الخرطوم:حسين سعد أمسية الثلاثاء الموافق السادس من يونيو الحالي أحتضن ملعب كرة القدم الخماسية بالحديقة الدولية مباراة جمعت النجوم الدوليين بقيادة الدكتور عمر النقي وصمام الامان عبده الشيخ والرسام عادل أمين والمدفعجي صبحي والابنوسي عبد الباقي الطاهر والحريف الخلوق جندي نميري والفنان محمد مغربي ومجدي الزومة ودكتور قصي وابوعبيدة الي جانب منتخب السفارة البريطانية بقيادة السفير مايكل ارون ومنتخب الصحفيين والاعلاميين،حيث فاز منتخب النجوم الدوليين بكأس البطولة الثلاثية بينما حل الاعلاميين في المرتبة الثانية ،هذه المباراة الرمضانية لم تكن مباراة عادية لانه وقبيل انطلاقة صافرة بداية المباراة التي جمعت النجوم الدوليين والسفارة البريطانية وقف الجميع دقيقة حداد علي الهجوم الارهابي الذي هز الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس والذي أدي الي مقتل سبعة أشخاص وأصابة 48 أخرون ،بعد أن قاد المهاجمون شاحنة صغيرة مسرعة، ودهسوا المارة على قبل أن يطعنوا أناساً آخرين في منطقة بورو ماركت المجاورة، وقالت الشرطة في وقت سابق إنها تتعامل مع حادث آخر في منطقة فوكس هول في لندن. تضامن واسع: تلك المباراة لم تكن مجرد لقاء ودي، لاسيما وإنها جاءت بعد مرور ثلاث أيام فقط علي وقوع ذلك الهجوم المدان بأقصي وأبلغ العبارات،وبالنسبة للنجوم الدوليين والاعلاميين الذين حازوا علي كأس البطولة والوصيف حيث كان الأمر الأكثر أهمية هو إظهار التضامن في مواجهة الإرهاب، ومحاربة الكراهية وفي لفتة بارعة وضعت صورة العداء البريطاني ذي الأصل الصومالي الفائز بذهبية الأولمبياد مو فرح خلفية لمنصة توزيع الجوائز لمباراة الثلاثاء بالحديثة الدولية،الجدير بالذكر ان مو فرح كان قد نجح في الفوز بميدالية ذهبية في سباق عشرة آلاف متر في أولمبياد لندن 2012، لتصبح هي الأولى في عالم الأولمبياد، والتي ينجح أحد لاعبي الدولة المستضيفة من نجوم ألعاب القوى في إحرازها على أرضه وبين جماهيره،ونزحت عائلة محمد فرح من العاصمة الصومالية مقديشو إلى عاصمة الضباب لندن، طالبين حق اللجوء السياسي نظراً إلى سوء الأوضاع السياسية في بلادهم.
دبلوماسية شعبية: وقبل تسليم كأس البطولة لكابتن النجوم الدوليين عمر النقي خاطب السفير البريطاني الحضور قائلا:انه منذ قدومه الى الخرطوم لاحظ اهتمام الكثيرين بكرة القدم في شهر رمضان مضيفا أن كرة القدم في بريطانيا و في السودان جزء مهم من المجتمع و يمكن ان تُساعد على تقوية العلاقات الاجتماعية بين الشعبين السوداني و البريطاني. وتمنى السفير لممثلي الكرة السودانية الثلاث الهلال و المريخ والهلال الابيض التأهل الى مراحل متقدمة في المنافسة. الجدير بالذكر ان المملكة المتحدة تعطي أهمية خاصة لكرة القدم، حيث يعمل المعهد الثقافي البريطاني مع وزارة الشباب و الرياضة منذ العام 2009 في تدريب الشباب على مهارات كرة القدم الرياضيه بالاضافه الى اهمية التعايش السلمي و نبذ العنصرية والكراهية، و قد نجح البرنامج في الوصول الى 300000 من الشباب و تدريب 1000 من المُدربين المحليين في عدة ولايات في السودان ، من كسلا الى دارفور والنيل الازرق. وفي حديثه مع الايام قال قائد منتخب النجوم الدوليين الدكتور عمر النقي أحد أفراد جيل العظماء بالفرقة الزرقاء الذي أهدى الهلال أقوى فريق عبر تاريخه الطويل عندما كان هلال 87 قوة تهز الأرض تحت أقدام الكبار والعمالقة، النقي الذي كان ومازال أنشودة للجماهير عبر انطلاقاته السريعة وتصويباته الخادعة. عقب اعتزاله من ممارسة كرة القدم لمع نجم عمر النقي في مجال التحليل والعمل الإعلامي ونجح في تأهيل نفسه أكاديمياً فنال درجة الدكتوراة من جامعة الخرطوم،وقال النقي الذي أحزر في بطولة الثلاثاء هدفان وصنع مثلهما قال انهم شاركوا في هذه المباراة لاظهار التضامن والتكاتف والتوحد مع الشعب البريطاني الذي هزته تلك العمليات الارهابية المرفوضة وأضاف كرة القدم دبلوماسية لوحدها بدون أي تعقيدات برتكولية وعبرها يمكن مساعدة الكثير من الناس ومحاربة العنصرية والتعصب والكراهية واستقرار المجتمع ورفاهيته،وتابع:من خلال كرة القدم وجاذبيتها يمكننا ان نزرع المحبة والسلام والوئام وننبذ العنف. دقيقة حداد: من جهته قال لاعب الهلال السابق عبد المعز جبارة صبحي انه سعيد بالمشاركة في هذه المباراة التي تعني التأزر والتضامن وأوضح صبحي ان اعلان صافرة البداية للمباراة استبقها وقفوا الجميع دقيقة حداد أرواح الضحايا ،أما لاعب الموردة ومنتخبنا القومي محمد مغربي الذي اعادت مشاركته في ليلة الثلاثاء بملعب خماسيات الحديقة الدولية أعادت الي جنبات الملعب هتفافات الجماهير وهدير انصار الهلب عندما كانت الموردة بتلعب وقتها شكلت أهازيج وأغاني المورادبي المعتق محمد حامد الجزولي ترددها أصنارالهلب ووهو يغني (مورداب أحبكم كلكم ثم يواصل فاصله الغنائي يلا يا مغربي) تمريرات مغربي الساحرة التي تهز أي خصم كان وتزعزع وحدة أقوى الدفاعات وفي واحدة من تلك الباصات المتقنة خذ وهات مع الكابتن عمر النقي قبل يختتمها مغربي بتصويبة ماكرة عانقة شباك الاعلاميين ،قال مغربي هذه المباراة بالرغم من بساطتها الا انها دفعت برسالة قوية وهي محاربة التعصب والكراهية وان العنف مرفوض. رسائل عديدة: ويصف البعض المباراة بأنها جاءت في توقيت مناسب وإنها ذات رمزية كبيرة وربط مراقبون مابين دور الإعلام والصحافة والدبلوماسية وكرة القدم وفيما تعاني الأولي من كبت الحريات تعمل الأخيرة في اتجاهات عديدة لإنقاذ المجتمع من الفتن القبلية والدينية، ولكرة القدم سحر خاص في تقريب الشقة بين الشعوب وتسليط الأضواء الكاشفة علي القضايا الرئيسية لما تحمله من قيم ومعان سامية. ففي كرة القدم يسعى اللاعبون نحو هدف واحد هو تحقيق الفوز، وهو فوز مشروط بالتعاون وتفاني الفرد في خدمة المجموعة وتنفيذ الدور الموكل إليه بدقة، مع التأكيد على مفاهيم تقبّل الخسارة واحترام الخصم والامتثال لقوانين اللعبة.وتساهم الشعبية الجارفة للعبة في استخدامها لتقريب المسافات بين المختلفين. وفي سبتمبر 2014م اقترح الارجنتيني خافيير زانيتي اقامة مباراة في كرة القدم في روما في سبتمبر 2014 جمعت نجوماً عالميين ينتمون إلى مختلف الأديان كمارادوانا وباجيو وزانيتي وآخرين تحت شعار مباراة بين الأديان من أجل السلام،ورعي البابا فرنسيس تلك المباراة لأهمية كرة القدم في التقريب بين الأديان وتعزيز ثقافة تقبّل الآخر، وعرضت قبيل انطلاقة تلك المباراة رسالة مصورة للبابا بثت من الفاتيكان، وقال فيها: لا أحد ينبغي أن يلعب مباراته الشخصية"، واختتمت بتلاوة وثيقة مقتضبة تحض على نشر السلام ونبذ العنف بثماني لغات مختلفة. ولاحقاً، أشاد البابا بالقيم العالمية المتوافرة في كرة القدم والتي تتجاوز الديانات والاختلافات، مؤكداً على إمكانية أن يحتفظ الرياضي بهويته الدينية على أن تكون الديانة قوة موجِّهة نحو السلام وليس الحقد، وانطلاقاً من مفهوم "دبلوماسية كرة القدم"، وفي سبيل فتح كوة في جدار الكراهية المنصوب بين الشعبين التركي والأرميني على خلفية الجرائم التي ارتكبها الأتراك قبل عقود عدّة، حاول رئيسا البلدين الاستفادة من مباريتي كرة القدم بين منتخبي بلديهما، في إطار تصفيات مونديال 2010، لتثبيت خطوة أولى على طريق الوصول لإقامة علاقات دبلوماسية، وفي سياق غير بعيد وفي العام 2010، أسفر سحب قرعة تصفيات كأس العالم في قارة آسيا عن مواجهة مثيرة بين كوريا الجنوبية وجارتها اللدودة كوريا الشمالية. وقد تقرر لعب المباراتين (الذهاب والإياب) على ملعب محايد في مدينة شنغهاي الصينية، بعد رفض السلطات الشمالية استضافة المنتخب الجنوبي في استاد "كيم الثاني" في بيونغ يانغ،تمكّن المنتخبان من الوصول إلى المونديال الأفريقي معاً للمرة الأولى. وفي المونديال، قامت بعض جماهير الكرة في البلدين بإعلان تأييدها للبلد الجار في مبارياته في المسابقة متجاوزين الخلافات السياسية الحادة بين الحكومتين، بينما اعترف قائد المنتخب الجنوبي بارك جي سونغ بقوله: سأشاهد بكل تأكيد مباريات كوريا الشمالية، نحن جيران ونتكلم اللغة نفسها، عملياً نحن بلد واحد،وفي العام 1998، شاءت القرعة أن تضع منتخبي إيران والولايات المتحدة وجهاً لوجه في مجموعة واحدة، خلال مونديال فرنسا. استحوذت المباراة على اهتمام الوسطين السياسي والرياضي ووصفها رئيس الفيفا بأم المباريات بسبب العداء الحاد بين البلدين منذ قيام الجمهورية الإسلامية في إيران. حيث أصرّ لاعبو الفريقين على تجاوز خلافات حكومتيهما وتوجيه رسالة محبة من خلال كرة القدم. قدّم اللاعبون الإيرانيون وروداً بيضاً لخصومهم قبيل انطلاق المباراة، والوردة البيضاء في إيران هي رمز للسلام. خاتمة: تعتبر الرياضة لاسيما كرة القدم بأنها أهم الوسائل لتوطيد العلاقات بين الشعوب لما فيها من تنافس شريف بين شعوب العالم .وهي جسر محبة يربط بين الشعوب وتنحي المسابقات الرياضية إلي نشر أواصر المودة بين الشعوب ومحاربة التعصب والعنصرية وهي اللغة الوحيدة المشتركة بين الشعوب بمختلف أجناسها وألسنتها وأديانهم. وتسببت كرة القدم في بعض الحالات بتأجيج مشاعر الكراهية وتسعيرها بين الشعوب بدون أن تكون خلفية النزاع كروية بالضرورة. والمثال على ذلك، الأحداث الدموية التي رافقت مباراة الإياب بين السلفادور وهندوراس في تصفيات مونديال المكسيك 1970 والتي أقيمت في العاصمة سان سلفادور. حينذاك، شعر الهندوراسيون بالإهانة بعد إطلاق جماهير السلفادور صافرات استهجان خلال إلقاء النشيد الوطني الهندوراسي في الملعب، فتعرض السلفادوريون المقيمون في هندوراس لأعمال عنف ذهب ضحيتها عدد كبير وغير محدد من القتلى. وقد مارست وسائل الإعلام في البلدين التحريض فتفاقمت الأزمة ووصل البلدان إلى شفير الحرب. تلك الحادثة إن بدت ظاهرياً ناجمة عن مباراة في كرة القدم، هي في الحقيقة نتيجة لمشاعر الكراهية المكبوتة بين الشعبين كجارين لدودين بينهما مواضيع خلافية كثيرة كالهجرة واستصلاح الأراضي الحدودية،وفي فبراير 2012، هزّت حادثة كروية مأسوية الشارع المصري حين اقتحم مشجعو النادي المصري استاد بورسعيد واعتدوا على جماهير الأهلي ولاعبيه بالعصي والسكاكين متسببين بسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى بحجة أن جماهير الأهلي رفعوا لافتة كتب عليها "بلد البالة ما جبتش رجالة ،لكن التحقيقات اللاحقة بينّت أن للحادثة خلفيات سياسية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة