الخرطوم ـ الزين عثمان استيقظ الفريق عبد الرحيم حسين والي الخرطوم على إيقاع زخات المطر وتوجه من هناك إلى مدرسة الشهيد أبو بكر الطيب في شرق النيل، وقبل أن يقرع جرس بدايات العام الدراسي الجديد كان يستقبله في باحة المدرسة وزير التربية والتعليم بالولاية فرح مصطفى ومعتمد شرق النيل وهما ينتعلان (السفنجات)، كأن الصورة ساعتها تخبر الوالي بأن شوارع المدينة لا تصلح لسير الأحذية الجلدية عليها. كعادتها، تستقبل الخرطوم خريفها المعروف والمفاجئ في الوقت ذاته؛ بأكوام نفاياتها التي تبقت من العيد، بمجاريها التي لم يتم فتحها بعد، بموظفي محلياتها الذين لم يجدوا أمس مداخل إلى الأسواق من أجل تحصيل الربط اليومي.. فالأسواق الخرطومية بدت وكأنها مجموعة برك من المياه تعجز أن تجد لها مخرجا في اتجاه النهر.. يقف أحدهم في السوق الشعبي أم درمان وهو ينظر إلى (الطبالي) التي ابتلعتها المياه ويقول: “مرحباً بكم في السوق الشعبي المتوسط”، وما يحدث في السوق الشعبي أم درمان يحدث في أسواق المدينة الأخرى، في شوارعها وفي ساحاتها العامة، فحين يجتمع المطر مع سوء التخطيط انتظر أسوأ الخيارات. كانت ثنائية المطر والمدارس هي الحكاية الرئيسة في شوارع المدينة العائمة أمس، ففي الوقت الذي استغل فيه البعض إغلاق الشوارع بفعل المياه وتساقط المطر للاحتفاظ بأطفالهم معهم في المنازل ومنعهم من الذهاب إلى المدارس في أول يوم وهو ذات ما فعله بعض الموظفين في أول أيام دوام ما بعد عطلة العيد. في الوقت الذي استقبلت فيه حكومة ولاية الخرطوم المطر مثل كل عام بلا مبالاة، استقبلها المواطنون بعادتهم القديمة وهم يتبنون منهج اتخاذ (الحيطة والحجر) في العبور من نقطة نحو أخرى ومعها الدعاء: “اللهم إن بيوتنا وشوارعنا وإعداداتنا للتعامل مع الفيضانات هزيلة أمام رحمتك الغزيرة.. اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه”.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
صحيفة اليوم التالي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست