المثنى عبدالقادر استيقظت جوبا حاضرة دولة جنوب السودان، على أصوات المدافع الرشاشة والانفجارات معلنة عودة الحرب بين طرفي النزاع في البلاد بعد فقدان السيطرة على الجنود، وكانت شرارة الأحداث نجمت عن هجوم قوات جهاز الامن الوطني على مقر النائب الاول للرئيس زعيم المعارضة المسلحة رياك مشار في منطقة (جبل كجور) صباح امس عند الساعة الثامنة صباحا، وعلمت (الإنتباهة) ان قوة جهاز الامن كانت تضم (5) سيارات مسلحة، لكن قوات المعارضة قامت بصد الهجوم وتم تدمير سيارات جهاز الامن، لكن بعد ساعة عادت قوة تتكون من مليشيات (مثيانق انيور) بجانب قوات الامن الداخلي تضم حوالي (18) سيارة بجانب دبابة من نوع (الوليد) عند الساعة التاسعة صباحا, وايضا استطاعت قوات مشار صد الهجوم الثاني وتفرقت القوة لتعود عند الساعة العاشرة والنصف بقوات جرارة ضخمة استمرت بعدها المعارك بين الجانب في جبل كجور لـ(5) ساعات توقفت بعدها لتنتشر الاشتباكات في وسط المدينة وسط انباء عن معارك في مطار جوبا الدولي ومقر وزارة الدفاع التى يطلق عليها اسم (بيلفام) ، وفيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس:- مجازر السبت الدامي ارتكبت القوات الحكومية التى يقودها الرئيس سلفاكير مجازر جديدة ضد المدنيين من قبائل النوير والاستوائيين بطرق بشعة في منازلهم، حيث اكد شهود بان المجازر التي ارتكبت تضاهي احداث 15 ديسمبر 2013 التى نفذت في قبيلة النوير وأدت لاندلاع الحرب،وذكر شهود لـ(الإنتباهة) ان قوات الجيش دخلت منازل المدنيين مساء السبت وقامت بارتكاب مجازر ضدهم ، مما حدا برئيس هيئة اركان الجيش الشعبي الجنرال بول ملونق بان يصدر بيانا عسكريا يهدد فيه جنوده بعدم التعرض لاى مواطن في المدينة ، وقال ملونق في بيان اذيع على الاذاعة وبث عبر التلفزيون القومي بان اي جندي يقوم بالتعرض للمدنيين فانه سيعتبر (مارقاً) وخارجاً عن القانون، مضيفا بان الجنود الذين يستهدفون المدنيين سيواجهون عواقب وخيمة ضد كل من يثبت ارتكابه جريمة ضد المدنيين منذ اندلاع الاشتباكات التي بدأت في جوبا. تبادل اتهامات المعارك تبادل كبار المسؤولين وضباط فصيل الحكومة بقيادة الرئيس سلفاكير ميارديت وقوات المعارضة المسلحة التى يقودها رياك مشار تبادلوا الاتهامات بشأن معارك عنيفة اندلعت في مناطق متفرقة من العاصمة جوبا الأمر الذي أثار الشكوك حول مدى قدرة الطرفين للسيطرة على قواتهما،وتركزت الاشتباكات حول منطقة (جبل كجور) التى تعتبر القاعدة العسكرية لقوات النائب الأول للرئيس د. رياك مشار استخدمت فيها نيران المدفعية الثقيلة ،كما حلقت طائرات عسكرية حول نقطة تفتيش رئيسة موجودة عند مخرج الطريق المؤدي من جوبا إلى مدينة واو وتحديداً عند جبل كجور،مما اضطر المدنيين للفرار من منازلهم إلى قواعد الأمم المتحدة في العاصمة ، وقال مسؤولون في الامم المتحدة، إن قذائف هاون سقطت داخل مجمعهم في جوبا حيث سقط على الاقل (50) شخصا والمئات من الجرحى بينما كان النازحون يحتمون بمصارف الامطار ، وقال بودبود تشول، الذي يشرف على الأمن في مستوصف معسكر الامم المتحدة ان الوضع هنا سيئ للغاية، فقد سقط العديد من الضحايا امس الاحد، حوالي 50 او 60 علاوة على اولئك الذين سقطوا خلال اليومين الماضيين، وأضاف لدينا العديد من الضحايا المدنيين، إذ سقطت قذائف صاروخية وسط المخيم مما أدى إلى إصابة 8 من سكانه بجروح ، وسمع أيضاً دوي إطلاق نار كثيف في المنطقة المحيطة في مطار جوبا الدولي الامر الذي ادى لالغاء رحلات خطوط الطيران لجنوب السودان بحسب عمال الاغاثة، لكن مسؤولين في مطار جوبا أرجع أسباب إطلاق النار حول المطار بسبب جندي (سكير) مع بعض الجنود. بدوره حمل المتحدث باسم الرئاسة في دولة جنوب السودان السفير انتوني ويك قوات المعارضة بقيادة مشار مسؤولية بدء إطلاق النار ،قائلاً إن الحكومة تبذل قصارى جهدها للتأكد من أن الوضع الأمني العام سيعود إلى وضعه الطبيعي في أقصر وقت ممكن، وقال في بيان :هم يختارون الحرب بدلاً من إصلاح الوضع لإنقاذ اتفاق السلام، في المقابل نفى جيمس قديت داك المتحدث باسم النائب الاول رياك مشار التقارير التي تفيد أن قواتهم هي من بادرت بالهجوم على القوات الحكومية ، وقال إن المقر العام لقوات المعارضة هو من تعرض للهجوم من القوات الحكومية التي اضطرت في الآخر للتراجع إلى وسط المدينة، بدوره اعلن المتحدث العسكري باسم المعارضة العقيد وليام جاتلواك دينق إن القوات الحكومية هاجمت معسكرهم في جبل كجور وان 3 مروحيات حربية قصفت قواتهم، وعلمت (الإنتباهة) من مصادر في جوبا بان المئات من قوات الحكومة قد لقوا حتفهم أمام بوابات جبل كجور قاعدة رياك مشار العسكرية بعد ان تصدت لهم قوات المعارضة المسلحة، لكن عند الساعة الثانية ظهرا بتوقيت جوبا توقف القصف والهجوم على جبل كجور لتعود الهجمات عند الساعة الثامنة مساء، استولت بعدها قوات مشار على ثلاثة تانكرات من قوات سلفاكير، وافاد مصدر مطلع ان زعيم المعارضة رياك مشار ابلغ جنوده في جميع ولايات جنوب السودان برفع الاستعداد، فيما اكد مصدر منفصل عن وقوع اشتباكات في مدينة بور بين قوات الحكومة و(الجيش الابيض) الذي يتكون من مقاتلي قبيلة النوير حيث يتوقع ان يتجه الجيش الابيض الى جوبا لامداد قوات مشار.وفي سياق متصل سيطرت قوات مشار على طريق (لوري – ياي) لتقطع الامداد القادم من قاعدة سلفاكير العسكرية الموجودة بمنطقة (لوري) الواقعة غرب العاصمة بالاضافة لقطع طريق ياي الذي يعد مدخل القوات اليوغندية التى يتوقع ان تتدخل. يذكر أن أمطاراً غزيرة هطلت مساء أمس على مدينة جوبا وضواحيها أدت إلى توقف المعارك. القتال وسط المدينة امتد الصراع بعد الثانية ظهرا في جوبا بعد توقف معارك جبل (كجور) الى احياء العاصمة استخدمت فيها مدافع (الهاون) وقاذفات قنابل واسلحة هجومية ثقيلة من بينها حي (غوديلي) وحي (تونغبينغ) وحي (107) و منطقة (نيو سايد) كما رصدت كاميرات الهواتف الجوالة عددا من الصور والفيديوهات التى تحصلت عليها (الإنتباهة) من معارك جوبا، كما اشتبكت قوات الجانبين باتجاه منطقة (لوري) قاعدة الرئيس سلفاكير العسكرية التى تقع غرب جوبا التى تحصنت بها قوات عسكرية ضخمة من مليشيات (مثيانق انيور) من ابناء مناطق اويل وقوقريال اللتين تقعان في اقليم بحر الغزال موطن قبيلة الدينكا التى ينحدر منها الرئيس. انشقاقات بالجانبين أعلن المتحدث باسم قوات الجيش الحكومي العميد لول كوانغ روي انشقاق الفريق داواتويونغ من قوات مشار وانضمامه الى قوات سلفاكير ،بينما قلل فصيل مشار من انشقاق داو اتور باعتبار عدم مشاركته بجنوده في الحرب الاهلية السابقة، كما تأكد انضمام قائد المنطقة الاستوائية العسكرية الفريق شارلس لام الى فصيل مشار في خطوة وصفت بضربة قاصمة قد تغير الأحداث الجارية خاصة الفريق شارلس يقاتل حاليا بالتنسيق مع قوات مشار، الخطوة جعلت مليشيات (مثيانق انيور) الحكومية تقوم باستهداف منازل قيادات النوير في جوبا التابعين للحكومة في مقدمتهم حاكم ولاية الوحدة جوزيف منتويل ومدير جهاز الأمن الخارجي الفريق توماس دوث وحاكم ولاية بيه السابق بيتر بول كونق ومنزل مستشار الرئيس للشؤون الامنية توت جاتلواك، فيما سرت انباء عن اغتيال الأخير لكن لم يتسن تأكيد المعلومة. دعم القوات اليوغندية اكد مصدر عسكري رفيع بدولة جنوب السودان ان الرئيس سلفاكير طلب من الرئيس اليوغندي يوري موسفيني ارسال الجيش اليوغندي الى جوبا لمساندة قواته ضد قوات المعارضة المسلحة التى يقودها رياك مشار، فيما طلب فصيل مشار الرئاسة اليوغندية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية في جنوب السودان وان اى تدخل يعتبر غير دستوري ، وفي كمبالا اعربت قيادة الجيش اليوغندي ان تحل قيادات جنوب السودان خلافاتهما بعد المعارك الدائرة بينهما ، وقال المتحدث باسم الجيش اليوغندي العقيد بادي انكوندا ان القتال في جنوب السودان مثير للقلق لكن نتوقع من قيادات دولة الجنوب حل خلافاتهم،وفي السياق نفسه أكد مصدر عسكري يوغندي بان الرئيس يوري موسفيني لم يتدخل بقواته بسبب ضغط المجتمع الدولي عليه كما ان التكلفة المالية الضخمة للتدخل السابق كبدت خزانة يوغندا ملايين الدورلات، واضاف المصدر ان موسفيني يريد ان يكون التدخل اليوغندي بدعم غربي حتى يتسنى له توفير الاحتياجات المالية للجيش. تخفيف الصدمة ظهر وزير المعادن المحسوب على المعارضة تعبان دينق ماي خلال لقاء جمعه بالرئيس سلفاكير ميارديت اتفق خلالها الجانبان على ضبط النفس واحترام وقف اطلاق النار، ودعا تعبان كلا من رئيس اركان الجيش الحكومي الجنرال بول ملونق و رئيس اركان جيش المعارضة دول قاروج بايقاف القتال، وخرج تعبان من فصيل مشار منذ فترة طويلة لكنه لم يعلن انضمامه الى فصيل سلفا كير،وتحدثت مصادر ان ظهور تعبان مع سلفا كير يهدف لإضعاف جبهة النوير المقاتلة. يترجون الأجانب احتمى الأجانب والدبلوماسيون في جوبا من المعارك في السفارة الامريكية على رأسهم رئيسة بعثة الامم المتحدة ايلين مارغريت لوي وكبار الموظفين، في وقت بعث فيه الرئيس سلفاكير وزير الخارجية دينق آلور الى سفراء الدول الكبرى في جوبا لحثهم على عدم مغادرة العاصمة بسبب الاشتباكات, مؤكدا حمايتهم وضمان استقرارهم. ورصد اجتماع الوزير بكل من السفيرة الامريكية والسفير الكيني و دبلوماسيين من السفارتين النرويجية والبريطانية، ونصحت وكالات دولية كل اعضاء السلك الدبلوماسي والعاملين في المنظمات غير الحكومية بالبقاء في منازلهم والتحرك في حالة الضرورة القصوى بواسطة قوات حفظ السلام الأممية فقط ، بينما أجلى البنك الدولى موظفيه. مجلس الأمن يدين أدان مجلس الأمن الدولي بشدة، المواجهات المسلحة التي دارت بين قوات الرئيس سلفا كير مَيارديت ونائبه الاول رياك مشار ملمّحًا بمزيد من العقوبات، ولمح بيان صادر عن المجلس فجر الأحد قبل معارك امس إلى إمكانية النظر في اتخاذ تدابير إضافية (لم يوضحها) وفقا لقرار العقوبات رقم 2280 الذي تم اعتماده في 9 أبريل الماضي، والذي يشمل تجميد أرصدة مالية وحظر سفر بعض الأفراد والمسؤولين في جنوب السودان، ودعا المجلس الحكومة الانتقالية إلى الإسراع في التحقيق لمعرفة سبب المواجهات ومحاسبة المسؤولين عنها، مؤكدًا على ضرورة إحكام السيطرة والقيادة على الأفراد العسكريين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة