الخرطوم: صلاح مختار صوب الحزب الحاكم انتقادات لاذعة تجاه الشخصيات القومية التي قدمت مذكرة إلى رئيس الجمهورية احتوت على جملة من المطالب من بينها تشكيل حكومة قومية، وقال إن المذكرة تصب الزيت على النار وتعطي رسالة سلبية جداً، وتصور المشهد السوداني كأنما في حالة أزمة استحالت معها كل الحلول ولم يتبق إلا أن تتقدم شخصيات قومية بمثل هذه المقترحات، واعتبر ذلك الاتجاه يعطي صورة مشوهة جداً للسودان وعن الواقع السياسي الداخلي وحتى حول دور الشخصيات القومية. وقال القيادي بالحزب أمين الشباب بلة يوسف في تصريحات محدودة: «الأجدى لهذه الشخصيات القومية أن تدعم مسار الحوار الوطني، وأن تدعو الحركات والأحزاب غير المشاركة في الحوار للحوار، وأن تعمل لتقريب المسافة والشقة بين الحكومة والممانعين في مخاطبة للقضايا الحقيقية التي تجعل من الحوار المخرج لمعالجة كثير من القضايا والتحديات، والوصول إلى صيغة تجمع كل أهل السودان».وشكك يوسف في نية مقدمي المذكرة، وقال: «كأنما المذكرة تعبير عن عدم اعتراف بكل جهود الحوار الوطني الذي يتم الآن، وكأنما هي رسالة قصد منها أن تلك الشخصيات أكبر من إرادة أهل السودان المجتمعين الآن في قاعة الصداقة حول الحوار الوطني». ورأى يوسف أن تلك الشخصيات كانت مطلوبة في تاريخ السودان السابق، ولكن في التاريخ الحديث والحالي أصبح دورها لم يعد كما كان، لجهة أنها عاشت التاريخ، وتوقع أن تكون غير مستوعبة للواقع الحالي بصورة كبيرة. وفي السياق وجهت اللجنة التنسيقية العليا للحوار الوطني انتقادات حادة لمذكرة الشخصيات القومية التي طالبت بتكوين حكومة تكنوقراط في البلاد، ووصفتها بأنها تعبر عن صفوة ضيقة، وأن رئيس الجمهورية لديه التزام بإنفاذ مخرجات الحوار الوطني كافة. ووصف عضو اللجنة كمال عمر لـ(اس ام سي) أن المذكرة التي دفعت بها بعض الشخصيات القومية مؤخراً لرئيس الجمهورية بأنها مبهمة وتتحدث عن قضايا صغيرة وهي قضية السلطة في الجهاز التنفيذي، بينما الحوار الوطني الذي هو أكبر مشروع سياسي منذ الاستقلال، ناقش قضايا الحكم كافة. وقال عمر (المذكرة تطرح حكومة تكنوقراط ذات مهام غير واضحة، بينما طرحنا في الحوار الوطني برنامج للوفاق الوطني وكذلك حكومة وفاق وطني)، معتبراً أن زمن حكومات التكنوقراط قد انتهى وأردف قائلا ً (لا يمكن أن نستبق الحوار الوطني ويأتي البعض بمذكرة تتناول قضايا تم قتلها نقاشا في مداولات الحوار الوطني، وتم الاستماع فيها لكثير من الآراء النيرة). واعتبر عمر أن الأزمة في البلاد أكبر من الشخصيات القومية لكونها أزمة أحزاب سياسية والمكون الوطني في عمومه، قاطعاً بأنهم «متمسكون بالحوار الوطني الجاري ولن يقبلون بأي التفاف عليه بأي شكل من الأشكال»، وأضاف « لقد شبعنا من مذكرات وآراء المجموعات النخبوية والصفوية. وبدورهم قلل عدد من قيادات المعارضة أمس من المبادرة المقدمة من شخصيات للرئيس. وقال المتحدث باسم الحزب الشيوعي المعارض يوسف حسين في تصريح لـ «راديو تمازج» عبر الهاتف، إن تحالف المعارضة ليس له رأي في المبادرة حتى الآن، وأن الجهة المعنية «الحكومة» لم ترد عليها. وقلل حسين من قيمة المبادرة في حال عدم رد الحكومة عليها، قبل أن يؤكد مضي تحالف المعارضة في برنامجه المطروح في الشارع الرامي لإسقاط النظام على حد قوله. وقال الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني بكري يوسف في تصريح لـ «راديو تمازج» إنهم اطلعوا على المبادرة لكن لم يطلعوا عليها في المكتب السياسي. وأردف قائلاً: «وذلك لا يخرج من مضمون الاجتهادات، وبالتالي مثل هذه المبادرات لا تجدي مع هذا النظام». وأوضح أن النظام الحاكم إذا قبل هذا المبادرة فإن ذلك ربما يكون عبارة عن تكتيك فقط لإيهام الشعب السوداني.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة