|
عرمان:ذهاب البشير للصلاة في كاودا اصبح عصياً مثل ذهابه الى نيويورك بسبب المحكمة الجنائية الدولية
|
الامين العام للحركة الشعبية : ذهاب البشير للصلاة في كاودا اصبح عصياً مثل ذهابه الى نيويورك بسبب المحكمة الجنائية الدولية
عرمان : التقيت بالسيد الصادق المهدي الاسبوع الماضي لم اراه اكثر وضوحاً في اي وقت من الاوقات مثل حاله اليوم
ياسر عرمان : يجب ان نفرق بين اسقاط النظام وهو واجب وحق لا تراجع عنه وبين التيارات الاسلامية التي ستستمر الى ما بعد اسقاط النظام
خاص – مصطفى سري
تحدث الامين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان في حوار شامل عبر شبكة الاسكايب متناولاً عدداً من قضايا الساعة من بينها عودة السيد الصادق المهدي ، والموقف من الاسلاميين السودانيين ، وهيكلة نداء السودان ، والانتخابات ، وحظر اتحاد الكتاب السودانيين ، الى جانب تقييم الموقف العسكري ورده على وزير الدفاع اضافة الى قضايا اخرى .
واكدت الحركة الشعبية في السودان ان قادتها سيلتقون برئيس الآلية الرفيعة التابعة للاتحاد الافريقي ثابو مبيكي غداً للتشاور حول الجولة الجديدة للمفاوضات ، وعدت ان التعديلات الدستورية والانتخابات التي يزمع النظام اجراءها قضت على اي فرصة للتوقيع على اتفاق اطارئ في المستقبل ، وشددت الحركة على تمسكها بنداء السودان ووصفتها بانها اخر انتجتها قوى المعارضة لتوحيد نواتها الصلبة في مواجهة النظام ، ووجهت رسالة للقوات المسلحة .
+ اعلن رئيس الالية الرفيعة ثابو مبيكي جولة جديدة من المفاوضات ، ما هي رؤيتكم لهذه الجولة الجديدة ؟
= لم نتلقى دعوة رسمية ، وانما تلقينا دعوة للتشاور مع الرئيس مبيكي الذي ارسل رسالة الى رئيسي وفدي التفاوض في (15 ) صفحة ، فيها تلخيص لمواقف الطرفين وافكار جديدة ، وقد طالبت الحركة الشعبية مبيكي الذي تشاور مع الخرطوم ان يجري تشاور مع الحركة الشعبية ، حتى يعامل الطرفين بالمثل ، قبل الرد على رسالته ، وقد حدد لنا بعد غدٍ موعداً للتشاور معه ، وسيذهب وفد عالي المستوى من الحركة الشعبية لهذه المشاورات .
هنالك مستجدات جديدة اولها : ان التعديلات الدستورية قد قضت بشكل نهائي على كل ما ورد في الدستور واتفاقية السلام السابقة 2005 و، وهذا سينعكس مباشرة على محاولات الآلية الرفيعة للوصول الى اتفاق اطارئ يستند في احدى جوانبه على اتفاقية السلام واتفاق 28 يونيو 2011 ، وقد عدنا الى المربع الاول والتعديلات الدستورية دمرت كل مكاسب المنطقتين في اتفاقية السلام لعام 2005 ، ثانياً : اصرار المؤتمر الوطني على الانتخابات والتمديد للبشير يقضي على اي فرصة للحوار القومي الدستوري ، ثالثاً : اصرار النظام على الحلول الجزئية ، يضعف بل يقضي على اي فرصة للوصول الى اتفاق مع الحركة الشعبية .
الحركة الشعبية لم تتخلى عن قوى ( نداء السودان ) ، والتوصل لوقف الحرب في المنطقتين ودارفور هو مدخل رئيسي لاي حوار وطني دستوري ، كما ورد في الاتفاق الذي وقع بين الجبهة الثورية وحزب الامة من جهة ومجموعة (7+7 ) من جهة اخرى ، والنظام الان حطم هذا الاتفاق ويعمل على تمزيق مجموعة (7+7 ) .
+ بهذا الحديث تعتبر الجولة القادمة قبل ان تبدأ مصيرها الفشل ، اليس كذلك ؟
= نحن دائماً ندخل المفاوضات بنوايا حسنة ، وعلى استعداد لتقيدم افكار جديدة ، في اطار منظومة الحل الشامل ، ووقف الحرب ، ولسنا على استعداد لاي حل جزئي ، وسنفاوض ونحارب لرد عنوان النظام ، ولن نرفض اي دعوة للمفاوضات مطلقاً ، ولن نقبل بحل جزئي على الاطلاق .
+ الفترة السابقة شهدت تصعيد حربي كبير ، هل هذا التصعيد مرتبط بمواقف تفاوضية ؟
= نعم مرتبط بالتفاوض والانتخابات ، النظام يريد ان يصل الى تمديد يسميه بالانتخابات في مناخ سياسي خالي من التمرد ، كما يعبر النظام ولذا وظف اكبر موارد بشرية ومادية للقضاء على ما اسماه التمرد ، وخطته تستند على ان جبال النوبة هي عظم ظهر التمرد في السودان ، ولذا فان الموارد المالية الضخمة توزعت بين محاسيب الرئيس والوزير اللمبي ومقاولي الحرب، والمليشيات المستأجرة وقادتها ، وما تبقى للجنود المستأجرين الذين هم في غالبيتهم من الهامش ، وتم حشد اكثر من (10 ) من الجيش والمليشيات ، واكثر من (500 ) سيارة محملة بالمدافع ودبابات شملت (تي 72 ) و (تي 55 ) وبتنسيق مع سلاح الطيران ، والعمليات العسكرية يقاس نجاحها بتحقيق اهدافها ، هذه العمليات كان هدفها الاول الاستيلاء على ( كاودا ) ، وقد اصبح ذهاب البشير للصلاة في ( كاودا ) عصياً مثل ذهابه الى نيويورك بسبب المحكمة الجنائية الدولية ، والهدف الاخر هو الاستيلاء على الحدود الدولية لجنوب السودان التي تسيطر عليها الحركة الشعبية ، وتنسم رائحة البترول على الضفة الاخرى من الحدود ، والنظام مدمن في استنشاق رائحة البترول .
وبعد شهر ونصف من العمليات كانت النتيجة عكسية ، وبدلاً من ( كاودا ) والحدود الدولية الجيش الشعبي الان يحاصر اكبر حاميات النظام في تلودي وكادوقلي ، وتم تمويل وتشوين الجيش الشعبي من عتاد النظام ، وقد تم الاستيلاء على اكثر من (100 ) مدفع دوشكا ، ودبابات في حالة جيدة ، ولاول مرة يتم الاستيلاء على دبابات (تي 72 ) ، بالاضافة ( تي 55 ) ، وعشرات السيارات المحملة ، ودمر مثلها الكثير ، وتمت التضحية بمئات من ابناء الشعب السوداني قتلى وجرحى ، دون ان يسأل احد او يحاسب احد ، ولذا فان الانتصار الذي تحقق استيراتيجي ، وخذ كلامي جيداً ان الحرب في دارفور لم تنتهي ، وسوف يلحس قادة النظام احاديثهم عن دارفور عما قريب ، والجبهة الثورية سترد الصاع صاعين ، والنظام يعلم ذلك .
+ وزير الدفاع السوداني في تصريحات قال ان جنوب السودان ما يزال يدعم الجبهة الثورية وان قادتها موجودون في جوبا ، ما ردكم ؟
= الحرب التي دارت في تلودي ، وحول كادوقلي لا تقع في اي منطقة جغرافية تسمى جوبا ، وشرق جبل مرة الذي يتم فيه التطهير والابادة الجماعية الان لا يقع بالقرب من جبل الرجاف ، واذا ارتجف وزير الدفاع عليه ان يأخذ دورس في الجغرافية ، وهو يسترخص الحديث مثلما يسترخص ارواح الجنود السودانيين ، وهذا الرجل ليست له علاقة بالقوات المسلحة فهو فني من خارج حدودها ، مثل مدير الشرطة ، الم يقل هو ورئيسه ان عام 2013 سيشهد نهاية التمرد ، وان عام 2014 سيشهد نهاية التمرد ، واذا كان يحترم نفسه عليه ان يقدم استقالته ، دون البحث عن مبررات .
+ انتم تحاربون القوات المسلحة ومعها مليشيات ، وسبق ان ذكرت ان هناك تمرد من المليشيات بعد معارك تلودي ، ما هي رسالتكم للقوات المسلحة ؟
= نحن الان لا نحارب القوات المسلحة بل هي بنص الدستور والتعديلات التي ادخلت عليه اخيراً قد تم تهميشها ، واليد الطولى الان لحمدتي ومحمد عطا ، والقوات المسلحة اصبح ضباطها يهانون ويتم ضربهم في قارعة الطريق في الضعين ، ويتم قتلهم امام جنودهم ، ورأس مال الجندي الكرامة ، واغتصب الجنجويد النساء في تلودي وخالفوا تعليمات وزير الدفاع ومدير جهاز الامن ، وصمت النظام ،وهذا عصر الجنجويد ، والقائد اللجنجويد هو القائد العام للقوات المسلحة.
كانت لدينا ولا زالت تحفظات على اداء وتسيس القوات المسلحة ومهنيتها وعقيدتها العسكرية واستخدامها في حروب داخلية ، ولكن القوات المسلحة تقف معنا في صف واحد فهي مهمشة مثل الآخرين ، ان لم يتحرك الوطنيين من ضباط القوات المسلحة فان جنجويد الرئيس ووزير الدفاع سيحتلون مكاتب وردهات القيادة العامة عما قريب ، وعلى القوات المسلحة ان تختار جانب الشعب او الاذلال تحت امرة الجنجويد ، فاما ان ينحازوا الى شعبنا اليوم والا فانهم سيفقدون آخر بقايا الاحترام التي انتجتها مواقف عبد الفضيل الماظ وعلي عبد اللطيف وثابت عبد الرحيم وفضل المولى ، وسيد فرح واحمد محمد وفتحي احمد علي ومحمد عثمان حامد كرار ، ومعارك ( كرن ) وفي بنغازي .
+ هنالك تسريبات في الخرطوم عن اتجاه لتأجيل الانتخابات البرلمانية والابقاء على الرئاسية ، هل تعتقدون ان المؤتمر الوطني يحاول ان يقترب من الحوار مع القوى السياسية ؟
= اي حوار واي قوى سياسية واي انتخابات ، لا توجد انتخابات ، يوجد تمديد على اسنة الرماح ، وتمديد لا يحترم حتى المنافسة الداخلية في اطار حزب المؤتمر الوطني ، فالبشير وزمرته يدسون بمداسهم حتى الراغبين في التغيير المحدود داخل المؤتمر الوطني ، وكما قال الزول الوسيم محمد حسن سالم حميد ( مالا الرجال الساكتة على الغلط ) ، فهل يعقل حتى بمقايس المؤتمر الوطني ان يحكم شخص واحد السودان لمدة (31 ) عاماً ، وما يحدث هو تمديد لم يتاح حتى للخلفاء الراشدين .
وعلينا جميعاً الا نهتم باي نوع من التمديد يجرون ، وحسناً فعلت قوى ( نداء السودان ) بطرح حملة ( ارحل ) ، والجبهة الثورية والحركة الشعبية بالطبع يدعمان تحويل هذه المهزلة الى معركة شاملة لمنع التمديد ، واحداث الجديد والانتفاضة على حكم المعسكر الامني للحركة الاسلامية ، والتمديد في جوهره تمديد لرجل واحد ( One man show ) ، وهو رئيس المعسكر الامني ، ان شعبنا سينتصر وليكن عامنا هذا هو عام الخلاص فالوضع الاقتصادي ، ووحدة نواة المعارضة ممثلة في ( نداء السودان ) واتساعها لتشمل قطاعات مهمة من الاسلاميين ، الى جانب الهزائم العسكرية والعزلة الخارجية تؤهل شعبنا لاحداث التغيير ، وليكن عامنا هذا كله رجاء ومعارك وامل وتغيير .
+ الان في الخرطوم قوى كثيرة تشكو من التضييق الامني الذي طال احزاباً في المعارضة وصحفيين الى ان وصلت الى وقف نشاط اتحاد الكتاب السودانيين ، هل مع مثل هذه الظروف يمكن ان يحدث التغيير ؟
= اشد ساعات الظلام هي التي تسبق الفجر ، فالنظام يتخبط تارة يريد ان يحل ويحظر حزب الامة ، ويعتقل الصحفيات والصحفيين ، ويحتفظ في سجونه برجال كبار ومحترمين من امثال فاروق ابوعيسى وامين مكي مدني والحاج قادم وفرح العقار ، وينتهي بحظر اتحاد الكتاب ، انهم يجرون الانتخابات في قرية خالية من العواطف السياسية كما قال غابريال ماركيز الناطق الرسمي باسم شعوب امريكا الاتينية في روايته العظيمة ( مائة عام من العزلة ) ، نحن الان في ربع قرن من العزلة ، في حكم داعشي ، ولكن كل ليل يعقبه فجر ، وشعبنا الذي انجب اناس في وضوح وتصميم محجوب شريف ، يستطيع هذا الشعب ان يكون يوماً ما يريد .
+ وحدة المعارضة ما بين ( اعلان باريس ) ونداء السودان الى ايهما تستند وحدتها ؟
= وحدة المعارضة ليس مباراة بين اندية كرة القدم ، وانما هي سجل طويل من العمل المشترك ومن تراكم التجارب فهي مرت بمحطات كثيرة ، من التجمع الوطني الديموقراطي ، واعلان جوبا ، واعلان الفجر الجديد ، واعلان باريس ونداء السودان ، وغيرها وكلها اضافات ودروس وتراكم كمي ونوعي ، وادت جميعها الى نداء السودان ، المخربون وحدهم هم الذين يحاولون تمزيق صف المعارضة باعلاء تجربة او اعلان على حساب الآخر ، ولا ينظرون لكل ذلك من منظور التكامل والتصاعد في عمل المعارضة .
ان نداء السودان هو آخر نسخة انتجتها قوى المعارضة لتوحيد نواتها الصلبة في مواجهة النظام ، وسنمد ايدينا من الراغبين في التغيير خارج نداء السودان ، مع الحفاظ على وحدة النواة الصلبة ، ان نداء السودان هو من انتاجنا جميعاً وفي العمل الجماعي يجب احترام جماعية المجهودات وعدم تجييرها باسم مجموعة او فرد ، فكلنا اسهمنا ، وحتى الوحدة الصغيرة التي تؤدي الى ترجيح كفة الميزان مهمة مثل الكم الكبير الذي كان يحتاج لهذه الاضافة الصغيرة لترجيح الكفة .
+ النظام يسعى لعودة الصادق المهدي الى الخرطوم ، وهذا ما جعل البعض يشكك في استمرارية المهدي في تحالفه معكم في نداء السودان ؟
= ما يريده النظام ليس متطابقاً مع ما يريده السيد الصادق المهدي ، ولقد اتيحت لي فرصة العمل ومراقبة مواقفه على نحو لصيق ومباشر طوال العشرين عاماً الماضية ، والتقيته الاسبوع الماضي ولم اراه اكثر وضوحاً في اي وقت من الاوقات مثل حاله اليوم ، وهو وحزبه من المتضررين الاوائل من هذا النظام منذ الدقيقة الاولى لانقلاب الانقاذ ، ونحن نثق فيه وكذلك نثق في انفسنا ، وتحالفه معنا غير مربوط بوجوده في الخارج ، فقادة حزبه في الداخل لم يتوانوا في التصدي لصلف وعنجهية النظام ، بل نقول اكثر من ذلك اننا نرى بوضوح ان تحالفنا يمكن ان يمتد على نحو استراتيجي لسنوات طويلة قادمة لتصفية ارث النظام الحالي واستعادة دولة الوطن ومؤسساتها وبناء دولة جديدة ، وهذه مهمة معقدة لا يستطيع اي حزب ان ينجزها بمفرده ، وتحتاج لقدر واسع من الاجماع الوطني ، واذا ذهب هذا النظام فانه سيترك دولة عميقة ومجموعات استولت على السلاح والمال والاعلام واجهزة الدولة ، وفي الاخير نحن لانبني تحالفاتنا على المخاوف فالتحالفات قائمة على اساس المصالح المشتركة بين اطرافها ، ومتى انتفت تلك المصالح انتفت التحالفات ، واساسها الموضوعي .
ولذا فاننا ندعو بنات وابناء شعبنا لعمل مخلص لبناء الثقة بين اطراف المعارضة ، والابتعاد عن ثقافة المماحاكات والاشاعات والمنافسة الحزبية الضيقة ، ومعرفة ما هو رئيسي وثانوي ، وعدم الخلط بين قضايا الامس واليوم والمستقبل ، والمبدئية في التحالفات وادراك طبيعة النظام ، ان اهم ادوات النظام هي سياسة فرق تسد وتمزيق الصف المعارض ، ان القوى الراغبة في تصفية نظام الحزب الواحد يجب ان تظل وحدتها مقدمة على اي نزق سياسي او ايدولوجي ، او تقسيمات اثنية او دينية ، او تقسيم على اساس الهامش والمدينة في اطار الصف المعارض . هنالك حملة مدفوعة الاجر والقيمة يقودها بعض المتحزلقين من اقرباء النظام في الخفاء تقود حملة تشويه واسعة ضد قادة المعارضة ، ويرفعون عقيرتهم ضد قادة الجبهة الثورية واعلان باريس ونداء السودان وامرهم مكشوف ، مهما اختفت اوداجهم ، ونحن نعلم الحبل السري الذي يربطهم مع اجهزة النظام ، مهما وضعوا من مساحيق .
+ ظلتت تقدم اكثر من مرة دعوة للاسلاميين الراغبين في التغيير للمشاركة مع قوى التغيير، غير ان البعض في المعارضة يرفض مثل هذه الدعوة باعتبار ان الاسلاميين هم جزء من هذا النظام ، كيف ترد عليهم ؟
= قالت لي استاذتنا الجليلة فاطمة احمد ابراهيم متعها الله بالصحة والعافية ( ما في حاجة بتقطع مصاريني زي عملكم السياسي مع المحبوب عبد السلام ) وكانت تعني الحركة الاسلامية ، واستمتعت بالحوارات العميقة مع الصديق الراحل والمفكر الاستاذ الخاتم عدلان حول هذه القضية الشائكة والمعقدة ، ولم التقيه ايما مرة الا كان هذا موضوعنا المفضل . انا مدرك لغضب شعبنا مما الحقته به الحركة الاسلامية من دمار شامل وفي نفس الوقت وعبر (36 ) عاماً من معرفتي المباشرة في العمل السياسي بالاسلاميين السودانيين ولا سيما خلال (26 ) عاماً الماضية ادرك ان ازمة الحركة الاسلامية السودانية ومواقفها الملتبسة من قضايا المواطنة والدين والدولة والديموقراطية والتداول السلمي للسلطة قد صارت مأزقاُ سودانياً ايضاً ، بعد استيلاءهم على الحكم بالقوة ، وقضايا الدين والسياسة قضايا عالمية ، تمتد من الهندوسية في الهند الى حسن الترابي في السودان .
وتوجد تيارات في داخل الحركة الاسلامية لا تخطئها العين ، ويكفي ان تتابع الدكتور الطيب زين العابدين ودكتور التجاني عبد القادر والدكتور غازي صلاح الدين، والراحل احمد عثمان مكي الذي قبل رحيله بايام كنت ارتب له لقاء مع الدكتور جون قرنق ، ويجب الا نضع الاسلاميين في سلة واحدة ويجب ان نفرق بين اسقاط النظام وهو واجب وحق لا تراجع عنه وبين التيارات الاسلامية التي ستستمر الى ما بعد اسقاط النظام ، وادراك الكثير من الاسلاميين ان العسكر والامنجية قد امتطوا ظهر الحركة الاسلامية ومزقوا صفها مثلما مزقوا السودان ، ولذا من الواجب ان نمد ايدينا للاسلاميين الراغبين في التغيير والمحاسبة وبناء نظام ووطن جديد ، دون التنازل عن اسقاط النظام ، وايضاً ان اسقاط النظام لا يعني رفض الحل السلمي الشامل وبناء اجندة المستقبل بين جميع السودانيين على اساس المواطنة والتحول الديموقراطي والمحاسبة ورد الحقوق وبناء وطن جديد يسع الجميع دون اقصاء الاسلاميين الراغبين في التغيير .
هنالك صراع يدور الان داخل الحركة الاسلامية والمعسكر الامني الذي يقف وراء التمديد واستمرار الحرب ونرى ان الراغبين في التغيير وبناء اجندة جديدة لمستقبل السودان وتصفية نظام الحزب الواحد من الاسلاميين يجب الترحيب بهم دون التنازل عن حق شعبنا في التغيير واسقاط النظام ، واتمنى ان اكون قد وفقت في الحديث عن قضية شائكة في لقاء صحفي ربما لا يكون شافياً في هذه القضية ، اننا يجب ان نبدل موازين القوى لمصلحة شعبنا وحقه في التغيير واسقاط النظام .
+ هل هيكلة نداء السودان يمكن ان القشة التي ستقسم ظهر المعارضة ووحدتها ؟
= ظهر المعارضة اليوم سيقوى على كل حمل وقد تجاوزنا اصعب المراحل والحقنا اكبر هزيمة بعمل اجهزة امن النظام لمدة ربع قرن في محاولات تمزيق الصف المعارض ، وكان نداء السودان انجازاً عبقرياً لشعبنا ، واختباراً حقيقياً لقيادات المعارضة ، وبمزيد من الصبر والمشاورات الرصينة والتأني وعدم الاستعجال ودخول المعارك المشتركة التي تبني الثقة ، ستحل قضية الهيلكة ، وهناك مقترحات وحرص وعمل وتبادل للاراء لايجاد صيغة مرنة وفاعلة وتستجيب للمهام وتمتن وحدة المعارضة ، ونحن على كامل الثقة بان هذه القضية ستنجز عما قريب ، لا سيما ان نداء السودان قد اصبح يمشي بين الناس وفي الاسواق .
|
|
|
|
|
|