|
|
 حوار مع الاستاذ زايد عيسي زايد حاكم النيل الازرق مناطق سيطرة الجركة الشعبية
|
02:19 AM Aug, 12 2015
سودانيز اون لاين
فيصل سعد -
مكتبتى فى سودانيزاونلاين
حوار: فيصل سعد.
من اللذين ينظرون الى الامور بعين ثاقبة تستطيع أن تتابع من خلالها بواطن الامور.
قدم قراءة جديدة لإشعال الحرب في منطقتي جنوب كرفان (جبال النوبة) و النيل الازرق . جلسنا إليه لتجاذب أطراف الحديث حول أهوال الحرب، وأمال السلام في السودان لينعم المواطن البسيط بالإستقرار. فجاءات أجابته واضحة تحمل في مكنونها عبارات (للسلم ايام وللحرب مثلها) . قائلاً نهاية اي حرب سلام . ولكن من يجلسون على سدة الحكم غير جادين لايقافها .
الى ذلك تلمست في حديثة الثقة العالية التي يتمتع بها ،رغم انه يحكم إقليم بلا موارد ولا ميزانيات تجوب خزائن حكومته . لكنه أستطاع تدبير أمور حكومته بطهارة وعفة حتى صار الإنسان بمناطق نفوذة يعيش متفائلاً بغدِ ارحب ، رغم القصف وتبادل النيران فوق رأسه فإلي الحوار.
بطاقة تعريف ؟
زايد عيسي زايد من مواليد 1953 ولاية النيل الازرق محلية الكرمك قرية الكيلي التي تبعد 33 كيلو متر شمال الكرمك.
تلقيت تعليمي بمدرسة الكيلي الصغرى ثم الرصيرص الاولية و البحر الاحمر الثانوية .
عملت معلماً لمدة 25 عام داخل وخارج السودان،وفيها تم إنتدابي الى سلطنة عمان . كانت لدي أراء واضحة في طريقة الحكم في السودان . المعاناة التي يعانيها أهلنا خاصة فيما بختص بالفرص المتكافئة ، طريقة تقسيم الخدمات ،اضافة الى الحرب الواقعة علينا من قبل مركز السلطة في السودان .الأمر الذي قادني لإختيار الحركة الشعبية، لأنها كانت تتقارب مع أفكاري التحررية من قبضة المركز . فأنضممت إليها في العام 1997 الى يومنا هذا . الأن حاكم لولاية النيل الازرق ، وأب لأربعة بنات وولدين .
كيف تقرأء الأوضاع في ولاية النيل الأزرق بعد مرور خمسة أعوام على الحرب ؟
الحرب في ولاية النيل الازرق لا تنفصل عن الحرب في كافة أرجاء السودان. فالنظام القابع في سدة الحكم أدمن إشعال الحروب للمحافظة علي السلطة . نحن كنا على دراية بأن الحرب التى شُنت علينا أتية قبل إنقضاء إتفاقية السلام فكل المؤشرات كانت تدل على ذلك. لهذا السبب لم نتفاجأ عندما أعلن البشير الحرب ضدنا وهجم علينا منقلباً ضد الدستور . فصمودنا منذ ذلك الحين الى هذا اليوم له دلالات ومعاني . أولها الإيمان القاطع بقضيتنا التي لن نساوم فيها . ثانيها قناعتنا بأن النظام يستمد عمره من القمع وإشاعة الحروب. ثالثها إبادة شعوب السودان الخارجة عن الاذعان للمركز، عبر القصف الجوي ،تجفيف الأكل وتلويث مياه الشرب، وهو ما يجري الان . فقرأتنا تكمن في الايمان بالتغيير .
فألأوان قد آن لإيقاف هذا العبث الفوضوي الذي يُلحق بالمواطن أبشع أنواع المعاناة . ومن هنا اوجه رسالة إلى كافة دعاة التغيير بالخروج الى الشوارع، استلهاماً بتجارب مايو أبريل و أكتوبر لدك حصون الديكتاورية . وعلي كل منا أن يثور بطريقته مستخدماً وسائله إلى حين إنتهاء المسلسل الهزيل.
صف لنا حال النيل الازرق خاصة وأوضاع المدنيين في الحقبة الماضية من سنوات الحرب ؟
حال النيل الأزرق كسائر أحوال مناطق الحروب ، أهوال الموت محدقة في نظر الجميع ، فقدان المياة الصالحة للشرب ، إنعدام الغذاء و الدواء أمراض متفشية و قصف مستمر، كر وفر بحثاً عن حياة أمنة ومستقرة . حصار مضروب بسبب موقع المنطقة بين نارين حرب الجنوب وحرب الخرطوم ضدنا . وعلى ذلك قس بوجود كثافة للمدنيين في مناطق يابوس- ودكة –سمري- ميق . غير أن تدفق المدنين في حدودنا مع الجارتين أثيوبيا وجنوب السودان، قد فاق 600,000 الف مواطن ، لم يأمنو حياتهم جيئةً وذهابا.
المنطقة تعاني من مهددات كثيرة ، يمكن ان تقع أكبر كارثة إنسانية بسبب فقدان أساسيات الحياة، لذلك نحن في حوجة الى عمل كبير ، يبدأ من السماح بالإغاثة والأدوية عبر جهات محايدة لتعود حياة الناس الى طبيعتها . ومن بعد ذلك نرى كيف تصير الأمور . فتلخيص المشاكل يكمن في إنعدام مقومات الحياة. الغذاء الدواء التعليم.
وهنا لابد للإشارة الى مخرجات مؤتمر التعليم، التي وضعت خطة عمل واضحة متكاملة. نسعى لإنزالها لواقع حياة الناس لسد فجوة التعلم ، لأنها ستكون الهادية لخطط عملية أخرى.
كيف تتمكن حكومتكم من إنزال الخطط الى واقع يمشي بين الناس ومن اين لها موارد ، خاصة وإن الحكومة تلقي بإتهامات عليكم ؟
تراجع وراءً ثم قال اي حكومة تقصد ؟ أو ليس هي الحكومة السودانية التى إنقلبت على الشرعية في النيل الازرق، ومزقت إتفاقية السلام فيما بختص ببرتكول المنطقتين . أحيطكم علماً بأن المجلس التشريعي للنيل الازرق كان قد قطع شوطاً، وأنحازت اغلبيته التشريعية لقضايا المواطن بإتخذها القرار الصائب دون الإهتمام بالإختلافات الحزبية ، وعندما أستشعرت الحكومة بأننا في طريق قويم لتسوية علاقتنا بها عبر المشورة الشعبية أمرت بالحرب علينا .
ثم ثانياً هذا النظام درج على إستباق الناس برمي اللوم فإن كان هنالك من ينهب فهو اول السارقين، بسطوته على الديمقراطية منذ مجيئة، وبتمزيقة كافة الإتفاقيات التي أبرمت معه .
فحكومة النيل الازرق تجمع مواردها من المعارك المباشرة مع جيش الخرطوم. الجيش الشعبي يقدم لنا غنيمة تلو الاخرى فموردنا الحقيقي هم . الذي نكسبه منهم كافياً لجعلنا سعداء ، وعبره سنعمل على إنزال مقرارت المؤتمرات كمؤتمر التعليم الى أرض الواقع . المواطن عندنا يقف في صف الحكومة وذلك بدعمة المتواصل بتشييد الفصول المدرسية ولنا متطوعين من المعلمين لإنارة درب الاجيال القادمة. فالحكومة عندنا تعاني معاناة المواطن .
لا راتب لأحد ولاحافز لغيره فقط نحن متطوعون لخدمة بني جلدتنا . شأننا في ذلك شأن من يحمل البندقية مع الإختلاف في الوسائل ،فهنالك مقاتل وهنا من يدير حياة الناس بتنظيمها ، كلنا يقدم ما يستطيع في ظل هذا الظرف.
ماهو الدور الذي تقوم به حكومتكم في المناطق المحررة خاصة وإن مساحة سيطرتكم ليست بالواسعة كجبال النوبة؟
حكومة المناطق المحررة الغاية منها الوقوف مع المواطن في أنشطتة المختلفة ، فهي لا تميز بين الناس ،فالمعاناة التي يعانيها سائر الناس في بلدنا هي ذات المعاناة التي يتجرعها الكل حاكماً كان ام وزيراً . فليس هنالك غير الولاء والإيمان بقضية نصطف حولها حكاماً ومحكومين .
اما فيما يختص بمناطق سيطرتنا ومقارنتها بجبال النوبة ، فإن هذه المقارنة غير منطقية لاختلاف طبيعة الارض وللفرق بين حجمي المنطقتين في المساحة.ثم ثانياً كلها مناطق سيطرة الحركة الشعبية وهذا هو المهم.
نسبة السيطرة في النيل الازرق كبيره تبدأ من جنوب الكرمك 23 كيلو متر الى الشريط الحدودي مع الجنوب. و تضم مناطق كبرى كقيسان ودكة – سمري واولو. وفي الجهة الاخرى مناطق كلقو وبقيس وغيرها. فالمساحة واسعة مقارنة بحجم الولاية التي تسيطر فيها الحكومة على بعض المدن الكبيرة . والدليل على ذلك هو تحرك حكومتنا وإتساع دائرة نفوذها الإداري ، المتمثل في ثلاثة أجهزة رسمية وهي الجهاز السياسي والهيئة القيادية ومؤسسات رقابية على مستوى الإقليم كمجلس التحرير الولائي . هذه الأجهزة تعمل طواعية كما أسلفنا لعدم وجود ميزانيات نستخلص منها رواتب شهرية أو حوافز.
ولكن هناك إتهامات من الحكومة تقول إن الحركة تتخذ من المدنيين ذريعة لإدخال الإغاثة للجيش ففي الواقع لايوجد مدنيين ؟
تبسم قائلاً نظام الخرطوم يستطيع القول، لانه نظام شائه ملطخ بالجرائم من أخمص قدمية الى أعلى رأسه، لذلك نحن لا نعيره إهتمام فيما يقول . الفيصل بيننا هو المواطن القابع تحت قصف الأنتنوف قنابل السخوي و أزير المدافع . رغماً عن ذلك فهو يقوم بأنشطته الحياتية كالزراعة والتجارة البسيطة بشكل عادي . فقد كيفنا حياتنا على هذه الأوضاع، وفق ظروف الحرب التي تقسم حياة الناس مابين اللجؤ إلى الخنادق ومواصلة حياتهم .
وبالعودة لسؤالكم حول إتهامات الحكومة نحن أقمنا عدة لجان تحقيق في أحداث مختلفة أبرزها لجنة منطقة ود ابوك التي تمخضت عن نتائج أبرزنها للرأى العام المحلي ثم الإقليمي والعالمي . وعلى كل من يسمع بالإتهام أن يعرف تماماً أن الحركة الشعبية لا تملك طائرات، لتهجير الناس. فالتهجير القسري سببه نظام الخرطوم الذي منيا بخسائر كبيره في الحرب . يريد أن يٌغطي عليها بالضجيج، وتوزيع انواط الإتهام.،هذا في النيل الازرق. أما في جنوب كردفان فلدينا لجان تقوم بالتحقيق حول الإتهامات وستخرج هذه اللجان بنتائج نريها للناس عما قريب ، مع علمنا التام بأن جيشنا في أي شبر من الأرض لم ولن يهاجم اي مواطن برىء
أظهرت بعض الفديوهات وجود لأسرى بطرفكم فكيف تعاملونهم، وهل عددهم كبير؟
تاريخياً عرفت الحركة بحسن معاملتها للأسرى . والإحتفاظ بهم إلى حين وضع الحرب أوزارها لتسليمهم إلى الطرف الأخر . ولكن أين أسرانا نحن؟ لماذا نُضايق بالأسئلة ؟ نحن نخشي ضميرنا الإنساني ثم الله قبل أن نخشى أحد . الأسرى بطرفنا بصحة جيدة ظروفهم كسائر ظروف الموجودين في مناطق الحرب . وأود عبركم أن أطمئن عائلات الأسرى بأن أبنائهم بخير. والحركة لم ولن تقدم على تصفية أسير قبضناه في معركة ، فإن حدث مكروهاً لأحد فأنها ارادة الله فقط.
هل من رسائل من حاكم النيل الازرق للشعب السوداني؟.
نعم : رسالتي الأولى الى بني وطني بمناطق الحرب أقول لهم هذا قدركم ولكن لكل بداية نهاية ، نحن حريصون على إستتباب الأمن للسلام والإستقرار. ولكن مركز السلطة أستمرئ الحرب والدماء. لذلك هو غير جاد في إيقافها بتعنته في التفاوض. لخشيته من التغييرالقادم لا محالة .
الرسالة الثانية الى أبناء الشعب السوداني قاطبة ، أقول لهم على كل منا أن يعمل وفق المتاح له .نحن فرضت علينا حرب فإتخذناه وسيلة تغير، وسنمضي في ذلك طالما رفض النظام الحوار وتعنت، فمن جانبكم أدعوكم للخروج ضد الطاغية عمر البشير.
26 عام اوصلت البلاد الى هذا المستوي الذي لايخفى عليكم. فعلية فإن الأوان قد أن للإنتفاضة الشعبية وسندعمها حينها بالطرق المتاحة والمواكبة لها.
رسالتي الأخيرة فهي إلى المجتمع الدولي ، الذي عليه ان يتعامل مع قضية السودان بعيداً عن مصالحه وموازناته لانه يعرف الجاني ويغض الطرف عن الحقيقة. اما الحكومة السودانية فاقول لها إتقي الله في المواطن السوداني.
أحدث المقالات
- سوسيولوجيا الثابت في قصة يوسف عليه السلام بقلم عمر حيمري 08-11-15, 04:10 PM, عمر حيمري
- معالجة إخفاقات تفويج وضيافة الحجاج.. المتكررة!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-11-15, 04:08 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- قصة العلاقات السودانية : من الإستعمار مروراً بحزب الأمة والنميري والبشير بقلم إبراهيم كرتكيلا 08-11-15, 04:07 PM, إبراهيم كرتكيلا
- الملك لير ..العاصفة بقلم عبدالسلام كامل عبد السلام يوسف 08-11-15, 04:04 PM, عبد السلام كامل عبد السلام
- المسنون .. عبر وحكايات بقلم عواطف عبداللطيف 08-11-15, 03:33 PM, عواطف عبداللطيف
- في الغرْب مَنْ يدعُو لسُوداننا الواحد الشعب والارض (2) بقلم محجوب التجاني 08-11-15, 03:30 PM, محجوب التجاني
- هل ستصلح إدارة أوباما سياستها في السودان؟ بقلم أحمد حسين آدم 08-11-15, 03:28 PM, أحمد حسين آدم
- لا انتم موسى ولا الانقاذ فرعون !! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-11-15, 03:22 PM, حيدر احمد خيرالله
- الاعدامات و إنتهاکات حقوق الانسان في إيران بقلم فلاح هادي الجنابي 08-11-15, 03:21 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- د. الشيخ/ الترابي .. يا إلهي .. بقلم رندا عطية 08-11-15, 02:29 PM, رندا عطية
- صفقوا لهذا البطل السوداني! بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-11-15, 02:27 PM, فيصل الدابي المحامي
- محن السفارات السودانية بقلم شوقي بدرى 08-11-15, 02:25 PM, شوقي بدرى
- الإصلاح المطلوب فى الأحزاب السودانية بقلم الفاضل عباس محمد علي 08-11-15, 02:23 PM, الفاضل عباس محمد علي
- أقيلوه أو فليستقل!! بقلم عبد السلام كامل عبد السلام 08-11-15, 02:17 PM, عبد السلام كامل عبد السلام
- الأهم قيم اصلاح الدولة !! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-11-15, 02:42 AM, حيدر احمد خيرالله
- أنس عمر وشرق دارفور بقلم الطيب مصطفى 08-11-15, 02:41 AM, الطيب مصطفى
- آثار التهريج ..!! بقلم الطاهر ساتي 08-11-15, 02:38 AM, الطاهر ساتي
- الفاسد الصلف النزيه بقلم حيدر محمد الوائلي 08-11-15, 02:35 AM, حيدر محمد الوائلي
- قضية/الجهاز الاستثماري مستنداتالصندوق الاسود بقلم حيدر احمد خيرالله 08-11-15, 00:29 AM, حيدر احمد خيرالله
- سَلامْتَك عَمْ أحمد أبوعشرة، وبلا كَشَرَة! بقلم عبد العزيز سام 08-11-15, 00:27 AM, عبد العزيز عثمان سام
- فيم الحيرة أيها الوالي ؟ إنها امانة التكليف (2) بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 08-11-15, 00:23 AM, سيد عبد القادر قنات
- حزمة براهين تؤكد دعم إدارة اوباما لحكومة الخرطوم ضد المعارضة ؟ الحلقة الاولى بقلم ثروت قاسم 08-11-15, 00:21 AM, ثروت قاسم
- كلو تمام سعادتك – بقلم عمر عثمان-Omer Gibreal 08-10-15, 10:40 PM, عمر عثمان-Omer Gibreal
- الأونروا ليست رواتب موظفين بقلم د. فايز أبو شمالة 08-10-15, 10:36 PM, فايز أبو شمالة
- إيران مأزومة بعد الاتفاق كما قبله بقلم أحمد الجارالله 08-10-15, 10:32 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- بدلاً من محاولة اغتيال الآباء المؤسسين بقلم نور الدين مدني 08-10-15, 10:30 PM, نور الدين مدني
|
|
  
|
|
|
|
فيصل سعد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست