كشف المدير السابق لهيئة الطاقة الذرية السودانية، محمد صديق في الندوة التي أقامتها الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس الأربعاء الماضي، عن دخول اكثر من ستين حاوية تحتوي على نفايات مشعة من دولة آسيوية، خلال فترة بناء سد مروي بين أعوام ٢٠٠٤ و ٢٠٠٩مع المعدات المصاحبة لبناء السد. صرح ايضا انه قد تم دفن عدد( ٤٠)من هذه الحاويات بالقرب من موقع بناء السد بينما تم التخلص من(٢٠)أخريات بطرحهن في الصحراء دون دفنهم. وأكد النائب البرلماني صالح جمعة (رئيس هيئة الصحة بالبرلمان) في حواره الصحفي مع جريدة الجريدة بتاريخ السبت ١٤ نوفمبر علم برلمانه بهذه الحاويات واختلف في تحديد عددها بعشرين ونسبها لدولة جارة ومستورد باسم مجهول.
وليست هذه المرة الاولى التي تتسرب فيها اخبار تخلص دول حليفة للنظام من نفاياتها النووية في الاراضي السودانية، فقد تسربت اخبار مماثلة في فبراير من العام الحالي ولم تحرك الحكومة ساكنا باتجاه التحقيق فيها او حماية المواطنين في المناطق المحيطة. ان ما يهمنا في المقام الاول هو تنبيه المواطنين الي ان الأثر الإشعاعي النووي يمتد في دائرة تبلغ مساحتها حوالي الف ميل (٢٨٠٠ كيلومتر مربع) حول موقع الإشعاع.ويزداد هذا الأثر بازدياد حجم المواد المشعة وطبيعتها.
ان الاثار المباشرة للتعرض للتسمم الإشعاعي تعبر عن نفسها بالشعور بالرغبة في القيئ، وارتفاع درجات الحرارة، والإسهال والصداع. هذه الأعراض ناتجة عن التكسير الذي يسببه الإشعاع لكريات الدم البيضاء وتختفي بعد فترة اذا لم تؤدي الي الوفاة، ولكن يبقى الأثر اللاحق للإشعاع هو تسببه في فشل الأنظمة الداخلية للجسم من أمراض الفشل الكلوي والكبدي وغيرهم. كما يتسبب التعرض المستمر للإشعاع الناتج عن هذه النفايات بارتفاع نسب الإصابة بالسرطان بانواعه المختلفة. الاطفال في عرضة لمخاطر صحية اكبر تؤثر على نموهم وعلى اصابتهم بامراض الغدد بشكل خاص. وكل هذه الاثار والامراض شهدنا تزايد مطرد لها في الولاية الشمالية في السنوات الماضية.
ان هذه الجريمة ليست منفصلة عن منهج النظام في الإبادة المنظمة تجاه كل أبناء شعبنا. فجرائمه في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق واغتياله للمتظاهرين في كجبار و مدني ونيالا والخرطوم تكشف عن مدى استهتاره بالروح السودانية. وهي ليست منفصلة ايضا عن جرائم التهجير والتنمية الدموية التي يقوم بها في الولاية الشمالية. لكن هذه الجريمة تتعدى جرائمه في حق الحاضر لجرمٍ جديد في مستقبل السودان وأهله.
اننا في قطاع الأطباء في الحزب الشيوعي السوداني نطالب الجهات الحكومية والأهلية بالعمل السريع على تحديد مواقع هذا الإشعاع وإخلاء المواطنين من حوله لحين التخلص من هذه النفايات بطريقة علمية وآمنة.
إن محاسبة المجرمين المسئوليين عن هذه الجريمة ومحاكمتهم بجريمة القتل العمد هو مطلب لن نتخلى عنه. و هذا النظام ومجرميه لابد أن يسقط ولو طال الزمن، والعدالة بوجه من اجرموا في حق أبناء شعبنا آتية لا ريب فيها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة