|
العلاقات السودانية المصرية بعد حلف الرياض
|
03:06 AM May, 24 2015 سودانيز اون لاين منى البشير-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
تحقيق / منى البشير نستطيع القول ان العلاقات السودانية المصرية بعد أنقلاب السيسى على الأسلاميين اتسمت بالغموض فى بداية الأمر خاصة بعد موقف السودان الرمادى وقتذاك من حركة 30 يونيو وتوهانه فى معرفة ذاته هل هو مع أو ضد ماحدث فى مصر. بعد تمكن السيسى من حكم مصر وزجه للاسلاميين فى السجون وشعبيته الجارفة فى مصر ومباركة دول الخليج فيما عدا قطر له اصبح السودان يتبين طرف الخيط وان معاداة نظام السيسى لاجل عيون الهالك مرسى ليس من السياسة او الكياسة ، وبالفعل اعلن السودان عمليا اعترافه بنظام السيسى من خلال الزيارات الرئاسية المتبادلة وصمت نهائيا عن كل مايخص مرسى والجماعة فى مصر خلا بعض الأصوات غير الرسمية هنا وهناك . بعد اعتراف السودان بنظام السيسى ادرك ان العلاقات الجيدة مع مصر هى مدخل السودان الى دول الخليج الغاضبة من علاقاته مع ايران مما اثر فعليا على اقتصاد السودان وضرب عليه عزلة عربية كانت ستحتكم حلقاتها لولا تدخل الأقدار وظهور الحرب على الحوثيين فى اليمن بقيادة السعودية ، والتى انتهزها السودان سانحة طيبة لبيع شيعة ايران علنا ، ومن ثم غيرت عاصفة الحزم خارطة العلاقات السياسية فى المنطقة العربية ، واصبح السودان ينعم بالرضا الخليجى بدل السخط الذى دام طويلا واصبح بامكانه التمتع باموال الخليج بالاضافة الى علاقات متميزة يمكن الاستفادة منها فى مقبل الأيام ، ممايعنى ضمنيا ان صعود دول الخليج الى اعلى قائمة الأولوية عند الحكومة السودانية من شأنة ان يدنى دولا اخرى الى ذيل القائمة ربما من بينها مصر .
زيارة رئاسية الى الرياض فى خواتيم الأسبوع المنصرم انهى الرئيس البشير زيارة خاطفة للمملكة العربية السعودية وتعد الزيارة الثانية خلال اقل من شهرين حيث كانت الزيارة السابقة في الخامس والعشرين من مارس الماضي، قبل سويعات قليلة من إعلان المملكة عن عملية عاصفة الحزم في اليمن، والتي كان السودان اول من أعلن رسميا مشاركته فيها ضمن تحالف ضم – وقتذاك – عشر دول عربية وإسلامية. كما جاءت الزيارة السودانية للسعودية، بعد يومين فقط من دعوة مؤتمر إنقاذ اليمن إلى تشكيل قوة إنقاذ عربية للتدخل في اليمن . وأعتبر مراقبون أن العلاقات السودانية السعودية تشهد تطورا ملحوظا من شأنه ان يتعمق فى مقبل الأيام ، وان الرياض بدأت تبسط للسودان الأمر الذى سيشكل اطمئنانا سودانيا قد يدعو الحكومة الجديدة التى ستتشكل فى يونيو المقبل الى اعادة النظر فى سياستها الخارجية استنادا على حلف الرياض . فى غضون ذلك وفى الجانب الآخر من الوادى فى جمهورية مصر العربية تجرى مياها كثيرة تحت جسر العلاقة بين البلدين والتى لاتزال فى مربع الغموض من الباطن رغم مظاهر التعاون الاقتصادى البادية وشراكة مياه النيل ، لكن الحكومة فى خاطرها لم تغفر للسيسى انه اطاح بحلفاء لها كانو سيشكلون قوة ضاربة فى المنطقة وان تظاهرو بغير ذلك ليس تحسبا من مصر وانما من دول الخليج . فى هذه الأثناء اصدرت محكمة الجنايات المصرية حكما بإحالة أوراق الرئيس المخلوع مرسي إلى مفتى الديار المصرية برفقة عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحركة "حماس" وتنظيم "حزب الله" في قضيتي "التخابر الكبرى"، و"اقتحام السجون"، وحدد جلسة الثاني من يونيو موعدا للنطق بالحكم النهائي . شئون مصر الداخلية الحكومة السودانية الرسمية التى تتحسس موضع قدم لها فى زحام العلاقات الاستراتيجية مع الخليج وتتجمل لمصر اصدرت بيانا فوريا اعتبرت بموجبه ان قرار المحكمة بإحالة أوراق الرئيس المخلوع محمد مرسي، إلى مفتي الجمهورية المصرية ، شانا داخلياً، مشيرة إلى أن البلاد لا تتدخل في هذا النوع من الأمور الخاصة بالدول الأخرى. وقال السفير "علي الصادق" المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية ، إن بلاده تعتبر الأمر برمته "شأنا داخليا"، لا يجوز التعقيب عليه بأي طريقة كانت. البيان الحكومى بحسب مراقبين لا غبار عليه ويترجم حالة الحذر التى باتت تعيشها الحكومة السودانية من كل مايتعلق بالأخوان المسلمين وسيرتهم المليئة بالمحن فى مصر . لكن اخذ على الحكومة سماحها لحزب المؤتمر الشعبى برئاسة حسن الترابى وللأمين العام للأخوان المسلمين فى السودان بالحديث لوسائل الأعلام لحشد الأدانة لنظام السيسى وهو مالم يتعرض لمقص الرقيب لان الحكومة تستطيع ان ارادت منع نشر مثل هذه التصريحات الصحفية ولكنها لم تشأ ، فاصبح السودان يتعامل مع الحكم على اعدام مرسى من خلال قناتين رسمية وتنظيمية . حزب "المؤتمر الشعبي" ، برئاسة حسن الترابى، شجب الحكم قائلا : إن هذه الخطوة "ستفجر حربا أهلية عنيفة في مصر ستمتد آثارها إلى دول الجوار". كما عبر نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي، عن رفض حزبه القرارات التي اتخذتها المحكمة المصرية، وأنه سيدشن حملة قوية بمساندة الحركات الإسلامية في العالم لمناهضة تنفيذ الحكم. من جانبه طالب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، كمال عمر، مفتى الجمهورية المصرية بأن "يتق الله في مرسي"، واصفا الحكم بأنه "ظالم وبربري". المراقب العام للأخوان المسلمين في السودان الشيخ علي جاويش تحسر على الواقع الذي بات يعيشه السودان اليوم مستنكرا أن يصل الحد الى اعتبار ما يدور في مصر اليوم شأناً داخلياً . وعدّ جاويش تصريحات الخارجية السودانية، نوعا من " الهزال وإرتباك السياسة"، وأضاف: "لم يستطع المتحدث باسم الخارجية أن يصيغ كلمات يستر بها خوفه فجاءت تعبر عن هزال دبلوماسي وأضطراب سياسي.." وقال :"كيف جاز للسودان أن يشارك عسكرياً وسياسياً في عاصفة الحزم، التي استهدفت اليمن وهي دولة تبعد عن السودان آلاف الأميال ولم يعتبر شأناً يمنياً داخلياً.. ثم كيف جاز لهم أن يؤيدوا حفتر في ليبيا ويعتبروه شأناً عاماً بينما يصبح ما بدور في مصر، وهي الأقرب إلينا، شأناً داخلياً لا يهمنا أمره..؟ وذكّر علي جاويش بـ "أن نظام الإنقاذ كان جزءً من تنظيم الإخوان المسلمين وما يزال كثير من قياداته يفتخرون بذلك.." واسترسل: "هذا التداخل يجعل سياسات الحكومة شديدة الإضطراب.." وقال " النار التي تحرق مصر ستصل إلى السودان، وإن كان ضعيفاً أو لا يستطيع أن يقف موقفاً واضحاً من القضايا يجب أن يكون الخطاب على قدر من الحصافة لا على هذا النحو المخجل" مسيرة شعبية مناصرة فى غضون ذلك تناقلت وكالات الأنباء العربية والعالمية خبر التغطية التى وفرتها الحكومة شخصيا واجهزتها الأمنية للحركة الأسلامية السودانية والأحزاب الأسلامية لتسيير مظاهرة أحتجاجية عقب صلاة الجمعة من عدة مساجد بالعاصمة الخرطوم واتجهت صوب مبنى الأمم المتحدة حيث عبرت عن شجبها واستنكارها للأحكام التي صدرت بحق الإسلاميين بجمهورية مصر العربية الشقيقة. وخاطب المسيرة الأستاذ الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل والشيخ على جاويش المراقب بالإنابة للإخوان المسلمين والأستاذ كمال عمر الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي والأستاذ حسن رزق عن حزب الإصلاح الآن والأستاذ ناصر السيد عن الحزب الاشتراكي الإسلامي والأمين العام للحركة الإسلامية السودانية الشيخ الزبير محمد الحسن . واتفق المتحدثون على ان جملة الأحكام التي صدرت بحق الإسلاميين بمصر ليست عادلة وطالبوا بإلغائها فورا كما عبروا عن استنكارهم الشديد لموقف المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والتي لم تحرك ساكنا لما حدث لحقوق إنسانية إخوانهم المسلمين في ارض مصر الشقيقة وطالبوا المجتمع الدولي ان يتخذ المناسب من الإجراءات لحماية حقوق أولئك النفر الأبرياء من التهم التي وجهت إليهم ووصفوها بـ (المحكمة السياسية ) لجماعة الأخوان المسلمين . بحسب مراقبين ان الحكومة كان يمكنها ان تمنع هذه التظاهرة كدأبها فى منع تظاهرات لأحزاب سودانية اخرى قد تخرج فى بعض شأنها ، ولكن الحكومة السودانية لم تغض الطرف فحسب بل وفرت الغطاء الأمنى للمسيرة ممايعنى انها تريد ان تقول كلمتها من خلال قادة التنظيمات الاسلامية وهو مالن يخفى على فطن ، وبهذا تكون الحكومة قد اخذت منحى جديد فى علاقتها مع مصر وان بدا مستترا خلف قادة التنظيمات الاسلامية السودانية ولكنه واضح وضوح الشمس ان الحكومة ترفض حكم الأعدام على مرسى ولكن المجاهرة بهكذا رفض قد يوردها موارد القطيعة الخليجية التى باتت تحرص عليها اكثر من مصر وشأنها ، وان ستدافع عن التظاهرة بانها شئون حزبية فى بلد ديمقراطى يسمح بهكذا تظاهرات لا تمثل بالضرورة راى الحكومة . السودان ومصر والقادم القريب رغم ان تصريح الحكومة بان مايحدث فى مصر شان داخلى الأ ان مصر نفسها اصبحت تفهم جيدا سياسات الحكومة السودانية الخارجية والتى نسميها (عصا قايمة ، وعصا نايمة ) ، محللون مصريون يرون ان مصر تواجه تحديا فى تعاملها مع الحكومة السودانية ويرون ان هذا التحدى يتمثل فى ان الحكومة السودانية تتحرك باكثر من وجه واحد فى سياستها الخارجية . كتب د. حمدى عبد الرحمن فى الأهرام المصرية مقالا بعنوان (النهوض المصرى وحوض النيل ) بتاريخ 17 مايو 2015 يقول : علي الرغم من تقرب السودان من النظام المصري بعد الاطاحة بالرئيس محمد مرسي ومحاولته النأي بنفسه عن جماعة الاخوان المسلمين إلا أنه يرتبط بعلاقات وطيدة مع بعض فصائل المعارضة الاسلامية في ليبيا. ويرى الكاتب ان التحدى الذى يواجه مصر فى علاقتها مع السودان هو أن التحدي الأيديولوجي الذي يمثله نظام البشير يظهر في خارطة تحالفاته الإقليمية والتي تشمل ايران وحماس وقطر، بالاضافة إلي تعاطفه مع ثوار فجر ليبيا. ويرى الكاتب ان ذلك يفرض ضرورة اعادة النظر وتقويم خبرات التجارب التكاملية بين مصر والسودان والابتعاد عن الخطاب الحماسي المثالي الذي يركن إلي دعاوي التاريخ والروابط الحضارية المشتركة التي تجمع بين البلدين، فثمة واقع متبادل وصور ذهنية سلبية ارتبطت في الادراك السوداني بغلبة الدور المصري وتأثيره الواضح في المشهد السوداني قبل الاستقلال وبعده.
أحدث المقالات
- ابراهيم عوض والطاهر ابراهيم ..... كانت ثنائية باذخة الجمال ( 2 ) بقلم صلاح الباشا 05-24-15, 02:58 AM, صلاح الباشا
- الذات والعالم بقلم عماد البليك 05-24-15, 02:57 AM, عماد البليك
- بت الشيخ..!! بقلم عبدالباقي الظافر 05-24-15, 02:56 AM, عبدالباقي الظافر
- حفل غريب جداً.. بقلم عثمان ميرغني 05-24-15, 02:53 AM, عثمان ميرغني
- الإطلاع ثم الشراء ..!! بقلم الطاهر ساتي 05-24-15, 02:50 AM, الطاهر ساتي
- ليست الولايات المتحدة وحدها هي العقبة بقلم نقولا ناصر* 05-24-15, 02:49 AM, نقولا ناصر
|
|
|
|
|
|