إنعقدت اليوم الاربعاء ١٧ أغسطس الجاري محاضرة العلاقات العامة المفهوم والممارسة في السودان بالتعاون مع إتحاد العلاقات العامة السوداني ورعاية كريمة من سوداني وسط حضور كبير من اساتذة وخبراء الاعلام بالسودان وعدد من طلاب الجامعات السودانية وجاءت المحاضر ضمن سلسلة من نظيراتها احتفالا باليوبيل الذهي لكلية الإعلام تحدث فيها الدكتور بشير صالح حسين استاذ الاعلام بجامعة عجمان واحد مؤسسي كلية الاعلام بجامعة امدرمان الاسلامية. وفي مستهل المحاضرة رحب البروفسير علي محمد شمو بالحضور وبالدكتور بشير صالح حسين مذكرا باهمية العلاقات العامة والاعلام في العصر الحالي تاركا المجال للمتحدث الرئيس في المحاضرة. وبدأ الدكتور بشير صالح حسين حديثة عن مفهوم العلاقات العامة مؤكدا ضرورة أن يعرف مسؤول العلاقات العامة بداية ماذا يريد أن يعمل ومن الجمهور الذي يخاطبة؟ مبينا ان الإعلام هو نقل للمعلومات الصادقه الهادف الامينة من جانب المرسل الى الجمهور مشيرا الى أن الاعلام لايتطلب ردا فوريا بينما الاتصال يمتاز بالتفاعلية والسرعة في الرد مضيفا أن العلاقات العامة هي الممر الرئيسي لعلم الاتصال مشيرا الى ان وظيفة مسؤول العلاقات العامة على المستويين المركزي واللامركزي او الدولي هي استخدام الاتصال بوسائله المختلفة لتحقيق اهداف العلاقات العامة التي تختلف باختلاف الدول والانظمة مشيرا الي ان العلاقات العامة لاتستطيع ان تحقق توافقا ما لم تعتمد على نوع من انواع الإتصال الصاعد أو الهابط او الافقي وأبان الدكتور بشير صالح حسين ضرورة ان يكون ممارس العلاقات العامة ذو بصيرة يقوم بعملية الشرح البسيط للمصطلحات العلمية الجديدة والحديثة ؛ لان هنالك بعض المصطلحات التي تحتاج الي تفسير وتحليل. وفي السياق ذاته تطرق د. بشير صالح الى إختلاف الناس حول تعريف العلاقات العامة قائلا انها تختلف في الاساليب ولكنها تتفق في الجوهر فمنهم من يقول :"انها اليد اليمنى لصانعي القرار "ومنهم من يقول انها "فن مسايرة الناس" مؤكدا أن كل مفاهيم العلاقات العامة تعنمد على دراسة الجماهير ورفع النتائج لصانعي القرار في الادارات العليا . كما عرج الدكتور بشير حسين الى ان ما يسمي بالعلاقات العامة في السودان إنما هي مكاتب صغيرة وأن هذا غير صحيح لانه يجب أن يعرف ممارس العلاقات العامة ماذا يقومون به وما الذي يقدمونه من خلال دراسه علمية ولابد أن يكون ممارس العلاقات العامة في الادارة العليا عضوا ضمن صانعي القرار وواضعي سياسة المؤسسة ليتمكن من المتابعة والتقويم وان يكون إداريا . حيث اشار الي ضرورة أن يكون ممارس العلاقات العامة ذو صلة بقنوات الاتصال وأن يكون حصيفا لان العلاقات العامة تقوم اساسا على الدراسة ونشر المعلومات لتحقيق أهداف مع ضرورة التحديد الدقيق لفئات الجمهور المستهدف وتوقيات بث الرسائل بالنسبة لكل فئة من فئات الجمهور . موجها جميع المهتمين بالعلاقات العامة من إدارات نشطة في المؤسسات والادارات الحكومية والطلاب في الاعلام بالاهتمام بالعلاقات العامة لكي تثبت للادارة العليا بانها مهمة وعليها أن تثبت ذلك بالفعل والقول موضحا بأن ممارسي العلاقات العامة ينبغي لهم أن يستعينوا كذلك بكافة المجالات الاخرى في المؤسسة لاداء مهامهم على الوجه الأكمل والاتم. وقال مستطردا في حديثه أن الاتصال لا يمكن ان ينجح الا في بيئة ديموقراطية وان الاعلام كسلطة رابعة يقوم بعملية النقل والتوجيه ،واضاف قائلا ونحن في العلاقات العامة لانجمل القبيح وانما نقل ما هو موجود بدون اخطأ واحترام رأي الجمهور مؤكدا ان الممارسة الحقة هي الدقة والامانة. وتحدث معقبا على حديث الدكتور بشير صالح حسين مساعد الامين العام لاتحاد العلاقات العامة السوداني ومسؤول الاعلام ببنك السودان د.عبد الرحمن بن عوف مذكرا بأن الذين مارسوا العمل في مجال العلاقات العامة في السودان بداية كانوا ليسوا ممن درسوا العلاقات العامة ولكن مع مرور الوقت بدأنا مع اساتذة الاعلام لتتكامل الجهود للارتقاء بالمهنة ،جاء بالتعقيب د. سيف الدين العوض لابد ان يبعث الاتحاد بمنسوبيه للتدريب هنا في السودان بدلا من مصر وغيرها من الدول . في السياق ذاتة جاءت كلمة ممثل لشركة سوداني عبد المنعم محمد مؤكدا دعمهم للاعلام والاعلاميين واهل السودان عامة واشار الاستاذ عادل المهدي عبد الدائم مشرف الاعلام الالكتروني بوزارة الداخلية القطرية مؤكدا أن العلاقات العامة في الدول العربية صارت تندرج تحتها اقسام أخرى مهمة مثل قسم الراي العام والاعلام الامني والاعلان موضحا بان العلاقات العامة اصبحت لاتكتفي بنقل الخبر انما صارت تستخدم كذلك شبكات التواصل الاجتماعي أدوات لتشكيل وتوجيه الرأي العام خاصة من خلال الرصد الاعلامي كوظيفة مهمة لاتخاذ القرار وايضا لبناء الصور الذهنية وخلق إنطباع جيد وقياس الرأي لتخرج منها توصيات لمعالجة الوضع القائم. في ذات السياق تحدث د.اسماعيل احمد الطيب رئيس قسم العلاقات العامة بجامعة الرباط الوطني عن واقع العلاقات العامة في السودان وفي العالم مشيرا الى أن العالم قد تجاوز مفهوم العلاقات العامة وأن هناك اجهزة تقوم بممارسة عمل العلاقات العامة. وأبان د.بشير حسين أن مفهوم العلاقات العامة لم يتغير ولكن اتسعت مجالاته واستفاد من الاعلام الرقمي الموجود كذلك تختلف العلاقات من دولة لاخري من متقدمة الى متخلفة .ومن جانب آخر عبر عدد غير قليل من الحضور من بينهم د. عبد الله حجازي أن هنالك عدم وعي باهمية العلاقات العامة من جانب الادارات العليا في المؤسسات . وقالت د.هاجر عبد الله بضرورة اعطاء إدارة العلاقات العامة اختصاصاتها ومخصصاتها حتى تلعب دورها في انجاح ما تكلف به من اعمال. وافاد د. بشير الى إن ما يقال ان مهنة العلاقات العامة مهنة من لامهنة له غير صحيح موضحا الى انها علم ومهنة كالهندسة والقانون والطب لها قوانين ومواثيق .. وفي خاتمة هذه المحاضرة قدمت شركة سوداني مجموعة من الهدايا التذكارية تقديرا منها لدور علماء الاعلام والاتصال في تطوير وتحديث علوم الاعلام والعلاقات العامة بالبلاد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة