|
|
 في يومها العالمي الشعوب الاصيلة..إضطهاد وعدم إعتراف
|
05:44 PM Aug, 18 2015
سودانيز اون لاين
حسين سعد-الخرطوم-السودان
مكتبتى فى سودانيزاونلاين
الخرطوم:حسين سعد
أحتفل العالم الاسبوع الماضي باليوم العالمي للشعوب الأصلية في العالم، الذي يصادف التاسع من اغسطس من كل عام ،وعقدت فعاليات عديدة في كل أرجاء العالم بما في ذلك مقار الأمم المتحدة في نيويورك،ويسلط موضوع هذا العام الضوء على مسألة حصول الشعوب الأصلية على خدمات الرعاية الصحية، خصوصا أن تحسين صحة تلك الشعوب يظل تحديا كبيراً لها وللدول الأعضاء وللأمم المتحدة،وأعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاسبوع الماضي اعتماد الجمعية العامة الإعلان بشأن حقوق الشعوب الأصلية في عام 2007 بأنه أحد الإنجازات الناجحة الكثيرة التي تحققت من خلال شراكة مثمرة بين الشعوب الأصلية والدول الأعضاء في الأمم المتحدة،وأشار الأمين العام إلى أن الشعوب الأصلية تواجه طائفة واسعة من التحديات الماثلة أمام صحة ورفاه أفرادها، منها الافتقار إلى مرافق الصرف الصحي والسكن والرعاية قبل الولادة، وتعاني من العنف الممارس ضد المرأة على نطاق واسع، وقال كي مون في هذا اليوم الدولي، نركز اهتمامنا على صحة ورفاه الشعوب الأصلية في العالم من خلال جدول أعمال 2030 للتنمية المستدام وأضاف كي مون للشعوب الأصلية الحق في الاستفادة من جميع الخدمات الاجتماعية والصحية من أجل التمتع بأعلى مستويات الصحة البدنية والعقلية، وتهدف خطة التنمية لما بعد عام 2015 التي ستحل محل الأهداف الإنمائية للألفية إلى القضاء على الفقر بجميع أبعاده قضاء مبرما في جميع أرجاء العالم وإلى عدم السماح بتخلف أحد عن الركب، لا سيما الشعوب الأصلية.
فرصة للتغيير:
وقبل أيام قليلة قال زيد رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان نحن موجودون في فترة حاسمة في التاريخ، وهي فترة تتوافر فيها للعالم الفرصة لتغيير الاتجاه واعتماد خطة جديدة فيما يتعلق بالتنمية،وشدد علي ضرورة التشديد وفي كل المفاوضات على حقوق الشعوب الأصلية وعلى أصواتها، وقال زيد في كلمتها بجنييف مؤخراً التي ألقاها أمام 300 من مجتمعات الشعوب الاصيلة أثناء الدورة الثامنة لآلية الخبراء المعنية بحقوق الشعوب الأصلية والدول والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان وغيرها من الجهات لاستعراض مشاريع الدراسات والعمل على تناول حقوق الشعوب الأصلية في مجموعة متنوعة من المجالات ، وتناولت إحدى الدراسات المعروضة تعزيز وحماية حقوق الشعوب الأصلية فيما يتعلق بتراثها الثقافي.وذكر التقرير الذي ينتظر ان يعرض أمام مجلس حقوق الإنسان في دورته الثلاثين في سبتمبر المقبل أن عدم الاعتراف بحقوق الشعوب الأصلية في الأراضي يؤثر على الكيفية التي يمكنها بها التمتع بتراثها الثقافي وحمايته. كما ذكر التقرير قضايا أخرى تتعلق بالتراث الثقافي بما في ذلك سوء الاستخدام وحماية المعارف التقليدية والسياحة،ويقدم التقرير عدداً من التوصيات إلى الدول (المحلية والإقليمية والوطنية)، والمنظمات الدولية، والشعوب الأصلية ومنظماتها. وتضمنت بعض هذه التوصيات: حث الدول على تمكين الشعوب الأصلية من المشاركة بنشاط في صون تراثها الثقافي والطبيعي ورصده وتفسيره وحفظه؛ وتحسين التنسيق والتعاون بين المؤسسات الدولية ووكالات الأمم المتحدة بشأن المسائل المتعلقة بالتراث الثقافي وحقوق الإنسان؛ وضمان جماعات السكان الأصليين مشاركة النساء على قدم المساواة وبنشاط في المناقشات والقرارات المتعلقة بالتراث الثقافي، وأعرب زيد عن أمله في أن تتحول الدراسة وأعمال الاجتماع الأخرى إلى التزامات بتنفيذ أحكام إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية، وقال زيد نحن نحتاج إلى القيام بعمل، عمل قائم على المبادئ، يثبت أن تصميمنا على النهوض بحقوق الشعوب الأصلية ليس مسألة خطابة جوفاء ولكنه تصميم حقيقي.
رجلنا في الجاز:
وفي الخرطوم إحتفل الالاف السبت الماضي بميدان البحيرة بامبدة باليوم العالمي للشعوب الاصيلة تحت شعار(بإصالتي سأرسم شكل هويتي ،وأسترد حقوقي ،وأصون كرامتي) ولم تمنع الامطار التي هطل صباح ذات اليوم من تدافع الجمهور الي دار كيقا بامبدة حيث ضاقت بهم جنبات ميدان البحيرة والذي انتصبت امام باحته الشمالية وشرق البحيرة خيام بطول الاتجاهات الجغرافية الاربع وضعت بداخلها كراسي عديدة لم تحتمل الحضور الذين توافدوا من اطراف العاصمة ومن وسطها ومن خارج الخرطوم وهم يغنون ويرقصون رقصة (النوبة) الشهيرة (الكرنق) ويصطحبون معهم اطفالهم الصغار رجالا ونساء ولبست تلك الخيمة الواسعة حلة زاهية حيث كانت هناك اللبسات الافريقية والعمامة والجلابية بيضاء مكوية،والثوب السوداني واللبسات الافرنجية (البدل والقمصان) الحضور اللافت كان بينهم ايضا ممثلي البعثات الدبلوماسية والسفارات وكذلك الصحفيين والاعلاميين الذين وجدوا اشادة خاصة من المنصة الرئيسية للاحتفال حيث ذكر اسماء الصحفيين والصحفييات والاعلاميين في الاذاعات والقنوات الفضائية والمراسليين (زول زول) والجهة التي يمثلونها،وفي ورقته التي جاءت بعنوان(الشعوب الاصيلة في السودان رغم تخلفنا عن الركب نعم نستطيع) قال الاستاذ الجامعي الدكتور جمعة كندة كالو:انه لايوجد إعتراف صريح من الحكومة بأننا شعوب أصيلة،وأوضح كندة ان إحتفالهم العام الماضي كان بمثابة ضربة البداية نحو الاعتراف الذاتي وأضاف نحن نستحق وبجدارة عضوية الشعوب الاصيلة داعيا بالعمل من اجل الانضمام للمؤسسات الدولية والقارية واردف( نحن نشعر بالصدمة والحزن العميق لاننا خارج شعار الامم المتحدة) وشدد كندة.ستظل رجلنا علي الجاز ولن نرفعها حتي يتم الاعتراف بنا وزاد(سندق الصخر حتي يخرج الصخر لنا زرعا وخضرة) وطالب جمعة بوقف الحرب واغاثة المتاثريين من المدنيين والوصول الي سلام شامل بكل من دارفور والمنطقتيين، ولفت كالو الانتباهة الي موضوع الاحتفال العالمي هذا العام (التركيز علي تحقيق الرفاهية للشعوب الاصيلة في العالم) ونص خطاب الامين العام للامم المتحدة الذي اورده في مقدمة هذا المقال ودعا كندة المجتمع الدولي بعدم السماح بتخلف هذه الشعوب عن الركب وقال ان مايدور الان من حروب مدمرة في معظم اقاليم الشعوب الاصيلة في جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور نستطيع القول بان ليس شعوب اصيلة اليوم خلف ركب الرفاهية اكثر من شعوب السودان الاصيلة مما يعني ان السودان شعبا وحكومة معني بالدرجة الاولي بموضوع ومضمون احتفال هذا العام اكثر من اي دولة اخري في العالم.وأكد الاستاذ الجامعي انه لارفاهية لشعوب السودان الاصيلة الا بوقف الحرب والاعتراف بهويتها وثقافاتها ولغاتها وفنونها وقال ان شعوبنا في مناطق النزاع تعاني من حروب مدمرة فالاطفال والنساء يقتلون بشكل يومي والاحياء منهم محرومون من ادني اساسيات الحياة لادواء ولا مأوي ولا مسكن جراء القصف الجوي والحرب وتابع(هذه الشعوب تدمر بشكل ممنهج لقواها البشرية ولمنظومتها الاجتماعية ولمواردها الطبيعية واراضيها التي تحتضن العديد من مقدساتها الدينية والمظاهر المادية والمعنوية لرموزها السياسية والاجتماعية والدينية) وقال الاستاذ الجامعي ان كل ذلك يحدث مع عدم وجود رغبة في تحقيق السلام علي المستوي الوطني الدولي الكل يدعي العجز في الحل حتي من تأمين الاحتياجات الانسانية لفترة امتدت اكثر من ربع قرن في المنطقتيين ونحو 12 عام في دارفور وأوضح ان استمرار الحروب في تلك المناكق خسارة بشرية ومادية لكل اهل السودان وتابع(موت كبار السن في تلك المناطق يعني إندثار الحضارات والتراث والتاريخ الشفاهي لتلك الشعوب لاسيما وان تاريخهها غير موثق بشكل دقيق في تاريخ السودان جراء سياسات القهر)
وقف الحرب:
وفي الاثناء طالب رئيس اللجنة العليا للاحتفال البروفيسور شمسون خميس في كلمته بوقف الحرب واغاثة المتضررين من النازحيين الفاريين من جحيم الحرب، مشددا علي ضرورة توحيد كلمة الشعوب الاصيلة ومطالبتها بالاعتراف بها وفي ذات الاتجاه مضي الدكتور صابر عابدين في ذات الاتجاه ووصف عابدين الاحتفالية بأنها تعيد ذكريات تاريخية تعضض علي تنوع السودان ثقافيا ودينيا. من جهتها قالت ملكة جبال النوبة نتالينا يعقوب انهم شعب عاني من الاضطهاد والتهميش ومن ويلات الحروب وقالت ان النساء والاطفال داخل الكهوف والكراكير يواجهون ظروف قاسية.
مقرر خاص:
وتعاني الشعوب الأصلية في كل أنحاء العالم الشدائد من جراء الاستعمار التاريخي لأراضيها وغزوها، وتواجه التمييز بسبب ثقافاتها وهوياتها وطرق معيشتها المتميزة. وقد أولى المجتمع الدولي اهتماما خاصا في العقود الأخيرة لأحوال حقوق الإنسان الخاصة بالشعوب الأصلية، على نحو ما يبينه اعتماد معايير ومبادئ توجيهية دولية، علاوة على إنشاء مؤسسات وهيئات موجهة بخاصة إلى شواغل هذه الشعوب. وقد تعززت حقوق الشعوب الأصلية بأكثر من ذلك باعتماد آليات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية.وكانت لجنة حقوق الانسان قد عينت مقرر خاص معني بحقوق الشعوب الاصيلة ويقوم المقرر الخاص ، وفاء منه بولايته بما يلي :النهوض بالممارسات السليمة، بما في ذلك القوانين الجديدة، وبرامج الحكومات، والاتفاقات البناءة بين الشعوب الأصلية والدول، من أجل تنفيذ المعايير الدولية بخصوص حقوق الشعوب الأصلية، يقدم تقارير عن الأحوال العامة لحقوق الإنسان الخاصة بالشعوب الأصلية في بلدان مختارة يعالج حالات مخصوصة من الانتهاكات المزعومة لحقوق الشعوب الأصلية من خلال المراسلات مع الحكومات وغيره يضطلع، أو يساهم، بدراسات مواضيعية عن موضوعات لها أهمية خاصة بشأن تعزيز وحماية حقوق الشعوب الأصلية ويضطلع المقرر الخاص بجهود لمتابعة التوصيات المدرجة في تقارير سلفه فيما يتعلق بمجالات العمل السابقة وبالإضافة إلى ذلك فإنه يقدم تقارير سنوية عن أنشطته إلى مجلس حقوق الإنسان.
الحفاظ علي الهوية:
وتقدر إحصائيات تعداد الشعوب الأصلية على صعيد العالم ما بين 300 – 500 مليون فرد ويقول مختصون ان الشعوب الأصلية هي تلك التي أقامت على الأرض قبل أن يتم السيطرة عليها بالقوة من قبل الاستعمار ويعتبرون أنفسهم متميزين عن القطاعات الأخرى من المجتمعات السائدة الآن على تلك الأراضي
وفقا لتقرير المقرر الخاص للجنة الفرعية لمنع التمييز وحماية الأقليات – يطلق عليها الآن لجنة حماية وتعزيز حقوق الإنسان- إن المجتمعات والشعوب والأمم الأصلية هي "تلك التي، قد توفرت لها استمرارية تاريخية في مجتمعات تطورت على أراضيها قبل الغزو وقبل الاستعمار، تعتبر أنفسها متميزة عن القطاعات الأخرى من المجتمعات السائدة الآن في تلك الأراضي، أو في أجزاء منها، وهي تشكل في الوقت الحاضر قطاعات غير مهيمنة في المجتمع، وقد عقدت العزم على الحفاظ على أراضي أجدادها وهويتها الاثنية وعلى تنميتها وتوريثها للأجيال القادمة وذلك باعتبارهما أساس وجودها المستمر كشعوب، وفقا لأنماطها الثقافية ومؤسساتها الاجتماعية ونظمها الثقافية الخاصة بها.
مخاطر مستمرة:
وعلى الرغم مما يحظى به الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي يقر بالحقوق الأساسية لكل الأفراد - من تقدير وقبول دوليين. إلا أن الشعوب الأصلية لا تتمتع بشكل خاص على الصعيد العملي بالحد الأدنى من الحقوق. فإلى يومنا هذا، تواجه الشعوب الأصلية العديد من المخاطر التي تهدد وجودها. وذلك كأثر لنهج وممارسات حكومية. وفي العديد من البلدان فإن موقع الشعوب الأصلية على مؤشرات التنمية - كنسبة أبناء الشعوب الأصلية ضمن السجناء، ومعدل انتشار الأمية بينهم، ومعد البطالة .. وغير ذلك من المؤشرات - تدل على مدى تدهور وضعيتهم قياسا على المجموعات الأخرى في الدول التي يعيشون فيها. ويقع أبناء الشعوب الأصلية ضحية للتمييز في المدارس والاستغلال في سوق العمل، وفي العديد من البلدان لا يسمح لهم بدراسة لغتهم في المدارس، كما يتم سلب أراضيهم وممتلكاتهم من خلال اتفاقات غير عادلة، كما تستمر الحكومات في إنكار حق الشعوب الأصلية في العيش وفي إدارة أراضيهم التقليدية؛ وكثيرا ما تتبنى سياسات لاستغلال وانتزاع أراض تعود إليهم منذ عدة قرون. وفي بعض الحالات؛ قامت الحكومات باعتماد سياسة الإدماج بالإكراه لمحو ثقافات وتقاليد الشعوب الأصلية .وعلى نحو متكرر تقوم الحكومات في مناطق العالم المختلفة بانتهاك والتعامل باستخفاف مع قيم وتقاليد الشعوب الأصلية وحقوقهم
وفي المناقشات الدولية المتعلقة بحماية وتعزيز حقوق الإنسان للشعوب الأصلية حاجت بعض الدول بأن مجرد الالتزام بتطبيق المعايير الدولية الراهنة لحقوق الإنسان سيحل مشاكل الشعوب الأصلية . فيما ترى الشعوب الأصلية أن المعايير الدولية الراهنة قد فشلت حتى الآن في حمايتهم؛ وأن المشكلة تتجاوز عدم إعمال تلك المعايير؛ موضحين أن هناك حاجة إلى إعداد وثيقة دولية لحقوق الإنسان تعنى بالمشاكل الخاصة بالشعوب الأصلية.
مشروع الإعلان:
يعتبر مشروع إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية أشمل وثيقة فيما يتعلق بحقوق الشعوب الأصلية حتى الآن. إذ يقر بحقوقهم الجماعية على نحو أوسع من كافة صكوك القانون الدولي لحقوق الإنسان، كما يقر بحق الشعوب الأصلية في حماية ثقافتهم التقليدية وهويتهم وكذلك حقهم في التعليم والتوظيف والصحة وحقوقهم ذات العلاقة بالدين واللغة وعدد من الحقوق الأخرى، كما يحمي المشروع أيضا حق الشعوب الأصلية في الملكية العامة للأرض، وقد صاغت الجمعية العامة للأمم المتحدة مسودة الاعلان على امتداد ما يربو عن العشرون عاما قبل ان تعتمده الجمعية العامة في سبتمبر 2007م، في نيويورك حيث صوت 144 بلدا لصالحه، و4 ضده، وامتنع 11 بلدا عن التصويت وتؤكد الوثيقة حقوق الشعوب الأصلية في العيش بكرامة وفي صون مؤسساتها وثقافتها وتقاليدها وتعزيزها، وأن تسعى إلى تحقيق تنميتها بما يتماشى مع إحتياجاتها وتطلعاتها. وتعنى هيئات الأمم المتحدة الأخرى بحقوق الشعوب الأصلية من خلال اتفاقيات مثل اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 169 وإتفاقية التنوع البيولوجى،ومن الحقوق التي تضمنها الاعلان هي تناوله للحقوق الفردية والجماعية على حد سواء، والحقوق والهوية الثقافيتين، والحق في التعلم والصحة والعمالة واللغة، وغيرها. وهو ينص على أن للشعوب الأصلية، جماعات وأفرادا، الحق في التمتع الكامل، بكافة حقوق الإنسان والحريات الأساسية المعترف بها في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وسائر القوانين الدولية لحقوق الإنسان. والشعوب الأصلية وأفرادها أحرار ومتساوون مع بقية الشعوب والأفراد، ولهم الحق في أن يكونوا بمأمن من أى شكل من أشكال التمييز، عند ممارسة حقوقهم، لا سيما تلك التي تقوم على أصلهم أو هويته. وتتمتع الشعوب الأصلية بحق تقرير المصير. ويخولها هذا الحق حرية تقرير وضعها السياسي والسعي إلى تحقيق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ولها الحق في صون مؤسساتها السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المميزة وتقويتها، مع الاحتفاظ في الوقت نفسه بحقوقها في المشاركة الكاملة- إذا ما اختارت ذلك - في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للدولة.
خطوات الاعلان:
سارت عملية اعتماد الإعلان بوتيرة بطيئة، في حين شاركت الدول والشعوب الأصلية في حوار مثمر نظمته الأمم المتحدة على مدى عدة سنوات. وكانت القضايا مثل حقوق الجماعات وحقوق الأفراد والأراضي والموارد محل جدل مكثف
في عام 1982، كون المجلس الاقتصادي والاجتماعي فريق عمل معنى بالشعوب الأصلية لوضع معايير لحقوق الإنسان ضمن مسائل أخرى، لحماية هذه الشعوب
في عام 1985، شرع فريق العمل في إعداد مشروع إعلان حقوق الشعوب الأصلية
في عام 1993، وافق فريق العمل على نص نهائى لمسودة الإعلان وقدمه إلى اللجنة الفرعية لمنع التمييز وحماية الأقليات، التى وافقت عليه في 1994. ثم وجهت المسودة إلى ما كان يعرف آنذاك بلجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، التى أنشأت الفريق العامل المعني بوضع مشروع إعلان حقوق الشعوب الأصلية
دعت القمة العالمية عام 2005 والدورة الخامسة لمنتدى الأمم المتحدة الدائم المعنى بقضايا الشعوب الأصلية سنة 2006 إلى اعتماد الإعلان في أسرع وقت ممكن، وفي يونيو 2006م إعتمد مجلس حقوق الإنسان الإعلان ثم اعتمدته الجمعية العامة في سبتمبر 2007م.
منع التمييز:
تتناول سبع عشرة مادة من الست والأربعين للإعلان الثقافة الأصلية وكيفية حمايتها والنهوض بها، باحترام المساهمة المباشرة للشعوب الأصلية في صنع القرار، وإتاحة الموارد اللازمة من قبيل تلك الخاصة بالتعليم باللغات الأصلية وغير ذلك من المجالات،كما تتناول خمس عشرة مادة، من المواد الست والأربعين للإعلان، مشاركة الشعوب الأصلية في كافة القرارات التى تؤثر في حياتها، بما في ذلك المشاركة المجدية في سياسة ديمقراطية. يؤكد الإعلان حق الشعوب الأصلية في تقرير المصير والإعتراف بحقوقها في سبل العيش وفي الأراضي والمناطق والموارد.يعترف الإعلان بأن للشعوب الأصلية التي حرمت من سبل العيش والتنمية الحق في الحصول على التعويض المناسب والعادل،كما يحرم الإعلان، بصفة أساسية، التمييز ضد الشعوب الأصلية، ويعزز مشاركتها الكاملة والفعالة في جميع الأمور التى تهمها. فضلا عن حقها في أن تبقى متميزة و أن تسعى إلى تحقيق رؤاها الخاصة فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلا علي ان كثير من الحقوق المنصوص عليها في الإعلان تشير الي مقاربات جديدة لقضايا عالمية، مثل التنمية، واللامركزية، والديمقراطية متعددة الثقافات. وحتى تحقق الإحترام الكامل للتنوع ستحتاج البلدان إلى اعتماد مقاربات تشاركية إزاء قضايا الشعوب الأصلية والتى تتطلب إجراء مشاورات فعالة وبناء شراكات مع الشعوب الأصلية.
هيئة الخبراء:
وكان مجلس حقوق الانسان قد أنشأ هيئة الخبراء المعنية بحقوق الشعوب الأصلية في عام 2007 بمقتضي القرار36/6 كهيئة فرعية للمجلس، وتقوم هيئة الخبراء بتزويد مجلس حقوق الإنسان بالمشورة المواضيعية في شكل دراسات وبحوث عن حقوق الشعوب الأصلية على نحو ما يوجه به المجلس. ويجوز للهيئة أيضا أن تقترح مقترحات على المجلس لكي ينظر فيها ويقرها،واكملت هيئة الخبراء اول دراسة لها في العام 2009م عن حق الشعوب الأصلية، واستكملت دراستها الثانية عن الشعوب الأصلية والحق في المشاركة في صنع القرارات في سبتمبر 2011، وتتألف من تقرير مرحلي،وفي سبتمبر 2012، قدمت هيئة الخبراء الدراسات والتقارير التالية إلى مجلس حقوق الإنسان دراسة عن دور اللغات والثقافات في تعزيز واحترام حقوق الشعوب الأصلية وهويتها وتقرير عن الشعوب الأصلية والحق في المشاركة في صنع القرارات مع تركيز على الصناعات الاستخراجية؛ وتقرير عن الاستبيان الذي أعدته للدول عن أفضل الممارسات بشأن التدابير الملائمة الممكنة واستراتيجيات التنفيذ من أجل تحقيق أهداف إعلان الأمم المتحدة المتعلق بحقوق الشعوب الأصلية، و تتألف هيئة الخبراء من خمسة خبراء مستقلين معنيين بحقوق الشعوب الأصلية،ويقوم مجلس حقوق الإنسان بتعيين الخبراء مع إيلاء الاعتبار الواجب للخبراء الذين ترجع أصولهم إلى الشعوب الأصلية، علاوة على التوازن الجنساني والتمثيل الجغرافي.وتعقد هيئة الخبراء دورة سنويا، عادة ما تكون في شهر يوليو، يشارك فيها ممثلون عن الدول والشعوب الأصلية ومنظمات الشعوب الأصلية والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والدوائر الأكاديمية.
أحدث المقالات
- قيادة الحركة الشعبية تلتقي برئيسة برلمان جنوب إفريقيا والرئيس الوطني لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي بج 08-18-15, 04:45 PM, مبارك عبدالرحمن أردول
- تأجيل انعقاد مؤتمر تعليم أبناء السودانيين بالخارج 08-18-15, 04:35 PM, جهاز المغتربين
- حظر عمل السودانيات كخادمات بالخارج 08-18-15, 04:31 PM, صحيفة الانتباهة
- حملات تفتيشية تسفر عن ضبط (1300) صيدلية مخالفة 08-18-15, 04:22 PM, صحيفة المجهر السياسي
- حزب المؤتمر الوطني يتعهّد بالحد من هجرة الأساتذة 08-18-15, 04:19 PM, صحيفة المجهر السياسي
- الدكتور القراي يخاطب ندوة المعارضة السودانية في مدينة ادمنتون الكندية 08-18-15, 03:07 PM, محمد فضل علي
- بيان عاجل حول اعتقالات واستدعاءات لقيادات من الحزب الديمقراطي الليبرالي 08-18-15, 03:04 PM, عادل عبد العاطي
- بيان مهم بعد عامين من الإهمال البشير يوجه بتعويض أسر ضحايا سبتمبر 2013 08-18-15, 03:02 PM, بيانات سودانيزاونلاين
- تحرير السودان قيادة مناوي : تدين حملة الاعتقالات التعسفية المسعورة ضد عضوية المؤتمر السوداني والناش 08-18-15, 03:01 PM, حركة تحرير السودان قيادة مناوي
- تصريح صحفي من مكتب حركة وجيش تحرير السودان بولاية تكساس 08-18-15, 02:47 AM, بيانات سودانيزاونلاين
- بيان تاييد للقيادة الشرعية المحامى الاستاذ عبدالواحد محمد احمد النور رئيس ومؤسس الحركة 08-18-15, 01:01 AM, بيانات سودانيزاونلاين
- بيان هام من مكتب حركة وجيش تحرير السودان بالمملكة المتحدة 08-17-15, 10:20 PM, بيانات سودانيزاونلاين
- باريس :تستضيف نهاية العام الحالي مؤتمر المناخ 08-17-15, 10:17 PM, حسين سعد
- بيان تأييد من الجـــبهــة الشــعبيـة المتــــحــدة U P F 08-17-15, 10:14 PM, بيانات سودانيزاونلاين
- بيان تأييد من حركة تحرير السودان مكتب المملكة العربية السعودية 08-17-15, 10:12 PM, بيانات سودانيزاونلاين
- نداء عاجل لجميع اللاجئين السودانيين في أوروبا 08-17-15, 10:11 PM, خضرعطا المنان
عييك عووك حواء السودانية تعمل خادمة في البيوت!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-18-15, 03:51 PM, فيصل الدابي المحامي26 عاما ومازال الفشل مستمر (1) بقلم عمر الشريف 08-18-15, 03:47 PM, عمر الشريفذبابة تطن في أواسط أفريقيا و تقول: هنا أم درمان بقلم عثمان محمد حسن 08-18-15, 03:44 PM, عثمان محمد حسنايران :عراب داعش مسلسل الاعدامات – هل من نهاية ؟؟ بقلم صافي الياسري 08-18-15, 03:42 PM, صافي الياسريدحلان ومرحلة البناء الوطني والكادري بقلم سميح خلف 08-18-15, 03:41 PM, سميح خلفالمحامي المناضل الأسير محمد علان ستنتصر على الجلاد بقلم المحامي عمر زين 08-18-15, 03:40 PM, مقالات سودانيزاونلاينللبوح والصمت..في (كل العناوين انت)...!! ( قراءة في مجموعة حمزة حسن الشعرية) بقلم توفيق الحاج 08-18-15, 03:39 PM, توفيق الحاجالموت في وادي حلفا بالحرارة.. إهمالاً..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-18-15, 02:47 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدينالمقابلة داعش ام المخدرات؟! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-18-15, 02:43 PM, حيدر احمد خيرالله المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (3 من 11) بقلم محمد وقيع الله 08-18-15, 02:42 PM, محمد وقيع اللهمعركة (الجنينة) و(أبو جلابية)..!! بقلم عثمان ميرغني 08-18-15, 02:39 PM, عثمان ميرغنيتأشيرة إذلال ..!! بقلم الطاهر ساتي 08-18-15, 02:37 PM, الطاهر ساتي هل من امل في إصلاح البلد بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 08-18-15, 05:44 AM, سيد عبد القادر قناتالتنمية مقابل التهدئة تساؤلاتٌ مشروعة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-17-15, 10:50 PM, مصطفى يوسف اللداويلابديل للديمقراطية إلا الديمقراطية بقلم نورالدين مدني 08-17-15, 10:03 PM, نور الدين مدنيالهدنة الحمساوية بقلم سري القدوة 08-17-15, 10:00 PM, سري القدوة
|
|
 
|
|
|
|
حسين سعد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست