|
جات (الكنايس) لى أهدتنى قدسيه وجات (الجوامع) صر اهدتنى منبر وتوب عكاز وطاقيه
|
الخرطوم:حسين سعد
للعام التالي علي التوالي غابت المارشات التي كانت تسيرها الكنائس وهي تجوب الشوارع والطرقات بأهازيجها وكشكوشها وترانيمها في إحتفالات (المسيح) حيث منعتها السلطات وكان (الناس كل الناس) يقابلوها في الطرقات رافعين أياديهم وملوحين بها تعبيراً وأعجاباً بالمارشات وهم يهنئون المسيحيين بطوائفهم وكنائسهم المختلفة باعياد الميلاد. الملاحظة الثانية في أعياد هذا العام والجديرة بالملاحظة هي ان الحكومة لم تدرج أعياد المسيحيين (الكريسماس) ضمن الأعياد القومية ومن ثم إعتبارها إجازة رسمية للدولة كما كان قبل انفصال الجنوب السودان في العام 2011م.وصباح الخميس الماضي وعندما أرسلت شمس ذاك اليوم اشعتها معلنة ميلاد يوم جديد خرج المسيحيين رجال ونساء وشباب وأطفال صوب كنائسهم المختلفة وهناك سبقتهم الحكمة الدينية الراسخة(المجد لله في الاعالي وعلي الارض السلام وبالناس المسرة) التي علقت داخل كنيسة المسيح السودانية التي شاركت فيها اهلي وجيراني احتفالاتهم كيف لا أشاركهم وهم من يقدمون لي التهاني التبريكات في اعياد رمضان والفداء من كل عام وهم من يخرجون لي صينية فطور رمضان مع الناس في الشارع عندما تكون أسرتي غائبة التحايا والتبريكات.هذه التسامح والتعايش الديني (الراكز) عبر عنه شاعر الشعب الراحل المقيم محجوب شريف بقوله:
النفاجو فاتح مابين دين ودين
نفحة محمدية دفئاً كالضريح
ميضنة كم تلألى جيداً في الليالى
مجداً في الأعالى
مريم والمسيح
ومن داخل كنيسة المسيح السودانية بسوبا الاراضي دعا القساوسة والمبشرين في الصلوات التي شهدت ترانيم واهازيج غنائية جاءت علي شاكلة(الكان راجينو يبقي معانا جانا الليلة في الميعاد) و(صوت الجرس دائماً يرن وسط الناس)وكذلك تقول ترنيمة(يا قلبي ليه كل الفرح الليلة طل علينا عيد ياقلبي دائما كن سعيد) دعا القساوسة الذين خاطبوا احتفالات أعياد الميلاد بكنيسة المسيح السودانية بالخرطوم الخميس الماضي إلي وقف نزيف الحرب وتحقيق السلام.وناشدوا المؤمنيين الي إظهار المزيد من التعاطف وقال القساوسة والمبشرين في الاحتفالية ان هناك الكثير من السودانيين اليوم يحتاجون الي التعاطف.ثمة نقطة مهمة عكستها صلوات ودعوات القساوسة وهي مناشدتهم للمؤمنيين الي التكاتف والتعاضد لمعاونة الفقراء والمحتاجيين.وفي كلمته لدي مخاطبته احتفالات كنيسة السودان الداخلية غرب مقر مجلس الولايات بأم درمان وكنيسة المسيح السودانية بمحلية امبدة بأعياد الميلاد أكد وزير الثقافة الطيب حسن بدوي علي أهمية الكنائس في تحقيق السلام وتعزيز التسامح تأكيدا لما تدعو إليه جميع الرسالات السماوية من إشاعة للسلام والمحبة وإرساء قيم ومورثات المجتمع.ودعا الوزير دعا الكنيسة للمساهمة الفاعلة في تحقيق تطلعات قاعدتها العريضة،بينما قال والي الخرطوم د. عبدالرحمن الخضر أن الدولة تسعى لتحقيق الوحدة بين أبناء الوطن الواحد، وفي الاثناء طالب معتمد محلية امبده عبد اللطيف فضيلي علي بمعالجة النزاعات التي أثرت سلبا على التنمية والتعليم والصحة. ومن جهته أكد الأمين العام لكنيسة المسيح السودانية بمحلية امبدة القس حسين داؤود أهمية العمل بروح الجماعة من اجل إنجاح البرامج الاجتماعية.وعصر أمس الاول الجمعة وزعت اللجنة العليا لمهرجان تراث جبال النوبة الدعوة للحضور الاحتفالية التي اقامتها بدار (كيقا) بأمبدة البحيرة للاحتفال باعياد ميلاد المسيح وذكري مولد المصطفي عليه افضل الصلاة والتسليم،داركيقا ضاقت بالحضور الذين وفدوا من كل (فج عميق) لتبادل التهاني والتبريكات والمعايدة حيث كانت هاك العمة والجلابية واللبسات الافريقية والافرنجية وكانت ايضاهناك (المسابح) و(الصليب) وكان الاطفال والنساء والرجال والشباب هذه اللوحة الفريدة للتسامح والتعايش عبر عنها الشاعر العظيم الراحل محمد الحسن سالم حميد وهو يقول:وطنا حبيبنا رغم البين هي الأشواق-حنينا إليك زين-يا الزين يظل دفاق-ما حوجتنا ونديك-وغيمنا عليك-دوام ساساق-نحبك من طرف-من جمب-رغم قطائع الإملاق-ماب تندم علاقة دم-وفاء وتاريخ-علي الإطلاق-إذا ما الغربة لمتنا-علي ذات الخلق واخلاق-وطن وين كان-وطن ساكت وطنا وبس-في جوفنا اندس-ألف -ميم –لام-متين ينبث- يلم قدام-رمز لي مجدو صانو تمام-مسيحيتو واريحيتو-وسماحة إسلام.وعندما اعلنت المنصة بداية الاحتفالية وقف الحضور دقيقة حداد علي ارواح الشهداء في الحرب ثم اعتلي المنصة الشيخ ابراهيم جمعة وهو يتلو ايات من القران الكريم أعقبته في الحديث الاستاذة حياة جون عن اللجنة المنظمة التي قالت في كلمة مختصرة وبسيطة وتابعت:اليوم لا حديث لنا بل نترك المساحة للاخرين وللفرق الغنائية لكي يعطروا لنا هذه الامسية التي جمعتنا للاحتفال باعياد الميلاد ومولد خاتم الانبياء والمرسليين.حيث جاءت اولي الفقرات الغنائية من فرقة ابناء المسيح للترانيم. وعندما قدمت المنصة المك محمد نواس ممثل الادارة الاهلية في كلمته في الاحتفال قال ان هذا اليوم يجسد التعايش الديني بين المسلميين والمسيحيين في جبال النوبة وتابع (الدين لله والوطن للجميع) وقال انهم في هذه المناسبة العظيمة يوجهوا نداء للمتحاربين بالعمل علي حل خلافاتهم بالحوار وردد(لا للحرب نعم للسلام) وحذر من الذين يروجوا للفتن والبلبلة بين الناس مشددا علي ضرورة توحيد الصف والكلمة.بعد ذلك تواصلت الفقرات حيث قدم الفنان علاء الدين عوض وصلة غنائية نالت استحسان الحضور. من جهته قال القس انجلو علي انهم امة اصيلة تتعايش في سلام ومحبة وتتشارك الافراح بدون عصبية ولا نحمل كراهية لاحد وتابع:طبيعي جدا ان تجد في الاسرة الواحدة في جبال النوبة المسلم والمسيحي والاديان الافريقية والكجور وليس هناك تناحر او تمييز بين الاديان وردد(هذا ارثنا وتاريخنا منذ قديم الزمان) واضاف (كلنا من ادم وادم ابو البشرية)وأعتبر الاحتفالية ومشاركة المسيحيين اعيادهم وكلك المسلميين بانها ستكون ضربة البداية ونواة للعمل الاجتماعي القادم لجعل التعايش والسلام بين الناس واردف(سنرفع رايات السلام والمحبة عالية خفاقة) بعد ذلك جاء الفاصل الغنائي الذي قدمته فرقة اضواء الجبال التي ألهبت الحضور بادائها الفني المميز ودفعتهم لمغادرة اماكن جلوسهم الي ساحة الرقص مع اعضاء الفرقة الغنائية بازيائهمم المميزة.علي كل حال إنتهت أمسية احتفالية دار كيقا البسيطة لكنها ارسلت رسالة واضحة وهي ان التباين الديني والثقافي موجود في االسودان ولا يمكن اهماله او القفز عليه كما ان التعايش والتسامح الديني لاسيما في جبال انوبة موجود ايضا ومنذ قديم الزمان والشاهد علي ذلك الافادات اعلاه التي اشار لها القساوسة والمبشريين ورجال الدين الاسلامي بل ان الاحتفالية نفسها التي تبادل فيها الجميع مسلمون ومسيحيين التهاني باعيادهم تعكس تلك الحقيقة والتي لانجد ما يعبر عنها بدقة اكثر سوي الاغنية التي غناها الفنان سيف الجامعة وهويقول : وجات الكنايس لى أهدتنى قدسيه-وجات الجوامع صر-اهدتنى منبر وتوب عكاز وطاقيه-وكان مهرجان شعبى-زى كل خلق الله-زى كل ناس الله-من قلبى حبيتها.
|
|
|
|
|
|