الخرطوم: الهضيبي يس طالب الداعية و رئيس حزب الوسط السابق د. يوسف الكودة بالتطبيع بين السودان وإسرائيل مستشهداً بالتجارب التي تمت بين إسرائيل وعدد من الدول العربية والإسلامية مثل تركيا، مورتانيا، وقطر، مبدياً استعداده الكامل للعب أي دور يسهم في تسهيل العلاقة بين الجانبين، لافتاً إلى أن سياسة إسرائيل تشير إلى رغبتها في إقامة علاقات مع السودان وغيرها من الدول في إطار تبادل المصالح والمنافع. وقال الكودة الذي كان يتحدث في ندوة سياسية بـ"مركز طيبة برس" أمس (الإثنين) إن السودان قد خسر كثيراً جراء شعارات المقاطعة والعداء مع إسرائيل، ورأى أن المقاطعة الاقتصادية والعقوبات التي فرضت على الخرطوم من الولايات المتحدة كانت بسبب مواقف السودان من الاحتلال مبيناً أن الأمر يحتاج لمراجعة بدءاً من إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل. وشدد على ضرورة مراجعة العلاقات السودانية الإسرائيلة وموقف السودان، لجهة أن السودان ليس لديه مشاكل أو حدود مع إسرائيل بخلاف موقفه من القضية الفلسطينية.واشار الكودة، الى ان إحتلال أراضي سودانية في شمال البلاد وشرقها من دول جارة لم يمنع ذلك إقامة علاقات متينة معها، ولفت الى إلى إقامة عدد من الدول العربية والإسلامية لعلاقات مع إسرائيل. وذكر الكودة أنه لا توجد أسباب أو مبررات للعداء مع إسرائيل، ورأى أن إقامة العلاقات مع إسرائيل لا يعني التخلي أو التنازل عن القضية الفلسطينية، وتابع: "الدولة التي تحتاج إلى استقرار سياسي واقتصادي يساعد على تثبيت المواقف والمبادئ"، مشيرا الى ان "التطبيع مع إسرائيل سوف ينزل برداً وسلاماً على الحزب الحاكم حال وافق عليه". وطالب الكودة بعدم إظهار أن المطالبة بحقوق الفلسطينيين لا تكون إلا تحت مظلة المقاطعة، وأشار إلي عدم وجود مانع شرعي لذلك، على قرار ما فعلت تركيا، ومصر، والأردن، وقال إنه كمراقب يلاحظ أن إسرائيل علي إستعداد الآن لإقامة علاقات مع السودان وغيره وليس لديها إشكال في ذلك. وأضاف الكودة أن موقفه نبع من قناعة بضرورة النظر بعين العقل في مستجدات الأمور ومراجعة ما فات من تاريخ السودان ومجمل السياسات التي أقعدته كثيرًا بسبب تحمل النتائج من موقف احتلال الأراضي الفلسطينية، موضحاً أن ما نجاهر به من رأي لا يعني التخلي عن موقف سابق بخصوص حقوق الفلسطينيين في أراضيهم. وأفاد أنه من زمن طويل لم يجلس الناس لمناقشة المقاطعة وكأنها مُرادة لذاتها أو واجب ديني، وتساءل الكودة عن الغرض من المقاطعة وما إذا كانت فقط لإيذاء إسرائيل، أم صورة من صور الضغط لإجبار إسرائيل لتتعامل بشكل مختلف؟. وزاد "لذلك لماذا لا نقترح إعادة النظر في ذلك الموقف وإستبداله بموقف آخر"، وقال أن السيرة النبوية لم تتحدث عن قتال فقط وإنما عن مُداركة، وعن موادعة، وعن مهادنة، وعن معاهدة، وعن قتال، فلماذا لا نعرف غير القتال وغير الجهاد، وأنه واحد لا بديل له في كل وضع من الأوضاع وفي كل صورة من الصور وفي كل حالة من الأحوال.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة