشتها الرابعة بمنتجعات جبال كلورادو (Re: ذواليد سليمان مصطفى)
|
مدير معهد السلام المستدام الامريكي الدكتور/راندي بتلر ومدير قسم السودان الاستاذ /مكي ابراهيم مكي
Quote: د. راندي بتلر / مدير معهد السلام المستدام: السلام يبدأ من الداخل ، بإرادة الاعتراف والتعرف علي الآخر بذهن مفتوح تقرير : عبد الله الشيخ تتواصل فعاليات ورشة ( معاً على طريق السلام) والتى ينظمها معهد السلام المستدام بولاية كلورادو بأمريكا ، وهى الورشة الرابعة عشر فى سياق جهود المعهد باتجاه اشاعة ثقافة السلام وإزالة بؤر التوتر وتهيئة المناخ للاطراف المتصارعة من أجل التحاور والوصول الى صيغ مشتركة للتعايش السلمى ،، وقد خصص المعهد منذ انشائه فى العام 2007 م اربع ورش عمل حول سبل فض النزاعات بالسودان ، آخرها هذه الورشة التى يشارك فيها حوالى 50 دارساً ومحاضرا،، يقول الاستاذ مكى ابراهيم ان ما يميز اعمال الورشة التى اختير لها أن تقام فى قلب جبال الروكى انها ضمت كافة الوان الطيف السياسي و الاجتماعى مشيراً الى ان ممثلاً من حكومة جنوب السودان سيصل غداً الى دنيفر للمشاركة فى اعمال الورشة ، كما سيحاضر المشاركين السيناتور والسفير الامريكى السابق فى رواندا روبرت كروكر ، والسيناتورنايك للانضمام الى الاكاديميين الذين استقدمهم المركز من جامعة هارفارد ، حيث تم تصميم هذه الورشة بالتعاون بين المركز وهذه الجامعة .. أجواء سودانية تحف قاعة اللقاء الاول ، ممثلى الحركة الشعبية الذين قدموا من ولاياتهم الامريكية ، وممثل حركة العدل والمساواة ، وممثلين لحركات دارفور ، وحزب الامة ، والحزب الاتحادي الديمقراطي وناشطين فى منظمات المجتمع المدنى داخل وخارج الولايات المتحدة ، كل هؤلاء السودانيون الذين يسمع العالم أنباء تصلعد خلافاتهم ، وصور اشتعال النيران فى حماهم بسبب ذلك ،، كل هؤلاء يلتفون أمام قاعة الورشة حول الاستاذ على محمود حسنين القطب الاتحادي الشهير، يحدثهم عن رؤيته فى تكوين جبهة عريضة تضم كل السودانيين من أجل تلافى المخاطر التى تحيط بالوطن ،، ومن أجل إزاحة النظام الحاكم الذى تسبب فى هذه الازمات السودانية فى المركز وفى الاطراف .. منذ الوهلة الاولى يبدو لك الفرق بين طريقتين ، أو اسلوبين ، ثقافتين ، اسلوب الاكاديمى الامريكى ، الاذى غالباً ما لا ينشغل بالسياسة ، وإن انشغل بها لا يكترث للتفاصيل ،، وبين طريقة السودانيين فى خلط أوراق السياسة ، مع الخاص والعام ، مع ماتتناوله الصحف ، وما تبثه وسائل اعلام النظام الذي يعارضونه .. بدأ د. راندي بتلر اعمال الورشة مرحباً بالحضور ، مشيراً الى انها المرة الاولى التى يشارك فى مثل هذه الورشة قادة سياسيين ، وفصائل متصارعة ، الى جانب الناشطين فى مجال العمل الطوعي .. انخرط د. راندي فى حديث عن كيفية صنع السلام قائلاً أن من اهداف هذه الورشة تهيئة المناخ حتى تتمكن الاطراف المتصارعة من التحاور ، والوصول الى قواسم مشتركة ، واستنباط الحلول للقضايا المختلف عليها .. وقال : ان السلام يتهياً ولا يكون مستحيلاً اذا توفرت إرادة الوصول اليه من الطرفين المتصارعين ، يبدأ السلام من داخل الانسان ، بعد ايقان ربما بأن الحرب لا معنى لها ، وان الحرب هى الخيار الاسواء على الاطلاق ،، وبسبيل الوصول الى حلول للقضايا المختلف عليها والتى تتسبب فى اشتعال الحروب وزيادة التوتر ، ينبغى ان يعترف الطرفين المتصارعين بان هناك مشكلة تتطلب جلوسهما للحوار بشأنها ،، أي لابد من الاعتراف بالمشكلة أولاً ،، وهذا يتبعه اعتراف كل طرف بالآخر وحقوقه ومكاسبه ،، وبدون الاعتراف بالآخر لا يتحقق السلم . وتناول د. راندي قضية أسماها ( ذهنية العقل المغلق) ، التى يرى انها تؤجج دائماً الصراع ،، وقد شارك الحضور فى المناقشة ، ووصلوا الى شبه اتفاق عبر عن د. راندي بالقول بأن الاحكام المسبقة عن الآخر والتمسك برؤية نمطية تجاهه وعدم التحاور معه بذهن مفتوح ن بل بعقل استباقى وباحكام رؤئ غير حقيقية معدة سلفاً أو مورثة .. هذه الرؤية تعتبر من أكبر معيقات التواصل بين طرفين ، لان مثل هذه العقلية يسيطر عليها الوهم ، ولا تستند فى رؤيتها على حقائق صحيحة عن الآخر بل على الانطباعية واستلاف رؤية آخرين ،هم فى الغالب الاجداد ، أو القبيلة ، أو حتى شخص استطاع نقل صورة ما لمجتمعه ، ولم تكن تلك الصورة ـ غالباً ـ إلا كونها تجربة خاصة ، ورؤية ذاتية استطاع أن يعبر عناها بصيغة جعلت امكانية التةاصل مع الآخر المشار اليه عصياً على من تبنوا ما بثه فيهم .. ومضى د. راندى الى القول بانه اذا توفرت ارادة الوصول الى السلام فان الخطوة الهامة فى هذا السياق هو التعرف على الآخر ،، بل إحترام الآخر ، والاستماع الى وجهة نظره ، والشروع فى الحوار بذهن مفتوح أجل الوصول الى اتفاق وقواسم مشتركة تراعى حق كل طرف فى الحصول على مكاسب وحقوق والتخلى عن فكرة الغلبة والانتقام وتركيع الآخر .. مشيراً الى ان اللقاء بين الطرفين يجب ألا يأخذ شكل المناظرة ، وإنما الحوار الذي يتيح لكل طرف فهم الآخر والتعرف عليه .. وقال د. راندي ان هذه الورشة تهدف كذلك الى تدريب القيادات لصنع السلام و الانتقال الى الميادين التى تدور فيها الصراعات والمساهمة فى اطفاء الحرائق ومكافحة الحريق وبث ثقافة السلام بين الناس فى تلك الكمناطق ، وتهيئة المناخ للتعايش بين كافة الاطراف .. وأضاف ان القيادات الواعية تتمثل هذا الدور وتعمل على تعميق الصلة بين قيادتها و تنفيذييها وبين القاعدة العريضة ،، وهذا ما يتطلبه الوضع فى السودان الذى يعانى من عدم الاستقرار السياسي وعدم تمنك قياداته من ادراة التنوع الذى يتمتع به.. وشارك الحضور فى مناقشة الورقة ، بالغوص فى تفاصيل اتلصراع السودانى فى جنوب السودان ، وفى دارفور على وجه التحديد، حيث أن قضية الاستفتاء على حق تقرير المصير بجنوب السودان تعتبر من أكبر القضايا التى تشغل أذهان السودانيين عند كل لقاء بينهم داخل أو خارج الوطن ،، كذلك قضية دارفور التى توضع على رأس أجندة النقاش، والتى تحظى باهتمام بالغ فى الدوائر الغربية بالنظر الى عمق الازمة الانسانية التى سببتها الحر ب..يشار الى أن ملاحظات وآراء المشاركين فى الندوة كانت تحظى بالتدوين من قبل الدكتور راندي لتكون نقاط للحوار بين الاطراف المشاركة والتى تعارض رؤاها كما هو معروف فى الساحة السياسية السوداتية ،، ولنقل صورة من المشهد نستطيع القول أن من طرائق السودانيين فى الحوار فيما بينهم انهم ــ عند الوهلة الاولى ــ يعبرون عن مواقفهم بحدة ، وبمرارة ، فتعلوا اصوات الحورا الى شيئ اشبه بقنابل الميدان ، ثم ،، رويداً رويداً تهدأ الثائرة ، ويتلاقون بعد ذلك كأن لم يكن بينهم دم مراق .. تفاصيل كثيرة نلاحظها فى وجوه المشاركين ، حيث مثل اللقاء فرصة للتعارف بين سودانيين لم يتمكنوا ـ داخل وطنهم ـ إلا من محاربة انفسهم ،، وفى مثل هذه اللقاءات يحاولون بمشقة التعرف على انفسهم .. البروفسير ماركشوب ، الاستاذ بجامعة أوهايو ابتدر النقاش حول تدرج هيكل السلطة وعلاقته بالجهاز النتفيذي والقاعدة الجماهيرية العريضة ، مشيرا الى ان الدولة تعتمد فى استقر ارها على متانة وجودة التواصل بين هذه المكونات .. يشير مسئول ملف السودان بالمعهد الاستاذ مكى ابراهيم الى انهم اعدوا برنامجاً لاقامة ورش عمل داخل السودان فى كل من الفاشر وجوبا بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدنى حتى يتسنى للمكتوين من نيران الصراع المشاركة فى ورش العمل .. كما أوضح مكى بأن برنامج اليوم الرابع سيكوةن لقاءاً مفتوحاً مع الاستاذ على محمود حسنين ليحدث الحضور عن الوضع السياسي الراهن فى السودان .. الجدير بالذكر أن المشاركين فى الورشة قاموا أمس بجولة سياحية فى مرتفعات جبال الروكي هي ضمن برنامج الورشة الذى يهدف الى تهيئة الفرصة للتعارف ، وخلق علائق وصلات إنسانية أخوية تهيئ الاذهان بصورة مثلى للسير فى طريق السلام ،، والتطلع الى الحفاظ عليه ، وهو ما يطلق عليه المعهد ب (السلام المستدام ).
|
| |
|
|
|
|
|
|
|