تشهد الأوضاع في رمضان ٢٠١٦ الجاري، أكبر مؤشر على خطل سياسات الفساد وسوء الإدارة التي ظلت ديدن نظام البشير منذ مجيئه. حيث تعاني مناطق واسعة من البلاد انقطاعا مستمرا للإمداد المائي بينما وصلت أزمة الإمداد الكهربائي وقطوعاته العبثية الي حد غير مسبوق. ذلك بالإضافة الي الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية وشح المحروقات والمواد البترولية الذي أصبحت صفوف السيارات في محطات الوقود شاهدا لا يمكن إنكاره عليها. ويشمل الفساد والانهيار الشامل النظام التعليمي في أحداث تأخير إعلان نتائج الشهادة الثانوية وسط تكهنات بإعادتها في أغسطس المقبل نسبة لانكشاف أوراق الامتحانات وبيعها لبعض الطلاب الأجانب وما يفرضه ذلك من أعباء اقتصادية ونفسية على الطلاب وأسرهم. ذلك غير أوضاع الفجوة الغذائية والمجاعة التي تضرب أطراف البلاد ومعسكرات النازحين الذين استمرأ البشير وعصابته سياسات تجويعهم بفرض الحصار على المساعدات الإنسانية المتوجهة نحوهم.
إن ٢٧ عاما من حكم نظام البشير وعصابة المؤتمر الوطني، لم تثمر غير مزيدا من الإفقار والفوضى والانهيار الشامل في الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وصحة وتعليم وغيرها من مناحي الخدمات الاجتماعية المختلفة. بالإضافة الي استمرار سياسات الحروب والتمييز العنصري بين أهل السودان والتي أدت الي انفصال الجنوب وفقدان السودان لموارده في عام ٢٠١١ وساهمت بشكل مقدر في زيادة حدة الضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
إن استمرار النظام في الانصياع لسياسات التقشف الاقتصادي ونصائح صندوق النقد الدولي والتي يستخدمها كغطاء لسياسات الفساد والإفقار التي يستفيد منها أهل الحظوة والمقربون من سادة النظام على حساب أهل السودان ومواطنيه هي مؤشر على مدى عنجهية وتسلط أصحاب القرار الحقيقي داخل النظام وهي إشارة كررها التاريخ الي انهياره الوشيك.
إننا في حركة التغيير الآن ندعو كافة المواطنين السودانيين وقواهم الحية الي انتفاضة واسعة ضد هذا النظام الفاسد وسياساته الخرقاء. إن البؤس والبلاء الذي يحيق بأهل السودان ويحاصر أوجه معيشتهم المختلفة له سبب وجذر أساسي يتمثل في وجود هؤلاء المجرمين الفاسدين على سدة الحكم والإدارة في السودان. إن كلفة إسقاطهم الآن وباي ثمن هي الطريق الوحيد لمستقبل أفضل وأكثر رخاء للسودان وأهله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة