الخرطوم:حسين سعد حذر خبراء واساتذة جامعات من خطورة وضع دستور للبلاد قبل الوصل الي اتفاق سلام شامل مع المجموعات المسلحة وقالوا ان مرحلة مابعد النزاع تتطلب تطبيق مبدءا التمييز الايجابي ومخاطبة الظلامات وازالة الغبن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي المتراكم قبل وبعد الاستقلال وطالب الخبراء الذين كانوا يتحدثوا في ورشة تعزيز العدالة الاجتماعية في السودان التي نظمها مركز الايام للدراسات الثقافية والتنمية بالتعاون مع مؤسسة فريدريش أيربت اليوم بقاعة الدراسات الانمائية بجامعة الخرطوم طالبوا بإعادة كتابة تاريخ السودان وإزالة التشوهات التي لحقت به فضلا عن اعادة صياغة مناهج تربوية تحتفي بالتنوع،وخاطب الجلسة الافتتاحية للورشة الممثل المقيم لمؤسسة فريدريش أيربت اكسل بلاشكا ومديرة البرامج بمركز الايام حنان خليل من جهته إستعرض الدكتور عطا البطحاني في ورقته(إعادة الأعمار والتنمية والعدالة الاجتماعية في مرحلة مابعد النزاع إشكاليات الحالة السودانية) جذور وأسباب النزاع، والسياسات التنموية في مرحلة ما بعد النزاع مع تركيز واضح على إعادة بناء أجهزة الدولة والبنيات التحتية. وركز البطحاني في ورقته على دور الدولة والاجهزة الرسمية، ودور المجتمع المدني ودورالمجتمع الدولى. وطرحت الورقة بعض القضايا كإشكاليات تفرض نفسها فى حالة ولوج السودان مرحلة البناء وإعادة الأعمار.وأوضح عطا ان الغرض من ورقته هو إثارة القضايا الحيوية والملحة حول إعادة هيكلة المناطق المتأثرة بالحروب والنزاعات بصورة تحقق احتياجات العدالة الاجتماعية وتسأل البطحاني في ورقته قائلا: ما مدى مشروعية ربط إعادة البناء والتنمية بمفاهيم العدالة الاجتماعية وما هو المقصود بالعدالة الاجتماعية وهل هناك نموذج واحد لهذه العدالة.وأضاف لماذا تنجح إعادة الأعمار والبناء بعد الحرب فى بعض الدول وتفشل فى الدول الاخرى،,لماذا فشلت فى الماضى تجارب إعادة الأعمار والبناء بعد وقف الحرب والتوصل للسلام فى السودان.وختم تسأولاته بقوله ما هى الدروس المستفادة للمستقبل،وماهى الدروس المستخلصة من التجارب العالمية،وهل المجتمع الدولى حريص بالفعل على توفير الاستثمارات لاعادة البناء فى مناطق النزاعات. وفي السياق قال الدكتور جمعة كندة في ورقته (التنمية والعدالة الاجتماعية وفق المواثيق الدولية في مرحلة مابعد النزاع في السودان جبال النوبة نموزجا) قال ن قضية جبال النوبة ومناطق النزاعات وبقية الريف السوداني هي قضية التنمية في الأساس وتابع(ومع اهمية التنمية تظل مسالة الخصوصية الثقافية وكيفية مخاطبة قضية اقصاء الهويات المحلية في الهوية القومية وعدم الاحتفاء بالتنوع الثقافي والعرقي والديني هي الاهم من اجل تحقيق السلام المستدام والعدالة الاجتماعية في السودان) وشدد علي ضرورة مخاطبة قضايا حرية الاديان واللغات المحلية وادارة التنوع الثقافي والاجتماعي في المؤسسات القومية بشكل جذري لاسيما التعليم والاعلام والثقافة والخطاب السياسي،وحول مرحلة مابعد النزاع طالب كندة بتطبيق مبدءا التمييز الايجابي لمخاطبة الظلامات وإزالة الغبن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي المتراكم قبل وبعد الاستقلال وطالب بإعادة كتابة تاريخ السودان بصورة متوازنة وجامعة مع إزالة التشوهات فضلا عن اعادة صياغة مناهج تربوية تحتفي بالتنوع بكل أبعاده وإعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية والثقافية حتي تكون مرأة عاكسة لواقع السودان المتنوع،وشدد كندة علي ضرورة عدم الاستعجال في وضع دستور للبلاد اليم ابعد الوصول الي سلام شامل وأردف(الاستعجال في شنو لاسيما وانا بلادنا سبق من قبل ان وضعنا 70 دستور لكن مشاكل البلاد لم تحل)وقال ان الانظمة الديمقراطية لم تجد فرصة كافية لانزال خططها وبرامجها حيث سرعان ما يتم إجهاض النظام الديمقراطي عبر انقلاب عسكري.وسرد جمعة كندة المحطات الرئيسية التي شكلت الغبن التاريخي والاستهداف الممنهج لجبال النوبة منذ الاستقلال ومرورا بالأنظمة الوطنية.وقال ان السودان يتم إجهاضه يوميا وتابع(النموزج جبال النوبة) وأوضح ان جبال النوبة بها تعدد ثقافي وديني فريد داخل الاسرة الواحدة مشيرا الي تواجد المسيحي والمسلم وأصحاب كريم المعتقدات متسامحين ومتعايشين مع بعض.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة