دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أروما حاضرة القاش .. ذاكرة الإنسان والمكان .. كتاب يرثي القيم الجميلة!!
|
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
المولف حسن أحمد الحاج صالح، في كتابه أروما حاضرة القاش .. ذاكرة الإنسان والمكان ..، يتناول العلاقة بين رسوخ الأمم والأخلاق ... الكتاب تداعيات من الذاكرة عن السنوات التي عاشها في أروما ، وعلاقاته بمجتمع أروما، وقصص الصبا والشباب المبكر،، مستحضراً القيم الجميلة التي سادت مجتمع أروما في ذلك الزمان.. بحكم قربي من المؤلف، حيث يجمعنا العمل في مدينة الرياض بالسعودية، عشت ظروف إصدار هذا الكتاب، بل بدايات فكرته، وكيف تطورت واستدعت الذكريات إلى أصبحت الفكرة كتاب من ( 354) صفحة .
بدأت فكرة الكتاب على خلفية وقع خبر وفاة صديقه المقرب جداً من أيام الصبا في أروما، أحمد عثمان مكي ، الذي توفى بالولايات المتحدة، وأعلم أن الاثنين كانا على اتصال ببعضهما والتحادث ساعات طويلة. أستطيع القول إن الخبر صدمه وهزه من الأعماق ... وقد حكى لي مسيرة صداقتهما وتشاركهما في الهوايات والرؤى آنذاك، إلى أن تفرقت بهما سبل الحياة وراح كل إلى حال سبيله مختاراً الفكر أو التوجه الذي راق له، ورغم ذلك استمرت العلاقة بينهما بحميميتها. رحيل الصديق أوقد الذاكرة، فكتب رثاء في صحيفة الخرطوم، وعندما تتالت االتداعيات ورأى أن صنبور الذكريات يأبى على الإغلاق بدأ تسجيلها ، ولكن لم تبق الذكريات فقط متمحورة حول صديقه الراحل، بل احاطت بتفاصيل من ( الزمن الجميل ) ، مقدماً شخوصاً ورموزاً ( إنسان ومكان ) .
الكتاب يدخل في إطار المذكرات، ولكن من زاوية التذكير بالقيم الفاضلة، وحشد الدعوة لاسترجاع ما فقد. وليتنا في السودان نعتني بكتابة المذكرات، فهي سجلات للتاريخ، وللحقيقة التي تخفى أو تشوهها المصالح الموقوتة.
على الرغم من أن كتاب (أروما حاضرة القاش .. ذاكرة الإنسان والمكان ) ليس فيه مقارنات مباشرة فإن مجرد الاطلاع يحمل القارىء حملاً على المقارنة بين المجتمع السوداني اليوم ومجتمع ذلك الزمان، فـ ( أروما ) مثال ونموذج لما كان عليه حال المجتمع من شيوع قيم جميلة لا نرى معظمها اليوم ، وما تبقى مهدد بالاختفاء بفعل انتشار المفهوم المادي في العلاقات المجتمعية، وثقافة المصلحة، والكذب، والتحايل، والتضليل. وتلك القيم الجميلة كانت مرتكزات للوحدة السودانية التي ـ للأسف الشديد ـ تشاهد عراها تنفصم واحدة تلو الأخرى.
ـــــــــــــــــــــــــ
بقي أن نشير إلى أن الكتاب لاقى الترحيب حتى قبل إصداره، خاصة من أهل المنطقة، وتم تدشينه خلال حفل تكريم للمؤلف أقيم مساء يوم الثلاثاء 17 أغسطس 2010م بنادي الشرطة في بري ، حضره بعض رموز الشرق: البروفسور حسن أبوعائشة حامد ، رئيس جامعة الرباط الوطني ، و مولانا عبدالله محمد سوارابي ، مفتش الحكومة المحلية بأروما في خمسينيات القرن الماضي ، كما حضره عدد من أبناء الشرق وأروما بالذات ، إلى جانب عدد من زملاء المؤلف أيام المراحل الدراسية في أروما. وبدأ توزيع الكتاب في مكتبة (الأحباب) بالخرطوم ومكتبات مدن كسلا وأروما وحلفا .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أروما حاضرة القاش .. ذاكرة الإنسان والمكان .. كتاب يرثي القيم الجميلة!! (Re: Faisal Abdulateef)
|
المؤلف أورد عدداً من الطرائف والقصص التي عايشها وفي تضاعيفها قيم فاضلة ومعاني الوفاء... والكتاب ملحق به فصل عن تنمية أروما لاستعادة مجدها .. يقترح المؤلف تنمية المنطقة بالانطلاق من المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتشجيع الأقراض الصغير، وهو يستفيد في ذلك من تجربة برنامج الخليج العربي للتنمية ( أجفند) ، الذي يتبنى تأسيس بنوك الفقراء في عدد من البلدان العربية ، منها السودان ، إذا تيسرت الأمور.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أروما حاضرة القاش .. ذاكرة الإنسان والمكان .. كتاب يرثي القيم الجميلة!! (Re: Faisal Abdulateef)
|
الأخ فيصل عبداللطيف تحية وسلام
شكراً لهذه الهدية المستحقة لأروما وأهلها فهذه المدينة وشقيقتها طوكر عرفت في أسواق لندن حيث كانت تتحكم بكثير من خيوط لعبة بورصة القطن إلا ان المدينتان سقطتا من ذاكرة لندن والعالم بجور الزمان وظلم ذوي القربي .. شكراً لأستاذنا حسن احمد الحاج صالح وهو يعيد جزء من ألق مندثر .. رحلت أسرتي في نهاية ستينات القرن الماضي مؤقتاً من الريف إلي المدينة لظروف اسرية وحين عدنا إلي مدرستنا في ابوعلقة الأولية كان الأستاذ/ احمد عثمان مكي الذي كان يعمل معلماً بالمدرسة غادرها ملتحقاً بجامعة الخرطوم لذا لم يكن لي شرف التتلمذ على يديه ولكني علمت بأن الرجل رحمه الله كان صارماً وجاداً في رسالته وكثير من التلاميذ كانوا يحكون عنه كيف كان يوقظهم في برد الصباح القارص لأداء صلاة الفجر وكيف كان صارماً حتى مع زملائه من المعلمين الذين خالفهم فكرياً.. رحم الله الاستاذ احمد مكي .. شكراً أخي فيصل سوف احجز نسختي من الكتاب لأن اروما تعني لي الكثير .. وعبرك كل التحايا للمولف الذي حفظ الود للمدينة واهلها ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أروما حاضرة القاش .. ذاكرة الإنسان والمكان .. كتاب يرثي القيم الجميلة!! (Re: ادم شحوتاي)
|
شحوتاي ... شكراً .. ولك التحايا حقيقة الكتاب بالمواقف واللقاطات الكثيرة التي أوردها المؤلف يعكس قدراً كبيراً من الوفاء والود لأروما وأهلها.. اعتقد نحن في حاجة ماسة إلى مثل هذا التسجيل للذكريات لأنها كما قلت حفظ للتاريخ... وتذكير بماهو جميل في كل مجال .. مثلاً مما جاء في الكتاب كلام كثير عن التعليم وجودة المناهج الدراسية أيام ( بخت الرضا) .. وتقديري أن ( نشيد رحلاتي إلى أصدقائي ) الذي يحفظه جيل ذلك الزمان يعد من أفضل الأمثلة على التعليم الذي كان عينه على الوطن فحرص المربون على ترسيخ معاني الوحدة والترابط والتشارك في الثروة والموارد.. وللأسف الشديد الوطن الذي عرفه ذلك الجيل بخارطته المميزة التي تشبه ( الأم أفريقيا) ستقطع أوصاله.. على الأقل مثل هذا الكتاب الذي نعرضه يقول لأجيال قد تأتي بأنه : كان هناك وطن اسمه السودان بحدوده من حلفا إلى نمولي ومن أروما إلى الجنينة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أروما حاضرة القاش .. ذاكرة الإنسان والمكان .. كتاب يرثي القيم الجميلة!! (Re: Faisal Abdulateef)
|
شكرا لك أخى فيصل والشكر للأخ حسن ,, لا تذكر أروما وإلا تذكر معها وقـر . فالمدينتان تؤأم, وقد عشت فيهما أجمل أيام عمرى وأنا فى مرحلة الصبأ فى فترة الستينات . حيث كان الوالد رحمة الله عليه مفتشا للغيط فى مشروع القاش العظيم والذى تم وأده مع سبق الإصرار والترصد !! لقد فتق هذا البوست جرحا ظللت أتجنبه لسنوات بعد الحاله التى أصابتنى وأنا أعود لتلك المنطقه فى التسعينات ,, لقد صدمت وبكيت بكاءا مرا وأنا أرى أمامى أطلال ومدن حينما عشت فيها كانت كالريف الإنجليزى تماما بعد أن شاهدته فى الثمانينات , وحينها إحترمت الإنجليز إحتراما كبيرا لأنهم بكل إخلاص كانوا قد نقلوا بلادهم إلينا بكل تفاصيلها !! لكن ما أصابنى فى التسعينات وأنا أرى تلك الأطلال كان صدمه كبيره ظللت أتحاشاها وأطردها من مخليتى وعبثا كنت أحاول إسترجاع تلك الصوره ولكن الصدمه كانت أقوى !! لم أجد فى وقر وأروما وأنا أعود إليهما بعد ثلاث عقود من الزمان لا القاش ولا مشروعه , ولا حتى مراتع الصبا تلك ! لم أجد المدرسه ألأوليه ولا الوسطى , ولا حتى سرايا المفتش , بل لم أجد حتى ذلك المصنع الضخم والذى كان قد شيد فى آواخر الستينات بمدينة أروما ألا وهو مصنع الكرتون !! من يصدق أن مدرسة وقر الأوليه كانت بها داخليه من ثلاث أنهر يفد إليها الطلاب من مكلى ومتاتيب وهداليا وغيرها من قرى القاش ! من الذى يصدق إذا قلت لكم أن مدرسة وقر الوسطى ومدرسة أروما الوسطى كانت بهما مكتبات تضاهى أى مكتبه فى أى جامعه الآن ,, بل من يصدق أن مدرسة وقر الوسطى وأروما الوسطى كان تشييدهما المعمارى وعدد الفصول وأثاثه والحدائق الغناء والخضره تضاهى جامعة الخرطوم !! لقد كان بكل مدرسه مسرح مثله ومثل المسرح القومى بجانب ميادين لكرة القدم والسله والطائره يجرى عليها تنافس دورى من خلال الفصول أو الداخليات والتى كانت تتمتع بإنضباط عالى لا تجده اليوم حتى فى الكليه الحربيه ,, والله يافيصل لا إنت ولا حسن ماعافى ليكم فقد أوجعتمونى وخلخلتمونى وفتحتوا جرحا حسبته قد برأ !!
تحياتى ,, ولى عوده مرة أخرى لهذا البوست بعد أن أفيق .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أروما حاضرة القاش .. ذاكرة الإنسان والمكان .. كتاب يرثي القيم الجميلة!! (Re: كمال سالم)
|
هذه الرددود من الأخ حسن أحمد الحاج مؤلف الكتاب .. الأخ يسري :
آلمني أن تلقيت - إبان زيارتي الاخيرة التي تمت إلى كسلا وأروما خلال فترة الإجازة السنوية ( أغسطس 2010) – نبأ وفاة الأخ خالد محجوب ، له الرحمة ولكم حسن العزاء .. وسوف أعمل جاهداً على أن أفسح له مساحة أكبر في الطبعة الثانية للكتاب لو أمد الله في الآجال وظل السودان وطناً واحداً يجمعنا .. ولك خالص تحياتي .
وإلى كمال سالم الذي قال في مداخلته:
Quote: والله يافيصل لا إنت ولا حسن ماعافى ليكم فقد أوجعتمونى وخلخلتمونى وفتحتوا جرحا حسبته قد برأ !! |
الأخ / كمال سالم : أشكرك على مداخلتك القيمة .. لقد كان الهدف الحقيقي من وراء إصدار هذا الكتاب ما أبديته أنت من مشاعر تجاه كل من أروما ووقر .. فلنعمل معاً لإعادة المجد لهاتين المدينتين .. مثلك قمت بزيارة أروما مؤخراً وتحديداً في بداية أغسطس 2010م ، وقد آلمني حقاً ما آل إليه حال أروما ( شبه أطلال ) ..
| |
|
|
|
|
|
|
|