في ليلة إكتمل فيها قمر الأنس بدراً بخيمة الصحفيين التي تنظمها طيبة برس بفندق ريجينسي أمس الأول، وتداعت كل الحكايات والقصص الموغلة في المحبة والتلاقي الإنساني في المجتمع السوداني والتي شكلت أبرز سماته التي عرف بها، إستضافت الخيمة الأب القمص البروفيسورفيلو ثاوس فرج في الليلة الخامسة عشرة لخيمة الصحفيين والتي حملت عنوان "الأقباط في النسيج الإجتماعي السوداني"، واستمدت الليلة بهائها من حضورها وضيوفها الذين شكلو لوحة في غاية الجمال بحديثهم وقصصهم وزكرياتهم، لتجمع بين الحكي والمسامرة والغناء بمشاركة الفنان محمد حسن الجقر الذي قدم باقة من الأغنيات والطرب. لقاء المحبة بدأ القمص فلوثاوس فرج منشرحاً للحكي مع الإعلامية نسرين النمر التي أدارت الليلة بإقتدار وسلاسة، وبعد أن قدم بعض من الحضور من الاقباط معرفاً بهم وبأسمائهم، قال إن هذا لقاء مميز ولقاء محبة، وأضاف أُريد أن أذكركم بالقصيدة التي قالها التجاني يوسف بشير، وهو رجل ناسك. آمنت بالحسن برداً وبالصبابة نارا، وبالكنيسة عقدًا منضدداً من عذاري، وبالمسيح ومن طاف حوله واستجارا،،إيمان من يعبد الحسن في عيون النصاري. سيرة العطاء في سيرة العطاء التي قدمها الأقباط ، يقول الأب فلوثاوس فرج أن الاقباط لديهم مشاركات كبيرة جداً في المجتمع السوداني، وذكر أنه سئل في احدي الندوات عن تأريخ دخول الاقباط السودان، فكان رده لهم بقبل أن يكون أسم السودان بالسودان، وكانوا موجودين منذ عهد الملك بعانخي الذي أسس المملكة المتحدة وكان ملكاً مثقفاً ويقرأ الكتب المقدسة، ويحكي بأن الكلمة التي قالها للجنود "لكي يصير الرجل ألف" ما زالت موجودة في الإرث السوداني "حبابك ألف"، وقال بأنه أتي بالكلام من سفر أيوب، وقال نحن موجودين كأقباط في السودان من زمان طويل قبل التاشيرات والجنسيات وأن السودان كان مسيحياً لألف عام، حيث إشتهر الأقباط بالتجارة، وصناعة النسيج، وانتهاء بصناعة الحديد. ويقول الأب فيلوثاوس فرج انه الف كتابين عن أقباط السودان في جزئين سيعقبهم جزء ثالث، تحدث فيه عن الأقباط والإقتصاد، ومشاركتهم في القضاء وفي كل ميادين الحياة التي حققوا فيها نجاحات كبيرة، وحكي الأب فرج قصة جميلة عندما أرسل له البروفيسور أحمد سعد سليمان كتاب ألفه عن الخرطوم، قال إنه عندما قرأ الكتاب لم يجد فيه أهم موضوع والمتعلق بمشاركة الأقباط، وأضاف بانه استفز سليمان الذي وصفه بالرجل عالي الأخلاق، الامر الذي جعل سليمان يقوم بتأليف كتاب كامل عن الأقباط، ويقول الاب فرج إن الاقباط لهم أيادي بيضاء في عمل الخير وبناء المدارس وغيرها من المساهمات الإجتماعية. تخللت اللية مداخلات من الحضور إبتدرها الاستاذ وليم زكريا الذي قال إن معظم كتاباته كانت عن الأدب الإجتماعي لأم درمان، وتحدث عن لويس سدرة، وحبشي، ومنير اسحق، وإسهام صالح بطرس في بناء الجمع الكبير، وكيف أنه أهاب بأهل أم درمان أن يكملوا جامعهم الكبير الذي تأخر بناءه. وبعد القصيدة التي ألقاها قام المسلمون والمسيحيون سويا بحملة ضخمة أكملت بناء الجامع. يشير زكريا إلي أن علاقة الأقباط بالسياسة متقلبة حسب الأنظمة الحاكمة ، وقال بأن هناك أنظمة حرمت الأقباط وأنظمة أعطت الأقباط، ليمازحه الأب فلوثاوث فرج من المنصة قائلاً طوال فترة الإنقاذ لا يوجد وزير قبطي. وتحدث السفير د. كرار التهامي في مداخلته عن الأقباط ودورهم في الحياة الإجتماعية والاقتصادية والسياسية ، وقال بأن للأقباط بالمهجر إنتماء كبير للسودان وظلوا مربوطين بالوطن بشكل إستثنائي، من خلال مبادرات عديدة عرفوا بها، وأضاف بأن لابد من من إيجاد مرجعية أخري لتوثيق دور الأقباط في الحياة الإجتماعية والسياسية. ويقول الأستاذ نبيل فايز بخيت إن تخصيص يوم في خيمة الصحفيين للاقباط شئ جميل، وقال بأنه يرفض تحديد عدد كراسي في الوزارة أو البرلمان للأقباط، وأن يكون معيار الإختيار هو الكفاءة إذا أردنا للسودان يتقدم، وتحدث عن دور الأقباط في الحياة السودانية المختلفة، كهنري رياض في القضاء، وفي المصارف كالمرحوم موريس لوقا مدير عام بنك السودان، وفي الزراعة د. وديع حبشي وزير الزراعة الذي كان يتصل يومياً بمشروع الجزيرة لمعرفة الموقف. وفي مجال الصحافة الأستاذ نبيل غالي، والأستاذة آمال مينا، وجمال عبد الملك، وفيما يختص بالاحزاب هناك سمير جرجس في الحزب الشيوعي الذي كان غاب قوسين من من إعدامات 71، بالإضافة إلي وديع جبر موسي في الإتحادي الديمقراطي، وفكري عازر في حزب الامة. الرياضة والفنون. يقول الأب فيلوثاوس فرج إن الاقباط هم من سموا نادي المريخ بالمريخ، حيث كانت الإجتماعات تعقد في بيت فرح، وأضاف أتي شخص زعلان قال إنه كان يريد تسميته بالهلال، وردت عليه سيدة بأن كون لك فريقاً وسمه الهلال، وزاد قائلاً إذن الأقباط سموا المريخ والهلال، ويقول القمص فرج إن تميز الأقباط تميز سودانوي، وأضاف كتبت عن أقباط السودان في أستراليا وفي بريطانيا وفي كندا، وكيف أن الاقباط في كندا أتوا بـــ 3 مليون دولار من الحكومة البريطانية لبناء مدارس في جنوب السودان قبل الإنفصال. ويقول نبيل فايز بخيت إن الفاضل وبابكر سانتو اخذا الإسم من سانتو بونيه. ليضيف الأب فيلوثاوس قصة فايز بخيت الرياضي وحكم الكرة في ود مدني، وقال إنه كان يمارس رياضة الجري في شوارع الخرطوم، وقابله ذات مرة الرئيس نميري الذي أوقف موكبه وسلم عليه قائلاً "ازيك يا بن البرنسيسة"، وأضاف بأن البرنسيسة هي والدة فايز توفي زوجها وترك لها خمس أولاد. قصص وحكايات هناك قصص وحكايات لا تحدث إلا في المجتمع السوداني، وتحكي خبيرة التجميل ومصممة الازياء أوليفيرا كامل أنها عندما دخلت المدرسة لم تكن تعرف العربية، ولم أكن أعرف أني مسيحية أم مسلمة، وكنت أحضر دروس التربية الاسلامية مع صديقتي المقربة، وقالت إنها حتي الآن تصوم رمضان لأن أغلب صديقاتها مسلمات. ويحكي الأب فلوثاوس فرج قصة مشابه إن مساعد رئيس الجمهورية اللواء ركن عبد الرحمن الصادق المهدي قال إنه عندما كان صغير لم يكن يعرف انه مسلم أم مسيحي، حيث كان يدرس في مدرسة سان فرانسيس، وكان يسكن في الداخلية ويلبس الصليب. ويقول نبيل فايز عشنا في هذا المجتمع ولا أشعر بأي نوع من الإختلاف وأضاف بأنه عندما كان يدرس في مدرسة عبد المنعم، قال له الأستاذ من حقك أن تحضر حصة الدين أو لا تحضرها، ليقوم بإخبار والده الذي قال له أحضر مع زملائك، وزاد قائلا في الإمتحان أحرزت 58 من 60، وتم إختياري رئيس للجمعية الإسلامية في المدرسة. ويقول رجل الأعمال جوزيف مكين أنا إبن مدينة الأبيض وحي القبة، وأضاف كنت في المدرسة الطالب الوحيد المسيحي وحافظ للقرآن، وحاولت الذهاب للعمرة عندما كنت في السعودية لكن منعوني. ويحكي مكين كيف أنه ظل يحضر عقودات الأعراس في المساجد لدرجة أن أطلقوا إشاعة بأنني أسلمت. يقول في تربيتي وحياتى منذ أن كنت شابأً لم أشعر بتفرقة، وأنا كرجل أعمال لم أشعر بأن هناك حق أعطي رجل أعمال مسلم أنا لم آخذه، وقال أتمنى أن لا أفارق هذا السودان إلا للقبر. وأضاف أنه من المريدين للشيخ البرعي. وتقول عضو المجلس الوطني تريزا نجيب نحن نعتبر أنفسنا قبيلة من القبائل السودانية لكن لها خصوصية، وعن دور الأقباط في الحركة الوطنية عندما قامت ثورة 24 وإعتقلت الإدارة البريطانية الخريجين كان الأقباط الذين يعملون في البريد والبرق أرسلوا برقية للمحامين في مصر ليأتوا للدفاع ، وفي ثورة أكتوبر 64 لدينا شهداء سقطوا – لورنس ديميتري. وترى تريزا أن التاريخ قصّر قليلاً في حق الأقباط، وقالت بأنهم كانوا رواداً في التعليم حيث أنشئوا في العام 1902م أول مدرسة، وفي العام 1919م أنشئوا الكلية القبطية، وبعدها الكلية القبطية بنات، وأضافت بأن المكتبة القبطية تزامنت مع إنشاء الشرطة في العام 1908م، وكانت منارة للثقافة تقام فيها الندوات وبها وثائق ومخطوطات نادرة إستعان بها المصريين في مشكلة طابا. تقول الصحفية آمال مينا لم أشعر مع الذين عملت معهم أني مختلفة من ناحية دينية، وقالت كنت أدرس في جامعة القاهرة فرع الخرطوم وكان هناك أستاذ مصري يدرس الشريعة الإسلامية – كنت الوحيده المسيحية وألبس صليب - قال لي إنتي نصرانية يا بنت قلت له نادني بإسمي وقال لي ما بنت وخلاص وقام بإخراجي من المحاضرة، ذهبت بعده لأستاذ عويضة وحكيت له، كنت أعمل وقتها في الصحافة ذهبت إلى فاطمة أحمد إبراهيم في البرلمان وقالت لي" عندنا كوز كبير جداً" لأجد نفسي أمام الدكتور حسن الترابي الذي قال لي أحضري لي المنهج وأنا بدرسك الشريعه وتفوقت في في الإمتحان وكنت الأولي. فيما تقول عضو المجلس التشريعي لولاية الخرطوم مارثا جوزيف إنها ظلت توزع الإفطار في الشارع طوال فترة أيام رمضان حيث لم تفطر في البيت لمدة 23 يوم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة