حوار مع المدير التنفيذي للمجموعة السودانية للديمقراطيةاً حول عملية صناعة وهم الاستقرار في السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 11:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اخبار و بيانات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-06-2017, 07:45 PM

Sudan Democracy First Group
<aSudan Democracy First Group
تاريخ التسجيل: 03-17-2014
مجموع المشاركات: 179

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار مع المدير التنفيذي للمجموعة السودانية للديمقراطيةاً حول عملية صناعة وهم الاستقرار في السودان

    06:45 PM July, 06 2017

    سودانيز اون لاين
    Sudan Democracy First Group-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    عبد المنعم الجاك

    الدور المفقود للمجتمع المدني الحر، هو إسهامه غير الحزبي والمستقل في الحراك السياسي دفاعا وانحيازا للقيم المدنية

    النظام يعمل اجل خلق وهم كاذب للاستقرار السياسي يغطي به على حقيقة الأزمات المشتعلة في السودان. والهدف من صناعة هذا الوهم هو اعادة انتاج النظام لنفسه

    الطريق الي الوحدة الوطنية يمر عبر التكامل التنموي وليس عبر الاستغلال والاقصاء والقمع

    رفع العقوبات الامريكية مثلا ستستفيد منه دائرة ضيقة من الموالين للنظام والمستثمرين الذين يحيطون به، ولن يطال اوضاع الخدمات والتعليم والصحة والتنمية والتي انهارت في الاساس بسبب حروب النظام المستمرة على مواطنيه وتراجع الصرف الحكومي والفساد وسوء الادارة والمحاباة السياسية

    انتقادنا للمعارضة السودانية، ولبعض مظاهر الضعف في صفوفها، ليس تثبيطا للهم، بقدر ما سعيا لجعلها أكثر قوة وتأثيرا



    أصدرت المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً الاسبوع الماضي تقريرا مهما باسم (صناعة وهم الاستقرار في السودان). تناول التقرير الذي جاء في ستة اجزاء قضايا: استمرار الحرب في السودان، الحوار (الوطني) وما بعده، تحليل اوضاع المعارضة، ومواقف المجتمع الدولي من النظام بالإضافة الي تقييم لدور الوساطة الافريقية، وانتهى التقرير الى مجموعة من التوصيات. (حريات) اجرت هذا الحوار الصحفي مع المدير التنفيذي للمجموعة السودانية للديمقراطية أولاً، الاستاذ عبد المنعم الجاك، والذي ناقش أبرز مفاصل تقرير صناعة وهم الاستقرار في السودان، كما تعيد حريات نشر التقرير أسفل المقابلة.

    - الاستاذ عبد المنعم الجاك، هل لك ان تعطينا في البدء نبذة عن المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً؟
    المجموعة السودانية للديمقراطية اولا تأسست في منتصف عام 2010 بعد انكشاف تزوير الانتخابات المرتبطة باتفاق السلام وانقضاء اجل الاتفاق بانفصال الجنوب، ومن ثم عدم تحقيق الاتفاق لقضاياه الرئيسية في الاستقرار والسلام والتحول الديمقراطي. فقد أصبح واضحا للمؤسسين حينها ان غياب الديمقراطية في معناها الشامل والمتقاطع مع السلام العادل والمحاسبة والتنمية المتساوية والمتوازنة وتوفير الخدمات الاجتماعية يمثل جذر التهديد للحياة الكريمة في السودان ولبقاء واستمرار الدولة السودانية، وان التعامل مع هذه القضايا هو ضرورة لا غنى عنها لتخليق عقد اجتماعي يؤمن بقاء الدولة السودانية ويقضي على ازمات التهميش التنموي والحروب والفساد. من ثم كان الاتفاق على هذا التحليل هو المدخل لإيجاد تحالف واسع من الأكاديميين والقيادات من المجتمع المدني العريض من مهنيين ونقابيين لتأسيس المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً، كمركز بحثي ومنظمة مجتمع مدني تعمل في مجالات البحوث السياسية والاجتماعية والمناصرة والدفاع ومحاربة الفساد ودعم الانخراط الإيجابي للمجتمع المدني في العمليات السياسية وتحقيق السلام في السودان.

    - تصف المجموعة نفسها كمنظمة مجتمع مدني، كيف تعمل في الحقل السياسي؟ وكيف تناول تقريركم الاخير هذه القضية؟
    بالفعل تعرض تقرير صناعة وهم الاستقرار في السودان لموضوع دور المجتمع المدني في التغيير والعمليات السياسية. وهذا السؤال يقودنا ايضا الي البحث عن الدور المفقود للمجتمع المدني الحر، وهو إسهامه غير الحزبي والمستقل في الحراك السياسي دفاعا وانحيازا للقيم المدنية. وهذه القيم التي تجمع المجتمع المدني بتعريفه الواسع هي ما تضعه في مساحة العمل العام كاحد المنظومات التي لا ترغب وليس من وظيفتها السعي للوصول الي السلطة، بقدر ما هو الدفاع عن تلك القيم في تكامل مع القوى السياسية. هذا هو الاختلاف الجوهري بين طبيعة انخراط المجتمع المدني في العمل السياسي وانخراط الأحزاب السياسية فيه. نسعى في الديمقراطية أولاً مع الآخرين في استعادة هذا الدور المفقود للمجتمع المدني والذي ظل تاريخيا حاضرا، فقد لعبت منظومات مثل الجمعيات الادبية ومنظمات تنمية الارياف ومؤتمر الخريجين وحتى جبهة الهيئات والنقابات ادوارا مفصلية وحاسمة في المساهمة بإنجاز التغيير. وفي الديمقراطية أولاً ننطلق من قراءة سليمة بان نظام حكم الاسلام السياسي قد فرض غربة قسرية على هذا النوع من المجتمع المدني الحر منذ 89، وحاول حبسه في الشكل التنظيمي المعروف بالمنظمات غير الحكومية، والتي يحاصرها ويضيق الخناق على أنشطتها عبر قوانينه المقيدة والاعتقالات واغلاق المنظمات وعبر ذراعه الأمني مفوضية هاك، هذا بالإضافة الى محاولات مجموعة من المانحين في حصر دور المجتمع المدني وتصويره بانه غير سياسي، وبمحاولات تحييده من الانخراط في العمليات السياسية، في مفارقة لما يقوم به في الغرب. هذا الوضع يتطلب وقفة من القوى المدنية والسياسية للتصدي للمجهودات الحكومية والدولية لإفراغ المؤسسات المدنية من العمل الجماهيري والإسهام السياسي غير الحزبي. وقد ساهمت الديمقراطية أولاً مع شركائها من الذين يجمعهم هذا الفهم في فتح نقاشات متعددة وإطلاق عدد من المبادرات نجحت في تعزيز وترسيخ هذا الدور السياسي غير الحزبي للمجتمع المدني، بما فيه تكامل وتناغم ادواته ومنهج عمله مع القوى السياسية الناشطة في التغيير. وبالرغم من ان ذلك المسار محفوف بالألغام، الا انه يمكنني تلخيص كل ما سبق بان إسهام المجتمع المدني في الحراك السياسي ينطلق من موقف انحياز قيمي وليس حسابات كسب وخسارة سياسية، وبالتكامل وليس التنافس، ومن موقعه المستقل مع القوى السياسية.

    - ما هي الرسالة الاساسية التي يحاول تقريركم ايصالها؟
    كما يشف اسم التقرير، فهو يحاول تعرية عملية الخداع التي يحاول النظام الحاكم في السودان القيام بها من اجل خلق وهم كاذب للاستقرار السياسي يغطي به على حقيقة الأزمات المشتعلة في السودان. والهدف من صناعة هذا الوهم هو اعادة انتاج النظام لنفسه. ومرت هذه العملية حسب التقرير بمرحلتين حتى الان، الاولى كانت حوار الوثبة، والذي كان مهزلة تلاعبت فيها الحكومة السودانية بالقوى التي شاركت فيه وحتى بالوسيط الأفريقي الذي حاول دفع العملية عدة مرات، وانتهى الحوار الوطني بحكومة محاصصات سياسية لا تملك اي أفق لحل مشاكل السودان، بل ظهرت الترضيات السياسية بشكل فاضح في التعيينات الوزارية. المرحلة الثانية من عملية صناعة وهم الاستقرار كانت تسويق صورة النظام كشريك مقبول للمجتمع الدولي والاقليمي، واستعان النظام في إنجاح ذلك بعدم تورعه عن اداء كافة المهام القذرة بالوكالة لخدمة مصالح دوائر مختلفة في المجتمع الدولي والاقليمي، واستعمال هذه الخدمات لإضفاء صبغة شرعية على أدوات إجرامه مثل مليشيا الدعم السريع، وتكوين مراكز قوى جديدة خارج جهاز الدولة الرسمي للقيام بمهام خاصة، مثل نموذج الفريق طه والمالات التي حدثت مع ذلك المركز، وغيرها من مراكز غير رسمية تظل خفية. وتناول التقرير ايضا بالتوثيق والتحليل حقيقة وجذور الأزمات في السودان وعلى رأسها قضية استمرار الحروب، واداء المعارضة السودانية والتحديات التي تواجهها.

    - استخدمت مصطلح (التنمية المتساوية والمتوازنة)، ما الذي تعنيه بهذا المصطلح؟ وكيف تناوله تقريركم في علاقته بقضايا الحروب؟
    عند النظر الي الأزمة السودانية المعاصرة والتي تمثل احدى تجلياتها الرئيسية استمرار حروب النظام ضد مواطنيه، توصلنا الى ان التفاوت التنموي والتمييز بين المناطق السودانية المختلفة والإثنيات والشعوب التي تقطنها في الارياف يمثل العرض الأكبر لمرض الدولة السودانية الحديثة. هذا التفاوت التنموي عمق من جذور الاستعلاء العرقي والعنصرية والاقصاء المتزايد للثقافات والحضارات وأدى بدوره لخلق مظالم وغبن متزايد وسط أبناء هذه الحضارات والمناطق، مما مثل عاملاً ثابتاً يعتبر أحد جذور اندلاع الحروب في السودان. التنمية التي نعنيها هي التي تخاطب هذه الجذور بشكل مادي وتسعى الي خلق وضع معيشي متساوي من ناحية مسئوليات الدولة في تقديم الخدمات لمواطنيها بشكل متساوي وفي كافة أنحاء البلاد وبشكل متوازن يضمن استمرار عملية الانتاج في كافة الأقاليم ويعزز من اواصر الوحدة الوطنية. وفِي ذات الحين يجب ان تكون هذه التنمية مبنية على أسس وقواعد الحوجة المحلية والقبول الشعبي بها، وهو ما تحدثنا عنه في معظم تقاريرنا المتناولة لقضايا الفساد مثلا مثل قضايا الارض والخدمات الصحية والبترول. خلاصة تقرير صناعة وهم الاستقرار في هذا الجانب انه لا يمكن الحديث عن تنمية حقيقية في السودان دون مخاطبة قضايا ومشاكل وحوجات المجتمعات المحلية في المقام الاول والموازنة بينها وبين متطلبات التنمية، وكذلك لا يمكن الحديث عن تنمية وتكامل وطني دون وضع حد للتمايز والتفاوت في تقديم الخدمات للمواطنين، كما لا يمكن رهن منطقة واستغلال مواردها لخدمة مناطق اخرى، وهذا هو أس أزمات السودان المتراكمة والمشتعلة. الطريق الي الوحدة الوطنية يمر عبر التكامل التنموي وليس عبر الاستغلال والاقصاء والقمع.

    - كيف تناول تقريركم صناعة وهم الاستقرار قضية تغير تعامل المجتمع الدولي مع نظام المؤتمر الوطني الحاكم؟
    نظام الجبهة الاسلامية مر بعدد من الأطوار منذ انقلابه في 89، الا ان جوهره ظل واحدا، وهو الاستمرار في احتكار السلطة والحكم باي ثمن. وفاقمت المطالبات الدولية بتسليم الرئيس البشير الي المحكمة الجنائية الدولية من هذا التشبث المرضي بالسلطة. ويرى تقريرنا بان النظام الان في مرحلة إعداد نفسه ليصبح وكيل لمصالح دول اجنبية في السودان والاقليم، وهو دور ظل يلعبه بالفعل منذ فترة طويلة، الا انه يفصح عنه الان لضرورة تسويق وهم الاستقرار. وتلعب في هذه المرحلة دوائر مختلفة في المجتمع الإقليمي وأوروبا والولايات المتحدة ادوارا مختلفة في دعم عملية صناعة وهم الاستقرار لتشريع وتوسيع مدى الخدمات والمصالح التي يقدمها لها الحزب الحاكم. وقد حدد التقرير هذه الأدوار عبر ثلاث حلقات وهي اولاً، الانخراط في الاتفاقية المشتركة مع الاتحاد الاوروبي حول مكافحة الهجرة، بما فيها منح شرعية دولية لمليشيا الدعم السريع لتنفيذ ادوار أساسية في تنفيذ تلك الاتفاقية، وثانيا الخروج من فلك التحالف مع إيران والانتقال السريع إلى الانخراط في تحالف عاصفة الحزم السعودي والتي يشارك فيه النظام بالارتزاق عبر تأجير ذات المليشيا، واخيرا حلقة الاعلان الرسمي للتعاون الاستخباراتي مع وكالة الاستخبارات الامريكية في مختلف المجالات بما فيها محاربة الارهاب، والذي أدى إلى الرفع الجزئي للعقوبات الاقتصادية الامريكية.
    وقد خلص الجزء الخاص بتطبيع علاقات الحزب الحاكم مع المجتمع الدولي من التقرير الى ان أطراف المجتمع الدولي والاقليمي التي تتبنى الانفتاح على نظام حكم الرئيس البشير وإعادة الصلة مع الحكومة السودانية، تساهم في المشاركة في عملية صناعة وهم الاستقرار، في وقت لا يكترث الحزب الحاكم بأي مسارات يمر عبرها تطبيعه لعلاقاته الخارجية- سواء تمت ارتزاقا أو عمالةً وتعاوناً استخبارياُ أو توظيفاً أمنياً للمليشيات في قضية مكافحة الهجرة. فما يعني المؤتمر الوطني من التطبيع الخارجي فقط خدمة مصالحه لإعادة إنتاج نفسه وتسويقه لوهم الاستقرار في البلاد، وجني عوائد ما يقدمه من خدمات خارجية، لتثبيت بقاءه في السلطة. وتقديرنا بان وهم الاستقرار عبر الشراكات الدولية والاقليمية الجديدة لن يغطي او يحل المشاكل الحقيقية الموجودة في السودان، مثل مطالبة الضحايا والمتأثرين بجرائم النظام المختلفة بالمحاسبة وتحقيق العدالة، كما لن ينعكس على الأوضاع المعيشية على المواطنين بسبب بنية فساد النظام الاقتصادية والسياسية الصلبة. فرفع العقوبات الامريكية مثلا ستستفيد منه دائرة ضيقة من الموالين للنظام والمستثمرين الذين يحيطون به، ولن يطال اوضاع الخدمات والتعليم والصحة والتنمية والتي انهارت في الاساس بسبب حروب النظام المستمرة على مواطنيه وتراجع الصرف الحكومي والفساد وسوء الادارة والمحاباة السياسية.

    - ترون في التقرير ان عملية (الحوار الوطني) وما ترتب عليها جزء من عملية صناعة وهم الاستقرار، ماذا تعنون؟
    بالفعل خلص التقرير في هذا الجزء بان عملية الحوار الوطني مثلت أحد الروافع الرئيسي في تشييد مبني وهم الاستقرار. فقد رأى التقرير بان حوار الوثبة قد انتهي بعد مضى أكثر من ثلاثة سنوات على انطلاقه في يناير 2014، ولم يحقق أي تقدم حتى في مناقشة الأهداف الأربعة التي وضعها في بدايته. حيث تكشف الوقائع عدم جدواه من استمرار للحروب الاهلية في المناطق الثلاثة وتزايد وتيرتها وضحاياها خلال ما مضى من ثلاثة سنوات، كما تفاقمت الضائقة المعيشية باستمرار ارتفاع معدلات التضخم الذي تجاوز 30% في بداية العام الحالي، على الرغم من الرفع الجزئي للعقوبات الامريكية في نهاية العام السابق، كما يقف التمييز وانتهاكات حقوق المواطنين المسيحيين أمثلة شاخصة لمساهمة الحوار الوطني في مخاطبة قضايا الهوية في السودان كإحدى محاور ذلك الحوار.
    في تقديرنا ان الحوار الوطني قد حقق غرضه الرئيسي كرافعة هامة ضمن عملية صناعة وهم الاستقرار للنظام، وقد خلْف بعده حكومة المحاصصات والرشى السياسية الممثلة في حكومة الوفاق الوطني، وينطلق الان ذات الحوار نحو المرحلة الثانية التي بدأت بالإعلان عن بداية عملية صناعة (الدستور الدائم)، وستأتي كما قلنا في التقرير كحال عملية الحوار الوطني، تفتقر للتعامل الحقيقي مع قضايا الحرب والعدالة والمظالم التاريخية، وغير ملتزمة بالمعايير المتعارف عليها عالمياً في وضع الدساتير، ومكرسة للإقصاء والعزل التام للقوى الوطنية بعدم التوافق على المبادئ والترتيبات الدستورية المطلوبة، ودون مشاركة حقيقية وشاملة وشفافة تحقق توافق كل السودانيين، وبالقفز على شروط البيئة المطلوبة لصناعة الدستور من حريات واحترام لحقوق الانسان، حيث يحرك عملية الدستور المعلنة والناتجة عن حوار الوثبة هذه هدف وحيد وهو كسب الوقت والوصول لدستور خائب يحكم انتخابات العام 2010، ومن ثم يعيد إنتاج حكم الإنقاذ الجديدة.

    - ماذا عن القوى المعارضة؟ هل تعرض لها تقريركم؟
    تعرض تقريرنا للمعارضة السودانية، ولبعض مظاهر الضعف، ليس تثبيطا للهم، بقدر ما سعيا لجعلها أكثر قوة وتأثيرا. فنحن ندرك بان نظام المؤتمر الوطني قد عمل على تفتيت واضعاف الحركة السياسية منذ انقلابه في 89 لتحقيق الهيمنة واحتكار العمل السياسي في السودان. وقد أشرنا الى استراتيجيته في إضعاف المؤسسات السياسية الحزبية والمدنية بتقسيمها وحلها والإعلاء من شأن المنشقين، وتجريم أنشطة الاحزاب واعتقال وتعذيب الكوادر وغيرها من سياسات وممارسات ادت إلى إضعاف واعاقة العمل الحزبي والسياسي وتطوره.
    لقد أشرنا في تقرير صناعة وهم الاستقرار الى مجموعة من نقاط الضعف التي تعاني منها المعارضة السودانية، اهمها في تقديري هو تحول الخطاب السياسي المعارض وانشغاله بقضايا وموضوعات السياسة الفوقية والمتعلقة باليومي السياسي دون الاستراتيجي، بما فيها خلافاتها الداخلية على مستوى التحالفات والاحزاب، وتأثير ذلك سلباً على فعالية القوى القاعدية والمنظمات المجتمعية، وفي تناول قضاياها والارتباط بها، تعبئةً وتنظيماً وتثويراً. وان ذلك قد ساهم بصورة كبيره في فقدان حيوية العمل المعارض وانشطة المقاومة عموماً، وأدى الى منهج التجزئة في التعامل مع القضايا حيث انصرفت المجموعات المطلبية، مثلاً، الى العمل المنفرد من اجل تحقيق مطالبها دون انتظار المظلات الاوسع. ورأينا في خلاصة هذا الجزء من التقرير حوجة قوى التغيير المدنية والحزبية الى تقييم نقدي شفاف وعميق من أجل تقوية ادوارها وتعزيز وحدتها، فبخلاف ذلك، يرى التقرير إن كل عوامل ضعف العمل المعارض، الموضوعي والذاتي منها، سيساهم في خلق مستويات من الفراغ السياسي الماثل، سيملأه فقط الحزب الحاكم في تثبيت ركائز استراتيجيته القائمة على صناعة وهم الاستقرار في السودان.

    - في الختام، ماذا بعد تقرير صناعة وهم الاستقرار في السودان؟
    تقرير صناعة وهم الاستقرار في السودان هو جهد بحثي مطول يحاول قراءة الواقع ووضع تصورات نحو المستقبل القريب فيما يتعلق بقضايا التغيير السياسي وتحقيق السلام العادل والتغيير الديمقراطي، أي يسعى لتقديم ركائز للاستقرار الحقيقي وليس الكاذب. وهذا التقرير ليس الاول وليس الاخير من نوعه، حيث نعمل الان على نشر النسخة العربية من بحثنا الخاص بالتدهور في القطاع الصحي، ونشرنا هذا الاسبوع موقفنا من قضية تخفيض بعثة السلام بدارفور، يوناميد، تمهيداً لسحبها، كما سننشر في مقبل الاسابيع تقريريً الفساد في قطاع الاتصالات ونهب موارد البلاد ممثلة في الذهب، هذا اضافة الى انتهائنا من اعداد التقرير المفصل لورشة مجموعة القوى المدنية حول قضايا الاستقرار والتغيير في شرق السودان الكبير. كما نعكف هذه الايام على التحضير لقيام اجتماع مجلس أمناء مجموعة الديمقراطية أولاً خلال الاسابيع القادمة، وهو اجتماع دوري يهدف لتقييم ما تم انجازه وما لم ينجز خلال العام الماضي، ووضع الاستراتيجيات والسياسات الخاصة في تطور وعلاقات المنظمة، بالإضافة الى التجديد في مجالات عملها وعضويتها، وبما يعكس ويطور من التنوع الفكري والسياسي والجغرافي الحالي داخل المجموعة.


























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de