بقلم: يعيش أهالي حلة موسي بريفي المعيلق بمحلية الكاملين جحيما حقيقيا، بعد أن غمرت مياه الامطار منازلهم التي إنهارت بعضها إنهيارا كاملا بينما يتوقع سقوط الاخري تحت اي لحظة بعد ان طمرتها المياه الامر الذي دفع الاهالي هناك الي تفريغ تلك المباني الايلة للسقوط تحت أي لحظة من ما تبقي بها من أثاثات، ممتلكات،الشوارع، والطرقات بحلة موسي تحولت الي بحيرة من المياه، وكتل من الطين اعاقت تماما حركة الراجلين قبل السيارات التي لم يجد أصحابها مكانا لها لتوقيفها سوي سفوح الترع ، وصارت التراكتروات الزراعية التي تملاء الفضاء العريض بصوت ماكينتها صارت وسيلة المواصلات الوحيدة،وهي (تشق) الطين والوحل وهي وتجر خلفها السيارات، والمركبات الصغيرة التي غاصت إطاراتها في الوحل، والطين خاصة البكاسي، والتي يطلق عليها في الجزيرة (البرينسات) دمار وخراب مياه الامطار الغزيرة التي ضربت الجملون سعدانة والحلاوين سعدانة بجانب حلة موسي الاسبوع الماضي جرفت تلك المياه الحيشان، والاسوار والحمامات ،وبين ليلة وضحاها خرج المزارعين من الموسم الزراعي السابق (صفر اليدين) بعد جرفت المياه المنهمرة المحاصيل الزراعية مثل القطن والذرة والفول السوداني،صيحات الاهالي هناك، وإستغاثتهم لم تجد أذانا صاغية لدي الجهات المسوؤلة ،الأمر الذي دفع المواطن البسيط باللجوء الي الجهد الشعبي، وسواعد شبابه الفتية الذين إنتشلوا من الانقاض بعض من الممتلكات،جراء تلك الامطار التي عمقت معاناة الناس هناك وسقوط بعض المنازل وتهديد الاخري الايلة للسقوط ،وفي زيارتي الاخيرة للمنطقة الجمعة الماضية،والتي وقفت من خلالها علي حجم الدمار، والخراب الذي لحق بالمواطن البسيط الذي بات مشردا يعيش وسط الانقاض ،فما شاهدته من ركام وحطام ، وتشققات بجدران المنازل يكشف عن حجم الكارثة ،ويهدد حياه الناس والاطفال الصغار ،المواطن تاج الدين ابكر الذي سقط منزه ومنزل شقيقه ووالده لم يتبقي لنا شي كل شي انهار والان نحاول تشييد راكوبة لوضع ماتبقي من ممتلكات،وأضاف التاج هناك شكاوى عديدة من المواطنين المتضررين من الأمطار خوفا من تهاوي منازلهم وأسوارها، مدرسة الفاروق الاساسية بالمنطقة تحاصرها الامطار تماما، الأمر الذي أعاق الدخول والخروج للمدرسة التي عطلت الدراسة بها، اما المواطن إسامه السيد فيحكي تفاصيل ذلك اليوم ويصف صيحات الاستغاثة والرعب الذي تملك الجميع بما في ذلك اسرته التي داهمتها المياه ولم تفلح ك محاولات اسامه في صد مياه الامطار من الدخول الي غرفة استقبال الضيوف بمنزلهم (الديوان)التي يضع بها ما حصده من زراعته في الموسم الشتوي السابق لاسيما محصول الكبكبي، ما سرده التاج واسامه تاكدت منه في زيارتي الميدانية ومعاينتي لاوضاع المنازل التي صارت ايلة للسقوط ،والواقع الصعب الذي تعيشه الأسرة هناك، الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي عبد الرحيم محمد علي عامر الشهير (ببرعي) الجهات المعنية لم تتدخل وتركت المتضررين في العراء وهناك نساء واطفال وكبار السن، وتخوف برعي من سقوط تلك المنازل علي رؤوس الناس ، واستغرب برعي من موقف السلطات التي تركتهم يعيشون وسط الأنقاض، غير مبالية بالخطر الذي يهدد حياتهم، ويقدر برعي برعي المنازل التي إنهارت كليا وجزئيا والمتهالكة بالعشرات بجانب قرابة الاربعين حماما سقطت تماما فضلا عن سقوط العشرات ايضا من الحيشان والاسوار ،ومن جهته يقول المواطن جابر خالد الذي كان يستقبل جموع المعزيين في وفاة شقيقه جعفر قال ان سكان القرية استيقظوا علي غرق منازلهم ، فضلا عن إخراج المياه من منازلهم والتي وصل ارتفاعها إلى مقاسات كبيرة ، ويضيف جابر سمعنا أصوات قوية ي تلك الصباحية وعندما خرجنا الي الشوارع والطرقات ، كان المطر يهطل بقوة، وبدأت المنازل تتهاوى والحيشان تتساقط والحمامات تغوص داخل الارض. وفي المقابل حكت لي بعض النساء والفتيات اللاتي قابلتهن بأسي الاوضاع الصحية والتخوفات من كوارث صحية والاوبئة جراء سقوط الحمامات خاصة بالمدرسة بالقرية وقالت النساء حالنا مثير للشفقة والعقارب والثعابيين تهددنا.(من المحرر) زيارتي الخاطفة كشفت لي ان مياه الأمطار والسيول التي اجتاحت السعدانة قد خفت حدتها –ولو مؤقتا- لكن أضرارها البالغة، وتداعياتها الجسيمة على مناطق واسعة من القرية بدأت في التكشف والظهور، وبالرغم من أن الجهات الحكومية لم تعلن حتى الآن إحصائيات رسمية لهذه الخسائر والأضرار، فإن سكان المنطقة يتحدثون عن أضرار بالغة في (المنازل والاسوار والممتلكات والمحاصيل الزراعية) فما حصدوه في الموسم الزراعي جرفته الامطار التي أربكت الشوارع والحياة بأكملها وقلبت الحياة رأسا على عقب،ويتخوف الناس من تفاقم هذه الخسائر، ولا سيما أن فصل الخريف ما زال في بدايته،فضلا عن تحذيراتهم من انتشار الاوبئة الصحية ،سكان حلة موسي والقري الاخري المتأثرة أنقطع أملهم في تدخل السلطات المختصة للمواساة فقط، وأصابهم اليأس الكبير جراء صمت المسؤولين،فالامطار التي فرح السكان بقطراتها الأولى، تحوّلت إلى كابوس.
لا حول ولا قوة الا بالله اللهم الطف بهم وخفف عنهم مصابهم .بلا شك الانقاذ فرحة بهذا المصاب ستتدفق المساعدات الخليجية وسيأخذونها ككل خريف ليفرح منتسبي حزبهم ويغتني بعضهم على حساب هؤلاء الاهالي الذين فقدوا حتى محاصيلهم المخزنة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة