وما اليوم بافضل من الامس.. واقع العمل في اعمال الشهادة السودانية يدل علي محاربة الدولة للتعليم وجعله حكرا علي طبقة من المجتمع تمثل الرأسمالية الطفيلية واذناب النظام ويظهر ذلك في إهمال قضايا المعلم وتهميشه حيث يعمل في ظروف غير إنسانية بالغة التعقيد طول العام. ويبلغ الامر قمته في مراكز تصحيح الشهادة السودانية التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة الإنسانية الكريمة. نأخذ مركز اللغة العربية كمثال وليس الحصر وربما نعود لبقية المراكز. مدرسة حلويات سعد ليست مهئية بتاتا لعمليات التصحيح وذلك يتوضح في الاتي: 1/ فصول المدرسة تشكو ضيقا لا تتناسب مع عمل 50 (خمسون) معلما في الحجرة الواحدة. وهذا لا يساعد في إنجاز العمل بمستوى جيد ناهيك عن مستوى ممتاز. والضيق خير معين علي نقل الأمراض المعدية وسط المعلمين. 2/بعد المدرسة عن مواقع سكن معظم معلمي ولاية الخرطوم. خاصة شرق النيل، وام بدة، وأم درمان، وكرري ...الخ. ولم يفكروا في توفير ترحيل من والي المركز، وأقله توفيره من سنتر المدن الثلاث، مثلا الخرطوم "السوق العربي". مع العلم بوضع البلد والشح في الوقود وأزمة المواصلات، علما بانه مطلوب من المعلم الحضور 6:30 صباحا والانصراف 5:30 مساءا. 3/لا توجد خدمات جيدة داخل المركز. ويضطر المعلمون لتناول وجبة الفطور في الحجرة حينا وفي الأزقة المجاورة احيانا. أسعار الأطعمة والمشروبات داخل المركز مرتفعة.. والبديل الباب الغربي الذي يقود الي "الافطار" خارج المدرسة وتم قفله اليوم الاثنين 30/4/2018 لكي يقفل المنفذ لاي خيار للمعلم إلا الشراء من داخل المدرسة بالاسعار التي يفرضها المتعهد صاحب الحظوة من النقابة أو الوزارة. 4/قلة الحمامات ورداءتها مقارنة مع عدد المعلمين ملفتة. فلا يوجد في كل مدرسة أكثر من ستة الي سبعة حمامات لعدد يفوق الخمسمائة (500) معلم. 5/ جلوس المعلمين علي كراسي رديئة لفترة طويلة تتجاوز الاحدي عشر (11) ساعة يوميا مستمرة على مدى ثلاثة أسابيع أو يزيد يهدد بالتسبب في امراض وقد يضاعف آلام اصحاب الامراض المزمنة وغير المزمنة. 6/لا توجد استراحات مناسبة لأخذ قسط من الراحة. كما لا توجد أماكن جيدة لتأدية الصلاة فيها. 7/ الغياب التام للنقابة وعدم متابعتها لما يدور داخل المراكز. فدورها محصور في أخذ الاستقطاع من أجر أعمال الشهادة السودانية وهي مبالغ كبيرة لا يستهان بها تصرف في غير أماكنها المخصصة لها. 8/ استخدام طلاب المرحلة الثانوية، من طلاب الصف الأول والثاني، والاعتماد عليهم في العمل داخل المراكز ينافي المعاهدات والمواثيق الدولية التي تحارب عمالة الأطفال. وايضا لايستطيع هم باعمارهم الصغيرة (صبية) لا يستطيعون اداء العمل الشاق المؤكل إليهم بصورة سليمة. ولا يمكن محاسبتهم على اي ضرر أو اتلاف يحدث.. فهم دون الثامنة عشرة من العمر.. مع ما يقود اليه تشغيلهم من ضعف في الخدمات داخل المراكز (هذا البند خاص بكل المراكز). 9/ غياب امكانية الحوار والنقاش بين المعلمين كمهنيين حول عملهم داخل المراكز بسبب الوجود الأمني المكثف والذي وجد لرصد المعلمين والعمل علي ارهابهم، وهذا الأمر مقصود من قبل الوزارة والنقابة والاتحاد المهني للمعلمين بغرض هضم الحقوق ومحاربة الوعي الذي يقود الي الوقوف ضد الظلم ويعمل علي استرداد الحقوق . ومن هنا نناشد المعلمين التصدي لهذا الجدار الأمني وكسر الخوف وإدارة نقاش هادف وطرح القضايا الملحة وتبادل الأفكار والآراء بغرض الوصول لما يعيد للتعليم والمعلم دورهما الرائد والقائد في المجتمع(هذا البند خاص بكل المراكز). 10/ رداءة سكن معلمي الولايات. فمعظم المراكز تعاني انعدام الماء النظيف الصحي للشرب. وفي معظم المراكز توصل المياه الي مراكز التصحيح، ومجمعات سكن لمعلمي الولايات بالتناكر. وحمامات السكن أسواء ما يكون. وكل هذا نذر يسير من مشاكل مراكز تصحيح امتحانات الشهادة السودانية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة